logo
#

أحدث الأخبار مع #هيغل

رسائل يومية الى القادة السياسيين (قواعد في السياسة): الحلقة الأولى
رسائل يومية الى القادة السياسيين (قواعد في السياسة): الحلقة الأولى

الشرق الجزائرية

time٠٤-٠٥-٢٠٢٥

  • سياسة
  • الشرق الجزائرية

رسائل يومية الى القادة السياسيين (قواعد في السياسة): الحلقة الأولى

بعض القادة لا يُهيئ لهم الوقت للقراءة في تاريخ ومهارات صنع الفعل السياسي، ولهذا فبعضهم يعيد (اختراع الدولاب من جديد)؛ بمعنى أنه يُجرب بلا خبرة، منطلقاً مما ندعوه الصفحة البيضاء (Tabula Rasa)، ولهذا تكثر الأخطاء وتتكرر. وهنا سنعرض على حلقات بعضاً من خبرة السياسة وممارساتها. وهذا لا يكون فيه استصغار لأحد. فأول دروس السياسة أن يبقى صدر السياسي منفتحًا على التعلم، استجابة لما تقتضيه القاعدة الشهيرة: (وحدهم الموتى هم الذين لا يتعلمون)، وأن يتجنب القائد باعتباره حكيما ً العُصاب الذي يربط التعلم بالطفولة وخبرات المدرسة السيئة حيث كان التعلم قسرًا، فالحكيم هو الذي يبقى يتعلم. (ويا بردها على الكبد من عالِم يقول لا أدري وهو يدري). وسنقدم هنا بعضاً من خبرتنا التي نسجنا بعضها في كتابنا المخصص للقادة (القواعد النفسية للسلطة): الواقع (أي الموجودات) هو الذي يتحكم في السياسة. وليس الأحلام وليس الرغبات. وأول دروس السياسة إذا أردنا أن تتحكم بالواقع، علينا الانصياع له؛ ولا يعني هذا الاستسلام لكل ما في الواقع، ولكن البداية تكون بالاعتراف بهذا الواقع والتعامل معه لتجاوزه؛ فشرط التجاوز التحقق، كما يقول الفيلسوف الألماني هيغل. بمعنى أننا عندما نكون مهزومين؛ لا ينبغي أن نُقنع نفسنا والآخرين بأننا منتصرون، أو إننا في وضع مقبول. لنعترف بالهزيمة ولا نستسلم لها، ولنعلم أن أول دروس السياسة : (أن علينا أن نُجبر الظروف المتحجرة على الرقص بأن نُغني لها لحنها ذاته). بنفس الوقت لا نجلد ذاتنا والآخرين، وبعلمٍ أن (الكرّة للضواري)، وبذات الوقت، كيف نطبق القاعدة الشهيرة في العمل السياسي: (تعلم كيف تُهزَم)؛ أي كيف تقع واقفاً. ذلك أن الصراع جولات، لذا فإن الكرّة تكون عندما نهيئ الواقع لكي يكون أفضل. ألف باء السياسة: ميزان القوى. ولا يجوز توقع أي تغيير أو نيل لمكتسبات خارج ميزان القوى. (واللي ماعندوش ما يلزموش)، لذا فإنه يستوجب أن يُسعى إلى تغيير موازين القوى بحيث تصبح أقوى وأفضل. والقاعدة هنا: أن نبني القوة بصمت ولا نتفاخر بها، ولا نعلن عنها بشكل مبكر والأفضل ألا نُعلن عنها أصلاً، لأننا نُعرضها بالإعلان المبكر إلى ما يسمى (fire back effect)؛ أي (أثر الاحتراق المبكر)، إذ أن أمرين