#أحدث الأخبار مع #وسيأنأنالنهار٢٨-٠٢-٢٠٢٥سياسةالنهاردان بونجينو… "المصارع" الترامبي المفوّه نائباً لمدير "أف بي آي"بفكيه العريضين، وعضلاته الضخمة ورأسه الحليق والوشوم التي تملأ ذراعيه، يبدو دان بونجينو أقرب إلى مصارع منه إلى مرشح انتخابي ومؤلف كتب وإعلامي، والآن نائب مدير مكتب التحقيقات الفيدرالي. النيويوركي المولود عام 1975هو الذي يقول إنه لو لم يكن ما هو عليه الآن، فلا شك في أنه كان سيحترف الألعاب القتالية. سيرة تحوّل الشرطي السابق، وعميل جهاز الخدمة السرية السابق أيضاً، تكسر بحدة الصورة النمطية للعنصر الأمني، المدرّب جيداً، والصامت أبداً، يؤدي عمله باحترافية شديدة، لا فرق إن كان يحرس الرئيس الجمهوري جورج دبليو بوش، أو خلفه الديموقراطي باراك أوباما. ترك بونجينو جهاز الخدمة السرية خلال إقامته في ميريلاند عام 2011 بقصد الانتقال من عالم الصمت إلى العالم المناقض تماماً. في العام التالي، فاز بترشيح الحزب الجمهوري لمجلس الشيوخ في الانتخابات التمهيدية، لكن غريمه الديموقراطي سحقه في الانتخابات العامة. بعدها بعامين خسر أمام منافسه الديموقراطي في انتخابات مجلس النواب في الولاية نفسها، فانسحب تكتيكياً في العام اللاحق إلى فلوريدا، الولاية الصديقة للجمهوريين، بطقسها الرائع، والتي سينزح إليها بعد بضعة أعوام نيويوركي آخر مشهور هو دونالد ترامب. هناك أيضاً جرّب حظه في الانتخابات التمهيدية وفشل للمرة الثالثة. في الأربعين، وهو عمر متقدم نسبياً للدخول في حقل الإعلام، لجأ بونجينو إلى المكان الأفضل في البيت الأميركي لتحقيق الأحلام: الطبقة السفلية، أو بتوصيف أفضل "البايسمنت"، وأطلق "بودكاست" يبشّر فيه بأفكاره المحافظة وآرائه التي لا تخلو من رهاب "الدولة العميقة" والمؤامرات التي يحوكها "اليسار القذر"، وقد تعهّد بونجينو من البداية بأن يخوض الحرب ضده. الأربعون و"البايسمنت" والخطاب اليميني كانت فأل خير على رجل يصل إلى منتصف العمر من دون وظيفة ومن دون أفق في السياسة. ساعدت قدرات بونجينو في التحدث ساعات بلغة يفهمها الأميركي العادي، كاره الليبرالية والنخب المثقفة وفساد واشنطن ومؤامراتها التي تحاك على مدار الساعة ضدّه. وبسرعة صعد نجم الشرطي السابق إلى ما يشبه القائد الشعبي الذي يجذب برنامجه ملايين المستمعين أسبوعياً. بين هؤلاء المستمعين، كان دونالد ترامب الذي يمضي فترته الأولى في البيت الأبيض ويعلق بين حين وآخر على محتوى بونجينو مبدياً إعجابه الشديد به. شعبيته في اليمين المحافظ ستحمله بطبيعة الحال إلى قناة "فوكس" معلقاً مفوّهاً، قبل أن يطلق عام 2019 موقعاً إلكترونياً مخصصاً لدعم ترامب. وبحسب مجلة "تايم"، فإن صفحته على "فايسبوك" كبرت إلى درجة أنها باتت تحقق تفاعلاً شهرياً يفوق التفاعل على صفحات "نيويورك تايمز" و"واشنطن بوست" و"سي أن أن" مجتمعة. الانتشار الواسع حقق له برنامجاً باسمه على "فوكس" استمر