أحدث الأخبار مع #و»حزبالله»

القناة الثالثة والعشرون
منذ 3 ساعات
- سياسة
- القناة الثالثة والعشرون
حوار غير مباشر بين عون و "الحزب" وليونة بعد الانتخابات!
لا يزال ملف السلاح غير الشرعي يحتل الأولوية. وتسعى الدولة إلى معالجة هذه الأزمة المزمنة التي ورثتها عن «اتفاق الطائف». وبات معروفاً تفضيل رئيس الجمهورية جوزاف عون الحوار مع «حزب الله» بدلاً من الصدام معه. وكتب الان سركيس في"نداء الوطن":ويحاول رئيس الجمهورية اتخاذ خطوات للوفاء بالتزامات لبنان أمام الأميركيين والمجتمع الدولي، فهو يؤكد على قرار الدولة بحصر السلاح في يدها. ولا يقف هذا القرار عند حدود جنوب الليطاني بل يشمل شمال النهر وكل لبنان، وصولاً إلى السلاح الفلسطيني المتفلت. وعلمت «نداء الوطن» أن حواراً غير مباشر يدور بين عون و»حزب الله» بعيداً عن الإعلام، ويهدف إلى تنظيم العلاقة أولاً، من ثم البدء بوضع أولويات للتعامل مع السلاح في المرحلة المقبلة. ويسلّم «الحزب» بواقع انتهاء دور سلاحه جنوب الليطاني وإخفاء كل المظاهر العسكرية المسلّحة. وبالنسبة إلى بقية المناطق فالأمور تدرس والبحث لا يزال مستمراً وسط تمسكه بالسلاح. ويُعتبر هذا الحوار منفصلاً عما تحدّث عنه الرئيس عن إجراء حوار لبحث استراتيجية الأمن القومي، ويرتبط الحوار غير المباشر بأزمة سلاح «حزب الله» فقط وطريقة التعامل مع تحديات المرحلة المقبلة. وفي حين يتمّ الحديث عن اقتناع «حزب الله» بتسليم سلاحه الثقيل والمتوسط شمال الليطاني، لم يصدر أي تأكيد عن الدولة اللبنانية أو «حزب الله» يشير إلى هذه النقطة، فما يدور من أحاديث وحوارات يحصل بين وسطاء من الرئاسة اللبنانية و»حزب الله»، ولا أحد يعلم به غير الرئيس وقيادة «الحزب». وإذا كان تسليم السلاح بات أمراً مطلوباً أميركياً ودولياً، فهناك رهان من بعض أطراف الدولة اللبنانية بالوصول إلى حلّ سلس مع «حزب الله»، أو حصول اتفاق أميركي- إيراني على طاولة المفاوضات يفضي إلى حل الملف النووي الإيراني، وإيعاز طهران إلى أذرعها وعلى رأسهم «حزب الله» بضرورة الدخول في مشروع الدولة، وتحوّله من حزب عسكري يملك ترسانة مدججة بالسلاح إلى حزب سياسي مثله مثل باقي الأحزاب والقوى السياسية، عندها تكون الدولة اللبنانية قد أعفيت من تجرّع كأس الصدام مع «الحزب». ويعتمد «حزب الله» منذ أكثر من شهر لهجة تصعيدية ضد كل من يدعوه إلى تسليم سلاحه، ويؤكّد في تصاريح مسؤوليه وقياداته عدم التخلي عن السلاح. ويرجح كثر أن هذه التصريحات تأتي في سياق رفع المعنويات وعدم إظهار نقاط الضعف، وسط مخاوف في تفكيك بيئته الحاضنة. انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة. انضم الآن شاركنا رأيك في التعليقات تابعونا على وسائل التواصل Twitter Youtube WhatsApp Google News


الجمهورية
١٠-٠٤-٢٠٢٥
- سياسة
- الجمهورية
لو سمعوا من ديفيد هيل... ما الذي كان يمكن تجنّبه؟
