logo
#

أحدث الأخبار مع #هيغينز

منها التوتر ومشاكل الغدة الدرقية، أسباب طول فترة الدورة الشهرية
منها التوتر ومشاكل الغدة الدرقية، أسباب طول فترة الدورة الشهرية

فيتو

timeمنذ 2 أيام

  • صحة
  • فيتو

منها التوتر ومشاكل الغدة الدرقية، أسباب طول فترة الدورة الشهرية

تعرف العديد من السيدات أن الدورة الشهرية "طبيعية" تتراوح بين 21 و35 يومًا، ولكن الحقيقة غير ذلك، فلا توجد دورة شهرية "طبيعية" بالمعنى الحرفي، فلكل جسم خصائصه التي تميزه. ففي حين تتمتع بعض النساء بدورات منتظمة، تعاني أخريات من دورات غير متوقعة. متى يصبح طول الدورة الشهرية مقلقًا؟ من الشائع أن تختلف الدورة الشهرية قليلًا من شهر لآخر، أو أن تكون أطول قليلًا من المعتاد دون أن يكون ذلك مدعاة للقلق، وفقًا لموقع 'Cleveland Clinic' الطبي. ومع ذلك، إذا شعرت السيدة فجأة بأن دورتها الشهرية "لا تنتهي"، فقد يتطلب الأمر اهتمامًا. فتتراوح مدة الدورة "النموذجية" بين يومين وسبعة أيام، ولا يوجد داعي للقلق من الدورات التي تستمر من خمسة إلى سبعة أيام. أما إذا استمر النزيف لمدة ثمانية أيام أو أكثر، فمن الضروري إجراء فحص الطبي. وعند ملاحظة أي تغييرات ملحوظة في الدورة الشهرية، مثل اختلاف في وتيرة النزيف أو كميته، أو نزول بقع دم بين الدورات. أسباب طول الدورة الشهرية توجد العديد من الأسباب المحتملة لطول الدورة الشهرية، وتعتمد على العوامل الصحية والعمر ونمط الحياة لكل امرأة. لذا، من المهم تتبع الدورة الشهرية بدقة، سواء يدويًا أو إلكترونيًا، حيث تُسهل البيانات عملية التشخيص وتوفر معلومات قيمة للطبيب. التوتر يُعد التوتر، سواء كان حادًا (لفترة قصيرة) أو مزمنًا (لفترة طويلة)، عاملًا رئيسيًا يؤثر على مستويات الهرمونات في الجسم، وبالتالي على الدورة الشهرية. يمكن أن يؤدي التوتر الشديد إلى إطالة الدورة، وقد تصبح الدورات غير المنتظمة معتادة في حالات التوتر المزمن. على الرغم من صعوبة ذلك، تنصح الدكتورة هيغينز بزيارة الطبيب للتأكد من أن التوتر هو السبب وليس حالة صحية كامنة. الأدوية الهرمونية ومنع الحمل تؤثر وسائل منع الحمل الهرمونية بشكل كبير على تواتر ومدة الدورة الشهرية: حبوب منع الحمل: عادة ما تُنظم الدورة الشهرية لتستمر من ثلاثة إلى خمسة أيام. ومع ذلك، قد تسبب الأنواع الممتدة نزيفًا أقل تكرارًا أو توقفًا تامًا للدورة. من الشائع حدوث "نزيف مفاجئ" (نزيف غير منتظم) خلال الأشهر القليلة الأولى من الاستخدام. إذا استمرت الدورة الشهرية أطول بعد بضعة أشهر، يُنصح بالتحدث مع مقدم الرعاية الصحية لتغيير نوع الحبوب أو وسيلة منع الحمل. اللولب الرحمي: اللولب الهرموني يميل إلى تخفيف أو إيقاف الدورة الشهرية بعد فترة من النزيف الخفيف في الأشهر الأولى. أما اللولب النحاسي فقد يسبب دورات شهرية أغزر وأطول. حقن وغرسات البروجستين فقط: ترتبط هذه الطرق بنزيف دموي غير منتظم، لكن معظم النساء يبلغن عن دورات أخف وأقصر. منع الحمل الطارئ: يؤخر الإباضة، مما يتوقع حدوث عدم انتظام ونزول بقع دم. إذا لم تعد الدورة الشهرية إلى طبيعتها خلال شهرين، يجب إبلاغ الطبيب. العلاج الهرموني: يمكن أن يؤثر العلاج الهرموني لأسباب مختلفة (مثل بطانة الرحم، انقطاع الطمث، اضطرابات الغدة الدرقية، أو الوقاية من سرطان الثدي) على النزيف. يجب مناقشة أي نزيف يحدث أثناء هذا العلاج مع الطبيب لاستبعاد أي مشكلات صحية كامنة. الأدوية غير الهرمونية ليست الهرمونية فقط، بل يمكن أن تؤثر العديد من الأدوية الأخرى على توقيت ومدة وشدة الدورة الشهرية. من أمثلتها: مضادات التخثر مضادات الالتهاب غير الستيرويدية (NSAIDs) مضادات الاكتئاب الستيرويدات أدوية إنقاص الوزن والعلاج الكيميائي ومضادات الصرع. مشاكل متعلقة بالحمل يمكن أن يحدث النزيف أثناء الحمل، وهو ليس دائمًا مؤشرًا سيئًا، ولكن يجب أخذه على محمل الجد: الحمل: نزيف خفيف أو بقع دم في بداية الحمل أمر شائع، وقد يحدث أيضًا نزيف أثناء الاستعداد للمخاض. الإجهاض: يسبب الإجهاض نزيفًا في أي مرحلة من مراحل