أحدث الأخبار مع #والبلوتونيوم


الصحراء
٢١-٠٤-٢٠٢٥
- سياسة
- الصحراء
من التسريب إلى التهديد: إدارة ترامب تراوغ طهران وتحرج تل أبيب
تبقى أولوية ترامب تقديم الدبلوماسية والتفاوض الأسبوع الماضي في مسقط، وأمس الأول في روما بطريقة غير مباشرة بإصرار إيراني، حتى تُرفع العقوبات، لتجنب التصعيد والعمل العسكري. وذلك بهدف كما يؤكد الطرفان التوصل لاتفاق نووي مستدام يجمد برنامج إيران النووي. دون إطالة أمد المفاوضات وسط تصاعد الضغوط على إدارة ترامب للتوصل لاتفاق أو القيام بعمل عسكري أو ترك إسرائيل تقوم بتخريب البرنامج النووي الإيراني وخاصة مع تقييمات الاستخبارات الأمريكية والإسرائيلية أن إيران قد اتقنت الدورة النووية ـ ونجحت بتخصيب كميات كافية من اليورانيوم المخصب والبلوتونيوم ـ المادتان الرئيسيتان لصناعة القنبلة النووية ـ وكان مفاجئا مبالغة إعلان السناتور لندسي غراهام المقرب من الرئيس ترامب، «يمكن لإيران إنتاج 6 قنابل نووية خلال فترة وجيزة، وسيستهدفون إسرائيل وبعدها الولايات المتحدة»!! كان ملفتا تسريب أكثر من مسؤول تفاصيل النقاش والخلافات بين صناع القرار في إدارة ترامب لصحيفة نيويورك تايمز حول الطريقة الأفضل للتعامل مع إيران لتجميد برنامجها النووي. الذي لعب الرئيس الأسبق باراك أوباما الدور الرئيسي في التوصل لاتفاق نووي مع مجموعة(5+1) للدول دائمة العضوية في مجلس الأمن وألمانيا مع إيران بعد مفاوضات سرية في مسقط ـ سلطنة عمان ولاحقا في جنيف وتوقيع الاتفاق النووي في يوليو 2015 في فيينا، لينتقده المرشح دونالد ترامب ويصفه بالاتفاق السيئ ـ ويدفع الولايات المتحدة للانسحاب من الاتفاق النووي في مايو 2018. ويفرض نظام أقسى العقوبات على إيران والذي أبقته إدارة بايدن وتفاوض عليه اليوم إدارة ترامب. كشف تقرير صحيفة «نيويورك تايمز» عن انقسام بين صناع القرار في إدارة ترامب. عارض كل من نائب الرئيس-فانس، ووزير الدفاع هاغسيث ومديرة الاستخبارات الوطنية(أعلى جهاز استخبارات المشرف على 18 جهاز استخبارات في مجتمع الاستخبارات الأمريكية)وكبيرة موظفي البيت الأبيض والس ـ توجيه ضربات عسكرية إسرائيلية بمشاركة الولايات المتحدة عسكريا ولوجستيا ضد منشآت إيران النووية في شهر مايو القادم!! حتى أن نتنياهو بلغت به الجرأة أن يطلب من ترامب دعم إسرائيل بقصف مكثف لإرسال فريق كوماندوز من القوات الخاصة لتدمير المنشآت النووية كما فعلوا قبل أشهر في سوريا. بينما أيد دعم العملية العسكرية مستشار الأمن الوطني مايكل والتز، والجنرال كارالا قائد مسرح العمليات العسكرية الأمريكية في القيادة الوسطى المسؤولة عن حروب الولايات المتحدة الأمريكية في المنطقة!! كان واضحاً حشد إدارة ترامب إجراءات احترازية والقيام بخطوات عملية بشن حرب نفسية وإعلامية على إيران، يصفها الرئيس ترامب تحقيق «السلام من خلال القوة» والتفاوض تحت الضغط بتعمد مفاقمة المعاناة الإنسانية وتصعيد حرب الإبادة والحصار ومنع إدخال الماء والطعام والمواد الطبية والغذائية كما تطبقه إسرائيل وإيلام أهالي غزة لإجبار حماس على الخضوع والتنازل. أرسلت وزارة الدفاع الأمريكية حاملة طائرات ثانية هي كارل فانسون-وصلت إلى بحر العرب وباب المندب لتنضم لحاملة الطائرات هاري ترومان المتمركزة في البحر الأحمر، وتقود عمليات قصف بعشرات الغارات يوميا على مواقع الحوثيين، وآخرهم فجر الجمعة الماضي على ميناء رأس عيسى النفطي-أدى لمقتل 74 شخصاً. ومع ذلك يستمر الحوثيون باستهداف تل أبيب والقدس بصواريخ فرط صوتية.. ولكن هذه المعدات العسكرية البحرية المهمة مع إرسال 6 مقاتلات B-2 شبح الأحدث في الترسانة الجوية الأمريكية-تستطيع حمل قنبال زنة الواحدة 30 ألف رطل ـ 13.600كلغ-قادرة على اختراق أعماق التحصينات الأرضية في سراديب سحيقة لمنشآت إيران النووية في ناتنز وذلك بعد تدمير الدفاعات الأرضية الإيرانية. كما رحبت ودعمت دول مجلس التعاون الخليجي بيانات رسمية خطوات التفاوض والمباحثات في جولتها الأولى بين الطرفين الأمريكي والإيراني في مسقط والجولة الثانية أمس الأول السبت في روما. كما نقلت دول مجلس التعاون الخليجي فرادى للطرفين الأمريكي والإيراني على عدم السماح للقوات الأمريكية استخدام الأراضي والأجواء والموانئ الخليجية لشن أي عمل عسكري ضد إيران ينطلق من أراضيهم. وكان ملفتا وحدثاً غير مسبوق منذ عقود، زيارة وزير من الأسرة المالكة، الأمير خالد بن سلمان وزير الدفاع السعودي(وليس وزير الخارجية) ونجل الملك سلمان وشقيق ولي العهد الأمير بزيارة ملفتة بتوقيتها ومضمونها إلى طهران. وتسليم رسالة خطية إلى المرشد الأعلى علي خامنئي. أكد المرشد الأعلى على أهمية تطوير العلاقات الثنائية «والتواصل سيكون مفيداً لكلا البلدين أن تكملا بعضهما البعض». والتقى الأمير خالد بن سلمان الرئيس مسعود بازكشيان ورئيس هيئة أركان القوات