أحدث الأخبار مع #هشامبنعبدالملك


يمنات الأخباري
منذ 3 أيام
- سياسة
- يمنات الأخباري
عن 'صبر أيوب' ووقاحة الفاسدين..؟!
أعرف أن ' الفساد' ينتشر في وطني منذ عقود، وأعرف أن ' الفاسدين' يتربعون على ' عرش السلطة' وفي مفاصلها، ومفاصل المجتمع، يتمددون في واقعنا وفي مفاصل السلطة، كما تتمدد الأمراض ' الخبيثة' في اجساد الضحايا..! غير أن ' فساد المرحلة' له أجندات مختلفة عن ' فساد الأمس' و 'الفاسدين ' ربما لأنهم أصبحوا _اليوم _أكثر جراءة وأكثر ' وقاحة' من اسلافهم الذين كانوا' يوآرون سوآتهم'، ورغم انهم لم يكونوا ينتمون ' للمسيرة القرآنية' ولم يكونوا يعرفوا بها، إلا إنهم كانوا ملتزمين بالحكمة القائلة 'إذا ابتليتم فاستتروا' تجسيدا لقيم وأخلاقيات' الدين' وسنة رسوله حيث ' السترة' من قيم وأخلاقيات الإنسان المسلم، وهذا ما يفتقده _ اليوم _ ' اباطرة الفساد' الذين يرفعون راية 'المسيرة القرآنية 'فيما يعملون جاهدين على تشويهها ونخرها من الداخل، وحين يعترضهم معارض يرفعون أصواتهم ويتذرعون ' بالعدوان والحصار والجهاد' ويصبح من ينتقدهم ' خائن ' و' طابور خامس' و ' عميل لدول العدوان' وكانت هذه التهم ترفع وتوجه لكل من ينتقد ' الفساد والفاسدين' حين كانت' دول العدوان' محصورة بالتحالف، إما وقد دخل ' الكيان الصهيوني' فأن مساحة التهم سوف تتسع ويصبح من ينتقد الفساد' عميلا للصهاينة ودول العدوان' الباقية..؟! وتلكم ذرائع يتخفي خلفها' الفاسدين' ويستغلونها لتمرير فسادهم وترويع معارضيهم وتخويفهم، حتى يتجنبوا التعرض لهم وكشف أساليبهم القذرة..! لم يقل لنا قائل أن رسول الله عليه الصلاة والسلام قد أسقط 'عقاب' المخالفين لشريعة الله، وسنة رسوله، في زمن الحروب؟ أو أجل ' عقابهم' إلا ما بعد إنتهاء الحروب، ولم يفعل هذا صحابته الكرام رضوان الله عليهم..؟! أن نقد الظواهر الشاذة والسلبية يدخل دينيا وشرعيا ضمن مهام ' الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر' وهذا امر الله ورسوله، وأمر قدسه صحابة رسوله وفقهاء وعلماء المسلمين، واستشهد ' الإمام زيد عليه السلام' في سبيل هذا المبدأ والأمر، وهو ' الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر' وليس هناك انكر من الفساد الذي هو ' سرطان' المجتمعات والشعوب، وهو سبب انهيار إمبراطوريات وممالك وأنظمة، وليس آخرها ما حل في بلادنا التي سقط نظامها وكان الفساد إحدى مثالبه واحدي العوامل التي سُخرت لإسقاطه، فهل تكونوا من أولئك الذين ينهون عن منكر وياتون بما هو اسوي منه وأنكر ..؟! الزميل ' أيوب التميمي رئيس تحرير موقع أجراس الإخباري' لم يأتي بمنكر، حتى يتعرض للتهديد، بل ' نهي عن منكر' فهل من ينهي عن منكر يستحق العقاب والتهديد؟ فأن كان الأمر كذلك، فما الفرق بين ' نظام اليوم ونظام هشام بن عبد الملك' ؟! ألم يستشهد الإمام زيد _عليه السلام _لان ذنبه انه نهى عن منكر وأمر بالمعروف..؟ فاغضب هذا ' هشام بن عبد الملك' فأمر بقتله وصلبه..؟! فهل سيلاقي زميلنا ' أيوب التميمي' مصير الإمام زيد..؟! أعرف الزميل' أيوب التميمي' معرفة جيدة، واعرف انه يعرف عن' الفاسدين ' أكثر ما يعرفوا عن أنفسهم، ولكنه حصيف، يتحلى بالحكمة، ولديه صبر ونفسه طويل، في التعامل مع القضايا الوطنية، إضافة إلى حرصه على السكينة الوطنية، وقد حاولنا معا وزملاء آخرين، أن نتعامل مع الظواهر السلبية، بقدر من الحكمة والحصافة والعقلانية والموضوعية، مع الكثير من الظواهر السلبية، وحاولنا معا التنبيه، ولفت الأنظار غمزا وهمسا وتلميحا، عسى أن يفهم ' طابور الفساد' ويستتروا، ولكن للأسف زادوا عتوا ونفورا، وأصبحوا ' ينفقون' ما ينجز في مواجهة العدوان من انتصارات ومنجزات على 'طاولة فسادهم' وكأنهم يلعبون ' قمار فاجر' على كل شيء جميل يتحقق في المرحلة، بما في ذلك هذا التفاخر والاعتزاز، الذي نكنه لأنفسنا والقيادة، على خلفية مواقفها الإسنادية للأشقاء في فلسطين، ومنازلة ' الكيان الصهيوني' المتغطرس، وهو الإنجاز الذي يتعرض للتبديد والاستلاب ، على يد اباطرة الفساد، الذين فاق فسادهم، ' فساد اسلافهم' بمراحل من السنوات الضوئية..؟! بل والادهى والأمر أن فاسدي الأمس، كانوا حين يتناولهم ' كاتب أو صحفي' يسلكوا طرق قانونية، بدءا من ' حق الرد والتوضيح' وتبرير مواقفهم، ثم اللجوء للقضاء المختص، حين يكونوا واثقين من برأتهم، إما ' التهديد بالقتل والوعيد بالويل والثبور' وبكل ' وقاحة' من قبل فاسديء المرحلة، فهذا لم نعهده حتى من اباطرة ' النظام السابق'الذين كانوا _ يرغبون حكام اليوم _ومع ذلك كنا ننتقدهم بكل جرءاة وشجاعة، وعليكم الرجوع إلى أرشيف الدولة والتأكد من هذا..! لكن اليوم هناك ثقافة لم نعهدها من قبل، ولا نعتقد انها تعبر عن قيم وأخلاقيات ومبادئ واهداف ' المسيرة القرآنية'..! إننا وحين نكشف بؤر الفساد وممارسات الفاسدين، ننقد حبا بوطننا، ورغبة منا في كشف وتعرية كل الظواهر السلبية، التي كانت ولاتزال سبب أزمتنا الوطنية، وان هدفنا هو تكريس قيم دولة النظام والقانون، والحفاظ على ممتلكات الوطن والشعب، مع العلم إننا لا نستفيد جراء تعريتنا للفساد والفاسدين، ولا نستهدفهم خدمة ' لمصالحنا الشخصية' فليس ' لنا مصلحة' في ذلك، غير إننا مدفوعين بقيم وقناعات وأخلاقيات تربينا عليها، ونشعر إننا جزءا من هذا الوطن، وان في صلاحه واستقامة مسئوليه، قد يكون فيه صلاحنا وصلاح الوطن والمجتمع..! أن نقدنا لكل ظاهرة سلبية نابعة من إيماننا بانتمائنا الوطني، وبمسئوليتنا الوطنية، لا ننقد ظواهر بتوجيه من احد في الداخل كان أو في الخارج، ولا يعني نقدنا إننا ندعم أو نخدم ' دول العدوان' بل إن من يخدم دول العدوان هم ' طابور الفساد والفاسدين' الذين بأفعالهم يثيرون السكينة الاجتماعية، ويزعزعون الجبهة الداخلية ويستهدفون وحدتها وتماسكها، وليس من ينتقدهم ويكشف أفعالهم المخزية المدمرة لكل القيم الدينية والاخلاقية والوطنية والإنسانية، وهم من يخدمون العدوان بأفعالهم وممارساتهم ومحاولتهم استغلال المرحلة لتحقيق مكاسب شخصية، مناً منهم انهم ضد العدوان وأنهم ' مجاهدين' ، وطالما هم كذلك فإن من حقهم وضع أيديهم على كل شيء يرغبون به وبامتلاكه، وكأنهم يعيدون اجترار ثقافة الحروب القديمة بالفيد والغنائم ..؟! أنهم يمنون على الوطن ب'جهادهم' فيما الحقيقة