الحمل، وقد يُخلط بين النزيف المبكر والإجهاض المبكر مع دورة شهرية طويلة. الحمل خارج الرحم: يمكن الخلط بين النزيف المهبلي الناتج عن الحمل خارج الرحم ونزيف الدورة الشهرية في المراحل المبكرة. الإجهاض الجراحي أو الدوائي: من الشائع حدوث نزيف بعد الإجهاض، مع توقع عدم انتظام الدورة لبضعة أسابيع. الرضاعة الطبيعية تؤدي الرضاعة الطبيعية إلى تغيرات هرمونية كبيرة، وقد لا تأتي الدورة الشهرية لبعض النساء أثناء الرضاعة، بينما تعاني أخريات من دورات غير منتظمة. في حال عدم الرضاعة الطبيعية، يُفترض أن تعود الدورة الشهرية إلى طبيعتها بسرعة. يُنصح باستشارة الطبيب لأي أسئلة حول تغيرات الدورة الشهرية بعد الولادة. متلازمة تكيس المبايض (PCOS) تُعد الدورات الشهرية غير المنتظمة، الطويلة أو الغزيرة، علامة مميزة لمتلازمة تكيس المبايض. لذا، غالبًا ما يصف الأطباء حبوب منع الحمل للمصابات بهذه الحالة لتنظيم الدورة. الأورام الليفية الرحمية أو السلائل الأورام الليفية الرحمية هي أورام حميدة شائعة جدًا (تصيب 40% إلى 80% من النساء) تنمو في الرحم. على الرغم من أنها غالبًا ما تكون صغيرة ولا تسبب أعراضًا، إلا أنها قد تؤدي إلى دورات شهرية طويلة وغزيرة ونزيف مفاجئ. سلائل الرحم أقل شيوعًا وتنمو في بطانة الرحم، وتؤثر أيضًا على توقيت ومدة وغزارة الدورات الشهرية. انتباذ بطانة الرحم (بطانة الرحم المهاجرة) تُعدّ هذه الحالة شائعة، حيث ينمو نسيج يشبه بطانة الرحم في مناطق غير طبيعية. تُشير الدكتورة هيغينز إلى أن طول الدورة الشهرية يُعدّ عامل خطر للإصابة بانتباذ بطانة الرحم، كما أنه أحد الآثار الجانبية الشائعة للحالة، إلى جانب الألم في أسفل الظهر أو البطن أو منطقة الحوض. العضال الغدي الرحمي يشبه انتباذ بطانة الرحم، لكنه ينطوي على نمو أنسجة بطانة الرحم داخل جدار الرحم العضلي. يمكن أن يسبب دورات شهرية طويلة وغزيرة ومؤلمة، على الرغم من أن حوالي ثلث المصابات لا تظهر عليهن أي أعراض. سن اليأس (انقطاع الطمث) مع اقتراب سن اليأس وفترة ما قبل انقطاع الطمث، يمكن أن تصبح الدورات الشهرية أطول وأكثر انتظامًا نتيجة التقلبات الهرمونية. على الرغم من أن الدورات غير المنتظمة متوقعة في هذه المرحلة، إلا أنه يجب فحصها، خاصةً إذا كان عمر المرأة يزيد عن 45 عامًا، بسبب زيادة خطر تغيرات بطانة الرحم التي قد تؤدي إلى سرطان بطانة الرحم. العدوى مجموعة واسعة من العدوى يمكن أن تؤثر على الدورة الشهرية، بما في ذلك التهاب المهبل البكتيري، التهاب بطانة الرحم، ومرض التهاب الحوض، بالإضافة إلى العديد من الأمراض المنقولة جنسيًا مثل الكلاميديا والسيلان وداء المشعرات. بعض أنواع العدوى، مثل عدوى الخميرة، يمكن أن تسبب نزيفًا وبقعًا دموية خارج الدورة الشهرية. تُحث الدكتورة هيغينز على إجراء فحص في حال وجود ألم عند ممارسة الجنس أو التبول، أو حمى، أو حكة، أو إفرازات مهبلية غير طبيعية. مشاكل الغدة الدرقية تنتج الغدة الدرقية الهرمونات التي تؤثر بشكل كبير على الدورة الشهرية. إذا اشتبه الطبيب في أن طول الدورة الشهرية ناتج عن مرض في الغدة الدرقية، فسيُجري فحوصات دم وقد يُحيل المريضة إلى طبيب غدد صماء. أمراض الكلى الأشخاص المصابون بأمراض الكلى المزمنة أكثر عرضة لخطر النزيف بمختلف أنواعه، بما في ذلك نزيف الحيض الغزير. اضطرابات الدم هناك العديد من اضطرابات الدم والصفائح الدموية التي قد تُصعّب إيقاف النزيف، بعضها وراثي (مثل الهيموفيليا وداء فون ويلبراند)، والبعض الآخر مكتسب (مثل سرطان الدم أو نقص فيتامين ك). سرطان الرحم أو سرطان عنق الرحم على الرغم من ندرة ذلك، إلا أن الدورة الشهرية الطويلة قد تكون علامة على آفة سرطانية أو سابقة للتسرطن في الرحم. عادةً ما يتطور سرطان الرحم أثناء أو بعد انقطاع الطمث، بينما يميل سرطان عنق الرحم إلى الظهور مبكرًا (عادة بين 35 و45 عامًا)، وعدد الحالات الجديدة آخذ في الانخفاض بفضل مسحات عنق الرحم ولقاح فيروس الورم الحليمي البشري. ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.

