logo
#

أحدث الأخبار مع #نشوىالحفني

'خامنئي' يوافق على تجميد جزئي لعمليات التخصيب .. فهل يمكن التوصل لاتفاق شامل مع واشنطن ؟
'خامنئي' يوافق على تجميد جزئي لعمليات التخصيب .. فهل يمكن التوصل لاتفاق شامل مع واشنطن ؟

موقع كتابات

time١٣-٠٥-٢٠٢٥

  • سياسة
  • موقع كتابات

'خامنئي' يوافق على تجميد جزئي لعمليات التخصيب .. فهل يمكن التوصل لاتفاق شامل مع واشنطن ؟

خاص: كتبت- نشوى الحفني: فيما يبدو كنتيجة جديدة من نتائج جولات المفاوضات بين 'أميركا' و'إيران' حول البرنامج النووي الإيراني، كشفت مصادر إيرانية لـ (سكاي نيوز عربية)، مساء الإثنين، أن المرشد؛ 'علي خامنئي'، أجاز للوفد الإيراني المفاوض الموافقة على تجميد جزئي لعمليات التخصيّب إذا تطلبت المفاوضات ذلك. ويأتي هذا التطور بعد جولة محادثات رابعة بين 'إيران' و'الولايات المتحدة' حول البرنامج النووي. وكان وزير الخارجية الإيراني؛ 'عباس عراقجي'، صرح، الأحد، بأن بلاده لن تتنازل عن حقها في تخصّيب (اليورانيوم). وذكر أن: 'قُدرة التخصيّب هي إحدى افتخارات وإنجازات الأمة الإيرانية، وهي غير قابلة للتفاوض'. وعقدت 'واشنطن' و'طهران'؛ في 'سلطنة عُمان'، الأحد، جولة رابعة من المباحثات تهدف للتوصل لاتفاق بشأن الأنشطة النووية لـ'إيران' مقابل رفع عقوبات اقتصادية عنها. استخدامه للأغراض السلمية.. وسبق للمبعوث الأميركي الخاص للشرق الأوسط؛ 'ستيف ويتكوف'، أن ألمح إلى مرونة أميركية بشأن مواصلة 'إيران' تخصيّب (اليورانيوم) إلى مستويات مخصَّصة حصّرًا للاستخدامات المدنية السلمية. لكن 'ويتكوف' شدّد، في مقابلة إعلامية الجمعة، على أن تخصّيب (اليورانيوم) هو: 'خط أحمر' بالنسبة إلى 'الولايات المتحدة'. ولطالما اتهمت دول غربية؛ بما فيها 'الولايات المتحدة'، 'إيران'، بالسّعي إلى تطوير أسلحة نووية، وهو ادعاء تنفيه 'طهران' التي تؤكد حقها في التكنولوجيا النووية وأن برنامجها سلمي حصّرًا. وردًا على سؤال الأربعاء؛ بشأن إمكانية احتفاظ 'إيران' بالقُدرة على تخصّيب (اليورانيوم) لأغراض سلمية، قال 'ترمب' إن هذه المسألة تبقى مفتوحة. ووفقًا لما ذكره موقع (ناشيونال إنترست) الأميركي؛ الذي أرجع عدم وقوع مواجهات مباشرة بين البلدين خلال الأشهر الأخيرة إلى تغييّر الإدارة الأميركية. ولا يدور النقاش حول ما إذا كان ينبغي منع 'إيران' من امتلاك أسلحة نووية، بل حول كيفية القيام بذلك وهو ما يمكن النظر إليه من خلال (03) سيناريوهات رئيسة. التوصل لاتفاق جزئي.. إذا استمرت الاتجاهات الحالية على الساحتين الدولية والمحلية؛ فإن السيناريو الأكثر ترجيحًا خلال الأشهر القادمة، هو التوصل إلى اتفاقات جزئية أو مؤقتة توفر قيودًا نووية محدودة، لكنها لا ترقى إلى اتفاق 2015 الذي انسحب منه الرئيس الأميركي؛ 'دونالد ترمب'، في ولايته الأولى عام 2018. فرُغم الضغوط الداخلية والانتكاسات الإقليمية؛ وانعدام ثقتها بـ'الولايات المتحدة'، فقد أظهرت 'إيران' صمودًا ولم تُظهر أي استعداد لتقديم تنازلات كبيرة في المجال النووي، مع قبول المفاوضات لتخفيف الضغوط. وبموافقة المرشد الإيراني؛ 'علي خامنئي'، والدعم المحلي لاتفاق جديد، من المُرجّح أن تواصل 'طهران' التفاوض بطريقة مدّروسة، بحيث تُحافظ على مزيج من العروض والتهديدات بهدف تخفيف مخاطر الهجوم العسكري والترحيب باتفاقيات جزئية تُحافظ على قدرتها على المناورة وتُساعد في تهدئة التحديات الداخلية والخارجية. وقد تؤدي عوامل أخرى إلى الاتفاق الجزئي؛ مثل الضغوط الغربية لإبرام اتفاق قبل تشرين أول/أكتوبر 2025، وهو تاريخ انتهاء صلاحية الآلية الدولية لإعادة فرض العقوبات على 'إيران'، وهناك أيضًا القضايا العالمية الأخرى مثل 'حرب أوكرانيا'؛ بالإضافة إلى نفاد صبر 'ترمب'. وقد يُحقق هذا الاتفاق فوائد مؤقتة؛ مثل وقف التصعيد المباشر بين 'إيران' و'إسرائيل'؛ التي قد تتجنب تقويض ما يمكن اعتباره: 'انتصارًا دبلوماسيًا لترمب'. ومع ذلك؛ فإن ترك القضايا الغامضة أو غير المحسّومة ضمن الإطار النووي يخلق آلية كامنة لاستئناف المواجهة، وقد يبَّرر أي نشاط إيراني تعتبره 'إسرائيل' تعزيزًا لطموحاتها النووية، ردود فعل سرية أو علنية. وفي سيناريو ثانٍ؛ يُعدّ التوصل إلى اتفاق نووي شامل، أفضل من اتفاق 2015؛ السيناريو الأقل ترجيحًا فرُغم ضيق الوقت، هناك فجوة كبيرة بين مطالب 'الولايات المتحدة' والتنازلات التي ترغب 'إيران' في قبولها. ومع ذلك؛ فإن نهج 'ترمب' قد يُزيد من احتمالية التوصل إلى اتفاق أكثر شمولًا فقد تحصل 'طهران' على ضمانات وحوافز إيجابية بفضل مرونة الرئيس الأميركي الذي يرغب في إنهاء 'حرب أوكرانيا'، وكسّب الدعم الروسي للضغط على 'إيران' قد يُساعد في التوصل إلى اتفاق شامل جديد. وقد يُؤدي تزايد الضغط الاقتصادي؛ من خلال فرض عقوبات على المصافي الصينية المُشاركة في معالجة النفط الإيراني وأسطول النفط الخام الإيراني، إلى خفض صادرات 'طهران' من النفط الخام. كما يعكس النشاط العسكري الأميركي المتزايد في الشرق الأوسط؛ وما تبعه من تهديد مباشر لـ'إيران' والتعزيزات العسكرية في المنطقة خيارات 'ترمب' المستقبلية. ورغم محدودية الفرص؛ فإن اتفاقًا نوويًا جديدًا يمدَّد الجداول الزمنية لإنتاج (اليورانيوم) العسكري، ويفرض قيودًا دائمة جديدة على التقدم في مجال التسلح، ويُعيّد التفتيش الدولي، سيوفر فوائد كبيرة للأمن العالمي، ويُقلل من خطر الانتشار والصراعات النووية. وقد يكون الاتفاق وسيلة فعالة لتخفيف التوترات المتصاعدة بين 'إسرائيل' و'إيران' ويُعيّد قواعد الاشتباك الأكثر اعتدالًا التي كانت قائمة بين البلدين قبل بضع سنوات فقط. بحسّب ما ترى (سكاي نيوز عربية) ذات الميول الأميركية الغربية المضللة. توقعات بهجوم إسرائيلي.. في ظل غياب أي حل للقضية النووية؛ فإن السيناريو الثالث يُزيد احتمال توجيه ضربة إسرائيلية مستقلة لـ'إيران'، وتُظهر هجمات 'إسرائيل' السابقة على البرامج النووية في 'العراق'؛ عام 1981، و'سورية' عام 2007، موقف 'تل أبيب' المتَّصلب وقدرتها على تحمل المخاطر العالية. ويُفضل 'ترمب' الحل الدبلوماسي مع الحفاظ على الخيارات العسكرية، بما في ذلك هجوم إسرائيلي، وتقبل 'إسرائيل' السعي إلى اتفاق يُفكك البرنامج النووي الإيراني، لكن رئيس الوزراء؛ 'بنيامين نتانياهو'، وبعض التيارات تدعو إلى توجيه ضربة عسكرية إذا تعثرت المفاوضات. وقد تدفع النجاحات الإسرائيلية الأخيرة ضد (حزب الله) و(حماس) نحو هذا الهجوم، كما أن الحكومة اليمينية الإسرائيلية الحالية، التي تواجه استنكارًا شعبيًا كبيرًا، قد تُفضل إطالة أمد الأزمة الأمنية لتعزيز قبضتها على السلطة. لكن هناك بعض الاعتبارات التي قد تحد من الإطار الزمني للتحرك الإسرائيلي؛ مثل المخاوف من اختراق نووي سريع وسري، واحتمال إنشاء منشآت تخصّيب جديدة تحت الأرض، وإعادة بناء أنظمة الدفاع الجوي الإيرانية، التي تدهورت بشدة خلال الهجوم الإسرائيلي الأخير، واحتمال استخدام 'الولايات المتحدة' لحق النقض؛ (الفيتو)، ضد العمل العسكري بسبب التغيّرات في الديناميكيات السياسية والدولية والإقليمية. كما تزعم الشبكة. ويجب أن تعتمد الاستراتيجية الهجومية على عدة عوامل حاسمة؛ خاصة وأن الدعم الاستخباراتي والسياسي عرضة للتعطيل بسبب التطورات غير المتوقعة والديناميكيات الجيوسياسية المتغيرة كما أن الاستعداد العملياتي والتنفيذ الدقيق يخضعان لقيود الوقت والأخطاء البشرية. وفي حين يعتمد التأثير المادي للضربة على نطاقها وهدفها، إلا أن عواقبها الأوسع على الأمن الإقليمي والعالمي ستتّشكل أيضًا من خلال إعادة تقييم 'طهران' لموقفها الاستراتيجي، فإذا كان الدعم الخارجي محدودًا والبدائل العملياتية مقيدة، قد تتحول حساباتها نحو سلوك أكثر تحفظًا.