المسلحة اللواء محمد باقري. واضح هدف تسريب ترامب خطط إسرائيل العسكرية، ممارسة الضغط وإحراج إسرائيل وتأجيل العمل العسكري، ومنح الدبلوماسية والتفاوض فرصة، ووصلت رسالة ترامب لنتنياهو في البيت الأبيض. برفضه دعم قصف مواقع إيران النووية لأسباب أمنية وإقليمية واستراتيجية خشية من توسيع رقعة الحرب، مع بقاء الخطوط الحمراء بمنع إيران امتلاك السلاح النووي. في تهديد واضح لإيران! ويبقى التحدي موازنة رفض إيران تفكيك برنامجها النووي ورفع العقوبات، واقتصار المفاوضات على البرنامج النووي، ورفض تجميد برنامجها الصاروخي. وهذا ما يرفضه صقور إدارة ترامب بتحريض نتنياهو! أستاذ في قسم العلوم السياسية ـ جامعة الكويت نقلا عن القدس العربي


الدستور
١٧-٠٤-٢٠٢٥
- أعمال
- الدستور
انخفاض المخزونات السويسرية من المواد النووية في الخارج عام 2024
انخفضت المخزونات السويسرية من المواد النووية في الخارج عام 2024 في حين زادت كمية اليورانيوم المنخفض التخصيب بشكل طفيف (+ 3ر27 طن) وانخفضت كمية اليورانيوم الطبيعي بشكل أكثر حدة (- 8ر81 طن) والكميات الأخرى هى نفسها. وأعلن المكتب الفيدرالي للطاقة (أو إف إي إن) المختص في شئون الطاقة في سويسرا في بيان صدر اليوم الخميس - أن مخزونات المواد النووية السويسرية موجودة في ألمانيا وفرنسا وبريطانيا والولايات المتحدة وإسبانيا والسويد وتنشأ اختلافاتها نتيجة اكتساب اليورانيوم وتحويله إلى عناصر وقود، وذلك حسب المتطلبات الاقتصادية ومتطلبات التشغيل. وذكر راديو "إل إف إم" الاخباري السويسري- أن كمية اليورانيوم الطبيعي تبلغ نحو 770 طنا، في حين استقرت عند نحو 1000 طن بين عامي 2020 و2022. وقد تضاعفت تقريبا في عام 2020، أما بالنسبة لليورانيوم منخفض التخصيب، فيبلغ المخزون نحو 141 طنا وكان 6ر113 طنا في العام السابق. وأضاف الراديو، أنه لم يتغير اليورانيوم المنضب (8 كجم) والبلوتونيوم (1 كجم) منذ عام 2017. ومع ذلك، لا تخزن سويسرا الثوريوم أو اليورانيوم عالي التخصيب في الخارج، أما بالنسبة لمخزونات اليورانيوم الناتجة عن إعادة المعالجة، فقد تم القضاء عليها عام 2020. ومنذ دخول قانون الطاقة النووية والقرار الخاص بتطبيق الضمانات حيز التنفيذ، أصبح لزاما على السلطات الإشرافية الإعلان سنويا عن جميع مخزونات المواد النووية السويسرية في الخارج. يذكر أن اليورانيوم المنضب هو ناتج ثانوي من عمليات تخصيب اليورانيوم، لذلك فهو متوفر بأسعار قليلة جدا.


شبكة النبأ
١٥-٠٤-٢٠٢٥
- سياسة
- شبكة النبأ
استراتيجية ترامب إلى طهران وكيفية تحويل أقصى الضغوط إلى دبلوماسية شخصية
يُمكن لترامب أن يُسهم في دفع العملية قُدمًا من خلال مُقايضةٍ بسيطةٍ لكنها جوهريةٍ تفتح الباب أمام دبلوماسيةٍ مباشرةٍ رفيعة المستوى: تعليق عقوبات الضغط الأقصى مؤقتًا مقابل تعليق إيران تخصيب اليورانيوم للفترة الزمنية نفسها. قد يُمهّد ذلك الطريق للاجتماع الرئاسي الذي سعى إليه ترامب منذ فترةٍ طويلة... بقلم: كومفورت إيرو، الرئيس والمدير التنفيذي لمجموعة الأزمات الدولية يوم السبت، 12 أبريل/نيسان، إستئنف المسؤولون الأمريكيون والإيرانيون محادثاتهم بشأن كبح البرنامج النووي الإيراني. وتأتي هذه المحادثات بعد أن أرسل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب رسالة، في أوائل مارس/آذار، إلى المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي يقترح فيها إجراء مفاوضات. وقال الرئيس، معلنًا بدء المحادثات: "لدينا اجتماع مهم للغاية. سنرى ما يمكن أن يحدث". هناك أسبابٌ تدعو للأمل في نجاح مبادرات ترامب. فالرئيس مولعٌ بعقد الصفقات بشكلٍ فطري، وقد صرّح برغبته في إعادة ازدهار إيران. لكن هناك أيضًا أسبابٌ للخوف. فحتى مع ترحيبهم بالمحادثات، صعّد مسؤولو ترامب الضغط على طهران. وضاعفت الإدارة من فرض العقوبات - وهو نهجٌ يبدو أنه يهدف إلى إفلاس إيران - وشنّوا غاراتٍ جوية على الحوثيين المدعومين من إيران في اليمن. بل إن ترامب نفسه منح إيران مهلةً زمنيةً قصيرةً مدتها شهران للتوصل إلى اتفاقٍ بشأن برنامجها النووي. وإذا فشل الجانبان، فقد هدّد صراحةً بمهاجمة البلاد. لا ينبغي لأحد أن يرغب في حرب بين إيران والولايات المتحدة. إذا ضربت واشنطن منشآت طهران النووية، فقد يُعيق ذلك البرنامج مؤقتًا. لكن إيران قد تُضاعف جهودها النووية حينها. كما سترد إيران فورًا بهجمات إقليمية من جانبها، مما يُفاقم التوتر في الشرق الأوسط. هناك سبب وجيه لقول ترامب نفسه إن "الجميع يُجمعون على أن إبرام اتفاق أفضل من اتخاذ القرار الواضح". لكن بدء المفاوضات شيء، والتوصل إلى اتفاق شيء آخر. لا شك أن الولايات المتحدة قادرة على إلحاق ضرر اقتصادي كبير بالجمهورية الإسلامية باستخدام سيفها الحاد: وقد تجلى ذلك جليًا خلال ولاية ترامب الأولى، ومع عقوبات "الضغط الأقصى" الاقتصادية