أحدث الأخبار مع #والاتحادالسوفييتي


العربي الجديد
١٢-٠٥-٢٠٢٥
- سياسة
- العربي الجديد
ترسانة أميركية ضخمة في منطقة المحيطين تطوّق الصين
تكثف الولايات المتحدة نشر أنظمة صاروخية وقاذفات استراتيجية في منطقة المحيطين الهندي والهادئ، ما يثير تساؤلات في الصين حول أبعاد هذه الخطوة وتداعياتها، ويسلّط الضوء على حجم الانتشار العسكري الأميركي ومدى التهديد الذي يمثله وجود ترسانة أميركية ضخمة في المنطقة، بالنسبة لبكين. وهبطت أول قاذفة استراتيجية أميركية من طراز بي ـ 1 بي لانسر، في اليابان، خلال إبريل/ نيسان الحالي، ضمن تدريبات عسكرية مشتركة بين البلدين، "لتعزيز الاستقرار الإقليمي في منطقة المحيطين الهندي والهادئ"، وفقاً لقيادة الأميركية المحيطين الهندي والهادئ. من جهتها ترى بكين أن مهمة هذه القاذفة أكبر من مجرد المشاركة في تدريبات مشتركة. نشر ترسانة أميركية استراتيجية ومن المقرر أن تعمل الطائرة الأسرع من الصوت، المعروفة بمداها الطويل وحمولتها التقليدية الثقيلة (لديها القدرة على الطيران لمسافة 12 ألف كيلومتر دون توقف بسرعات تفوق سرعة الصوت، وحمل ما يصل إلى 57 طناً من الأسلحة)، انطلاقاً من القاعدة العسكرية الأميركية في ميساوا، في مهمة قد تستمر عدة أشهر، ما قد يعزز دور اليابان في سلسلة الجزر الأولى التي تمتد من أوكيناوا مروراً بتايوان، وصولاً إلى الفيليبين (سلسلة الجزر الأولى مصطلح يتعلق بسلاسل الجزر حول الصين والاتحاد السوفييتي السابق وهي ثلاثة أجزاء). وتشكّل هذه السلسلة جزءاً من استراتيجية احتواء أميركية تهدف إلى تقييد وصول الجيش الصيني إلى المحيط الهادئ، وهو النهج الذي سعت الولايات المتحدة إلى تعظيمه في السنوات الأخيرة، مع تصاعد التوترات بين البلدين. يوان تشو: يخطط الجيش الأميركي لبناء مستودع ذخيرة في الفيليبين وعلّقت وسائل إعلام صينية حكومية، على نشر ترسانة أميركية حول الصين، بأنه يبدو أن إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب تعمل على تعزيز رسالة، مفادها أنه حتى لو كانت تقلّل من التزامها تجاه أوروبا، فلا ينبغي لبكين أن تفسر ذلك على أن واشنطن تقلل أيضاً من التزامها تجاه حلفائها في منطقة المحيطين الهندي والهادئ. تقارير دولية التحديثات الحية تحركات محسوبة للجيش الأميركي في بحر الصين الجنوبي كذلك انطلقت، يوم الاثنين الماضي، مناورات "باليكاتان" المشتركة السنوية بين واشنطن ومانيلا في الفيليبين، حيث سينشر الجيش الأميركي نظامه الصاروخي المضاد للسفن، المعروف باسم نظام اعتراض السفن الاستكشافي البحري (NMESIS) في مضيق لوزون شمال الفيليبين، في جزء من التدريبات، مسجلاً بذلك أول انتشار له على الإطلاق في المنطقة. من المقرر أن تستمر المناورات العسكرية الأميركية الفيليبينية السنوية، حتى التاسع من مايو/أيار المقبل، في مواقع استراتيجية في الفيليبين، بما في ذلك المناطق والمقاطعات المواجهة لبحر الصين الجنوبي. وستشمل مناورات "باليكاتان" لهذا العام، والتي وصفها مسؤولون عسكريون من كلا البلدين بأنها اختبار معركة كامل، خمسة آلاف جندي فيليبيني وتسعة آلاف فرد أميركي. وفي سياق هذه المناورات، أُطلقت صواريخ قبالة سواحل شمال الفيليبين أمس الأحد، علماً أن المناورات ستحاكي هذا