أحدث الأخبار مع #وجامعةالملكسعود،

سعورس
١٥-٠٤-٢٠٢٥
- علوم
- سعورس
بناء القدرات الفضائية توجه استراتيجي
إطلاق مشروعات التقنية وتعزيز الشراكات الدولية تحرص المملكة العربية السعودية بشكل كبير واستراتيجي على بناء قدراتها في مجال الفضاء، وذلك كجزء من رؤيتها الطموحة، التي تهدف إلى تنويع الاقتصاد وتطوير القطاعات العلمية والتقنية، وتعد المملكة أول دولة عربية تشارك في رحلة الفضاء ديسكفري 1985م الذي واكب انطلاقتها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود - حفظه الله - لتمضي المملكة بعدها في ركب علوم الفضاء وأبحاثه، وتطور من أدائها العلمي بما يواكب برنامج تطوير الصناعة الوطنية والخدمات اللوجستية أحد برامج رؤية المملكة 2030، وحرص المملكة على بناء قدراتها في مجال الفضاء ليس مؤقتًا أو دعائيًا، بل اتخذته توجهاً استراتيجياً طويل الأمد مدعوم بالموارد، العقول، والشراكات الدولية، ومن خلال عدة محاور رئيسة منها تأسيس مؤسسات متخصصة وآخرها وكالة الفضاء السعودية لتعزيز وتنظيم قطاع الفضاء في المملكة، وتحديد السياسات والتوجهات الاستراتيجية، إضافة إلى برنامج رواد الفضاء السعوديين الذي أُطلق لتدريب كوادر وطنية على مهام الفضاء، وضخ استثمارات ضخمة ورصدت لها ميزانيات كبرى لتطوير البنية التحتية للفضاء، بما يشمل إطلاق الأقمار الصناعية، وتطوير تقنيات الاتصالات والاستشعار عن بُعد. وتوجهت المملكة للاستثمار في قطاع الفضاء كقطاع اقتصادي واعد، وليس فقط بحثي أو علمي ودخلت في شراكات دولية لتطوير هذا القطاع حيث انضمت المملكة إلى اتفاقيات أرتميس مع ناسا، ما يعكس رغبتها في أن تكون جزءًا من الجهود العالمية لاستكشاف القمر والمريخ، كما تعاونت مع دول مثل الولايات المتحدة ، وفرنسا ، وكوريا الجنوبية ، وغيرها في مجالات بحثية وتدريبية وتقنية مرتبطة بالفضاء، وتم التركيز على البحث والتطوير من خلال دعم البحوث الجامعية والتطبيقية في علوم الفضاء في جامعات مثل كاوست وجامعة الملك سعود، كما تم تبني توجه نحو استخدام تقنيات الفضاء في مجالات الزراعة، البيئة، المدن الذكية، والأمن، وتعمل المملكة على أهداف بعيدة المدى تسعى من خلالها لتكون مركزًا إقليميًا لعلوم وتكنولوجيا الفضاء، وتطمح لإطلاق مشاريع فضائية محلية بالكامل، تشمل تصميم الأقمار وإطلاقها وتشغيلها. "اهتمام وتطوّر" وبدأ اهتمام المملكة العربية السعودية بقطاع الفضاء منذ الثمانينات، وهذا الاهتمام تطوّر بشكل كبير في السنوات الأخيرة مع إطلاق رؤية السعودية وكانت البداية باهتمام المملكة بالفضاء عام1985 م عندما انطلق الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز ليصبح أول رائد فضاء عربي مسلم يشارك في رحلة فضائية على متن مكوك الفضاء الأمريكي "ديسكفري"، ممثلاً عن المؤسسة العربية للاتصالات الفضائية (عرب سات)، وهذا الحدث شكّل نقطة تحول واهتمام مبكر لدى المملكة بعلوم الفضاء، وانطلق التأسيس العلمي والتقني لعلوم الفضاء عبر مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية (KACST)، حيث بدأت المملكة بتطوير الأقمار الصناعية الصغيرة، وأطلقت العديد من الأقمار لأغراض الاتصالات، والاستشعار عن بُعد، وشملت هذه المرحلة أكثر من 13 قمرًا صناعيًا تم تصميمها وتطويرها محليًا بالتعاون مع شركاء دوليين، وفيما يخص وكالة الفضاء السعودية فهي تعنى بالتخطيط