أحدث الأخبار مع #والديسبروسيوم،


الصحراء
٢٢-٠٤-٢٠٢٥
- سياسة
- الصحراء
صراع المعادن النادرة يفتح باب الإستعمار الجديد
اندهش العالم من طلب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب من نظيره الأوكراني فلولوديمير زيلينسكي التوقيع على اتفاقية تسمح للولايات المتحدة باستغلال المعادن النادرة في أوكرانيا، كتعويض عن مصاريف الحرب والمساعدات المقدمة. ومرد هذا الاندهاش إلى ما يفترض غياب الضمير لدى ترامب، في وقت تمر فيه أوكرانيا بحرب ضروس، لكن بمجرد معرفة أهمية المعادن النادرة لمستقبل البشرية لواشنطن، في صراعها الجيوسياسي مع الصين، وقتها قد يتم استيعاب عمق الموقف الأمريكي، وكذلك التوترات التي قد تترتب عن هذه المعادن بما فيها عودة الكولونيالية في صيغة جديدة. وهكذا، يبدو موقف ترامب غير لائق بالمرة، لأنه ربط استمرار المساعدات بالتوقيع على اتفاقية استغلال المعادن المذكورة، وبموقفه هذا فهو يعكس قلق واشنطن من التنافس الخطير مع الصين، القائم حول هذه المعادن التي يرتفع عليها الطلب العالمي بسبب استعمالها في الصناعات المتقدمة والمستقبلية. وهذه المعادن النادرة هي: الليثيوم والكوبالت والنيكل، تُستخدم في البطاريات التي يعمل بها عدد من الأجهزة مثل الحواسيب على مختلف أنواعها، والهواتف والسيارات الكهربائية، ثم النيوديميوم والديسبروسيوم، اللذين يستخدمان في توربينات الرياح والمحركات الكهربائية، ويضاف إلى هذه المعادن النادرة الغاليوم، الجرمانيوم – حيوي لأشباه الموصلات والخلايا الشمسية. وتعتبر هذه صناعات الوقت الراهن والمستقبل، وكل من سيطر على أكبر حصة في العالم من إنتاج هذه المعادن سيتحكم في هذه الصناعات، ولهذا السبب، يوجد تدافع بين القوى الكبرى حول من سيسيطر على الإنتاج، ويحتد التنافس على الصراع الجيوسياسي بين الولايات المتحدة والصين، بحكم أنهما في ريادة العالم في الصناعات الدقيقة المستقبلية مثل أشباه الموصلات semiconductors التي تعتبر ضرورية لكل الأجهزة الإلكترونية والرقمية المتطورة. ويكفي الاطلاع على قرار الرئيس ترامب بمنع تصدير بعض هذه «أشباه الموصلات» من إنتاج شركة نفيديا إلى الصين، للحد من تطورها في مجال الذكاء الاصطناعي، خاصة بعدما أبهرت بكين العالم ببرنامج ديب سيك، لمعرفة أهمية هذه المعادن والمنتوجات المرتبطة بها في الصراع بين البلدين. وتدرك الولايات المتحدة أنها إذا فقدت معركة المعادن النادرة، ستفقد ريادة العالم لصالح الصين، في ظرف أقل من عقدين. ومن خلال المقارنة، يبدو أن الصين تتفوق على الولايات المتحدة في هذا القطاع الاستراتيجي جدا، بل إن خبراء من الدولة ومختلف مراكز التفكير الاستراتيجي في واشنطن، لم ينتبهوا منذ عقدين إلى أهمية هذه المعادن، وهو ما يفسر لماذا لم توقع الولايات المتحدة اتفاقيات كبيرة مع دول ثالثة، وتحاول الآن ربح الوقت الضائع. وعليه، تهيمن الصين على السوق العالمية لهذه المعادن، فمن جهة، تسيطر على حوالي 70% من استخراجها، ومن جهة أخرى تتحكم في 90% من معالجتها في جميع أنحاء العالم، وعلاوة على هذا، تنفرد الصين بقدرتها الفائقة على المعالجة المتطورة لهذه المعادن، التي تعد ضرورية لأن العناصر الأرضية النادرة، تتطلب تكريرا معقدا لتكون قابلة للاستخدام في التقنيات المتقدمة. وإذا