أحدث الأخبار مع #والحربالباردة


جريدة الوطن
١١-٠٥-٢٠٢٥
- سياسة
- جريدة الوطن
ماذا لو فشلت المفاوضات ؟
واشنطن- د.ب.أ- يرى المحلل السياسي الأميركي هنري سوكولسكي أنه مع أحدث إعلان للرئيس الأميركي دونالد ترامب بأن أجهزة الطرد المركزي الإيرانية سوف «يتم إزالتها بطريقة جيدة في إطار اتفاق» أو «بطريقة وحشية بدون اتفاق»، زادت احتمالات شن هجوم عسكري ضد البرنامج النووي الإيراني.وقال سوكولسكي، وهو المدير التنفيذي لمركز تعليم سياسة منع الانتشار في أرلينجتون بولاية فرجينيا، وشغل منصب نائب وزير الدفاع لشؤون سياسة منع الانتشار (1989-1993)، وهو مؤلف كتاب «الصين وروسيا والحرب الباردة القادمة» (2024)، إن هذا يثير سؤالاً: ما الذي قد تستهدفه إسرائيل أو الولايات المتحدة في حالة فشل المفاوضات، وما إذا كانت الدولتان سوف تضربان فقط أجهزة الطرد المركزي؟ وماذا عن أكبر مفاعل إيراني للطاقة النووية في بوشهر؟ وأضاف سوكولسكي، في تقرير نشرته مجلة ناشونال انتريست الأميركية، أن الحكمة التقليدية هي لا، حيث إن ضرب المفاعل في حرب ساخنة لن يلحق أذى بإيران فحسب، ولكن بأصدقائنا الخليجيين أيضا. وتقول حجة أقل قبولا شعبيا إنه بمجرد اتساع نطاق إطلاق النار، يعد ضرب المفاعل حدثا ضئيلا نسبيا. وكلتا الحجتين جذابتان. ولكن هل هما صحيحتان؟ وقد قرر مركز تعليم سياسة منع الانتشار اختبارهما من خلال سيناريوهين لمناورات حربية افتراضية تحاكي على الحاسِب الإلكتروني. وما يشير إليه هذان السيناريوهان مختلف تماما عن الحكمة التقليدية. وقد تستهدف إسرائيل أوالولايات المتحدة مفاعل بوشهر وفي حال قيامها بضرب المفاعل، فإن ذلك سوف يكون أكثر كثيرا من مجرد أمر مزعج. ويتعلق السيناريو الافتراضي الأول بأوروبا الشرقية في عام 2037. وفي هذا السيناريو، تضمن النظام الكهربائي الأوكراني مفاعلات أميركية وروسية كبيرة ومحطات بها وحدات أميركية أصغر حجما. وخارج أوكرانيا، يعمل قرابة 100 مفاعل، ما بين كبير وصغير، أميركي وروسي، في بولندا ورومانيا وبلغاريا. وفي بداية السيناريو، غزت روسيا أوكرانيا مرة أخرى. وبدلا من التهديد باستخدام الأسلحة النووية هذه المرة، هاجم الكرملين محطات الطاقة النووية الأوكرانية. وأرسل هذا رسالة واضحة مفادها إنها إذا كانت موسكو راغبة في التسبب في انبعاثات إشعاعية هائلة من خلال مهاجمة المحطات النووية المدنية، فإن حلف شمال الأطلسي «ناتو» يجب عليه أن يقلق بشدة من أن روسيا قد تستخدم أسلحة نووية في المرة القادمة. وأسفرت الهجمات عن انبعاث إشعاعي هائل انجرف إلى دول الناتو. وتشن روسيا عندئذ هجمات صاروخية ضد مولدات الطوارئ التي تعمل بالديزل في محطات الطاقة النووية البولندية والرومانية. ووصفت دول أعضاء رئيسية في الناتو الهجمات بأنها استخدام لأسلحة نووية وجرائم حرب بموجب البروتوكول الأول لاتفاقية جنيف. ورفضت واشنطن أن تدعم هذه الاستنتاجات والتزمت الصمت. غير أن بولندا وأوكرانيا طالبتا الناتو بالرد عسكريا. ثم تراجعت الولايات المتحدة. وعندما اقترحت أوكرانيا وبولندا توجيه ضربات انتقامية ضد قاعدة جوية استراتيجية روسية، قيد طاقم الناتو