العام "سيناريو معركة شاملة". وتعارض بكين نشر ترسانة أميركية في محيطها، وكانت أعلنت قبل أيام معارضتها الشديدة لنشر الولايات المتحدة أنظمة صواريخ مضادة للسفن متوسطة المدى وبرية في الفيليبين، معتبرة أن ذلك سيُقوّض السلام والاستقرار في منطقة بحر الصين الجنوبي. ولفتت إلى أنه "في حال نشوب صراع، ستصبح هذه المواقع التي تُنشر فيها الصواريخ أهدافاً حتمية لضربات مضادة". وكانت صحيفة غلوبال تايمز الصينية قد لفتت، قبل أيام، إلى أنه في إبريل 2024، استغلت واشنطن التدريبات العسكرية المشتركة مع مانيلا لشحن نظام صواريخ "تايفون" الأميركي إلى الفيليبين، واستمرت في الاحتفاظ به هناك لفترة طويلة بعد انتهاء التدريبات. وأضافت أنه من خلال نشر نوعين من أنظمة الصواريخ، أنشأت الولايات المتحدة شبكة هجوم شاملة طويلة ومتوسطة وقصيرة المدى، بمدى أقصى يبلغ 1800 كيلومتر، تغطي المناطق الساحلية الجنوبية الشرقية للصين، ومضيق تايوان، وقناة باشي (بين جزيرة يامي التابعة للفيليبين وجزيرة أوركيد التابعة لتايوان)، وشمال بحر الصين الجنوبي. عملياتياً، تتبع القوات المنتشرة في شرق وجنوب آسيا للقيادة الأميركية لمنطقة المحيطين الهندي والهادئ، والتي يبلغ تعداد أفرادها حوالي 375 ألف فرد، وهو ما يمثل 20% من إجمالي عدد الأفراد النشطين في الجيش الأميركي. ويتألف أسطولها من حوالي 200 سفينة (بما في ذلك خمس مجموعات قتالية لحاملات الطائرات)، وحوالي 1100 طائرة. بينما تتكون قوات المشاة من وحدتين مشاة بحرية يبلغ عدد أفرادها حوالي 86 ألف فرد و640 طائرة. أما القوات الجوية فتضم ما يقرب من 46 ألف طيار، وأكثر من 420 طائرة. ومن بين هذه الترسانة الضخمة، هناك سفن مخصصة لمناطق المسؤولية (المَهمة) التي تضم مناطق من اليابان وكوريا الجنوبية إلى ألاسكا وهاواي. جينغ وي: زادت الولايات المتحدة والفيليبين من تعاونهما الدفاعي بشكل ملحوظ تأهب بكين في تعليقه على تكثيف الأنشطة العسكرية الأميركية، ونشر ترسانة أميركية من بينها أنظمة صاروخية متقدمة في محيط الصين، يوضح الباحث في الشؤون العسكرية في معهد "نان جينغ" للبحوث والدراسات الاستراتيجية (الصين)، يوان تشو، في حديث لـ"العربي الجديد"، أن الأمر لم يتوقف عند هذا الحد، مشيراً إلى أنه "مع انطلاق المناورات المشتركة واسعة النطاق بين واشنطن ومانيلا، يخطط الجيش الأميركي لبناء أكبر مستودع ذخيرة في المنطقة، بالقرب من قاعدة خليج سوبيك البحرية في الفيليبين". ويوضح أن "مثل هذه المستودعات تُستخدم عادة لتخزين مختلف الأسلحة والمعدات والإمدادات اللوجستية اللازمة للعمليات العسكرية". ويضيف أنه "عندما يكون ذلك ضرورياً، يمكن للجنود الأميركيين المجهزين بشكل خفيف استخدام هذه الإمدادات لتحقيق التسليح الكامل في حالات الطوارئ". وتتابع بكين وترصد كل هذه الأنشطة، وفق يوان تشو، و"ترفع من حالة التأهب والجاهزية العسكرية لجيش التحرير الشعبي الصيني، تحسباً لأي طارئ، بما في ذلك نشوب مواجهة عسكرية مفتوحة في المنطقة". من جهته، يقول المختص في الشأن الآسيوي في معهد "فودان" للدراسات والأبحاث (الصين)، جينغ وي، في حديث لـ"العربي الجديد"، إن جميع الأنشطة العسكرية في المنطقة، سواء التدريبات المشتركة أو نشر أنظمة صواريخ متطورة، تندرج ضمن الاستراتيجية الأميركية لمنطقة المحيطين الهندي والهادئ". تقوم هذه الاستراتيجية، وفق جينغ وي، على أساس "المبالغة في تقييم التهديدات الصينية، من أجل حشد الحلفاء، وإبقاء المنطقة في حالة من التوتر لبسط الهيمنة العسكرية الأميركية". ويضيف أنه، خلال العام الماضي، وبذريعة التوترات في بحر الصين الجنوبي ومضيق تايوان "زادت الولايات المتحدة والفيليبين من تعاونهما الدفاعي بشكل ملحوظ، كما استمر عدد القوات الأميركية المشاركة في التدريبات المشتركة في الارتفاع، إذ شارك فيها حوالي 13 ألف جندي، بما في ذلك قوات لوجستية". ياسر قطيشات باحث وخبير ومؤلف في السياسة والعلاقات الدولية والدبلوماسية، من الأردن. Facebook Twitter عرض التفاصيل مدونات الصين وأميركا: إدارة النفوذ بين الاحتواء والصراع


فيتو
١٧-٠٤-٢٠٢٥
- سياسة
- فيتو
الكرملين يكشف تفاصيل زيارة أمير قطر إلى روسيا
أعلن المتحدث باسم الكرملين، دميتري بيسكوف، اليوم الخميس، عقب اللقاء بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وأمير قطر تميم بن حمد آل ثاني، إنه سيتم تبادل الوثائق. العلاقات الروسية القطرية وقال بيسكوف في تصريحات صحفية: "ستجري اليوم مفاوضات روسية قطرية في قصر الكرملين، وسيكون حوار بين بوتين وتميم بن حمد في إطارٍ ضيق. وسيعقب ذلك محادثات روسية قطرية على شكل فطور رسمي، كما ستقام مراسم تبادل الوثائق الموقعة". وأضاف: "قطر شريكنا الوثيق حاليًا في العديد من القضايا الإقليمية، بل والعالمية أيضًا. وتشهد العلاقات الروسية القطرية تطورًا ديناميكيًا للغاية. وهناك اتصالات متكررة بين رئيسي الدولتين". وصل أمير قطر الشيخ تميم بن حمد، اليوم الخميس، إلى العاصمة الروسية موسكو، في زيارة رسمية يلتقي خلالها مع الرئيس فلاديمير بوتين، حسبما أفاد وكالة "سبوتنيك". تعزيز وتطوير العلاقات الثنائية بين روسيا وقطر وأفادت الوكالة بأن أمير قطر الذي يبدأ زيارة رسمية إلى روسيا، حطت طائرته في مطار "فنوكوفو 2" في موسكو. وأشارت وكالة الأنباء القطرية، في وقت سابق، إلى أن الأمير القطري سيبحث مع الرئيس بوتين سبل تعزيز وتطوير العلاقات الثنائية بين البلدين في مختلف المجالات، إضافة إلى مناقشة عدد من القضايا والأحداث الإقليمية ذات الاهتمام المشترك. وفي وقت سابق، أفاد المكتب الصحفي للكرملين بأن مفاوضات بين أمير قطر والرئيس الروسي ستجرى في موسكو، اليوم الخميس، في إطار زيارة رسمية إلى روسيا. القضايا الدولية والعلاقات الثنائية أكد المتحدث باسم الخارجية القطرية، ماجد الأنصاري، أمس الأربعاء، أن أمير قطر تميم بن حمد يعتزم خلال زيارته لروسيا بحث القضايا الدولية والعلاقات الثنائية مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين. وبدأت العلاقات الدبلوماسية بين قطر والاتحاد السوفييتي في 1 أغسطس عام 1988، وزار الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قطر في فبراير من عام 2007، ثم زار أمير قطر آنذاك حمد بن خليفة آل ثاني روسيا مرتين في زيارتين رسميتين، ديسمبر 2001، ونوفمبر 2010، كذلك زار رئيس الوزراء ووزير الخارجية القطري السابق حمد بن جاسم، روسيا في عامي 2007 و2010. ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.