التي أعاد إحياءها. وحتى يُثمر ذلك دبلوماسيًا، يجب على ترامب السعي لتحقيق أهداف قابلة للتحقيق بدلًا من توقع استسلام تام من طهران. يعتقد المسؤولون الإيرانيون أن الأمر الأخطر من المعاناة من العقوبات الأمريكية هو الاستسلام للمطالب المتطرفة. هذا لا يعني أن الضغط لا مكان له في الدبلوماسية مع إيران. فالجمهورية الإسلامية أكثر استعدادًا للحوار مع إدارة ترامب مما كانت عليه مع إدارة بايدن، لأن الأثر المتراكم للعقوبات وضع الاقتصاد الإيراني في وضع حرج، ولأن إيران أصبحت أكثر ضعفًا مما كانت عليه منذ عقود. ثمانية عشر شهرًا من الحرب مع إسرائيل أضعفت شبكة حلفاء إيران بشكل كبير، وأضعفت دفاعاتها الجوية. لكن يجب ربط الضغط الأمريكي بأهداف واقعية. ففي نهاية المطاف، لم يُبرم الاتفاق النووي لعام 2015 بسبب تداعيات العقوبات الإضافية فحسب، بل أيضًا لأن الولايات المتحدة كانت مستعدة للتخلي عن شرطها القاضي بإغلاق طهران لبرنامجها النووي بالكامل، طالما أن مخزونات إيران من اليورانيوم والبلوتونيوم مقيدة بشدة وخاضعة للمراقبة المكثفة. إذا أراد ترامب حقًا إبرام اتفاق، فعليه -مثل إيران- أن يكون مستعدًا للتكيف إلى حد ما على الأقل. فعلى سبيل المثال، ينبغي أن يكون مستعدًا للسماح لإيران بالاحتفاظ بعناصر من برنامجها النووي أو برنامجها الصاروخي مع الاستمرار في تقديم تخفيف العقوبات، بما في ذلك على تجارة النفط الإيرانية، والوصول إلى الأصول المجمدة. وإلا، فقد تنهار المحادثات، مما يؤدي إلى حرب إقليمية لا يريدها أحد - وهذا يتعارض بالتأكيد مع مصالح الولايات المتحدة. بدء العد التنازلي النهائي كان الاتفاق النووي الإيراني لعام ٢٠١٥، على الرغم من تعقيده، صفقةً سهلةً نسبيًا. قبلت الجمهورية الإسلامية قيودًا وإجراءاتٍ للشفافية على برنامجها النووي، وفي المقابل، حصلت على تخفيفٍ للعقوبات. لم يُقيّد الاتفاق برنامج إيران الصاروخي ودعمها للجهات الفاعلة غير الحكومية في جميع أنحاء الشرق الأوسط؛ إذ رفضت طهران قبول أيٍّ منهما كجزءٍ من المفاوضات. لكن الاتفاق الناتج فرض قيودًا صارمةً على سلوك إيران. فقد حدّ من تخصيب اليورانيوم وتخزينه، وفتح منشآتها النووية للمراقبة الدولية الصارمة. ثم في عام ٢٠١٨، انسحب ترامب من الاتفاق، وتسارعت وتيرة التطوير النووي للبلاد. واليوم، تستطيع طهران إنتاج المواد الانشطارية اللازمة لرأس نووي في غضون أيام، وتمتلك مخزونًا يُمكّنها من صنع أسلحة متعددة. وتشير معظم التقديرات إلى أن إيران، لو أرادت، فإنها تستطيع صنع قنابل فعالة في غضون بضعة أشهر فقط. بعبارة أخرى، الجمهورية الإسلامية على أعتاب أن تصبح القوة النووية العاشرة في العالم. بدأت العديد من النخب السياسية الإيرانية تطالب بأن تصبح البلاد نووية. إن شبكة حلفاء إيران في جميع أنحاء المنطقة - ما يسمى بمحور المقاومة - أضعف اليوم مما كانت عليه منذ سنوات، مما يجعل من الصعب على البلاد تهديد إسرائيل والولايات المتحدة. بالنسبة لإيران، فإن إضعاف إسرائيل لحزب الله في لبنان يمثل نكسة كبيرة بشكل خاص. اعتبرت طهران الجماعة رادعًا رئيسيًا ضد إسرائيل، ولكن بعد ذلك دمرت إسرائيل مخزونها من الصواريخ وقتلت كبار قادتها. يجادل المتشددون في طهران بشكل متزايد بأنهم بحاجة إلى الأسلحة النووية للحفاظ على أمن إيران. على النقيض من ذلك، يبدو أن خامنئي لا يزال ينظر إلى البرنامج النووي على أنه ورقة تفاوضية. قد يخشى أيضًا أن تلاحظ وكالات الاستخبارات الإسرائيلية أو الأمريكية اندفاعًا نحو التسلح، مما يدفع إلى ضربة. ولكن مع تصاعد التوترات، من المرجح أن يواجه المزيد من الضغوط من داخل المؤسسة الإيرانية. الوقت ينفد أمام طرق أخرى أيضًا. تضمن الاتفاق النووي لعام 2015 آلية "سناب باك"، المصممة للسماح لأي من أطراف الاتفاق بإعادة فرض العقوبات الدولية. ومع ذلك، ينتهي هذا البند في أكتوبر، لذا فإن وقت استخدامه ينفد. في غياب حل سلمي للحد من التقدم النووي الإيراني، من المرجح أن تُفعّل فرنسا وألمانيا والمملكة المتحدة آلية "سناب باك". قد ترغب الصين وروسيا في منع سريانها، لكن حق النقض (الفيتو) المعتاد في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة لن يُطبق في هذه الحالة (بفضل بند صريح في الاتفاق النووي). ستؤكد القوى الغربية - على الأقل نظريًا - أن الجمهورية الإسلامية تخضع مرة أخرى لقيود ما قبل عام 2015. من جانبها، هددت إيران بالانسحاب من معاهدة حظر الانتشار النووي في حال عودة العقوبات، مما سيمهد الطريق أمام طهران لتقليص جميع عمليات المراقبة الرسمية تقريبًا لبرنامجها. وسيواجه ترامب بدوره ضغوطًا أكبر من القادة الإسرائيليين والصقور في واشنطن لتوجيه ضربة. وقد تفكر إسرائيل حتى في شن هجوم بمفردها، وهو ما سيستدرج الولايات المتحدة على الأرجح. ومع ذلك، حتى هجوم أمريكي وإسرائيلي