حركة بولندا من خلال تطبيق المادة الخامسة. وكان الهدف هنا منع بولندا من التحرك من جانب واحد مع أوكرانيا. وتحركت كييف الغاضبة بمفردها وشنت هجوما ضد قاعدة جوية نووية استراتيجية روسية. ويتعلق السيناريو الافتراضي الثاني بمنطقة شرق آسيا في عام 2026، وتحسبا لهجوم عسكري على تايوان، أرادت الصين تقييد حركة القوات الأميركية واليابانية والكورية الجنوبية. ولتحقيق ذلك، دفعت بكين كوريا الشمالية إلى التسبب في حالة من الفوضى، بصفة خاصة من خلال استهداف محطة كوري النووية الكورية الجنوبية.ولكن بدلا من إطلاق صواريخها عبر المنطقة المنزوعة السلاح، جندت كوريا الشمالية الكوريين الجنوبيين المؤيدين لإقامة اتحاد كونفيدرالي لإطلاق طائرات درون تجارية محليا على أحواض الوقود المستنفد في محطة كوري. وكانت النتيجة انبعاث إشعاعي هائل، حملته الرياح إلى اليابان. وأصبح الملايين من المدنيين في كلتا الدولتين لاجئين بين عشية وضحاها. وعلى نحو منفصل، أجرى مركز تعليم سياسة منع الانتشار تحليلا لهجمات مماثلة ضد بوشهر. وكانت النتائج مروعة بنفس القدر. ولم تحجم الولايات المتحدة عن دعم تايوان في البداية. وكرسالة لبكين، هاجمت أهدافا كورية شمالية على الفور بدون التشاور مع سول أو طوكيو. وغضبت كوريا الجنوبية، التي كانت تأمل في رد مشترك. وأثارت اليابان تساؤلات عما إذا كانت كوريا الشمالية حتى مسؤولة عما حدث. وكانت النتيجة أنها لم تكن مستعدة لدعم واشنطن في صد تقدم الصين صوب تايوان عندما طُلب منها ذلك. والدرس المستفاد من هذين السيناريوهين الافتراضين من خلال محاكاتهما بالحاسوب هو أن مفاعلات الطاقة في الحروب يمكن أن تكون أهدافا عسكرية جذابة. ويمكن أن يعرقل ضربها التحالفات ويؤدي إلى اضطراب العمليات العسكرية بنفس القدر مثل ضرب أي قاعدة عسكرية. وبناء على ما إذا كانت إيران سوف تنتقم بهجوم صاروخي واسع النطاق مثلما فعلت من قبل، فما الذي سوف تفعله إسرائيل بعد ذلك ؟ سوف تجد نفسها مدفوعة لضرب أي أهداف نووية باقية بما في ذلك بوشهر. وتابع سكولوسكي أنه عندما يتم وضع مخاوف سابقة بأن إيران قد تستخدم هذا المفاعل السلمي لصنع البلوتونيوم الذي يستخدم في صنع قنابل في الحسبان، فإن هذا ليس احتمالا بعيدا. ومع ذلك لم تعترف أي حكومة، لا في واشنطن أو كييف أو سول أو طوكيو، علانية بهذه المخاطر، وهذا خطأ. وتحتاج أميركا إلى إيضاح ما الذي يتعين عليها مناقشته. وما هي نقاط الضعف العسكرية للمفاعلات الكبيرة والصغيرة ؟ وهل من الحكمة بناء المزيد في الشرق الأوسط؟. وهل هناك طرق فعالة للدفاع عنها بطريقة إيجابية وسلبية؟ وسوف يكون أمرا مفيدا إذا قامت الولايات المتحدة بتعيين شخص يكون مسؤولا عن الإجابة على هذه الأسئلة. ويتمثل احتمال في جعل الإدارة الوطنية للأمن النووي تقوم بإعادة ترتيب بعض برامجها التعاونية الخاصة بالحد من التهديد ومنع الانتشار البالغ قيمتها 3.2 مليار دولار سنويا لتحقيق هذا الهدف. واختتم سوكولسكي تقريره بالقول إنه في الحروب المستقبلية، ليس هناك سبب للاعتقاد بأن المحطات النووية لن تكون بعيدة المنال، وسوف تكون أهدافا يترتب على ضربها عواقب مروعة.