والتنظيم والتطوير لهذا القطاع وخلال جهود حثيثة تم الانطلاق نحو الفضاء البشري والتجاري وإطلاق برنامج رواد الفضاء السعوديين، وإرسال أول رائدة فضاء سعودية (ريانة برناوي) ورائد فضاء سعودي (علي القرني) إلى محطة الفضاء الدولية في 2023م. وتم توقيع شراكات مع دول مثل فرنسا ، كوريا الجنوبية ، الصين ، ووكالات فضاء عالمية وفي المرحلة الحالية تخطط المملكة لاستثمار 2 مليار دولار في قطاع الفضاء حتى 2030، بهدف تعزيز قدراتها في هذا القطاع وتطوير صناعات فضائية محلية، وتم إطلاق مركز مستقبل الفضاء في الرياض بالتعاون مع المنتدى الاقتصادي العالمي، وهذه رؤية طموحة لتكون المملكة مركزًا إقليميًا لصناعات وخدمات الفضاء، وتسعى المملكة العربية السعودية إلى تعزيز حضورها في قطاع الفضاء من خلال عدة مبادرات استراتيجية تهدف إلى تطوير القدرات الوطنية وتعزيز التعاون الدولي، ومن أبرز هذه المبادرات برنامج المملكة لرواد الفضاء الذي أطلقته وكالة الفضاء السعودية بهدف تأهيل كوادر سعودية لخوض رحلات فضائية وإجراء تجارب علمية في بيئة الجاذبية الصغرى، ومن المبادرات أيضا مبادرة الجاذبية الحيوية أول مجتمع علمي متخصص بأبحاث الجاذبية الصغرى في الشرق الأوسط، والذي يهدف إلى تمكين العلماء والباحثين في مجالات العلوم الطبية البيولوجية من تطوير أبحاث مبتكرة ودعم مكانة المملكة في أبحاث الفضاء وتهدف المبادرة إلى تعزيز التعاون العلمي بين العلماء المحليين والدوليين، وتطوير حلول طبية حديثة تسهم في تحسين الصحة العامة على الأرض وفي الفضاء، وتعزيز مكانة المملكة كمركز رائد في أبحاث الفضاء الطبية، ومن المبادرات أيضاً مركز مستقبل الفضاء الذي أُعلن عن تأسيسه بالتعاون مع المنتدى الاقتصادي العالمي في أبريل 2024، ويهدف إلى تعزيز التعاون بين القطاعين العام والخاص في مجال الفضاء، وتطوير سياسات تدعم الابتكار والاستدامة في هذا القطاع، ومبادرة "فضاء للجميع" التي أُطلقت في عام 2020 بهدف تعزيز الوعي العام بأهمية الفضاء، من خلال فعاليات ومعارض وورش عمل تعليمية تستهدف مختلف فئات المجتمع وتم التعاون مع وكالة ناسا في يوليو 2024، حيث وقّعت المملكة اتفاقية تعاون معها لتعزيز البحث والاستكشاف المدني في مجال الفضاء، ما يعكس التزام المملكة بتطوير شراكات دولية في هذا المجال، وتُظهر هذه المبادرات التزام المملكة بتطوير قطاع الفضاء وتعزيز مكانتها كلاعب رئيسي على الساحة الدولية في هذا المجال. "قدرات وطموح" ويُنظر إلى القدرات السعودية في مجال الفضاء على المستوى العالمي بإيجابية متزايدة، حيث تُبرز المملكة كلاعب ناشئ وطموح في هذا القطاع، ويولي سمو الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء رئيس المجلس الأعلى للفضاء - حفظه الله -، قطاع الفضاء اهتماماً بالغاً حيث يعده أحد القطاعات المساهمة في تعزيز تنافسية السعودية دولياً، وأهمية استكشاف الفضاء لخدمة العلم والإنسانية، وتتجلى هذه النظرة من خلال عدة مبادرات وشراكات استراتيجية تعزز من مكانة المملكة العربية السعودية في المجتمع الفضائي الدولي، وتظهر الإنجازات التي تحققت التزام بلادنا بتطوير قدراتها وكوادرها البشرية في مجال الفضاء، وتُظهر مدى جدية المملكة في تأسيس قاعدة علمية وتقنية وبشرية متينة في مجال الفضاء من خلال عدد من البرامج التعليمية والتدريبية في مجال الفضاء ومنها برنامج رواد الفضاء