البيان
٠٧-٠٤-٢٠٢٥
- سياسة
- البيان
ماذا يبحث مودي وبوتين في القمة المرتقبة؟
قريباً جداً ستتجه الأنظار نحو العاصمة الهندية نيودلهي، التي ينتظر أن تشهد لقاء قمة بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ورئيس الحكومة الهندية ناريندرا مودي. وسيتركز الاهتمام على نتائج هذه القمة، التي لم يحدد موعدها بعد، لكن الإعداد لها قائم على قدم وساق، طبقاً لوزير الخارجية الروسي، سيرجي لافروف. وبطبيعة الحال، هذه ليست القمة الأولى بين الزعيمين، لأنهما عقدا قمماً عدة، كان آخرها في موسكو الصيف الماضي. غير أن القمة المرتقبة تستمد أهميتها من المستجدات والمتغيرات الكثيرة التي طرأت على الساحتين الإقليمية والدولية مذاك. ويمكن للمتابع، بشيء من القراءة المتفحصة للمشهد السياسي الراهن في العالم، وبشيء من العودة إلى ماضي العلاقات الودية بين نيودلهي وموسكو، والروابط الاستراتيجية بين الهند والاتحاد السوفييتي السابق، إبان حقبة الحرب الباردة، أن يتوقع طبيعة الملفات والقضايا التي ستتم مناقشتها بين مودي وضيفه الروسي. من المتوقع أن يكون على رأس جدول الأعمال، قضية التعاون العسكري بين الدولتين. فالهند التي لها تاريخ طويل من التعاون العسكري والدفاعي مع الروس، لئن بدت متطلعة إلى تحديث ترسانتها العسكرية عبر شراء أسلحة أمريكية متطورة، إلا أنها تخشى من الشروط المرتبطة بالسلاح الأمريكي وتقنياته، وأيضاً من تكاليفه الباهظة، وتأخر عملية تسليمه، وبالتالي، فهي تفضل استمرار تعاونها مع موسكو، للحصول على التقنيات الروسية الضرورية لتطوير المجمع الهندي للصناعات العسكرية، ولتزويد جيشها بطائرات سوخوي الروسية من طراز «سو - 57» الحديثة (طرحت روسيا رسمياً على الهند خلال معرض «إيروانديا 2025»، في بنغالور، فكرة الإنتاج المحلي لهذه الطائرات الشبحية)، وبصواريخ كروز براهموس (صاروخ هندي أسرع من الصوت، تم تطويره بمساعدة روسية، ويعمل على مرحلتين: الأولى عبارة عن محرك يعمل بالوقود الصلب، ويمكنه تسريع الصاروخ إلى سرعات تفوق سرعة الصوت قبل فصله، والثانية عبارة عن محرك نفاث سائل، يمكنه دفع الصاروخ إلى سرعة 3 ماخ). والمتوقع أيضاً أن يحظى ملف الطاقة بنفس أهمية ملف التعاون العسكري، خصوصاً مع تهديدات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الأخيرة، بفرض رسوم جمركية عالية على الدول المشترية للنفط الروسي. والمعروف أن الهند برزت منذ عام 2022، كشريك رئيس لروسيا في مجال الطاقة، ناهيك عن ارتباط البلدين باتفاقية نفط تاريخية لمدة عشر سنوات، تم توقيعها العام الماضي، وذلك على الرغم من العقوبات الأمريكية المفروضة على تصدير النفط الروسي. كما لا ننسى أن الهند مستثمرة رئيسية في المشروع الروسي العملاق في القطب الشمالي، الخاص بالغاز الطبيعي المسال. ويعتقد المحلل الروسي، أندريو كوريبكو، أن من الملفات التي يحتمل مناقشتها في القمة، التصعيد الأمريكي ضد إيران، والذي يهدد الجدوى الاقتصادية لممر النقل بين الشمال والجنوب، الذي تخطط روسيا والهند لاستخدامه في توسيع تجارة كل منهما. ويضيف قائلاً ما مفاده، إن التقارب الناشئ بين بوتين وترامب، قد يساعد موسكو على لعب دور الوسيط بين طهران وواشنطن، وإذا ما حدث ذلك، فإن روسيا تحتاج إلى داعم إقليمي قوي للعملية، ولن تجد أفضل من الهند. من جهة أخرى، توقع أكثر من مراقب، أن تتم أيضاً مناقشة القضية الأوكرانية، من منطلق أن مقترح بوتين الأخير بتولي الأمم المتحدة السيطرة المؤقتة على أوكرانيا، يستلزم الاستعانة بقوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة، لمراقبة وتطبيق وقف إطلاق النار. والهند، كما هو معروف، كانت دوماً من أكبر المساهمين الموثوقين عالمياً في عمليات حفظ السلام في مواقع النزاعات. بقي أن نشير إلى حقيقة سعي كل من الهند وروسيا، إلى أن يكون لكل منهما دور مؤثر في النظام العالمي، وهذا يعني تطلعهما إلى تحويل النظام العالمي من أحادي أو ثنائي القطب، إلى تعددي ثلاثي القطب، مكون من الولايات المتحدة، والصين، وروسيا مع الهند. ولهذا، ينتظر أن يتضمن أي بيان للقمة المرتقبة، الدعوة إلى مثل هذا النظام، حتى لو كان قيامه مستبعداً في المدى المنظور.


