أحدث الأخبار مع #هانيالعدوان


وطنا نيوز
منذ 43 دقائق
- سياسة
- وطنا نيوز
صرخة مدوية في وجه التيه العربي
بقلم د. هاني العدوان من لظى المعاناة وعمق التحدي، انبثقت الدولة العثمانية شامخة، على أرض الأناضول التي كانت تموج بصراعات السلاجقة الممزقين، وتهوي عليها رياح المغول العاتية، وتتربص بها أطماع البيزنطيين المتزايدة وسط هذا اللهيب، بزغ نجم عثمان بن أرطغرل، قائدا فذا ورجلا ملؤه الإيمان، نذر نفسه لهدف أسمى، توحيد القبائل التركية تحت راية واحدة، وبناء دولة قوية تحميها وتذود عنها لم يكن دربه ممهدا بالحرير، بل كان وعرا مليئا بالمخاطر، فالمغول الذين اجتاحوا المنطقة بقوة لا تقهر، والصليبيون، الذين لم ينسوا حلم استعادة القدس، أدركوا خطورة هذا التوحد التركي المتنامي، فما كان منهم إلا أن حيكت المؤامرات، وبذلت الأموال والنفوذ لشراء الذمم، وأُججت الفتن والنعرات بين القبائل، ووعد بالسيادة والنفوذ لمن ينضم إليهم، وفتحت أبواب التجارة طمعا في كسب ولائهم، ولاقى ما لاقى من مؤامرات، بدءا من الأقربين، فلم يسلم من مؤامرات عمه، وحتى بعض إخوته، لكن عثمان بحكمته وإيمانه الراسخ، كان سدا منيعا أمام هذه المخططات الدنيئة لقد أدرك بفطرته أن قوة الأمة تكمن في وحدتها، وأن الفرقة والضعف لا يجلبان سوى الذل والهوان، لذلك آثر الحوار والتفاهم على القتال، والعفو والصفح على الانتقام، فلم تسفك في عهده قطرة دم تركية واحدة في صراع داخلي، وكان شعاره الخالد 'صلح بين قومي خير لي من نصر على عدوي' بهذا النهج القويم، استطاع عثمان أن يكسب ثقة القبائل وولاءها، وأن يجمع شتاتهم تحت رايته الظافرة لقد أسس دولته على قواعد متينة من العدل والشورى والتسامح، وجعل من الإسلام نبراسا يضيء طريقه، لم يكتف بالفتوحات العسكرية، بل اهتم أيضا ببناء المؤسسات، وتنظيم الإدارة، ونشر العلم والثقافة، لقد وضع اللبنة الأولى لدولة عظيمة، استمرت لأكثر من ستة قرون، وحملت راية الإسلام إلى أقاصي الأرض، دولة كانت منارة للعلم والحضارة، وقوة عظمى يحسب لها ألف حساب واليوم، ونحن نرى أمتنا العربية ممزقة الأوصال، مقطعة الأقطار، يعاني فيها العربي مرارة الغربة وبين إخوته، وتسلب الأراضي، وتنتهك الأعراض، وتشرد الشعوب، ويفتك الجوع ببعض الأقطار، نتساءل، نحن ابناء الأمة حاملة رسالة الإسلام ، الأمة التي أراد الله لها أن تكون خير أمة اخرجت للناس ، الأمة العربية ذات المجد ،اين نحن من ماضينا ، اين نحن من دروس عثمان بن ارطغرل حيث امتدادها ما زال ماثلا أمامنا على أرض تركيا العظيمة ، مهابة الجانب ، اين نحن من بطولات الصحابة الافذاذ رضوان الله عليهم ،أين النخوة والشهامة والعزة والتاريخ التليد، لقد أصبح الدم واللسان العربي، وحتى العقيدة التي تجمعنا، لم تعد قاسما مشتركا يجمعنا، العالم من حولنا يتحد ويتآزر، ونحن نزداد فرقة وتقزما وشتاتا ما الذي اعمى بصائرنا، كيف كنا وأين صرنا، اصبحنا أمة متخلفه مكانها في ذيل الأمم ، ليس لنا موقف ولا اعتبار وليس لنا حسبة بين الأمم ، أمة مستهلكة وثرواتها منتهبه وأرضها مغتصبة وقرارها ليس من رأسها ، فهل آن الأوان لأن نستلهم من ماضينا وعقيدتنا وتاريخنا ،المجيد ، ونعيد لأمتنا مجدها ووحدتها ان مصير الأمة معلق في رقاب قادتها وهم على قدر كبير من الحكمة وعريقون في السياسة، الرهان معقود عليهم ، وليس ثمة ما يحيل عن تحقيقهم احلام وتطلعات شعوبهم الا أن يلتقوا ويلقوا بالخلافات وراء ظهورهم ، يضعوا مصالح أمتهم فوق أية اعتبارات وينهضوا بهذه الشعوب حيث مكانتها التاريخية فيا قادة الامة الذين نجلهم ونقدرهم، يا من بيدكم مقاليد الامر، ويا من على عاتقكم امانة التاريخ، هل من مستجيب لنداء الشعوب التي تئن تحت وطأة التيه والفرقة، هل من ملتفت لارادة امة تواقة للمجد، عطشى للوحدة، مستعدة لبذل الغالي والنفيس في سبيل عزتها ان صرخة هذه الامة ليست مجرد كلمات، بل هي رجاء صادق، ونداء من اعماق الأفئدة، بان تلقوا بالخلافات جانبا، وان تضعوا مصلحة الامة العليا نصب اعينكم ان شعوبكم تتطلع اليكم بان تستلهموا من عظمة الماضي، لترسموا مستقبلا يليق بعراقة هذه الامة وتضحيات ابنائها، فاستجيبوا لنداء الوحدة، ولصوت الحق الذي يصدح من حناجر الملايين، لتعود الامة العربية منارة للعالم، وقوة لا تقهر، ومجدا لا يزول، ولتكونوا شهودا على نهضة عظيمة، لا على تيه مستمر