100 يوم عاصفة مرت على 'أميركا' والعالم على يد 'ترمب'.. فماذا يفعل في باقي ولايته ؟
100 يوم عاصفة مرت على 'أميركا' والعالم على يد 'ترمب'.. فماذا يفعل في باقي ولايته ؟

موقع كتابات

time٠١-٠٥-٢٠٢٥

  • سياسة
  • موقع كتابات

100 يوم عاصفة مرت على 'أميركا' والعالم على يد 'ترمب'.. فماذا يفعل في باقي ولايته ؟

خاص: كتبت- نشوى الحفني: لم تكن الـ (100) يوم الأولى للرئاسة الأميركية الحالية تقليدية كسابقتها؛ بل كانت عاصفة على يد الرئيس الأميركي؛ 'دونالد ترمب'، فاعتبرت صحيفة (وول ستريت جورنال)، أن 'ترمب' يحتاج إلى: 'إعادة ضبط شاملة لإنقاذ ما تبقى من سنوات رئاسته من صدمات اقتصادية وهزات في السياسة الخارجية، أطلقها بنفسه'. وتوضح الصحيفة أن 'ترمب' يتحرك على جبهات عدة؛ وحقق بالفعل بعض التقدم، فتوسّعُه في إنتاج الطاقة الأميركية يسيّر بنجاح، كما أنهى أزمة الحدود سريعًا، وتراجع عن بعض تدخلات الحكومة الفيدرالية. وتُضيّف الصحيفة الأميركية؛ أن 'ترمب' انتُخب لمواجهة تجاوزات اليسار في قضايا المناخ والثقافة والرقابة، وهو يُنفذّ ذلك بالفعل. لكن في ملفات أخرى؛ لم يرقَ التنفيذّ إلى مستوى وعوده، قانون الكفاءة الحكومية جاء محمومًا وغير واضح النتائج، فيما حقق 'ترمب' انتصارات رمزية فقط بعض القضايا الأخرى، دون تغييّر جوهري. خلل في القضايا الشعبية.. وأما في القضايا الشعبية؛ فتُظهر إدارة 'ترمب' خللًا في التعامل، فمثلًا تسبب قضية الجامعات جدلًا كبيرًا. وتقول الصحيفة؛ إنه على الرُغم من أن الجامعات مثل (هارفارد) تحتاج إلى إصلاح جذري، لكن فرض مناهج أو التدخل في تعييّن الأساتذة، يقوّض حرية التعبير ويُهدّد بهزيمة قضائية للإدارة الأميركية. كذلك؛ ورُغم أهمية ترحيل المجرمين، فإن حرمانهم من الإجراءات القانونية والتلاعب بالمحاكم سيُفسّد جهود التنفيذ. أزمة الرسوم الجمركية.. أما على صعيد الرسوم الجمركية؛ فترى الصحيفة الأميركية أنها قد تُطيّح برئاسته، فـ'ترمب' انتُخب للسيّطرة على التضخم وزيادة الدخول الحقيقية، بينما الرسوم الجمركية تفعل العكس، إذ ترفع أسعار السلع المستّوردة وتُنذّر بنقص في السلع والمكونات للشركات والمستهلكين. وتُعدّ هذه الرسوم أكبر صدمة اقتصادية منذ انسحاب 'ريتشارد نيكسون' من 'اتفاقية بريتون وودز'؛ عام 1971، وهو ما فجّر موجة تضخم أطاحت بولاية 'نيكسون' الثانية. وتداعيات الرسوم لا تقتّصر على الداخل الأميركي، فالهجمات العشوائية على الحلفاء والخصوم زعزعت الثقة العالمية بموثوقية 'الولايات المتحدة'. ووصف 'كين غريفين'؛ المستثمر والمانح الجمهوري، ذلك بأنه: 'ضربة ذاتية' للعلامة التجارية الأميركية، معتبرًا أن 'الولايات المتحدة' تتنازل: 'بلا داعٍ' عن قيادتها الاقتصادية. هدية للصين.. بالمقابل؛ تستغل 'الصين' هذا الفراغ بتقوية علاقاتها مع حلفاء 'واشنطن'، عبر تقديم نفسها كحليف أكثر موثوقية، ما سيُعقّد جهود بناء تحالف تجاري لوقف الممارسات الاقتصادية الصينية. ووصفت الصحيفة؛ رسوم 'ترمب' الجمركية، بأنها: 'هدية حقيقية' للرئيس الصيني؛ 'شي جين بينغ'. لكن هناك مؤشرات على أن 'ترمب' بدأ يُدرك مخاطر الرسوم الجمركية. فقد تحدث عن احتمال إبرام نحو: (200) صفقة تجارية، وألمح إلى إمكان خفض رسومه الجمركية البالغة: (145%) على الواردات الصينية. يُعيّد فرض سياسة 'الضغط الأقصى'.. وفي السياسة الخارجية؛ تبدو ولاية 'ترمب' الثانية قيّد التشَّكل. فهو يسّعى لاستعادة السيّطرة على الممرات البحرية، ويُعيّد فرض 'الضغط الأقصى' على 'إيران' بشأن برنامجها النووي، ما يُعدّ مؤشرًا إيجابيًا. لكن مصدر القلق الأكبر يبقى سعي 'ترمب' الأحادي لتحقيق السلام في 'أوكرانيا'، فحتى نهاية الأسبوع، لم يوجه انتقادات لـ'فلاديمير بوتين'، بينما ضغط على 'كييف' لتقديم تنازلات قد تُعرّضها لمزيد من العدوان مستقبلًا. وترى صحيفة (إيكونوميست)؛ أن انسحاب 'بايدن' من 'أفغانستان' دمّر الردع الأميركي، وأن أي كارثة في 'أوكرانيا' ستؤدي للنتيجة نفسها بالنسبة لـ'ترمب'، مع انعكاسات خطيرة على 'إيران وكوريا الشمالية' وطموحات 'الصين' في 'المحيط الهاديء'. وحذّرت من ألا يُفاجأ أحد إذا قررت 'الصين' انتزاع 'جزر تايوان' أو فرض حصار جزئي، إذ سبق أن قال 'ترمب' إنه سيّرد على مثل هذا الاستفزاز برسوم جمركية، لكنه يستخدم هذه الورقة أصلًا دون جدوى. وفي قلب هذا الحراك؛ ينقسّم المراقبون بين من يرى في 'ترمب' قائدًا يُعيّد 'أميركا' إلى جوهرها، ومن يتوجس من مشروع يُعيّد تشكيل الديمقراطية الأميركية من الداخل. يُفرض واقع جديد.. فيرى الخبير الاستراتيجي الجمهوري؛ 'جيك نوفاك'، خلال حديثه إلى غرفة الأخبار على (سكاي نيوز عربية)؛ أن ما قام به 'ترمب' خلال هذه المئة يوم ليس مجرد استعراض سياسي، بل: 'تطبيق دقيق لخطة استعادة السيّطرة على مفاصل القرار الأميركي'، مضيفًا أن الرئيس: 'بدأ من حيث انتهى خصمه، فاستهدف تفكيك السياسات الاقتصادية والضريبية والمناخية التي اتبعها بايدن، وركّز على خلق بيئة استثمارية تُعيّد الثقة لأسواق المال الأميركية'. ويُوضح 'نوفاك'؛ أن 'ترمب' لا يعتمد فقط على القرار التنفيذي، بل على: 'إعادة تشّكيل النُخب'، من خلال تعيّين شخصيات موالية في مواقع استراتيجية. ويؤكد أن هذه الخطة تهدف إلى: 'إحكام السيّطرة على الدولة العميقة، وتحيّيد خصومه ضمن المؤسسة ذاتها التي حاولت عزله سابقًا'. في هذا السيّاق؛ يُشيّر 'نوفاك' إلى أن 'ترمب' يُدير 'البيت الأبيض': كـ'غرفة عمليات سياسية واقتصادية'، يهدف من خلالها إلى فرض واقع جديد يجعل من معارضته أمرًا مكلفًا سياسيًا وشعبيًا. يضع الديمقراطية في مأزق.. أما الخبير الاستراتيجي الديمقراطي؛ 'إيريك هيوي'، فيرسم صورة أكثر قتامة، ويذهب إلى القول إن: 'ترمب لم يدخل البيت الأبيض كرئيس لكل الأميركيين، بل كقائد لمعركة شخصية ضد النظام'. ويُضيّف: 'هو يُهاجم القضاء، يضغط على الإعلام، ويُغذي نظرية المؤامرة، ليُعيّد إنتاج لحظة السادس من كانون الثاني/يناير، ولكن من داخل مؤسسات الدولة'. ويُحذر 'هيوي' من أن 'ترمب' يستغل الشرعية الانتخابية لإضعاف قواعد اللعبة الديمقراطية ذاتها، عبر ضرب استقلالية السلطة القضائية، والتشكيك الدائم في نزاهة الانتخابات، والتحريض المستمر ضد خصومه السياسيين. ويقول: 'المئة يوم الأولى تكشف عن رئيس يُريد أن يحكم دون معارضة، وهذا تهديد وجودي للجمهورية الأميركية كما نعرفها'. يُفاوض العالم بلغة الداخل.. في قراءة جيوسياسية أكثر شمولًا؛ يرى الكاتب والمحلل السياسي؛ 'محمد قواص'، أن 'ترمب' يُعيّد تشكيل السياسة الخارجية الأميركية من زاوية غير تقليدية، قائلًا: 'هو لا يتعامل مع أوروبا كحليف، بل كخصم تجاري. ولا يرى في الصين شريكًا محتملًا، بل تهديدًا دائمًا. ويُفكر في الشرق الأوسط كخريطة صفقات، لا استراتيجيات طويلة المدى'. ويرى 'قواص'؛ أن 'ترمب' يربط بين الداخل والخارج بطريقة مباشرة، موضحًا أن قراراته المتعلقة بالهجرة، أو الانسحاب من الاتفاقيات، أو العقوبات، كلها تُصّاغ بلغة الداخل الأميركي. أما 'حسن المومني'؛ مدير مركز (الدراسات الاستراتيجية) في الجامعة الأردنية، فيُشيّر إلى أن السياسة الأميركية لم تُعدّ مفهومة بالمنطق التقليدي. ويقول: 'ما نشهده اليوم هو تحوّل واشنطن من لاعب دولي متّزن إلى لاعب مصلحي شرس، لا يتردد في التخلي عن الحلفاء أو تغييّر المواقف جذريًا دون مقدمات'. ويُضيّف 'المومني': 'ترمب يُعيّد تشكيل التحالفات الدولية على أسس براغماتية شديدة، ويستخدم أدوات الضغط الاقتصادي والعسكري كأوراق تفاوض دائمة، سواء مع الصين، أو مع الحلف الأطلسي'. ويختم بالقول: 'العالم يتعامل الآن مع رئيس أميركي لا يمكن التنبؤ بردود فعله، وهذا بحد ذاته عنصر اضطراب يُربك موازين القوى'.

