أحدث الأخبار مع #نيتانياهو


بوابة الأهرام
منذ 8 ساعات
- سياسة
- بوابة الأهرام
«العمى العظيم» والمقاومة تحت السيطرة!
فى كتابه الذى نشر أول مرة عام 2009، تحت عنوان «العمى العظيم» وأعيد طباعته مؤخرا، يشرح تشارلز إندرلان مراسل التليفزيون الفرنسى فى اسرائيل 25 عاماً، كيف ان بنيامين نيتانياهو شخص يحب اللعب بالنار. ويواصل استراتيجية أسلافه منذ عودته إلى السلطة عام 2009، فى منع إنشاء دولة فلسطينية، وهى سياسة وافقت هوى الراديكالية اليهودية وقادة الاستيطان، وقادت إسرائيل إلى أكبر هزيمة عسكرية وسياسية منذ إنشائها بعد هزيمة السادس من أكتوبر 1973. الكتاب يشمل عددا ضخما من المواقف والقصص الحصرية التى عايشها شخصياً المؤلف توضح الحسابات الخاطئة، و»العمى» الذى أصاب القادة الإسرائيليين فى مواجهة العدو، الذى أسسوا قواعده، وبدأ العمى عندما اعتقد الإسرائيليون أن الشيخ أحمد ياسين، مؤسس حماس عام 1987، يمكن أن يكون «الترياق لمنظمة التحرير الفلسطينية»، تماماً كما كانت وكالة المخابرات المركزية فى واشنطن مقتنعة بأن أسامة بن لادن وطالبان يمكن أن يكونا بمثابة حصن ضد الشيوعية. وبمنتهى الصراحة فى 2019 أعلن نيتانياهو أمام نوابه أن أى شخص يريد منع قيام دولة فلسطينية عليه أن يدعم تقوية حماس وتحويل الأموال إليها، وعندما اجتمع رئيس مكافحة أموال الإرهاب بوزارة الخزانة الأمريكية مع مسئول الملف بالحكومة الإسرائيلية، وأخبره بأننا نهتم بأموال حماس فيرد المسئول الإسرائيلى بأنه ليس لديه الحق فى أطلاعه على البيانات، لكن الموساد اكتشف عام 2014 أن حماس لديها شركة عقارية عملاقة فى إسطنبول تجنى أموالاً طائلة ومدرجة فى البورصة، ولكن نيتانياهو منعهم من الإعلان عنها، ويأخذ الأمريكيون المعلومة، كما اكتشف الإسرائيليون فى أحد الأنفاق ملايين اليوروهات والدولارات، وأوراقا توضح أن ميزانية بناء نفق خرسانى بطول 1 كم، تبلغ 100 ألف دولار وقتها، وكان يحيى السنوار قد أوضح لاحقاً أن لديه 500 كيلومتر من الانفاق، نيتانياهو ترك كل هذا يحدث على نطاق واسع، فهو بالفعل ومنذ بداية التسعينيات تحالف مع أعداء عملية أوسلو، وفى عام 1994 يغتال الإرهابى جولدشتاين 29 مسلما يصلون فى الحرم الإبراهيمي، وانفجرت حملة انتحارية إنتقامية، وأدت سياسة إسحاق رابين المرنة ضد المتطرفين اليهود، إلى اغتياله على يد متطرف صهيونى عام 1995، وانحدرت عملية السلام إلى الجحيم. وقامت الجماعات الجهادية بهجمات انتحارية حولت الجمهور الإسرائيلى إلى معارضة أوسلو. وأضافت فكرة آرييل شارون الانسحاب الأحادى من غزة، صورة انتصار حماس، من ثم كانت فكرة الانتخابات التشريعية الفلسطينية، وتساءل الجميع، هل نسمح لحماس بتقديم مرشحين؟ وقال رجال شارون لندع حماس تقدم مرشحين للإنتخابات وكأننا ندعم عملية أوسلو، وسُمح لهم بالتقدم رغم ان استطلاعات وصلت لشارون بأن حماس ستفوز بالانتخابات، لكنه تركهم، بل وساهم فى نجاح انقلاب حماس على السلطة فى غزة 2007 وقُتل مئات من مسلحى فتح والسيطرة على كل مواقع السلطة الفلسطينية. والعقلية الاسرائيلية كانت دائماً تعتبر السلطة الفلسطينية هى العدو وليس حماس، وبالتالى استطاع شارون النجاح فى تعزيز الانقسام. يختتم الكتاب على قدوم 7 أكتوبر لتحدث حالة من الارتباك فى الدولة الإسرائيلية الذى بدأ عام 2018، مع صدور قانون نيتانياهو «إسرائيل أمة الشعب اليهودي» العنصرى ضد المجتمعات غير اليهودية فى إسرائيل، والذى شكل حدثاً كارثيا، كونه يمنع الطوائف غير اليهودية فى إسرائيل من التمتع بنفس حقوق اليهود، ومنها البناء على أرض إسرائيل، وإعطاء الأولوية للمستوطنات فى إسرائيل نفسها، دون التحدث عن الأراضى الفلسطينية، التى اصبحت متاعا بلا صاحب! هذا القانون مر فى صمت عالمى كامل لم تعلق عليه أى حكومة أو مؤسسة حقوقية!. ثم جاءت المظاهرات المضادة للحكومة الراديكالية وتجاوزات نيتانياهو، وجاء دور جنود الاحتياط الذين هددوا بعدم خدمة حكومة اليمين المتطرف الحالية، ضاربين فى عمق فكرة أن تحتفظ إسرائيل بجيش قوي، متعللين بانه فى وقت ليس على الجميع نفس الالتزامات، والجيش يؤثر عليهم بطريق مختلفة، ولا يجب مطالبتهم بالخدمة الالزامية، ومع فقدان الجيش الإسرائيلى منذ بداية الحرب عشرات الآلاف من الرجال، سواء وفيات او إصابات أو أشخاص احتياطيين لا يريدون الانضمام، فالشاب الإسرائيلى على سبيل المثال الذى أكمل 3 أو 4 سنوات من الخدمة العسكرية، والذى يتم تعبئته اليوم 3 أشهر و3 أشهر أخرى يترك عمله جانبًا، وعائلته ويدفع الضرائب، ويرى أن هذا تمييز فى المجتمع الإسرائيلي، على الجانب الآخر هناك 160 ألف من المتشددين الذين لا يخدمون فى الجيش فحسب، بل يدفعون ضرائب قليلة جدًا، بل يساهمون فى انهيار التعليم العلمانى الذى يتلقى ميزانية أقل من التعليم أو الديني، هذا المستوى من التفاوت ربما يكون أحد أكبر المخاطر التى تواجه إسرائيل. كتاب العمى العظيم، كتاب غربي، يعترف بالحقائق والأرقام أن الإرهاب فى المنطقة صناعة إسرائيلية برعاية أمريكية، ويؤكد عدم الاعتقاد بأن إيران وحزب الله وحماس يمثلون تهديدا وجوديا لإسرائيل لكن الوضع الداخلى هو الأخطر، ففى عام 2023، غادر55 ألف إسرائيلى ولم يعودوا، خروج هؤلاء الأشخاص عالى التأهيل من أطباء ومهندسين،من الدولة سيساهم فى تحولها لبلد متدينة صغيرة فى حالة حرب مع الجيران، بالتأكيد هذا الوضع يحتاج استراتيجيات جديدة مع شركاء جدد، لمواجهة هذا الخطر الدائم الذى تظهرلنا اليوم صورته الوحشية الدنيئة أكثر وضوحاً، والأمر لم يعد متروكا للمجتمع الدولى بل لنا نحن أصحاب المواجهة مع هذه الدولة، لوقف هذه المسيرة الحمقاء نحو مآس جديدة. ----------------- ◙ أستاذ ريادة الأعمال


بوابة الأهرام
منذ 8 ساعات
- سياسة
- بوابة الأهرام
ترامب ونيتانياهو.. خلاف البائع والمشترى
