logo
#

أحدث الأخبار مع #هنتنغتون

هل انتهت نظرية «صراع الحضارات»؟!
هل انتهت نظرية «صراع الحضارات»؟!

الاتحاد

time١٢-٠٥-٢٠٢٥

  • علوم
  • الاتحاد

هل انتهت نظرية «صراع الحضارات»؟!

هل انتهت نظرية «صراع الحضارات»؟! من الطبيعي أن تكون حركة التاريخ مرتبطة بشبكةٍ من النزاعات والمفاجآت والكوارث والانهيارات. فالتاريخ بحالةِ حركةٍ مستمرة، ولكن القوّة تكمن في استيعاب هذه التحديات التي تتصاعد أو لجمها. على سبيل المثال شكّل مثال «الحروب الصليبية» نقطة انطلاق كثير من الباحثين والدارسين للعلاقة بين الإسلام وأوروبا. لم تكن العلاقة ثابتة، بل إن تلك الحروب الدامية تستمد قيمتها من مآلاتها المرعبة والتي دوّنها التاريخ. ومع بلوغ العولمة ذروتها حتى الآن في المجالات الاقتصادية والتقنية، دأبت الماكينات الإعلامية على وصف العالم بالقرية الصغيرة، وذلك إغراقاً في التفاؤل والاغتباط بما وصلت إليه المجتمعات من تعارف، بسبب ازدياد التبادلات الاقتصادية الحرة، وغرق الفضاء بالأقمار الصناعية، وانفجار ثورة الإنترنت، وصولاً إلى انكسار الحدود بين الأمم، وتحدّي الذكاء الاصطناعي. لقد عدنا إلى ما تنبّأ به هنتنغتون وبوضوح أن صغر العالم قد يسبب ضربة للتعايش بين الحضارات، باعتبار التقارب محفزاً لإدراك الفروقات، ومن ثم البحث عن الهويّة الخاصة، وخصائص الذات، ونقائص الحضارات الأخرى. وبمناسبة كل هذا التغيّر ربما يكون النقاش ضرورياً مع ما دراسة رئيس «معهد الاستشراق» التابع لأكاديمية العلوم الروسية، فيتالي نعومكين، تحت عنوان:«شبح هنتنغتون يطوف العالم». يقول:«منذ البداية، بدا لي أن نظرية هنتنغتون هي ابتداع لا علاقة له بالواقع. بدا كأنه لم يبق سوى القليل وسينتصر فيه التسامح والتعاون والتقارب والإثراء المتبادل للحضارات، والميل إلى التسوية السلمية لجميع النزاعات بين الأعراق والأديان. من المناسب أن أذكّر كيف اختلفتُ بالرأي، في مقالتي التي نُشرت في روسيا عام 2007 ولاقت رواجاً على نطاق واسع تحت عنوان (مبارزة الحضارات)، مع برنارد لويس الذي ادّعى في محاضرته (الهجوم الأخير للإسلام) أن الحملات الصليبية للغرب كانت رداً غربياً (شبه جهادي) على (التوسع الجهادي للشرق العربي الإسلامي)». لم يكن برنارد لويس وحده في ذلك التوصيف، بل لنعد لكتاب ألبرت حوراني «تاريخ الشعوب العربية». حوراني في الصفحة 293 يقول: «كانت العلاقة على هذا الصعيد بين الجانبين (الإسلام - أوروبا) تتخذ شكل حرب صليبية من جهة، وشكل جهادٍ من جهة أخرى، إلا أنه كانت هناك أنماط أخرى من العلاقات، فقد كانت هناك التجارة، وبوجهٍ أخص تلك التي تتم على أيدي تجار أوروبيين من البندقية وجنوة في القرون العثمانية الأولى، ومن البريطانيين والفرنسيين في القرن الثامن عشر». الخلاصة، أن السؤال الرئيسي الحالي يتمثّل في إمكانية تجاوز نظرية «صراع الحضارات» إلى «نقاش الأفكار». لأن النظرية التداولية والنقاشية أكثر غنىً وإفادةً من الأولى المتصارعة، ذلك أن التمادي في الصراع الحضاري يثبّت نزعات الهيمنة، وربما أعطى غنىً وقوةً للأصوليات الصاعدة، هنا مربط الفرس، أظنّ أن خيار النقاش أهمّ من نظريات الصراع والتصادم. *كاتب سعودي