كان الغرب، خاصة الولايات المتحدة رهينة النفط العربي في الستينيات وحتى نهاية التسعينيات، قبل ظهور دول منتجة أخرى وارتفاع الإنتاج الأمريكي نفسه، وفقدان النفط العربي أهميته، فقد أصبح الغرب والولايات المتحدة رهينة مرة ثانية، وهذه المرة للمعادن النادرة التي تسيطر عليها الصين. في هذا الصدد، ووفق البيانات المتوفرة حتى الآن، تعتمد الولايات المتحدة اعتمادا كبيرا على الصين في وارداتها من هذه المعادن. وعليه، فهي تستورد 70% من هذه المعادن ومركباتها من الصين بين عامي 2020 و2023. ولم تنجح الصناعة الأمريكية في إقامة مصانع لمعالجة هذه المعادن، على الرغم من التقدم الصناعي الأمريكي. وإذا قامت الصين بحظر أي معدن، فتكون النتيجة تعطل سلاسل التوريد وتأخر كبير في الإنتاج، بما في ذلك الصناعة الحربية. ومن ضمن الأمثلة، تسيطر الصين على الديسبروسيوم والتيربيوم والإيتريوم والسكانديوم، وهي عناصر حيوية للصناعة العسكرية، وبرامجها الإلكترونية مثل، التطبيقات العسكرية في مقاتلات الشبح إف 35 والصواريخ مثل، هيمارس، وأنظمة الرادار المتطورة واعتراض الصواريخ مثل ثاد والطائرات من دون طيار. وعمليا، بدأت الولايات المتحدة تخسر معركة المعادن النادرة مع الصين، ففي إطار الحرب الدائرة بين الطرفين بسبب الرسوم الجمركية، وهي الحرب التي بدأها ترامب بداية الشهر الجاري قبل التراجع عنها نسبيا، وتأجيل الرسوم باستثناء على الصين، فرضت سلطات بكين ابتداء من 4 أبريل الجاري شروطا وقيودا، إلا في حالة الحصول على تراخيص أولية، على تصدير سبعة من المعادن النادرة ومشتقاتها بعد المعالجة، التي تهم أساسا الصناعة العسكرية والسيارات والطاقة الخضراء والطيران، وكانت النتيجة التي بدأت تظهر فقط بعد مرور أسبوعين، اضطرابات في استيراد الشركات الأمريكية وبطأً في الإنتاج. عندما يجري الحديث عن الطابع الجيوسياسي الراديكالي بين أكبر قوتين الصين والولايات المتحدة ومن يدور في فلكهما حول المعادن النادرة، هذا يعني على ضوء تاريخ الطاقة من نفط وغاز وحتى فحم حجري ومواد أولية أخرى، أن الصراع سيمتد الى الدول التي تمتلك احتياطيات من هذه المعادن. وتابعنا منذ سنوات الأزمة بين المغرب وإسبانيا، مدعومة من بعض الدول الأوروبية حول الحدود البحرية بين الصحراء وجزر الكناري، بسبب ما يفترض توفر منطقة جبلية في قاع البحر تحمل اسم «تروبيك» على بعض من هذه المعادن النادرة. ولا يمكن فهم جزء من النزاعات الجديدة في القارة السمراء ومنها، الكونغو سوى بوقوف القوى الكبرى وراءها للانفراد مستقبلا باستغلال هذه المعادن. ويكفي تأمل ما صدر عن روبرت كابلان أحد كبار الخبراء الجيوسياسيين، الذي قال مؤخرا، إن البحث عن المعادن النادرة واستغلالها بدأ يتخذ طابعا إمبرياليا، في إشارة الى عودة سيادة التدخل في الدول الضعيفة، التي لديها هذه المواد الأولية والتحكم في سياساتها. ونظرا لتراجع القانون الدولي بعد حربي غزة وأوكرانيا وظهور طبقة جديدة من الحكام في الغرب يؤمنون بسمو الغرب والإنسان الأبيض، ونظرا لأهمية هذه المعادن في إطار الصراع العالمي حول الريادة، يبقى كل شيء واردا ومنها، عودة الإمبريالية في صيغة جديدة، الأمر الذي يحتم على أمم الجنوب التكتل الاستباقي لمواجهة ما قد يحمله المستقبل من استعمار جديد. إن تاريخ البشرية خلال القرون الأخيرة يقدم أمثلة كثيرة حول علاقة الاستعمار بالمواد الأولية. كاتب مغربي نقلا عن رأي اليوم