يحرقان القوة والفكرة: الإعلان عنها قبل نضوجها، أو استخدامها في غير وقتها وفي غير مكانها وزمانها! ودون الإلتفات إلى ميزان القوى. وعندما نصل إلى القوة الملائمة، وقتها لا يجب علينا أن نستخدمها مباشرة؛ فقط يمكننا أن نُلوّح بها؛ لأن ثلث القوة يذهب عندما تستخدمها. إن جزءاً كبيراً من قيمة القوة (رهبتها وهيبتها). وعندما نُخيّر بين استخدام القوة وبين استخدام الدبلوماسية، لا يجب أن نتردد للحظة في استخدام الدبلوماسية، فهي الأقوى، ذلك أن استخدام القوة يكشفها، ويعرضها إلى القانون الأول في الفيزياء: (لكل فعل رد فعل)، ويصبح استخدام القوة (سجالاً)، وفي هذه الحالة لا تكون القوة ذات (رهبة)؛ لأن ما نستطيع أن نتعامل معه ونرد عليه، لا يكون مثلما ذاك الذين نتعامل معه كمجهول، لا نعرفه ونخشى تكاليفه. ‏قاعدة مهمة في معاملات القوة، لا يجوز عند الاضطرار لاستخدامها الذهاب بعيداً في استخدامها؛ لأن ذلك يضعف القدرات اللاحقة. فقط يمكننا استخدامها بالتقسيط، ولكن لا يجب أن نتردد في توجيه الضربات القوية؛ لأن (الضربة التي لا تقتل تقوّي). ولا تجب المبالغة في استخدام القوة إلى اللانهاية، ولتترك لخصمنا منفذًا وحيداً يمر منه عبرنا؛ لأننا إذا لم نترك له ذلك المنفذ سيستميت، بينما وجود المنفذ يشكِّل في العامل النفسي فرصة له للهروب، سيختارها بدلاً من القتال حتى الموت! ففي الاعتبارات النفسية يفضل البشر حب الحياة على تعشّق الموت. وبكلمة بعلم النفس: (تفضيل ال Biophilia على ال Necrophilia). ‏ولنتذكر أنه: لا يجب أن يُكسر الخصم بشكل كامل، فهذا ممنوع في العمل السياسي؛ ذلك أن قاعدة: رابح/رابح هي الوصفة الأساسية التي تمنع الصراع الاستنزافي. بينما قاعدة رابح/خاسر وصفة لحرب قادمة؛ لأن الخاسر سيحاول الانتقام من جديد باستعادة ميزان القوى والكرّة من جديد. بينما قاعدة خاسر/ خاسر فهي قاعدة الحروب العنيدة التي لا يتوقف أصحابها؛ إما على أمل النصر الكامل أو بسبب العناد الشخصي أحياناً، أو لعدم امتلاك المرونة الكافية والبراغماتية التي تقدم بعض التنازلات للوصول إلى تخفيض الصراع إلى أدنى درجاته أو الذهاب به إلى الغياهب. ‏إن ميزان القوى هو الذي يحدد القدرة على (المنح /والمنع) وهو الذي يعطي الدبلوماسية أدواتها. لا شيءَ نهائيٌ في السياسة؛ لأن الأحداث تتحرك بشكل ديناميكي. الثابت الوحيد في السياسة هو المتغير. لذا علينا الصبر والعمل التدريجي لتغيير الوقائع. ولكن الأهم هو أن نكون مستعدين عندما تتغير تلك الوقائع من خارج حساباتنا، لاستثمار تلك المتغيرات، وبحيث لا نكون مجرد متلقين بفاعلية سلبية (passive).