"اليسوعي المزعج" – هل سيبقى إرث البابا فرنسيس بعد انتهاء حبريّته؟
"اليسوعي المزعج" – هل سيبقى إرث البابا فرنسيس بعد انتهاء حبريّته؟

النهار

time٠٧-٠٣-٢٠٢٥

  • ترفيه
  • النهار

"اليسوعي المزعج" – هل سيبقى إرث البابا فرنسيس بعد انتهاء حبريّته؟

حين يقاربُ حبرٌ أعظمُ شتاءَ حبرِيّتِهِ، يكثُرُ الحديثُ عن إرْثِهِ وما حققَّه في سنين تولّيه السُّدَّةَ البابويّة. كما تَكثُرُ التَّكَهُّنَاتُ حولَ مَنْ سيخلِفُهُ وفي أيّ اتجاهٍ سوف ينحى بالكنيسةِ الكاثوليكيّة. ويحظى هذا التساؤلُ بأهميّةٍ كبرى خصوصًا عندما نتكلّمُ عن حبريّةٍ كحبريّةِ البابا فرنسيس، تميّزت بالجرأة في مقاربتِها للمواضيعِ الأكثر جدليّةً التي تُواجِهُ كنيسةَ الألفِ الثالث، وبدعوتِها لكنيسةٍ شاملةٍ، حوارِيّة. فهل نجح البابا فرنسيس في تكريسِ توجّهٍ جديدٍ للكنيسةِ الكاثوليكيّةِ أم أنّ خَلَفَهُ، القبطان الجديد لسفينةِ بطرس، سيديرُ الدفّةَ في اتّجاهٍ مغايرٍ؟ وما هي المواضيعُ الجدليّةُ التي واجهَها البابا فرنسيس؟ نستقي الإجابةَ من كتابٍ للأكاديميِّ والكاتبِ الكنديّ مايكل و. هيغينز [1] صدرَ سنة 2024 بعنوان: "اليسوعي المزعج" - لوحةٌ شخصيّةٌ للبابا فرنسيس". ' The Jesuit Disruptor: A Personal Portrait of Pope Francis' بعد أنْ يتكلّمَ هيغينز عن تأثّرِ البابا فرنسيس بأربعِ شخصيّاتٍ كنسيَّةٍ طَبعَتْ فكرَهُ اللاهوتيّ وهي، القدّيسُ فرنسيس الأسّيزي [2] ، القدّيسُ اغناطيوس دي لويولا [3] ، اللاهوتيّ توماس ميرتون [4] ، واللاهوتيّ برنارد لونيرغان [5] ، يعرض نقاطًا عدّة (اخترتُ منها ثلاثًا)، "أزعج" بها البابا النظامَ الكنسيَّ الكاثوليكيَّ الحاليّ ودفعَ الكنيسةَ، إلى الحوارِ حولَ هذه النقاط، في مراجعةٍ نقديّةٍ ذاتيّة بعيدًا عن التصلُّب الفكريّ. إنَّ هذه الأفكار الثلاث لا تختصرُ فكرَ البابا فرنسيس ولاهوتَه، ولا تلخّصُ حبريَّتَه وإرثَه، إلّا أنّها تُعتبَرُ الأكثرَ التباسًا وإثارةً للجدل، نذكر منها: المِثليّة الجِنسيّة لا ينحى البابا فرنسيس عن تعليمِ الكنيسةِ الكاثوليكيّةِ الرسميّ في موضوعِ "المِثلِيّة الجِنسيّة"، الذي أكّد " انها تتعارضُ والشريعةِ الطبيعّية. إنّها تُغلقُ الفعلَ الجنسيَّ على عطاءِ الحياة. فهيَ لا تتأتّى من تكاملٍ حقيقيٍ في الحبِّ والجنس. ولا يمكنُ الموافقة عليها في أيِّ حالٍ من الأحوال [6]." غيرَ أنّه ذكّرَ بفقرةٍ في "التعليم المسيحيّ للكنيسة الكاثوليكيّة"، تؤكّد على أنَّ: " هذه النزعة، المنحرفة موضوعيًّا، هي بالنسبة إلى مُعظمِهِم مِحنَة. فيجِبُ تقبُّلُهم باحترامٍ وَشَفَقَةٍ ولُطفٍ. ويجبُ تحاشي كلّ علامةٍ من علاماتِ التمييزِ الظالمِ بالنسبةِ إليهِم. هؤلاءِ الأشخاص مدعُوُونَ إلى تحقيقِ مشيئةِ الله في حياتِهم، وإذا كانوا مسيحيّين، أن يَضُمُّوا إلى ذبيحةِ صليبِ الربِّ المصاعبَ التي قد يُلاقُوَنها بسببِ وَضعِهِم" [7]. ولعلَّ جوابَ البابا فرنسيس في تمّوز 2013 على متنِ الطائرةِ الّتي كانت تُقِلُّهُ منَ البرازيل بعدَ اختتامِ "اليومِ العالميِّ للشبيبة"، قد أصبحَ الأشهَرَ (والأزعَج)، حيثُ قالَ "إذا كانَ هُناكَ شَخصٌ مثليُّ الجِنس، يَسعى إلى الله، ويتحلَّى بالإرادةِ الخَيّرَةِ، فَمَن أنا كي أحكُمَ عليهِ؟" لقد دعا البابا إلى التمييزِ بين الفعلِ الشائنِ وبين الشخصِ الّذي يَرتَكِبُهُ، وبالتالي إلى إدانة الفِعل لا الشَخص. وفي سنةِ 2014، دعا إلى سينودُس استثنائيّ حولَ "العائلة"، استغرَقَتْ أعمالُهُ سَنَتَيْن، واتّسمَ بتشجيعِ المشاركينَ على التكلُّمِ وإبداءِ الرأي، من دونِ خوفٍ أو حَيَاء. في نهايةِ هذا السينودس سنة 2016، أصدرَ البابا الإرشادَ الرسوليَّ " فَرَح الحُبّ - Amoris Laetitia". وفي حينِ ذَكَرَتِ الفقرةُ 251 إنَّهُ لا يُمكِنُ المُساواة بينَ الزواجِ المسيحيِّ، أي تدبير الله حولَ الزواج والعائلة، وبينَ الاتِّحاداتِ المرتبطةِ بأشخاصٍ مثليّين، شدّدتِ الفقرات 307 حتّى 312 على "منطقِ الرحمةِ الرعويّة". في الفقرةِ 312 يحذِّرُ البابا من " تطويرِ تعليمٍ أدبيٍّ بَارِدٍ، ونَظَرِيٍّ بحتٍ، في الَتَعامُلِ معَ القضايا الأكثرِ حساسيَّة، وَيَضَعُنا بدلًا مِن ذَلِكَ في سِياقِ التَمييزِ الرعويِّ المُفعَمِ بالحبِّ الرحيم، الذي يجعَلُنَا مستعدِّينَ دائمًا لأن نفهَمَ، ونَغفِرَ، وَنُتَابِعَ، وَنَرجُوَ، وقبلَ كلِّ شيءٍ َنسعى لإدماجِ الآخرين. هذا هو المنطقُ الّذِي يجبُ أَن يسُودَ في الكنيسةِ، من أجلِ "عيشِ خِبرةِ انفتاحِ القلبِ على أُولَئِكَ الذينَ يعيشونَ في الضواحي الوجوديَّةِ الأكثرِ نأْيًا"". في الخلاصةِ، لم يشأ البابا أَنْ يكونَ أيُّ إنسانٍ مؤمنٍ خارجَ الكنيسة، وبعيدًا عنها، فجعلَ من نفسِهِ جِسرًا للعُبُور، يُقَرِّبُ المسافاتِ لكلِّ مهمّشٍ، للعودةِ إلى حُضنِ الآب. دورُ النساءِ في الكنيسة على الرغم من أنَّ المجمعَ الفاتيكانيّ الثاني [8] أصدر قرارًا مجمعيًّا مخصّصًا لرسالةِ العلمانييّن في الكنيسة [9] ، ودعا في فصلِه الثالثِ إلى أنْ "يتزايدَ إسهامُ المرأةِ في مختلِفِ مجالاتِ العملِ الرسوليّ في الكنيسة"، إلّا أنَّ تطبيقَ هذه التوصيةِ تأخّرَ كثيرًا في الكنيسةِ الكاثوليكيّة، وعلى الرغم من إصدارِ قداسةِ البابا يوحنّا بولس الثاني رسالةً رسوليّةً عن "كرامة المرأة" [10] إلّا أنَّ المفاعيلَ التطبيقيّةَ لدعوةِ الكنيسةِ للمرأةِ إلى المشاركةِ في رسالتِها، بقيتْ محصورةً بأدوارٍ رمزيّة. على سبيلِ المثال، لم تعدّلِ الكنيسةُ الكاثوليكيّةُ قوانينَها التي كانتْ تمنعُ النساءَ من خدمةِ المذبحِ والقراءاتِ والترتيلِ حتّى سنة [11] 1994. هذا ولم ينحَ البابا فرنسيس عن تعليمِ البابوات السابقين في موضوع "كهنوت المرأة" وعدم قبولها للدرجات المقدّسة [12] ، لكنَّه قاربَ خلالَ حبريّتِه، موضوعَ دورِ المرأةِ في الكنيسةِ بطريقةٍ تختلفُ عن الأحبارِ الذين سبقوه، من خلالِ مساعٍ ثلاثة: أ‌. أقرَّ البابا فرنسيس بالتهميشِ الحاصلِ للنساءِ في الكنيسةِ وسعى لأنْ يكونَ جسرًا للحوار، وأنْ يبقى هذا الموضوعُ "مزعجًا" للنظامِ القائمِ وحاضرًا بشكلٍ دائمٍ في معظمِ كتاباتِه وتصريحاتِه. ب‌. شكّلَ لجنةَ خبراء سنة 2016 لمناقشةِ موضوعِ قبولِ نساءٍ في درجةِ الشمّاسيّة [13] ، إلّا أنّ نتائجَ دراسةِ اللجنةِ لم تكنْ حاسمة، ممّا دفعه إلى تشكيلِ لجنةٍ من خبراء آخرين سنة 2020 لدراسة الموضوع نفسه. ت‌. أقرنَ البابا فرنسيس القولَ بالفعل، وسعى لإشراكِ المرأةِ في "الإدارةِ الكنسيّة الفعليّة" من خلال تعييناتٍ ثوريّةٍ في مواقعِ القرارِ الكنسيّ. فعند إصدارِه سنة 2022 دستورًا رسوليًّا بعنوان "أعلنوا البشارة Predicate Evangelium"، أعادَ فيه هيكلةَ الكوريا الرومانيّة [14] ، صدمَ الكنيسةَ بإعلانِه انَّ جميعَ المؤمنين، "نساءً ورجالًا"، يستطيعون أنْ يتبوّأوا مناصبَ المسؤوليّةِ والإدارةِ في مجامعِ الكوريا ومجالسِها ولجانِها. وأثبتَ جدّيَّةَ هذا التوجّهِ بتعيينِه في السادس من كانون الثاني 2025 الأخت سيمونا برامبيلا، أوّلَ امرأةٍ تترأّسُ دائرةً من دوائرِ الكوريا، هي "دائرةُ مؤسّساتِ الحياةِ المكرّسةِ وجمعيّاتِ الحياةِ الرّسوليّة". واستتباعًا لهذه الخطوة، عيّن البابا في الخامس عشر من شباط 2025، أوّلَ امرأةٍ حاكمةٍ لدولةِ الفاتيكان [15] ، الأخت رافاييلا بيتريني. وتجدر الإشارة إلى أنَّ هذه المناصبَ كانت محصورةً بالكرادلة فقط. السينودسيّة لقد تطرّقْنا إلى التعديلاتِ الإصلاحيّةِ التي أدخلَها البابا فرنسيس على نظامِ الكوريا الرومانيّة في معرضِ حديثِنا في النقطةِ الثانيةِ عن دورِ المرأةِ في الكنيسة. ويزعَمُ هيغينز أنَّ الذين انتخبوا البابا فرنسيس بهدفِ إصلاحِ الكوريا، خصوصًا بعد حبريّةِ بنديكتوس السادس عشر، تفاجؤوا بأنَّ البابا الجديدَ لا ينوي إصلاحَ الكوريا فقط، بل الكنيسة جمعاء. لا يخشى البابا فرنسيس الفوضى والفضائح، فهو يريدُ إزعاجَ الفسادِ إنْ وُجِد، ودَفعَهُ إلى التغييرِ الحتميّ. لقد أرادَ البابا إعادةَ المهمّشينَ والمرذولينَ والمرفوضينَ إلى الكنيسة، على أنْ تصبحَ الكنيسةُ أوّلًا، جاهزةً لاستقبالِهِم. هو يرى الكنيسةَ كـ"فعل" وليس كـ"اسم"، يريدُها ديناميكيّةً فعّالةً حيّة، لذلك اختارَ أنْ تكونَ كنيستُه "سينودسيّة [16]". يعرّف البابا فرنسيس "الكنيسة السينودسيّة"، بكنيسةٍ تصغي، وتُدركُ أنَّ الإصغاءَ أكثرُ من مجرّدِ سماع، هو إصغاءٌ متبادَل... الشعبُ المؤمن، مجمعُ الأساقفة، أسقفُ روما... يصغون لبعضِهِمِ البعض، ويصغون معًا للروح القدس، "روح الحق" [17]. ولكي يتأكّدَ البابا أنَّ مجمعَ الأساقفةِ سيتبعُ هذا النفس السينودسي، أصدرَ سنة 2018 دستورًا رسوليًّا بعنوان "الشراكة الأسقفيّة"، الذي أكّدَ فيه التالي: " إذا منحَ الحبرُ الروماني سلطةَ التداولِ لجمعيّةِ السينودس، بحسب القانون 343 من القانون الكنسي، فإنَّ الوثيقةَ الختاميّة تصبحُ جزءًا من السلطِة التعليميةِ العاديّةِ لخليفة بطرس بمجرّدِ التصديقِ عليها وإصدارِها [18]." ومن ثمّ كلّلَ مسيرةَ الكنيسةِ السينودسيّة بمجمعٍ حول "السينودسيّة" استمرَّ من سنة 2021 حتّى سنة 2024، طبّقَ فيه ما أعلنَه في الدستور الرسولي "الشراكة الأسقفيّة" من خلال جعلِ الوثيقةِ الختاميّةِ جزءًا من تعليمِ الكنيسة. ورغم انتقادِ بعضِ التيّارات المحافظةِ لهذا المجمع، والتشكيكِ في جدّيةِ توجّهِ البابا فرنسيس نحو شراكةٍ أكبرَ في صنعِ القرارِ الكنسي، بقيَ البابا مصرًّا على "إزعاج" من يمثّلُ هذه التيّاراتِ والاصغاءِ للأصواتِ التي كانتْ سابقًا لا تحظى بفرصةٍ للتعبير عن تصوّرِها للكنيسةِ ورسالتِها. وتمثّلَ هذا الإصرارُ بإشراكِ سبعين علمانيًّا (نصفهم من نساء)، في أعمالِ وجلسات السينودس وإعطائهم حقَّ التصويت، وهي