كانت المعارك العسكرية في ربيع العام الماضي قد بلغت أشدّها في قطاع غزة، وارتفع عدّاد الشهداء والجرحى والمعوقين بطريقة مذهلة، دفعت بكثير من التحرّكات الشعبية الرافضة في أكثر من عاصمة اوروبية وغربية ومعها الانتفاضة الطلابية في الجامعات الأميركية، ما شكّل توجّهاً دولياً لا يدين الحكومة الإسرائيلية فحسب، إنما طاول الإدارة الأميركية بكل أدواتها الديبلوماسية والعسكرية التي تزودها الأسلحة وتسترت على حصيلة المجازر الكبرى التي ارتُكبت عن سابق تصور وتصميم في أكثر من مدن قطاع غزة ومخيماته، وشمولها المؤسسات الطبية والتربوية والإنسانية ومراكز وكالة «الاونروا»، مترافقة مع حماوة ملحوظة على الساحة اللبنانية بعد فشل المحاولات الغربية عموماً، والأميركية خصوصاً، التي جرت للفصل النهائي بين الحربين، بحيث أنّ تراجع «حزب الله» عن «حرب الإسناد» ووضع حدّ لها، يمكن أن تجنّب لبنان ويلات لا يمكن تقديرها منذ تلك اللحظات. يومها كانت الاقتراحات التي نقلها الموفد الأميركي آموس هوكشتاين إلى المسؤولين اللبنانيين، قد تطورت إلى حدّ بعيد، بحيث اعتبر انّ أي قرار من هذا النوع يشكّل انجازاً كبيراً، ليس للإدارة الأميركية فحسب إنما من أجل اللبنانيين في حياتهم اليومية واقتصادهم والخدمات التي تنقصهم على انواعها، كما بالنسبة إلى المقيمين على ارضه، وسيوفر أجواء لم يعرفها الوطن الصغير من قبل، عند الخروج من نفق الأزمات المتناسلة على انواعها. وكان هوكشتاين يصرّ في لقاءاته مع رئيس مجلس النواب نبيه بري الذي حظي بلقب «الأخ الاكبر» لدى «حزب الله» على مجموعة الإغراءات الاقتصادية والمالية والأمنية والعسكرية لتجنّب الأسوأ، نظراً إلى ما كان يترقّبه من تفلّت إسرائيلي نهاية الصيف، متى دخلت بلاده مدار الانتخابات الرئاسية، بحيث انّ بنيامين نتنياهو قد خرج عن الضوابط التي رسمها الرئيس جو بايدن وإدارته، واقترب أوان رحيلها عن البيت الأبيض والكابيتول والبنتاغون. ولمّا تردّدت يومها العبارة الشهيرة على لسان هوكشتاين في الأوساط السياسية والديبلوماسية اللبنانية، انّ «هناك مجنوناً في تل أبيب من آل نتنياهو ومعه مجموعة أخرى تعشق دمار الآلة العسكرية»، كان السفير الأميركي السابق في لبنان ديفيد هيل يوزع نصائحه على المسؤولين في الإدارة الاميركية، وخصوصاً في أوساط وزارة الخارجية التي يعرف مخارجها ومداخلها، ومعه في لجان الكونغرس، على أمل ان تصل نصائحه إلى تل ابيب، مركّزاً على ما معناه «انّ ما يجري في غزة ولبنان حرام، وانّ في الإمكان توفير كلفة تلك الترسانة العسكرية وما يمكن ان يؤدي إليه الإفراط في استخدامها من ضحايا أبرياء بين المدنيين، وقد اهتزت مشاعر الناس في كل أصقاع العالم». نافياً وجود من يحرّض طلاب الجامعات الأميركية وفي عواصم العالم «لأنّه وبمجرد مراقبة الأحداث ستتحرك المشاعر الإنسانية وطلابنا منهم». وإلى تلك التسريبات التي أُطلقت في حينه على مسامع المسؤولين الأميركيين واللبنانيين