ان الوطن يمن عليهم، لانه قبلهم 'للجهاد' ليطهرهم من 'رجس' يلوث أفكارهم، ومن يبذل نفسه 'للجهاد' بصدق واخلاص، كيف له ان يفكر ب'مغانم الدنيا' ، إلا أن كان يخطط لقبض ثمن 'جهاده' مقدما..؟! مع ثقتي أن 'المجاهدين' لا علاقة لهم بهذه الترويكا، التي تستغل اسم 'الجهاد' فقط لتحقيق رغباتها، فيما هم يرفعون شعار 'الجهاد' كذبا وزورا ف'المجاهد' لم ولن يكون فاسدا ولا عضوا برابطة ترويكا ' الفساد'..؟! تضامننا مع ' زميلنا أيوب' ومع ' صبره 'على تخرصات ضعفاء النفوس، هو بالمحصلة تعبيرا عن تضامننا مع أنفسنا، ومع كل صوت حر ينتقد وبشجاعة الظواهر السلبية، أن الوطن ليس مجرد اقطاعية لفئة أو جماعة، بل هو وطن جميع أبنائه، وجميعنا نحب وطننا ونعشق ترابه وهوائه وتضاريسه، ودفعنا ولانزل ندفع، ثمن حبنا لوطننا، بدليل إننا باقون فيه، لم ' نهاجر' رغم العروضات السخية، التي عرضت، ولم ' نغادره ' رغم المغريات التي قدمت، بل بقينا فيه بغض النظر عن اتفاقنا أو اختلافنا، مع ' السلطة القائمة' عليه، والمتعلق في إدارة شئون البلاد والعباد وتطبيق النظم والقوانين والعدل بين الناس وحسب..! لم نختلف على شخصية وهوية من يحكموننا، بل نختلف على طريقة حكمهم، ومنها تعاطيهم مع ' الفاسدين' وعبثهم المدمر لكل القيم الجميلة..!


موقع كتابات
٢٤-٠٤-٢٠٢٥
- منوعات
- موقع كتابات
مقامة نهيض حرة و غراس شريف
تحمل هذه العبارة )) نهيض حرة وغراس شريف((في طياتها معاني العزة والأصالة , والثبات على المبادئ السامية, ويستشهد بها على مواقف الرجال ,وقول بليغ ومُعبر , يستلهم ليضيء على مواقف الرجال الحقيقية , من تراث العباسيين والامويين من قريش , شيخ من الشام كان في صحابة هشام بن عبد الملك , سأله أبو جعفر المنصور عن تدبير هشام في بعض حروبه للخوارج , فوصف الشيخ له فقال: فعل رحمه الله كذا , وصنع رحمه الله كذا , قال له المنصور: (( قم , عليك لعنة الله , تطأ بساطي , وتترحم على عدوي؟)) , فقام وهو يقول : إن نعمة عدوك لقلادة في عنقي لا ينزعها إلا غاسلي , فقال له المنصور: ارجع يا شيخ , فرجع فقال : (( أشهد أنك نهيض حر, وغراس شريف , عد إلى حديثك )) ,فعاد الشيخ في حديثه , فلما فرغ دعا له بمال فأخذه , وقال: يا أمير المؤمنين , ما بي حاجة إليه , ولقد مات من كنت في ذكره , فما أحوجني إلى وقوف في باب أحد بعده , ولولا جلالة أمير المؤمنين وإيثار طاعته ما لبست لأحد بعده ثوباً, فقال له المنصور: مت إذا شئت , لله أنت , فلو لم يكن لقومك غيرك كنت قد أبقيت لهم مجداً مخلداً , وذكراً باقياً . عن أبي دفافة العبسي قال: حدثت المنصور بحديث العجلان بن سهل , وكان دخل على عبد العزيز بن القعقاع , فبينا هو جالس إذ دخل رجل متلطخ الثوب بالطين , فقال عبد العزيز: ما لك ؟ قال : ركب هذا الأحول , يعني هشام بن عبد الملك , فنفرت ناقتي فسقطت , فانتزع العجلان سيفه فنفحه به , ووثب الرجل فأخطأه السيف , ووقع في وسادة فقطعها , وقال : يا لكع أعياك أن تسميه بأمير المؤمنين , وبأسمه الذي سماه به أبوه , أو بكنيته , ونظرت إلى الذي يعاب به فسميته به , أما و اللّه لوددت أن السيف أخذ منك مآخذه , قال : فكان المنصور يستعيدني هذا الخبر كثيرا , ويقول: (( كيف صنع العجلان بن سهل ؟ مع مثله يطيب الملك )) . يعكس ((النهيض الحر)) رفض الذل والخنوع , والوقوف شامخًا أمام التحديات والظلم , كان هشام بن عبد الملك يكره تقبيل اليد , حكى العتبي , قال : دخل رجل على هشام بن عبد الملك فقبل يده , فقال: أفّ , إن العرب ما قبلت الأيدي إلا هلوعاً , ولا فعلته العجم إلا خضوعاً , هناك أمثلة تاريخية أو معاصرة لرجال أظهروا عزة نفس في مواقف صعبة , مفضلين التضحية على التنازل عن مبادئهم , عن إبراهيم بن أبي عَبْلة قال: أراد هشام أن يوليني خراج مصر فأبيت , فغضب حتى اختلج وجهه , وكان في عينيه حول , فنظر إلي نظر منكر, وقال : لتلينَّ طائعاً , أولتلينَّ مكرهاً , فأمسكت عن الكلام حتى سكن غضبه , فقلت : يا أمير المؤمنين أتكلم؟ قال : نعم , قلت : إن الله قال في كتابه العزيز: (( إِنَّا عَرَضْنَا الأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهَا)) ,( الأحزاب: 72 ) , فوالله أمير المؤمنين ما غضب عليهن إذ أبين , ولا أكرههن إذ كرهن , وما أنا بحقيق أن تغضب عليّ إذ أبيت , وتكرهني إذا كرهت , فضحك وأعفاني. كان هشام بن عبد الملك يقرب منه الأذكياء أصحاب الحكمة والعقل الراجح , ذلك أنه لما أتته الخلافة سجد لله شكراً , فلما رفع رأسه وجد الأبرش الكلبي واقفاً , فقال : ما لك لم تسجد معي؟ فقال : يا أمير المؤمنين , رأيتك وقد رفعت إلى السماء , وأنا مخلد إلى الأرض , فقال: أرأيتك إن رفعتك معي أتسجد؟ فقال : الآن طاب السجود , فسجد , فأمر له بالإحسان الكثير وأن يكون جليسه طول مدته , وعوتب في شأنه وقيل له : ما تجالس في هذا الأبرش؟ فقال : حظي منه عقله لا وجهه. لا يساوم الرجل الحق على كرامته وكرامة الآخرين , يشير (( الغراس الشريف )) إلى الأصل الطيب والنشأة الكريمة التي تغذي سلوك الرجل وقيمه , وأن الرجل الأصيل يتمسك بجذوره الأخلاقية والإنسانية , ويسعى دائمًا ليكون خير خلف لخير سلف , ويزودنا التأريخ بأمثلة عن كثير من الرجال الذين كانت أفعالهم امتدادًا لقيم نبيلة ورثوها عن أسرهم ومجتمعهم , ففي أيام هشام قحطت البادية فقدمت عليه العرب , فهابوا أن يكلموه , وكان فيهم درواس بن حبيب , وهو ابن ست عشرة سنة , له ذؤابة , وعليه شملتان , فوقعت عليه عين هشام فقال لحاجبه : من أراد أن يدخل عليّ فليدخل , فدخل حتى الصبيان , فوثب درواس حتى وقف بين يديه مطرقاً , فقال: يا أمير المؤمنين , إن للكلام طيّاً ونشراً , وإنه لا يعرف ما في طيه إلا بنشره , فإن أذن لي أمير المؤمنين أن أنشره نشرته , فأعجبه كلامه وقال : انشره لله درك , فقال: يا أمير المؤمنين , إنه أصابتنا سنون ثلاث , سنة أذابت الشحم , وسنة أكلت اللحم , وسنة أدقت العظم , وفي أيديكم فضول مال , فإن كانت لله ففرقوها على عباده , وإن كانت لهم , فلا تحبسوها عنهم , وإن كانت لكم فتصدقوا بها عليهم , فإن الله يجزي المتصدقين , فقال هشام : ما ترك لنا الغلام واحدة من الثلاث عذراً , فأمر للبوادي بمئة ألف دينار, وله بمئة ألف درهم , ثم قال له : أما لك حاجة؟ قال: ما لي حاجة في نفسي دون عامة المسلمين.