فرصة ورسائل .. كيف تستفيد الصين من حرب 'ترمب' على التجارة العالمية ؟
فرصة ورسائل .. كيف تستفيد الصين من حرب 'ترمب' على التجارة العالمية ؟

موقع كتابات

time١٥-٠٤-٢٠٢٥

  • أعمال
  • موقع كتابات

فرصة ورسائل .. كيف تستفيد الصين من حرب 'ترمب' على التجارة العالمية ؟

خاص: كتبت- نشوى الحفني: كان قرار الرئيس الأميركي؛ 'دونالد ترمب'، بمثابة أكبر خدمة قدمها لـ'الصين'، حيث سعت للاستفادة منه قدر الإمكان من محاولات لتشكيل جبهات وشراكات جديدة مناهضة لـ'واشنطن' لمواجهتها في حربها التجارية ضد العالم. وفي خطوة حدثت مؤخرًا؛ قالت 'وزارة التجارة' الصينية، إنها ستَّساعد شركات التجارة الخارجية التي تواجه تحديات التصدير، للاستفادة من السوق المحلية. وستُكثف الجهود لتعزيز تكامل التجارة المحلية والدولية، ولتوجيه الجمعيات الصناعية والمحلات التجارية الرئيسة ومنصات التجارة الإلكترونية للاستفادة من نقاط القوة في قنواتها للعمل مع مؤسسات التجارة الخارجية. وأصدرت سبع جمعيات صناعية، بما في ذلك 'غرفة التجارة العامة الصينية'، بشكٍل مشترك مبادرة لتوسيع السوق المحلية وتعزيز الارتباط بين التجارة المحلية والدولية. وتعهدت أكثر من عشر منصات للتجارة الإلكترونية بضمان وصول منتجات التصدير عالية الجودة إلى الأسر، باستعمال كفاءة التجارة الإلكترونية. فرصة 'الصين' للهروب من الضغط.. وحسّب تقرير لوكالة (آسوشيتد برس)؛ حاول القادة الأميركيون لأكثر من عقد، بمن فيهم 'ترمب'، إعادة توجيه السياسة الاقتصادية الأميركية واستراتيجيتها الأمنية وتحالفاتها، لمواجهة صعود 'الصين'. ومع ذلك؛ وبعد مرور ما يقرب من (03) أشهر على ولايته الثانية، ربما تكون رسوم 'ترمب' الجمركية وتخفيضاته في الميزانية، التي تحمل شعار: 'أميركا أولًا'، قد أتاحت لـ'بكين' أوضح فرصة حتى الآن للهروب من سنوات من الضغط الأميركي. رسائل صينية.. وأشار التقرير إلى أنه في الوقت الذي يبُشر فيه 'ترمب' بالحماية التجارية، تُرسل 'الصين' رسالة مختلفة تمامًا: أسواقها ستنفتح على نطاقٍ أوسع، والعالم يستطيع أن يعتمد على 'الصين' لتحقيق الاستقرار المنشود. وفي كفاحها من أجل البقاء؛ تتنافس 'بكين' ـ الهدف الرئيس لغضب 'ترمب' من الرسوم الجمركية ـ على الحصول على موقف في عملية إعادة تنظيم التجارة العالمية، للانقضاض على الانعزالية الأميركية، واستغلال ثغراتها، والحصول على نفوذ أكبر. وأعلنت الحكومة الصينية؛ أن: 'العالم يجب أن يتبّنى العدالة ويرفض الهيمنة'، في إشارة واضحة إلى 'الولايات المتحدة'. ووفق (آسوشيتد برس)؛ تُعدّ هذه دعوة واضحة للوحدة من الدول التي تواجه رسوم جمركية عالية من 'الولايات المتحدة'، حيث أجرى قادتها محادثات مع نظرائهم من 'الاتحاد الأوروبي وكوريا الجنوبية واليابان' وآخرين. وقالت الحكومة الصينية؛ في بيان موقف بشأن الرسوم الجمركية الأميركية: 'باعتبارها ثاني أكبر اقتصاد وثاني أكبر سوق للسلع الاستهلاكية، فإن الصين مُلتزمة بالانفتاح على العالم بشكلٍ أوسع، بغض النظر عن كيفية تغيّر الوضع الدولي'. .. وذكر التقرير كذلك؛ أن الضربة التي وجهتها إدارة 'ترمب' لبقية العالم بأجندتها التعريفية، جاءت بعد انسحاب 'واشنطن' من مجموعات دولية مثل 'منظمة الصحة العالمية'، وتفكيك 'الوكالة الأميركية للتنمية الدولية'، فضلًا عن إغلاق 'الوكالة الأميركية للإعلام العالمي'، مما أثار المخاوف من أنها تفقد الأصدقاء وتتنازل عن النفوذ لـ'الصين' على عدة جبهات. ولكن اللعبة تتغيّر أيضًا بالنسبة لـ'بكين'، كما يتضح من إعلان 'ترمب' عن وقف الرسوم الجمركية على جميع الدول باستثناء 'الصين'. ليست مهتمة ببناء التحالفات.. وقالت 'كارولين ليفيت'؛ السكرتيرة الصحافية لـ'البيت الأبيض'، بعد إعلان 'ترمب': 'حاولتَ القول إن بقية العالم سيقترب من الصين، بينما في الواقع، رأينا عكس ذلك تمامًا. العالم بأسره يُنادي الولايات المتحدة الأميركية، وليس الصين، لأنهم بحاجة إلى أسواقنا'. ومع ذلك؛ قال وزير التجارة؛ 'هوارد لوتنيك'، إن الإدارة ليست مهتمة ببناء التحالفات، وهو ما كان بمثابة السِمة المميزة لجهود إدارة 'بايدن' لمواجهة 'الصين'، وتوسيع الأجندة الأميركية في الخارج. وأضاف للصحافيين: 'الجواب هو أن الرئيس يُركز على أميركا. سيُحاول التفاوض على أفضل الصفقات مع كل دولة من الدول الكبرى التي تتصل بنا وترغب في الحوار. لذا فهو لا يسعى إلى بناء تحالف أو أي شيء من هذا القبيل'. استسلام للقيادة الأميركية.. ودفعت خطط 'ترمب' الجمركية الصارمة؛ الدول إلى استكشاف أساليب جديدة. وصرح 'جوش ليبسكي'؛ المدير الأول لمركز الاقتصاد الجغرافي في (المجلس الأطلسي)، بأن 'بكين' أتيحت لها فرصة، لكنها لا تستغلها. وقال: 'مع قيام الصين بالرد بقوة على الولايات المتحدة من خلال التعريفات الجمركية الانتقامية، وتصاعد التوتر بين البلدين إلى حرب تجارية بين أكبر اقتصادين في العالم، أعتقد أن كل منهما يُركز على الآخر وليس على البلدان الأخرى في جميع أنحاء العالم'. وأضاف أن: 'الطاقة الإنتاجية الفائضة للصين في مجال التصنيع، ستُشكل تحديًا لأي سوق أخرى'. ومن جهته؛ وصف النائب عن ولاية إلينوي؛ 'راجا كريشنامورثي'، كبير الديمقراطيين في اللجنة المختارة للحزب (الشيوعي الصيني) في 'مجلس النواب'، تعريفات 'ترمب' بأنها: 'استسلام كامل للقيادة العالمية الأميركية التي لن تُفيّد إلا الحزب (الشيوعي الصيني)'. جنّي الفوائد على المدى الطويل.. وتعتقد العديد من وسائل الإعلام الصينية؛ بما في ذلك مجلة (سانليان شينغهوا تشو كان)، أن 'الولايات المتحدة' قد انتقلت من كونها: 'الزعيم العالمي'؛ إلى: 'الناهب'، مما قد يؤدي إلى اختفاء الفوائد التي كانت تعود على الاقتصاد الأميركي من هذا الدور. وتدعو المجلة إلى: 'إعادة تشكيل تاريخية' للنظام التجاري والاقتصادي، الذي ظل قائمًا منذ الحرب العالمية الثانية، معتبرة أن 'الصين'، باعتبارها ثاني أكبر اقتصاد في العالم، قد تكون واحدة من أكبر المستَّفيدين من هذا التحول. ويبدو أن 'بكين' قد تبدأ في جنّي الفوائد من هذه التوترات في المدى الطويل، رغم التأثيرات السلبية على المدى القصير. وكانت 'بكين' قد رفعت الرسوم الجمركية على الواردات الأميركية إلى: (125) بالمئة؛ ردًا على قرار 'ترمب' رفع الرسوم الجمركية على السلع الصينية إلى: (145) بالمئة.