الخلاف بين ترامب ونيتانياهو لم يعد سرا لكنه يبدو غريبا ومثيرا للدهشة ليس فقط لأن الصداقة بينهما وطيدة والتعاون وثيق، ولكن أيضا لأن القواسم المشتركة فى شخصيتهما وتوجهاتهما كثيرة؛ كلاهما فى داخله منطقة معتمة تسكنها الغطرسة والقسوة والنوازع العنصرية، وكلاهما لا يكترث سوى بمصلحته فقط. على أرض الواقع اظهر الرجلان دائما أقصى درجات الاستهانة والتجاهل والرفض لكل الحقوق القانونية والشرعية والإنسانية للشعب الفلسطيني. وهما يجاهران برغبتيهما فى تنفيذ جريمة التطهير العرقى فى غزة بطرد سكانها، فى انتهاك صارخ للقانون الدولى الذى يتواطآن على خرقه وازدراء رموزه ومؤسساته وفى مقدمتها المحكمة الجنائية الدولية التى أمرت بالقبض على نيتانياهو كمجرم حرب، فى حين تعمد صديقه الأمريكى أن يكون أول ضيف أجنبى يستقبله بالبيت الأبيض بعد تنصيبه، بل فرض عقوبات على المحكمة وليس على المتهم. هدايا ترامب الاستراتيجية لإسرائيل كثيرة وتاريخية بكل المقاييس وقد قدمها فى ولايته الأولى التى شهدت اعترافه بالقدس عاصمة لها، ونقل سفارة بلاده إليها والتراجع عن حل الدولتين، والاعتراف بشرعية المستوطنات، والاعتراف بضم الجولان. ومنذ عودته للحكم استأنف مسيرة العطاء مفتتحا عهده بإعلان خطته لطرد سكان غزة، ثم أعاد تزويد إسرائيل بالقنابل التى تزن ألفى رطل التى أوقف بايدن تصديرها إليها. ترامب باعتراف نيتانياهو هو أكبر صديق لإسرائيل. لذا يحتاج الخلاف بينهما إلى تفسير. ولكن قبل ذلك من المهم تحديد طبيعة المشكلة على نحو دقيق، وهى بوضوح تام خلاف بين ترامب ونيتانياهو، وليس بين الولايات المتحدة وإسرائيل. ليست هذه هى المرة الأولى التى ينشب فيها خلاف علنى بين الجانبين. حدث ذلك كثيرا لكن لم يتحول قط إلى صدع أو قطيعة بينهما. حديث زواجهما الكاثوليكى الذى لا طلاق فيه معاد ومكرر وهو توصيف دقيق للعلاقة بينهما. أى خلاف نشب أو سينشب يتعلق فقط بالآليات والوسائل وليس بالأهداف ولا يمس أو يهدد العلاقات الوطيدة بينهما. والخلاف الحالى لا يعنى أن أمريكا ستتخلى عن إسرائيل. وحتى مطالبتها بوقف الحرب (طالما لم تحسمها)، غير مقرون بأى تهديد أو عقوبات لإجبارها على ذلك. قتل الفلسطينيين لا يزعج ترامب لكن الحرب تعرقل مشاريعه لذا يريد وقفها. تجلت مظاهر الأزمة فى قرارات اتخذها ترامب وصدمت نيتانياهو الذى علم ببعضها من وسائل الإعلام. فى مقدمتها الهدنة مع الحوثيين لوقف هجماتهم على القوات الأمريكية فقط دون وقف استهداف إسرائيل. قبل ذلك وبعده كانت صدمته كبيرة بالكشف عن المفاوضات مع إيران حول اتفاق نووى جديد. تلقى نيتانياهو صفعة أخرى بنجاح ترامب فى تحرير الجندى الأمريكى المحتجز لدى حماس بعد مفاوضات مباشرة معها ودون أن تشمل الصفقة الأسرى الإسرائيليين. وخلال جولته الخليجية الأخيرة التى لم تشمل زيارة إسرائيل، وجه لكمة عنيفة وليس مجرد صفعة جديدة إلى نيتانياهو باستقباله الرئيس السورى