هيغل... ليس فيلسوفاً؟
هيغل... ليس فيلسوفاً؟

الشرق الأوسط

time١٩-٠٤-٢٠٢٥

  • ترفيه
  • الشرق الأوسط

هيغل... ليس فيلسوفاً؟

لم يحيّر عالمَ الفكر أحدٌ مثلما فعل هيغل. ما زلت ترى في أي معرض كتاب في العالم وبكل لغات الدنيا كتباً جديدةً عن هيغل بعد مائتي سنة من موته. كل التيارات الفكرية بعده تأثرت به وأخذت منه ما تريد، خصوصاً منهجه الديالكتيكي. كل فلسفات القرن العشرين حاولت التحرر من قبضته، حسب ميشيل فوكو، في قراءات متعددة من الماركسية إلى الوجودية، ومن الموالين إلى المخاصمين. وقع في يدي مؤخراً كتاب غريب ولافت للنظر اسمه «هيغل والتقليد الهرمسي» لأستاذ أكاديمي يُدعى غلين أليكساندر ماغي ذهب بهيغل إلى تفسير صادم ومختلف. من وجهة نظر ماغي، هيغل هرمسي وليس فيلسوفاً. لا يشكك في أن تأثير كانط وفيخته وشيلينغ على هيغل كان مهماً، لكنه لم يكن التأثير الوحيد. هيغل ليس باحثاً عقلانياً عن الحقيقة، ففي كتاب «ظاهريات الروح» زعم هيغل أنه وصل إلى المعرفة المطلقة. وهذا يخالف نهج الفلاسفة في تعريفها بحب الحكمة، ويتوافق تماماً مع طموحات الهرمسية، وقد كان هيغل مشغولاً بالفلسفة الهرمسية، وكان متأثراً بممثليها منذ صباه، ومتحالفاً مع الهرامسة طوال حياته. تقسيم حياته إلى مراحل مضلل. عادة ما يردّ أمر الهرمسية إلى فترة شباب هيغل فقط، وهذا أمر خاطئ، بل هم معه طوال حياته. هناك اشتراك في مبدأ العلاقات الداخلية بالنسبة لهرمس وهيغل. الكون ليس مجموعةً من التفاصيل المترابطة بصلات خارجية، ولا يمكن تفسير الطبيعة تفسيراً آلياً ميكانيكياً. بل إن كل شيء في الكون مترابط داخلياً، ومرتبط بكل شيء آخر. هذه القوى، مثل الطاقة أو النور تنتشر في كل مكان. يتجلى هذا المبدأ بوضوح فيما يسمى باللوح الزمردي لهرمس، الذي يبدأ بالسطور الشهيرة «كما في الأعلى، كذلك في الأسفل». لقد أصبحت هذه القاعدة المبدأ، لأنها وضعت الأساس لفكرة وحدة الوجود من خلال التعاطف والتوافق بين مستوياته المختلفة. وأهم ما تتضمنه هو فكرة أن الإنسان هو العالم الأصغر، الذي ينعكس فيه العالم الأكبر، كما في قصيدة ابن سينا، وأن معرفة الذات تؤدي بالضرورة إلى معرفة الكل. باختصار، يمكن حصر أفكار هرمس في أن المطلق يحتاج إلى الجزئي والفردي لكي يكون مطلقاً، بتأمل الإنسان فيه. ويستطيع الإنسان أن يكمل نفسه من خلال المعرفة، بحيث يعرف جوانب أو لحظات من المطلق. ويعتقد هيغل بالمفهوم الدائري للمطلق وللكون، وهذا يتضمن عودة المطلق إلى ذاته من خلال الإنسان الذي يرتفع فوق الطبيعة ويصبح سيدها من خلال المعرفة العميقة. بالنسبة لماغي، فإن هرمسية هيغل تَثبت بسبب اهتماماته التي تتوافق مع المزيج الغريب من اهتمامات الهرامسة، وتشمل الخيمياء وتعاليم القبالة والتنويم المغناطيسي والروحانية وعلم الآخرة ولاهوت بريسكا وتصوف إيكهارت وبوهمه، والأنظمة السرية الرمزية. إنه يأخذ منهم حتى