نبوءة هنتنغتون الخاطئة حول الصراع مع الإسلام
نبوءة هنتنغتون الخاطئة حول الصراع مع الإسلام

الجزيرة

time١٢-٠٥-٢٠٢٥

  • سياسة
  • الجزيرة

نبوءة هنتنغتون الخاطئة حول الصراع مع الإسلام

يتيه هنتنغتون بعيدًا في التواريخ القديمة فيتّبع خط سير الشعوب والحضارات والإمبراطوريات في كرّها وفرّها. ثم يرتد كموجة في بحر هائج إلى الأزمنة المعاصرة المثقلة بالصراعات والمعبّأة بتناقضات لا تلتئم. ومن خلال كل ذلك تراه يلهث وراء البحث عن القوانين الحاكمة لصدام الحضارات. وحين يرسو على "جُودي" التناقضات الثقافية، يؤسس قواعد صارمة لحالة الاشتباك الدائم، خاصة في عمق دوائر الصدع التي ترشح بأسباب الحروب والتوترات الشديدة والعلاقات المعقدة. واليوم بعد أكثر من ثلاثة عقود تفصلنا عن أول ظهور للكتاب (1993)، ها هو "صدام الحضارات" يستعيد راهنيته من خلال إطلاق المقاومة الفلسطينية جولة جديدة من الصراع سمّتها "طوفان الأقصى". وهي تطورات تطرح السؤال حول القدرة التفسيرية لتلك النظرية لمجريات الصراع الدولي، انطلاقًا من مفاهيمها الأساسية في الصدام الحضاري. والحقيقة أننا لم نشأ التوسع في تفكيك الصورة المجملة للصدام مثلما حواها الكتاب. فالمجال لا يتسع لذلك. فآثرنا الاقتصار على الصراع في فلسطين باعتبارها المنطقة الأنموذج لذلك الصدام. لقد جاء مؤتمر مالطا 1989 ليعلن عن نهاية الحرب الباردة. نهاية سيلد من خاصرتها نظام عالمي جديد من أهمّ ملامحه انتصار الليبرالية على الاقتصاد الموجّه، والديمقراطية على الشمولية. تمامًا مثلما انتصر الرهان الهيغلي على وعود الماركسية. وهو ما جرّأ فوكوياما سنة 1992 على التبشير "بنهاية التاريخ". ولم يشذّ هنتنغتون عن تلك القاعدة في تتبّع وقائع الصراع الدولي. فقد رأى أنّ العالم قد تحوّل لأول مرة من "صراع أيديولوجي" بين معسكرين، إلى صراع حضاري "بين جماعات من حضارات مختلفة". ومن ثم فقد أصبحت الحضارة هي المحور الجديد للسياسة الدولية. فخلف الصراعات والمواجهات وكل مظاهر التنافي الحدّي بين القوى تكمن قوة ثاوية: اسمها الهوية الثقافية للشعوب. فلم يعد الاقتصاد هو المحرك الأساسي للعلاقات الدولية مثلما ادعت الماركسية، ولا هي الأيديولوجيات مثلما عبرت عنها الحرب الباردة، بل هي الحضارة التي لا تفتأ تسلط أضواءها الكاشفة على التناقضات العميقة بين الأنساق. وقد وجدت تلك القاعدة ترجمتها في التوازنات الدولية الناشئة. إن إعادة ترتيب النظام العالمي على أساس حضاري تعني انقلابًا تامًا في التراتبية الدولية. فتكون دول المركز في الحضارات هي مرجعية ذلك النظام من خلال الثقافة التي تشترك فيها مع الدول الأعضاء في نفس الحضارة. فـ "العوامل الثقافية المشتركة تعطي شرعية للقيادة ولدور دولة المركز في فرض النظام، بالنسبة لكل من الدول الأعضاء والقوى والمؤسسات الخارجية". ومن ثمّ فإن المقومات الأساسية للنظام العالمي الجديد القائم على الحضارات تختزل في تصوّرات دولة المركز وعمقها الثقافي. وعلى قاعدة ذلك العامل الثقافي تبنى التراتبية الجديدة في العلاقات الدولية. فنخرج من توازنات الحرب الباردة التي قامت على وجود قوتين عظميين زائد كتلتهما الدولية، زائد مناطق نفوذهما في العالم الثالث، إلى توازنات جديدة نقطة ارتكازها