سابقةٌ في تاريخِ الكنيسة. ختامًا ، يبدو أنَّ السؤالَ المطروحَ حولَ إرثِ البابا فرنسيس، بعد انتهاءِ حبريّتِه، لا يراودُ المحيطين به فقط، بل البابا نفسه. فعندَ بدءِ تدهورِ حالتِه الصحّيةِ في شباط 2025، عمدَ إلى اتّخاذِ بعضِ الخطواتِ لضمانِ سلاسةِ انتقالِ السدّةِ البطرسيّة، وتجنُّبِ مخاضٍ عسيرٍ لانتخابِ البابا المقبل. فهو، على سبيلِ المثال، مدّدَ في السادس من شباط، ولايةَ الكاردينال جيوفاني باتيستا راي، كعميدٍ لمجمعِ الكرادلة، وبقرارِه هذا، تخطّى البروتوكول المعتمَد. ولعلَّ هذا التدبيرَ يهدفُ إلى أنْ يحرصَ الكاردينال المخضرمُ على حسنِ سيرِ العمليّةِ الانتخابيّةِ للبابا الجديد. كما وأنَّ مرسومَ تعيينِ الأختِ رافاييلا بيتريني، كحاكمةٍ لدولةِ الفاتيكان، قد عجّلَ موعدَ تسلّمِها مسؤوليّاتِها في الأوّل من آذار، وقد أثارتْ هذه الخطوة تساؤلاتٍ عدّة حول ارتباطِ هذا التغييرِ في التواريخِ بوضعِ البابا الصحّي. لقد ختمَ البابا فرنسيس الكنيسةَ بطابعِه الشخصيّ، ويتجلّى ذلك من خلال مجمعِ الكرادلة، الهيئة الانتخابيّة، التي يشكّل الكرادلةُ الذين عيّنَهم البابا فرنسيس بذاتِه حوالى الثمانين بالمئة منها. فاستمرارُ التوجُّهِ الذي أرادَه البابا فرنسيس للكنيسة، مرتبطٌ بالتزامِهِم بكنيسةٍ "سينودسيّة، منفتحةٍ على الجميع". ويبقى المثلُ الإيطاليُّ القائل: "مَنْ دخلَ المجمعَ بابا، خرج منه كاردينالًا" [19] الاب بسّام بو رعد جعجع [1] هيغينز، حاصلٌ على شهادات جامعيّة في الأدبِ الإنجليزيّ والترّبية والفلسفة، أبرزها دكتوراه من جامعة "القلب الأقدس" في كونيكتيكت سنة 2008. وقد شغل مناصب أكاديميّة وإداريّة في جامعات كاثوليكيّة، له العديد من المؤلَّفات التي تشمل مواضيعَ كنسيّة ولاهوتيّة. [2] فرنسيس الأسيزي (1181 – 1126)، راهبٌ وروحانيٌّ إيطاليٌّ اشتَهَرَ بتأسيسِ "رهبانيّة الإخوة الأصاغر"، عُرِفَ بتَوَاضُعِهِ وَمحبَّتِهِ للفُقراء وعَيْشِهِ للنذورِ الرهبانيِّة الثلاثة "الفقر والعفّة والطاعة". [3] اغناطيوس دي لويولا (1491 – 1556)، راهبٌ ولاهوتيٌّ اسبانيّ اشَتهَرَ بتأسيسِ الرهبانيِّة اليسوعيّة (جمعيّة يسوع)، اشتهر بكتابَة "الرياضات الروحيّة" كوسيلةٍ لمراجعةِ الذاتِ وتمييزِ مشيئةِ الله. أضافَ إلى النذورِ الرهبانيّةِ الثلاثة نُذرًا رابعًا هو "الطاعة لقداسة البابا". [4] توماس ميرتون (1915-1968)، راهبٌ أميركيٌّ من رهبنةِ "الترابيست" التي تُعرَف بتشدُّدِهَا في اتّباعِ القوانينَ الرهبانيّةَ والمحافظةِ على الصمتِ لفتراتٍ طويلةٍ منَ النَهَار، وهو أبرزُ اللاهوتيِّينَ الأميركيِّينَ في القرنِ العشرين، تميّز بعُمقِ كِتاباتِهِ اللاهوتيّة وبتشجيعِهِ ل "حوارِ الأديان". [5] برنارد لوريغان (1904 – 1984)، راهبٌ ولاهوتِيٌّ وفيلسوفٌ كنديّ من "الرهبانيّة اليسوعيّة"، عُرِفَ بمَنهَجِيتِهِ العِلميّة ومُقارَبَتِهِ الدقيقة للحقائقِ اللاهوتيّة، وارتكز في كتاباتِهِ على أعمالِ القدّيس "توما الأكوينيّ" والمقاربةِ بين الفلسفةِ واللاهوت. [6] التعليم المسيحيّ للكنيسة الكاثوليكيّة الفقرة 2357. [7] التعليم المسيحيّ للكنيسة الكاثوليكيّة الفقرة 2358. [8] انعقد المجمع الفاتيكانيّ الثاني بين عامَيّ 1962 و1965 وصدر عنه أربعة دساتير، وتسعة مراسمَ وقرارات، وثلاثة تصريحات كانت محوريّة في تشكيل نهجٍ جديد للكنيسة الكاثوليكيّة في القرن العشرين. [9]"في رسالة العلمانيين" Apostolicam actuositatem أعلنه البابا بولس السادس في تشرين الثاني 1965. [10] Mulieris Dignitatem صدرت في عيد انتقال السيّدة العذراء سنة 1988. [11] تحديدًا في النقطة الثانية من القانون 230 حيث أُزيلت كلمة "الرجال العلمانيّون" واستُبدلت بكلمة "الأشخاص العلمانيّون". [12] في مقابلة نُشرت في مجلة الآباء اليسوعيين "America Magazine"، في تشرين الثاني 2022، صرّح البابا فرنسيس بشكل لا لبس فيه إنّه لا يمكن رسامة النساء لنيل سرّ الكهنوت، لكنه شدّد على الدور المهم الذي يجب أن تؤدّيَه النساء في حياة الكنيسة. [13] توجدُ شواهدُ في تاريخ الكنيسة الأولى عن نساءٍ قمْنَ بخدمة الشمّاسيّة، وقد ذكر إحداهنّ القدّيس بولس في رسالته إلى أهل روما، الفصل السادس عشر، الآية الأولى. [14] الكوريا الرومانيّة هي الجهاز الإداريّ والاستشاريّ والتنفيذيّ الذي يعاون البابا، وهي مؤلَّفة من رئاسة وزراء دولة الفاتيكان والمجامع والمجالس واللجان المختلفة. [15] اللقب الرسميّ الكامل لمنصبها هو "رئيسة اللجنة الحبريّة لحاكميّة دولة حاضرة الفاتيكان ورئيسة حاكميّة دولة حاضرة الفاتيكان". [16] كلمة "سينودس" تأتي من اليونانيّة σύνοδος وتعني "تجمّع – اجتماع"، وقد درج استعمالُها إشارةً إلى مجامع الأساقفة خلال التاريخ. [17] حديث البابا فرنسيس بمناسبة الذكرى الخمسين على تأسيس سينودس الأساقفة 2015.