بين تضرر سوق السندات والاستراتيجية الجديدة .. حقيقة تراجع 'ترمب' عن تعريفاته الجمركية
بين تضرر سوق السندات والاستراتيجية الجديدة .. حقيقة تراجع 'ترمب' عن تعريفاته الجمركية

موقع كتابات

time١٢-٠٤-٢٠٢٥

  • أعمال
  • موقع كتابات

بين تضرر سوق السندات والاستراتيجية الجديدة .. حقيقة تراجع 'ترمب' عن تعريفاته الجمركية

خاص: كتبت- نشوى الحفني: فيما يبدو اصطفافًا ضد سياسات الرئيس الأميركي؛ 'دونالد ترمب'، كثّف الديمقراطيون هجومهم عليه، مستَّغلين ارتباكه الاقتصادي الأخير وتداعيات قراراته الجمركية المثَّيرة للجدل، بحسّب تقرير نشرته صحيفة (بوليتيكو) الأميركية. وركّز التقرير على تحرّك واسع داخل الحزب (الديمقراطي)، حيث بدأ مشرّعون واستراتيجيون إعلاميون بتحضير حملات إعلانية تستهدف 'ترمب' مباشرة، متّهمين إياه بالفشل في الوفاء بوعده الرئيس بتحسّين الاقتصاد. وقالت الصحيفة إن هذا التصعيد الديمقراطي يأتي في وقتٍ شهد فيه 'ترمب' تراجعًا في شعبيته، خصوصًا في استطلاعات الرأي المرتبطة بإدارته للاقتصاد ومواجهة التضخّم. وأشارت (بوليتيكو) إلى أن قرار 'ترمب' الأخير بتعليق بعض الرسوم الجمركية لم ينجح في تهدئة الأسواق، حيث أعلن الخميس أن إجمالي الرسوم المفروضة على البضائع الصينية بلغ: (145%)، بينما حافظت معظم الدول الأخرى على تعرفة أساسية بنسبة: (10%). هذا القرار أثار ذعر الأسواق، حيث هبطت الأسهم الأميركية بشكلٍ حاد. فرصة تاريخية للديمقراطيين.. واعتبر الديمقراطيون؛ بحسّب الصحيفة الأميركية، أن حالة التخبّط هذه تمثّل: 'ثغرة انتخابية نادرة'، يمكن من خلالها تقويض الصورة التقليدية للجمهوريين كحزب قوي اقتصاديًا. وأكد 'كورنيل بيلتشر'؛ خبير الاستطلاعات لدى الحزب، أن: 'ترمب يمنح الديمقراطيين فرصة تاريخية لضرب أهم نقاط قوته'. ولم يقتصر التصعيد على التصريحات، إذ أطلقت مجموعات سياسية موالية للحزب إعلانات عبر وسائل التواصل الاجتماعي تستهدف ترمب، وتنتقد قراراته الضريبية والجمركية، إلى جانب دعوات لعقد فعاليات في دوائر انتخابية يُسيّطر عليها الجمهوريون. وذكرت الصحيفة أن هذه الاستراتيجية الدعائية تُبنى على مشاعر القلق لدى الأميركيين من التضخم وارتفاع تكاليف المعيشة. كما نقلت عن المستشار الإعلامي؛ 'جوليان مولفي'، دعوته للحفاظ على بساطة الرسائل السياسية: 'الناس لا يريدون تعقيدات اقتصادية، فقط أخبرهم أن ترمب سبب في ارتفاع الأسعار وعدم الاستقرار'. انخفاض نسبة التأييد لـ'ترمب'.. وأبرز التقرير استطلاعات أظهرت انخفاضًا في التأييد لـ'ترمب'، منها استطلاع لـ (يوغوف/ إيكونوميست)، كشف تراجعًا في شعبيته بنسبة (05) نقاط، واستطلاع آخر من (نافيغيتور) أظهر أن: (55%) من الناخبين المسجلين يرفضون طريقة إدارته للاقتصاد. وفي ردّ مباشر؛ قال المتحدث باسم البيت الأبيض؛ 'كوش ديزاي'، إن: 'الرئيس ترمب؛ هو أول رئيس في التاريخ الحديث يتخذ خطوات جادة لمواجهة الصين'، مضيفًا أن الديمقراطيين: 'يُفسّرون حماية الأميركيين على أنها نقطة ضعف، وهو ما سيُكلفهم نتائج الانتخابات المقبلة'. وختمت (بوليتيكو) بأن الديمقراطيين يُراهنون على استمرار الانكماش الاقتصادي لتثبيّت سرديتهم بأن 'ترمب'، رغم خلفيته كرجل أعمال، لا يمتلك الحلول التي تمكّنه من معالجة هموم المواطن الأميركي العادي، خاصة في ما يتعلق بتكاليف المعيشة والتجارة العالمية. يتأثر بردود الفعل.. كذلك؛ تناول تقرير مشترك لـ'جيمس بوليتي'، و'ستيف تشافيز'، و'أيمي ويليامز'، في صحيفة (فايننشيال تايمز) البريطانية: 'الخطوة المفاجئة' للرئيس الأميركي؛ حين تراجع عن: 'أقسى الرسوم الجمركية' التي فرضها على شركاء التجارة الأميركيين، باستثناء 'الصين'، معلنًا عن فترة توقف مدتها (90 يومًا)، لإعطاء الأسواق فسحة لالتقاط الأنفاس وفتح المجال أمام المفاوضات. وبحسّب التقرير؛ مثّل هذا التراجع نكسة واقعية لرئيس قال إنه كان: 'يُحرّر' الأميركيين من نظام تجاري عالمي غير عادل، على حد تعبيره، مدعيًا أنه وحده يمتلك الشجاعة لإعادة ترتيبه. ووفق التقرير؛ فإن قرار الرئيس الأميركي بالتراجع، ولو جزئيًا، يُعدّ إشارة إلى أن 'ترمب' لا يزال يتأثر بردود الفعل القادمة من المستثمرين والمشرعين والمتبرعين حتى في ما يخص أحد أبرز وعوده السياسية. وقال 'ترمب' إنه كان يُفكر في هذه المهلة: 'على مدار الأيام القليلة الماضية'، وإن هذه الخطوة بدأت تتبلور: 'في وقتٍ مبكر من صباح الأربعاء الماضي'، وبرر تراجعه عن فرض الرسوم بأن الناس: 'بدأوا يشعرون… بقليل من الخوف'. وأضاف: 'أعتقد أن البعض بدأ يتصرف خارج السياق قليلًا، كانوا يبدون توترًا مفرطًا'. وفي نهاية المطاف قال إن هذا التوقف: 'صدر من القلب'. ويقول 'ديك مولاركي'؛ رئيس شركة (SLC) لإدارة الأصول: 'أعتقد أن هذا يثبَّت أنه يصَّغي للأسواق ويدرك متى تجاوز الحد، أرى أن هذه إشارة إيجابية على أن هناك آليات كبح لا تزال قائمة، وأن السوق لا يزال