البيان
٢٩-٠٤-٢٠٢٥
- سياسة
- البيان
ضم كندا.. حلم أمريكي أيقظه ترامب
تتعالى داخل الولايات المتحدة، بين فينة وأخرى أصوات تدعو لضم كندا إلى اتحادها الفيدرالي لتصبح "الولاية الحادية والخمسين"، ومن أبرزها الرئيس الأميركي دونالد ترامب، ورغم اللغط الذي تسببت به تلك الدعوات التي ما فتئ ترامب يكررها، فإن وقائع التاريخ والجغرافيا تؤكد أن العلاقة بين البلدين، قامت منذ البداية على مبدأ الاستقلال والسيادة الوطنية لا التبعية أو احتمالية الذوبان. كندا، التي تشكلت عبر قرون من الاستعمار الفرنسي ثم البريطاني، سلكت مساراً مستقلاً عن الولايات المتحدة التي خاضت ثورتها ضد التاج البريطاني عام 1776، وفي حين اختارت المستعمرات الأميركية طريق الثورة، ظلت كندا وفية لبريطانيا، ما أسس لفارق جوهري بين المسارين الوطنيين. تعود البدايات الاستعمارية لكندا إلى عام 1534، مع وصول المستكشف الفرنسي جاك كارتييه، ثم تأسيس مدينة كيبك عام 1608 على يد صمويل دي شامبلان بحسب (الموسوعة البريطانية)، وبعد حروب دامية بين فرنسا وبريطانيا، انتقلت كندا للسيطرة البريطانية عام 1763 بمعاهدة باريس، لتشهد لاحقاً موجة لجوء لآلاف من الموالين البريطانيين الفارين من الثورة الأميركية. وعلى الرغم من قيام اتحاد "دومينيون كندا" عام 1867 بموجب قانون أمريكا الشمالية البريطانية، إلا أن الاستقلال الفعلي جاء تدريجياً، مع صدور قانون وستمنستر عام 1931 الذي منح كندا استقلالاً تشريعياً واسعاً، ثم التصديق على الدستور الكندي المستقل عام 1982. اتسمت علاقة كندا مع الولايات المتحدة منذ البداية بالتوتر والندية، ففي عام 1812، حاولت الولايات المتحدة غزو كندا لدفعها إلى الانضمام إليها، إلا أن الكنديين، تحت لواء البريطانيين، صدوا الهجمات وأكدوا تمايزهم الوطني بحسب (تشاتام هاوس)، وقد تعزز هذا التمايز مع مرور الزمن، رغم التحالفات الكبرى التي جمعت البلدين لاحقاً في الحربين العالميتين والحرب الباردة. اقتصادياً، ورغم توقيع اتفاقيات التجارة الحرة، وأهمها نافتا عام 1994، التي جعلت الولايات المتحدة الشريك التجاري الأول لكندا، إلا أن أوتاوا حافظت على استقلالية قراراتها الكبرى، سواء في ملفات البيئة أو حقوق الإنسان أو السياسات الخارجية. اليوم، ورغم التكامل الأمني والاقتصادي العميق، لا تزال كندا تحتفظ بهويتها السياسية والثقافية الخاصة، معززةً بفخرها القومي واستقلال قرارها السيادي، فالدعوات المتجددة لضمها إلى الولايات المتحدة، وإن بدت للبعض "مزحة سياسية" أو حنيناً إمبراطورياً، تصطدم بجدار طويل من التمايز التاريخي والخيارات الوطنية المختلفة. الحقيقة أن تاريخ كندا مع الولايات المتحدة قائم على شراكة قوية تقاوم بصمت فكرة الذوبان، وتؤكد دائماً على أن التحالف لا يعني إمكانية الضم والاندماج. لسنا للبيع لم تمر التصريحات المتجددة حول "ضم كندا" دون ردود من الساسة الكنديين الذين عبروا بوضوح عن رفضهم القاطع لأي حديث من هذا النوع، ولو أتى تحت غطاء المزاح أو التصريحات السياسية الخفيفة. فقد علّق رئيس الوزراء الكندي السابق جاستن ترودو خلال إحدى المناسبات قائلاً: «كندا مستقلة، وستبقى كذلك، بكل فخر وقوة». فيما شدد مسؤولون كنديون على أن "العلاقة مع الولايات المتحدة مبنية على الاحترام المتبادل للسيادة، وأي حديث عن الضم يتجاهل التاريخ والحقائق الأساسية التي قامت عليها دولتنا الحديثة. ردود المسؤولين في كندا تعكس إجماعاً داخل المشهد السياسي الكندي، بأنها، ورغم علاقاتها الوثيقة بجارتها الجنوبية، تملك إرادة وطنية راسخة، وهوية سياسية لا تقبل الارتهان لأي طموحات توسعية مهما بدت مغلفة بالدعابة أو السياسة.


