أحدث الأخبار مع #واللانثانوم


النهار
١٩-٠٤-٢٠٢٥
- سياسة
- النهار
قاع المحيط أم ساحة معركة؟ المعادن النادرة تشعل جبهة جديدة بين الصين وأميركا
في وقتٍ يتشظى فيه النظام العالمي بين حرب تعريفات وانقسامات تكنولوجية، تتجه الأنظار الآن نحو أعماق لم تُكتشف بعد — لا في السياسات فحسب، بل في الجغرافيا أيضاً. الصين تُحذّر، وواشنطن تخطط: قاع المحيطات يدخل قائمة الصراع. والمعركة؟ ليست على النفط، بل على ما هو أثمن من النفط نفسه… "المعادن النادرة". الخطوة الأميركية: كنز تحت البحر... واستراتيجية فوق العادة تعمل إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب على صياغة أمر تنفيذي يسمح بتخزين كميات ضخمة من المعادن النادرة الموجودة في قاع المحيط الهادئ. الهدف؟ حماية الولايات المتحدة من انقطاع الإمدادات الحيوية إذا تصاعد التوتر مع الصين، التي تهيمن على 90% من الإنتاج العالمي لهذه العناصر النادرة. هذه المعادن ليست مجرد موارد اقتصادية. إنها العمود الفقري لكل ما يُشكّل الاقتصاد الحديث: من بطاريات السيارات الكهربائية، إلى المقاتلات العسكرية، إلى رقائق الذكاء الصناعي. التخزين الأميركي ليس مشروعاً تجارياً، بل تحركاً استراتيجياً أشبه ببناء "احتياطي نووي صناعي"، يمكن استخدامه في حالة الطوارئ الجيوسياسية. الصين ترد: هذا "إرث البشرية"... لا ملعب الهيمنة رد بكين جاء سريعاً، وحادًا، ومشحوناً بالبعد القانوني. وزارة الخارجية الصينية صرّحت أن قاع المحيطات يُعد "إرثًا مشتركًا للبشرية" بموجب اتفاقية الأمم المتحدة لقانون البحار، وأن أي استكشاف أو تخزين يجب أن يتم تحت مظلة "السلطة الدولية لقاع البحار". الرسالة لم تكن فقط دفاعاً عن القانون الدولي، بل أيضاً تحذيراً ضمنياً: أي محاولة للهيمنة على سلاسل التوريد ستقابل برد صيني في الوقت والمكان المناسبين. ولأن الصين تملك اليد العليا حالياً – فهي المكرّر الأول في العالم لمعادن مثل النيوديميوم والديسبروسيوم – فإن تهديدها بفرض قيود على التصدير لا يبدو نظرياً، بل أداة نفوذ واقعية. ليست معركة تجارية فقط... بل سباق على خريطة النفوذ الصناعي ما يجعل هذا النزاع خطيراً ليس فقط كونه صراعاً بين أكبر اقتصادين في العالم، بل لأنه يضرب عمق البنية التحتية للتحوّل التكنولوجي العالمي. السيارات الكهربائية؟ لا بطاريات دون الليثيوم واللانثانوم. الطاقة النظيفة؟ لا توربينات رياح دون المغناطيسات الأرضية النادرة. الذكاء الاصطناعي والدفاع؟ لا رقائق متقدمة دون الغادولينيوم والإربيوم. بمعنى آخر، من يُسيطر على هذه السلاسل، يُسيطر على مستقبل العالم الصناعي. هل بدأ سباق "التعدين تحت البحار"؟ المثير أن الولايات المتحدة ليست وحدها في هذا السباق. شركات كندية ويابانية وكورية جنوبية بدأت منذ سنوات تجارب استكشاف في مناطق من المحيطين الهادئ والهندي. لكن واشنطن تريد أن تُسرّع الخطى. ليس فقط لسد فجوة الإمداد… بل للحاق بمرحلة إعادة تصميم الاقتصاد العالمي. الولايات المتحدة تمتلك شركات متقدمة في تقنيات استخراج هذه المعادن، لكن دون قدرات صهر وتكرير كبيرة — وهي النقطة التي تحتكرها بكين. التحرك الأميركي نحو تخزين المعادن من قاع البحار ليس خطوة منفردة. بل هو جزء من رؤية أوسع لإعادة بناء الأمن القومي الأميركي من تحت الأرض… وتحت البحر. في المقابل، بكين تُدرك أن هذه المعركة ليست حول معادن فقط، بل حول القدرة على تشكيل حدود القوة في القرن الحادي والعشرين. وربما السؤال اليوم لم يعُد: من يملك الموارد؟ بل: من يملك الأعماق مستقبلاً… ومن يُجيد استخدامها.