الرموز الهندسية، المثلثات والدوائر. وتعتبر قضية بوهمه بائع الأحذية الصوفي هي القضية الأكثر إثارة للدهشة، إذ يمنحه هيغل في محاضراته عن «تاريخ الفلسفة» مساحة أكبر من مساحة أكابر الفلاسفة. مع البحث، اتضح أن ما قرره ماغي ليس جديداً تماماً، فغالباً ما يتم وصف هيغل بأنه صوفي، واتهمه شيلينغ بأنه نقل الكثير عن بوهمه. وهيغل لا ينكر أنه صوفي. وقد سبق الباحث فوغلين ماغي بالقول إن فكر هيغل ينتمي إلى التاريخ المستمر للهرمسية الحديثة منذ القرن الخامس عشر، وذلك في كتابه «حول هيغل: دراسة في السحر»، مشيراً إلى «ظاهريات الروح» باعتباره كتاباً سحرياً يجب الاعتراف به كعمل سحري. من الخطأ أن نتعامل مع الهرمسية باعتبارها فكرية بحتة، إذ لا يحدث التنوير الهرمسي بمجرد تعلم مجموعة من العقائد. لا تكفي معرفة الأفكار فحسب، بل يجب أن يكون للفرد خبرة حياتية حقيقية بحقيقة الفكرة. ينبغي أن يوجه الإنسان إلى الاستنارة بعناية. يجب علينا استكشاف الأزقة العمياء التي تعد بالتنوير ولكنها لا تفي بوعدها. بهذه الطريقة فقط سيكون للفكرة المطلقة معنى. إنها طريقة ملتوية للغاية، للتخلي عما اعتاد عليه المرء وصار يتملكه الآن، والعودة نحو الأشياء البدائية القديمة. هيغل يحافظ على كل من اللحظات الفكرية والعاطفية لهذا المفهوم الهرمسي للبدء. التنوير، بالنسبة للهرامسة ولهيغل، ليس مجرد حدث فكري نتوقع أن يغير حياة المستنير، فالفلسفة، بالنسبة إلى هيغل، تتعلق بالعيش السعيد. باختصار، الرجل الذي يحقق الثقة بنفسه لم يعد إنساناً عادياً. إنه لا يحتاج إلى الهروب من العالم لإنقاذ نفسه، بل يريد اكتساب معرفة العالم لتوسيع ذاته على حساب الطبيعة، واستخدام هذه المعرفة لكي يرتقي إلى المطلق. ومعرفة كل شيء تعني بمعنى ما السيطرة على كل شيء. وختم ماغي كتابه قائلاً إن «فكرة استقلال العقل وتطوره التدريجي ذات جذور غير عقلانية عميقة». ستكون نتائج ماجي معقولة للقراء الذين يفترضون أن «التصوف» بشكل عام غير عقلاني، وهذا ما لا نوافق عليه وسنناقشه في مقالة قادمة. ماجي لم يقدم أي حجة لهذه الفرضية مع ما يرد عليه من أن الفلسفة الهرمسية وغيرها من الاتجاهات الصوفية قد أثرت على المفكرين العقلانيين من مثل بيكون وديكارت وسبينوزا ولايبنتز ونيوتن، ولعبت دوراً غير مقدّر حتى الآن في تشكيل الأفكار والطموحات المركزية للفلسفة والعلوم الحديثة. ومن المعروف أن هيغل كان مهتماً بشدة بأفلاطون وأرسطو وبلوتينوس وبروقلس، وكل منهم يمكن تفسيره، وقد تم تفسيره بالفعل، على أنه صوفي في جوانب مهمة. لكن هؤلاء الكتاب معروفون أيضاً، بالتزامهم بالعقل، لذا فإن مجرد تذكرهم من شأنه أن يثير الشك حول فرضية ماجي بأن التصوف في حد ذاته غير عقلاني، وهذا باختصار غير صحيح، فالتصوف الألماني - خصوصاً مع المايستر إيكهارت - هو أول شكل تجلت فيه المثالية الألمانية في تاريخ الفكر. * كاتب سعودي