سكاي نيوز عربية
١٧-٠٤-٢٠٢٥
- أعمال
- سكاي نيوز عربية
الصراع لم يعد جمركياً.. الصين تلجأ إلى سلاح المعادن النادرة
كما أوقفت وزارة التجارة الصينية صادرات البلاد من " مغناطيسات المعادن الأرضية النادرة"، أي المغناطيسات التي يتم تصنيعها من خلال المعادن الأرضية النادرة. والقرار الصيني، الذي دخل حيّز التنفيذ في 4 أبريل 2025 دون إطار تنظيمي واضح حتى الآن، يشمل معادن الساماريوم ، والجادولينيوم ، والتيربيوم ، والديسبروسيوم، واللوتيتيوم، والسكانديوم، والإيتريوم، وهي جميعها معادن تُستخدم في صناعة المغناطيسات الموجودة في المحركات الكهربائية للسيارات والطائرات بدون طيار، والروبوتات، والصواريخ، والمركبات الفضائية. كما تُستخدم المعادن الأرضية النادرة في صناعة المغناطيسات الموجودة في محركات السيارات العاملة بالبنزين، والمحركات النفاثة، والليزر، ومصابيح السيارات الأمامية، وأيضاً في صناعة رقائق الكمبيوتر التي تُشغّل الذكاء الاصطناعي والهواتف الذكية. وبالنظر إلى الاعتماد الكبير للصناعات الأميركية على هذه المعادن ، يُتوقع أن تظهر تداعيات القرار الصيني سريعاً في واشنطن. وبحسب تقرير أعدّته صحيفة "نيويورك تايمز" واطّلع عليه موقع "اقتصاد سكاي نيوز عربية"، فقد أبلغت السلطات الصينية مُصدّري المعادن والمغناطيسات في البلاد، أنها تعمل على صياغة نظام جديد لتصدير هذا النوع من السلع، حيث من المتوقع أن يمنع النظام الجديد وصول المعادن الأرضية النادرة والمغناطيسات إلى شركات معينة بشكل دائم، بما في ذلك المتعاقدون العسكريون الأميركيون. وما يثير قلق المسؤولين التنفيذيين في صناعة المعادن والمغناطيسات، هو احتمال تأخر الصين في إصدار النظام الجديد، خصوصاً أنها لم تبدأ بأي إجراء بشأن هذا الموضوع حتى اللحظة. في حين كشف تقرير لوكالة "بلومبرغ" أن الإجراءات الصينية الجديدة المتعلقة بتصدير المعادن الأرضية النادرة والمغناطيسات قد تستغرق حوالي 45 يوم عمل. من هي الدول التي يشملها القرار؟ بموجب قرار وزارة التجارة الصينية، يمنع مسؤولو الجمارك الصينيون تصدير المعادن الأرضية النادرة الثقيلة والمغناطيسات إلى جميع الدول، وليس فقط إلى الولايات المتحدة. بحسب "نيويورك تايمز"، فإنه حتى عام 2023، كانت الصين تُنتج نحو 99 في المئة من إمدادات العالم من المعادن الأرضية النادرة الثقيلة، مع إنتاجٍ ضئيلٍ من مصفاةٍ في فيتنام، لكن هذه المصفاة أُغلقت خلال عام 2024 بسبب نزاعٍ ضريبي، مما ترك الصين في حالة احتكار للسوق. كما أن الصين مسؤولة عن نحو 90 في المئة من إنتاج العالم من المغناطيسات التي يتم تصنيعها من خلال المعادن الأرضية النادرة، والتي تُقدّر بحوالي 200 ألف طن سنوياً. في حين تُنتج اليابان معظم الكمية المتبقية، وتُنتج ألمانيا أيضاً كمية ضئيلة جداً، لكن الأخيرتين تعتمدان على الصين في الحصول على المواد الخام لتصنيع هذا النوع من المغناطيسات. وفي الولايات المتحدة الأميركية، يوجد منجم وحيد للمعادن الأرضية النادرة، وهو منجم "ماونتن باس" في صحراء كاليفورنيا قرب حدود نيفادا، حيث تأمل شركة "إم بي ماتيريالز" التي تديره