أحدث الأخبار مع #نوبل؛


بوابة الأهرام
٢١-٠٤-٢٠٢٥
- أعمال
- بوابة الأهرام
من الخاسر في الحرب التجارية؟
بعد إغلاق البورصة الأمريكية في الثاني من أبريل الماضي، أعلن الرئيس ترامب عن فرض رسوم جمركية تجاوزت أكثر التوقعات تشاؤمًا. وفي الثالث والرابع من أبريل، شهدت البورصة الأمريكية انهيارًا حادًا، حيث تراجعت أسعار الأسهم وخسرت الأسواق الأمريكية نحو ٥ تريليونات دولار، فأثار هذا القرار موجة من الاحتجاجات في مختلف دول العالم، وتنوعت ردود الفعل بين تهديدات بفرض رسوم انتقامية والدعوة إلى الحوار. إلا أن الرد الأقوى جاء من الصين، التي فرضت رسومًا جمركية انتقامية بلغت ٣٤٪، مما أدى إلى دخول واشنطن وبكين في سباق تصاعدي للرسوم حتى وصلت إلى مستويات عبثية. بعد العطلة الأسبوعية، وفي السابع من أبريل، ارتفعت الأسواق فجأة نتيجة إشاعة مفادها أن الإدارة الأمريكية ستعلق الرسوم لمدة ٩٠ يومًا؛ إلا أن الإدارة سارعت بنفي صحة الخبر، فواصلت البورصة وسوق السندات انخفاضهما، وارتفعت احتمالات دخول الاقتصاد الأمريكي في ركود تضخمي لتصل إلى ٦٥٪، طبقًا لتوقعات جولدمان ساكس. وأخيرًا، في يوم الأربعاء ٩ أبريل، أعلنت الإدارة تعليق الرسوم لمدة ٩٠ يومًا مع جميع الدول باستثناء الصين. ورغم هذا التراجع، ادعت الإدارة الأمريكية تحقيق 'نصر'، إذ أكد وزير الخزانة أن ذلك كان جزءًا من الخطة المسبقة، بينما صرحت المتحدثة باسم البيت الأبيض بأن ما جرى يمثل 'فن التفاوض' الذي يبرع فيه الرئيس. أما الرئيس نفسه، فعندما سُئل من أحد المراسلين، لم يذكر أن ذلك كان جزءًا من خطة مسبقة، موضحًا أن الأسواق وبعض رجال الأعمال شعروا بالذعر، مما دفعه إلى تعليق الرسوم مؤقتًا حتى استكمال المفاوضات، وحث نظيره الصيني -الذي صرح بأنه يحترمه ويقدره- على طلب التفاوض. ومن الطريف أن الرئيس تباهى بأنه لم يوجد رئيس أمريكي لديه القدرة على اتخاذ قرارات كهذه، ورد عليه منتقدوه: "حقًا لقد صدقت". فمن الخاسر إذن في هذه الحرب؟ أحد أكثر التحليلات التي أعجبتني كانت للاقتصادي البارز جوزيف ستيجليتز، الحائز على جائزتي نوبل؛ واحدة في الاقتصاد والأخرى في السلام، ويرى ستيجليتز أن مشكلة الإدارة الحالية تكمن في التبسيط المخل للأمور، إذ تعد العجز التجاري في السلع أمرًا سلبيًا يجب تصحيحه عبر دفع الآخرين إلى زيادة الاستيراد من الولايات المتحدة، هذا رغم أن قطاع التصنيع الأمريكي لا يشكل أكثر من ١٠٪ من الناتج القومي، بينما تتركز معظم الصادرات الأمريكية في قطاع الخدمات؛ وهو القطاع الذي سيتضرر بشدة من سياسات الإدارة الحالية. ويتساءل ستيجليتز: هل نتوقع تدفق الطلبة الأجانب إلى جامعاتنا أو ارتفاع أعداد السياح القادمين لزيارتنا، كما كان الأمر في السابق؟ كيف سيكون الإقبال على خدماتنا الاقتصادية والادخار في سنداتنا وأدواتنا المالية والثقة بعملتنا وسط هذه القرارات المضطربة التي تهز ثقة العالم؟ يضيف ستيجليتز، عندما نرفع الرسوم الجمركية على الصين بنسبة تزيد على ١٠٠٪ وترد الصين بالمثل، سينتج عن ذلك أزمة طلب في الصين، وأزمة عرض في أمريكا، وما لا تدركه الإدارة الحالية هو أن أزمة الطلب أسهل حلًا من أزمة العرض؛ فالصين بإمكانها توزيع فائض سلعها على مواطنيها، أو تصديرها إلى دول أخرى، بينما تحتاج الولايات المتحدة إلى مكونات صينية بعينها لاستكمال صناعاتها الداخلية، وهناك أيضًا واردات صينية لن تستطيع الاستغناء عنها. ويؤكد ستيجليتز أن سياسات ترامب ستؤدي إلى تدمير الوظائف بدلًا من خلقها، كما يأمل. فمثلًا، عندما ترتفع أسعار الحديد والألومنيوم نتيجة الرسوم التي فرضها، سترتفع أسعار السيارات المصنعة داخليًا، مما يقلل من فرص تصديرها ويرفع أسعارها للمستهلك المحلي، بالإضافة إلى ذلك، يعتمد التصنيع الحديث على المصانع المؤتمتة التي تدار بالروبوتات؛ ففي الصين مثلًا، يوجد مصنع يعمل به ٢٠٠٠ عامل وينتج ١٠٠٠ سيارة يوميًا بفضل الروبوتات. وفي هذا الجانب، تبدو أمريكا متأخرة؛ إذ إن بناء مصانع حديثة مماثلة لنظيرتها الصينية وتدريب طواقمها يستغرق وقتًا طويلًا. يضيف ستيجليتز أن لدى الصين عدة 'كروت' تجعلها أقوى بكثير مما كانت عليه قبل عقد من الزمن؛ فهي تملك ٤٠٪ من احتياطي العالم من المعادن النادرة اللازمة للرقائق والصناعات الدقيقة، وتضم عددًا أكبر من المهندسين القادرين على إدارة المصانع المميكنة، ولا تعتمد على الشركات والاستثمارات الأمريكية كما كان سابقًا. ويمكن للصين، إذا رغبت، فرض ضرائب على فروع الشركات الأمريكية لديها مثل آبل وتسلا؛ كما أنها قادرة على المنافسة بجودة عالية وأسعار أقل، كما يظهر من التفوق الذي حققته شركة 'بي واي دي' مقارنة بشركة "تسلا". أخيرًا، يرى ستيجليتز أن الخاسر الأكبر في الحرب التجارية قد تكون الولايات المتحدة، ويضيف أن أهم ما يميز أمريكا هو الثقة بمؤسساتها وبحكم القانون، وتلك الثقة إن انهارت فإن فرص الاستثمار داخل أمريكا ستتأثر سلبًا، كما أن استعادة الثقة المفقودة سيكون أمرًا بالغ الصعوبة.


بوابة ماسبيرو
١١-٠٤-٢٠٢٥
- أعمال
- بوابة ماسبيرو
"صباحنا مصرى" يستعرض تأثير التعريفات الجمركية الجديدة على التجارة الدولية
قال الدكتور منجي بدر المفكر الاقتصادي عضو الجمعية المصرية للأمم المتحدة إن الولايات المتحدة الأمريكية فرضت رسوما جمركية جديدة على معظم دول العالم بحد أدنى 10% ، مشيرا إلى أن فرض الرسوم الجمركية يتعلق بالسياسة التجارية وحجم الصادرات والواردات؛ حيث وجد الرئيس ترامب عجزا واضحا في الميزان التجاري الأمريكي ورأى في فرض المزيد من الرسوم الجمركية حلا لهذا العجز؛ وهو ما سيُحدث زلزالا في التجارة العالمية مع دخول هذه الرسوم حيّز التنفيذ والذي بدأ من التاسع من إبريل الحالي. وأضاف منجي في حواره لبرنامج (صباحنا مصري) أن الولايات المتحدة الأمريكية تعتمد في اقتصادها على قطاع الخدمات وطبع الدولار وإهمال قطاع الصناعة ؛ وهو ما من شأنه أن يُحدث خللا على المدى البعيد على الاقتصاد حيث جاء ترامب بقرارات إعادة الاهتمام بالصناعة والإنتاج ولكن فرض الرسوم الجمركية على الواردات القادمة لأمريكا له أثره في تقليل هذه الواردات؛ وبالتالي سيتجه المواطن الأمريكي لشراء المنتج المحلي لأن المستورد سيكون باهظ الثمن. وقد بدأ ترامب هذا التوجه بناءً على خطة موضوعة من أكبر العقول الاقتصادية الحاصلة على جوائز نوبل؛ فكان لهذه الخطة ثلاثة مستويات الأول: هو فرض ١٠٪ رسوم على كل الواردات من كل دول العالم مستثنيا أربع دول هم بيلاروسيا وروسيا الاتحادية وكوريا الشمالية وكوبا لأنهم مفروض عليهم عقوبات اقتصادية، والثاني هو فرض رسوم باهظة على صادرات كندا والمكسيك بالأخص لأنهما يمثلان أكبر نسب تجارة غير مشروعة كالمخدرات والهجرة غير الشرعية، والثالث فرض ٢٥٪على كل واردات أمريكا من السيارات لان هذه الصناعة موجودة بالفعل فى أمريكا - أى أنه قد فرض هذه الرسوم على كل دول العالم باستثناء بريطانيا. وأشار منجي إلى أن ترامب نجح في شن حرب اقتصادية شرسة على الصين؛ وهو ما لن تستطيع الصين تفادي عواقبه بسهولة فهو يفرض على الصين رسوما بنسبة ١٠٤٪ وهي نسبة تعجيزية هائلة وهذه النسبة ستمثل حائط صد أمام أى منتج صيني ويمنعها من دخول أمريكا.


الرأي
٠٤-٠٣-٢٠٢٥
- ترفيه
- الرأي
القرّاء... أسياد الكتابة الخفيون!
مخطئ من يعتقد أن دور القرّاء وتأثيراتهم على الكتابة الصحافية أو الروائية يتمثل فقط في تلقي النص، بل الصحيح أن دورهم يتعدى ذلك، فيدخلون في تشكيله أيضاً. منذ أول مقال شاركته ككاتب مقال صحافي في جريدة «الراي» الكويتية منذ عام 2012، ساخر وجاد، وبقبعة روسية ثم بغترة وعقال ثم حاسر الرأس، اجتماعي وتعليمي، من رواد مقهى «الرواء»، وصولاً إلى مجلس الوزراء... اكتسبت الكثير من الخبرات حول طبيعة الكتابة وأنواع القرّاء الذين يتفاعلون معها. ومن خلال هذه التجربة، تمكنت من تصنيف القراء الرئيسيين إلى ثلاثة أنواع، وهم القارئ الذكي، القارئ المتذوّق، والقارئ المتأمّل. القارئ الذكي، هو ذلك الشخص الذي يمتلك القدرة على فهم واستيعاب الأفكار المطروحة في المقالات في الفقرات الأولى منها. غالباً ما يشتكي هذا النوع من القرّاء من طول المقالات، حيث يفضّلون الوصول إلى الفكرة الرئيسية بسرعة وكفاءة. وقد تلقيت اتصالاً هاتفياً الأسبوع الماضي من قارئ يندرج