السعوديين الذي أُطلق عام 2022 تحت إشراف الهيئة السعودية للفضاء، وهدفه تدريب سعوديين وسعوديات ليصبحوا رواد فضاء محترفين، وأول دفعة ضمت أول رائدة فضاء سعودية وعربية تصل إلى محطة الفضاء الدولية، وشاركها زميلها في نفس المهمة، كما أن هناك مبادرات تعليمية في الجامعات مثل جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية (كاوست) التي تدعم أبحاثًا في الأقمار الصناعية الصغيرة والاستشعار عن بُعد، وجامعة الملك سعود وجامعة الملك فهد للبترول والمعادن اللتان تقدمان برامج متقدمة في الهندسة الفضائية، والاتصالات، والفيزياء التطبيقية، كما أن هناك مخيمات ومبادرات توعوية مثل برنامج الفضاء للجميع لتعزيز الوعي العام بعلوم الفضاء في المدارس وتنظيم مسابقات مثل تحدي الفضاء لتحفيز الطلاب على التفكير الابتكاري باستخدام تكنولوجيا الفضاء ومن المشاريع التقنية والبحثية إطلاق الأقمار الصناعية حيث أطلقت السعودية أكثر من 16 قمرًا صناعيًا حتى الآن، منها: سعودي سات 5A و5B: لأغراض الاستشعار عن بُعد وشاهين سات للأغراض البحرية والتصوير عالي الدقة، وكذلك مراكز أبحاث وتطوير مثل: مركز الأمير سلطان لعلوم الفضاء وتطوير وتصنيع الأقمار الصناعية بالتعاون مع جامعات ومراكز أبحاث وتم إطلاقها تحت إشراف مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية خلال العشرين عامًا الماضية، وهو أعلى معدل بين الدول العربية، ويتم التركيز على تطوير تكنولوجيا الأقمار النانوية، وأجهزة الملاحة الفضائية، والتحكم الفضائي الذكي. "توجهات مستقبلية" وتهتم المملكة من خلال فرق علمية متخصصة في أبحاث وتكنولوجيا الفضاء، وتطوير برنامج فضائي سعودي مستقل لإطلاق صواريخ حاملة للأقمار واستخدام تقنيات الفضاء لدعم الأمن الغذائي، والمراقبة البيئية، والمدن الذكية في السعودية، وتولي المملكة اهتمامًا كبيرًا بتطوير قطاع الفضاء، وقد انعكس ذلك في مجموعة من البرامج التعليمية والمشاريع التقنية المدعومة بإحصائيات وأرقام تعكس هذا التوجه ومنها: البرامج التعليمية والتدريبية، وبرنامج المملكة لرواد الفضاء أُطلق لتأهيل كوادر سعودية لخوض رحلات فضائية طويلة وقصيرة المدى، كما أتيحت مشاركة الطلاب في التجارب الفضائية، حيث شارك أكثر من 9,000 طالب وطالبة من التعليم العام في تجارب علمية متزامنة مع رواد الفضاء السعوديين على متن محطة الفضاء الدولية، ما يعزز الوعي بعلوم الفضاء بين الشباب. وتعمل المملكة على الاستثمار في قطاع الفضاء وقد حقق قطاع الفضاء السعودي إيرادات بلغت 400 مليون دولار في عام 2022، وتطمح المملكة إلى زيادة هذا الرقم إلى 2.2 مليار دولار بحلول عام 2030، ما يعكس التزامها بتطوير هذا القطاع، كما تعمل على الشراكات الدولية حيث تم استقطاب 20 شركة ناشئة في مجالات سياحة الفضاء والاستكشاف واتصالات الأقمار الصناعية والتصوير الفضائي، بالتعاون مع شركات عالمية مثل "Techstars".، وحول التوجهات المستقبلية فإن النمو المتوقع لقطاع الفضاء تتوقع المملكة أن ينمو قطاع الفضاء بمعدل سنوي مركب بين 11 % و13 % حتى عام 2035، متفوقًا على المعدل العالمي البالغ 9 %، وتُظهر هذه الأرقام والإحصائيات التزام المملكة بتطوير قطاع الفضاء من خلال الاستثمار في التعليم، وإطلاق المشاريع التقنية، وتعزيز الشراكات الدولية، ما يسهم في تحقيق أهداف رؤية السعودية 2030 بإذن الله.