وإعلانه رفع العقوبات عن بلاده وهو ما يفسد خطط إسرائيل بتحويل سوريا لدولة ضعيفة ممزقة منبوذة. خلال نفس الجولة لم يبد ترامب اهتماما كبيرا بتسويق الصفقات الإبراهيمية ولم يجعل ذلك شرطا لتقديم ضمانات أمنية إلى السعودية. وترك لها حرية اختيار التوقيت الذى يناسبها للتطبيع. لا يمكن اعتبار كل ذلك مصادفة. ترامب تجاهل نيتانياهو بالفعل بل أهانه وتعمد تهميشه فلماذا فعل ذلك؟ من وجهة نظر الباحث الأمريكى ريتشارد هاس الرئيس الفخرى لمجلس العلاقات الخارجية، فإن ما فعله يعكس حقيقة بسيطة هى أن «أمريكا أولا» لا تعنى «نيتانياهو أولا»، وأن ما يحدث مع رئيس حكومتها ليس غريبا ولا جديدا بالنسبة لمواقف ترامب الذى يتعامل مع إسرائيل بنفس القدر من عدم الاكتراث الذى يبديه تجاه الحلفاء الآخرين. لكن لصحيفة تليجراف البريطانية تفسيرا آخر فهى ترى أن سبب الخلاف أعمق من أسلوب ترامب فى اتخاذ القرارات أو تجاهله التشاور مع إسرائيل، بل أعمق من حرب غزة نفسها. وفى تقرير بعنوان «لماذا أدار ترامب ظهره إلى نيتانياهو؟» قالت الصحيفة إن السبب الحقيقى للخلاف هو إصرار ترامب على إبرام اتفاق مع إيران وهو ما يعتبره نيتانياهو كارثة حقيقية وتهديدا وجوديا. الأزمات الداخلية الخانقة حول نيتانياهو وفشله فى تحيق النصر الموعود على حماس وتحرير الأسرى وعجزه عن طرح رؤية واضحة لخططه تمثل جانبا آخر فى تفسير الخلاف بينهما وهو ما ترصده الكاتبة الإسرائيلية مايراف زونسزين الباحثة فى «مجموعة الأزمات الدولية» والتى ترى أن صبر ترامب تجاه نيتانياهو قد نفد ولا يجد فائدة تُرجى من التعامل معه. فى تقرير نشرته الأسبوع الماضى بصحيفة نيويورك تايمز الأمريكية أشارت الباحثة إلى شخصية ترامب كرجل أعمال لا يهتم ولا يفهم سوى فى لغة المال والصفقات، ولا يشغل نفسه كثيرا أو قليلا بالتعقيدات السياسية. وهو يدير سياسته الخارجية على هذا الأساس. فى هذا الإطار جاءت جولته الأخيرة فى الخليج التى كرسها لحصد الأرباح دون إبداء اهتمام حقيقى بالقضايا السياسية العالقة. وفى حديث الصفقات والتريليونات تتراجع أهمية نيتانياهو بل إسرائيل نفسها بالنسبة لترامب. وليس سرا أن جزءا أساسيا من دوافعه للاتفاق مع إيران هو رغبته فى فتح أسواقها الضخمة أمام الشركات الأمريكية. تؤكد الباحثة أن نيتانياهو فشل فى كل شيء باستثناء التشبث بالسلطة عبر مواصلة الحرب حتى لا ينهار ائتلافه الحاكم وهو ما يعنى أنه قاب قوسين أو أدنى من دخول السجن إذا أدين بتهم الفساد التى يحاكم بشأنها حاليا. تضيف أخيرا ان تجارة نيتانياهو أصبحت كاسدة. فلم تعد بضاعته التى يسعى إلى تسويقها منذ أكتوبر 2023 وهى القضاء على حماس تغرى أحدا. اكتشف ترامب أخيرا أنه ليس هناك ما يمكن شراؤه من نيتانياهو. لماذا يمول حربا أبدية ولماذا يتورط معه فى حروب جديدة؟. وبما أنه لا مجال لصفقات رابحة معه فلينتظر شريكا آخر بدلا من هذا البائع الفاشل.