والموفدين الدوليين، كان لهيل محاضرة استثنائية في «مركز نيلسون» على خلفية كونه خبيراً في شؤون المنطقة. فهو الذي عمل في السفارة الأميركية في بيروت كمسؤول سياسي، ثمّ نائباً لرئيس البعثة، ثمّ كسفير للولايات المتحدة على مدى 27 عاماً، قال فيها: «إن النزاع المتصاعد حالياً بين إسرائيل و»حزب الله» يتبع نمطاً مألوفاً، وإمكانية تنبّؤ مرهقة، على الأقلّ بالنسبة إلى أولئك الذين يدرسون أنماط الماضي الوحشي»، مبشّراً بالوصول إلى «مأساة حقيقية» تشبه ما انتهت إليه «مأساة يونانية قديمة». مضيفاً في توصيفه لأطراف الحرب: «رأينا جميعاً المسرحية ونعرف الممثّلين ودوافعهم ونقاط قوّتهم وضعفهم. كما رأينا أيضاً كيف تنتهي هذه القصّة المؤلمة». وتوجّه إلى الاميركيين والاسرائيليين معاً بقوله «إنّ هناك طريقة لتجنّب حرب شاملة بين إسرائيل ولبنان»، لكن ذلك يتطلّب «فهماً لعمق الأزمة، وأنّ عليهما أن يغّلبا الواقعية والمثابرة والاعتراف بأنّ العدوّ الاستراتيجي موجود في طهران لا بيروت». وفي لمحة تاريخية للنزاع مع إسرائيل إنطلاقاً من الأراضي اللبنانية قال هيل: «منذ حرب حزيران 1967، استخدمت الجهات الفاعلة غير الحكومية، أوّلاً المقاتلين الفلسطينيين، ولاحقاً «حزب الله»، المنطقة شبه الخالية من الدولة في جنوب لبنان، لشنّ حملات دوريّة من الحرب غير المتكافئة والإرهاب على إسرائيل وبشكل منتظم مماثل، ردّت إسرائيل على هذا الوضع الذي لا يُطاق بقوّتها العسكرية، حتى بحملات كبرى في الأعوام 1978، و1982-1984، و2006. لكنّ كلّ هذه الحملات وحتى الاحتلال الإسرائيلي الذي دام جيلاً كاملاً 'للمنطقة الأمنيّة' في جنوب لبنان، ثمّ التخلّي عنها من جانب واحد في عام 2000، لم يتحقّق لها الأمن». وبما يشبه تعليقاً لهيل على ما يجري اليوم من حوار أميركي ـ إيراني في سلطنة عمان بعد مسلسل حروب غزة ولبنان وسوريا واليمن والعراق، قال في محاضرته: «ما دامت إسرائيل وأميركا وغيرهما يركّزون على الوكلاء وليس على رعاة النزاع، فإنّ دورات العنف هذه لن تنتهي أبداً. فالعدوّ الاستراتيجي موجود في طهران، وليس في بيروت». وهو شجّع منذ تلك اللحظة إلى نوع من الحوار الأميركي - الإيراني المطلوب، كاشفاً عمّا سمّاه «التواصل الديبلوماسي المباشر بين المسؤولين الأميركيين والإيرانيين الجاري في الاتّجاه الصحيح، اعتماداً على ما يُقال». واستنتج في نهاية العرض ما يعكس أحداث اليوم بقوله: «عندما يشعر القادة الإيرانيون، وليس فقط وكلاؤهم العرب ووقود المدافع، بالألم، فمن المرجّح أن نشهد إعادة تقويم حقيقية في طهران تؤثّر على سلوك الحزب. إنّ تنفيذ العقوبات، وحظر تصدير الأسلحة، والضغط العسكري على الأصول الإيرانية المتمركزة خارج إيران هي نقاط البداية». وعليه، هل هي البداية التي ستنطلق من السلطنة بعد غد لتنسحب ايجابياتها حيث ما انتشرت الأذرع الإيرانية؟ فهل يتعظون لتبدأ الجردة بما كان يمكن تجنّبه من نكبات وكوارث؟.