تحت هذا التصنيف، حيث نصحني بأنني أهدر طاقتي في كتابة مقالات طويلة وماراثونية، رغم وضوح الفكرة من الأسطر الأولى... مما قد يزعج بعض القراء. النوع الثاني هو القارئ المتذوّق، ويتميز هذا القارئ بحبه للعبارات وتناغمها أكثر من تركيزه على الفكرة نفسها، يهتم بكيفية بدء المقال وكيفية انتهائه، وكيفية تناول الموضوع والمفردات المستخدمة وطريقة تطويعها. بالنسبة إليه، فإن جمالية اللغة وتناسقها هي المفتاح للاستمتاع بالمقال. أما القارئ المتأمّل، فهو المفضل لدي شخصياً، حيث يمتلك مهارات عقلية ونفسية وتجارب حياتية تجعله يأخذ النص إلى مساحات إبداعية ربما لم تخطر على بال الكاتب نفسه... يتمتع هذا النوع من القرّاء بقدرة فريدة على تحويل الأفكار إلى رؤى جديدة، مما يضيف عمقاً وجمالاً للنص المكتوب. كان يمكن -عزيزي القارئ- أن أُنهي المقال هنا، ولكن رغبتي الماراثونية في الكتابة تتفوق على رغبة القارئ الذكي في الانتهاء، وعناداً في القارئ الذكي الذي اتصل بي ليشتكي من طول المقال، فسوف أعرض أيضاً أنواع القرّاء من وجهة نظر بعض الأدباء النقديين. فلنبدأ بالقارئ المثقف، ذلك الذي يجلس في زاوية المقهى يحتسي قهوته السوداء، وكان للتو قد أنهى كتاباً عن الفلسفة الإغريقية، ثم تناول بعدها جريدة «الراي» ليقرأ، هذا النوع من القرّاء يحب أن يختبر ذكاءكم؛ لذا عليكم أن تحشو مقالاتكم بكل ما هو غامض ومعقّد، حتى يشعر بالرضا عن نفسه عند فك شفرات المقال الفلسفية والأدبية. ثم ننتقل إلى القارئ العام، الذي يفضّل أن يقرأ أثناء انتظار ظهور رقمه على شاشة البنك، أو انتظاره في عيادة أسنان، هذا القارئ يحتاج إلى أن يكون المقال سلساً وبسيطاً؛ لأنه لا يملك الوقت ولا الصبر ليحلل معاني الكلمات المبهمة التي تُكتب. وأخيراً، القارئ الباحث عن الهوية، الذي يريد أن يرى نفسه في كل شخصية تكتبون عنها، وفي كل موضوع تتناولونه، يريد أن يشعر أنكم تكتبون خصيصاً له؛ لذا عليكم أن تدرسوا كل ثقافة وعادة ليشعر بالرضا والتمثيل. عزيزي القارئ المتأمل، إن الفكرة التي تقول إن أسلوب الكاتب وطريقته وتحولاته يتدخل فيها القرّاء ويساعدون على تشكيلها، ليست فكرة جديدة، فقط تناولها نجيب محفوظ، في حواراته ومقالاته، عندما تحدث محفوظ عن توقعات القرّاء وتأثيرهم على تطور أسلوبه في الكتابة، خاصة بعد حصوله على جائزة نوبل؛ حيث زادت مسؤولية تلبية توقعات جمهور أوسع، وكذلك إدوارد سعيد، في كتابه «الاستشراق»، تناول سعيد كيف يمكن للنصوص أن تتأثر بتوقعات القراء الغربيين، وما ينطبق على الكاتب هنا، ينطبق على الطبيب ومرضاه، والمعلم وطلابه، والمهندس والمقاولين الذين يتعامل معهم. عزيزي القارئ المتذوّق، إن تنوع القرّاء هو ما يجعل الكتابة رحلة مستمرة وممتعة، ووصلاً بين نقطتين على الورق، ووصلاً بين نقطتين في الوعي، وتعطيلاً لمانع الضوضاء في سماعات الأذن في وقت يصرخ فيه الجميع قائلين «حريق... أطفئها»! في النهاية، أود أن أشكر جميع القرّاء الأعزاء الذين يثرون مقالاتي بتنوّع اهتماماتهم وتوجهاتهم وملاحظاتهم... كما أود أن أعبّر عن امتناني لجريدة «الراي» الكويتية التي منحتني هذه الفرصة الثمينة للتواصل مع جمهور واسع ومتعدد الأذواق... أؤمن أنا وهم في النهاية... أن كل ما لم يُذكر فيه اسم الله... أبتر.