بوابة الأهرام
منذ 8 ساعات
- سياسة
- بوابة الأهرام
رسائل الرئيس أمام القمة العربية
استضاف العراق القمة العربية العادية الـ (34) السبت 18 مايو، والتى تزامنت مع انتهاء الجولة الخليجية للرئيس الأمريكى دونالد ترامب فى الفترة من 13 ــ 16 مايو، زار خلالها المملكة العربية السعودية ودولة قطر ودولة الإمارات العربية. وتاريخيا كانت الولايات المتحدة سواء هناك إدارة جمهورية أو إدارة ديمقراطية بالبيت الأبيض، تهتم بشكل لافت لانعقاد القمم العربية، وتعرب بالأساليب الدبلوماسية عن ما تنتظره، أو ما لا تتوقعه من قرارات ومواقف تصدر عنها، تمس فى الأساس القضية الفلسطينية من جانب ومواقف الدول العربية إزاء إسرائيل من جانب آخر. وأتصور أن القمة الـ 34 لم تكن الاستثناء خصوصا بعد استمرار العدوان الاسرائيلى على قطاع غزة لمدة تسعة عشر شهرا، ومع غلق كل المعابر فى القطاع، ومنع دخول كل أنواع المساعدات الإنسانية إلى الفلسطينيين داخل القطاع ، وتزامن ذلك مع عملية عسكرية كبيرة فى 18 مارس الماضي، وإعلان الحكومة الإسرائيلية أنها تعتزم إبقاء قواتها فى غزة لفترة زمنية غير محددة المدة. فلم تكن مفاجأة الأخبار التى تم تسريبها قبل بدء هذه الجولة عن خطّط لإدخال مساعدات إنسانية للقطاع بحثتها الإدارة الأمريكيةً مع الحكومة الإسرائيلية، وأن هناك «خلافات» بين الرئيس الامريكى ورئيس الحكومة الإسرائيلية, حيث رضخت حكومة نيتانياهو للضغوط الأمريكية فى إدخال بعض المساعدات الشحيحة . وبالرغم من خطورة هذا العدوان الإسرائيلى والتواطؤ الأمريكى فإن مستوى الحضور فى هذه القمة لم يكن كبيرا. لكن بارقة الأمل فى الموقف العربى إزاء هذا العدوان وأهدافه المعلنة من الجانب الإسرائيلى والخفية على حد السواء جسدتها كلمة السيد الرئيس عبد الفتاح السيسى فى الجلسة الافتتاحيةً لهذه القمة. جسدت الكلمة فى عبارات حاسمة وموجزة الموقف المصرى إزاء القضية الفلسطينيةً، وليس فقط الموقف الراهن المعروف للقاصى والداني، وإنما مواقفها التاريخية فى هذا الشأن منذ قيام دولة إسرائيل فى 1948، أى أن الكلمة عكست بعمق حقيقة تاريخية، تؤكدها الجغرافيا، أن القضية الفلسطينية من وجهة نظر مصر ليست فقط قضية شعب أبى يناضل من أجل استرداد حقوقه الوطنية المسلوبة، وإنما هى فى المقام الأول قضية أمن قومى مصرى ، كانت كذلك منذ 1948 وحتى 1979، وظلت وستبقى كذلك بعد 1979. ولذا فإن كل العناصر الواردة فى هذه الكلمة التى ستبقى العنوان الحقيقى للقمة العربية العادية الـ 34 أوجزت الموقف التاريخى لمصر حيال القضية الفلسطينيةً، وقضية السلام المعقدة مع اسرائيل، فى الماضى والحاضر ، وفى المستقبل . والعناصر الحاكمة فى هذه الكلمة تضمنت ما يلي: أولا: «لا سلام شامل وعادل ودائم» فى الشرق الأوسط فى غياب التنفيذ الفعلى على الأرض لحل الدولتين مما يستدعيه ذلك من قيام دولةً فلسطين المستقلة . ثانيا: التناول بالشفافية الضرورية الأخطار الوجودية التى تتعرض لها القضية الفلسطينيةً، والتى تعكسها» ممارسات وحشية ضد الشعب الفلسطينى هدفها هو طمسه وإبادته وإنهاء وجوده فى قطاع غزة. ثالثا: كشف حقيقة العدوان الإسرائيلى على حقيقته ألا وهو جعل قطاع غزة غير قابل للحياةً لدفع أهاليه مغادرته قسرا. رابعا: استخدام وصف «آلة الحرب» عند تناول الاستراتيجية التى يتبعها الجيش الإسرائيلى فى قطاع غزةً، فلم تبق آلة الحرب الإسرائيليةً حجرا على حجر، ولم ترحم طفلا أو شيخا، واتخذت من التجويع والحرمان من