صحيفة سبق
١٠-٠٤-٢٠٢٥
- علوم
- صحيفة سبق
"الحربش" لـ"سبق": الجامعات السعودية شريكنا في اكتشاف كنوز المملكة.. الأبواب مفتوحة لجميع الخبرات
أكد الرئيس التنفيذي لهيئة التراث، الدكتور جاسر بن سليمان الحربش، في تصريح خاص لـ"سبق"، أن الهيئة تفتخر بالشراكات المتنامية مع الجامعات السعودية، وتعتبرها شريكًا رئيسًا في مختلف مشاريعها، مشيرًا إلى أن أبواب الهيئة مفتوحة للتعاون مع جميع الخبرات المحلية والعربية والدولية، من أفراد ومنظمات، بما يحقق مستهدفات حماية واستكشاف التراث الثقافي الغني في المملكة. وقال الحربش على هامش مؤتمر صحفي عقدته هيئة التراث أمس في مقرها بالرياض، عن نتائج دراسة علمية كبرى حول مناخ المملكة القديم،: "نحن نرى أن الجامعات السعودية بالذات شريك مهم لنا، ونفتخر صراحة بكثير من الأعمال القائمة معهم في مختلف مناطق المملكة ومع كل الجامعات الحالية. هذه دعوة مفتوحة ومتجددة لكل من يرغب في العمل معنا، ونحن منفتحون على التعاون مع جميع الخبرات الدولية". وأضاف: "لدينا الآن بعثات من عشرات الجنسيات تعمل معنا ضمن مواسم التنقيب الأثري، وكلها تتم تحت إشراف وقيادة خبراء سعوديين. نحن نتيح الفرصة لكل العلماء والخبراء للمشاركة في العمل على مواقع التراث الثقافي السعودي، بهدف تعزيز حضوره عالميًا، ولكن دائمًا بإدارة سعودية". وتابع موضحًا أن مجالات عمل هيئة التراث لا تقتصر على التنقيب الأثري فقط، بل تشمل قطاعات واسعة من التراث، منها التراث العمراني، الحرف والصناعات اليدوية، التراث الثقافي غير المادي، والتراث العالمي، موضحًا أن الهيئة ترحب بمشاركة طلاب الدراسات العليا والباحثين في هذه المجالات ضمن أطر وشروط الهيئة البحثية والمهنية. وفي سياق حديثه عن مسيرة الهيئة، أشار الحربش إلى أن هيئة التراث أكملت خمس سنوات من العمل ودخلت عامها السادس، مضيفًا: "عندما أُسست هيئة التراث، كانت لدينا مستهدفات واضحة، وبدأنا في تنفيذها بدعم سخي من الحكومة – أعزها الله – ومتابعة حثيثة من سمو وزير الثقافة، رئيس مجلس إدارة الهيئة. وقد استقطبنا بعثات محلية ودولية للعمل في عدد من المسارات المتصلة بالتراث". وأوضح أن من أبرز هذه المسارات "المواقع الأثرية التقليدية"، مثل القلاع والمباني القديمة والقرى المطمورة، مستشهدًا بموقع الفاو الذي تم تسجيله مؤخرًا كموقع تراث عالمي ثامن في المملكة ضمن قائمة اليونسكو. كما أشار إلى ملفات أخرى مهمة تعمل عليها الهيئة، مثل ملف المنشآت الحجرية، الذي يكشف عن دلائل لحضارات سابقة، وملف الأنظمة المائية القديمة، بما فيها القنوات والآبار ودروب الحج مثل درب زبيدة. كما سلط الحربش الضوء على ملف التراث الثقافي المغمور، الذي يضم السواحل السعودية الممتدة على أكثر من 1700 كيلومتر من البحر الأحمر والخليج العربي، مؤكدًا أنها ليست فقط مواقع طبيعية وسياحية، بل كنوز أثرية واعدة بفرص اقتصادية وتنموية واكتشافات علمية كبيرة. وفي تطور علمي حديث، أعلنت هيئة التراث خلال مؤتمر صحفي عُقد أمس في مقرها بالرياض، عن نتائج دراسة علمية كبرى حول مناخ المملكة القديم، شملت تحليل 22 تكوينًا كهفيًا يُعرف محليًا بـ"دحول الصمّان". وكشفت الدراسة أن أرض المملكة كانت واحة خضراء قبل أكثر من 8 ملايين سنة. وأوضحت الهيئة أن الدراسة اعتمدت على أطول سجل مناخي في الجزيرة العربية، تم توثيقه عبر الترسبات الكهفية، ويُعدّ أحد أطول السجلات المناخية على مستوى العالم، حيث يغطي فترة زمنية تمتد إلى ثمانية ملايين عام. وشارك في الدراسة 30 باحثًا من 27 جهة محلية ودولية، من أبرزها: هيئة التراث، وهيئة المساحة الجيولوجية السعودية، وجامعة الملك سعود، ومعهد ماكس بلانك الألماني، وجامعة جريفيث الأسترالية، إضافة إلى عدد من الجامعات والمراكز البحثية من ألمانيا، وإيطاليا، وبريطانيا، والولايات المتحدة. وأكدت الهيئة التزامها بدعم البحوث العلمية المتخصصة، وتوسيع آفاق التعاون البحثي الدولي، مع التركيز على استدامة الإرث الطبيعي والثقافي في المملكة. كما شددت على أن الكهوف في السعودية لا تزال بحاجة إلى المزيد من الدراسات والاكتشافات، معتبرة أن ما تحقق حتى الآن هو مجرد بداية لفهم أعمق لتاريخ المملكة الطبيعي وثرائها البيئي.


