أحدث الأخبار مع #هدر_الطعام


الجزيرة
منذ 2 أيام
- منوعات
- الجزيرة
تاريخ الصلاحية.. كذبة لذيذة تفسد العالم!
في زمن الوفرة المزيفة، تتحوّل عبوات الزبادي المغلقة، وأكياس الخضار النضرة، وأرغفة الخبز الطازجة، إلى ضحايا ملصق صغير يحمل رقمًا غامضًا، فيلقى بها إلى مصير النسيان في حاويات الهدر التي تئن تحت وطأة طعام لم يذقه أحد! هنا، حيث يتحول التاريخ المدون إلى سيف مسلط على رقاب الأغذية، تسقط بين أنيابه مليارات الأطنان سنويًا، تذرف كدموع الأرض التي نستهين بثمارها. فهل نحن أمام كذبة تاريخية، صنعتها أيادٍ خفية تلاعب وعي المستهلك وتبدد موارد الكوكب؟ تشير الأرقام إلى أن 40% من إنتاج العالم الغذائي يتحول إلى نفايات مروعة تقدر بـ 1.3 مليار طن سنويًا، بينما تهدر مياه عذبة تكفي لملء 68 مليون حوض سباحة في زراعة محاصيل تصل نهايتها إلى المطامر! بين نار الجوع وثلج الهدر: إحصاءات تجمد القلب! تشير الأرقام إلى أن 40% من إنتاج العالم الغذائي يتحول إلى نفايات مروعة تقدر بـ 1.3 مليار طن سنويًا، بينما تهدر مياه عذبة تكفي لملء 68 مليون حوض سباحة في زراعة محاصيل تصل نهايتها إلى المطامر! وفي الولايات المتحدة وحدها، تدفع الأسر ضريبةً خفيةً تصل إلى 2200 دولار سنويًا لقاء طعام لم يلمس إلا بالعينين قبل إعدامه.. ترى، أليس هذا استنزافًا لحاضر البشرية ومستقبلها؟ "انتهت صلاحيته!".. جملة اختُزلت فيها حياة المنتج الغذائي، رغم أنها في حقيقتها مجرد إشارة إلى ذروة نكهته، لا نهاية أمانه. ففي غياب تشريع عالمي موحد، تتحكم الشركات بصياغة هذه التواريخ كفن تسويقي لضمان "تجربة تذوق مثالية" تكرس ولاء الزبون، لا لحمايته. حتى إن متجر "مارك أند سبنسر" البريطاني اعتمدها في السبعينيات كحيلة لتفريغ المخازن بسرعة، فتحولت مع الأيام إلى عقيدة استهلاكية عمياء. المستهلك.. ضحية التضليل بين القوانين والوهم "هل أتجرأ على أكل هذا؟".. تساؤل يطارد كل من يمسك بعلبة تجاوزت تاريخها بأيام. لكن الحقيقة المُرَّة تكمن في أن 90% من الأغذية المعلبة تبقى صالحةً لشهور بعد التاريخ المذكور، إذا وضعت في ظروف تخزين سليمة، بينما تفسد لحوم السوبرماركت أحيانًا قبل الموعد المدون بسبب سوء التعامل مع سلسلة التبريد! هنا، يتحول المستهلك إلى رهينة خوف مبرمج، يدفعه إلى التخلص من كنوز غذائية كان بإمكانها إنقاذ جائع. في غياب تشريع عالمي موحد، تتحكم الشركات بصياغة هذه التواريخ كفن تسويقي لضمان "تجربة تذوق مثالية" تكرس ولاء الزبون، لا لحمايته كل لقمة تهدر، تهدر معها أيام مُزارع سهر تحت الأمطار، ووقود شاحنات قطعت الصحاري، ودموع أم لا تجد قوت أطفالها ثقافة الهدر: جريمة اجتماعية بثوب حضاري لم يعد الهدر مجرد إهمال فردي، بل صار صناعةً تدعمها معايير جمالية ظالمة: خضراوات تُرفض لعدم استدارتها، وفواكه تهمل لشكلها غير "الإنستغرامي"، وموائد تزين بأطباق فاخرة لا تؤكل إلا بالكاميرات! حتى المتاجر تتبارى في تكديس الرفوف كدليل وهمي على الرفاهية، بينما تحرق الفائضات في الخفاء. وفي المقابل، يعيش 828 مليون إنسان على كفّ الجوع، كأن الكوكب يدار بمنطق "المائدة للعرض فقط"! صحوة الحواس: ثورة ضد طغيان الأرقام بدأت بعض الدول في انتفاضة ضد هذه الأوهام: فبريطانيا ألغت تواريخ "يباع قبل" على منتجاتها، ودول أوروبية اعتمدت ملصقات واضحةً تفرق بين "الأفضل قبل" للجودة و"الاستخدام قبل" للسلامة. أما "موريسونز"، فحثت زبائنها على استعادة حسهم البديهي: "شموا، انظروا، جربوا.. فالطعام يخبركم عن نفسه!". لنستبدل ثقافة "التاريخ المقدس" بوعي إنساني يقدر الدور الطبيعي للطعام، ويعيد الاعتبار إلى حواسنا كأقدم جهاز فحص غذائي؛ لأن الكوكب لا يتحمل المزيد من أكاذيب تزينها أرقام بلا روح من مطبخك يبدأ التغيير: دليل الناجحين من براثن الهدر البيض: ضعه في كوب ماء، إن غاص أفقيًا فهو طازج، وإن وقف عموديًا استخدمه سريعًا، وإن طفا فتخلص منه. اللبن: رائحة حامضية أو ملمس متكتل يعنيان فساده، لا مجرد تاريخ منتهٍ. المعلبات: ما دامت العلبة سليمة ولم تنتفخ، فمحتوياتها غالبًا آمنة لسنوات. الخبز: العفن الظاهر يعني التخلص الفوري، أما الجفاف فيصلحه تحميص أو تحويل إلى بقسماط. إعلان الغذاء ليس رقمًا.. إنه حكاية أرض وإنسان كل لقمة تهدر، تهدر معها أيام مُزارع سهر تحت الأمطار، ووقود شاحنات قطعت الصحاري، ودموع أم لا تجد قوت أطفالها. فلنستبدل ثقافة "التاريخ المقدس" بوعي إنساني يقدر الدور الطبيعي للطعام، ويعيد الاعتبار إلى حواسنا كأقدم جهاز فحص غذائي؛ لأن الكوكب لا يتحمل المزيد من أكاذيب تزينها أرقام بلا روح.