اليوم السابع
١٠-٠٣-٢٠٢٥
- سياسة
- اليوم السابع
مصطفى ثابت: السيادة في الإسلام للعلم والتقوى وليست للعرق أو اللون
أكد الشيخ مصطفى ثابت، الداعية الإسلامي، أن مفهوم السيادة في الحضارة الإسلامية لم يكن قائمًا على اللون أو العرق أو الانتماء القبلي، بل كان للعلم والتقوى. واستشهد بحديث دار بين الخليفة الأموي هشام بن عبد الملك والإمام ابن شهاب الزهري، حيث سأله عن أعلم أهل مكة، فأجابه: "عطاء بن أبي رباح"، رغم أنه كان أسود اللون وأعرج وأصيب بالشلل والعمى، لكنه ساد قومه بالعلم والدين. وأضاف الشيخ مصطفى ثابت، خلال حلقة برنامج "حضارة"، المذاع على قناة الناس، اليوم الاثنين، أن هذا النهج تكرر في سائر بلاد الإسلام، حيث كان العلماء الكبار، سواء في اليمن أو الشام أو مصر أو خراسان أو العراق، من الموالي وليسوا من العرب، ومع ذلك نالوا المكانة الرفيعة بفضل علمهم واجتهادهم. وأكد أن الإسلام ألغى الفوارق العنصرية والقبلية، وأرسى مبدأ المساواة بين البشر، مستشهدًا بحديث النبي ﷺ: "أيها الناس، إن ربكم واحد، ألا لا فضل لعربي على عجمي، ولا لعجمي على عربي، ولا لأحمر على أسود، ولا لأسود على أحمر إلا بالتقوى، إن أكرمكم عند الله أتقاكم". وأشار الشيخ مصطفى ثابت إلى أن هذا المبدأ هو الذي جعل الحضارة الإسلامية تتقدم، حيث لم يكن هناك تمييز بين عربي وعجمي في العلم والدين، بل كان التفاضل قائمًا على التقوى والاجتهاد. واستشهد بقول النبي ﷺ عن سلمان الفارسي عندما نزلت آية: "وَإِن تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ ثُمَّ لَا يَكُونُوا أَمْثَالَكُمْ"، وقال: "هذا وقومه، لو كان الإيمان منوطًا بالثريا لتناوله رجال من فارس". وأوضح أن أعظم علماء الإسلام في الحديث، والتفسير، والفقه، واللغة، كانوا من غير العرب، مثل الإمام البخاري، والإمام الغزالي، والإمام الرازي، وسيبويه، وأبو علي الفارسي، والزجاج، مما يؤكد أن الإسلام أعطى السيادة لمن حمل العلم، بغض النظر عن أصله أو نسبه. كما شدد على أن التسامح واحترام الاختلاف هو من أهم ركائز الحضارة الإسلامية، مشيرًا إلى أن العلاقة بين المسلمين والمسيحيين في مصر كانت قائمة على العدل والبر، واستشهد بآيات قرآنية وأمثلة تاريخية على تولي المسيحيين مناصب رفيعة في الدولة الإسلامية، حتى في زمن الحروب الصليبية.