يحتفظ بقوته ولا يمكن ترهيبه'. وحتى يوم الأحد الماضي؛ ورغم عمليتي بيع قاسيتين في أسواق الأسهم الأميركية، تعهد 'ترمب' بالاستمرار على نهجه المتشدَّد. وقضى ساكن 'البيت الأبيض' معظم عطلة نهاية الأسبوع في 'فلوريدا' يلعب الغولف، ووضع شروطًا صعبة لأي مفاوضات مع شركاء تجاريين قلقين، متجاهلًا التقلبات في الأسواق باعتبارها مجرد هزة مؤقتة، ولكن الضغوط بدأت تظهر بوضوح. فحتى الجمهوريون في 'الكونغرس'، الذين يدعمون 'ترمب' في معظم الأمور، بدأوا فجأة في التعبير عن انتقاداتهم. وقد اشتدت موجة التمرد ضد سياسة 'ترمب' الحمائية من قبل المستثمرين وبعض كبار داعميه في عالم الأعمال، من بينهم 'إيلون ماسك'، الملياردير التكنولوجي وأحد كبار مستشاري 'البيت الأبيض'. بداية التراجع.. وبحلول يوم الإثنين الماضي؛ بدأ 'ترمب' في تعديل موقفه. وأطلق محادثات تجارية مع 'اليابان وكوريا الجنوبية'، وعيّن وزير الخزانة؛ 'سكوت بيسنت'، الذي يُعتبّر الأوفر مصداقية في (وول ستريت) بين مساعدي الرئيس لقيادة المفاوضات مع الشركاء التجاريين. وأما 'بيتر نافارو'؛ المعروف بموقفه المتشدَّد في القضايا التجارية، والذي نشر مقال رأي في صحيفة (فايننشال تايمز)، يُحذر فيه الشركاء من أن 'ترمب' لا يتفاوض على الإطلاق، بالتزامن مع تصريحات 'بيسنت'؛ التي تؤكد عكس ذلك فقد بدا أن نفوذه بدأ يتراجع. وقال 'ترمب' إنه حين كان يُفكر في المهلة، ناقش الأمر مع 'بيسنت' ووزير التجارة؛ 'هوارد لوتنيك'، ولم يذكر 'نافارو'. تضرر سوق السنّدات.. ولكن لم يتخذ القرار الحقيقي بالتراجع؛ إلا بعد أن امتدت الأزمة إلى سوق السندات الحكومية الأميركية هذا الأسبوع، ما دفع اقتصاديين مثل وزير الخزانة السابق؛ 'لورانس سامرز'، إلى التحذير من أزمة مالية محتملة، وهنا فقط رضخ 'ترمب' وأوقف معظم الرسوم الجديدة المرتبطة: بـ'يوم التحرير'. وقال أحد المقربين من 'البيت الأبيض': 'ترمب لا يُمانع أن تتلقى (وول ستريت) ضربة، لكنه لا يُريد أن ينهار البيت بالكامل'. وكرجل أعمال كانت مسّيرته في تطوير العقارات قائمة على استخدام الديون، فقد أدرك 'ترمب' الإشارات التحذيرية في سوق السنّدات الأميركية. وقال الرئيس الأميركي موضحًا تغييّره للموقف: 'سوق السنّدات صعب جدًا، كنت أراقبه… والناس بدأوا يشعرون بالغثيان قليلًا'. وأشار أيضًا إلى أنه تأثر بمقابلة أجراها؛ 'جيمي ديمون'، الرئيس التنفيذي لبنك (JPMorgan)، على قناة (Fox Business)، حيث حذر من أن 'الولايات المتحدة' تتجه على الأرجح نحو ركود اقتصادي. رواية 'البيت الأبيض '.. وسعى مسؤولو 'البيت الأبيض'؛ إلى تقديم التراجع الكبير لـ'ترمب' على أنه جزء من خطة استراتيجية كبرى. ففي حديث للصحافيين أمام 'البيت الأبيض'؛ بعد ظهر الأربعاء، قال 'بيسنت' إنه قضى جزءًا من يوم الأحد مع 'ترمب' في 'فلوريدا'، واصفًا أحداث الأسبوع الماضي؛ بأنها تعكس: 'استراتيجية الرئيس منذ البداية'. وأوضح أن 'الولايات المتحدة' ستدخل الآن في محادثات: 'بنية حسنة'، مضيفًا: 'نحن مستعدون للاستماع إليكم'. وكان 'بيسنت' قد أشاد قبل أيام بخطط 'ترمب' بشأن الرسوم الجمركية في مقابلة مع 'تاكر كارلسون'، مدعيًا أنها ستساعد 'الولايات المتحدة' على تحقيق عدالة أكبر في السوق العالمية، وإعادة التصنيع، ومعالجة: 'مشكلات توزيع الثروة الهائلة' في الاقتصاد الأميركي. ولكن مسؤولًا تنفيذيًا من (وول ستريت) مقربًا من 'البيت الأبيض'، قال إن 'بيسنت' ساعد 'ترمب' في التوصل إلى قرار يقضي بضرورة تعليق زيادة الرسوم الجمركية، على الدول ذات العلاقات التاريخية الجيدة مع 'الولايات المتحدة'، وحصر العقوبات الأشد على 'الصين' فقط. مخاوف من تذبذب سياسة 'ترمب'.. وشعرت مجموعات الأعمال بالارتياح؛ لكنها أكدت أن التذبذب في سياسة 'ترمب' لا يزال قائمًا وفق ما ذكر التقرير. فأشاروا إلى أن الرسوم الجمركية بنسبة (10%) لا تزال مفروضة على معظم الدول، وأن 'الولايات المتحدة' قد صعّدت من حربها التجارية مع 'الصين'، ثاني أكبر اقتصاد في العالم، كما أن الرسوم المحتملة على قطاعات محددة مثل السيارات والأدوية لا تزال غامضة. وقال رئيس مجلس التجارة الخارجية الوطني؛ 'جيك كولفين': 'رغم أن هذه المهلة المؤقتة قد تخفف الألم الفوري، إلا أنها لا تقلل من حالة عدم اليقين التي تشل حسابات الشركات بشأن التجارة والتوريد والاستثمار'. وأضاف: 'نشجع الإدارة على الاستمرار في التهدئة وتحديد مسارات دائمة للمضي قدمًا لإلغاء هذه الرسوم، واستعادة الثقة، وتقليل عدم اليقين المستقبلي مع شركائنا الاقتصاديين'. خلق فوضى عالمية.. ورغم التراجع؛ واصل الديمقراطيون انتقاداتهم اللاذعة للرئيس. وقال السناتور 'ديك دوربين'، من ولاية 'إلينوي'، في بيان: 'الفوضى، وحالة عدم اليقين، والضرر الحقيقي الناتج عن ضريبة الرسوم الجمركية التي فرضها ترمب لن تختفي خلال (90 يومًا). الخلاصة: الرئيس خلق فوضى عالمية على حساب العائلات والشركات الأميركية'.