ضخم من غير المرجح أن يضع حدًا للبرنامج النووي الإيراني. فالجمهورية الإسلامية تمتلك ببساطة كميات كبيرة من المواد المخصبة، وقد خزنت عددًا كبيرًا من أجهزة الطرد المركزي المتطورة في أماكن كثيرة جدًا، مما يصعّب على الجيشين الأمريكي والإسرائيلي تدميرها بالكامل بيقين مطلق. كما أن لديها العديد من الخبراء النوويين الذين يمكن تكليفهم بإحياء البرنامج من الأنقاض. حتى تقديرات الاستخبارات الأمريكية نفسها تتوقع أن الانتكاسة التي قد يتعرض لها البرنامج نتيجة هجوم عسكري ستكون قصيرة الأجل - ربما بضعة أشهر فقط. ولوقف برنامج فعلي باستخدام القوة، ستحتاج الولايات المتحدة إما إلى تكرار الضربات العسكرية بشكل متكرر أو محاولة تنفيذ حملة لتغيير النظام لكسر هذه الحلقة المفرغة، مع نتائج مدمرة وغير مؤكدة إلى حد كبير. قد يُسبب ضرب إيران تصعيدًا إقليميًا كبيرًا. قد تكون شبكة حلفاء إيران ضعيفة، لكن لا يزال أمامها خيارات - لا سيما من خلال الحوثيين أو الجماعات المدعومة من إيران في العراق - بالإضافة إلى مخزوناتها من الصواريخ الباليستية. قد تردّ إيران على إسرائيل وعلى الأصول والقوات والمصالح الأمريكية. وكما أشار تقييم استخباراتي أمريكي حديث، فإن إيران، على الرغم من جراحها ودمائها خلال العام الماضي، لا تزال قادرة على "إلحاق أضرار جسيمة بالمهاجمين، وتنفيذ ضربات إقليمية، وتعطيل حركة الملاحة". بل إن إيران قد تضرب البنية التحتية النفطية في الخليج، مما يؤدي إلى ارتفاع أسعار النفط. الوصول إلى نعم هذه الحقائق كلها قاتمة بلا شك. لكن لا أحد سيستفيد من حرب أمريكية إيرانية، لذا لدى الجميع حافز لتجنبها. وهذا يمنح الدبلوماسية فرصة. قد تُسهم المحادثات المقبلة، المقرر عقدها في عُمان، في وضع الأمور على مسار واعد. ينبغي على الأطراف السعي لتحقيق هدفين: توضيح آلية التواصل، وتحديد النطاق الواسع للحل النهائي. لا تزال طهران غير مُلتزمة بشأن ما إذا كانت ستتفاعل مباشرةً مع المسؤولين الأمريكيين، وهو أمرٌ مُرهق وغير فعال. فالمخاطر كبيرة والوقت قصير جدًا بالنسبة للإيرانيين لتجنب التفاعل المباشر مع نظرائهم الأمريكيين. من جانبها، ينبغي على الولايات المتحدة أن تُشارك في المحادثات مُدركةً أن "نموذج ليبيا" (كما اقترح رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو) الذي يُطالب بالتفكيك الكامل للبنية التحتية النووية الإيرانية من غير المُرجح أن يُجدي نفعًا. من ناحية أخرى، يُمكن للقيود والشفافية أن تُسهما بشكل كبير في معالجة مخاوف منع الانتشار، مما يُبعد برنامج الجمهورية الإسلامية بشكل واضح عن العتبة النووية. إن إيجاد الوضوح، وفي الحالة المثالية، أرضية مشتركة كافية حول هذه القضايا يُمكن أن يُسهّل إجراء مناقشات أكثر كثافةً وتفصيلًا حول النقاط الدقيقة. لكي تنجح المحادثات، يجب على طهران وواشنطن أيضًا إدراك المتطلبات الدبلوماسية الأوسع لكل منهما. لن تُجري إيران مفاوضاتٍ جادة إذا وجّهت واشنطن تهديدًا لها. ولن يُجري ترامب محادثاتٍ جادة إلا إذا استطاع الانخراط في نوع الدبلوماسية المباشرة والشخصية التي يرغب بها - وتحديدًا في لقاءٍ مع الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان - والتي حُرم منها جميع أسلافه. بعبارةٍ أخرى، على الجانبين أن يتفقا على كيفية تعامل كلٍّ منهما مع المفاوضات إذا أرادا إيجاد أرضيةٍ مشتركة. إحدى طرق تعزيز زخم محادثات عُمان وحمايتها من محاولات التخريب هي أن يتدخل ترامب، الذي يُرجّح أن يكون داعمها الرئيسي، مباشرةً في العملية الدبلوماسية. يُظهر سجلّ ترامب في ولايته الأولى بوضوح أنه ليس متساهلاً مع إيران. إذا أُريدَ التوصل إلى اتفاق نووي، فقد يكون ترامب في وضعٍ فريدٍ يُمكّنه من حشد دعم صقور السياسة الخارجية الأمريكية، تمامًا كما تمكّن الرئيس الأمريكي السابق ريتشارد نيكسون من زيارة الصين وتحسين العلاقات بين بكين وواشنطن. يُمكن لترامب أن يُسهم في دفع العملية قُدمًا من خلال مُقايضةٍ بسيطةٍ لكنها جوهريةٍ تفتح الباب أمام دبلوماسيةٍ مباشرةٍ رفيعة المستوى: تعليق عقوبات الضغط الأقصى مؤقتًا مقابل تعليق إيران تخصيب اليورانيوم للفترة الزمنية نفسها. قد يُمهّد ذلك الطريق للاجتماع الرئاسي الذي سعى إليه ترامب منذ فترةٍ طويلة. إذا كانوا جادّين في دفع المحادثات قُدمًا، فينبغي على عُمان أو المملكة العربية السعودية أو الإمارات العربية المتحدة أو أي وسيطٍ آخر يحترمه ترامب أن يقترح مثل هذا الترتيب. يُمكنهم حينها استضافة الاجتماع رفيع المستوى والمناقشات الفنية اللاحقة. لإيران والولايات المتحدة تاريخٌ حافلٌ بالعداء. ثمة فجوةٌ في انعدام الثقة بين البلدين ستُكافح الدبلوماسية لرأبها. لكن التوصل إلى اتفاقٍ يبقى ممكنًا. إيران بحاجةٍ إلى اتفاق، وترامب يُريده. والبديل عن مفاوضاتٍ ناجحةٍ سيكون كارثيًا.