شبكة النبأ
٠٥-٠٤-٢٠٢٥
- سياسة
- شبكة النبأ
ثقافة اللجوء الى طاولة الحوار
وليس من مصلحة اي طرف الخوض في مواجهة مفتوحة بينهما لايعرف اي احد بنتائجها الكوارثية، كل المؤشرات على الارض توحي ان ساعة الصفر تكاد ان تقترب، والحل هو التزام الطرفين امريكا وايران بسياسة الصبر الاستراتيجي والتعقل والحكمة قبل فوات الاوان ويجب الخروج من عنق الزجاجة بأسرع وقت وعدم... يتذكر من عاش الايام التي احتدم فيها الصراع بين قطبي العالم آنذاك وهما الولايات المتحدة (الرئيس ايزنهاور) والاتحاد السوفييتي (الرئيس خروشوف) وفي اوج مضاعفات الحرب الباردة بينهما والتي اكتنفت العالم باسره، وذلك بسبب ماسمّي بأزمة خليج الخنازير مطلع ستينيات القرن الماضي والتابع لكوبا، والذي كان محمية روسية وتابعا للمعسكر الشيوعي، ولكونه قريبا جدا على حدود الولايات المتحدة، فحدثت الازمة بسبب الخوف من تعرّض اراضي الولايات المتحدة الى هجوم نووي ـ صاروخي سوفييتي محتمل ما يعرِّض الامن القومي الامريكي للخطر. وقد حبس العالم باسره انفاسه خشية تهوّر الطرفين باستخدام السلاح النووي بينهما، لاسيما وان مأساة هيروشيما وناكازاكي ـ اللتين ضُربتا بقنابل ذرية امريكية ابان الحرب العالمية الثانية ما عجّل في انهاء تلك الحرب ـ مازالتا ماثلتين للذاكرة الجمعية العالمية والتاريخ قد يعيد نفسه لبقاء الغطرسة والعنجهية الامريكية ذاتها. ولكن: يبدو من واقع الحال ان ثقافة اللجوء الى طاولة المفاوضات ماتزال بعيدة عن الطرفين (الولايات المتحدة وايران) رغم ان المناخ الجيوسياسي يشي بسيناريوهات كارثية خطيرة ومدمّرة لجميع منطقة الشرق الاوسط، ولاتكون اي دولة (ومنها العراق بحكم التماس الجيبولوتيكي المباشر مع ايران) بمنأى عن مخاطر تلك السيناريوهات، واحتمال عودة سلسلة الاخطاء الاستراتيجية الامريكية والتي عانت منها الكثير من البلدان كأفغانستان والصومال وبنما وغيرها من بلدان العالم الثالث المنكوبة كان العراق واحدا منها بسبب اضحوكة مايسمّى بوجود اسلحة الدمار الشامل في ترسانته العسكرية والتي ثبتت جميع الادلة عدم وجود هكذا اسلحة لديه. وبذات الذريعة تحاول امريكا تكرار خطئها الاستراتيجي الفادح مع ايران كما كان التدخل العسكري المباشر في العراق 2003 خطأ استراتيجيا مايزال العراق يدفع ثمنه الباهظ لحد الان. ليس من مصلحة ايران او الولايات المتحدة هذا الاحتقان الذي بدئ بينهما صبيحة انتصار الثورة والاطاحة بحكم بهلوي 1979 ومضاعفات احتلال السفارة الامريكية في طهران، كما ليس من مصلحة اي طرف تبادل الصفعات والتلويح بالهجوم المدمر وعرض العضلات الدونكيشوتية باستقدام حاملات الطائرات التي تلوح بها امريكا تخويفا لخصومها بشكل مستمر، وكما قال الرئيس ترامب بالحرف الواحد: (ان ايران ستواجه قصفا لم تشهده من قبل - اذا لم تتفق مع الولايات المتحدة). من جانبه رد مستشار خامنئي علي لاريجاني (ان ايران ستطور سلاحا ذريا اذا ضربتها