أحدث الأخبار مع #هشاممطر


العربي الجديد
١٥-٠٥-٢٠٢٥
- ترفيه
- العربي الجديد
هشام مطر وشهر في سيينا
تظلّ الكتب هي هدية من هناك، هدية من عالم آخر، هدية كانت تطلبها روحك من دون أن تعرف أنت نفسك من أيّ مكان تصلك تلك الهدية، هدية خصّيصاً لروحك أنت، وكأنّك كنت تنتظرها، واليوم جاءتني الهدية من أقرب البلدان لي، من ليبيا، ومن هشام مطر، في كتابه التأمّلي الهادئ "هشام مطر وشهر في سيينا"، بترجمة أكثر من رائعة لزوينة آل توية من عُمان. الكتاب صادر في طبعته الإنكليزية في 2019، وفي طبعته العربية الأولى عن دار الشروق في 2025. الكتاب رحلة تأملية لهشام مطر (يقيم في لندن منذ أكثر من أربعين سنة) إلى مقاطعة إيطالية هادئة و"مدينيّة"، مدينة منعزلة عن قوانين الكنيسة برمتها، بقانونها المدني الخاصّ بها من دون بقيّة المقاطعات الإيطالية كلّها؛ وكأن هشام كان مدينة أخرى منعزلةً ومدينيّة تحكي نفسها لنفسها من دون بلاغة، ومن دون ارتفاع صوت، مدينة تأمّلية كتوم مثل سيينا. هو يرحل إلى سيينا ويقترب من هشام كي يحكي ألمه الذي عاناه، وبحثه الدائم عن مكان الأب الذي اختُطف من القاهرة في 1990، ورحّل إلى ليبيا، لأنه معارض، في طائرة غامضة بلا هُويَّة، ولم يظهر بعد، إنها عادة تعاون السلطات دائماً في الخير وفلاح الأنظمة وسدادها مهما كانت، ضدّ الفرد الأعزل. هل كانت تلك مقدّمة تاريخية ساعدت هشام مطر أن يرفع عن صدره ذلك الحجر الثقيل في مدينة سيينا، ويلقي به بعيداً من بحيرة أحزانه، كي يكون ذلك هو تلك الرحلة التأملية الهادئة في شكل كتاب أو في شكل هدية لكلّ صاحب فقد في هذا العالم من دون أن يملك ترف النسيان؟ مدينة من لوحات من الفنّ الجداري الذي اشتُهِر خلال ثلاثة قرون (من القرن الثالث عشر إلى الخامس عشر)، وصارت اللوحات هي حقيقة المدينة ودستورها المرسوم على جدارياتها، مرّة يشار إلى المظالم، ومرّة يشار في اللوحات إلى العدل، كلّ اللوحات بالطبع من التراث المسيحي الديني بريشات فنّانين عظام، عمّروا تلك المدينة، لا بمواعظهم، ولكن بلوحاتهم، فصارت المدينة لهم، وهم للمدينة، من دون حاجة إلى نظم كنسية، أو مواعظ، أو دساتير؛ اللوحات هي معجزة الفنّانين للوصول إلى العدل من دون جيوش جرارة، أو سجون، أو طائرات غامضة لخطف المعارضين، هل المهم في المدينة هي اللوحات، أو حكاية هشام مطر؟ أم لقاء الغرباء فيها كما صادف هشام المرأة النيجيرية بعد ربع قرن من الإقامة، ولا همَّ لها بعد الحصول على جواز السفر سوى زيارة بلادها، أو ملاقاة هشام بالأسرة الأردنية البسيطة التي اختارت العيش في تلك المدينة؟ أم المهم كيف ألقى هشام عذاباته كلّها، هكذا دفعة واحدة، في تلك المدينة خلال ذلك الشهر؟ أم أن الهدية الأكبر كانت ديانا، تلك الزوجة التي جمّلت كلّ مشاهد الرواية، سواء في حضورها أو في غيابها؟ الكتابة تصنع غايتها من دون النظر إلى الحكاية أو إلى السياسة، أو إلى فقد الأدب أيضاً، الكتابة هي زينة نفسها وهي حصانها الرابح، حتى إن كانت رحلة مشوّقة إلى مدينة ما من دون أن يعرف صاحب الرحلة السبب الحقيقي. الكتابة الجميلة لا تُوصَف، لأنه يصعب وصفها، ويصعب أيضاً أن تعرف لماذا فتنتَ بها، كما فتن هشام نفسه باللوحات "السيينية"، كالبشارة أو شفاء الرجل المولود ضريراً، لأنه يبحث عن الأمل في الحياة وفي الكتابة أيضاً، أو في الطفلَين الأردنيَّين. وكما فتن بالمدينة نفسها، وكما آلمته حكاية فقد الأب طيلة هذه السنوات، رغم