البيان
٢٨-٠٤-٢٠٢٥
- سياسة
- البيان
المنطق الخاص لترامب
تجليات الرئيس دونالد ترامب التي يغرد بها سياسياً كل يوم خارج الطقس أحياناً تتحدى العقل والمنطق والعرف السائد والنظام السياسي المعروف الذي استقرت عليه البشرية منذ مرحلتي ما بعد الحرب العالمية الثانية والحرب الباردة والوفاق. آخر أقوال الرئيس ترامب التي صدح بها هي أنه يريد أن تمر السفن التجارية الأمريكية عبر قناتي بنما وقناة السويس مجاناً دون دفع أية رسوم مرور. وقال ترامب إنه وجه وزير خارجيته ماركو روبيو أن يبدأ فوراً بمتابعة تنفيذ هذا الأمر. بالطبع بدأت أصوات من الخبراء والمفكرين والسياسيين في بنما ومصر في رفض فكرة ترامب من منطق أن هاتين القناتين قناتان دوليتان استراتيجيتان تعملان، ويتم تشغيلهما بشكل تجاري وتمثلان مصدراً أساسياً للدخل السنوي لهما من خلال الرسوم الدولية المتعارف عليها في عمليات النقل البحري والتجارة العالمية. ويأتي أسلوب ترامب في طرح المسألة وكأنه «أمر سلطاني» يأتي من رئيس مجلس إدارة العالم لهذه الدول. إنه الأسلوب نفسه الذي أعلن فيه أنه يريد الاستحواذ على جزيرة غرينلاند وفرض تعرفة ورسوم على واردات العالم لبلاده، والمنطق نفسه الذي قرر به أنه يريد تحويل قطاع غزة إلى ريفيرا ويطرح من أوكرانيا التنازل عن 20% من أراضيها لروسيا!!


الدستور
٢١-٠٤-٢٠٢٥
- سياسة
- الدستور
ترامب ونتنياهو يصنعان معًا.. عالمًا قبيحًا!
في خطاب مفتوح، وجه الكاتب الأمريكي، توماس فريدمان، رسالة علنية للرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، قائلًا له، (قد لا تكون مهتمًا بالتاريخ اليهودي أو العربي، لكنهما مهتمان بك بشدة اليوم.. هذه إحدى اللحظات النادرة ـ كما في فترة ما بعد الحرب العالمية الأولى والثانية والحرب الباردة ـ عندما يكون كل شيء في الشرق الأوسط على المحك، وكل شيء ممكن.. والآن، الجميع بانتظارك).. إذ يرى فريدمان، أن ترامب لديه فرصة لإعادة تشكيل هذه المنطقة، بطرق من شأنها أن تعزز بشكل أساسي، السلام والازدهار للإسرائيليين والفلسطينيين وجميع شعوب المنطقة، فضلًا عن مصالح الأمن القومي الأمريكي.. ولم يغفل النتائج، بل طالب بالانتباه إلى أنه، بينما ستكون أثمان النجاح هائلة، ستكون عواقب الفشل وخيمة للغاية.. إما جائزة نوبل أو مرارة السقوط.. ومع ذلك، لا مفر من هذه المهمة.. إما أن يُبعث الشرق الأوسط منطقة قوية، تُحدد فيها العلاقات الطبيعية والتجارة والتعاون أهدافها، أو أن يتفكك إلى بضع دول قومية متماسكة، تحيط بها مناطق شاسعة من الفوضى وأمراء الحرب والإرهابيين، ذوي الخبرة المرعبة في استخدام الطائرات المسيرة. يقولون، (في كل جداول القطارات، ثمة ما يُسمى بالقطار الأخير).. عندما يتعلق الأمر بإحلال السلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين، قبل أن تُضيِّق المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية الخناق تمامًا على أي احتمال لاتفاق الدولتين؛ وإنهاء الحرب اللبنانية التي استمرت خمسين عامًا، مع بقاء بصيص أمل؛ وإعطاء سوريا فرصةً للاندماج مجددًا بعد أربعة عشر عامًا من الصراع؛ وتحييد إيران قبل أن تحصل على قنبلة نووية، يبدو هذا حقًا وكأنه القطار الأخير.. ففي يناير الماضي، وللمرة الأولى منذ السابع من أكتوبر 2023، لاح بصيص أمل في أن تنتهي هذه الحرب، مع احتضان الإسرائيليين لأحبائهم الذين ظلوا رهائن لأكثر من عام، وخروج الغزيّين من خيامهم والعودة إلى منازلهم، حيث لا يزالون صامدين.. وقد نقلت صحيفة (هآرتس) عن أحمد مطر في مدينة غزة، وهو