أحدث الأخبار مع #وبلومبرج


اليوم السابع
١٦-٠٤-٢٠٢٥
- سياسة
- اليوم السابع
قيود جديدة تنتظر الصحفيين الأمريكيين فى مؤتمرات ترامب.. "ABC" تكشف التفاصيل
طرح البيت الأبيض سياسة إعلامية جديدة تضع قيود صارمة علي وصول وكالات الأنباء التي تخدم المنافذ الإعلامية حول العالم، بعد خسارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في المحكمة بشأن وصول وكالة أسوشيتد برس إلى الرئاسة بعد أن قضت محكمة بأن البيت الأبيض انتهك حرية التعبير بحظر الوكالة لمعارضتها إعادة تسمية خليج المكسيك الى خليج أمريكا. وفقا لصحيفة واشنطن بوست، سياسة البيت الأبيض الجديدة ستمنع وكالة أسوشيتد برس وغيرها من وكالات الأنباء من الوصول إلى مؤتمرات ترامب وغيرها من الفعاليات التي يشارك بها الرئيس، وأثناء وضع سياسة جديدة "للتغطية المشتركة" للمساحات الصغيرة مثل المكتب البيضاوي وطائرة الرئاسة، قال البيت الأبيض إنه سيمنح السكرتيرة الصحفية كارولين ليفيت حق تحديد من سيتواجد من المنافذ في تلك الأماكن. حكم قاض فيدرالي الأسبوع الماضي بأن البيت الأبيض عاقب وكالة أسوشيتد برس عقاب غير لائق لرفضها إعادة تسمية خليج المكسيك، وذلك بمنع مراسليها ومصوريها من تغطية الأحداث وأمر قاضي المحكمة الجزئية الأمريكية تريفور إن. ماكفادين الإدارة بمعاملة الوكالة كما تعامل المؤسسات الإخبارية الأخرى. أدارت جمعية مراسلي البيت الأبيض تجمع الصحفيين للفعاليات محدودة المساحة، وفي كل مرة ضمت مراسلين من وكالات الأنباء أسوشيتد برس ورويترز وبلومبرج كما سمح لمراسل مطبوع واحد بالمشاركة، يتم اختياره بالتناوب من بين أكثر من 30 وسيلة إخبارية. ويقول البيت الأبيض الآن إنه سيجمع وكالات الأنباء الثلاث مع مراسلي الصحف المطبوعة لوظيفتين ما يعني أن حوالي ثلاثين مراسلًا سيتناوبون على فترتين منتظمتين. وحتى مع هذا التناوب، وتنص السياسة الجديدة على السماح للصحفيين أيضًا بالدخول بغض النظر عن وجهة النظر الجوهرية التي تعبر عنها أي وكالة أنباء وفي بيان، قالت لورين إيستون من وكالة أسوشيتد برس إن الوكالة تشعر بخيبة أمل عميقة لأن البيت الأبيض اختار فرض قيود على جميع وكالات الأنباء، بدلاً من استعادة وصول الوكالة، واضافت: "تمثل وكالات الأنباء آلاف المؤسسات الإخبارية في جميع أنحاء الولايات المتحدة والعالم .. لا تزال تصرفات الإدارة تتجاهل الحرية الأمريكية الأساسية في التعبير عن الرأي دون رقابة حكومية أو رد فعل انتقامي".


جريدة الرؤية
١٦-٠٢-٢٠٢٥
- سياسة
- جريدة الرؤية
كيف يخدم الإعلام أكاذيب إيلون ماسك؟
د. يوسف الشامسي قبل أيام وفي المؤتمر الصحفي الذي عقده الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بالمكتب البيضاوي في البيت الأبيض، سألتْ صحفيةٌ الملياردير والوزير بالإدارة الأمريكية إيلون ماسك عن معلوماتٍ كاذبةٍ أوردها في تصريحاتٍ سابقة له، فكان ردّه: "إن بعض ما أقوله قد يكون غير صحيح، وينبغي أن يُصحح". لكن ما الذي سيتركه وما الذي سيصححه له الإعلام وكثير من تصريحاته "أمحلُ من حديث خُرافة"؟! بل، وهل يأبه أصلًا ترامب وماسك بتصحيح أكاذيبهم المكشوفة؟ لنعترف أولًا أن الكذب ليس بدعًا في "بروبوجندا" السياسة، وللفلاسفة من عهد أفلاطون، إلى ميكيافيللي، إلى يومنا هذا -كمايكل والزر وغيره- مذاهب ومبررات للساسةِ أحيانًا؛ فهنالك ما يسمى بـ"الكذب النبيل" و"الخداع لمصلحة الشعب" وأشباهها من المبررات، ويكون الكذب تارة متواريًا لا ينكشف إلّا بجهد من التحقيق، كتبرير جورج بوش لغزو العراق بدعوى امتلاكه لأسلحة نووية، وأحيانًا ظاهرًا جليًّا يدركه أتباع السياسيّ الكاذب حتى قبل خصومه، ومثال الرئيس ترامب وإيلون ماسك أكبر شاهدٍ على