الدولة المركز في القطب الحضاري زائد الدولة الإقليمية التي تشترك معها في الأساس الثقافي، زائد منطقة النفوذ. وهو ما يعكس أهمية دولة المركز في الفرز الإستراتيجي الجديد الذي أفضى إلى مجموعة من الكتل الحضارية تتزعم كل كتلة فيها دولة مركز. فالولايات المتحدة دولة مركز في الغرب الحضاري، وروسيا دولة مركز في الكتلة الأرثوذكسية، والصين دولة مركز في القطب الكنوفيشيوسي. في حين أنّ "حضارات الإسلام وأميركا اللاتينية وأفريقيا، ليس لها دول مركز". وهو غياب يعود بالأساس إلى مفاعيل الاستعمار الغربي في تفتيت تلك الكيانات الحضارية. وهو التفتيت الذي يحمل الكثير من نذر الصدام. صدام الحضارات إن الكتاب أشبه ما يكون بنبوءة استشرف هنتنغتون من خلالها محركات الصراع في الأزمنة القادمة. فلم يكن الصراع المقصود "الآن وهنا" ولكنه كان قراءة في "كفّ" المستقبل. وهو ينظر إلى ذلك المستقبل بعين "الحتمية التاريخية". فيكون "صدام الحضارات" بمثابة "الطور الأخير في عملية تطور النزاعات في العالم الحديث" مثلما يقول. فالحضارة في تعريف هنتنغتون "مزيج معقد من الأخلاق والدين والتعليم والفن والفلسفة والتكنولوجيا والرخاء المادي". وحين ربطها بالصدام فقد تحولت إلى "براديغم" يستهدي به في تفسير التناقضات بين شعوب تعرّف نفسها دائمًا انطلاقًا من هُويّتها الحضارية ومخزونها الثقافي. فـ"نحن الحضارية، وهم الذين خارج تلك الحضارية، من الثوابت في التاريخ الإنساني". فالحروب بين دول من حضارات مختلفة تكون أكثر ضراوة ودموية عند استشعار تهديد الهُوية. وفي هذا السياق، يؤكد هنتنغتون أن العلاقات بين الحضارات ستكون أكثر عدوانية، خاصة بين الإسلام وجيرانه. وأن أخطر الصراعات في المستقبل ستكون "نتيجة تفاعل الغطرسة الغربية والتعصب الإسلامي والتوكيد الصيني". ويتوقف كثيرًا عند تفاصيل الغطرسة الغربية فنراه يتتبع تفاصيل تشكلها بين الخط التاريخي والخط الثقافي. خط تارخي يفصل بين الشعوب الغربية المسيحية والشعوب الإسلامية والأرثوذكسية. وقد ارتبط تاريخيًا بالإمبراطورية الرومانية في القرن العاشر. وخط ثقافي يرتبط بالتقسيم التاريخي بين الإمبراطورية النمساوية المجرية والإمبراطورية العثمانية، فهو الحد الثقافي لأوروبا، أي أنّ "أوروبا تنتهي حيث تنتهي المسيحية الغربية ويبدأ الإسلام والأرثوذكسية. وبعد زوال "الخطر الأحمر" أصبح ذلك الخط الفاصل هو الحد السياسي والاقتصادي لأوروبا والغرب. وقد كيّف سقوط الشيوعية نظرة الغرب إلى نفسه وإلى العالم. فرأى أن أيديولوجيته الليبرالية يمكن أن تحكم العالم. فكانت العولمة صدى لتلك الأطروحة الظافرة. وهو ما زاد من احتمالات الصدام. فما يراه الغرب قيمًا نبيلة يراه الآخرون محض استعمار. خطوط الصدع يجري الصدام حسب هنتنغتون عند خطوط التقسيم الحضاري، خطوط الصدع أو دول الصدع. وهي الدول التي "تركب الحدود على مناطق التماس بين الحضارات". فتندلع صراعات لا حد لها عند خطوط التقسيم بين الدول أو الجماعات المنتمية إلى حضارات مختلفة. وقد يجري الصراع داخل الدولة نفسها. وهو يرى أن المعنيّين أكثر بصراعات خطوط التقسيم هم أساسًا المسلمون. وأحيانًا أخرى "تكون القضية قضية صراع للسيطرة على أراضٍ. وقد يكون هدف أحد المشاركين فيها على الأقل هو