واحد من بين العديد من النازحين الفلسطينيين، الذين ساروا شمالًا حاملين أمتعتهم على عربات وحمير، قوله، (الناس يريدون فقط أن يتوقف هذا الجنون).. ولا أحد يملك الكلمة الفصل في هذا الأمر أكثر منك، أيها الرئيس ترامب.. فلنستعرض هذا التحدي. لقد أبانت لقاءت ترامب الأخيرة مع رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، (أن تطلعاتك السياسية والدبلوماسية تتناقض بشكل أساسي مع تطلعاته).. هكذا يواصل فريدمان.. في الواقع، تطلعاتكم ومصالح أمريكا، هي الفتيل الذي قد يُنسف حكومة بيبي، وربما يُنهي مسيرته السياسية.. كان جو بايدن المُسنّ، الذي يستطيع بيبي التفوق عليه بالمراوغة، حلمه، أما أنتم، فأنتم كابوسه.. ولم يأتِ عنوان صحيفة هآرتس، (نتنياهو يكذب على ترامب ويُجهّز لتخريب اتفاق وقف إطلاق النار في غزة)، من فراغ.. إن مصلحتكم هي ضم إسرائيل والمملكة العربية السعودية إلى تحالف، تقوده الولايات المتحدة مع شركائنا العرب الآخرين، وهذا يتطلب من إسرائيل بدء محادثات حول حل الدولتين مع السلطة الفلسطينية.. إن بقاء نتنياهو السياسي ـ وهو ما سيُبقي ائتلافه في السلطة ويُحول دون تشكيل أي لجنة تحقيق وطنية بشأن من يقف وراء هجوم حماس المفاجئ في عهده ـ يعتمد على استئناف حرب غزة بعد وقف إطلاق النار، وعدم فتح نتنياهو مفاوضات مُحددة المدة مع السلطة الفلسطينية حول حل الدولتين لشعبين. لهذا السبب، ردًا على الهجوم الذي شنته حماس عام 2023، شن نتنياهو حربًا لاستئصال حماس من غزة، لكنها كانت لها هدفان متناقضان، بالإضافة إلى عدم وجود رؤية معلنة للسلام مع الفلسطينيين بعد انتهاء الحرب.. كان هدف نتنياهو هو (الانتصار الكامل) على حماس واستعادة الرهائن.. لكن الانتصار العسكري الكامل على حماس، حتى لو كان ممكنًا، كان سيعني بالتأكيد مقتل معظم الرهائن، إن لم يكن جميعهم.. للأسف، وبشكلٍ لافت، أجبر العُنصريان اليهوديان في حكومة نتنياهو، إيتامار بن جفير وبتسلئيل سموتريتش، نتنياهو على شنّ حربٍ لتدمير جزءٍ كبيرٍ من غزة، حتى لو كلّف ذلك إسرائيل اتهامًا بارتكاب جرائم حرب، على أمل أن يؤدي ذلك إلى تهجيرٍ كاملٍ للفلسطينيين وضمّ إسرائيل لجزءٍ من غزة، بغضّ النظر عن مصير الرهائن.. وقد انساق بيبي مع بن جفير وسموتريتش، حتى أجبره ترامب على الاختيار. نعم، كانت حماس نقمة على الشعب الفلسطيني ـ كما يرى فريدمان ـ لكن كحركة، لا يمكن القضاء عليها إلا من قبل فلسطينيين آخرين أكثر اعتدالًا.. لم يُرِد نتنياهو قط، أو يحاول، المساعدة في بناء بديل لحماس، في شكل سلطة فلسطينية مُحسّنة ومُصلحة في الضفة الغربية.. بل استمر في إرسال جيشه إلى غزة وإخراجه منها، مُشعلًا تمردًا دائمًا، تمامًا كالذي أشعلته واشنطن في العراق.. هل رأيتم عدد الجنود الإسرائيليين الذين قُتلوا مؤخرًا في غزة بعبوات ناسفة على الطراز العراقي، مصنوعة من ذخائر إسرائيلية غير منفجرة؟!.. هكذا عبّر وزير الخارجية آنذاك، أنتوني بلينكن، في خطابه الوداعيّ البليغ للدبلوماسية في الشرق الأوسط، (في كل مرة تُكمل فيها إسرائيل عملياتها العسكرية وتنسحب، يُعيد مقاتلو حماس تنظيم صفوفهم ويعودون للظهور، إذ لا يوجد ما يُمكّنهم من ملء الفراغ.. في الواقع، نُقدّر أن حماس جنّدت عددًا من المقاتلين الجدد يُقارب عدد من فقدتهم.. هذه وصفةٌ لتمردٍ مُستمرّ وحربٍ مُستمرة). كان يجب أن تهدف السياسة الأمريكية إلى ضمان تنفيذ المراحل الثلاث لاتفاق وقف إطلاق النار بين حماس وإسرائيل، وأن تتبعها عملية دبلوماسية حقيقية لتحقيق تسوية أوسع.. أتفق مع رأي الخبير