ببدء إنتاجها التجاري للمغناطيسات بنهاية هذا العام لصالح جنرال موتورز وغيرها من الشركات. آثار وخيمة على أميركا وكشف مايكل سيلفر، رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لشركة "أميركان إليمنتس"، وهي شركة موردة للمواد الكيميائية مقرها لوس أنجلوس، أن شركته زادت مخزونها في الشتاء الماضي تحسباً لحرب تجارية بين الولايات المتحدة والصين، ولذلك فإنها ستتمكن من الوفاء بعقودها الحالية، ريثما يصدر النظام الصيني الجديد لتصدير المعادن الأرضية النادرة خلال 45 يوماً، بحسب ما تم إبلاغه. في حين أعرب دانيال بيكارد، رئيس اللجنة الاستشارية للمعادن الأساسية في مكتب الممثل التجاري الأميركي ووزارة التجارة، عن قلقه بشأن توافر المعادن الأرضية النادرة، لافتاً إلى احتمال أن يكون للضوابط الصينية آثار وخيمة على الولايات المتحدة. ودعا بيكارد إلى إيجاد حل سريع لمشكلة المعادن النادرة ، مشدداً على أن استمرار انقطاع الصادرات قد يضر بسمعة الصين كمورد موثوق للمعادن. من جهته، قال جيمس ليتينسكي، أحد رواد قطاع التعدين الأميركيين والرئيس التنفيذي لشركة "إم بي ماتيريالز"، إن إمدادات المعادن النادرة للمقاولين العسكريين تُثير قلقاً بالغاً، وبناءً على كل ما نراه، يمكن اعتبار أن سلسلة التوريد المستقبلية لهذه المعادن قد توقفت. ويلفت تقرير صحيفة "نيويورك تايمز"، الذي اطّلع عليه موقع "اقتصاد سكاي نيوز عربية"، إلى أن الكثير من الشركات الأميركية لا تحتفظ بمخزونات كبيرة من المعادن النادرة، لأنها لا ترغب في إيداع أموالها في مخزونات من المواد باهظة الثمن، إذ يُباع أحد المعادن الخاضعة للضوابط الجديدة، وهو أكسيد الديسبروسيوم، بسعر 204 دولارات للكيلوغرام في شنغهاي، وأكثر من ذلك بكثير خارج الصين. وبالتالي، فإن نفاد مغناطيسات الأرضية النادرة من المصانع في ديترويت وأماكن أخرى، قد يمنعها من تجميع السيارات وغيرها من المنتجات المزوّدة بمحركات كهربائية تتطلب هذه المغناطيسات. ويقول حسن الدسوقي، وهو مختص بالهندسة الكهربائية، في حديث لموقع "اقتصاد سكاي نيوز عربية"، إن المغناطيسات المصنوعة من المعادن الأرضية النادرة ليست مجرد مكونات بسيطة، بل هي عناصر أساسية في تطوير الكثير من الأجهزة الحديثة، وهي تُعرف باسم المغناطيسات عالية الأداء، وأشهرها نوعان: الأول هو مغناطيس النيوديميوم، الذي يُعد أقوى نوع من المغناطيسات التجارية المتوفرة حالياً، ويُستخدم في المحركات الكهربائية في السيارات، وفي مكبرات الصوت، والروبوتات، والطائرات بدون طيار. أما النوع الثاني، فهو مغناطيس الساماريوم كوبالت، القادر على تحمّل درجات حرارة مرتفعة جداً ومقاوم للتآكل، ويُستخدم في المحركات النفاثة، أنظمة التوجيه الصاروخية وبعض أنظمة الفضاء والدفاع. ويشرح الدسوقي أن المغناطيسات المصنوعة من المعادن الأرضية النادرة تُدمج داخل الأجهزة بشكل دقيق ومدروس حسب وظيفة كل جهاز. فعلى سبيل المثال، في السيارات الكهربائية ، يتم وضع المغناطيس في قلب المحرك الكهربائي، حيث يساعد على توليد المجال المغناطيسي، الذي يُحرّك الدوّار ويحوّل الطاقة الكهربائية إلى حركة ميكانيكية. أما في الطائرات بدون طيار والروبوتات، فتوضع هذه المغناطيسات في المحركات الصغيرة التي تحتاج إلى استجابة سريعة