أن هشام قد حاول بذكاء الكتابة نفسها أن لا يعمّق ذلك الجرح داخله، كي لا يلتهم ذلك الجرح منه الكتابة والكتاب، بل ظلّ هشام يتحدّث عن غياب الأب، ككلمتَين إيطاليَّتَين كان يذكرهما الأب له حينما يعود من إيطاليا وهو طفل، قبل اختطافه، أو ذلك المنديل الورقي الذي بقي للعائلة في ملابسه بعد غيابه، وكأنّها تميمة أخرى تحمي لهم غيابه، تميمة ذكرى من شخص غائب منذ أكثر من ثلاثين سنة. في سردية جارحة، هي استهلالة حزن هشام في كتابة تقول كلّ شيء: "في عام 1990 عندما كنت في التاسعة عشرة من عمري، وما زلت طالب جامعة في لندن، أصبحت مفتوناً على نحو غامض بالمدرسة السيينية للرسم، التي غطّت القرون الثالث عشر، والرابع عشر، والخامس عشر، كنت قد فقدت أبي في ذلك العام، كان يعيش في المنفى في القاهرة، وذات أصيل اختطف، زجّ به في طائرة بلا معالم وطارت عائدة إلى ليبيا". كلمات قليلات قالت الجرح، وهكذا قاد هشام جرحه الخاص إلى اللوحات، فكانت الكتابة، كتابة يُنصَت إليها رغم قلّة البوح، ولكن بهدوء الحزانى استطاع هشام أن يصل بحزنه إلى نفسه، وإلينا، وإلى تلك المدينة التي كانت حلمه من زمن.


الوسط
٣٠-٠٣-٢٠٢٥
- ترفيه
- الوسط
فوز الكاتب الليبي هشام مطر بجائزة الرواية من الدائرة الوطنية لنقاد الكتب
في حفلٍ أدبيٍّ باذخٍ أُقيم في نيويورك، تُوِّجَ الكاتب الليبي العالمي هشام مطر بجائزة الرواية عن عمله الأخير «أصدقائي»، ضمن جوائز الدائرة الوطنية لنقاد الكتب ( NBCC )، في ذكراها السنوية الخمسين في مدرسة «نيو سكول» بمدينة نيويورك في 20 مارس، والتي تُعدّ من أبرز التكريمات الأدبية في الولايات المتحدة. الجائزة التي يمنحها نقّاد متخصصون سلّطت الضوء مرة أخرى على تميّز مطر في سرد حكايات المنفى والهوية بإيقاع شعريٍّ عميق، حيث تحكي الرواية الفائزة قصة شاب ليبي يحصل على حق اللجوء في لندن بعد مشاركته في احتجاجات ضد نظام القذافي، ليواجه تحديات بناء حياة جديدة بعيدًا عن وطنه، وفقًا لـ«نيويورك تايمز». - - - وصف النقاد الرواية بأنها «مزيج من السيرة الذاتية والتخييل»، ما يُضيف إلى مسيرة مطر الأدبية التي تتناول بإتقان ثيمات الثورة، والغربة، والذاكرة الجمعية. في تصريح بعد الإعلان، أشادت اللجنة بـ«قدرة مطر الفريدة على تحويل التجارب الشخصية إلى سرد عالمي مؤثر». قال مطر في كلمته بالمناسبة بحسب موقع «بابلشيز ويكلي»: «الجائزة لها دلالة كبيرة بالنسبة لي اليوم، لأنني أشعر وكأنني في دائرة واحدة مع جميع الكُتّاب الذين رُشّحوا معي، وبمشاركة هذه الجائزة، أتقاسمها مع وطننا». شارك مطر في القائمة نفسها أسماء لامعة مثل الروسي الراحل أليكسي نافالني الذي فاز بجائزة السيرة الذاتية عن مذكراته «باتريوت»، والمكسيكية الأمريكية ساندرا سيسنيروس التي حصلت على جائزة الإنجاز مدى الحياة. مسيرة حافلة بالتكريمات يُذكر أن الكاتب العالمي هشام مطر وُلد في الولايات المتحدة عام 1970، بينما تركت نشأته الليبية بصمة واضحة على كتاباته، وتعكس أعماله تجاربه الشخصية وثقافته العربية والعالمية الغنية. ومن أبرز أعمال مطر رواية «في بلد الرجال»، التي اختيرت في القائمة القصيرة لجائزة «مان بوكر» العام 2006، وجائزة «ذا غارديان للكتاب الأول» في بريطانيا، وتُرجمت إلى 28 لغة، وصدرت ترجمتها العربية عن «دار الشروق»، ورواية «اختفاء» العام 2011، ورواية «أصدقائي» التي حصلت على جائزة «أورويل للرواية السياسية» في منتصف العام 