الاستراتيجي الإسرائيلي، جيدي جرينستاين، القائل بأن سلطة فلسطينية مُصلحة ومُطورة فقط، هي القادرة على استبدال حماس في غزة، لكنها تحتاج إلى دعم قوة دولية أو عربية، بدعوة من السلطة الفلسطينية للمساعدة في الأمن وإعادة الإعمار. ●●● ويكتب فريدمان مرة ثانية، عن ما يجمع ترامب ونتنياهو، الذين يسعيان معًا إلى صياغة عالم قبيح.. ويرى أن كلا منهما يسعى إلى الاستبداد، ويعمل على تقويض سيادة القانون وما يُسمى بالنخب في بلاده، ويسعى إلى سحق ما يُسميه (الدولة العميقة) من مُحترفي الحكومة.. كلٌّ منهما يُوجّه أمته نحو قومية عرقية ضيقة الأفق ووحشية، تُؤمن بالقوة والحق، مُستعدة لتعميم التطهير العرقي.. كلٌّ منهما لا يُعامل معارضيه السياسيين كشرعيين، بل كأعداء داخليين، وكلٌّ منهما ملأ حكومته بأشخاص غير أكفاء، اختيروا عمدًا للولاء له بدلًا من قوانين بلادهم.. كلٌّ منهما يُبعد بلاده عن حلفائها التقليديين.. ويدّعي كلٌّ منهما التوسع الإقليمي كحقٍّ إلهي، (من خليج أمريكا إلى جرينلاند) و(من الضفة الغربية إلى غزة). في عام ٢٠٠٨، نشر الكاتب الأمريكي، فريد زكريا كتابًا استشرافيًا بعنوان (العالم ما بعد أمريكا).. ناقش فيه، أنه في حين ستظل الولايات المتحدة القوة العالمية المهيمنة، فإن (صعود بقية القوى) ـ دول مثل الصين والهند ـ يعني أن الهيمنة النسبية لأمريكا ستتقلص مع انحسار حقبة الحرب الباردة.. وترامب ونتنياهو منشغلان، كلٌّ في بلده، في بناء عالم (ما بعد أمريكا) و(ما بعد إسرائيل).. ولكنني لا أقصد بـ (ما بعد أمريكا) أمريكا التي تفقد نفوذها النسبي، بل أمريكا التي تتخلى عمدًا عن هويتها الجوهرية كدولة، في أوج عطائها، ملتزمة بسيادة القانون في الداخل وتحسين أوضاع البشرية جمعاء في الخارج.. أما بـ (ما بعد إسرائيل)، فأعني إسرائيل التي تتخلى عمدًا عن هويتها، في منطقة يسودها رجال أقوياء سيُعطون الأولوية دائمًا للسلام الدائم مع الفلسطينيين، (إذا كان من الممكن ضمان أمنهم على قطعة أرض دائمة، من الضفة الغربية وغزة). لا يُمكن للمرء أن يتصوّر ترامب أو نائب الرئيس، جيه دي فانس، يطمحان إلى بناء أمريكا التي وصفها رونالد ريجان في خطاب وداعه في الحادي عشر من يناير 1989.. تحدث ريجان عن ضرورة ترسيخ (ماهية أمريكا وما تُمثله في تاريخ العالم الطويل) في أبنائنا).. وأضاف، أن أمريكا منارة أخلاقية وسياسية، (مدينة شامخة، فخورة، مبنية على صخور أقوى من المحيطات، تجتاحها الرياح، مباركة من الله، وتعجّ بأشخاص من جميع الأطياف يعيشون في وئام وسلام؛ مدينة ذات موانئ حرة تعجّ بالتجارة والإبداع.. وإذا كان لا بد من وجود أسوار، فقد كانت لهذه الأسوار أبواب، والأبواب مفتوحة لكل من لديه الإرادة والقلب للوصول إلى هنا). بدلًا من ذلك، يسعى ترامب وفانس إلى تحويل أمتنا إلى أمريكا ما بعد ريجان، أمريكا التي تتعامل بازدراء مع حلفائها، المتمسكين بالسوق الحرة وسيادة القانون، مثل الاتحاد الأوروبي.. صرّح ترامب مؤخرًا بأن الاتحاد الأوروبي أُنشئ (لخداع الولايات المتحدة )، وهو شعور كرّره وهو جالس بجانب نتنياهو في المكتب البيضاوي.. إن الحقد المحض والجهل التاريخي الكامن في هذا التصريح يخطف الأنفاس.. ويريد ترامب وفانس أيضًا، أن يأخذونا إلى مرحلة ما بعد أمريكا، التي تستقبل المدافعين عن حدود بلدهم ـ أي أوكرانيا ـ بالمطالبة بحقوقهم في المعادن مقابل المساعدة العسكرية المترددة.. وأخيرا، فإنهم يريدون أن يأخذونا إلى أمريكا ما بعد الأمريكية، التي ليست مهتمة على الإطلاق بالحفاظ على قوتها الناعمة، ناهيك عن