الجمهورية
١٠-٠٤-٢٠٢٥
- سياسة
- الجمهورية
ترامب لاتفاق نووي مع إيران: «أفضل من اتفاق أوباما»
فريق التفاوض التابع لباراك أوباما كان ينبغي عليه ببساطة أن ينهض من على الطاولة ويغادر غاضباً، بحسب ترامب. الإيرانيّون كانوا سيَعودون متوسّلين. وأوضح ترامب لمراسلَي «نيويورك تايمز»: «كان من الممكن أن يكون الاتفاق أفضل بكثير لو أنّهم انسحبوا مرّتَين فقط. لقد تفاوضوا بشكل سيّئ للغاية». الآن، في وقت باتت إيران فيه أقرب بكثير إلى القدرة على إنتاج سلاح نووي ممّا كانت عليه عندما تمّ التفاوض على الاتفاق الأخير - جزئياً بسبب تمزيق ترامب الاتفاق في عام 2018 - أتيحت له الفرصة لإظهار كيف كان ينبغي أن يتمّ الأمر. حتى الآن، يبدو أنّ الفجوة بين الطرفَين شاسعة. يبدو أنّ الإيرانيِّين يسعون إلى نسخة محدّثة من الاتفاق الذي أُبرِم في عهد أوباما، الذي حدّ من مخزونات إيران من المواد النووية. في المقابل، يُريد الأميركيّون تفكيك بنية تحتية هائلة لتخصيب الوقود النووي، بالإضافة إلى برنامج الصواريخ الإيراني ودعم طهران المستمر لـ»حماس» و»حزب الله» وقوات أخرى بالوكالة. ما ينقص هو الوقت. رأت السيناتورة جين شاهين من نيوهامبشير، وهي أعلى ديمقراطية في لجنة العلاقات الخارجية، ووصفت قرار ترامب بالانسحاب من الاتفاق النووي مع إيران بأنّه «خطأ جسيم»: «من الضروري أن نتوصّل إلى اتفاق بسرعة. برنامج إيران النووي يتقدّم كل يوم، ومع اقتراب انتهاء صلاحية آلية العقوبات الفورية، فإنّنا نخاطر بفقدان أحد أهم أوراق الضغط لدينا». تسمح العقوبات الفورية بإعادة فرض العقوبات الأممية على إيران بسرعة. ومن المقرّر أن تنتهي صلاحيّتها في 18 تشرين الأول. الضغط الآن على ترامب لإبرام اتفاق أشدّ صرامة بكثير تجاه إيران، مقارنة بما اتُفِق عليه خلال إدارة أوباما، سيكون المعيار الذي يُقاس به ما إذا كان ترامب قد حقّق أهدافه أم لا. وكوسيلة للضغط، فإنّ إدارته تُهدِّد بإمكانية توجيه ضربات عسكرية إذا لم تسِر المحادثات بشكل جيد، على رغم من أنّ ذلك يترك الغموض قائماً حول ما إذا كانت الولايات المتحدة أو إسرائيل أو قوة مشتركة ستنفّذ تلك الضربات. وعدت كارولين ليفيت، المتحدّثة باسم البيت الأبيض، بأنّ «الثمن سيكون باهظاً» إذا لم يتفاوض الإيرانيّون مع ترامب. وأوضح السيناتور جيم ريش، الجمهوري من ولاية أيداهو ورئيس لجنة العلاقات الخارجية، مشيراً إلى وزير الخارجية جون كيري الذي قاد المفاوضات الأميركية: «سيُفاجَأ الإيرانيّون عندما يكتشفون أنّهم لا يتعاملون مع باراك أوباما أو جون كيري. هذه لعبة مختلفة تماماً». تبدأ المفاوضات السبت، ويقود الفريق الأميركي ستيف ويتكوف، صديق الرئيس وزميله في مجال التطوير العقاري في نيويورك. ويتكوف، الذي يتولّى أيضاً المفاوضات المتعلقة بغزة وأوكرانيا، ليس لديه أي خلفية معروفة في تكنولوجيا تخصيب الوقود النووي المعقّدة، أو في المراحل العديدة لصناعة القنبلة النووية. أول سؤال سيواجهه هو نطاق المفاوضات. فالاتفاق الذي أُبرم في عهد أوباما تناول البرنامج النووي فقط. ولم يتطرّق إلى برنامج الصواريخ الإيراني، الذي كان خاضعاً لقيود منفصلة من الأمم المتحدة تجاهلتها