الخدمات الصحيةً سلاحا، ومن التدمير نهجا. خامسا: عدم فصل العدوان الإسرائيلى على غزةً عن الممارسات التى تقوم بها ما وصفته كلمة السيد الرئيس «بآلة الاحتلال»، وهو وصف آخر للجيش الإسرائيلى يعبر عن الواقع المرير والمأساوى والوحشى الذى يكابده الشعب الفلسطينى فى فلسطين المحتلةً، فالجيش الإسرائيلى فى غزةً «آلة حرب وفى الضفة الغربيةً آلة احتلال. سادسا: الأخذ بمعاهدة السلام بين مصر وإسرائيل كسابقة تاريخية يمكن البناء عليها للتوصل إلى «تسوية نهائية تحقق سلاما دائما». سابعا: يمكن للإدارة الأمريكية الحالية أن تضطلع وتكرر الدور الذى قامت به الولايات المتحدةً فى إبرام « المعاهدةً» المذكورة . ثامنا: الإشارة إلى القمة العربية غير العاديةً التى استضافتها القاهرة فى 4 مارس الماضي، والتى اعتمدت المبادرة المصرية لاعادةً الإعمار فى قطاع غزة، ومن ثم أضحت مبادرة عربيةً تجسد إجماعا عربيا على غزةً ما بعد العدوان والحرب. التمعن فى كلمة السيد الرئيس يشير إلى أن مصر وبلغة دبلوماسية بليغة ورصينة وضعت كل الأطراف أمامً مسئولياتهاً إزاء العدوان الإسرائيلى والسياسات القمعية بالضفةً ، ومؤكدة مجددا - دون تسميتها- أن مبادرة السلام العربيةً فى القمة العربيةً ببيروت فى عام 2002، نصت على أن قيام دولة فلسطين هو شرط مسبق لإقامة علاقات سلامً مع إسرائيل، بمعنى آخرٍ لا سلام ولا تطبيع مجان معها. لقد عبر خطاب السيد الرئيس أمام القمة العربيةً الـ34 عن مشاعر جموع الشعب المصرى حيال القضية الفلسطينية، وأن وقوف مصر إلى جانب الحقوق الوطنية للشعب الفلسطينى غير قابل للمزايدةً أو المساومة.


بوابة الأهرام
منذ 4 أيام
- سياسة
- بوابة الأهرام
تأملات سياسية هل يفعلها ترامب؟
الإشارات التى صدرت من ترامب أوحت للعديدين بإمكانية التوصل إلى حلول للنزاعات الدولية: أولا: ترامب وضع الحرب الأوكرانية على طريق التفاوض من خلال لقاء روسى - أوكرانى فى تركيا. لاحظ هنا أن واشنطن تفوض تركيا كحاضنة للمفاوضات، رغم أنها ليست طرفا ولم يسمح لا لبريطانيا أو المانيا أو فرنسا بأن يكونوا أطرافا مهمة فى الصراع الروسى الأوكرانى رغم القلق الأوروبى من روسيا، ورغم الدعم المالى واللوجيستى الذى تقدمه لأوكرانيا. وإذا تمكن من تحقيق اتفاق روسى أوكراني، فهذا معناه نجاح أمريكى على حساب التقارب الصينى الروسي. واشنطن تبذل قصارى جهدها لحصار صعود التنين الصينى فى النظام الدولي، وجذب روسيا إلى صفها ولو على حساب الشعب الأوكرانى . ثانيا: ترامب أجرى اتصالات مباشرة مع حماس، اعترف بوجودها على الأرض، واعترف بإمكانية وجود دور لحماس فى المستقبل فى إدارة غزة رغم أنف نيتانياهو والمتشددين فى إسرائيل بن غفير ورفاقه واضعا نصب عينيه مصالح أمريكا فى الشرق الأوسط . ثالثا: ترامب وافق على الطاقة النووية للمملكة العربية السعودية بدون تطبيع العلاقات مع إسرائيل، وهذا يعنى ان ترامب يمضى قدما فى اتجاه مصلحة أمريكا اولا لا إسرائيل كما وعد ناخبيه أمريكا أولا. رابعا: الأولوية الآن لشركات تكنولوجيا المعلومات والاقتصاد الرقمى وليس لشركات المجمع الصناعى العسكرى الذى يدعم حمل السلاح ويسعى إلى توريد الأسلحة فى أماكن الصراعات.. خامسا: المواجهة مع الصين مؤجلة, فهى حاليا تتركز فى تصعيد توتر تجارى خفيف يعقبه تراجع سريع. ما يفعله ترامب حاليا ينم عن سياسة واضحة هدفها تحقيق إنجازات يعقبها إطلاق "أسطورة ترامب" والتى ستبدأ مع حصوله على جائزة نوبل للسلام وهو ما يطمح اليه.