وقوة عالية في آنٍ واحد، ما يجعلها مثالية للطيران الدقيق أو لحركات الروبوت الذكية. لافتاً إلى أن غالبية الشركات المصنّعة لمحركات الطائرات النفاثة وأنظمة التوجيه الصاروخية، تستخدم المغناطيسات المصنوعة من المعادن النادرة لتثبيتها في أماكن تتعرض لدرجات حرارة مرتفعة جداً، وهي ظروف لا تتحملها المغناطيسات التقليدية المصنوعة من الحديد. من جهتها، تقول المحللة الاقتصادية رنى سعرتي، في حديث لموقع "اقتصاد سكاي نيوز عربية"، إن ما نشهده اليوم هو استخدام الصين لما يمكن تسميته بـ"السلاح الجيواقتصادي الثقيل"، عبر تعطيل صادرات المعادن الأرضية النادرة، والمغناطيسات التي تُعتبر بمثابة العمود الفقري لسلاسل الإمداد في الصناعات التكنولوجية والعسكرية الأميركية. فهذا القرار لا يعكس فقط رداً مباشراً على الرسوم الجمركية بنسبة 145 في المئة التي فرضتها إدارة ترامب على البضائع الصينية، بل يكشف أيضاً عن تحوّل في طبيعة المواجهة بين أكبر اقتصادين في العالم، من حرب تجارية إلى صراع على الموارد الاستراتيجية. هل تتخطى أميركا الضربة؟ وبحسب سعرتي، فإن الصين تُعد اليوم القوة المهيمنة في مجال صادرات المعادن الأرضية النادرة، ليس فقط بسبب امتلاكها لهذه الموارد، بل لأنها طوّرت منظومة صناعية متكاملة، تشمل عملية استخراج المعادن وتكريرها، وصولاً إلى التصنيع النهائي للمغناطيسات. حيث إن غياب هذه السلسلة في الولايات المتحدة هو ما يجعل قرار بكين بشأن المعادن الأرضية النادرة مؤلماً إلى هذه الدرجة بالنسبة لأميركا. وأشارت إلى أنه يمكن للولايات المتحدة أن تتخطى هذه الضربة، ولكن بثمن باهظ ووقت طويل، حيث إن تطوير بدائل محلية لاستخراج وتكرير المعادن، كما يجري في منجم "ماونتن باس"، يحتاج إلى استثمارات ضخمة وبيئة تنظيمية محفّزة. ولفتت سعرتي إلى أن الولايات المتحدة يمكن أن توسّع شراكاتها مع دول حليفة تمتلك احتياطيات من هذه المعادن، مثل أستراليا وكندا واليابان، أو أن تستثمر في تقنيات إعادة التدوير واستخدام المواد البديلة، وهو ما بدأ بالفعل في بعض المختبرات الأميركية. وكشفت أن الملياردير إيلون ماسك، الذي يُعد حالياً أحد أعضاء إدارة ترامب، أشار منذ أيام إلى أن التقدم الصيني في مجال المعادن الأرضية النادرة يعود لقدرة بكين على استخراج وتكرير المعادن بقدرات متفوقة، فقط بسبب وجود هذه المعادن على أراضيها، وهي نقطة الضعف التي تعاني منها أميركا. حيث إن المعادن يمكن إيجادها في عدة أماكن في العالم، ولكن عملية تكريرها هي الأكثر صعوبة. وأوضحت سعرتي أن العالم بات يعتمد على الصين، ليس فقط كمصدر رئيسي للمعادن الأرضية والمواد الخام، بل أيضاً كمصنع لا يمكن الاستغناء عنه للسلع التي يمكن إنتاجها من خلال هذه المواد. وهذا الأمر يعود إلى الرؤية الصينية طويلة الأمد التي بدأت منذ التسعينيات، عبر تطوير وتمويل البنية التحتية بهدف تعزيز التصنيع الداخلي. وشددت على أن القرار الصيني بحجب المعادن الأرضية النادرة يُبرز كيف أن الصراع التجاري لم يعد يدور فقط حول فائض الميزان التجاري أو الرسوم الجمركية، بل بات يتعلق بالمواد والمعادن الخام، وهو تذكير مهم جداً لواشنطن بأن الحرب الاقتصادية قد تتحول إلى صراع على الموارد الأساسية التي تقوم عليها الصناعات المستقبلية.