"اليسوعي المزعج".. هل سيبقى إرث البابا فرنسيس بعد انتهاء حبريّته؟
"اليسوعي المزعج".. هل سيبقى إرث البابا فرنسيس بعد انتهاء حبريّته؟

MTV

time٠٤-٠٣-٢٠٢٥

  • سياسة
  • MTV

"اليسوعي المزعج".. هل سيبقى إرث البابا فرنسيس بعد انتهاء حبريّته؟

حين يقاربُ حبرٌ أعظمُ شتاءَ حبرِيّتِهِ، يكثُرُ الحديثُعنإرْثِهِ وما حققَّه في سنين تولّيه السُّدَّةَ البابويّة. كما تَكثُرُ التَّكَهُّنَاتُ حولَمَنْسيخلِفُهُ وفي أيّ اتجاهٍ سوف ينحى بالكنيسةِ الكاثوليكيّة. ويحظى هذا التساؤلُ بأهميّةٍ كبرى خصوصًا عندما نتكلّمُ عن حبريّةٍ كحبريّةِالبابا فرنسيس، تميّزت بالجرأةفي مقاربتِهاللمواضيعِالأكثر جدليّةًالتي تُواجِهُ كنيسةَ الألفِ الثالث، وبدعوتِها لكنيسةٍ شاملةٍ، حوارِيّة. فهل نجح البابا فرنسيس في تكريسِ توجّهٍ جديدٍ للكنيسةِ الكاثوليكيّةِ أم أنّخَلَفَهُ، القبطان الجديد لسفينةِ بطرس، سيديرُ الدفّةَ في اتّجاهٍ مغايرٍ؟ وما هي المواضيعُ الجدليّةُ التي واجهَها البابا فرنسيس؟ نستقي الإجابةَ من كتابٍ للأكاديميِّ والكاتبِ الكنديّ مايكل و. هيغينز صدرَ سنة 2024 بعنوان: "اليسوعي المزعج" - لوحةٌ شخصيّةٌ للبابا فرنسيس". 'The Jesuit Disruptor: A Personal Portrait of Pope Francis' بعد أنْيتكلّمَ هيغينز عن تأثّرِ البابا فرنسيس بأربعِ شخصيّاتٍ كنسيَّةٍ طَبعَتْ فكرَهُ اللاهوتيّ وهي، القدّيسُ فرنسيس الأسّيزي ، القدّيسُ اغناطيوس دي لويولا ، اللاهوتيّ توماس ميرتون ،واللاهوتيّ برنارد لونيرغان ، يعرض نقاطًاعدّة (اخترتُ منها ثلاثًا)، "أزعج" بها البابا النظامَ الكنسيَّ الكاثوليكيَّ الحاليّ ودفعَ الكنيسةَ، إلى الحوارِ حولَ هذه النقاط، في مراجعةٍ نقديّةٍ ذاتيّة بعيدًاعن التصلُّب الفكريّ. إنَّ هذه الأفكارَالثلاث لا تختصرُ فكرَ البابا فرنسيس ولاهوتَه، ولا تلخّصُ حبريَّتَه وإرثَه، إلّا أنّها تُعتبَرُ الأكثرَالتباسًا وإثارةً للجدل، نذكر منها: 1. المِثليّة الجِنسيّة لا ينحى البابا فرنسيس عن تعليمِ الكنيسةِ الكاثوليكيّةِ الرسميّ في موضوعِ"المِثلِيّة الجِنسيّة"، الذي أكّد "انها تتعارضُ والشريعةِ الطبيعّية. إنّها تُغلقُ الفعلَ الجنسيَّ على عطاءِ الحياة. فهيَ لا تتأتّى من تكاملٍ حقيقيٍ في الحبِّ والجنس. ولا يمكنُ الموافقة عليها في أيِّ حالٍ من الأحوال ." غيرَ أنّه ذكّرَبفقرةٍ في "التعليم المسيحيّ للكنيسة الكاثوليكيّة"،تؤكّد على أنَّ:"هذه النزعة، المنحرفة موضوعيًّا، هي بالنسبة إلى مُعظمِهِم مِحنَة. فيجِبُ تقبُّلُهم باحترامٍ وَشَفَقَةٍ ولُطفٍ. ويجبُ تحاشي كلّ علامةٍ من علاماتِ التمييزِ الظالمِ بالنسبةِ إليهِم. هؤلاءِ الأشخاص مدعُوُونَ إلى تحقيقِ مشيئةِ الله في حياتِهم، وإذا كانوا مسيحيّين، أن يَضُمُّوا إلى ذبيحةِ صليبِ الربِّ المصاعبَ التي قد يُلاقُوَنها بسببِ وَضعِهِم" . ولعلَّ جوابَ البابا فرنسيس في تمّوز 2013 على متنِ الطائرةِ الّتي كانت تُقِلُّهُ منَ البرازيل بعدَ اختتامِ "اليومِ العالميِّ للشبيبة"، قد أصبحَ الأشهَرَ(والأزعَج)، حيثُ قالَ "إذا كانَ هُناكَ شَخصٌ مثليُّ الجِنس، يَسعى إلى الله، ويتحلَّى بالإرادةِ الخَيّرَةِ، فَمَن أنا كي أحكُمَ عليهِ؟" لقد دعا البابا إلى التمييزِ بين الفعلِ الشائنِ وبين الشخصِ الّذي يَرتَكِبُهُ، وبالتالي إلى إدانة الفِعل لا الشَخص. وفي سنةِ 2014، دعا إلى سينودُس استثنائيّ حولَ "العائلة"، استغرَقَتْ أعمالُهُ سَنَتَيْن، واتّسمَ بتشجيعِ المشاركينَ على التكلُّمِ وإبداءِ الرأي، من دونِ خوفٍ أو حَيَاء. في نهايةِ هذا السينودس سنة 2016، أصدرَ البابا الإرشادَ الرسوليَّ " فَرَح الحُبّ - Amoris Laetitia". وفي حينِ ذَكَرَتِ الفقرةُ251 إنَّهُ لا يُمكِنُ المُساواة بينَ الزواجِ المسيحيِّ، أي تدبير الله حولَ الزواج والعائلة، وبينَ الاتِّحاداتِ المرتبطةِ بأشخاصٍ مثليّين، شدّدتِ الفقرات 307 حتّى 312 على "منطقِ الرحمةِ الرعويّة". في الفقرةِ 312 يحذِّرُ البابا من "تطويرِ تعليمٍ أدبيٍّ بَارِدٍ، ونَظَرِيٍّ بحتٍ، في الَتَعامُلِ معَ القضايا الأكثرِ حساسيَّة، وَيَضَعُنا بدلًا مِن ذَلِكَ في سِياقِ التَمييزِ الرعويِّ المُفعَمِ بالحبِّ الرحيم، الذي يجعَلُنَا مستعدِّينَ دائمًا لأن نفهَمَ، ونَغفِرَ، وَنُتَابِعَ، وَنَرجُوَ، وقبلَ كلِّ شيءٍ نسعى لإدماجِ الآخرين. هذا هو المنطقُ الّذِي يجبُ أَن يسُودَ في الكنيسةِ، من أجلِ "عيشِ خِبرةِ انفتاحِ القلبِ على أُولَئِكَ الذينَ يعيشونَ في الضواحي الوجوديَّةِ الأكثرِ نأْيًا"". في الخلاصةِ، لم يشأ البابا أَنْ يكونَ أيُّ إنسانٍ مؤمنٍ خارجَ الكنيسة، وبعيدًا عنها، فجعلَ من نفسِهِ جِسرًا للعُبُور، يُقَرِّبُ المسافاتِ لكلِّ مهمّشٍ، للعودةِ إلى حُضنِ الآب. 2. دورُ النساءِ في الكنيسة على الرغم من أنَّ المجمعَ الفاتيكانيّ الثاني أصدر قرارًا مجمعيًّا مخصّصًا لرسالةِ العلمانييّن في الكنيسة ، ودعا في فصلِه الثالثِ إلى أنْ"يتزايدَ إسهامُ المرأةِ في مختلِفِ مجالاتِ العملِ الرسوليّ في الكنيسة"، إلّا أنَّ تطبيقَ هذه التوصيةِ تأخّرَ كثيرًا في الكنيسةِ الكاثوليكيّة، وعلى الرغم منإصدارِ قداسةِ البابا يوحنّا بولس الثاني رسالةً رسوليّةًعن "كرامة المرأة" إلّا أنَّ المفاعيلَ التطبيقيّةَ لدعوةِ الكنيسةِ للمرأةِإلى المشاركةِ في رسالتِها، بقيتْ محصورةً بأدوارٍ رمزيّة. على سبيلِ المثال، لم تعدّلِ الكنيسةُ الكاثوليكيّةُ قوانينَها التي كانتْ تمنعُ النساءَ من خدمةِ المذبحِوالقراءاتِ والترتيلِ حتّى