طهران، أو إلى دعمها للإرهاب. وأكّد مايكل والتز، مستشار الأمن القومي، أنّ أي اتفاق جديد مع إدارة ترامب يجب أن يتناول كل هذه القضايا، وأنّ على إيران تفكيك منشآتها النووية الضخمة بالكامل، وليس مجرّد إبقائها في وضع التشغيل البطيء كما كان الحال في اتفاق عام 2015. وتحدّث والتز عن «تفكيك كامل»، وهو وضع من شأنه أن يترك إيران بلا دفاع تقريباً: لا صواريخ، لا قوات بالوكالة، ولا طريق نحو القنبلة. وأكّد ترامب يوم الاثنين إنّ المحادثات مع إيران ستكون «مباشرة». لكنّ الإيرانيِّين لديهم رواية مختلفة حتى الآن: عباس عراقجي، وزير الخارجية الإيراني، نشر مقالاً في صحيفة «واشنطن بوست» الثلاثاء، أكّد فيه أنّ بلاده «مستعدة لمفاوضات غير مباشرة مع الولايات المتحدة»، وأنّ على الولايات المتحدة أولاً أن تتعهّد بإزالة الخيار العسكري من على الطاولة. بيئة التفاوض هذه المرّة تحمل رهانات أعلى ممّا كانت عليه في عهد أوباما. فقد تقدّم البرنامج النووي الإيراني منذ أن تخلّى ترامب عن الاتفاق السابق؛ واليوم تُنتِج إيران اليورانيوم بنسبة تخصيب تبلغ 60%، أي أقل بقليل من درجة تصنيع القنبلة. وقد خَلُصت وكالات الاستخبارات الأميركية إلى أنّ إيران تدرس اتباع نهج أسرع، وإن كان أكثر بدائية، لتطوير سلاح نووي، ممّا سيستغرق أشهراً فقط، بدلاً من سنة أو سنتَين، إذا قرّرت القيادة السعي وراء القنبلة. لكن من نواحٍ أخرى، فإنّ موقف إيران التفاوضي أضعف. فقد دمّرت إسرائيل في تشرين الأول تقريباً كل الدفاعات الجوية الإيرانية التي تحمي منشآتها النووية. كما أنّ وكيلَي إيران الإقليميَّين، «حزب الله» و»حماس»، أُضعفا بشكل كبير ولا يملكان القدرة على تهديد إسرائيل بالردّ في حال تعرّضت المنشآت الإيرانية إلى هجوم. هناك عوامل أخرى مؤثرة. يمكن لإيران أن تستخدم علاقتها مع روسيا كورقة ضغط، في وقت تحاول فيه الولايات المتحدة التفاوض لإنهاء الغزو الروسي لأوكرانيا. وأكّد دينيس جيت، أستاذ الشؤون الدولية في جامعة ولاية بنسلفانيا ومؤلف كتاب عن الاتفاق النووي مع إيران، أنّه من غير المرجّح أن يُزيل ترامب خيار الضربات العسكرية من على الطاولة، ممّا يجعل احتمال نجاح المفاوضات ضئيلاً: «أعتقد أنّ المحادثات ستكون قصيرة العمر وغير مثمرة»، مضيفاً أنّ ويتكوف «رجل عقارات من نيويورك، ويبدو أنّه يعتقد أنّ الدبلوماسية مجرّد عقد صفقة. تتفاوض ذهاباً وإياباً ثم توقّع الاتفاق. الأمر ليس بهذه البساطة». ويعتقد كريم سجادبور، المحلّل السياسي الإيراني الأميركي في مؤسسة كارنيغي للسلام الدولي، أنّ هناك خطراً من أن يكون فريق التفاوض التابع لترامب خارج مجال خبرته: «أنت لا تتفاوض على سعر نهائي أو صفقة كبرى، بل على قضايا تقنية عالية الدقّة مثل مستويات تخصيب اليورانيوم، ومواصفات أجهزة الطرد المركزي، ونظم التفتيش. هناك فجوة هائلة بين القول إنّ إيران لا يمكن أن تمتلك سلاحاً نووياً، وبين القول إنّ برنامجها النووي يجب أن يُفكّك كلياً مثلما حدث مع ليبيا. هناك خطر من أن يُهزم الجانب الأميركي في المفاوضات، لأنّه يفتقر حالياً إلى الخبرة الواضحة والرؤية النهائية المحدّدة، بينما يمتلك الجانب الإيراني كلَيهما».