انتزاع أرض وتحريرها من آخرين بطردهم أو قتلهم أو القيام بالعملين معًا، وغالبًا ما تكون الأرض المتنازع عليها رمزًا لهوية وتاريخ طرف من طرفي الصراع أو لهما معًا، قد تكون أرضًا مقدسة لهما فيها حق لا يجوز المساس به". وهذا الكلام فيه بعض وجاهة. فقد كان المسلمون غالبًا موضوعًا للإخضاع والاحتلال عند خطوط التماس، أو في عمق الدول التي لا تدين بالإسلام مثل الصين، أو الهند، أو ميانمار.. ولعل فلسطين هي خلاصة ذلك الصراع. الصراع الحضاري في فلسطين مع نهاية الدولة العثمانية أصبح الإسلام -عكس الحضارات الغربية والأرثوذكسية والصينية- "يفتقر إلى دولة مركز". وقد أجّج ذلك الفراغ مطامع الاستعمار والصهيونية. ولكن ما لم يدركه هنتنغتون أن الفراغ السياسي الناتج عن غياب دولة الأمة، قد عبّأه العمق الحضاري الذي تمتاز به القضية الفلسطينية. لذلك لا عجب أن تتبوأ القضية الفلسطينية منذ منتصف القرن العشرين موقع القضية المركزية للأمة. والمشكلة الأساسية في أطروحة هنتنغتون أنه لم ينظر إلى الصراع في فلسطين على أنه صراع مركزي ذو طبيعة استثنائية، بل تعامل معه بوصفه أحد الصراعات الإثنية أو العرقية التي تشق العالم المعاصر. فهو ينتمي لحروب خطوط الصدع، مثله مثل حرب الهند، وباكستان أو بين المسلمين والمسيحيين في السودان وغيرها، لذلك فقد حضر في كتابه كمثال للاستدلال به كلما اقتضت حاجته النظرية. يرى هنتنغتون أن "رعاية الغرب في قمة قوته في مواجهة الإسلام، لوطن يهودي في الشرق الأوسط، وضعت الأساس لعداء عربي إسرائيلي مستمر". وفي الخلفية الحضارية للصراع ينظر هنتنغتون إلى فلسطين من خلال انتمائها للإسلام، في حين يضع إسرائيل ضمن الدائرة المسيحية اليهودية. ملاحظًا أن الغرب قد أضفى على ذلك المشروع طابعًا دينيًا، وجعله "ضمن مكونات البُعد الديني في الحضارة الغربية". وقد دلت صفحات التاريخ على صراع عميق ومستمر بين الإسلام والمسيحية. فـ"كلاهما كان الآخر بالنسبة للآخر". والاحتكاك بين الجانبين كان يثير دائمًا قضايا الهوية والانتماء. وخلال معظم جولات الصراع كان "الإسلام هو الحضارة الوحيدة التي جعلت بقاء الغرب موضع شك". وعلى الرغم من محاولة هنتنغتون البحث في حقيقة الإسلام، فإن تصوره لم يستطع النفاذ إلى العمق الفلسفي والوجودي لذلك الدين. فتردّت قراءته في مفاهيم مختزلة عن العنف والدم ونبذ الآخر. فسار على تخوم "العمق الحضاري" للصراع دون أن يلجه. فجاء صورة باهتة، بالكاد تنطق بأحكام الجغرافيا الخرائطية منزوعة السلاح الحضاري. ليصبح الصراع في فلسطين صراعًا محكومًا بنظرية "خطوط الصدع"، أو خطوط "التقسيم الحضاري". وهي مقاربة متهافتة إذا نظرنا إليها من زاوية الجغرافيا الفلسطينية بحد ذاتها. ففلسطين لا تقع ضمن خطوط الصدع مثلما يسميها هنتنغتون، أي الدول الواقعة على التماس بين حضارتَين، بل إنها – بمنطق التاريخ والجغرافيا- جزء من أرض الشام. وتقع في عمق الخريطة العربية. فهي الخط الفاصل بين الجناح الشرقي والجناح الغربي للأمة. ولم يكن استقدام يهود الشتات من أصقاع الأرض إلا لضرورة السيطرة على "سُرّة" العالم. ومن ثم تأبيد واقعة التجزئة والتخلف والإلحاق الحضاري. فتقاطع الاستعمار مع الصهيونية لإنتاج تلك الحالة الطارئة. لقد رأى هنتنعتون وهو يبحث