الجزيرة
١٠-٠٤-٢٠٢٥
- علوم
- الجزيرة
"كانت واحة خضراء".. كشف أثري عن واقع السعودية قبل 8 ملايين سنة
| كشفت هيئة التراث السعودية، الأربعاء، عن اكتشاف علمي يشير إلى أن "المملكة العربية السعودية كانت واحة خضراء قبل 8 ملايين سنة"، لافتة إلى أن تلك الفترة الزمنية تشير إلى أطول سجل مناخي في الجزيرة العربية يعتمد على الترسبات الكهفية. ولا يقتصر هذا الاكتشاف على توثيق الطبيعة الخصبة للمنطقة في العصور القديمة فحسب، بل يحمل أهمية بالغة في فهم تأثير التغيرات المناخية على انتشار الجماعات البشرية وانتقال الكائنات الحية عبر القارات، مما يجعل الجزيرة العربية حلقة وصل حيوية في التاريخ الطبيعي للعالم. وقالت الهيئة في بيان إن هذا الاكتشاف يقود إلى إمكانية وجود أنواع حيوانية تعتمد على المياه في المنطقة، منها التماسيح والخيل وأفراس النهر، حسبما نقلت وكالة الأنباء السعودية الرسمية "واس". وتزدهر هذه الأنواع الحيوانية في بيئات غنية بالأنهار والبحيرات، وهي بيئات لم تعد موجودة في السياق الجاف الحالي للصحراء. الدراسة كشفت عن أطول سجل مناخي في الجزيرة العربية يعتمد على الترسبات الكهفية "الجزيرة العربية الخضراء" وأفادت الهيئة بأنها توصلت لذلك الاكتشاف عبر دراسة علمية معنية بالسجل الدقيق للمناخ القديم على أرض المملكة، من خلال تحليل 22 متكونا كهفيا تعرف محليا بـ"دحول الصمان"، موضحة أنها اكتشفت أن أرض المملكة "كانت واحة خضراء قبل 8 ملايين سنة". وتأتي هذه الدراسة ضمن مخرجات مشروع "الجزيرة العربية الخضراء" الذي يمثل أحد المشاريع الرائدة لتعزيز البحث العلمي، وتوثيق التاريخ الطبيعي والثقافي لشبه الجزيرة بالمملكة، وفق بيان هيئة التراث. من جهته، أوضح المدير العام لقطاع الآثار بالهيئة عجب العتيبي، في مؤتمر صحفي اليوم بالرياض، أن "الدراسة كشفت عن أطول سجل مناخي في الجزيرة العربية يعتمد على الترسبات الكهفية، الذي يعد أيضا من أطول السجلات المناخية بالعالم، إذ يغطي فترة زمنية طويلة جدا تبلغ 8 ملايين سنة". التاريخ الطبيعي وعلى عكس طبيعتها الجافة الحالية، يُشير هذا السجل إلى تعاقب مراحل رطبة متعددة أدت إلى جعل أراضي السعودية بيئة خصبة وصالحة للحياة. وأشار العتيبي إلى أن هذه الدراسة تدعم نتائج التفسيرات حول كيفية تأثير التغيرات المناخية على حركة وانتشار الجماعات البشرية عبر العصور. ووفقا للنتائج، كانت صحراء المملكة، التي تعد اليوم أحد أكبر الحواجز الجغرافية الجافة على وجه الأرض، "حلقة وصل طبيعية للهجرات الحيوانية والبشرية بين القارات، أفريقيا وآسيا وأوروبا". وفي السياق نفسه، أبرزت الدراسة أهمية الجزيرة العربية بصفتها منطقة تقاطع حيوي لانتشار الكائنات الحية بين أفريقيا وآسيا وأوروبا؛ مما يسهم في فهم تاريخ التنوع البيولوجي للكائنات الحية وتنقلها بين القارات عبر الجزيرة العربية. تعاون دولي شارك في الدراسة 30 باحثا من 27 جهة مختلفة محلية ودولية، أبرزها هيئة التراث، وهيئة المساحة الجيولوجية السعودية، وجامعة الملك سعود، ومعهد ماكس بلانك الألماني، وجامعة غريفيث الأسترالية، وعدة جامعات ومراكز بحثية من دول مختلفة شملت