الجزيرة
١١-٠٤-٢٠٢٥
- علوم
- الجزيرة
الصين بين طموحات الطاقة النظيفة وإشكالية الفحم والمعادن النادرة
بكين- في خضم أزمة المناخ العالمية، تبرز الصين كعملاق يقود ثورة الطاقة النظيفة بوتيرة لم يسبق لها مثيل. ومن مزارع الرياح الشاسعة في صحراء غوبي شمال غرب البلاد، إلى أسطح المنازل المليئة بالألواح الشمسية في غوانغدونغ جنوبا، تبدو الصين وكأنها تخطو بثبات نحو مستقبل أخضر. لكن هذه الصورة المشرقة تخفي قصة معقدة تعتمد على سلاسل إمداد ملوثة ومليئة بالتناقضات، حيث تُعد المعادن النادرة العصب الخفي لهذا التحول، فكيف تُوازن الصين بين طموحاتها الخضراء وواقع الاعتماد على موارد تهدد استدامة مشروعها المناخي؟ الريادة الخضراء.. أرقام مذهلة تُعتبر الصين أكبر سوق للطاقة المتجددة عالمياً، حيث تمثل مشاريعها نحو 40% من النمو العالمي في هذا القطاع خلال 2023، وفقاً للوكالة الدولية للطاقة المتجددة "آي آر إي إن إيه" (IRENA) إذ أنفقت البلاد ما يزيد على 500 مليار دولار خلال العام نفسه على مشاريع الرياح والطاقة الشمسية والهيدروجين الأخضر، وفقاً للمصدر نفسه. وتبلغ القدرة المركبة للطاقة المتجددة في الصين 1450 غيغاواط، تتوزع بين طاقة شمسية بقدرة 430 غيغاواط، وطاقة رياح (400 غيغاواط) وكهرومائية (420 غيغاواط) حسب بيانات الهيئة الوطنية للطاقة الصينية. أما في قطاع النقل، فقد احتلت الصين الصدارة عالميا بمبيعات سيارات كهربائية بلغت 6.8 ملايين وحدة عام 2022، تمثل 60% من السوق العالمية، بحسب رابطة صناعة السيارات الصينية. لكن هذه الإنجازات العملاقة لا تأتي من فراغ، فالمعادن النادرة هي كلمة السر مثل النيوديميوم واللانثانوم التي تُعد مكونات حيوية لصناعة التقنيات الخضراء. فمغناطيس توربين الرياح الواحد بقدرة 3 ميغاواط يحتاج إلى 200 كيلوغرام من هذه المعادن، وفقاً لهيئة المسح الجيولوجي الأميركية "يو إس جي إس" (USGS) بينما تعتمد السيارات الكهربائية عليها في بطارياتها ومحركاتها. فالصين، التي تتصدر العالم في الطاقة النظيفة، تتحكم أيضاً في 60% من إنتاج المعادن النادرة عالمياً، و85% من عمليات معالجتها، وفقا للهيئة الأميركية. رغم أن الهيمنة الصينية على سوق المعادن النادرة تمنحها قوة جيوسياسية غير مسبوقة، إلا أنها لا تخلو من ثمن باهظ. ففي مناطق مثل منغوليا الداخلية، حيث تتركز مناجم هذه المعادن، تتحول الأراضي الزراعية الخصبة إلى مساحات قاحلة بسبب النفايات السامة الناتجة عن التعدين. وحسب منظمة أصدقاء الأرض، في تقرير "التكلفة الخفية للطاقة الخضراء" قالت إن عمليات تعدين المعادن النادرة في الصين تترك آثاراً مدمرة على البيئة، بما في ذلك تلوث المياه والتربة بالإشعاعات والنفايات السامة. وذكرت منظمة "غلوبال ويتنس" في تقريرها لعام 2023 أن "منغوليا الداخلية" (منطقة أقصى شمال الصين تتمتع بحكم ذاتي) فقدت 40% من أراضيها الزراعية خلال العقد الماضي، بينما يعاني السكان من أمراض تنفسية وجلدية بسبب التلوث. ولا تقتصر التحديات على الجانب البيئي فحسب، فالصين -التي تهدف إلى تحقيق الحياد الكربوني (بلوغ صافي انبعاثات ثاني أكسيد الكربون قيمة صفرية) بحلول 2060- لا تزال تعتمد على الفحم لتلبية 56% من احتياجاتها الطاقية، وفقاً للوكالة الدولية للطاقة. وترى المديرة التنفيذية