عن منطقة التناقض بين الإسلام والغرب أن الصراع في عمقه هو صراع بين القيم الدينية والقيم العلمانية. وهو الاستنتاج الذي حرم الرجل النفاذ إلى عمق الصراع فظل معلقًا في سطحه. فتلك المعايير النسبية لا تصلح لأن تكون حاملًا موضوعيًا لصراع من أعقد الصراعات في التاريخ. إضافة إلى ما يكتنفها من صعوبة حين الفرز بين القوى. ففي سنة 1968 مثلًا، أعلنت حركة فتح وهي التي قادت النضال الفلسطيني في ستينيات القرن الماضي أن مشروعها السياسي يهدف إلى بناء "الدولة الفلسطينية العلمانية الديمقراطية". فأين تتمايز القوى المتقابلة؟ إضافة إلى أنه قد جرى مع دولة الاستقلال التبني الواسع للأنموذج الغربي في السياسة في العالم العربي، والعالم الثالث. لذلك ينتقل هنتنغتون إلى التركيز على أهمية الأرض والمقدسات وقيمة القدس في المواجهة الفلسطينية الإسرائيلية. فيقر بأنّ "المكان له مغزى تاريخي وثقافي وعاطفي عميق لدى كل طرف"، ولكنه يعجز عن استنطاق النصوص المؤسسة لعظمة المكان كي ينفذ إلى عمق الصراع. صحيح أنه أدرك أن الصراع صراع جذري لا يقبل الحلول الوسطى. ولكنه لم يدرك أنه صراع بين وجهتي نظر تجاه الكون والحياة والإنسان، تصدران عن قاعدتين فلسفيتين متمايزتين. وحين يهرب من كل ذلك إلى تحديد طبيعة العدو، فإنه يرى في مفرد الصهيونية جمْع الغرب الحضاري. يرى هنتنغتون أن الكيان المحتل ليس إلا جزءًا من الغرب الحضاري. فإسرائيل ليست قوة قائمة بذاتها بل هي قوة قائمة بغيرها. زرعها الغرب في قلب الأمة لأسباب حضارية وإستراتيجية. وقد ارتبطت بذلك الغرب برابط "القربى الثقافية". وهي الصلة التي تجعل من الدول الأعضاء في الحضارة الواحدة أسرة واحدة. وتأخذ الدولة المركز دائمًا على عاتقها "توفير الدعم والنظام للأقارب"، فهي علاقة تبادلية. إذ كثيرًا ما قدم الإسرائيليون أنفسهم على أنهم خط الدفاع الأساسي عن الغرب، بالأمس ضد خطر الشيوعية والاتحاد السوفياتي، واليوم ضد "خطر الأصولية الإسلامية على نطاق منطقة الشرق الأوسط كلها". ومن ثم يمكن أن نفهم كيف تداعت الدول الغربية إلى إسناد دولة الاحتلال بعد إطلاق عملية طوفان الأقصى. وكيف فتحت خطوط الإمداد لتوفير احتياجاتها من العتاد والسلاح بل والمشاركة الميدانية في العدوان على غزة. وهي صلة القربى التي بررت لألمانيا المتورطة في "المحرقة النازية"، أن تتورط في محرقة غزة؛ فتصرّح وزيرة خارجيتها أنالينا بيربوك "كلنا صهاينة على نحو ما". لقد دافع هنتنغتون عن فكرة "صدام الحضارات". ورغم فقدان النظرية للاتساق العلمي، فإنها تمثل إسهامًا في عقل الصراع الحضاري في فلسطين. فهذه المنازلة التاريخية في غزة تعكس تصادمًا بين مشروعين حضاريين: واحد قام على مركزية الله في الوجود، وآخر نهض على مركزية الإنسان في الوجود. فخلف الرؤية الحضارية يكمن جوهر الصراع. ومما لا شك فيه أنّ الصراع مع الصهيونية هو استمرار للصراع مع الغرب نفسه، فقد ورثت الحركة الصهيونية عن الغرب إمبرياليته وقاعدته الفلسفية التي كان يجري في ضوئها الفرز النشيط بين فسطاط المتمدّنين وفسطاط البرابرة، وتسويغ نهج العنف والعسف من منطلق تحضير وتمدين أولئك الذين لا حضارة لهم. الإسطوانة المشروخة نفسها يرددها نتنياهو ببلاهة لتبرير حرب التطهير العرقي على غزة.

