#أحدث الأخبار مع #نهائيرابطةأبطالأورباالشروق٢٦-٠٤-٢٠٢٥رياضةالشروقيمكننا أن نعيش بلا كرةفي مرض كرة القدم في الجزائر، لا يكفي أن تعرف الأعراض وتقوم بالتحاليل والأشعة، وتستخلص التشخيص وتعطي الدواء، بل عليك أن تفكّر أيضا في بتر العضو المريض نهائيا، وكفى الله المؤمنين شر القتال. والسؤال المطروح حاليا هو: ماذا لو حوّلت قضية كرة القدم إلى مقصلة الانتخابات، لأجل التصويت ببقائها في حياتنا أو توقيفها بعض سنوات، لأن الجميع صار يعتبرها جزءا من حياته، لا يمكنه أن يعيش من دونها؟ لو كان فيروس العنف أمرا عارضا، لانتظرنا مرور هذا العابر، لنعود إلى اللعب، كما هو قانون هذه اللعبة التي قذفت عقول الناس بدلا عن الكرة، ولكننا وجدنا أنفسنا في حلقات مسلسل عنف لا ينتهي، وصل حد إزهاق الأرواح. وبدلا من أن يبقى اللعب مجرد قذف لجلد منفوخ، تحوّل إلى قذف للقيم وروح الأخوّة، وبدلا من أن تكون بعض 'بلاتوهات' التحليل الكروي، تنويرا للرّأي العامّ، وإفهامه حقيقة اللعبة الجماعية، تحوّلت إلى مقاهي مشجعّين متهوّرين، ثبَت تورّط بعضهم في ما يمكن اعتباره من دون مبالغة جهوية مقيتة، تعتبر هذا أحسن من ذاك وأحقّ منه بالألقاب، ليس لأنه يلعب بطريقة سليمة، وإنما لأنه ينتمي إلى هذه المنطقة أو تلك، فاختلط المدرّب برئيس النادي، واللاعب بالمناصر، والمحلل بالصّحافي، واجتمعوا على إنزال الأداء إلى الحضيض، والنتيجة عجزُ الكرة الجزائرية المحلية عن رفع المستوى، أو إلى سقف ما يُصرف عليها من أموال طائلة ولو بتحقيق بعض الألقاب الإفريقية الغائبة منذ أكثر من عقد من الزمن. في نهاية مارس 1985، شهد ملعب هايسل ببلجيكا، نهائي رابطة أبطال أوربا بين جوفنتوس الذي كان يضمّ أحسن لاعبي المعمورة، وليفربول الإنجليزي الذي كانت جماهيره 'الهوليغانز' تتنقل معه مثل السيول الجارفة، وقبل بداية المباراة وقعت مشادة، استعمل فيها الإنجليز الأسلحة البيضاء، وهلك في الملعب العشرات من أنصار الفريق الإيطالي، وعمّ الذهول والارتباك عالم الكرة، خاصة أن الجُناة ينتمون إلى البلد الذي وُلدت فيه اللعبة، وبدأت العقوبات تنزل على فريق ليفربول، وكل الفرق الإنجليزية من الاتحاد الأوروبي ومن الاتحاد العالمي لكرة القدم، ومع كل عقاب ينزل، تقوم رئيسة وزراء بريطانيا، في ذلك الوقت، مارغريت تاتشر، بمضاعفته بمباركة جمهور الكرة الإنجليزي وإصراره على أن يبتر العضو المريض بالكامل، حتى أوقفت نهائيا مشاركة الإنجليز مع نظرائهم في أوروبا. وبيّن سبر آراء أن قرابة ثمانين بالمائة من الإنجليز مع قرار منع ممارسة اللعبة، لمدة لا تقلّ عن عشر سنوات، حتى تقتلع جذور العنف نهائيا، ونسي العالم إنجلترا، إلا من خلال مشاركات عابرة لمنتخب البلاد، وسافر عددٌ من نجوم الكرة في بريطانيا، للعب في دول أخرى، منها إيطاليا 'الضحية'. وتمرّ الآن أربعون سنة، بالتمام والكمال، وتصبح إنجلترا البلد الوحيد أو على الأقل، الأول، الذي أزال الحواجز الإسمنتية أو الحديدية أو من أي نوع كان، بين لاعبي الفرق والجمهور، تماما كما في المسارح، لتعود اللعبة مجرد لعبة، بعد أن جرفها الطوفان. سؤال يطرح في كل مرة، عندما تنحرف لعبة الكرة عن جادة الصواب: هل يمكن أن نعيش من دون كرة لبعض الوقت، من أجل مستقبل اللعبة؟