Independent عربية
١٣-٠٤-٢٠٢٥
- سياسة
- Independent عربية
مبررات استراتيجية ترمب الإيرانية
هناك أسباب عدة تدعو إلى الأمل في نجاح المحادثات الإيرانية الأميركية التي انطلقت خلال الـ12 من أبريل (نيسان) الجاري. فالرئيس الأميركي دونالد ترمب الذي بادر إلى الانفتاح على الطرف الإيراني، بعد أن وجه رسالة أوائل مارس (آذار) الماضي إلى المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي يقترح فيها إجراء مفاوضات، يمتلك شغفاً يكاد يكون غريزياً بعقد الصفقات. وصرح برغبته في إعادة الازدهار إلى إيران، بيد أن هناك أيضاً جملة من الأسباب الأخرى التي تدعو إلى الخوف من فشل هذه المحاولة. وعلى رغم ترحيبهم بالمحادثات، فقد صعد مسؤولو إدارة ترمب الضغط على طهران. وضاعفت الإدارة من فرض العقوبات -وهو نهج يبدو أن هدفه دفع إيران إلى الإفلاس- وشنت غارات جوية على الحوثيين المدعومين من قبل طهران في اليمن. حتى إن ترمب نفسه منح إيران مهلة شهرين للتوصل إلى اتفاق في شأن برنامجها النووي. وهدد صراحة بمهاجمة البلاد حال إخفاق الجانبين في بلوغ ذلك الهدف. لا ينبغي لأحد أن يرغب في نشوب حرب بين إيران والولايات المتحدة. إذا ضربت واشنطن منشآت طهران النووية، فقد يؤدي ذلك إلى عرقلة البرنامج موقتاً، بيد أن إيران يمكن أن تضاعف جهودها بغية الحصول على السلاح النووي. وسترد على الفور بهجمات إقليمية من جانبها، مما سيزيد من اضطراب الشرق الأوسط. وهناك سبب وجيه لقول ترمب نفسه إن "الجميع يتفقون على أن إبرام صفقة سيكون أفضل من القيام بما هو بديهي". إلا أن بدء المفاوضات شيء والتوصل إلى اتفاق شيء آخر. لا شك أن الولايات المتحدة قادرة على إلحاق ضرر اقتصادي كبير بإيران، وهو ما تبين خلال ولاية ترمب الأولى من خلال سياسة عقوبات "الضغط الأقصى" الاقتصادية التي أعاد تفعيلها. ولكن لكي يؤدي ذلك إلى ثمار دبلوماسية ملموسة، يجب على ترمب أن يعمل على بلوغ أهداف قابلة للتحقيق بدلاً من أن يتوقع استسلاماً تاماً من جانب طهران. ويعتقد المسؤولون الإيرانيون أن الشيء الوحيد الأكثر خطورة من معاناة التعرض إلى العقوبات الأميركية، هو الاستسلام للمطالب المتطرفة التي يطرحها ترمب. هذا لا يعني أن الضغط لا مكان له في التعامل الدبلوماسي مع إيران. إن الجمهورية الإسلامية أكثر استعداداً للتحدث مع إدارة ترمب مما كانت عليه مع إدارة بايدن، لأن التأثير المتراكم للعقوبات وضع الاقتصاد الإيراني في حال حرجة، وكذلك باعتبار أن إيران أصبحت أكثر ضعفاً مما كانت عليه منذ عقود. لقد أدت 18 شهراً من الحرب مع إسرائيل إلى إضعاف شبكة حلفاء إيران بصورة كبيرة، وخورت دفاعاتها الجوية. إلا أنه من الضروري أن يُربط الضغط الأميركي بأهداف واقعية. وفي نهاية المطاف، لم يجر التوصل إلى الاتفاق النووي لعام 2015 فقط بسبب الألم الذي سببته العقوبات الإضافية، ولكن أيضاً لأن الولايات المتحدة كانت مستعدة للتخلي عن مطلبها بأن توقف طهران برنامجها النووي تماماً، شريطة أن تكون مخزوناتها من اليورانيوم والبلوتونيوم مقيدة بشدة وتخضع للمراقبة على نطاق واسع. وإذا كان ترمب يرغب حقاً في إبرام اتفاق، فيجب عليه -كما على إيران- أن يكون مستعداً للقبول بمساومة ما. وينبغي به، على سبيل المثال، أن يكون مستعداً لقبول احتفاظ إيران بعناصر من برنامجها النووي أو برنامجها الصاروخي مع المضي قدماً في تخفيف العقوبات، بما في ذلك تلك المفروضة على تجارة النفط الإيرانية وإتاحة وصولها إلى الأصول المالية المجمدة. وإن لم يحصل هذا، فقد تنهار المحادثات ويصبح نشوب حرب إقليمية لا يريدها أحد مفروضاً على الجميع. وهذا يتعارض بصورة تكاد تكون مؤكدة مع مصالح الولايات المتحدة. العد التنازلي النهائي على رغم أن الاتفاق النووي الإيراني لعام 2015 كان معقداً، فإنه كان صفقة سهلة نسبياً. فقد قبلت طهران بفرض قيود على برنامجها النووي وبإخضاعه لإجراءات الشفافية، وحظيت في المقابل بتخفيف للعقوبات. ولم يقيد الاتفاق برنامج إيران الصاروخي ودعمها للجماعات المتمردة في أنحاء الشرق الأوسط كافة، إذ رفضت طهران قبول أي من هذين الشرطين كجزء من المفاوضات. غير أن الاتفاق الذي تمخضت عنه تلك المفاوضات فرض قيوداً صارمة على سلوك إيران. فقد حد من تخصيبها اليورانيوم وتخزينه، وفتح أبواب منشآتها النووية لرقابة دولية صارمة. ثم انسحب ترمب من الاتفاق عام 2018، فتسارعت وتيرة التطوير النووي للبلاد. واليوم، تستطيع طهران أن تنتج في غضون أيام المواد الانشطارية اللازمة لصناعة رأس حربي نووي، كما أنها تملك مخزوناً يمكنه