الموسيقى.. علاج سحري
الموسيقى.. علاج سحري

جزايرس

time١١-٠٥-٢٠٢٥

  • صحة
  • جزايرس

الموسيقى.. علاج سحري

سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص. بعد إصابات الدماغ والأمراض العصبيةللموسيقى تأثير ساحر قد لا تدرك أهميته عندما تستمع إلى أغنيتك المفضلة لكن الحقيقة أن ذلك التأثير يتعدى لحظات الاستمتاع فقط ويصل إلى استخدامات علاجية فعالة، وبحسب تقرير جديد فقد ثبت أن الغناء أو العزف على آلة موسيقية أو حتى الاستماع إلى الموسيقى ينشط العديد من مناطق الدماغ التي تتحكم في الكلام والحركة والإدراك والذاكرة والعاطفة وغالبا يتم كل ذلك في نفس الوقت كما تشير العديد من الدراسات إلى أن الموسيقى يمكن أن تزيد نمو الخلايا الدماغية مما قد يساعد الدماغ على إصلاح نفسه.متابعة حدادي فريدةيبقى الأمر الأكثر إثارة للاهتمام هو التأثير الذي يمكن أن تحدثه الموسيقى في الحالات التي قد لا يعمل فيها الدماغ كما ينبغي على سبيل المثال تظهر الدراسات أنه بالنسبة للأشخاص المصابين بمرض الزهايمر يمكن للموسيقى في كثير من الأحيان أن تثير رد فعل مما يساعد المرضى على الوصول إلى الذكريات التي فقدوها سابقا،هناك أيضا أدلة على مرضى عانوا من تلف في الدماغ وفقدوا القدرة على الكلام ولا يزال بإمكانهم الغناء عند تشغيل الموسيقى.ونظرا للتأثير القوي للموسيقى على الدماغ يبحث العلماء فيما إذا كان يمكن استخدامها لعلاج العديد من الحالات العصبية مثل السكتة الدماغية أو مرض باركنسون أو إصابات الدماغ. وأحد هذه العلاجات قيد التحقيق حاليا لمعرفة إمكانية استخدامها من عدمها تعرف باسم العلاج بالموسيقى العصبية .يعمل العلاج بالموسيقى العصبية إلى حد ما مثل العلاج الطبيعي أو علاج النطق حيث يهدف إلى مساعدة المرضى على إدارة الأعراض والعمل بشكل أفضل في حياتهم اليومية.تستخدم جلسات العلاج تمارين موسيقية أو إيقاعية لمساعدة المرضى على استعادة مهاراتهم الوظيفية على سبيل المثال يمكن للمرضى الذين يتعلمون المشي بعد تعرضهم لحادث أو صدمة السير على إيقاع الموسيقى أثناء جلسة العلاج حتى الآن أظهر هذا النوع من العلاج نتائج واعدة في مساعدة الناجين من السكتات الدماغية على استعادة اللغة وتحسين المشي واستعادة الحركة الجسدية بشكل أفضل من العلاجات الأخرى.وحقق الباحثون أيضا فيما إذا كان العلاج بالموسيقى العصبية يمكن أن يعالج اضطرابات الحركة الأخرى مثل مرض باركنسون واستخدمت معظم الدراسات في هذا المجال تقنية تسمى تمارين الالتواء الإيقاعي التي تستخدم قدرة الدماغ على المزامنة مع إيقاع دون وعي مثل الاضطرار إلى المشي بسرعة معينة منوبالمقارنة مع العلاج دون موسيقى فقد ثبت أن العلاج بالموسيقى العصبية يحسن المشي ويقلل لحظات التجمد (عدم القدرة المؤقتة اللاإرادية على الحركة) في مرضى باركنسون، كما بحثت الدراسات فيما إذا كان هذا النوع من العلاج يمكن أن يعالج المشكلات المعرفية لدى الأشخاص المصابين بمرض هنتنغتون أو أولئك الذين عانوا من الإصابات الدماغية الرضحية التي تنجم عادة عن ارتطام أو هزة عنيفة يتعرض لها الرأس أو الجسم.بالنسبة لهذه الأنواع من الحالات يركز العلاج بالموسيقى العصبية على تنشيط وتحفيز مناطق الدماغ التي قد تكون قد تضررت مثل قشرة الفص الجبهي وهي منطقة من الدماغ مسؤولة عن تخطيط السلوك المعرفي المعقد والتعبير عن الشخصية وصنع القرار وتعديل السلوك الاجتماعي وتعديل جوانب محددة من الحديث وقد تضمن أنشطة علاج هذا النوع من الحالات تبديل المريض بين العزف على نوعين من الآلات الموسيقية عندما يسمع تغييرا في الموسيقى التي يعزف عليها (مثل أن الإيقاع يصبح أسرع أو أبطأ كما وجدت إحدى الدراسات أن هذه الأنواع من الأنشطة تحسن التركيز والانتباه للمرضى الذين يعانون من إصابات الدماغ الرضحية. وكان لها تأثير إيجابي على صحتهم وخفض مشاعر الاكتئاب أو القلق لديهم.