الشروق٢٦-٠٤-٢٠٢٥رياضةالشروقيمكننا أن نعيش بلا كرةفي مرض كرة القدم في الجزائر، لا يكفي أن تعرف الأعراض وتقوم بالتحاليل والأشعة، وتستخلص التشخيص وتعطي الدواء، بل عليك أن تفكّر أيضا في بتر العضو المريض نهائيا، وكفى الله المؤمنين شر القتال. والسؤال المطروح حاليا هو: ماذا لو حوّلت قضية كرة القدم إلى مقصلة الانتخابات، لأجل التصويت ببقائها في حياتنا أو توقيفها بعض سنوات، لأن الجميع صار يعتبرها جزءا من حياته، لا يمكنه أن يعيش من دونها؟ لو كان فيروس العنف أمرا عارضا، لانتظرنا مرور هذا العابر، لنعود إلى اللعب، كما هو قانون هذه اللعبة التي قذفت عقول الناس بدلا عن الكرة، ولكننا وجدنا أنفسنا في حلقات مسلسل عنف لا ينتهي، وصل حد إزهاق الأرواح. وبدلا من أن يبقى اللعب مجرد قذف لجلد منفوخ، تحوّل إلى قذف للقيم وروح الأخوّة، وبدلا من أن تكون بعض 'بلاتوهات' التحليل الكروي، تنويرا للرّأي العامّ، وإفهامه حقيقة اللعبة الجماعية، تحوّلت إلى مقاهي مشجعّين متهوّرين، ثبَت تورّط بعضهم في ما يمكن اعتباره من دون مبالغة جهوية مقيتة، تعتبر هذا أحسن من ذاك وأحقّ منه بالألقاب، ليس لأنه يلعب بطريقة سليمة، وإنما لأنه ينتمي إلى هذه المنطقة أو تلك، فاختلط المدرّب برئيس النادي، واللاعب بالمناصر، والمحلل بالصّحافي، واجتمعوا على إنزال الأداء إلى الحضيض، والنتيجة عجزُ الكرة الجزائرية المحلية عن رفع المستوى، أو إلى سقف ما يُصرف عليها من أموال طائلة ولو بتحقيق بعض الألقاب الإفريقية الغائبة منذ أكثر من عقد من الزمن. في نهاية مارس 1985، شهد ملعب هايسل ببلجيكا، نهائي رابطة أبطال أوربا بين جوفنتوس الذي كان يضمّ أحسن لاعبي المعمورة، وليفربول الإنجليزي الذي كانت جماهيره 'الهوليغانز' تتنقل معه مثل السيول الجارفة، وقبل بداية المباراة وقعت مشادة، استعمل فيها الإنجليز الأسلحة البيضاء، وهلك في الملعب العشرات من أنصار الفريق الإيطالي، وعمّ الذهول والارتباك عالم الكرة، خاصة أن الجُناة ينتمون إلى البلد الذي وُلدت فيه اللعبة، وبدأت العقوبات تنزل على فريق ليفربول، وكل الفرق الإنجليزية من الاتحاد الأوروبي ومن الاتحاد العالمي لكرة القدم، ومع كل عقاب ينزل، تقوم رئيسة وزراء بريطانيا، في ذلك الوقت، مارغريت تاتشر، بمضاعفته بمباركة جمهور الكرة الإنجليزي وإصراره على أن يبتر العضو المريض بالكامل، حتى أوقفت نهائيا مشاركة الإنجليز مع نظرائهم في أوروبا. وبيّن سبر آراء أن قرابة ثمانين بالمائة من الإنجليز مع قرار منع ممارسة اللعبة، لمدة لا تقلّ عن عشر سنوات، حتى تقتلع جذور العنف نهائيا، ونسي العالم إنجلترا، إلا من خلال مشاركات عابرة لمنتخب البلاد، وسافر عددٌ من نجوم الكرة في بريطانيا، للعب في دول أخرى، منها إيطاليا 'الضحية'. وتمرّ الآن أربعون سنة، بالتمام والكمال، وتصبح إنجلترا البلد الوحيد أو على الأقل، الأول، الذي أزال الحواجز الإسمنتية أو الحديدية أو من أي نوع كان، بين لاعبي الفرق والجمهور، تماما كما في المسارح، لتعود اللعبة مجرد لعبة، بعد أن جرفها الطوفان. سؤال يطرح في كل مرة، عندما تنحرف لعبة الكرة عن جادة الصواب: هل يمكن أن نعيش من دون كرة لبعض الوقت، من أجل مستقبل اللعبة؟