الجمهورية
٢٢-٠٣-٢٠٢٥
- سياسة
- الجمهورية
ما هو الشرق الأوسط الذي يعمل له نتنياهو؟
بل أشهر من الانتخابات الرئاسية الأميركية الأخيرة، تعمّد نتنياهو إبطاء العمليات الحربية في غزة ولبنان. أولاً لأنّه أراد إعطاء الجيش استراحة نسبية بعد أشهر عاصفة من القتال. وثانياً لإرضاء جو بايدن الذي كان يحرص على إبقاء الحرب ضمن ضوابط معينة. وثالثاً، وهذا هو الأهم، لأنّه راهن على وصول دونالد ترامب، ما يمنحه فرصة نادرة لتنفيذ ما يريد، في مدى 4 سنوات على الأقل. وهذا المشروع لم يعد خافياً، ويمكن اختصاره بـ»الشرق الأوسط الجديد» الذي تحدث عنه كثير من القادة الإسرائيليين، ومنهم شيمون بيريز في كتابه الذي يحمل التسمية إياها، في العام 1993، وهو يحمل تصوراً للسلام في المنطقة مبنياً على المصالح الاقتصادية المتبادلة. وفي شباط 2004، أي في العام التالي لحرب العراق، أعلنت إدارة جورج بوش تبنّيها مشروع «الشرق الأوسط الكبير»، وأساسُه إنشاء منظومة سلام بين دول الإقليم، تقوم على الليبرالية والديموقراطية ونبذ التطرّف والإرهاب. وفي حزيران من العام عينه، تبنّت الدول الصناعية الثماني هذا المشروع، وتعهّدت العمل دولياً على تحقيقه. ولا ينسى اللبنانيون قول وزيرة خارجية الولايات المتحدة كوندوليزا رايس، غداة حرب تموز 2006، إنّ ما يجري هو «المخاض المؤلم» الذي سيؤدي إلى ولادة الشرق الأوسط الجديد. ولكن، في الواقع، يلفّ الغموض هذا المصطلح، بين «جديد» و»كبير». وعلى الأرجح هو يكشف عن رغبة الأميركيين والإسرائيليين في تغيير الواقع الجيوسياسي الحالي للإقليم، لكن أياً من الطرفين لم يحسم تماماً رؤيته الخاصة حول المضمون. والأمر يبقى موضع تجاذب ونقاش دائم بين الحكومات الإسرائيلية والإدارات الأميركية المتعاقبة لبلورة تقاطعات حوله. في ولايته السابقة، كلّف ترامب خمسة من كبار الباحثين، القريبين جداً من إسرائيل، وعلى رأسهم صهره جاريد كوشنير، إنتاج مشروع «صفقة القرن» الذي يقوم على ركيزتين أساسيتين: حسم الملف الفلسطيني وفق رؤية إسرائيل، وتعميم التطبيع بينها وبين العرب. ولم يسمح الوقت لترامب باستكمال خطواته، لأنّه فشل في تجديد الولاية. لذلك، هو يبدو مستعجلاً جداً اليوم. يريد ترامب أن يحقق في كل شهر ما كان يستغرق تحقيقه عاماً كاملاً. وهذا يفسّر الإنذارات والمهل التي وجّهها إلى «حماس» و»حزب الله» والحوثيين وإيران في آن معاً. بل إنّه منح إسرائيل تغطية للتصرّف عسكرياً وفق ما تراه مناسباً، في غزة ولبنان، وطلب منها أن توفر عن نفسها عناء ضرب اليمن ولو تعرّضت للصواريخ البالستية، لأنّ القوات الأميركية ستأخذ هذا الأمر على عاتقها. ويعتقد الخبراء أنّ الولايات المتحدة وإسرائيل ستتقاربان في الرؤية إلى ما يسمّى «الشرق الأوسط الجديد». وهذا التقارب سيقوم على اعتراف كل طرف بطموحات الآخر ومصالحه الحيوية. فواشنطن ستدعم أحلام إسرائيل في حسم الملف الفلسطيني لمصلحتها، وإزالة أي خطر قد تتعرّض له من جانب حلفاء إيران أو تركيا أو أي كان، وفي التأسيس لتطبيع سياسي واقتصادي مع العالم العربي بكامله. على أن تكون المنطقة كلها، بمواردها وأنظمتها، تحت رعاية الولايات المتحدة. هذا يعني أنّ المنطقة ستشهد التطورات الآتية: 1- ضغط أميركي على الفلسطينيين لكي يرضخوا لإسرائيل، في غزة والضفة الغربية. 2- إطلاق يد إسرائيل على حدودها الشمالية. 