أن يساعدها على صنع أسلحة متعددة. وتشير معظم التقديرات إلى أن بمقدور إيران أن تصنع، إذا أرادت، قنابل قابلة للاستخدام خلال بضعة أشهر فحسب. وبعبارة أخرى، إن الجمهورية الإسلامية توشك أن تصبح القوة النووية العاشرة في العالم. وبدأت نخب سياسية إيرانية عديدة المطالبة بتحويل البلاد إلى قوة نووية. إن شبكة حلفاء إيران في المنطقة، التي تسمى محور المقاومة، باتت اليوم أضعف مما كانت عليه منذ أعوام، مما يجعل من الصعب على البلاد أن تهدد إسرائيل والولايات المتحدة. وبالنسبة إلى إيران، يمثل إضعاف إسرائيل لـ"حزب الله" في لبنان انتكاسة كبيرة. فقد عدت طهران الحزب رادعها الرئيس ضد إسرائيل، غير أن الأخيرة دمرت مخزون الحزب من الصواريخ وقتلت كبار قادته. ويجادل المتشددون في طهران بصورة متزايدة بأنهم في حاجة إلى أسلحة نووية للحفاظ على أمن إيران. وفي المقابل، لا يزال خامنئي ينظر إلى البرنامج النووي على أنه ورقة تفاوضية. وقد يقلق أيضاً من أن تلاحظ وكالات الاستخبارات الإسرائيلية أو الأميركية اندفاعاً نحو التسلح، ما قد يدفعها إلى تنفيذ ضربة عسكرية ضد إيران. ولكن مع تصاعد التوترات، من المرجح أن يواجه [المرشد] ضغوطاً أكبر من داخل المؤسسة الإيرانية. إن إيران توشك أن تصبح القوة النووية العاشرة في العالم إن الوقت أخذ ينفد بالنسبة إلى سبل أخرى أيضاً. لقد تضمن الاتفاق النووي لعام 2015 آلية تسمح لأي من أطراف الاتفاق بإعادة فرض العقوبات الدولية، إلا أن هذا البند ينتهي خلال أكتوبر (تشرين الأول) المقبل، لذا فإن الوقت المتاح لاستخدامه آخذ بالتضاؤل. وفي غياب حل سلمي يؤدي إلى الحد من البناء النووي الإيراني، فإن فرنسا وألمانيا والمملكة المتحدة ستفعل في الغالب هذه الآلية. قد ترغب الصين وروسيا في منع سريان هذه الآلية، إلا أن حق النقض الذي تتمتعان به وتستعملانه عادة في مجلس الأمن الدولي لن يكون قابلاً للاستعمال في هذه الحال (بفضل بند صريح ورد في الاتفاق النووي). وستفرض القوى الغربية -في الأقل نظرياً– القيود التي خضعت لها إيران ما قبل عام 2015. من جانبها، هددت إيران بالانسحاب من معاهدة حظر الانتشار النووي إذا طُبقت العقوبات من جديد، وهو ما سيمهد الطريق أمام طهران لتقليص جميع صور المراقبة الرسمية لبرنامجها تقريباً. وبدوره، سيواجه ترمب ضغوطاً أكبر من القادة الإسرائيليين والصقور في واشنطن من أجل توجيه ضربة لها. وقد تفكر إسرائيل حتى في شن هجوم منفرد، وهذا سيفتح الباب بصورة شبه مؤكدة لاستدراج الولايات المتحدة على الأرجح. اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) ومع ذلك، حتى لو وقع هجوم أميركي إسرائيلي شامل فمن المستبعد أن ينهي البرنامج النووي الإيراني. إن الجمهورية الإسلامية تملك كميات هائلة من المواد المخصبة، وخزنت عدداً كبيراً من أجهزة الطرد المركزي المتطورة داخل مواقع متعددة، مما يجعل تدميرها بصورة كاملة وعلى نحو مؤكد بصورة مطلقة أمراً غير ممكن بالنسبة إلى الجيشين الأميركي والإسرائيلي. كما أن لديها عدداً من الخبراء النوويين الذين يمكن تكليفهم بإعادة إحياء البرنامج. حتى إن تقديرات الاستخبارات الأميركية نفسها تشير إلى أن انتكاسة البرنامج نتيجة هجوم عسكري ستكون قصيرة الأمد، وربما لن تستغرق أكثر من بضعة أشهر فحسب. ولوقف برنامج نووي بصورة فعلية من طريق القوة، ستحتاج الولايات المتحدة إما إلى توجيه الضربات العسكرية بصورة متكررة، أو إلى محاولة تغيير النظام من أجل كسر هذه الحلقة المفرغة، التي تحمل نتائج مدمرة وغير مؤكدة إلى حد كبير. كما أن ضرب إيران قد يسبب تصعيداً إقليمياً كبيراً. ربما تكون شبكة حلفاء إيران ضعيفة فعلاً، لكن هناك خيارات عديدة لا تزال متاحة لها، ولا سيما من خلال الحوثيين أو الجماعات المدعومة من قبلها في العراق، إضافة إلى مخزوناتها من الصواريخ الباليستية. ويمكنها الرد باستهداف إسرائيل وأيضاً القوات والمصالح الأميركية. وكما أشار تقييم استخباراتي أميركي حديث، فعلى رغم الخسائر التي تلقتها إيران خلال العام الماضي، فإنها لا تزال قادرة على "إلحاق أضرار جسيمة بالمهاجمين، وتنفيذ ضربات إقليمية، وتعطيل حركة الملاحة". بل إن إيران قد تستهدف حتى البنية التحتية النفطية في الخليج، مما يمكن أن يؤدي إلى ارتفاع أسعار النفط. اتفاقات مقبولة هذه الحقائق توحي بمستقبل قاتم بلا شك، بيد أن أحداً لن يستفيد من حرب أميركية إيرانية، لذا فإن ثمة حوافز لدى الجميع تحض على تجنبها، وهذا يمنح الدبلوماسية فرصة. ومن هنا، يمكن لمحادثات عمان أن تضع الأمور على مسار