صدام الأحلام: الواقع والكوابيس
صدام الأحلام: الواقع والكوابيس

Independent عربية

time١٨-٠٤-٢٠٢٥

  • سياسة
  • Independent عربية

صدام الأحلام: الواقع والكوابيس

كان هيغل يقول "التاريخ للحروب وليس للسلام تاريخ". وكان الواقع ولا يزال يؤكد أن العالم شكلته الحروب. والشرق الأوسط ليس استثناء من القاعدة. لا في التاريخ القديم، ولا في التاريخ الحديث. فالحرب العالمية الأولى أدت إلى رسم حدود الكيانات على أيدي القوى المنتصرة التي تقاسمت الانتدابات الأجنبية عليها. والحرب العالمية الثانية وسعت طريق الاستقلالات. في حرب 1948 عجزت الجيوش العربية عن منع قيام إسرائيل فاستولت الجيوش على السلطة في عواصم عربية وأنهت مرحلة قصيرة من الحكم المدني مع شيء من الديمقراطية والليبرالية. وفي حرب 1967 خسر العرب كل فلسطين ومعها سيناء المصرية والجولان السوري، وقويت مرحلة المقاومة للاحتلال الإسرائيلي على أيدي فصائل فلسطينية قادت إلى حرب لبنان واتفاق أوسلو. حرب أكتوبر 1973 كانت آخر الحروب الكلاسيكية العربية، لا الإسرائيلية، وقادت الرئيس أنور السادات إلى القدس ثم معاهدة السلام مع إسرائيل واستعادة سيناء، وجعلت الرئيس حافظ الأسد يخوض أياماً قتالية مع إسرائيل قبل استعادة جزء من الجولان عبر اتفاق فك الارتباط، وإجراء مفاوضات مباشرة برعاية أميركية لم تنته إلى تسوية سلمية لأن الثمن الإسرائيلي بدا أكبر مما سماها الأسد "كرتونة البيض"، أي مجموعة التلال والوديان في الجولان. وبقية الحروب كانت مع حركة "حماس" في غزة و"حزب الله" في لبنان، بحيث جرى تشكيل "محور المقاومة" بقيادة إيران. لكن حرب غزة وحدها بدت أصغر من إحداث تغيير واسع في الشرق الأوسط. وهي مع حرب لبنان وتوجيه ضربات قوية إلى "حماس" و"حزب الله" وإحداث دمار كبير في غزة ولبنان، ثم مع سقوط نظام الأسد في سوريا، صارت بداية استراتيجية أميركية جديدة في الشرق الأوسط وسعت بيكار التغيير بدءاً بضرب النفوذ الإيراني في المنطقة، بالتالي العمل لإنهاء المشروع الإقليمي للملالي وتقطيع الأذرع المسلحة التي جرى تأسيسها للدفاع عن المشروع. والتحولات لا تزال في حال سيولة شديدة. غير أنها مصممة في واشنطن لأن تقود إلى شرق أوسط جديد، وكان بنيامين نتنياهو ادعى سلفاً "إننا غيرنا الشرق الأوسط". اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) وما أكثر الصيغ والطبعات التي أريد لها أن ترسم المشهد الجديد المفترض في المنطقة. غير أن الصيغة التي بقيت ثابتة على سطح التطورات هي غياب الدور العربي وحضور الصراع والتنافس بين ثلاث قوى إقليمية على المسرح العربي، إيران وتركيا وإسرائيل. أما اليوم، فإن اللاعب العربي استعاد دوره، وتراجع دور إيران بمقدار ما توسع دور تركيا وإسرائيل في سوريا التي تجاهد لاستعادة دورها. وظهر حتى في إسرائيل من يتحدث عن أحلام بين ثلاثة مشاريع لقوى إقليمية لكل منها حليف عربي هذه المرة، هذا ما جاء في مقال نشرته صحيفة "هآرتس" للمؤرخ الإسرائيلي المتخصص في دراسة السلطة العثمانية درور زئيفي. ففي الشرق الأوسط، بحسب زئيفي، ثلاثة أحلام تتصارع. أولها "حلم إيران وأذرعها في المنطقة" حول مشروع إقليمي ومشروع تحرير فلسطين، وهو ما بقي المؤرخ الإسرائيلي ثابتاً على تصنيفه على رغم التحولات التي بدلت أشياء كثيرة. وثانيها "حلم نتنياهو" ومعه أركان "اتفاقات أبراهام" في الخليج، عبر "قيادة مشتركة برعاية أميركية" تصد المحور الإيراني وتبني "قاعدة أمنية واقتصادية مشتركة". وثالثها "حلم أردوغان" ومعه حاكم خليجي والرئيس أحمد الشرع في سوريا لفرض الإسلام السياسي بالصيغة المعتدلة التي يمثلها حزب "العدالة والتنمية" ويسعى إلى التأثير في التنظيمات الجهادية السلفية الحاكمة في سوريا. لكن اللعبة أشد تعقيداً مما تبدو عليه في الصيغ البسيطة. فالصراع بين تركيا وإسرائيل بدأ يأخذ شكلاً عسكرياً في سوريا من خلال الغارات الإسرائيلية لتدمير القواعد التي قيل إن أنقرة ستقيم فيها، وإن قال وزير الخارجية التركي هكان فيدان إن بلاده "لا تريد حرباً مع إسرائيل". وإصرار إيران على متابعة مشروعها الإقليمي والتمسك بتقوية أذرعها والحفاظ على حلمها يصطدم بتركيا وإسرائيل، وقبل ذلك بأميركا وسياسة الرئيس دونالد ترمب. فما يعرضه ترمب على طهران هو إما التخلي عن مشروعها النووي ومشروع الصواريخ الباليستية ونفوذها الإقليمي، وإما أن تواجه حرباً. وتوزيع العالم العربي بين لاعبين مع اللاعبين الإقليميين هو وصفة لفقدان الدور العربي الأساس القائم على التضامن العربي والذي من دونه تتحكم القوى الإقليمية بالعرب، فضلاً أن أميركا هي التي تلعب الدور الأكبر وتدير اللاعبين، وأن روسيا والصين ليستا غائبتين عن المنطقة. والسؤال هو، ماذا لو قاد صدام الأحلام إلى كوابيس؟ وأين ترمب من الرئيس جيفرسون القائل "آمل أن تكبر حكمتنا مع قوتنا حتى نتعلم أن قوتنا ستصبح أعظم إذا استعملناها أقل".