تهديدات وعقوبات قبل محادثات 'السبت' .. ماذا لو فشلت مفاوضات الاتفاق النووى بين واشنطن وطهران ؟
تهديدات وعقوبات قبل محادثات 'السبت' .. ماذا لو فشلت مفاوضات الاتفاق النووى بين واشنطن وطهران ؟

موقع كتابات

time١٠-٠٤-٢٠٢٥

  • سياسة
  • موقع كتابات

تهديدات وعقوبات قبل محادثات 'السبت' .. ماذا لو فشلت مفاوضات الاتفاق النووى بين واشنطن وطهران ؟

خاص: كتبت- نشوى الحفني: ما بين التهديدات وفرض العقوبات؛ واستباقًا للمحادثات 'الأميركية-الإيرانية' التي تستّضيفها 'سلطنة عُمان'، والتي ستتناول النزاع الطويل بين 'إيران' والغرب بشأن برنامج 'طهران' النووي، هدّد الرئيس الأميركي؛ 'دونالد ترمب'، الخميس، مجددًا باستخدام القوة العسكرية ضد 'إيران'، حال فشلت المحادثات في التوصل إلى اتفاق. وأكد 'ترمب'؛ في تصريحات صحافية، أن: 'العمل العسكري ضد إيران ممكن تمامًا؛ حال فشلت المحادثات في التوصل إلى اتفاق'. وأشار إلى أنه: 'ليس هناك متسَّعٍ من الوقت للتوصل إلى اتفاق بشأن البرنامج النووي الإيراني'، مشددًا على أنه: 'لا يمكن السماح لإيران بامتلاك سلاح نووي'. وأضاف: 'إذا تطلب الأمر تدخلًا عسكريًا، فسيكون هناك تدخل عسكري. وإسرائيل، بطبيعة الحال، ستكون مشاركة بقوة في ذلك، وفي مركز القيادة'. عقوبات أميركية جديدة.. وكانت 'واشنطن' قد فرضت عقوبات جديدة، الأربعاء، على 'إيران' بسبب ملفها النووي، مستَّبقة بذلك المفاوضات المَّقررة بين الجانبين، السبت المقبل. وأعلنت 'وزارة الخزانة' الأميركية فرض العقوبات على 'إيران'، بعد يومين من إعلان الرئيس؛ 'ترمب'، عزم 'الولايات المتحدة' إجراء محادثات مباشرة مع 'طهران' بشأن برنامجها النووي. وقالت الوزارة، في بيان؛ إن العقوبات تستهدف خمس كيانات، إضافة إلى شخصٍ واحد في 'إيران'، لدعمهم البرنامج النووي لـ'طهران'، مؤكدة أن العقوبات تهدف إلى منع 'طهران' من امتلاك سلاح نووي. وأوضحت أن الكيانات المستَّهدفة تشمل 'منظمة الطاقة الذرية الإيرانية' وشركة تكنولوجيا الطرد المركزي التابعة لها. أما الشخص المستَّهدف بالعقوبات الجديدة، فهو: 'مجيد مسلط'، العضو المنتدب لشركة (أتبين إيستا) للتكنولوجيا والهندسة، التي ذكرت 'وزارة الخزانة' الأميركية أنها تُساعد شركة تكنولوجيا الطرد المركزي في الحصول على مكونات من موردين أجانب. وقال وزير الخزانة الأميركي؛ 'سكوت بيسنت'، في البيان: 'سعي النظام الإيراني المحموم لامتلاك أسلحة نووية لا يزال يُشكل تهديدًا خطيرًا للولايات المتحدة، وتهديدًا للاستقرار الإقليمي والأمن العالمي'. وتأتي هذه العقوبات بعد تعليقات مفاجئة لـ'ترمب'، يوم الإثنين الماضي، أعلن خلالها أن 'الولايات المتحدة' و'إيران' ستُجريان محادثات مباشرة بشأن البرنامج النووي الإيراني، يوم السبت المقبل، في 'سلطنة عُمان'، لكن وزير الخارجية الإيراني قال؛ في وقتٍ لاحق، إن المناقشات في 'عُمان' ستكون غير مباشرة. ارتفاع الريال والبورصة الإيرانية.. وفي تقرير لـ (رويترز)، تحدثت خلاله مع مواطنين إيرانيين عبر الهاتف، ظلوا متشائمين بشأن المستقبل. لكن حتى الفرصة الضئيلة السانحة للتوصل إلى اتفاق مع رئيس أميركي لا يمكن التنبؤ بتصرفاته، والذي كثيرًا ما تفاخر بمهاراته التفاوضية، أعطت بعضهم القليل من التفاؤل.​ ومع إعلان 'ترمب' المحادثات؛ يوم الإثنين، وبحلول الأربعاء، ارتفعت قيمة الريال الإيراني، الذي هبط إلى مستوى قياسي منخفض بلغ (1.050.000) مقابل الدولار، والذي غالبًا ما تتأثر قيمته بالتحولات الجيوسياسية في 'إيران'، ارتفاعًا طفيفًا إلى (999.000) مقابل الدولار.​ كما ارتفعت 'بورصة طهران' بنسبة: (2.16%)، الثلاثاء، وهو أفضل أداء منذ كانون ثان/يناير الماضي، مع تحول المستثمرين من الملاذات الآمنة في الذهب والعُملات الأجنبية إلى الأسهم المحلية. وارتفعت السوق بنسبة: (1.1%) أخرى في التعاملات المبكرة أمس الأربعاء.​ قال 'أمير حميديان'؛ وهو موظف حكومي متقاعد في 'طهران': 'عانينا لسنوات من هذا النزاع. حان الوقت لإنهاء هذه المواجهة. نُريد أن نعيش حياة طبيعية دون عداوات ودون ضغوط اقتصادية على وجه الخصوص'.​ وأضاف 'حميديان'؛ وهو أب لثلاثة يُعادل راتبه الشهري نحو (120) دولارًا: 'لا أريد أن تتعرض بلادي للقصف… الحياة مكلفة للغاية بالفعل. قوتي الشرائية تتقلص كل يوم'.