واعد. ويتعين على الأطراف السعي إلى تحقيق هدفين هما توضيح صيغة المشاركة، وتحديد النطاق الواسع للهدف النهائي. ولا تزال طهران لم تحسم موقفها من الانخراط في محادثات مباشرة مع المسؤولين الأميركيين، وهو توجه غير عملي وغير فعال. فالأخطار أكبر بكثير والوقت أقصر (بصورة ملموسة) بالنسبة إلى الإيرانيين بصورة لا تسمح لهم بتجنب التفاعل المباشر مع نظرائهم الأميركيين. ومن ناحيتها، يجب على الولايات المتحدة أن تقارب المحادثات وهي تدرك بصورة مسبقة أن من المستبعد أن ينجح "نموذج ليبيا" (الذي اقترح اعتماده رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو) [النهج الذي اتبع مع ليبيا عام 2003، عندما قرر الزعيم الليبي معمر القذافي التخلي بالكامل وبصورة طوعية عن برنامج بلاده النووي وأسلحة الدمار الشامل، مقابل وعود بتحسين العلاقات مع الغرب ورفع العقوبات] بما فيه من مطالبة بالتفكيك الكامل للبنية التحتية النووية الإيرانية. ومن جهة أخرى، يمكن للقيود والشفافية المساعدة بصورة كبيرة على معالجة المخاوف المتعلقة بمنع الانتشار النووي، وتقييد قدرات إيران النووية. إن توفير الوضوح وإيجاد أرضية مشتركة كافية حول هذه القضايا، في الحال المثالية، من شأنهما أن يمهدا لإجراء مناقشات أكثر كثافة وتفصيلاً حول النقاط الدقيقة ذات العلاقة. ولكي تنجح المحادثات، ينبغي على كل من طهران وواشنطن الاعتراف [بشرعية] المتطلبات الدبلوماسية الأوسع للأخرى. ولن تتفاوض إيران بصورة صحيحة إذا وجهت واشنطن مسدساً إلى رأسها، كما أن ترمب لن يجري محادثات جادة ما لم يتمكن من الانخراط مع الطرف الآخر من طريق ذلك النوع من الدبلوماسية المباشرة والشخصية التي يرغب في اتباعها، أي في اجتماع مع الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان، وهو أسلوب حرم جميع أسلافه من استعماله. وبعبارة أخرى، يحتاج الجانبان إلى التصالح مع كيفية تعامل الطرف الآخر مع المفاوضات إذا أرادا إيجاد أرضية مشتركة. إن إحدى طرق زيادة زخم محادثات عمان وحمايتها من محاولات التخريب تتمثل في تدخل ترمب بصورة مباشرة في العملية الدبلوماسية، التي سيكون بطلها الرئيس على الأغلب. ويظهر سجله في ولايته الأولى بوضوح أنه ليس متساهلاً عندما يتعلق الأمر بإيران. وإذا أريد التوصل إلى اتفاق نووي، فقد يكون ترمب في وضع فريد يمكنه من حشد دعم المتشددين الأميركيين لهذا الاتفاق، تماماً كما فعل الرئيس الأميركي السابق ريتشارد نيكسون مما مكنه من القيام بزيارة الصين وتحسين العلاقات بين بكين وواشنطن. ويستطيع ترمب أن يدفع العملية قدماً إلى الأمام من خلال القيام بمقايضة بسيطة ولكنها جوهرية ومن شأنها أن تفتح الباب أمام تعامل دبلوماسي مباشر رفيع المستوى. وتتمثل هذه المقايضة بتعليق العقوبات القصوى بصورة موقتة مقابل تجميد إيران عمليات تخصيب اليورانيوم خلال الفترة الزمنية ذاتها. وقد يمهد ذلك الطريق لعقد اجتماع القمة الذي سعى إليه ترمب منذ فترة طويلة. لإيران والولايات المتحدة تاريخ حافل بالعداء. وهناك هوة من انعدام الثقة بين البلدين ستكافح الدبلوماسية لرأبها، غير أن الاتفاق لا يزال ممكناً. إن إيران في حاجة إلى صفقة يريدها ترمب أيضاً، والبديل المحتمل لمفاوضات ناجحة سيكون أمراً كارثياً. كومفورت إيرو الرئيس والمدير التنفيذي لـ"مجموعة الأزمات الدولية". مترجم عن "فورين أفيرز"، الـ11 من أبريل (نيسان) 2025


العهد
١١-٠٤-٢٠٢٥
- سياسة
- العهد
خبيرة أميركية: البديل عن المسار التفاوضي مع إيران هي الكارثة
توقفت رئيسة مجموعة الأزمات الدولية كومفورت إيرو في مقالة نشرت بمجلة "Foreign Affairs" عند الأسباب التي تدعو إلى التفاؤل بأن المبادرات التي يقدم عليها الرئيس الأميركي دونالد ترامب حيال إيران ستنجح. وتحدثت الكاتبة عن عشق ترامب لإبرام الصفقات، مشيرة إلى أنَّه قال إنه يريد أن تكون إيران مزدهرة، غير أنها أضافت أنَّ هناك أسبابًا تدعو إلى الحذر، مشيرة إلى أنَّ المسؤولين في إدارة ترامب كثّفوا الضغوط على طهران، كما كثفت إدارة ترامب فرض العقوبات وشنّت ضربات جوية على اليمن. هذا، وشددت الكاتبة على أنَّ أيّ طرف يجب ألا يكون راغبًا في الحرب بين إيران والولايات المتحدة، منبهةً من أنَّ الضربات الأميركية ضدّ منشآت إيران النووية قد تعيد برنامج إيران النووي إلى الوراء بشكل مؤقت، إلا أنَّ إيران قد تكثِّف مساعيها حينها لامتلاك السلاح النووي. كذلك تابعت أن إيران سترد بشكل مباشر عبر هجمات إقليمية، ما سيؤدي إلى المزيد من الاضطراب في الشرق الأوسط. وشدَّدت الكاتبة على ضرورة