سنة 1994. هذاولم ينحَ البابا فرنسيس عن تعليمِ البابوات السابقين في موضوع "كهنوت المرأة" وعدم قبولها للدرجات المقدّسة ، لكنَّه قاربَ خلالَ حبريّتِه، موضوعَ دورِ المرأةِ في الكنيسةِ بطريقةٍ تختلفُ عن الأحبارِ الذين سبقوه، من خلالِ مساعٍ ثلاثة: أ‌. أقرَّ البابا فرنسيس بالتهميشِ الحاصلِ للنساءِ في الكنيسةِ وسعى لأنْ يكونَ جسرًا للحوار، وأنْ يبقى هذا الموضوعُ "مزعجًا" للنظامِ القائمِ وحاضرًا بشكلٍ دائمٍ في معظمِ كتاباتِه وتصريحاتِه. ب‌. شكّلَ لجنةَ خبراء سنة 2016 لمناقشةِ موضوعِ قبولِ نساءٍ في درجةِ الشمّاسيّة ، إلّا أنّنتائجَ دراسةِ اللجنةِ لم تكنْ حاسمة، ممّا دفعه إلى تشكيلِ لجنةٍ من خبراء آخرين سنة 2020 لدراسة الموضوع نفسه. ت‌. أقرنَ البابا فرنسيس القولَ بالفعل، وسعى لإشراكِ المرأةِ في "الإدارةِ الكنسيّة الفعليّة" من خلال تعييناتٍ ثوريّةٍ في مواقعِ القرارِ الكنسيّ.فعند إصدارِه سنة 2022 دستورًا رسوليًّا بعنوان "أعلنوا البشارة Predicate Evangelium"، أعادَ فيه هيكلةَ الكوريا الرومانيّة ، صدمَ الكنيسةَ بإعلانِه انَّ جميعَ المؤمنين، "نساءً ورجالًا"، يستطيعون أنْيتبوّأوا مناصبَ المسؤوليّةِ والإدارةِ في مجامعِالكوريا ومجالسِها ولجانِها. وأثبتَ جدّيَّةَ هذا التوجّهِ بتعيينِه في السادس من كانون الثاني 2025 الأخت سيمونا برامبيلا، أوّلَامرأةٍ تترأّسُدائرةً من دوائرِ الكوريا، هي"دائرةُ مؤسّساتِ الحياةِ المكرّسةِ وجمعيّاتِ الحياةِالرّسوليّة".واستتباعًا لهذه الخطوة، عيّن البابا في الخامس عشر من شباط 2025، أوّلَ امرأةٍ حاكمةٍ لدولةِ الفاتيكان ، الأخت رافاييلا بيتريني.وتجدر الإشارة إلى أنَّ هذه المناصبَ كانت محصورةً بالكرادلة فقط. 3. السينودسيّة لقد تطرّقْنا إلى التعديلاتِ الإصلاحيّةِ التي أدخلَها البابا فرنسيس على نظامِ الكوريا الرومانيّة في معرضِ حديثِنا في النقطةِ الثانيةِ عن دورِ المرأةِ في الكنيسة. ويزعَمُ هيغينز أنَّ الذين انتخبوا البابا فرنسيس بهدفِ إصلاحِ الكوريا، خصوصًا بعد حبريّةِ بنديكتوس السادس عشر، تفاجؤوا بأنَّ البابا الجديدَ لا ينوي إصلاحَ الكوريا فقط، بل الكنيسة جمعاء. لا يخشى البابا فرنسيس الفوضى والفضائح، فهو يريدُ إزعاجَ الفسادِ إنْ وُجِد، ودَفعَهُ إلى التغييرِ الحتميّ. لقد أرادَ البابا إعادةَ المهمّشينَ والمرذولينَ والمرفوضينَ إلى الكنيسة، على أنْ تصبحَالكنيسةُ أوّلًا، جاهزةً لاستقبالِهِم. هو يرى الكنيسةَ كـ"فعل" وليس كـ"اسم"، يريدُها ديناميكيّةً فعّالةً حيّة، لذلك اختارَ أنْ تكونَ كنيستُه "سينودسيّة ". يعرّف البابا فرنسيس "الكنيسة السينودسيّة"، بكنيسةٍ تصغي، وتُدركُ أنَّ الإصغاءَ أكثرُ من مجرّدِ سماع، هوإصغاءٌ متبادَل... الشعبُالمؤمن، مجمعُ الأساقفة، أسقفُ روما... يصغون لبعضِهِمِ البعض، ويصغون معًا للروح القدس، "روح الحق" . ولكي يتأكّدَ البابا أنَّ مجمعَ الأساقفةِ سيتبعُ هذا النفس السينودسي، أصدرَ سنة 2018 دستورًا رسوليًّا بعنوان "الشراكة الأسقفيّة"، الذي أكّدَ فيه التالي: "إذا منحَ الحبرُ الروماني سلطةَ التداولِ لجمعيّةِ السينودس، بحسب القانون 343 من القانون الكنسي، فإنَّ الوثيقةَ الختاميّة تصبحُ جزءًا من السلطِة التعليميةِ العاديّةِ لخليفة بطرس بمجرّدِ التصديقِ عليها وإصدارِها ." ومن ثمّ كلّلَ مسيرةَ الكنيسةِ السينودسيّة بمجمعٍ حول "السينودسيّة" استمرَّ من سنة 2021 حتّى سنة 2024، طبّقَ فيه ما أعلنَه في الدستور الرسولي "الشراكة الأسقفيّة" من خلال جعلِ الوثيقةِ الختاميّةِ جزءًا من تعليمِ الكنيسة.ورغم انتقادِ بعضِ التيّارات المحافظةِ لهذا المجمع، والتشكيكِ في جدّيةِتوجّهِ البابا فرنسيس نحو شراكةٍ أكبرَ في صنعِ القرارِ الكنسي، بقيَ البابا مصرًّا على "إزعاج" من يمثّلُ هذه التيّاراتِ والاصغاءِ للأصواتِ التي كانتْ سابقًا لا تحظى بفرصةٍ للتعبير عن تصوّرِها للكنيسةِ ورسالتِها.وتمثّلَ هذا الإصرارُ بإشراكِ سبعين علمانيًّا (نصفهم من نساء)، في أعمالِ وجلسات السينودس وإعطائهم حقَّ التصويت، وهي سابقةٌ في تاريخِ الكنيسة. ختامًا، يبدو أنَّ السؤالَ المطروحَ حولَ إرثِ البابا فرنسيس، بعد انتهاءِ حبريّتِه، لا يراودُ المحيطين به فقط، بل البابا نفسه. فعندَ بدءِ تدهورِ حالتِه الصحّيةِ في شباط 2025، عمدَ إلى اتّخاذِ بعضِ الخطواتِ لضمانِ سلاسةِ انتقالِ السدّةِ البطرسيّة، وتجنُّبِ مخاضٍ عسيرٍ لانتخابِ البابا المقبل. فهو، على سبيلِ المثال، مدّدَ في السادس من شباط، ولايةَ الكاردينال جيوفاني باتيستا راي، كعميدٍ لمجمعِ الكرادلة، وبقرارِه هذا، تخطّى البروتوكول المعتمَد. ولعلَّ هذا التدبيرَ يهدفُ إلى أنْ يحرصَ الكاردينال المخضرمُ على حسنِ سيرِ العمليّةِ الانتخابيّةِ للبابا الجديد. كما وأنَّ مرسومَ تعيينِ الأختِ رافاييلا بيتريني،كحاكمةٍ لدولةِ الفاتيكان، قد عجّلَ موعدَ تسلّمِها مسؤوليّاتِها في الأوّل من آذار، وقد أثارتْهذه الخطوة تساؤلاتٍ عدّة حول ارتباطِ هذا التغييرِ في التواريخِ بوضعِ البابا الصحّي. لقد ختمَ البابا فرنسيس الكنيسةَ بطابعِه الشخصيّ، ويتجلّى ذلك من خلال مجمعِ الكرادلة، الهيئة الانتخابيّة، التي يشكّل الكرادلةُ الذين عيّنَهم البابا فرنسيس بذاتِه حوالى الثمانين بالمئة منها. فاستمرارُ التوجُّهِ الذي أرادَه البابا فرنسيس للكنيسة، مرتبطٌ بالتزامِهِم بكنيسةٍ "سينودسيّة، منفتحةٍ على الجميع". ويبقى المثلُ الإيطاليُّ القائل: "مَنْ دخلَ المجمعَ بابا، خرج منه كاردينالًا".