بوابة الأهرام
منذ 5 أيام
- سياسة
- بوابة الأهرام
دخول أول قافلة مساعدات إنسانية إلى غزة تحت وابل من النيران.. إسرائيل تعترف بالاستجابة للضغوط والتهديد بالعقوبات.. ونيتانياهو يبرر بأسباب دبلوماسية
مقترح أمريكى محدّث لوقف النار.. وفرنسا تستضيف مؤتمرًا بشأن حل الدولتين دخلت أمس أول قافلة مساعدات إنسانية إلى قطاع غزة عبر معبرى كرم أبو سالم والعوجة، بعد تعليق استمر شهرين ونصف الشهر من قبل حكومة الاحتلال، عقب موافقة المجلس الأمنى المصغر «الكابينت»، وبالتزامن مع بدء عملية عسكرية برية جديدة انطلقت أمس الأول. وطبقا لموقع «يديعوت أحرونوت»، فإن وزير الأمن القومى المتطرف إيتمار بن غفير، طلب تصويت مجلس الوزراء الأمنى على قرار استئناف المساعدات لكن طلبه قوبل بالرفض، ونقل عن وزراء حضروا الاجتماع قولهم: إن قرار إدخال المساعدات إلى غزة اتخذ بضغوط أمريكية، فيما ذكرت صحيفة «جيروزاليم بوست» أن القرار اتخذ دون تصويت حيث عارضه وزير المالية بتسلئيل سموتريتش ووزراء آخرون، مشيرة إلى أنه لن يتم الإفراج عن أى من المحتجزين فى غزة مقابل استئناف المساعدات، بينما كشفت صحيفة «يسرائيل هيوم»، أن استئناف المساعدات إلى غزة جزء من التفاهمات المتعلقة بالإفراج عن المحتجز الإسرائيلى الأمريكى عيدان ألكسندر الأسبوع الماضى. ومن جهته، أوضح رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نيتانياهو، فى مقطع فيديو على مواقع التواصل الاجتماعى، ردا على انتقادات اليمين المتطرف، بشأن هذه الخطوة، أن توفير الحد الأدنى من المساعدات مطلوب لمنع حدوث مجاعة فى غزة، معتبرا أن ذلك شرط ضرورى لتحقيق النصر على حماس، وإطلاق سراح المحتجزين. وأشار إلى أن نقاط التوزيع الجديدة تخضع لمراقبة جيش الاحتلال، بما يضمن عدم استيلاء حماس على الإمدادات والمساعدات، محذرا من فقدان الدعم الدولى إذا استمرت صور المجاعة والأزمة الإنسانية فى غزة، قائلًا: «اتخذنا قرار إدخال المساعدات لأننا نقترب بسرعة من الخط الأحمر، وقد نفقد السيطرة وينهار كل شىء بعد ذلك» . وتابع: «سنسيطر على جميع مناطق قطاع غزة ونحن نخوض قتالا عنيفا هناك»، قائلا إن على إسرائيل تفادى حدوث مجاعة فى غزة «لأسباب دبلوماسية وعملية». وفى هذه الأثناء، نقلت هيئة البث الإسرائيلية عن نيتانياهو قوله: إن الرئيس الأمريكى دونالد ترامب يمارس ضغطا قويا بشأن إدخال المساعدات إلى غزة، مشيرة إلى أن وزير الخارجية جدعون ساعر، طلب إدخال مساعدات لغزة بعد ضغط أوروبى وأمريكى وتهديد بعقوبات، وأنه أوضح أن وزراء خارجية تحدثوا معه بشأن هذه المسألة، وأن مشرعين أمريكيين من الحزبين (الجمهورى والديمقراطى) توجهوا إلى سفير إسرائيل فى واشنطن وتحدثوا معه فى الموضوع نفسه بشأن المساعدات. ومن جانبه، حذر تيدروس أدهانوم جبرييسوس المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، من خطر المجاعة فى غزة حيث يوجد «مليونا شخص يتضورون جوعا» هناك، مضيفا «يتزايد خطر المجاعة فى غزة بسبب المنع المتعمد لدخول المساعدات الإنسانية» بينما «أطنان من الطعام عالقة عند الحدود على بعد دقائق فقط». وفيما تتواصل المحادثات فى الدوحة حول اتفاق لوقف النار، كشف مسئول إسرائيلى ومصدر مطلع، أن مبعوث البيت الأبيض