تحذير من زيوت الطهي الشائعة.. خطر محتمل على صحة النساء
تحذير من زيوت الطهي الشائعة.. خطر محتمل على صحة النساء

24 القاهرة

time١٨-٠٤-٢٠٢٥

  • صحة
  • 24 القاهرة

تحذير من زيوت الطهي الشائعة.. خطر محتمل على صحة النساء

حذّر عدد من الخبراء من الإفراط في استخدام بعض الزيوت النباتية وزيوت البذور الشائعة في الطهي، مؤكدين أنها قد تساهم في تعزيز عوامل خطر الإصابة بسرطان الثدي، لا سيما النوع الأكثر عدوانية المعروف بـ"سرطان الثدي الثلاثي السلبي، وذلك وفقًَا لما نشر في نيويورك بوست. تحذير من زيوت الطهي الشائعة ووفقًا لدراسة حديثة أجراها باحثون من كلية طب "وايل كورنيل"، فإن حمض اللينوليك – وهو أحد الأحماض الدهنية المتوفرة بكثرة في الزيوت النباتية والمكسرات – قد يلعب دورًا مباشرًا في تحفيز نمو خلايا سرطان الثدي. وأوضح الدكتور جون بلينيس، الباحث الرئيسي في الدراسة، أن حمض اللينوليك يغذي الخلايا السرطانية بطريقة دقيقة وفعالة، وهو ما قد يعرض النساء لخطر أكبر للإصابة بالأنواع الأكثر شراسة من سرطان الثدي، والتي تتطلب عادةً بروتوكولات علاجية أكثر تعقيدًا تشمل الجراحة والعلاج الكيماوي والإشعاعي. ورغم خطورة هذه النتائج، دعا بلينيس إلى التريث وعدم الذعر، موضحًا أن الدراسة لا تعني وجوب الامتناع التام عن استهلاك زيوت البذور، بل توصي بالاعتدال والحرص على اختيار البدائل الصحية، خاصة لمن لديهم عوامل خطر أو تاريخ عائلي مع المرض. دراسة: استهلاك الزيوت النباتية بدلًا من الزبدة يقلل خطر الوفاة بالسرطان بنسبة 15% من القمح لـ الزيوت.. مصر تصدر منتجات بـ 382.5 مليون دولار إلى فلسطين في 10 أشهر وتُدرج الزيوت التالية ضمن قائمة زيوت البذور، التي تحتوي على نسب مرتفعة من حمض اللينوليك: زيت الكانولا، وزيت الذرة، وزيت بذور القطن، وزيت الصويا، وزيت دوار الشمس، وزيت بذور العنب، وزيت الأرز، وزيت القرطم. وتحتوي هذه الزيوت على نسبة عالية من أحماض أوميغا-6 الدهنية مقارنة بأوميغا-3، وهو ما قد يسبب خللًا في توازن الدهون بالجسم، ويؤدي إلى التهابات مزمنة، وفقًا لما أشار إليه عدد من المتخصصين في التغذية. وفي هذا السياق، أوضحت أخصائية التغذية ستيفاني شيف من مستشفى "هنتنغتون" أن النظام الغذائي الغني بأوميغا-6 مقابل انخفاض أوميغا-3، قد يسهم في تعزيز الالتهابات داخل الجسم، وهو ما يرتبط بعدد من الأمراض، أبرزها السرطان. وشدد الأطباء وخبراء التغذية على أهمية اتباع نظام غذائي متوازن يعتمد على الأطعمة الكاملة، مثل الخضروات والفواكه والبروتينات الصحية، مؤكدين أن ذلك هو الركيزة الأساسية للوقاية من السرطان والعديد من المشكلات الصحية الأخرى.