3- إضعاف إيران ومنعها من استكمال قدراتها النووية في المجال العسكري، وإنهاء نفوذها في دول المنطقة، من لبنان وسوريا إلى العراق واليمن. 4- استئناف جهود التطبيع لتشمل دولاً عربية. هذه الأهداف الأربعة تتقاطع عليها إسرائيل والولايات المتحدة، ضمن رؤية كل طرف إلى مستقبل الشرق الأوسط. لكن بعض الخبراء يعتقدون أنّ طموح الإسرائيليين يتجاوز ذلك. فهم يتحدثون عن أهداف أخرى ربما تكون بعيدة المدى، وتتمثل بإعادة رسم الخرائط في المنطقة، أي إنهاء مرحلة سايكس ـ بيكو والتأسيس لمرحلة جديدة على أنقاضها. يخشى البعض أن تكون سوريا في صدد التوزع طائفياً وعرقياً. وإذا حصل ذلك، فلا أحد يضمن عدم تعرّض العراق والأردن، وربما لبنان، لاهتزازات لاحقاً. ويجدر التذكير هنا بتحذير الرئيس التركي رجب طيب أردوغان قبل نحو أسبوعين، من وجود قوى تحاول زعزعة استقرار سوريا بإثارة النعرات الدينية والعرقية، وقوله إنّ تركيا «لن تسمح بتقسيم المنطقة أو إعادة رسم حدودها». وكان أردوغان أعرب عن شكوكه في أنّ مؤامرة اللعب باستقرار الكيانات الإقليمية يشمل تركيا أيضاً. ويربط الخبراء بين هذه النظرة وبين ما بدأت تركيا تشهده من تطورات، على خلفية توقيف رئيس بلدية اسطنبول، منافس أردوغان المحتمل في موقع الرئاسة، أكرم إمام أوغلو، بتهمة زعزعة الاستقرار، بالتواطؤ مع تنظيم معادٍ. وهذا التوتر يثير الهواجس من وجود مخطط لإضعاف تركيا التي مدّت نفوذها إلى داخل سوريا، كما تمّ إضعاف النفوذ الإيراني. هذا فحوى ما يريده الإسرائيليون للشرق الأوسط: دولة واحدة قوية، تحوطها دول طائفية وعرقية يخاف بعضُها بعضاً، وفي منأى عن أي طموحات إمبراطورية فارسية أو عثمانية. وأما الراعي الدولي لهذه المنظومة فهو الولايات المتحدة التي ستقطف الثمار كلها، مع بعض الحلفاء القلائل الذين مَن يمكن أن تبرم الصفقات معهم، على أدوار صغيرة محدودة.


الجمهورية
٠٤-٠٣-٢٠٢٥
- سياسة
- الجمهورية
أبعدُ من الدولة الدرزية وهواجس التقسيم
ليس عبثياً أن يهدّد بنيامين نتنياهو بضرب نظام الحكم في سوريا، وبالدخول براً إلى مشارف دمشق، إذا تجرأ هذا النظام على استهداف الدروز السوريين في جرمانا أو السويداء أو أي منطقة أخرى. فالتهديد الإسرائيلي جدّي إلى حدّ كبير. بل إنّ حكومة نتنياهو تتمنى أن تستفزها حكومة الشرع بعمل عسكري في جرمانا، ليكون لها المبرر، فتأمر قواتها بالتوغل مسافات جديدة في عمق الأراضي السورية. في أي حال، ومن دون الحاجة إلى تبرير، نفّذ الإسرائيليون حتى اليوم خطوات متسارعة في سوريا، بعد سقوط نظام الأسد. فبعدما ضربوا كل المقدرات العسكرية للسلطة على امتداد الأراضي السورية، أمسكوا بقمم جبل الشيخ، ووسعوا المنطقة العازلة، وفرضوا نفوذهم حتى مشارف ريف دمشق، ومنعوا السلطة من تجاوز خط دمشق جنوباً. ثم بدأوا يسهلون إدخال أبناء القرى الدرزية إلى إسرائيل للعمل، وتمّ إغراؤهم برواتب عالية. ونصّبت حكومة نتنياهو نفسها حامية للأقلية الدرزية. ما تعمل له إسرائيل في الواقع هو خلق منطقة سيطرة لها تصل حتى مشارف دمشق. وهناك من يعتقد أنّها من خلال تثبيت المنطقة الدرزية في الجنوب تريد توفير الدعم اللازم لتثبيت المنطقة الكردية في الشمال، على أن يتمّ الربط بينهما بمعبر ضيق يحاذي الحدود السورية- العراقية، سمّاه الإسرائيليون «ممر داود». وبهذا الوضع سيكون الإسرائيليون قد أحكموا حصارهم غرباً على سوريا وشرقاً على العراق ولامسوا حدود تركيا. ولكن، حتى