ستيف ويتكوف قدّم إلى الجانبين مقترحًا مُحدّثًا ويمارس ضغوطا عليهما لقبوله. ويتشابه المقترح، وفقا لصحيفة»جيروزالم بوست»، جزئيا مع مقترحات سابقة، إذ ينص على إطلاق سراح 10 محتجزين وحوالى 15 جثة لمحتجزين متوفين مقابل وقف إطلاق نار لمدة تتراوح بين 45 و60 يوما، والإفراج عن أسرى فلسطينيين، لكنه يختلف عنها بإضافة عدة صيغ جديدة توضح أن وقف إطلاق النار واتفاق الأسرى «سيكونان بداية لعملية أوسع قد تفضى إلى إنهاء الحرب». وتهدف الصياغة الجديدة إلى تقديم ضمانات لحماس بأن نيتانياهو لن يتمكن من اتخاذ قرار أحادى الجانب، بإنهاء وقف إطلاق النار واستئناف القتال، وحسب مصدر مطلع على المفاوضات يحاول الاقتراح الجديد إقناع حماس بجدوى المضى قدما فى اتفاق جزئى الآن، لأنه قد يؤدى إلى إنهاء الحرب فى المستقبل. من جهة أخرى، دعا الرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون، إلى عقد مؤتمر دبلوماسى دولى فى باريس فى يونيو المقبل، والذى سيتناول حل الدولتين وكذلك الاعتراف الدولى بالدولة الفلسطينية. ميدانيا، أعلن الاحتلال أنه نفذ أكثر من 160 غارة على غزة خلال الـ24 ساعة الماضية، فى إطار ما يسمى بعملية «عربات جدعون». وبحسب البيان، تم استهداف مقاتلين ومنصات إطلاق صواريخ مضادة للدبابات ومنشآت عسكرية شمال وجنوب غزة، كما تم استهداف منشآت مفخخة جنوب القطاع. وفى الوقت ذاته، أفادت مصادر فلسطينية أن جيش الاحتلال نفذ أمس عملية «خاصة» فى مدينة خان يونس جنوب غزة، أسفرت عن استشهاد مسئول العمل الخاص بألوية الناصر صلاح الدين، الجناح العسكرى للجان المقاومة الشعبية فى فلسطين، أحمد كامل سرحان. وأشارت إلى أن قوة خاصة تسللت إلى محيط شارع الكتيبة 5 مرتدية ملابس مدنية، ومن بينهم جنود ارتدوا أزياء نسائية، اغتالت سرحان ميدانيا وانسحبت من الموقع سريعا بعد أن اعتقلت زوجته وأطفاله، وتركت خلفها حقيبة تحتوى على مستلزمات شخصية توحى أنها لأحد النازحين، بهدف التمويه والتخفى بين المدنيين. ومن جهتها، أكدت ألوية الناصر صلاح الدين، أن «الشهيد سرحان خاض اشتباكا بطوليا مع قوة خاصة صهيونية سعت لاعتقاله من منزله فى خان يونس، مشيرة إلى فشل هذه القوة فى اعتقاله. وبالتزامن مع العملية، شن جيش الاحتلال هجمات واسعة على مدينة خان يونس، لتأمين انسحاب القوة الخاصة، وذكر شهود عيان أن أكثر من 30 غارة جوية شنها الطيران خلال تنفيذ العملية، مما أسفر عن استشهاد 6 فلسطينيين على الأقل وإصابة عشرات آخرين، وطالت بلدات القرارة والفخارى وبنى سهيلا ومعن ومحيط جامعة الأقصى، ومنطقة الكتيبة، وشارع خمسة، كما أُصيب مبنى تابع للأمن داخل مجمع ناصر الطبي، مما ألحق أضرارا مادية بالمكان، وأثار حالة من الذعر بين الكوادر الطبية والمرضى . فى الوقت نفسه، وجه المتحدث الرسمى باسم جيش الاحتلال أفيخاى أدرعي، تحذيرا إلى سكان خان يونس ومناطق بنى سهيلا وعبسان بضرورة المغادرة إلى منطقة المواصى، وقال عبر منصة «إكس «: «من هذه اللحظة، ستعتبر محافظة خان يونس منطقة قتال خطيرة»، مؤكدا أن هجوماً غير مسبوق سيشن على المنطقة لتدمير قدرات فصائل المقاومة بها. وأعلنت كتائب القسام استهداف ثلاث آليات عسكرية إسرائيلية وإيقاع قوة بين قتيل وجريح فى كمين مركب شمال غزة .