2024. وقد نال مطر شهرة واسعة من خلال روايته الأولى «في بلد الرجال»، تلتها رواية «اختفاء» العام 2011، التي حققت انتشارًا واسعًا. وفي مجال السيرة الذاتية، صدرت له رواية «العودة»، التي نالت جائزة «بوليتزر» العام 2017، وجائزة «جين ستين» للكتاب، وجائزة «فوليو» البريطانية. مطر والفن: حوار جديد يُتوقع أن يشارك الكاتب منتصف أبريل المقبل في حوارٍ حول العلاقة بين الأدب والفن مع الناقدة كارولين كامبل ضمن فعاليات معرض «سيينا: صعود الرسم»، في إشارة إلى تعدد اهتماماته الإبداعية. غلاف رواية «أصدقائي» للكاتب هشام مطر. (أرشيفية)


البوابة
٢٨-٠٣-٢٠٢٥
- ترفيه
- البوابة
رواية أصدقائي للكاتب هشام مطر تفوز بجائزة دائرة نقاد الكتب الوطنية الأمريكية
فازت رواية «أصدقائى» للكاتب العالمى هشام مطر بجائزة دائرة نقاد الكتب الوطنية الأمريكية لهذا العام، وهى جائزة أدبية مرموقة تمنحها دائرة نقاد الكتب الوطنية الأمريكية كل عام للكتابة المتميزة، وتسعى من خلالها إلى تعزيز الحوار الوطنى حول القراءة والنقد والأدب. وقال رئيس لجنة تحكيم الجائزة "ديفيد فارنو" إن رواية مطر تُقدّم "قصة آسرة وجميلة عن المنفى، والهوس الأدبي، والمؤامرات السياسية"، وهي "توثّق ثلاثة عقود قضاها رجل ليبي في لندن، والصداقات التي أقامها هناك وهو في غربةٍ مُرغمة عن عائلته ووطنه". وتدور رواية «أصدقائى» حول رحلة تأملية شخصية وعميقة فى مفهوم الصداقة وكيف تتقاطع مع مواضيع مهمة مثل الهوية، والفقد، والمنفى، واستكشف «مطر» من خلال الرواية علاقاته مع أصدقائه، ليس فقط كبشر لهم دور فى حياته، ولكن كأشخاص شكلوا رؤيته للعالم. واستعرض «مطر» أيضًا رحلاته ولقاءاته فى أماكن متعددة، حيث تأمل العلاقة بين الفرد والمجتمع، وبين القيم الشخصية والعالم الخارجى من خلال لحظات من الحميمية والتأمل، كما تطرقت الرواية إلى مسائل عميقة مثل الحب، الولاء، والذاكرة بأسلوبه الذى يمزج بين الشعرية والفلسفة. وعبر صفحات الرواية، قدم «مطر» تأملا عميقا حول العلاقات الإنسانية وما تعنيه فى حياة الفرد، ومن هذا المنطلق فهى ليست فقط رواية عن الصداقة، بل عن السعى لفهم الذات والعالم من خلال هذه الروابط التى تكون أحيانًا هشة وأحيانًا أخرى متينة ومؤثرة بشكل لا يُنسى. وتأسست دائرة نقاد الكتب الوطنية فى إبريل 1974 بمدينة نيويورك على يد الأعضاء المؤسسين جون ليونارد، نونا بالاكيان، وإيفان ساندروف بهدف توسيع دائرة النقاش الأدبى على المستوى الوطنى، وهى تضم حوالى 800 عضو، يشملون نقاد الكتب، والمؤلفين، والمدونين الأدبيين، والعاملين فى مجال النشر، ومحبى الأدب. وتُمنح جوائز دائرة نقاد الكتب الوطنية فى شهر مارس من كل عام للأعمال الأدبية المنشور فى الولايات المتحدة فى ست فئات: السيرة الذاتية، السيرة، النقد، الرواية، غير الخيالى، والشعر. وتعتبر هذه الجوائز الوطنية الأدبية الوحيدة التى يتم اختيارها من قِبَل النقاد أنفسهم، بالإضافة إلى ذلك، يتم منح جائزتين بتصويت الأعضاء، وهما: جائزة جون ليونارد لأفضل كتاب أول فى أى نوع أدبي، وجائزة جريج باريوس للكتاب المترجم لأفضل كتاب مترجم إلى الإنجليزية ومنشور فى الولايات المتحدة. كما تكرّم دائرة نقاد الكتب الوطنية كل عام أحد أعضائها بجائزة نونا بالاكيان للتميز فى المراجعات الأدبية، وتمنح جائزة إيفان ساندروف للإنجاز مدى الحياة وجائزة تونى موريسون للإنجاز لكاتب أو محرر أو ناشر أو مؤسسة أدبية متميزة.