العين الإخبارية
١٦-٠٤-٢٠٢٥
- أعمال
- العين الإخبارية
حبس الصين للمعادن النادرة.. تهديد مباشر لقدرات أمريكا العسكرية
مع فرض الصين ضوابط تصدير على العناصر الأرضية النادرة، لن تتمكن الولايات المتحدة من سد العجز المحتمل، وفقًا لمركز الدراسات الاستراتيجية والدولية، مما قد يهدد القدرات العسكرية لواشنطن. وبحسب شبكة سي إن بي سي، في ظل تصاعد التعريفات الجمركية التي فرضها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على الصين، فرضت بكين في وقت سابق من هذا الشهر قيودًا على تصدير سبعة عناصر أرضية نادرة تُستخدم في تقنيات الدفاع والطاقة والسيارات. وستتطلب القيود الجديدة - التي تشمل عناصر أرضية نادرة متوسطة وثقيلة، وهي الساماريوم، والغادولينيوم، والتربيوم، والديسبروسيوم، واللوتيتيوم، والسكانديوم، والإيتريوم - من الشركات الصينية الحصول على تراخيص خاصة لتصدير هذه الموارد. ومع أنه لا يزال من غير الواضح كيف ستنفذ الصين هذه السياسة، إلا أن تقرير مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية، الذي نُشر يوم الاثنين الماضي، يحذر من أن ذلك سيؤدي على الأرجح إلى توقف مؤقت للصادرات مع قيام بكين بإنشاء نظام التراخيص، وسيتسبب في اضطرابات في الإمدادات لبعض الشركات الأمريكية. وذكرت صحيفة نيويورك تايمز في وقت سابق من هذا الأسبوع أن صادرات الصين من العناصر الأرضية النادرة قد توقفت بالفعل. ونظرًا لاحتكار الصين الفعلي لتوريد العناصر الأرضية النادرة والثقيلة عالميًا، فإن هذه القيود تُشكل تهديدًا خطيرًا للولايات المتحدة، وخاصةً لقطاع تكنولوجيا الدفاع فيها. وحذر مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية من أن "الولايات المتحدة معرضة بشكل خاص لخطر سلاسل التوريد هذه"، مؤكدًا أن المعادن النادرة ضرورية لمجموعة من تقنيات الدفاع المتقدمة، وتُستخدم في أنواع من الطائرات المقاتلة والغواصات والصواريخ وأنظمة الرادار والطائرات المسيرة. وإلى جانب ضوابط التصدير، أدرجت بكين 16 كيانًا أمريكيًا، جميعها في قطاعي الدفاع والفضاء باستثناء كيان واحد، على قائمة ضوابط التصدير. ويمنع هذا الإدراج الشركات من استلام "سلع ذات استخدام مزدوج"، بما في ذلك العناصر الأرضية النادرة المذكورة آنفًا. أمريكا غير مستعدة لسدّ الفجوة ووفقًا لتقرير مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية، إذا أدت ضوابط التجارة الصينية إلى توقف كامل لصادرات العناصر الأرضية النادرة المتوسطة والثقيلة، فلن تتمكن الولايات المتحدة من سدّ الفجوة. وأكد مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية أنه لا توجد عمليات تنقيح وفصل للعناصر الأرضية النادرة الثقيلة في الولايات المتحدة حاليًا، مع أنه أشار إلى أن تطوير هذه القدرات جارٍ. وعلى سبيل المثال، حددت وزارة الدفاع الأمريكية هدفًا يتمثل في تطوير سلسلة توريد متكاملة للعناصر الأرضية النادرة، تكون قادرة على تلبية جميع احتياجات الدفاع الأمريكية بحلول عام 2027، وذلك ضمن خطط استراتيجيتها الصناعية الوطنية للدفاع لعام 2024. ومنذ عام 2020، خصصت وزارة الدفاع الأمريكية أكثر من 439 مليون دولار لبناء سلاسل توريد محلية ومنشآت لمعالجة وفصل العناصر الأرضية النادرة الثقيلة، وفقًا