لشركة "سينوفول" للاستشارات شين سونغ أن التحول من أنظمة الطاقة القائمة على الوقود الأحفوري إلى الطاقة المتجددة ستكون له آثار اجتماعية واقتصادية كبيرة. وأوضحت شين -في تصريح للجزيرة نت- أن هذا التحول يتطلب في الأجل القصير استثمارات ضخمة وإعادة هيكلة جذرية لقطاع الطاقة، مما قد يؤثر على بعض القطاعات التقليدية والمناطق المعتمدة عليها. وأضافت أن نحو 1.5 مليون شخص مهددون بفقدان وظائفهم في قطاع الفحم بحلول 2030، مما يهدد الاستقرار الاجتماعي في مناطق كمقاطعة شانشي جنوب الصين، وهو أمر أيدته منظمة العمل الدولية التابعة للأمم المتحدة في تقرير "الوظائف الخضراء بالصين 2023" حيث طالبت بسياسات انتقالية عادلة لدعم العمال. هيمنة جيوسياسية.. مكاسب وانتقادات استخدمت الصين المعادن النادرة أداة ضغط في صراعاتها التجارية. ففي عام 2010، عندما خفضت صادرات هذه المعادن إلى اليابان خلال نزاع على جزر سينكاكو، أدرك العالم مدى قوة هذه الورقة التفاوضية. وباتت الصين اليوم تعزز وجودها عبر " مبادرة الحزام والطريق" حيث تمول مشاريع تعدين في دول مثل ميانمار وكازاخستان. لكن هذه الاستثمارات تواجه انتقادات كبيرة، كما توضح الكاتبة البريطانية إيزابيل هيلتون من مركز "تشاينا ديالوغ" في مقال لها بأن تمويل الصين لمحطات الفحم في أفريقيا وآسيا لا يتوافق مع خطابها المناخي، ويعكس تناقضا صارخا في سياستها الخارجية. مستقبل التحول.. ابتكارات وصراعات في مواجهة هذه التحديات، تعول الصين على الابتكار لتجاوز أزماتها. ففي مختبرات شينغن جنوب البلاد يعكف العلماء على تطوير محركات كهربائية خالية من المعادن النادرة، بالتعاون مع شركات مثل تسلا الأميركية، بينما تنفذ تجارب في بحر جنوب الصين لاستخراج المعادن من أعماق المحيط، إذ تهدف البلاد إلى رفع نسبة إعادة تدوير المعادن من النفايات الإلكترونية إلى 30% بحلول 2030، وفقاً للأكاديمية الصينية للعلوم. لكن الطريق لا يزال محفوفا بالمخاطر. فبحسب تقرير عام 2023 لشركة ماكنزي الأميركية للاستشارات قد تواجه الصين أحد هذين السيناريوهين بحلول عام 2030: فإما أن تصل الطاقة المتجددة إلى 40% من مزيج الكهرباء لديها (إجمالي الإنتاج) أو يظل الفحم مسيطرا بنسبة 50% بسبب النمو الاقتصادي المتسارع. طريق شائك.. ضغوط المناخ ومتطلبات النمو تبدو الصين عالقة بين الضغوط المناخية ومتطلبات التنمية الاقتصادية، ففي حين تُظهر إحصاءاتها قفزات غير مسبوقة في مجال الطاقة النظيفة، تظل آثار الكربون عميقة بسبب اعتمادها على الفحم والمعادن النادرة. ويرى الخبراء أن قيادة الصين للتحول العالمي نحو الطاقة النظيفة مرهونة بقدرتها على إثبات أن نموذجها قادر على التوفيق بين النمو والاستدامة. وبحسب أستاذ الهندسة الميكانيكية جامعة شانغهاي جياو تونغ "رن تاو" فإن الفترة المتبقية أمام الصين للانتقال من ذروة الانبعاثات إلى الحياد الكربوني ستكون أقصر بكثير من تلك المتاحة للدول المتقدمة. وأوضح رن تاو -في ورقة بحثية نشرت في أحد المواقع البحثية- أن بلوغ الصين ذروة الكربون عام 2030 -كما تعهدت- يعني أنه سيكون أمامها نحو 30 عاما فقط لتحقيق الحياد الكربوني. ولتحقيق هذا الهدف تحتاج بكين إلى إجراء تعديلات فورية على مسارات التنمية الاقتصادية والاجتماعية، مع تحمل تكاليف باهظة.