اسرائيل او الولايات المتحدة) فيما هدد خامنئي: (أن أي استهداف لإيران سيقابل برد "قاسي" من الولايات المتحدة الأمريكية)، وهذا يعني ان ايران ستطور سلاحا ذريا اذا ضربتها اسرائيل او الولايات المتحدة وأي استهداف أمريكي للمنشآت النووية الإيرانية قد يدفع طهران إلى رفع سقف المواجهة، وربما التفكير جدياً بتغيير عقيدتها النووية، وهو ما لمّح إليه بعض المسؤولين الإيرانيين مؤخرًا في ظل التصعيد المتبادل وهو ما يؤدي الى اشعال منطقة الشرق الاوسط باسرها والرجوع بالذاكرة الى اجواء معركة فيتنام التي مازالت الولايات المتحدة تلعق جراحها الدامية منها. وليس من مصلحة اي طرف الخوض في مواجهة مفتوحة بينهما لايعرف اي احد بنتائجها الكوارثية، كل المؤشرات على الارض توحي ان ساعة الصفر تكاد ان تقترب، والحل هو التزام الطرفين امريكا وايران بسياسة الصبر الاستراتيجي والتعقل والحكمة قبل فوات الاوان ويجب الخروج من عنق الزجاجة بأسرع وقت وعدم تكرار تجربة خليج الخنازير المرع

عمون
٢١-٠٣-٢٠٢٥
- سياسة
- عمون
الوجه الآخر لمعركة الكرامة
كان الشهيد وصفي التل هو الذي أطلق على عمان تسمية هانوي العرب، تيمنًا بحالة المقاومة الثورية في مدينة هانوي عاصمة فيتنام الشمالية، وأتت معركة الكرامة لتضع هذه المقولة حيز التنفيذ، حيث تحقق أول انتصار عسكري على الجانب الإسرائيلي ودحرت قوات العدو بمقاومة شرسة من الجيش الأردني والفدائيين الفلسطينيين في معركة الكرامة في 21 أذار 1968، إلا أن الواقع كان أكثر تعقيدًا والوضع كان مختلفًا عن حسابات رجل رومانسي يمتلك تاريخًا في العمل العسكري المسلح ضد العدو. أعطى الانتصار شعورًا بالنشوة ليس للأردن والفدائيين الفلسطينيين وحدهم، بل أن عمان تحولت إلى قبلة إلى حركة عالمية واسعة تقاوم الإمبريالية والاستعمار القديم والجديد، فيصلها دينيز جيزميش التركي الذي المؤرق للأمن والاستقرار في بلاده، وبعده يأتي الشاب الفنزويلي إيليش راميرز سانشيز (كارلوس)، ويلحقهم الأديب الفرنسي جان جينيه، ولكن بقيت حقيقة مهمة غائبة، وهي أن أحدًا لن يتحمل تكلفة هانوي في عمان، والاتحاد السوفييتي الذي كان أول دولة تعلن الاعتراف بدولة إسرائيل بعد يومين من اندلاع حرب 1948 ينظر إلى هؤلاء القادمين بأحلامهم العريضة بوصفهم خوارج وحالمين وتحريفيين ومؤرقين، فالاتحاد السوفييتي لم يكن يومًا يستهدف وجود إسرائيل، حتى في فترات الانقطاع التي حدثت بعد حرب حزيران 1967. قبل حرب حزيران، وفي أيام ساخنة من التاريخ العربي، توجه الملك الحسين إلى القاهرة ليوقع في نهاية أيار 1967 اتفاقية للدفاع المشترك مع القاهرة، وربما كان يدرك إلى حد بعيد أن أية أعمال عسكرية مصرية لن تكون منتجة، ولكن في أسوأ كوابيسه لم يكن يتخيل سيناريو الكارثة التي ستحدث بعدها بأيام قليلة، وحتى لو كانت متوقعة من قبله، فالأرجح أنه لم يكن ليتراجع عن الاتفاق مع مصر، وعن دخول الحرب بعد أن تدمير الطائرات المصرية