داء هنتنغتون.. المرض النادر الذي يهاجم الدماغ بصمت
داء هنتنغتون.. المرض النادر الذي يهاجم الدماغ بصمت

البوابة

time١٩-٠٣-٢٠٢٥

  • صحة
  • البوابة

داء هنتنغتون.. المرض النادر الذي يهاجم الدماغ بصمت

داء هنتنغتون مرض نادر ولا يعرفه الكثير من الناس فهو يؤدي إلى تحلل الخلايا العصبية في الدماغ بمرور الوقت، ويؤثر الداء في حركات الشخص المصاب وقدرات التفكير لديه وصحته العقلية، وغالبًا ما ينتقل عبر وراثة جين متغير من أحد الوالدين، ويمكن أن تظهر أعراضه في أي وقت، لكن غالبًا ما يبدأ ظهورها خلال الثلاثينيات أو الأربعينيات من العمر. ووفقا لـhealthline تبرز 'البوابة نيوز' كل المعلومات عن المرض، ففي حال الإصابة بالمرض قبل عمر 20 عامًا، فتُسمى هذه الحالة داء هنتنغتون في اليافعين، وعند الإصابة بداء هنتنغتون مبكرًا، يمكن أن تختلف الأعراض وقد يتقدّم المرض بشكل أسرعد وتتوفر الأدوية التي تساعد على إدارة أعراض داء هنتنغتون، ولكن لا يمكن للعلاجات أن تمنع التدهور الجسدي والعقلي والسلوكي الناجم عن المرض. *الأعراض: يسبب حدوث اضطرابات حركية. يسبب حالات صحية عقلية ومشكلات في التفكير والتخطيط. تأثير كبير في القدرة الوظيفية. اضطرابات الحركة حركات اهتزازية أو متلوية لا إرادية. تصلب العضلات أو تقلصها. حركات بطيئة أو غير معتادة للعين. خلل في المشي ووضعية الجسم والتوازن. صعوبة في التحدث أو البلع. يؤدي في الغالب إلى حدوث مشكلات في المهارات المعرفية. مشكلات الصحة العقلية مثل الاكتئاب. اضطراب الوسواس القهري. الهوس، يمكن أن يسبب مزاجًا حادًا وفرطًا في النشاط وسلوكًا اندفاعيًا وتقدير الذات بشكل مبالغ فيه. الاضطراب ثنائي القطب، حالة تتناوب فيها نوبات الاكتئاب والهوس. يشيع فقدان الوزن أيضًا لدى الأشخاص المصابين بداء هنتنغتون وخصوصًا مع تفاقم المرض. صعوبة الانتباه. انخفاض مفاجئ في الأداء المدرسي العام. المشكلات السلوكية، مثل سلوك عدواني أو تخريبي. التغيرات البدنية عضلات متقلصة وصلبة تؤثر في المشي خصوصًا عند الأطفال الصغار. حركات خفيفة لا يمكن السيطرة عليها، تعرف باسم الرعاش. حالات السقوط المتكرِّرة أو التخبط أثناء الحركة. نوبات الصرع. *التشخيص والعلاج: استشر اختصاصي الرعاية الصحية إذا لاحظت تغيرات في حركاتك أو حالتك العاطفية أو قدرتك العقلية. قد يؤدي الاكتئاب الذي يرافق داء هنتنغتون إلى زيادة خطر الانتحار، وتشير بعض الأبحاث إلى أن خطر الانتحار يكون أكبر قبل التشخيص وكذلك عند فقدان الشخص استقلاليته. لذلك سرعة زيارة الطبيب من اهم خطوات العلاج ويصف الطبيب الادوية المناسبة لكل حالة

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store