أن يضع ترامب أهدافًا قابلة للتحقيق بدلًا من توقع الرضوخ الكامل من طهران، وذلك كي تأتي المساعي بثمار دبلوماسية. كما أكَّدت أنَّ الضغوط الأميركية يجب أن ترتبط بأهداف واقعية، مضيفةً أنَّ الاتفاق الذي جرى التوصل إليه عام 2015 لم يأتِ فقط بسبب فرض المزيد من العقوبات بل أيضًا لأن الولايات المتحدة كانت مستعدة للتخلي عن شرط إغلاق طهران لبرنامجها النووي بشكل كامل، شريطة فرض قيود حادة على مخزون إيران من اليورانيوم والبلوتونيوم وفرض نظام تفتيش صارم عليه. كذلك أكَّدت الكاتبة ضرورة أن يكون ترامب مستعدًا للمرونة أقله حتى نسبة معينة، إذا ما أراد إبرام اتفاق. وتحدثت عن ضرورة أن يكون ترامب مستعدًا للسماح لإيران بأن تحتفظ ببعض أجزاء برنامجها النووي أو الصاروخي وفي نفس الوقت عرض تخفيف العقوبات على مجالات مثل تجارة إيران النفطية واستفادة إيران من الأصول المجمدة. كذلك شدَّدت الكاتبة على أن حتّى الهجوم الأميركي "الإسرائيلي" الكبير ضدّ إيران من المستبعد أن ينهي برنامج إيران النووي. وأشارت في هذا السياق إلى أنَّ الجمهورية الإسلامية تملك كمية كبيرة جدًا من المادّة المخصبة وإلى أنها قامت بتركيب عدد كبير من أجهزة الطرد المركزي موزعة في عدد كبير من الأماكن، بحيث ستعجز الولايات المتحدة و"إسرائيل" عن تدميرها كاملة بشكل مضمون. كما قالت، إن لدى إيران عدداً كبيراً من الخبراء النوويين الذين يمكن أن يكلفوا بمهمة إعادة إحياء البرنامج النووي. كذلك أشارت إلى أنَّ حتّى التقديرات الاستخباراتية الأميركية تقول، إن أي هجوم عسكري يمكن أن يعيد البرنامج النووي إلى الوراء لفترة وجيزة قد لا تتخطّى بضعة أشهر. وشدَّدت على أن إيقاف البرنامج النووي عبر القوّة سيتطلب قيام الولايات المتحدة بتكرار الضربات العسكرية بشكل دوري، أو محاولة تنظيم حملة لتغيير النظام بحيث ستكون النتائج مدمرة وغير مضمونة. كما قالت الكاتبة، إن ضرب إيران سيؤدى إلى تصعيد إقليمي كبير، وإن إيران لا تزال تملك خيارات على الرغم من أن شبكة تحالفاتها قد تكون "ضعيفة" (وفق تعبيرها). وأردفت أنَّ إيران قد ترد باستهداف "إسرائيل" وأصول وقوات ومصالح أميركية. كذلك لفتت إلى ما ورد في تقييم استخباراتي أميركي حديث عن أن إيران لا تزال قادرة على إلحاق ضرر حقيقي بأي طرف يهاجمها، بحيث تستطيع توجيه ضربات إقليمية وتعطيل حركة السفن. وتابعت أنَّ إيران قد تستهدف حتّى البنية التحتية النفطية في الخليج، ما سيؤدي إلى ارتفاع أسعار النفط. عقب ذلك، قالت إن الحرب الأميركية الإيرانية لا تصب في صالح أحد، وبالتالي هناك حافز لدى الأطراف كافة لتجنبها، وبالتالي خلصت إلى أنَّ ذلك يعطي فرصة لنجاح الدبلوماسية. كما تحدثت عن ضرورة أن تسعى الأطراف إلى محاولة تحقيق هدفين، وهما إيضاح شكل المفاوضات وشرح الخطوط العريضة للنتائج التي يراد التوصل إليها. كما قالت، إنه يتعين على الولايات المتحدة أن تقارب المحادثات بينما تأخذ في الحسبان أن "النموذج الليبي" الذي طرحه رئيس الوزراء "الإسرائيلي" بنيامين نتنياهو والذي يقوم على تفكيك بنية إيران النووية التحتية بالكامل من غير المرجح أن يحقق نتيجة. كذلك شدَّدت على ضرورة أن تعترف طهران وواشنطن بمتطلبات الطرف الآخر الدبلوماسية. وقالت في هذا السياق إن إيران لن تتفاوض بالشكل المطلوب تحت التهديد من واشنطن، وإن ترامب لن يدخل في محادثات مباشرة إلا إذا استطاع أن يمارس الدبلوماسية الشخصية التي يريدها، وتحديدًا عقد لقاء مع الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان. وتابعت الكاتبة، أن إحدى الطرق لإعطاء المزيد من الزخم لمحادثات إيران وحمايتها من مساعي التخريب هي أنَّ يدخل ترامب مباشرة على خط العملية الدبلوماسية. كما أردفت أنَّ ترامب قد يكون في موقع متميّز يسمح له بجعل الصقور الأميركيين يدعمون اتفاقاً نوويًا مع إيران. كذلك قالت إن ترامب قد يعطي دفعًا للعملية ما يفتح الباب الدبلوماسي على مستوى رفيع: بحيث يجري تعليق العقوبات القصوى بشكل مؤقت مقابل تعليق إيران لتخصيب اليورانيوم لنفس الفترة. وأضافت أنَّ ذلك قد يمهد للقاء الرئاسي الذي يبحث عنه ترامب منذ فترة. وخلصت الكاتبة إلى أن هناك تاريخ عداوة مرير بين إيران والولايات المتحدة، وأن هناك هوة من انعدام الثقة بين البلدين، وختمت أنَّ الاتفاق يبقى ممكنًا وأنَّ إيران بحاجة إلى اتفاق، كما أن ترامب يريد الاتفاق، منبهةً من أنَّ البديل عن مفاوضات ناجحة سيكون كارثيًا. الولايات المتحدة الأميركية الجمهورية الاسلامية في إيران إقرأ المزيد في: الخليج والعالم