انكسارات على حبات المسبحة‐ مجموعة قصصية
انكسارات على حبات المسبحة‐ مجموعة قصصية

جهينة نيوز

time١٣-٠٣-٢٠٢٥

  • ترفيه
  • جهينة نيوز

انكسارات على حبات المسبحة‐ مجموعة قصصية

تاريخ النشر : 2025-03-13 - 03:56 pm (نبوءة الظل ‐ ثنائية الموت والحياة)٠ سليم النجار٠٠ تطرح المجموعة القصصية " انكسارات على حبات المسبحة"، مرسوم على حائط الواقع، عوالم يتحرك فيها القص بوصفه واقعاً صرفاً، واقعاً حين تقرأ تفاصيله لا بد من القول لم يحدث هذا، لم تره، قص يعلن في عدد مما تطرحه القاصة ناريمان مخاصمتها للواقع الزائف والهروب منه إلى الصور الإنسانية المفارقة وإن تحركت بين حدود الثنائيات الضدية التي تتحرك بين قوسيها تشكيلاتها، الحياة/ الموت‐ الضوء/ الضل‐ الروح كما تتنوع القصص بين بين عدد من الأساليب الصورية، والتنويعات الاجتماعية، لكننا اذا تأملنا جملة ما تطرحه القاصة ناريمان فسنلمح كيف تصطاد تفاصيل عالمها القصصي من مفردات منثورة في الواقع كما نقرأ في قصتها" إنها السادسة" ، فقد استطاعت عبر تشكيلها اللغوي أن تكسب دلالات جديدة عبر التصور المفارق، والتقطيع، واتصال البنيات الصغرى في تركيب الصورة القصصية،( ذلك الرجل النائم جواري في السرير لا يشعر بأرقي لا يدري كذلك بعدد محاولاتي البائسة كل ليلة لأحظّى ولو بساعة نوم واحدة ص١٢)٠ كما وظفت الاختلاف في قصتها " إنها السادسة"، ما بين بداية القصة ونهايتها وهنا يكمن الرمز في محاولة التوفيق وإيحاء نقطة تلاقي العلاقة بين فلسفة التذمر وفلسفة السكينة والقبول بالأمر الواقع، إنها قراءة لفهم الواقع ومساره العام واعنى بذلك ما أقره الفيلسوف هيغل من وحدة الواقع والعقل غير مجدية لفهم الواقع اليومي بتنوعه وتوتره وتغيراته،( اصحى حبيبي٠٠٠ إنها السادسة ص١٨)٠ ومن الموت الطقسي الذي تحيطه الخيالات والطقوس التي تحيل على ماض بعيد حيت الأجواء البيئية والخروج من مرحلة لأخرى عبرطقس العبور الذي ينتقل فيه الإنسان بين مراحل حياته بوصف الموت جزء من رحلة الوجود، ومن هذه القصة التي سمتها ناريمان" جرس" ترسم خطّا بيانّيا للطلوع بالروح عاكسًا فيها نبؤة الموت المبكر،( مازال يعنيه المطر في لحظة ما، ولسبب موجع، تقرر إعادة النظر في طبيعة علاقتنا مع الفصول ص٢٥)٠ ولعله من المفيد هنا التأكيد آن القصة القصيرة لن تتجاوز العقل والمعقول، ومن المفيد القول أن بدايات الفلسفة كان هاجس الفكر الأول هو البحث المتواصل عن المعقول حتى يصبح مقبولا وشائعا بين الناس٠ فقد كان مثلاً من شروط المحاورة الأفلاطونية أن تكون كل فكرة قابلة لأن تطرح على النقاش بين الفلاسفة والعلماء فيتم قبولها أو دحضها٠ ولأن الحياة اليومية