هذا النوع من الكذب المفضوح. قبل الانتخابات الأمريكية الأخيرة انخرط ماسك في أكبر حملة تضليل لدعم مرشحه ترامب، مسخّرا منصته "إكس X" بخوارزمياتها لدعم حزبه، ونَشَر عبر حسابه مرة تصريحًا لمتحدث الحزب الجمهوري بالكونجرس يدّعي فيه أن الحزب الديمقراطي "يسعى لاستيراد المهاجرين غير الشرعيين بضمّهم للحزب ودعمهم لترشيح كامالا"، بينما لا يجهل أبسط مواطن أمريكي أن المهاجرين لا يحق لهم التصويت في الانتخابات الفيدرالية ما لم يحصلوا على الجنسية! كذلك قبل أيام اتهم الصحفي المتطرف إيان مايلز في حسابه بمنصة "إكس X" عضوة مجلس النواب الأمريكي إلهان عمر، بعقد ندوات لمهاجرين غير شرعيين لمساعدتهم على تجنب الترحيل، مرفقًا مقطع فيديو مجتزأً، فأيد إيلون ماسك هذا الادعاء مُتهمًا إياها بانتهاك القانون؛ لكن إلهان سرعان ما نفتْ حضورها الحدث، مؤكدة أن الفيديو مُفبرَك. كما اتهمت ماسك بانتهاك القوانين الأمريكية عبر إساءة استخدام بيانات المواطنين. ومع ذلك، أعاد ماسك مشاركة المقطع مرة أخرى! أمثال هذه الأكاذيب وغيرها قد تثير استفزاز الخصوم للرد عليها، فعلى سبيل المثال نشر قبل فترة الداعية الأمريكي المعروف د. عمر سليمان مقالًا يُفنّد فيه الادعاءات التي أطلقها ماسك عبر منصته بربط "عصابات التغرير الجنسي" في المملكة المتحدة بالمجتمعات المسلمة، وتوظيفه لها في خطابه الإعلامي والسياسي لخدمة أجندات عنصرية مؤازرة لليمين المتطرف. وكذلك نشرت العديد من وسائل الإعلام مثل (بي بي سي BBC) و(دويتشه فيله DW) وبلومبرج تحقيقات مُفصِّلة ومُفنِّدة لأكاذيب ماسك أثناء الانتخابات الأخيرة كالتي أشرتُ لها سلفًا. ولكن، رغم أن تصويب الأكاذيب ضرورةٌ أحيانًا لتوعية الناس بالحقيقة -هل تساءلت- عزيزي القارئ- كيف لمثل هذا النوع من الكذب الفجّ أن يخدم الساسةَ إعلاميًا وهم يدركون قطعًا أن لا أحد سيصدّق ما يتفوهون به من ادعاءات باطلة؟ الإجابة على هذا التساؤل يختزلها حوار الإعلامي الساخر جودان كليبر في برنامج "ذا دايلي شو"، ففي إحدى الحلقات، سأل كليبر أحد مؤيدي ترامب: "هل تعتقد أن ترامب يكذب أحيانًا؟"، ليجيب الرجل: "بالطبع، كل السياسيين يكذبون". يتابع كليبر: "إن كنت تعلم أن ترامب يكذب، فلماذا تدعمه إذن؟"، فيأتي الرد: "لأنه يضحك على النظام، وهذا ما نحتاجه!". هنا يلتقط كليبر جوهر التناقض: الاعتراف بالكذب لا يُضعف التأييد؛ بل يُعاد تفسيره كـ"ذكاء تكتيكي" أو "معركة ضد النخبة". هذا بالضبط ما تُقرِّره أبحاث الإعلام السياسي ونظرية "التنافر المعرفي" لعالم النفس ليون فستنغر؛ فالجماهير تتجنب تغيير مواقفها في الغالب إذا ما اكتشفت حقائق جديدة تتعارض وأحكامها المسبقة. هذا من جانب التأثير على الجمهور، أما إعلاميًا فيؤكد أستاذ الإعلام السياسي إيفور جايبر بجامعة ساسكس أن بعض هذه الأكاذيب الصارخة والمكشوفة عندما تصدُر من القادة السياسيين تكون في الأصل ضمن خطة ذات بُعد استراتيجي؛ فالكذبُ يهدفُ للتأثير فحسب دون الاهتمام بتداعيات الكذبة، وكلما حظيتْ بالنقاشِ وترأستْ محاور الأخبار -ولو على سبيل دحضها- استطاعتْ تحقيقَ الهدف. الكذب مثلًا حول ضم المهاجرين غير الشرعيين لترشيح الحزب الديمقراطي يدفعُ لمزيد من النقاش لـ"دحض" هذه الكذبة بسهولة، وفي المقابل كثرة الردود من الخصوم تُعزِّز قناعات المؤيدين لماسك وترامب بشأن المهاجرين غير الشرعيين بفعل ما يطلق عليه "تأثير النتائج العكسية"، وهكذا في سائر الأكاذيب. لذلك كان رد إيلون ماسك للصحفية هو محاولة تأكيد منه على هذا الهدف؛ فردود الإعلاميين وتخصيص الوقت في البرامج والأخبار لتصحيح أكاذيبه تضمن لحزبه حيّز الظهور وتضرب له عدة عصافير سياسية في الداخل الأمريكي بحجر واحد!