ألمانيا وإيطاليا وبريطانيا والولايات المتحدة، بحسب بيان الهيئة. واستخدم الباحثون أساليب علمية مختلفة لتحديد الفترات، وذلك من خلال تحليل دقيق للترسبات الكيميائية في المتكونات الكهفية، شملت تحليل نظائر الأكسجين والكربون لتبيان مؤشرات تغيرات نسبة الأمطار والغطاء النباتي عبر الزمن، مما ساعد على الكشف عن الفترات المطيرة وتقلباتها الرطبة على مدى ملايين السنين. وأوضح الباحثون في دراستهم أن هذه المراحل الرطبة أدت دورا أساسيا في تسهيل تنقل وانتشار الكائنات الحية والثدييات عبر القارات المجاورة. مشروع "الجزيرة العربية الخضراء" مشروع "الجزيرة العربية الخضراء" هو مبادرة علمية سعودية بدأت دراساته في عام 2009، وأعمال التنقيبات والدراسات الميدانية في عام 2012، تحت إشراف هيئة التراث السعودية، وبالتعاون مع جهات محلية ودولية. يهدف المشروع إلى دراسة توسع انتشار الإنسان في شبه الجزيرة العربية خلال العصور الحجرية القديمة، واستكشاف تاريخ الاستيطان البشري في المنطقة، التي كانت في فترات زمنية معينة تتميز بمناخ خصب ومراعي غنية بالأنهار والبحيرات. يشمل المشروع دراسة الأحافير البشرية والحيوانية القديمة، وكذلك البيئة الطبيعية للجزيرة العربية خلال الفترات المطيرة. ومن أبرز اكتشافاته آثار أقدام بشرية وأحفورة إصبع إنسان عاقل عمرها حوالي 85 ألف سنة، إضافة إلى أحافير حيوانات كالفيلة والتماسيح.


رؤيا نيوز
١٠-٠٤-٢٠٢٥
- علوم
- رؤيا نيوز
هيئة التراث: السعودية تضم أطول سجل مناخي في الجزيرة العربية
توصلت دراسة علمية أجرتها هيئة التراث معنية بالسجل الدقيق للمناخ القديم على أرض السعودية عبر تحليل 22 متكونًا كهفيًا تعرف محليًا بـ'دحول الصمّان'، إلى أن أرض السعودية كانت واحة خضراء قبل 8 ملايين سنة. إلى ذلك، أوضح المدير العام لقطاع الآثار بالهيئة الدكتور عجب العتيبي -في مؤتمر صحفي عقد اليوم بمقر الهيئة بالرياض- أن الدراسة كشفت عن أطول سجل مناخي في الجزيرة العربية يعتمد على الترسبات الكهفية، الذي يُعد أيضًا من أطول السجلات المناخية بالعالم، إذ يغطي فترة زمنية طويلة جدًا تبلغ ثمانية ملايين سنة. وبين أن نتائج الدراسة أبرزت أهمية الجزيرة العربية بصفتها منطقة تقاطع حيوي لانتشار الكائنات الحية بين إفريقيا وآسيا وأوروبا؛ مما يسهم في فهم تاريخ التنوع البيولوجي للكائنات الحية وتنقلها بين القارات عبر الجزيرة العربية، مشيرًا إلى أن هذه الدراسة تدعم نتائج التفسيرات حول كيفية تأثير التغيرات المناخية على حركة وانتشار الجماعات البشرية عبر العصور. ونشرت هيئة التراث مقالة علمية في مجلة 'نيتشر' (Nature) العلمية تحت عنوان 'الحقب الرطبة المتكررة في شبه الجزيرة العربية خلال الـ 8 ملايين سنة الماضية' (Recurrent humid phases in Arabia over the past 8 million years)، بالتعاون مع عدة جهات محلية ودولية تحت مظلة 'مشروع الجزيرة العربية الخضراء'؛ الذي يهدف إلى استكشاف التاريخ الطبيعي والبيئي للمنطقة. وشارك في هذه الدراسة 30 باحثًا من 27 جهة مختلفة محلية ودولية، من أبرزها هيئة التراث، وهيئة المساحة الجيولوجية السعودية، وجامعة الملك سعود، ومعهد