تقتضي أيضاً فعالية الإحساس والعلاقات الشائكة بين العقل والوجدانية من حيث هي موطن العواطف وقبلة الإحساس، يتأتى القص كنقطة تلاقي بين فلسفة العقل وفلسفة الروح، التي عادة تكون القصة الجسر الواصل بينهما، وهذا ما نلحظه في قصة" صنم"،(لا أحد يعلم كم مضى من الزمن على هذا التمثال، منذ أن تحجر ‐ وسط حديقة الحي ‐ متخذا شكل صبي حتى الآن ص٣٤)٠ اختلف الكثير من الكتاب والمفكرين على تحديد اصل الفلسفة لكن هناك إجماع على أن إنها محبة الحكمة٠ وهذا يقودنا إلى التحرر من الواقع اليومي، فالرجل الحكيم ‐ بالنسبة إلى الأغريق ‐ هو الذي ينفصل عن الحياة العادية ويذهب إلى التفكير والنظر في الكون والعالم وكل ما يجعل الحياة ممكنة، هل هذا ما أرادت الذهاب إليه ناريمان في قصتها" صورة لم تكتمل"؟ أو البحث عن الحقيقة الخالصة بواسطة التفكير، أو الاعتماد على الذكرى، التي هي ميتافيزيقيا لعل، ومن اجرأ المفكرين الذين وجهوا نقدًا قاسياً للميتافيزيقيا كانط التي اعتبرها عائقاً أمام التنوير، كما أن هذا الميتافيزيقيا لا تعاشر الأفكار كما لا تعاشر الحياة اليومية، التي عادة ما تحيلها للماضي، الذي يتشكل من صور مختلف عليها، بفعل الزمن وتطور المفاهيم، فالماضي قضية إشكالية لنقرا ما سردت في قصتها " صورة لم تكتمل" ،( اللحظات السعيدة في صورة قبل أن يدوي انفجار مباغت، ويحيلها ‐ في طرفة عين ‐ إلى حسرات تحت الركام ص٤٩)٠ ويتجادل الحلم مع الزمن الذي يستدعي الطين والتراب بوصفه المادة الأولى للخلق، ومآل الإنسان حين يودع الحياة، وأذا كانت ناريمان أبوأسماعيل قد استعانت ببعض المفردات الطقوسية، كما كتبت في قصتها " لقاء"، ( هناك على الطاولة المقابلة كان الزمان يجلس كمخرج ماهر ص٥٥)٠ إنها تركيبة للعبة الزمان وانشطار الروح بين دقة الوصف المدلول وبداية الواقع الضعيف٠ إن قصص ناريمان رحلة شقاء، ونحت في صخر العيش، وانكسارات، واحلام قارة في المجاز، ومحبة للحياة، ورغبة في تجاوز الآلم والانعتقاق من محاصرة الموت، رغم اليقين بحقيقته كما نقرأ في قصة" الفستان الإحمر"( فيغادر المخيطة متجها إلى أقرب مقبرة ليودع التراب وما تبقى من أشلائه ص٦٠)٠ من أهم ما يميز المجموعة القصصية" انكسارات على حبات المسحبة" الصادرة عن دار اليازوري- عمان- ٢٠٢٤ ٠٠ أولا: لم يأتي قصها صوت خطابي النزعة ‐ بل جاء نسيجا اجتماعيا٠ حافلا بالرموز والظلال والصُّور المبتكرة٠ ثانيا: تمثلت قصصها بسمة التنوير وافكارها المتمردة التي يبررها تردي المجتمع ونكوصه إلى الخلف٠ قصص " انكسارات على حبات المسبحة" انعكاسا لأحلام واحزان المهمشين، فكانت انكساراتهم قصص ناريمان أبوأسماعيل٠ تابعو جهينة نيوز على