قرارات ترمب تدفع "يونيسيف" لتقليص برامج التغذية في لبنان
قرارات ترمب تدفع "يونيسيف" لتقليص برامج التغذية في لبنان

Independent عربية

time٢٨-٠٢-٢٠٢٥

  • صحة
  • Independent عربية

قرارات ترمب تدفع "يونيسيف" لتقليص برامج التغذية في لبنان

قالت مسؤولة في منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف)، اليوم الجمعة، إن خفض المساعدات الأميركية أجبر المنظمة على تعليق أو تقليص كثير من برامجها في لبنان، حيث يعاني أكثر من نصف الأطفال دون سن الثانية من فقر غذائي شديد في شرق البلاد. وذكرت نائبة ممثل "يونيسيف" في لبنان إيتي هيغينز للصحافيين في جنيف عبر رابط من بيروت، "اضطررنا إلى تعليق أو تقليص أو خفض كثير من برامجنا بصورة كبيرة وهذا يشمل برامج التغذية". وجاء في تقرير لـ"يونيسيف" عن تأثير استمرار الأعمال العدائية بين "حزب الله" وإسرائيل لمدة 14 شهراً بدءاً من أكتوبر (تشرين الأول) 2023 أن عدد الأطفال الذين يعانون نقص التغذية في منطقتي البقاع وبعلبك بشرق لبنان ارتفع إلى ما يزيد على المثلين مقارنة بالعامين السابقين. وأوضحت هيغينز "كشف التقييم عن صورة قاتمة للوضع الغذائي للأطفال، خصوصاً في محافظتي بعلبك والبقاع اللتين ظلتا مكتظتين بالسكان بينما تم استهدافهما مراراً بالغارات الجوية". وأظهر التقرير أن 80 في المئة تقريباً من الأسر في حاجة إلى دعم عاجل، وأن 31 في المئة من العائلات ليس لديها ما يكفي من مياه الشرب، مما يعرضها لخطر الإصابة بالأمراض. وحذرت "يونيسيف" من تأثير خفض المساعدات الأميركية وتراجع التمويل العالمي بصورة عامة للمجال الإنساني. اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) ومضت إيتي في حديثها بالقول، "أكثر من نصف مليون طفل وأسرهم (في لبنان) معرضون هذا الشهر لخطر فقدان الدعم النقدي المقدم من وكالات للأمم المتحدة. وسيؤدي هذا الفقد إلى حرمان الفئات الأكثر ضعفاً من آخر شريان حياة بالنسبة إليهم ويجعلهم غير قادرين على تحمل نفقات حتى المستلزمات الأساسية". ولم يتم تمويل النداء الذي أطلقته "يونيسيف" من أجل لبنان عام 2025 إلا بنسبة 26 في المئة. وأنهى وقف إطلاق النار الصراع في لبنان خلال نوفمبر (تشرين الثاني) بعدما بدأ في الثامن من أكتوبر 2023 عندما فتح "حزب الله" النار على إسرائيل دعماً لحليفته حركة "حماس". وأسفر الصراع عن مقتل نحو 3800 شخص ونزوح أكثر من مليون آخرين بسبب الغارات الجوية التي كانت تشنها إسرائيل في لبنان، كما نزح عشرات الآلاف من شمال إسرائيل. وأمر الرئيس دونالد ترمب في يناير (كانون الثاني) الماضي بوقف كل المساعدات الأجنبية لمدة 90 يوماً لإجراء مراجعة والتأكد من أن جميع المشروعات متوافقة مع سياسته "أميركا أولاً". وقالت إدارة ترمب، الأربعاء الماضي، إنها ستخفض عقود مساعدات الوكالة الأميركية للتنمية الدولية بأكثر من 90 في المئة.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store