​ قال أربعة مسؤولين إيرانيين؛ لـ (رويترز)، في آذار/مارس الماضي، إنه على الرُغم من خطابها المتشدَّد، تشعر المؤسسة الدينية في 'إيران' بأنها مضطرة للموافقة على المحادثات بسبب مخاوف من أن يؤدي الغضب من تدهور الاقتصاد إلى اندلاع احتجاجات.​ يُشّكك العديد من المواطنين الإيرانيين في أن تأتي المحادثات بنتائج بعدما شهدوا جهودًا متكررة غير مثمرة لحل الأزمة بين الحكومة والغرب.​ عبرت 'مينو'؛ (32 عامًا)، وهي ربة منزل وأم لطفلين من مدينة 'أصفهان' بوسط البلاد، عن تشاؤمها. وقالت: 'لن يكون هناك اتفاق. هناك فجوة كبيرة بين الجانبين. ترمب سيقصفنا. ماذا نفعل ؟ إلى أين نذهب ؟ سحبت كل مدخراتي من البنك ليكون معي بعض النقود في المنزل إذا هاجمت الولايات المتحدة أو إسرائيل إيران'.​ المشكلات الاقتصادية أصعب.. أعلن 'ترمب' أنه سيتبع مجددًا سياسة 'أقصى الضغوط' مع 'إيران'، وهي سياسة أسهمت خلال ولايته الأولى بين عامي (2017 و2021) في وضع الاقتصاد الإيراني على شفا الانهيار عن طريق فرض عقوبات على صادرات النفط، رُغم أن 'طهران' وجدت طرقًا للتهرب من الحظر. أقر الرئيس الإيراني؛ 'مسعود بزشكيان'، في وقتٍ سابق، بأن العقوبات جعلت مشكلات البلاد الاقتصادية أصعب مما كانت عليه خلال الحرب 'الإيرانية-العراقية' في ثمانينيات القرن الماضي.​ ويُنظم إيرانيون مظاهرات بين فترة وأخرى منذ 2017؛ احتجاجًا على تدني مستويات المعيشة وللمطالبة 'بتغيير النظام'.​ تنازلات كبيرة من جانب 'طهران'.. ويعتقد الخبراء أن أي اتفاق جديد مع 'الولايات المتحدة' قد ينطوي على تنازلات كبيرة من 'طهران'، قد يجدها بعض المتشدّدين ثقيلة. ويرى الخبراء أن موقف 'إيران'؛ اليوم، بات مختلفًا عن السابق، فهي تُعاني من انتكاسات كبيرة بسبب خسائر الأشهر الأخيرة المتمثلة في ضعف ميليشياتها بسبب الحرب مع 'إسرائيل'، والإطاحة بحليفها الإقليمي؛ 'بشار الأسد'، مما جعل بعض المتشدّدين في 'طهران' ينادون بضرورة تسريع الردع النووي. وتلك الرغبة لن تصَّمد أمام تهديد 'الولايات المتحدة'؛ التي أوضحت رغبتها في التفكيك الكامل للبرنامج النووي الإيراني، بما في ذلك الوقف التام لأي تخصّيب لـ (اليورانيوم)، بالإضافة إلى وقف دعم (حزب الله) في 'لبنان' و(الحوثيين) في 'اليمن'. ويقول الخبراء إن قبول تلك المطالب قد يُشكل عبئًا ثقيلًا على 'إيران'، فلطالما اعتُبر الحظر الكامل لأي تخصّيب نووي – حتى للأغراض المدنية – خطًا أحمر بالنسبة لـ'طهران'. كما أن هناك مشكلة الخبرة التكنولوجية الإيرانية؛ فعلماؤها ببساطة يعرفون الآن عن كيفية صنع سلاح نووي أكثر مما كانوا يعرفونه قبل (10) سنوات، وتلك الجزئية تُشّكل عقبة دائمة أمام تحقيق طموحات 'الولايات المتحدة'. إذا فشلت المحادثات.. وفي حال فشل المحادثات بين الطرفين، يعتقد الخبراء بدخول 'إسرائيل' على الخط بتنفيذ ضربات عسكرية لمحاولة تدمير القدرات النووية الإيرانية، لكن ذلك الخيار قد لا يكون ناجعًا بالمطلق، في ظل التحصينات الكبيرة للمفاعلات النووية الإيرانية الموجودة في مخابيء عميقة تحت الأرض. ويقول محللون عسكريون إن 'إسرائيل' لن تحتاج فقط إلى مساعدة أميركية لقصف 'إيران'، بل قد تحتاج أيضًا إلى قوات خاصة على الأرض لضمان تدمير منشآتها النووية، وهذا يعني أن العمل العسكري سيكون محفوفًا بالمخاطر، ونجاحه غير مضمون بأي حال من الأحوال. وكما تعهد 'ترمب'، الذي افتتح عهده الثاني، بشعار عدم إشعال المزيد من 'الحروب الأبدية'، قد يتحول التوتر الأميركي مع 'إيران' إلى صراع إقليمي شامل، وهذا جعل 'ترمب' يتمسك بالحل الدبلوماسي رغم معارضة 'إسرائيل'، التي قد تُجبّر على قبوله كأمر واقع، بغض النظر عن بنوده. وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي؛ 'بنيامين نتانياهو'، قد قال الثلاثاء، إنه يجب اللجوء للخيار العسكري ضد 'إيران' إذا طالت المفاوضات معها على برنامجها النووي، وأن أي اتفاق يجب أن يتضمن تفجير منشآتها النووية. ولكن إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق في غضون شهرين كما يطمح 'ترمب'، فإنه يحتفظ بحق استخدام القوة، الأمر الذي قد تكون عواقبه وخيمة. ويُشيّر المحللون إلى أن تلك المدة غير كافية، وعلى 'ترمب' النظر للخلف قليلًا لإدراك حقيقة أن الاتفاق الشامل مع 'إيران' استغرق من المفاوضين عامين كاملين.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store