انكسارات على حبات المسبحة‐ مجموعة قصصية
انكسارات على حبات المسبحة‐ مجموعة قصصية

الانباط اليومية

time١٣-٠٣-٢٠٢٥

  • ترفيه
  • الانباط اليومية

انكسارات على حبات المسبحة‐ مجموعة قصصية

الأنباط - (نبوءة الظل ‐ ثنائية الموت والحياة)٠ سليم النجار٠٠ تطرح المجموعة القصصية " انكسارات على حبات المسبحة"، مرسوم على حائط الواقع، عوالم يتحرك فيها القص بوصفه واقعاً صرفاً، واقعاً حين تقرأ تفاصيله لا بد من القول لم يحدث هذا، لم تره، قص يعلن في عدد مما تطرحه القاصة ناريمان مخاصمتها للواقع الزائف والهروب منه إلى الصور الإنسانية المفارقة وإن تحركت بين حدود الثنائيات الضدية التي تتحرك بين قوسيها تشكيلاتها، الحياة/ الموت‐ الضوء/ الضل‐ الروح كما تتنوع القصص بين بين عدد من الأساليب الصورية، والتنويعات الاجتماعية، لكننا اذا تأملنا جملة ما تطرحه القاصة ناريمان فسنلمح كيف تصطاد تفاصيل عالمها القصصي من مفردات منثورة في الواقع كما نقرأ في قصتها" إنها السادسة" ، فقد استطاعت عبر تشكيلها اللغوي أن تكسب دلالات جديدة عبر التصور المفارق، والتقطيع، واتصال البنيات الصغرى في تركيب الصورة القصصية،( ذلك الرجل النائم جواري في السرير لا يشعر بأرقي لا يدري كذلك بعدد محاولاتي البائسة كل ليلة لأحظّى ولو بساعة نوم واحدة ص١٢)٠ كما وظفت الاختلاف في قصتها " إنها السادسة"، ما بين بداية القصة ونهايتها وهنا يكمن الرمز في محاولة التوفيق وإيحاء نقطة تلاقي العلاقة بين فلسفة التذمر وفلسفة السكينة والقبول بالأمر الواقع، إنها قراءة لفهم الواقع ومساره العام واعنى بذلك ما أقره الفيلسوف هيغل من وحدة الواقع والعقل غير مجدية لفهم الواقع اليومي بتنوعه وتوتره وتغيراته،( اصحى حبيبي٠٠٠ إنها السادسة ص١٨)٠ ومن الموت الطقسي الذي تحيطه الخيالات والطقوس التي تحيل على ماض بعيد حيت الأجواء البيئية والخروج من مرحلة لأخرى عبرطقس العبور الذي ينتقل فيه الإنسان بين مراحل حياته بوصف الموت جزء من رحلة الوجود، ومن هذه القصة التي سمتها ناريمان" جرس" ترسم خطّا بيانّيا للطلوع بالروح عاكسًا فيها نبؤة الموت المبكر،( مازال يعنيه المطر في لحظة ما، ولسبب موجع، تقرر إعادة النظر في طبيعة علاقتنا مع الفصول ص٢٥)٠ ولعله من المفيد هنا التأكيد آن القصة القصيرة لن تتجاوز العقل والمعقول، ومن المفيد القول أن بدايات الفلسفة كان هاجس الفكر الأول هو البحث المتواصل عن المعقول حتى يصبح مقبولا وشائعا بين الناس٠ فقد كان مثلاً من شروط المحاورة الأفلاطونية أن تكون كل فكرة قابلة لأن تطرح على النقاش بين الفلاسفة والعلماء فيتم قبولها أو دحضها٠ ولأن الحياة اليومية تقتضي أيضاً فعالية الإحساس والعلاقات الشائكة بين العقل والوجدانية من حيث هي موطن العواطف وقبلة الإحساس، يتأتى القص كنقطة تلاقي بين فلسفة العقل وفلسفة الروح، التي عادة تكون القصة الجسر الواصل بينهما، وهذا ما نلحظه في قصة" صنم"،(لا أحد يعلم كم مضى من الزمن على هذا التمثال، منذ أن تحجر ‐ وسط حديقة الحي ‐ متخذا شكل صبي حتى الآن ص٣٤)٠ اختلف الكثير من الكتاب والمفكرين على تحديد اصل الفلسفة لكن هناك إجماع على أن إنها محبة الحكمة٠ وهذا يقودنا إلى التحرر من الواقع اليومي، فالرجل الحكيم ‐ بالنسبة إلى الأغريق ‐ هو الذي ينفصل عن الحياة العادية ويذهب إلى التفكير والنظر في الكون والعالم وكل ما يجعل الحياة ممكنة، هل هذا ما أرادت الذهاب إليه ناريمان في قصتها" صورة لم تكتمل"؟ أو البحث عن الحقيقة الخالصة بواسطة التفكير، أو الاعتماد على الذكرى، التي هي ميتافيزيقيا لعل، ومن اجرأ المفكرين الذين وجهوا نقدًا قاسياً للميتافيزيقيا كانط التي اعتبرها عائقاً أمام التنوير، كما أن هذا الميتافيزيقيا لا تعاشر الأفكار كما لا تعاشر الحياة اليومية، التي عادة ما تحيلها للماضي، الذي يتشكل من صور مختلف عليها، بفعل الزمن وتطور المفاهيم، فالماضي قضية إشكالية لنقرا ما سردت في قصتها " صورة لم تكتمل" ،( اللحظات السعيدة في صورة قبل أن يدوي انفجار مباغت، ويحيلها ‐ في طرفة عين ‐ إلى حسرات تحت الركام ص٤٩)٠ ويتجادل الحلم مع الزمن الذي يستدعي الطين والتراب بوصفه المادة الأولى للخلق، ومآل الإنسان حين يودع الحياة، وأذا كانت ناريمان أبوأسماعيل قد استعانت ببعض المفردات الطقوسية، كما كتبت في قصتها " لقاء"، ( هناك على الطاولة المقابلة كان الزمان يجلس كمخرج ماهر ص٥٥)٠ إنها تركيبة للعبة الزمان وانشطار الروح بين دقة الوصف المدلول وبداية الواقع الضعيف٠ إن قصص ناريمان رحلة شقاء، ونحت في صخر العيش، وانكسارات، واحلام قارة في المجاز، ومحبة للحياة، ورغبة في تجاوز الآلم والانعتقاق من محاصرة الموت، رغم اليقين بحقيقته كما نقرأ في قصة" الفستان الإحمر"( فيغادر المخيطة متجها إلى أقرب مقبرة ليودع التراب وما تبقى من أشلائه ص٦٠)٠ أولا: لم يأتي قصها صوت خطابي النزعة ‐ بل جاء نسيجا اجتماعيا٠ حافلا بالرموز والظلال والصُّور المبتكرة٠

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store