الآن، ليس واضحاً اتجاه الحدث الكردي، بعد الدعوة التي وجّهها عبدالله أوجلان قبل أيام، من سجنه التركي، إلى رجاله لكي يرموا السلاح. فالأمر هناك ربما يتعلق أيضاً بمقايضات يعقدها الأميركيون مع الأتراك، تماماً كما أنّ مصير المنطقة العلوية مرهون بالمقايضة مع الروس، ما يسمح لهم بالحفاظ على القاعدتين العسكريتين في الساحل. لكن ما يبدو محسوماً في سوريا هو أنّ المحافظات الجنوبية الثلاث، درعا والقنيطرة والسويداء، باتت أكثر فأكثر تحت سيطرة إسرائيل الحصرية، ووسط صمت إقليمي ودولي واضح. الذريعة التي يستخدمها الإسرائيليون لادعاء «الخوف» على الأقليات في سوريا هي أنّ الرئيس السوري أحمد الشرع آتٍ من مختبره الإسلامي، أو الإرهابي في «جبهة النصرة». وصورة «الإسلام المتطرف» أو «الإرهابي» هذه هي نفسها التي يستغلها الإسرائيليون في النزاع مع «حماس» في غزة، ومع النظام الإسلامي في إيران و»حزب الله» في لبنان. وفي الواقع، تبدو إسرائيل مرتاحة إلى خوض الحروب مع تنظيمات ترفع رايات الإسلام السنّي والشيعي بدلاً من الرايات الوطنية، لأنّها تريد إضفاء الطابع الديني على النزاع الذي تخوضه مع الفلسطينيين والعرب. فالمشروع الإسرائيلي العقائدي يقوم على أساس ديني، وقوامه يهودية الدولة أولاً، وتوسيعها لخلق «إسرائيل الكبرى» ثانياً. وطبيعة النزاع السائدة حالياً، من لبنان إلى سوريا فالأراضي الفلسطينية تخدم تماماً أهداف إسرائيل، إذ ليس هناك أفضل من الغرائز الدينية لطمس الهوية الوطنية الفلسطينية وإنعاش العصبيات والعناوين الدينية والطائفية في كيانات الشرق الأوسط وتبرير الدولة اليهودية التي تعمل لفرضها. وفي الأساس، هي تتوق إلى إنهاء مقاومة الفلسطينيين وتصفية قضيتهم الوطنية وتذويبهم في أطر أخرى. ويعتقد القريبون من السلطة الفلسطينية أنّ مجرد رفع «حماس» عنواناً دينياً في النزاع مع إسرائيل هو أمر كارثي للقضية، وأنّ عنوان الحرب الذي اختارته «حماس»، في خريف 2023، أي «طوفان الأقصى»، والذي يحمل رمزيات دينية صرفة، جاء مناسباً تماماً لمصالح إسرائيل. فهو يبرر الأهداف العقائدية والدينية لتهويد فلسطين. ويؤكّد هؤلاء القريبون من السلطة أنّ القضية الفلسطينية هي في الأساس وطنية لا دينية، وأما المقدسات الدينية في فلسطين، والتي يجب أن يناضل الفلسطينيون لتحريرها، فهي جزء من الإرث الوطني الفلسطيني، وهي تتحرّر بتحرّر فلسطين، وليس العكس. ولذلك، يقولون إنّ منظمة التحرير الفلسطينية عندما خاضت أشرس مقاومة ضدّ إسرائيل، على مدى عشرات السنين، كانت تستند إلى مرتكزات وطنية، ولم يكن فيها ما يفرّق مقاوماً عن آخر بسبب انتمائه الديني. وأما اليوم، فيمكن القول إنّ إسرائيل ربحت حربها على الفلسطينيين والعرب قبل أن تخوضها، بمجرد انحراف هذه الحرب عن العناوين الوطنية وسقوطها تحت العناوين الدينية. وبدأت تظهر عواقب إغراق العرب والمسلمين في المناخات الدينية السلفية أو ما يسمّى في الغرب «الإرهاب الإسلامي»، من إيران وباكستان وأفغانستان إلى كيانات الهلال الخصيب. وبعد ذلك، بدأت إسرائيل تسدّد الضربات لفرض خياراتها الكبرى، أي إقامة الدولة اليهودية وتوسيعها جغرافياً. وفي البيت الأبيض، الفرصة سانحة على مداها بوجود دونالد ترامب الذي تعهّد لها بالدعم المفتوح. ولذلك، سيكون الاحتلال الإسرائيلي لجنوب سوريا منطلقاً لتحولات كبيرة تشمل الشرق الأوسط كله. ولبنان ليس خارج هذه المعمعة.