للبيانات التي جمعها مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية (CSIS). ومع ذلك، أفاد مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية (CSIS) بأنه بحلول الوقت الذي تصبح فيه هذه المنشآت جاهزة للعمل، سيكون إنتاجها أقل بكثير من إنتاج الصين، حيث لا تزال الولايات المتحدة بعيدة كل البعد عن تحقيق هدف وزارة الدفاع المتمثل في توفير إمدادات مستقلة من العناصر الأرضية النادرة. وأضاف المركز، "يتطلب تطوير قدرات التعدين والمعالجة جهدًا طويل الأمد، مما يعني أن الولايات المتحدة ستكون في موقف دفاعي في المستقبل المنظور". كما يسعى الرئيس الأمريكي ترامب إلى إبرام صفقة مع أوكرانيا، تتيح لها الوصول إلى رواسبها من المعادن الأرضية النادرة، ومع ذلك، لا تزال هناك تساؤلات حول قيمة هذه الرواسب وإمكانية الوصول إليها. aXA6IDE4NS4xOTUuNjIuMTA1IA== جزيرة ام اند امز GB


جريدة المال
١٥-٠٤-٢٠٢٥
- أعمال
- جريدة المال
مركز بحثي: الولايات المتحدة ستعجز عن توفير العناصر الأرضية النادرة بعد حظر تصدير صيني
مع فرض الصين ضوابط تصدير على العناصر الأرضية النادرة، لن تتمكن الولايات المتحدة من سد أي عجز محتمل، وفقًا لمركز الدراسات الاستراتيجية والدولية، مما قد يُهدد القدرات العسكرية لواشنطن، بحسب شبكة سي إن بي سي. في ظلّ تصاعد التعريفات الجمركية التي فرضها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على الصين، فرضت بكين في وقت سابق من هذا الشهر قيودًا على تصدير سبعة عناصر أرضية نادرة ومغناطيسات تُستخدم في تقنيات الدفاع والطاقة والسيارات. ستُلزم القيود الجديدة – التي تشمل عناصر أرضية نادرة متوسطة وثقيلة، وهي الساماريوم، والجادولينيوم، والتيربيوم، والديسبروسيوم، واللوتيتيوم، والسكانديوم، والإيتريوم – الشركات الصينية بالحصول على تراخيص خاصة لتصدير هذه الموارد. على الرغم من أنه لم يتضح بعد كيف ستنفذ الصين هذه السياسة، إلا أن تقرير مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية، الصادر يوم الاثنين، يحذر من أن ذلك سيؤدي على الأرجح إلى توقف مؤقت للصادرات مع قيام بكين بإنشاء نظام الترخيص، وسيتسبب في اضطرابات في إمدادات بعض الشركات الأمريكية. وذكرت صحيفة نيويورك تايمز في وقت سابق من هذا الأسبوع أن توقفًا مؤقتًا في صادرات الصين من العناصر الأرضية النادرة قد بدأ بالفعل. ونظرًا لاحتكار الصين الفعلي لتوريد معالجة العناصر الأرضية النادرة الثقيلة عالميًا، فإن هذه القيود تُشكل تهديدًا خطيرًا للولايات المتحدة، وخاصةً قطاع تكنولوجيا الدفاع فيها. وحذر مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية من أن 'الولايات المتحدة معرضة بشكل خاص لسلاسل التوريد هذه'، مؤكدًا أن العناصر الأرضية النادرة ضرورية لمجموعة من تقنيات الدفاع المتقدمة، وتُستخدم في أنواع من الطائرات المقاتلة والغواصات والصواريخ وأنظمة الرادار والطائرات بدون طيار. إلى جانب ضوابط التصدير، أدرجت بكين 16 كيانًا أمريكيًا – جميعها باستثناء كيان واحد في قطاعي الدفاع والفضاء – على قائمة ضوابط التصدير. ويؤدي إدراج الشركات على القائمة إلى منعها من تلقي 'السلع ذات الاستخدام المزدوج'، بما في ذلك العناصر الأرضية النادرة المذكورة أعلاه.