يورو نيوز
١٠-٠٤-٢٠٢٥
- أعمال
- يورو نيوز
كازاخستان تعلن عن اكتشاف احتياطيات كبرى من المواد النادرة
اعلان أعلنت كازاخستان، عشية انعقاد قمة الاتحاد الأوروبي وآسيا الوسطى في أوزبكستان ، عن اكتشاف رواسب كبيرة من العناصر الأرضية النادرة في منطقة كاراغاندي الواقعة وسط البلاد. و يحتوي الاكتشاف، الذي يُطلق عليه اسم "كازاخستان الجديدة"، على ما يقرب من مليون طن من معادن مثل السيريوم واللانثانوم والنيوديميوم والإيتريوم، وهي مواد حيوية تستخدم في تصنيع الهواتف الذكية، الكاميرات الرقمية، والأقراص الصلبة للكمبيوتر. ووفقًا للمتحدث باسم وزارة الصناعة والتشييد في كازاخستان، تم تحديد أربع مناطق محتملة داخل الموقع، حيث تُقدر الاحتياطيات المؤكدة بـ 935,400 طن من العناصر الأرضية النادرة. وأشارت التقديرات الأولية إلى أن إجمالي الاحتياطيات في موقع "كازاخستان الجديدة" قد يصل إلى 20 مليون طن على عمق 300 متر، بمتوسط محتوى أرضي نادر يبلغ 700 جرام للطن الواحد. وإذا تأكدت هذه البيانات، فإن كازاخستان ستحتل مكانة ضمن أكبر ثلاث دول في العالم من حيث احتياطيات العناصر الأرضية النادرة، مما يعزز موقعها الاستراتيجي في الأسواق العالمية. وعلى الرغم من الأهمية الكبيرة لهذا الاكتشاف، دعا الخبراء إلى توخي الحذر. Related كازاخستان: خبرات جديدة لإستدامة موارد الطاقة رئيس كازاخستان يشيد بالعلاقات مع الاتحاد الأوروبي ويدعو إلى توسيع آفاق الشراكة صفقة المعادن بين أوكرانيا وأمريكا: شروط جدلية ومستقبل غامض ومن جانبه أكد جورجي فريمان، رئيس اللجنة التنفيذية للرابطة المهنية لخبراء التعدين المستقلين (PONEN)، أن اكتشاف الرواسب المعلن مؤخرًا في كازاخستان لا يزال في مرحلة مبكرة. وقال فريمان: "لإطلاق صفة الرواسب على الموقع، يجب أولاً دراسة جميع العناصر الموجودة في المنطقة التي يتواجد بها التمعدن بشكل كامل"، مشيرًا إلى ضرورة إجراء المزيد من الأعمال الاستكشافية. وأضاف: "يجب دراسة الهيدروجيولوجيا، والميكانيكا الجيولوجية، بالإضافة إلى تقييم جدوى الاستخراج وتحديد الأشكال المناسبة لاستخراج المعادن. كما يتطلب الأمر إجراء تقييم اقتصادي شامل يأخذ في الاعتبار وضع السوق واحتياجات الصناعات ذات الصلة". وشدد على أن "تحليل جميع هذه العوامل ووضع نموذج اقتصادي هو ما يحدد إذا ما كان يمكن اعتبار الموقع رواسب فعلية. بدون ذلك، يظل الأمر مجرد تكهنات." إعلان استراتيجي وبدأ استكشاف الموقع المكتشف للعناصر الأرضية النادرة في عام 2022، على أن يتم تقديم النتائج إلى الحكومة الكازاخستانية في أكتوبر 2024. ويرى محللون أن توقيت الإعلان عن الاكتشاف قبل انعقاد قمة الاتحاد الأوروبي وآسيا الوسطى كان مدروسًا واستراتيجيًا. وخلال القمة، أعلن الاتحاد الأوروبي عزمه تعزيز التعاون مع كازاخستان، وأقر خارطة طريق جديدة للفترة 2025-2026، تهدف إلى "تعزيز التعاون في مجال الاستكشاف الجيولوجي والبحث والابتكار". وقالت أليشكا سيمكيتش، سفيرة الاتحاد الأوروبي لدى كازاخستان: "جاء الإعلان في الوقت المناسب لأنه رفع من أهمية كازاخستان في النقاشات المتعلقة بالمواد الخام الحيوية". وأضافت: "أعتقد أنه نجح في وضع كازاخستان على خريطة الاتحاد الأوروبي"، مشيرة إلى أن "لا تزال هناك بعض التحديات" أمام تعدين المعادن الأرضية النادرة في الدولة الواقعة بآسيا الوسطى. ما هي الخطوة التالية؟ ووفقًا للشركة التي قامت بالاكتشاف الأولي، قد يستغرق تطوير الموقع ما يصل إلى ست سنوات، ويحتاج إلى استثمار يقدر بـ 10 ملايين دولار (9.03 مليون يورو). اعلان من جانبه، يعتقد آرثر بولياكوف، الرئيس التنفيذي لمنتدى MINEX، أن استخراج الخام سيستغرق ما بين 10 و12 عامًا. وأشار إلى أن كازاخستان تفتقر حاليًا إلى التقنيات اللازمة لمعالجة العناصر الأرضية النادرة بشكل عميق، مما يجعلها تعتمد على دعم الشركاء الأجانب. وأوضح بولياكوف أن الصين قد تكون أحد أبرز المشاركين في هذه العملية، لأنها أكبر مستهلك للمعادن الأرضية النادرة وأكبر منتج للسلع المصنوعة باستخدامها، بما في ذلك البطاريات والألواح الشمسية. وأضاف: "اللاعب الثاني المحتمل هو الاتحاد الأوروبي. السبب؟ جدول الأعمال الأخضر والتكنولوجيا الخضراء وتنمية موارد الطاقة المستدامة تمثل أولوية قصوى هناك". اعلان لكنه أشار إلى أن المشكلة الرئيسية تكمن في الخدمات اللوجستية، حيث إن التباعد الجغرافي بين الاتحاد الأوروبي وكازاخستان يستدعي تطوير "الممر الأوسط" لتسهيل التعاون. وحتى الآن، يُعتقد أن شركة التعدين الوطنية الكازاخستانية تاو-كين سمروك ستتولى زمام المبادرة في المرحلة التالية من التطوير. وتشمل هذه المرحلة أعمال ما قبل الاستثمار مثل إجراء دراسات جيولوجية إضافية واختيار التكنولوجيا المناسبة وتقييمات الجدوى. وقال ألماس كوشوموف، مدير إدارة استخدام باطن الأرض في وزارة الصناعة والبناء الكازاخستانية: "ندرس حاليًا خيارين: تنظيم مزاد أو تكليف شركة محلية. هناك شركة تاو-كين سمروك التي تعمل على تطوير الرواسب، لكن لم يتم اتخاذ القرار النهائي بعد". اعلان

مصرس
٠٩-٠٢-٢٠٢٥
- أعمال
- مصرس
المعادن النادرة ورقة ضغط رابحة بالسياسة العالمية.. كيف تستغلها أوكرانيا للتفاوض؟
في عالم السياسة الدولية، تحولت المعادن النادرة إلى ورقة ضغط هامة، خاصة مع تزايد الحاجة إليها في الصناعات التكنولوجية والدفاعية. في هذا السياق، دخلت أوكرانيا في صراع من نوع جديد على هذه المعادن، حيث أظهرت الحكومة الأوكرانية بقيادة الرئيس فولوديمير زيلينسكي استعدادها لاستغلال هذه الثروة لتقديم مزيد من الضمانات الأمنية والتعاون مع القوى الغربية، وعلى رأسها الولايات المتحدة. المعادن النادرة في أوكرانيا: قيمة استراتيجية هائلةتتمتع أوكرانيا باحتياطيات ضخمة من المعادن النادرة، التي تعد ضرورية في صناعة المغناطيسات عالية الأداء، محركات السيارات الكهربائية، وأجهزة الاتصالات، فضلًا عن التطبيقات العسكرية. من بين المعادن الأساسية التي تملكها أوكرانيا: النيوديميوم، الذي يستخدم في توربينات الرياح وبطاريات السيارات الكهربائية، واللانثانوم والسيريوم المستخدمين في الأجهزة الإلكترونية. وتعتبر أوكرانيا من أكبر دول العالم من حيث احتياطات الليثيوم، الذي يدخل في صناعة البطاريات، حيث تمتلك حوالي 500،000 طن متري من هذا المعدن، وفقًا فوربس أوكرانيا.