تعزيزها ـ القدرة على تجنيد الحلفاء وجذب المهاجرين الموهوبين ـ وهو المفهوم الذي روَّج له عالم السياسة في جامعة هارفارد، جوزيف ناي الابن.. إنهم يحتقرون القوة الناعمة، ويجهلون تمامًا حقيقة مفادها، أنه إذا فقدناها فإننا نفقد قدرتنا على إقناع الدول الأخرى بالانضمام إلينا، في تشكيل عالم أكثر تقبلًا لمصالحنا وقيمنا، وهي الميزة الأعظم التي كانت لدينا دائمًا على روسيا والصين.. وبتقليص حجم حكومتنا دون تفكير، وازدراء العديد من حلفائنا التقليديين، قال خبير الديمقراطية في جامعة ستانفورد، لاري دايموند، (إن ترامب لا يدمر المسيرة المهنية والقيم فحسب، بل يُضعف أمريكا حرفيًا من جديد).. هذا أقرب ما يمكن أن أتخيله إلى أمريكا التي نشأتُ فيها ـ يقول فريدمان ـ والتي أطمح أن أرى أحفادي يكبرون فيها. يبذل نتنياهو جهودًا حثيثة لخلق حالة مشابهة لما بعد إسرائيل.. أجبر ترامب مدير مكتب التحقيقات الفيدرالي FBI على الاستقالة لعدم ولائه الكافي؛ وأقدم نتنياهو على فعل الشيء نفسه مع رونين بار، رئيس جهاز الأمن العام (الشاباك)، المماثل لجهاز مكتب التحقيقات الفيدرالي الإسرائيلي، والذي يحظى باحترام واسع، في وقت يحقق فيه بار مع بعض كبار مساعدي نتنياهو بشأن علاقات مزعومة بالحكومة القطرية.. نتنياهو نفسه يُحاكم بتهم فساد.. وتُتهمه المعارضة الإسرائيلية ـ وعددٌ لا يُحصى من أقارب الرهائن ـ بإطالة أمد حرب غزة، لإرضاء المتعصبين اليهود الذين يُبقونه في السلطة، وربما يُخرجونه من السجن.. كما أن هذا الإطالة تُعيق أي لجنة تحقيق في الحرب الكارثية، التي بدأت في عهده ولأسباب تُعزى مباشرةً إلى فشله السياسي: اعتقاده بإمكانية شراء حماس بأموال قطرية طائلة.. كما أنه يحاول، في هذه الأثناء، إقالة المدعية العامة الإسرائيلية المستقلة، لأنه يعتبرها ـ على ما يبدو ـ خائنة.. منذ توليه منصبه أواخر عام ٢٠٢٢، يسعى نتنياهو جاهدًا لتقويض سلطة المحكمة العليا الإسرائيلية في مراقبة قرارات السلطتين التنفيذية والتشريعية.. ويرتبط هذا بأجندة حزبه القومية الدينية لضم الضفة الغربية وغزة، وتهجير أكبر عدد ممكن من الفلسطينيين.. وهو هدف لا يمكن تحقيقه إلا بكسر سلطة المحكمة العليا، في كبح رئيس الوزراء وائتلافه اليهودي المتطرف. كتب ميكي جيتزين، مدير صندوق إسرائيل الجديد، في صحيفة هآرتس، (هدف نتنياهو اليوم هو تفكيك جميع المكونات الأساسية للديمقراطية.. الطريقة بسيطة: إثارة موجة من التحركات الجريئة وغير القانونية، في آنٍ واحد وعلى جميع الجبهات.. في حين يتفاعل الجمهور مع إقالة رئيس جهاز الأمن العام، الشاباك، تُقدّم تشريعات صارمة ضد المنظمات غير الحكومية.. وفي حين ينشغل الجميع بوضع المستشارين القانونيين، تُقدّم مشاريع قوانين تُسهّل استبعاد المرشحين العرب).. الجمهور والمعارضة غارقون في ضغوط شديدة، لدرجة أنهم يجدون صعوبة في (استيعاب هذا الطوفان)، وأن المقاومة تتبدد تدريجيًا.. أليس هذا مألوفًا؟. لقد اندمجت استراتيجيات ترامب ونتنياهو الداخلية تمامًا مع تسليح معاداة السامية، كوسيلة لإسكات المنتقدين أو نزع الشرعية عنهم.. (لقد أخذ الرئيس ترامب ظاهرة حقيقية تحتاج إلى معالجة ـ معاداة السامية التي تظهر من خلال المناقشات حول إسرائيل ـ ويستخدمها لتبرير حملات القمع على الهجرة والتعليم العالي وحرية التعبير في إسرائيل)، هذا ما قاله جوناثان جاكوبي، المدير الوطني لمشروع نيكسوس، الذي يعمل على مكافحة معاداة السامية ودعم الديمقراطية. نتنياهو ـ مثل ترامب وبفضله ـ يشعر بالإفلات من العقاب، شعورٌ بأن لا شيء يستطيع