ماكس بلانك الألماني، وجامعة جريفيث الأسترالية، وعدة جامعات ومراكز بحثية من دول مختلفة شملت ألمانيا، وإيطاليا، وبريطانيا، والولايات المتحدة الأميركية. وكشفت الدراسة العلمية عن سجل دقيق للمناخ القديم على أرض المملكة، من خلال تحليل 22 متكونًا كهفيًّا تعرف علميًا بـ 'الهوابط والصواعد'، استخرجت من سبعة دحول تقع شمال شرق منطقة الرياض بالقرب من مركز شَوْية في محافظة رماح، وتعرف هذه الكهوف محليًا باسم 'دحول الصمّان'. ويشير هذا السجل إلى تعاقب مراحل رطبة متعددة أدت إلى جعل أراضي المملكة بيئة خصبة وصالحة للحياة، على عكس طبيعتها الجافة الحالية، ووفقًا للنتائج، كانت صحراء المملكة التي تُعدُّ اليوم أحد أكبر الحواجز الجغرافية الجافة على وجه الأرض حلقة وصل طبيعية للهجرات الحيوانية والبشرية بين القارات أفريقيا، وآسيا، وأوروبا. واستخدم الباحثون أساليب علمية مختلفة لتحديد الفترات، وذلك من خلال تحليل دقيق للترسبات الكيميائية في المتكونات الكهفية، شملت تحليل نظائر الأكسجين والكربون لتبيان مؤشرات تغيرات نسبة الأمطار والغطاء النباتي عبر الزمن، مما ساعد على الكشف عن الفترات المطيرة وتقلباتها الرطبة على مدى ملايين السنين. وأجرى الباحثون تحليلًا لترسبات كربونات الكالسيوم باستخدام تقنيتي اليورانيوم-الثوريوم (U-Th) واليورانيوم-الرصاص (U-Pb) لتحديد تاريخ هذه المتكونات وكشف الفترات الرطبة بدقة، ومن خلالها فقد حددت عدة مراحل رطبة تميزت بغزارة هطول الأمطار؛ يعود أقدمها إلى أواخر عصر الميوسين منذ حوالي 8 ملايين عام، مرورًا بعصر البليوسن، حتى أواخر عصر البليستوسين. وأوضحت الدراسة أن هذه المراحل الرطبة أدت دورًا أساسيًّا في تسهيل تنقل وانتشار الكائنات الحية والثدييات عبر القارات المجاورة؛ فنتيجة هذه الدراسة (دليل وجود فترات رطبة متعاقبة عبر الـ8 ملايين عام الماضية) تدعم نتائج الدراسات الأحفورية السابقة في الحاجز الصحراوي العربي التي تشير إلى وجود أنواع حيوانية تعتمد على المياه في المنطقة، ومنها: التماسيح، والخيل، وأفراس النهر، فقد كانت تزدهر في بيئات غنية بالأنهار والبحيرات، وهي بيئات لم تعد موجودة في السياق الجاف الحالي للصحراء. وأوضحت هيئة التراث أن هذه الدراسة تأتي ضمن مخرجات مشروع 'الجزيرة العربية الخضراء'؛ الذي يمثل أحد المشاريع الرائدة لتعزيز البحث العلمي، وتوثيق التاريخ الطبيعي والثقافي لشبه الجزيرة, ويهدف المشروع إلى الكشف عن الأبعاد البيئية والتغيرات المناخية التي أثرت في المنطقة عبر العصور، ودورها في تشكيل الجغرافيا والبيئة الطبيعية، مما يعزز فهمنا للتاريخ الطبيعي للمملكة. وأكدت الهيئة التزامها بدعم البحوث العلمية وتوسيع نطاق التعاون الدولي في هذا المجال، مع تسليط الضوء على أهمية استدامة الإرث الطبيعي والثقافي، وكونهما قيد الاستكشاف، مع وجود دراسات جديدة قادمة ستسهم في إثراء معرفتنا حول هذه الموضوعات؛ ورغم هذه الاكتشافات المهمة، لا تزال الكهوف في المملكة العربية السعودية بحاجة إلى المزيد من الدراسات والاستكشافات العلمية، إذ تمثل هذه النتائج مجرد بداية لفهم أعمق لتاريخها الطبيعي وثرائها البيئي.