ولكن، مع تصاعد الحرب في أوكرانيا، يواجه هذا القطاع صعوبات جمة، حيث أن نصف احتياطيات المعادن النادرة تحت سيطرة القوات الروسية. على الرغم من ذلك، تواصل كييف محاولاتها لجذب الاستثمارات الغربية لتطوير هذه الموارد الحيوية.الابتزاز السياسي والمساومة مع الولايات المتحدةفي فبراير 2025، طرح الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب فكرة مبتكرة تتمحول حول أن أوكرانيا تقدم المعادن النادرة إلى الولايات المتحدة مقابل المزيد من الدعم العسكري والمالي في مواجهة روسيا. ترامب أشار إلى أهمية المعادن النادرة في تصنيع التقنيات المتقدمة مثل بطاريات السيارات الكهربائية والصواريخ، مؤكدًا أن الولايات المتحدة تستحق «صفقة» مقابل المساعدات التي تقدمها لأوكرانيا.زيلينسكي يرد المعادن النادرة مقابل الضمانات الأمنيةردًا على هذه المبادرة، عرض الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي فكرة مشابهة في «خطة النصر» التي قدمها في خريف 2024. تحدث زيلينسكي عن استعداد أوكرانيا لتطوير المعادن النادرة بشكل مشترك مع الولايات المتحدة وحلفائها، شريطة أن يتم ضمان أمن أوكرانيا وتقديم ضمانات من حلفائها، خصوصًا فيما يتعلق بوقف الهجوم الروسي المحتمل في المستقبل. زيلينسكي أكد أن المعادن النادرة ليست مجرد سلعة، بل تمثل جزءًا أساسيًا من أمان أوكرانيا المستقبلي، بحسب لرويترز Reuters.التهديدات الروسية واحتلال المناطق الغنية بالمعادنروسيا، التي تمتلك سجلات جغرافية مفصلة عن احتياطات أوكرانيا من المعادن النادرة من الحقبة السوفيتية، بحسب ما تم عرضه في المنتدى الاقتصادي العالمي، تسعى للسيطرة على هذه الموارد الاستراتيجية. وقد أصبح من الواضح أن موسكو تطمح إلى استغلال هذه المعادن لصالحها، مما يضاعف من تعقيد الحرب المستمرة. بالإضافة إلى ذلك، فإن الخلاف حول هذه الموارد يفاقم التوترات بين الغرب وروسيا، حيث يتساءل الكثيرون عن مدى قدرة أوكرانيا على استغلال هذه الثروة في المستقبل مع استمرار الصراع.آفاق التعاون والتحديات المستقبليةمع تقديرات حكومية تشير إلى أن أوكرانيا تمتلك أكثر من 26 تريليون دولار أميركي من المعادن النادرة، يظل السؤال المطروح، هل ستتمكن أوكرانيا من تحقيق شراكة استراتيجية حقيقية مع القوى الغربية لاستثمار هذه المعادن بشكل مشترك، أم أن سيطرة روسيا على بعض المناطق ستعوق هذه الجهود؟ ذات التساؤل طرحته رويترز في تقريرها حول استخدام المعادن النادرة كورقة ضغط قوية في لعبة السياسة العالمية.أكثر من مجرد موارد طبيعيةالمعادن النادرة في أوكرانيا أصبحت اليوم أكثر من مجرد موارد طبيعية؛ هي أداة دبلوماسية تلعب دورًا محوريًا في السياسة العالمية. من خلال هذه المعادن، يسعى كل من أوكرانيا وترامب إلى ضمان مستقبل مشترك يعتمد على التعاون الأمني والتنمية الاقتصادية. لكن التحديات الأمنية والسياسية، خاصة في ظل الاحتلال الروسي لبعض المناطق الغنية بالمعادن، تجعل من هذه الورقة سلاحًا ذا حدين في الصراع الدولي على النفوذ والسيطرة على الموارد الحيوية، بحسب ما تناوله المنتدى الاقتصادي العالمي.