وطنا نيوز
٠٩-٠٥-٢٠٢٥
- سياسة
- وطنا نيوز
صرخة حق من أرض النشامى
بقلم د. هاني العدوان قباحة فكر تعمي البصيرة عن سطوع الحقائق وتطلق سهام الفتن المسمومة بين الأهل، أي ضمير يحمله من ينكر تاريخ الأردن المضيء، البصمات الراسخة في نصرة العرب واحتضان كل طالب أمان، عجبا لهم لو أنصفوا هذا الحمى، ولو عادوا بذاكرتهم إلى التضحيات الجليلة، لتبدلت ألسنتهم، لكنهم لا يرتوون إلا بنهش الشك وتوجيه الاتهامات الباطلة ظلما وبهتانا أي بلد عربي، بل اي بقعة على وجه البسيطة، قدم لفلسطين وأهلها ما قدمه الأردن من غال ونفيس، رغم قلة الحيلة وضعف الموارد، لكنهم يصرون على الغي، يعرضون عن الصدق والحقائق إعراضا مريبا إن محاولات تشويه الصورة النقية، والتشكيك في الدور الريادي تجاه قضايا أمتنا، وعلى رأسها فلسطين الحبيبة، ليست سوى هذيان يتلاشى أمام شمس الحقائق والتاريخ المشرف لأرض النشامى سهام الحقد الموجهة نحو قلب العروبة والشهامة لن تزيدنا إلا رسوخا وإيمانا بمسيرتنا الثابتة نحو قضايانا القومية، وفي القلب منها فلسطين الحملة الشعواء التي تستهدف دور الأردن الرائد في دعم الأشقاء الفلسطينيين، خاصة في غزة الصامدة، دليل دامغ على الضيق من مواقفنا الصلبة التي لا تلتفت للترهات يزعم هؤلاء المغرضون، الذين يسكن الحسد قلوبهم، أن الأردن ينتفع ماديا من مساعدات غزة، يا له من افتراء وكذب مفضوح، الأردن، بقيادته الحكيمة وشعبه الأبي، لم ولن ينظر إلى وجع الأشقاء بعين المصلحة، دماء الشهداء الأردنيين التي روت ثرى فلسطين الطهور، والمستشفيات الميدانية الأردنية في قلب غزة، هي الشاهد الأصدق على عمق الأخوة، لقد تجسدت أسمى معاني التضحية عندما قاد جلالة الملك عبدالله الثاني بنفسه طائرة المساعدات إلى غزة، كاسرا الحصار الظالم وقدم نموذجا فريدا في التضامن مع الأشقاء ،ليست هذه مجرد مساعدات عابرة، بل هي نبض الشارع الأردني الذي يرى في فلسطين قضيته الأولى أما الزعم بأن المساعدات ليست منا، فهذا محض افتراء وتضليل، جمعيتان في شفابدران، جمعية سيدات شفا بدران الخيرية برئاسة زوجتي، وجمعية شفا بدران الخيرية برئاسة صديقي، هما نبراس يضيء دروب العطاء، هاتان الجمعيتان الأردنيتان الأصيلتان، بجهود ذاتية من سيدات ورجال المجتمع الفاضل، جمعتا تبرعات سخية في العام الماضي 2024 بلغت ثلاثمائة وعشرة آلاف دينار أردني لكل منهما، بل وزاد عن ذلك، هذا العطاء لم يأت من الخارج، بل هو عصارة جهود أردنية خالصة، وصلت بكل شفافية عبر الهيئة الخيرية الهاشمية، ووصلت رسائل الشكر من أهل غزة، ومثلهما الكثير من جمعيات ومؤسسات مجتمع محلي ورجال أعمال وأهل خير لماذا هذا التجني إذن، لماذا هذا الحقد الأعمى الذي ينكر الحقائق الجلية، إن من يروجون لهذه الأكاذيب قلة ضالة، انساقوا وراء أوهام وأجندات خبيثة تسعى لتمزيق وحدتنا، يرون دور الأردن الريادي بعين الحسد، ويعجزون عن فهم تضحيات هذا البلد الصغير بموارده والكبير بعزيمته وبعد كل هذه الحقائق الساطعة والبراهين القاطعة، أقول لهؤلاء المتطاولين الذين تعمدوا الزيغ عن الحق، إلى متى سيستمر هذا العبث بمقدرات الكلمات وتشويه الحقائق الناصعة، إن الأردن، بتاريخه المشرف وتضحياته الجليلة، سيظل شامخا كالجبال الراسخة، وسيستمر في أداء واجبه القومي والإنساني تجاه أشقائه دون كلل أو ملل، غير آبه بنعيق البوم وافتراءات الحاقدين وليعلم هؤلاء أن محاولاتهم البائسة لتشويه صورة هذا الحمى العربي الأصيل ستتحطم على صخرة الحقائق، وسترتد سهامهم المسمومة لتصيب قلوبهم المريضة ونفوسهم العفنة سيبقى الأردن بإذن الله سندا وعونا لأمته، وستظل فلسطين في قلب كل أردني نبضا لا يخفت وعهدا لا يخلف وليخسأ كل من أراد بهذا الوطن وأهله سوء