في مرابضها والتفرد جويًا بالجيش المصري في سيناء واعتلاء هضبة الجولان الاستراتيجية التي تجعل إسرائيل اليد العليا في بلاد الشام، لم يكن التراجع خيارًا لأنه كان سيضعه في موقع اللوم، وحتى التخوين من العرب المختطفين في تنغيمات صوت أحمد سعيد المدوية من إذاعة صوت العربي. تلقى الملك الحسين والجيش الأردني الإشادة والتقدير من جمال عبد الناصر في خطاب التنحي، ولكنه خسر نصف مملكته، الضفة الغربية كانت بالفعل نصف المملكة، اقتصاديًا وسكانيًا، فالرقعة الزراعية في الأردن ليست بالكبيرة، والضفة أرض خصبة تطل على الأغوار لتعود متكاملة مع المناطق الجبلية الخصبة في البلقاء وحوران، ولكن الدور الأردني في سياقه العربي لم يكن منتهيًا، فالجانب المصري سيطلق حرب الاستنزاف، والأردن سيستقبل اللاجئين بكثافة، مع انكفائهم للعمق المديني بعد أن كان تواجدهم على خطوط التماس في الضفة الغربية ومدنها ومخيماتها. الموقف السوفييتي بعد الحرب أتى مخيبًا للآمال بعض الشيء، ولكن اضطر المصريون لتصديقه لعدم امتلاكهم خيارات أخرى تكتيكيًا، بينما كان الأردن يدرك أن اسرائيل غير قابلة للمساس وجوديًا في العقيدة السوفييتية التي لا يمكن أن تنفصل عن تسويات أوروبا ما بعد الحرب العالمية الثانية. السيطرة على ايقاع العمل الفدائي كان استراتيجية مارسها الملك الحسين، وأعلن أنه الفدائي الأول، وكان العمل الفدائي يتحرك ضمن التوافقات المصرية – الأردنية بالدرجة الأولى، فالواقع أن دول الطوق كانت تعيش كارثة اقتصادية وليست لديها القدرة على الانخراط في القتال من جديد، والمصريون ينتظرون التبرعات الخليجية التي أقرت في مؤتمر الخرطوم شهرًا بشهر، إلا أن ما حدث في الكرامة أدى إلى حالة من النشوة قلبت الموازين وأدت إلى اضطراب الحسابات، والعمل على تسخين الوضع ضد إسرائيل بصورة غير مسبوقة، وغير مقبولة في المعادلة العالمية التي كانت تبحث عن جني ثمار انتصار 1967 من خلال اتفاقية سلام شاملة، بحيث تصبح المسألة هي استعادة الأراضي المحتلة سنة 1967، بينما تصبح اسرائيل على أرض 1948 واقعًا لا يمكن تجاوزه لأنه شريك في ترتيبات الاستعادة المأمولة في ذلك الوقت. كانت عمان وقتها تستضيف عشرات الضباط والأطباء المصريين الذين يشكلون عمقًا للفدائيين الفلسطينيين، وكان منهم محجوب عمر الشيوعي المصري العتيد الذي اتخذ موقفًا متحفظًا من بعض القوى المنفلتة والتي نظرت إلى نظام عبد الناصر بوصفه نظامًا رجعيًا، وأصرت على نجاعة الحل الفيتنامي، وتجاهلت حقائق موضوعية مثل الخط المفتوح من موسكو وبكين لدعم الثوار الفيتناميين، في الوقت الذي كان عبد الناصر يناشد السوفييت بتزويده بالدفاعات الجوية الضرورية، ويوسط هواري بومدين وغيره ليشرحوا الموقف المصري. أخذت الأمور تتفاقم في عمان بعد معركة الكرامة، وبدت بعض التنظيمات الفلسطينية منبتة عن الواقع وتتوجه إلى تصعيد كبير، وحقيقة فإن أيلول الأسود لم يكن حدثًا مفاجئًا، ومقدماته