إسقاطه.. هذا النوع من التفكير يتسرب إلى أعماقه، وهو ما يؤدي إلى حوادث مثل تلك التي وقعت الشهر الماضي، والتي قتلت فيها القوات الإسرائيلية خمسة عشر مسعفًا وعامل إنقاذ فلسطيني في جنوب غزة، وهي حادثة (كذبت القيادة العليا بشأنها)، وفقًا لضابط كبير في الجيش الإسرائيلي لصحيفة هآرتس. لحسن الحظ، أبدى المجتمع المدني الإسرائيلي صمودًا كبيرًا ـ أكثر بكثير من المجتمع الأمريكي حتى الآن ـ وهذا ليس بالأمر المستغرب.. فبينما يستطيع ترامب التنديد بالنخب الأمريكية وسط هتافات قاعدته الشعبية، يعلم الإسرائيليون أن بلادهم لا تستطيع البقاء بدون نخبها التقنية والعلمية والعسكرية.. ولذلك، أعلن هذا الشهر ثمانية عشر رئيسًا أمنيًا إسرائيليًا سابقًا ـ من الجيش الإسرائيلي والموساد والشين بيت والمخابرات العسكرية والشرطة ـ أن نتنياهو غير مؤهل لرئاسة الوزراء، لأن (سلوكه يُشكل خطرًا واضحًا ومباشرًا على أمن إسرائيل ومستقبلها كدولة يهودية ديمقراطية). حفظ الله مصر من كيد الكائدين.. آمين.


أخبار مصر
٣٠-٠٣-٢٠٢٥
- سياسة
- أخبار مصر
خبيران أمريكيان: الذكاء الاصطناعي يحسم مستقبل السباق مع الصين
خبيران أمريكيان: الذكاء الاصطناعي يحسم مستقبل السباق مع الصين اعتبر خبيران أمريكيان أن المنافسة الحالية بين الولايات المتحدة والصين مختلفة تماما عما واجهته سابقا من تحديات، وأن الذكاء الاصطناعي سيحسم مستقبل السباق مع الصين.وقال ديوي مورديك المدير التنفيذي لمركز الأمن والتكنولوجيا الناشئة في جامعة جورج تاون الأمريكية ووليام هاناس المحلل الرئيسي في المركز في التحليل المشترك الذي نشره موقع مجلة ناشونال إنتريست الأمريكية. إن الولايات المتحدة واجهت لحظات حاسمة من قبل، مثل الحربين العالميتين الأولى والثانية والحرب الباردة والكساد الاقتصادي في السبعينيات وصعود اليابان في الثمانينيات وهجمات 11 سبتمبر 2001 الإرهابية، لكن المنافسة الحالية مع الصين مختلفة تماما. فالصين تنافس الولايات المتحدة على صعيد حجم الاقتصاد والتطور التكنولوجي والنفوذ العالمي والطموح الجيوسياسي. في المقابل لا يمتلك صناع السياسة في واشنطن استراتيجية متماسكة لمواجهة هذا التحدي غير المسبوق وتعتمد الولايات المتحدة حاليا في مواجهة التحديات على أدوات تشمل الإكراه من خلال العقوبات الاقتصادية والتهديد بالعمل العسكري.وغير كافٍ لمواجهة التحدي الصيني.وتحتاج واشنطن إلى استراتيجيات جديدة، مدعومة بالبحث والرصد المستمر، لتقييم قدرات الصين التنافسية، وتتبع تقدمها التكنولوجي، وتقييم المخاطر الاقتصادية، وتمييز أنماط تعاملها مع الدول الأخرى.ويرى ديوي مورديك ووليام هاناس في تحليلهما أن فكرة إمكانية احتفاظ الولايات المتحدة بالريادة العالمية إلى أجل غير مسمى من خلال إبطاء صعود الصين من خلال قيود التصدير وغيرها من العقبات هي فكرة قصيرة النظر.فالقدرة النووية للصين ومكانتها المرموقة في مجال الذكاء الاصطناعي تظهران مدى سخافة الاعتماد على مثل هذه الأساليب.وعلى صناع القرار في واشنطن إدراك حقيقة أن عواقب سوء فهم الصين باهظة بالنسبة للولايات المتحدة التي قد تجد نفسها في مواجهة حرب أو نشر لمسببات الأمراض أو هجمات على البنية التحتية في أسوأ السيناريوهات، لذلك يجب التواصل المستمر وبناء الثقة مع بكين كما يجب على واشنطن التخلي عن الغطرسة التي صبغت موقفها تجاه الصين ومعظم دول 'العالم الثالث' السابق.لكن لا يعني ذلك أن الصين تخلو من نقاط…..لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر 'إقرأ على الموقع الرسمي' أدناه