أرقام
١٥-٠٤-٢٠٢٥
- أعمال
- أرقام
في خضم الحرب المتصاعدة .. كيف تستخدم الصين سلاح المعادن النادرة لمواجهة ترامب؟
تمتلك الصين مجموعة واسعة من الأدوات تتجاوز التعريفات الجمركية التي يمكن استخدامها لإلحاق الضرر بواشنطن في حربها التجارية المتصاعدة، منها المعادن الأرضية النادرة التي أصبحت جزءًا من الحرب، مما أثار تساؤلات حول مدى فعاليتها وهل تشكل ضغوطًا فعلية على "ترامب"؟ ما المعادن النادرة ؟ مجموعة من 17 عنصرًا، هي في الواقع ليست نادرة لكن يصعب استخراجها من الأرض، إلى جانب أن تنقيتها إلى أشكال صالحة للاستخدام يتطلب تكاليف باهظة، وتستخدم في كافة أشكال تقنيات الدفاع الأمريكية تقريبًا، ويمكنها تكوين مغناطيسات قوية تستخدم في الطائرات المقاتلة والصواريخ وغيرها. فرضت قيودًا على 7 معادن أرضية نادرة إضافية (الساماريوم، الجادولينيوم، والتيربيوم، والديسبروسيوم، واللوتيتيوم، والسكانديوم، والإيتريوم)، وهو ما أسفر عن تعليق مؤقت لصادرات تلك المعادن التي تشكل أساسًا لصناعة الأسلحة ورقائق الكمبيوتر والسيارات الكهربائية. ضوابط التصدير يستوجب تصدير المعادن المتأثرة بالقرار استخراج ترخيص خاص، مما يمنح السلطات الصينية مزيدًا من السيطرة، وربما تتمكن من منع شركات أمريكية معينة في قطاع الدفاع مثلا من الوصول لهذه الإمدادات التي يصعب استبدالها أو الحصول عليها من مصادر أخرى. ضربة قوية تهدف بكين بتلك الخطوة الإشارة إلى حجم الضرر الذي قد تلحقه بأمريكا وبرامجها العسكرية، وتركت لنفسها مجالاً واسعًا للتصعيد، لكن هناك العديد من الأسباب التي تجعلها لا ترغب في منع أمريكا من الوصول لتلك العناصر تمامًا أبرزها أنها تحقق أرباحًا طائلة من تصديرها. هيمنة صينية تعتمد الولايات المتحدة بصورة كبيرة على واردات المعادن الأرضية النادرة من الصين، حيث شكلت 70% من واردتها في الفترة من 2020 وحتى 2023، ورغم أن شركات الطيران والأسلحة الأمريكية لديها مخزونات صغيرة من تلك المعادن، إلا أنها ليست كافية لتلبية احتياجاتها حتى لعدة أشهر. حجم الضرر ذكر "مارك سميث" المدير التنفيذي لشركة "نيوكورب" أنه لا تخلو أي طائرة نفاثة تابعة لسلاح الجو الأمريكي من المعادن الأرضية النادرة بأشكال متعددة، وإذا توقفت الصين عن تصدير تلك المعادن فسيكون التأثير على جاهزية الجيش الأمريكي بشكل فوري. لكن يسعى "ترامب" للتوصل لصفقة مع أوكرانيا لتطوير إمدادات المعادن الأرضية النادرة بها، كما وقع أمرًا تنفيذيًا في مارس يوجه الوكالات الفيدرالية لتحديد المناجم والأراضي المملوكة للدولة التي قد تساعد في زيادة إنتاج تلك المعادن. أشار "لايل تريتن" خبير المعادن إلى انخفاض عدد خريجي برامج هندسة التعدين الأمريكية بكل مطرد على مدى العقود القليلة الماضية، وأنه حتى لو انطلقت موجة جديدة من مشاريع التعدين الآن فلن تثمر إلا بعد فترة طويلة من مغادرة "ترامب" للبيت الأبيض. الخلاصة أشارت الصين بخطواتها الأخيرة لسلاح المعادن الأرضية النادرة الذي يمكن أن تستخدمه بنطاق أوسع في حربها التجارية ورغم عدم رغبتها في استخدامها، إلا إنها إذا قررت مواصلة خنق إمداداتها من تلك المعادن فقد تكون الآثار المترتبة على ذلك وخيمة للأمن القومي الأمريكي. المصادر: نيويورك تايمز - ستاستيا – مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية (سي إس آي إس) – "التايم" - فورتشن