الكثيرة توالت بعد المعركة، ففي 10 سبتمبر 1969 يتوجه بهجت التلهوني إلى القاهرة، ويذهب إلى عبد الناصر في منزله ليجد طلبًا مهذبًا بأن يجتمع مع نائب الرئيس أنور السادات، ليهدد التلهوني بالعودة إلى عمان وتقديم استقالة حكومته إذا لم يقابل عبد الناصر، وبالفعل يصعد إلى غرفته في زيارة بدت عيادة لمريض ويتابع الحديث عن الوضع المتأزم في عمان مع السادات. لم يتمكن عبد الناصر تحت ضغط الهجوم الإسرائيلي في عملية الزعفرانة من التجاوب مع الأوضاع في الأردن، وكان على ياسر عرفات أن يكون عمليًا في مواجهة المزاودة الواسعة من تنظيمات كثيرة، وأن يحاول البقاء في الأردن لأن ذلك أفضل من التعامل مع السوريين المتحفظين والمتكتمين والذين يتخذون مواقفهم بصورة مستقلة، ولكن الأمور أخذت تفلت تمامًا حتى من عرفات، ومن صلاح خلف الذي حاول أن يجثمع التنظيمات وأن يضعها أمام حقيقة الموقف العبثي الذي تتخذه، وحديث بعضها عن إسقاط النظام في الأردن، وفي تلك المرحلة كان القذافي يظهر على الساحة، ليصبح لاعبًا جديدًا يغري الفصائل بالتمويل والسلاح، عبد الناصر الجديد بعد أن فقد عبد الناصر الأصلي لياقته بسبب الهزيمة والمرض. ثم جاءت عملية اختطاف الطائرات ومطار الثورة، ووضعت الأردن في موقف محرج أمام العالم بأسره، فالطائرات كانت تنتمي إلى سويسرا وبريطانيا والولايات المتحدة، والركاب من جنسيات مختلفة، والملك الحسين في موقف محرج فعلًا، وكان عبد الناصر منزعجًا للغاية، ويقال أنه أعطى الضوء الأخضر لأحداث أيلول الأسود، فيتناقل البعض مقولة (أقرص أذنهم)، ولكن عبد الناصر لم يكن يدرك أن القدر يغلي منذ أشهر، وأنه نفسه تجاهل المناشدات الأردنية بالتدخل، وفي المقابل، كان ياسر عرفات عليه أن يظهر شجاعًا في مواجهة قوى تحاول الإطاحة به وتحجيمه لأنه الآخر أحد ممثلي الرجعية العربية. البقية معروفة، يرحل الفدائيون إلى لبنان، ويتكرر نفس الخطأ في بيروت، ويغضب عرفات من جديد عندما حدثته الإعلامية اللبنانية ماريا معلوف وأشارت إلى جمهورية الفكهاني بوصفها منازعة من عرفات للبنانيين في السيادة على بلدهم، وكان الرجل غاضبًا حقًا لأن ما حدث في عمان وبيروت لم يكن أبدًا من صنيعته المباشرة ولا من غاياته فهو يعرف تمامًا أي موقع يشغله على رقعة العالم. كانت معركة الكرامة صفحة ناصعة البياض في التاريخ العربي، وصل الفدائيون خلالها إلى الالتحام بالسكاكين في الميدان، بتغطية وهبة شجاعة من الجيش الأردني، وكان ضابط أردني من أصول أرمنية يطلب من رفاق السلاح أن يدكوا موقعه بالمدفعية ليستهدفوا الآليات الإسرائيلية التي تحاصره. أكثر من ثمانين شهيدًا من الجيش الأردني ارتقوا في المعركة، ومعهم أكثر من مائتي فدائي وعند الحديث عن الفدائيين فهم لم يكونوا فلسطينيين فقط، بل وأردنيين وسوريين وعراقيين أيضًا. لم يتمكن العقل العربي من التعامل مع الهزيمة بالصورة اللائقة، ويبدو أنه لم يتمكن من التعامل مع النصر أيضًا.