أحدث الأخبار مع #واتس_أب

الإمارات اليوم

كابوس إلكتروني

تخيلت في البداية أن الأمر لن يتجاوز حالة إزعاج تستمر فترة من الوقت، لكنه تحول إلى خطر يُحدق بأشخاص ذوي قرابة أو صداقة. رسالة تلقيتها من أخي يفيد بتلقي طلب صداقة من حساب «فيس بوك» يحمل اسمي وصورتي، وقد اشتبه في الأمر لإدراكه أن لي حساباً شخصياً واحداً، بالإضافة إلى صفحة العمل، فطلبت منه أن يتجاهل الطلب، إذ لا شك في أن شخصاً ينتحل هويتي، وسيتوقف حين لا يجد تجاوباً من أحد. دقائق قليلة مرت، وتلقيت اتصالاً من أحد أصدقائي يخبرني بأنه تلقى الطلب ذاته، ثم توالت الاتصالات، وأصبح الأمر أكثر إزعاجاً ما دفعني إلى نشر تحذير عبر حساباتي من أن هناك من ينتحل هويتي، متخيلاً أن الموقف لن يتجاوز ذلك، إلى أن اكتشفت أن مفبرك الحساب «هاكر» محترف، تمكن من اختراق حسابات عدد من أصدقائي على تطبيقي «فيس بوك»، و«واتس أب»، ووصل إلى صور وبيانات شخصية. اتخذت الإجراءات اللازمة لمسح الحساب عبر التواصل مع إدارة «فيس بوك» حتى تم تدارك المشكلة، وحذف من على المنصة، لكن أدركت من خلال هذه التجربة سهولة أن يحول أحد هؤلاء المجرمين حياتنا إلى كابوس، ومن ثم يتعين علينا الالتزام بقواعد مهمة أثناء استخدام «السوشيال ميديا»، أولها عدم التواصل مع غرباء، أو قبول طلبات صداقة مريبة منسوبة لمعارفنا أو أصدقائنا. كما يجب أن نكون بالغي الحذر بشأن ما نحتفظ به على هواتفنا، أو نخزنه على تطبيقات الدردشة، تحديداً «واتس أب» من فيديوهات أو صور، فكم من أشخاص تعرضوا للابتزاز بسبب محتوى شخصي احتفظوا به على هواتفهم، وتعرض للسرقة من قبل هؤلاء القراصنة. في ظل تطور تقنيات الذكاء الاصطناعي، صرنا نواجه أخطاراً كبيرة مثل التزييف العميق الذي يحاكي الصوت والصورة، لذا يجب ألا نسهل مهمة هؤلاء المجرمين بتخزين محتوى يمكن أن يسبب لنا أي مشكلة حال نشره. القانون يتضمن عقوبات رادعة لهذه الجرائم، سواء الاختراق أو انتحال الصفة أو الابتزاز والاحتيال، لكن تظل الإشكالية في تبعاتها، لأن الضرر يكون قد حدث بالفعل، لذا تظل دائماً الوقاية خيراً من العلاج. *محكم ومستشار قانوني لقراءة مقالات سابقة للكاتب، يرجى النقر على اسمه