الغد
٠٧-٠٥-٢٠٢٥
- منوعات
- الغد
الجوع في غزة
منذ أكثر من شهرين لم يدخل طعام وشراب إلى غزة، والجوع أضحى شبحا يجوب أرجاء القطاع بلا رحمة، وقلوب الغزيين يملؤها الحزن والأسى على عالم لا يكترث بمعنى الإنسانية التي لديها مقياس خاص عند هذا العالم الجاحد لا يناسب الأبرياء من أطفال ونساء وشيوخ غزة صار معظمهم يبيت بلا طعام. اللهم بضع لقيمات قليلة أو القليل من الماء، يروي أحد الغزيين أنه يسقى أولاده رشفات من الماء ومن قنينة واحدة صغيرة، فلا يستطيع المرء أن يتصور مدى شح الطعام والماء الحاصل في قطاع غزة، ومدى المعاناة التي يواجهها الأهالي للبحث عن طعام يسد رمق أطفالهم الجوعى، والعالم يجلس على كومة من قمامة «طعام» تم اهداره ورميه بذخا و إسرافا أو على سبيل التسلية و الترفيه. اضافة اعلان في تقرير مؤشر هدر الأغذية الصادر عن الأمم المتحدة، أشار إلى أن أسرا وشركات ألقت طعاما أكثر من تريليون دولار، ويا للمفارقة 800 مليون شخص في العالم يعانون الجوع، وعقبت المديرة التنفيذية لبرنامج الأمم المتحدة للبيئة «أن هدر الطعام مأساة عالمية، سيعاني الملايين الجوع فيما يهدر الطعام في كل أنحاء العالم» وذات التقرير يشير إلى إهدار أكثر من مليار طن من المواد الغذائية، أي حوالي خُمس المنتجات المتاحة في السوق، أهدرت عام 2022 معظمها من جانب الأسر. (منقول من وكالة فرانس برس) وإذا أردنا أن ننقل الصورة بشكل أوضح فإن ممارسات بعض المجتمعات تميل إلى إهدار الطعام بشكل مؤلم، ففي دولة كإسبانيا يمارس الناس هناك طقسا قد ألفوه من أسلافهم، وهو التقاذف بالبرتقال، وهذا الطقس يكلف أطنانا من البرتقال، والبرازيل تتخلص سنوياً من أطنان مهولة من القهوة في المحيط بحجة الحفاظ على أسعارها في السوق العالمي، أما الولايات المتحدة فالأميركيين لديهم عادة إلقاء قوالب الكعك على بعضهم بعضا، فاسأل نفسك أيها القارئ الكريم كم قالب كعك يتم هدره على سبيل المزاح والضحك، وعن هدر الطماطم حدث ولا حرج وغيرها الكثير من عادات سيئة تهين الإنسانية وخيرات الأرض، وإخوان لهم في الإنسانية في قطاع صغير من العالم يتضورون جوعا بحجج ومبررات واهية ووقحة. ثم دعنا هنا نحصيها ونلقي نظرة على الدول الأوروبية الأكثر إتلافا للطعام، ففي الاتحاد الأوروبي تتصدر البرتغال قائمة الدول الأكثر إهدارا للطعام تليها إيطاليا، أما ألمانيا فتهدر ما يقارب 6 ملايين طن من الطعام، وفرنسا وبريطانيا بنفس القدر 5 ملايين طن من الطعام. وإذا تفحصنا الكمية التي تهدرها دول الأميركيتين فإن الولايات المتحدة الأمريكية تتلف ما يقارب 19 مليون طن من الطعام. إن مأساة التجويع التي تتصاعد في قطاع غزة، والتي خلقتها حكومة نتنياهو اليمينية المتطرفة وغض الطرف من إدارة أميركية منحازة بشكل سافر للكيان المحتل فاقم الوضع سوءاً على الغزيين، فالحل بيد العالم أن يقف صفا واحدا بوجه نوايا نتنياهو ووزرائه العدوانية، لإيقاف هذه المقتلة والوحشية المستمرة منذ أكثر من عام ونصف، في حق أهل غزة الأبرياء والكف عن تبرير ممارسات وأعمال قوات الاحتلال الإسرائيلي الهمجية من قبل الغرب، والتي تزيد من كارثية الوضع الذي يعيشه أهل قطاع غزة، حيث بدأت نذور المجاعة تضرب القطاع وتطحن بطون الغزيين بقسوة، إلى أن ارتفع عدد الشهداء الذين يموتون جوعاً، خاصة الفئات الهشة من أطفال و حوامل ومرضى وذوي الاحتياجات الخاصة بصورة مقلقة للغاية كما تحذر منها العديد من المنظمات و المؤسسات الدولية والأممية. فاللهم لطفك بأهل غزة، تخلى عنهم العالم واشتد الضيم عليهم، وكلنا على يقين بعدلك وفرجك القريب.