العين الإخبارية
٠٩-٠٤-٢٠٢٥
- علوم
- العين الإخبارية
صحراؤها كانت واحة.. السعودية تكشف عن أقدم سجل مناخي يمتد 8 ملايين عام
أعلنت هيئة التراث في المملكة العربية السعودية عن نتائج دراسة علمية حديثة، كشفت عن سجل مناخي دقيق هو الأطول من نوعه في الجزيرة العربية، وأحد أطول السجلات المناخية على مستوى العالم، حيث يغطي فترة تمتد إلى 8 ملايين سنة. وقد تم التوصل إلى هذه النتائج من خلال تحليل علمي لتكوينات كهفية تُعرف محليًا باسم "دحول الصمّان"، تقع شمال شرق الرياض، في محافظة رماح بالقرب من مركز شَوْية. وخلال مؤتمر صحفي عُقد اليوم الأربعاء الموافق 9 أبريل / نيسان، بمقر الهيئة في العاصمة الرياض، أوضح عجب العتيبي، المدير العام لقطاع الآثار في هيئة التراث، أن هذه الدراسة تمثل إنجازًا علميًا كبيرًا، إذ تقدم تصورًا موثقًا لطبيعة المناخ القديم في المملكة، وتُظهر أن أراضيها كانت بيئة خصبة وغنية بالحياة النباتية والمائية قبل ملايين السنين، على عكس طبيعتها الصحراوية الجافة حاليًا. وبيّن العتيبي أن نتائج الدراسة أكدت أهمية موقع شبه الجزيرة العربية باعتباره نقطة التقاء طبيعية لهجرات الكائنات الحية بين قارات إفريقيا وآسيا وأوروبا، ما يعزز من فهم التاريخ البيولوجي لهذه الكائنات، ويساعد على تفسير كيف أثّرت التغيرات المناخية في تحركات الجماعات البشرية عبر العصور المختلفة. وقد نشرت هيئة التراث هذه النتائج في مقال علمي بمجـلة "نيتشر" (Nature) تحت عنوان: "الحقب الرطبة المتكررة في شبه الجزيرة العربية خلال الـ 8 ملايين سنة الماضية"، وذلك ضمن مشروع علمي يحمل اسم "الجزيرة العربية الخضراء"، الذي يسعى إلى دراسة التاريخ البيئي والطبيعي لشبه الجزيرة العربية، بدعم من عدد كبير من الجهات المحلية والدولية. شارك في هذه الدراسة 30 باحثًا يمثلون 27 جهة علمية من داخل وخارج المملكة، من أبرزها: هيئة التراث، وهيئة المساحة الجيولوجية السعودية، وجامعة الملك سعود، بالإضافة إلى معهد ماكس بلانك الألماني، وجامعة جريفيث الأسترالية، ومؤسسات علمية مرموقة من ألمانيا، وإيطاليا، وبريطانيا، والولايات المتحدة الأمريكية. واستندت الدراسة إلى تحليل 22 تكوينًا كهفيًا علميًا يُعرف بـ"الهوابط والصواعد"، جُمعت من سبعة كهوف ضمن دحول الصمّان. وقد أظهرت هذه التكوينات تسجيلاً زمنيًا دقيقًا لفترات مناخية رطبة تعاقبت على أراضي المملكة، مما جعلها بيئة صالحة للحياة في فترات متعددة من تاريخها الطبيعي. استخدم الباحثون تقنيات علمية دقيقة لتحديد الفترات الزمنية، تضمنت تحليل نظائر الأكسجين والكربون في الترسبات الكهفية، لتحديد التغيرات التي طرأت على نسبة هطول الأمطار وكثافة الغطاء النباتي. كما استخدمت تقنيتا اليورانيوم–الثوريوم (U-Th) واليورانيوم–الرصاص (U-Pb) لتحليل ترسبات كربونات الكالسيوم، وتحديد تواريخ دقيقة لمراحل المناخ الرطب التي شهدتها المنطقة. وأشارت نتائج التحليل إلى وجود عدة مراحل رطبة امتدت من نهاية عصر الميوسين قبل نحو 8 ملايين سنة، مرورًا بـعصر البليوسين، وحتى أواخر عصر البليستوسين. وقد تميزت هذه الفترات بهطول أمطار غزيرة وتكوُّن بيئات طبيعية غنية بالمياه، مثل البحيرات والأنهار. وأكدت الدراسة أن هذه الظروف المناخية ساهمت في تنقّل الكائنات الحية والثدييات بين القارات، كما تدعم النتائج ما كشفته دراسات أحفورية سابقة حول وجود أنواع من الحيوانات المائية في الجزيرة العربية، مثل الخيول، والتمساحيات، وأفراس النهر، وهي كائنات تعتمد في بقائها على البيئات المائية، مما يثبت أن هذه الأراضي كانت يومًا ما عامرة بالماء والحياة. وأشارت هيئة التراث إلى أن هذه الدراسة تمثل أحد المخرجات العلمية لمشروع "الجزيرة العربية الخضراء"، الذي يُعد من أهم المبادرات البحثية التي تعزز الجهود العلمية لفهم التحولات البيئية والمناخية التي مرّت بها شبه الجزيرة العربية، وتوثيق تأثيرها في تكوين الطبيعة الجغرافية والأنظمة البيئية التي عرفتها المنطقة عبر العصور الجيولوجية. aXA6IDEwNy4xNzMuMjEzLjE0MyA= جزيرة ام اند امز US