حتى عام 2023 ليعود بعده إلى "يوتيوب اليمين"، "رامبل"، وقد أعلن لمشاهديه أنه في طور بث الحلقات الأخيرة من برنامجه قبل الانتقال إلى واشنطن نائباً لمدير الـ"أف بي آي". المنصب الحسّاس الذي وصل إليه السياسي الترامبي، هو بحكم التقاليد حكر على عملاء متقاعدين في الجهاز نفسه. لكن أولوية ترامب النسخة الثانية هي تحطيم التقاليد وتعيين مسيّسين ماغاويين في مناصب من المفترض أنها ليست سياسية، في سبيل المكافأة على الوفاء ولاستكمال معاركه ضد خصومه في الوزارات والأجهزة. بونجينو الذي سيتاح له الوصول إلى كلّ الملفات في الجهاز الاستخباري الأقوى داخلياً، سيكون مسؤولاً أيضاً عن إدارة العمليات في مكتب التحقيقات، كما مديره كاش باتيل. يؤمن بونجينو بضرورة تصفية "الدولة العميقة"، ويأتي على رأس مكتب ينتقده بعنف، وينسب إليه دوراً في زرع عبوات قرب مقارّ أجهزة في واشنطن في الخامس من كانون الثاني/ يناير 2021، أي عشية اقتحام مناصري ترامب للكابيتول، كما أنه اتهم الجهاز، ومعه وكالة الاستخبارات المركزية CIA، بضلوعهما في تزوير انتخابات عام 2020. بونجينو لم يتردّد يوماً في نشر كلّ ما يسمّيه الديموقراطيون "معلومات مغلوطة" عن التلاعب بنتائج الانتخابات وسرقة الفوز من ترامب. هذا الجهد المبذول بإصرار من بونجينو كان واحداً من أبواب كثيرة فتحت له الطريق إلى مكتبه الجديد في مبنى جاي إدغار هوفر في واشنطن، وهو يبعد خمس دقائق بالسيارة عن البيت الأبيض.
النهار٢٨-٠٢-٢٠٢٥سياسةالنهاردان بونجينو… "المصارع" الترامبي المفوّه نائباً لمدير "أف بي آي"بفكيه العريضين، وعضلاته الضخمة ورأسه الحليق والوشوم التي تملأ ذراعيه، يبدو دان بونجينو أقرب إلى مصارع منه إلى مرشح انتخابي ومؤلف كتب وإعلامي، والآن نائب مدير مكتب التحقيقات الفيدرالي. النيويوركي المولود عام 1975هو الذي يقول إنه لو لم يكن ما هو عليه الآن، فلا شك في أنه كان سيحترف الألعاب القتالية. سيرة تحوّل الشرطي السابق، وعميل جهاز الخدمة السرية السابق أيضاً، تكسر بحدة الصورة النمطية للعنصر الأمني، المدرّب جيداً، والصامت أبداً، يؤدي عمله باحترافية شديدة، لا فرق إن كان يحرس الرئيس الجمهوري جورج دبليو بوش، أو خلفه الديموقراطي باراك أوباما. ترك بونجينو جهاز الخدمة السرية خلال إقامته في ميريلاند عام 2011 بقصد الانتقال من عالم الصمت إلى العالم المناقض تماماً. في العام التالي، فاز بترشيح الحزب الجمهوري لمجلس الشيوخ في الانتخابات التمهيدية، لكن غريمه الديموقراطي سحقه في الانتخابات العامة. بعدها بعامين خسر أمام منافسه الديموقراطي في انتخابات مجلس النواب في الولاية نفسها، فانسحب تكتيكياً في العام اللاحق إلى فلوريدا، الولاية الصديقة للجمهوريين، بطقسها الرائع، والتي سينزح إليها بعد بضعة أعوام نيويوركي آخر مشهور هو دونالد ترامب. هناك أيضاً جرّب حظه في الانتخابات التمهيدية وفشل للمرة الثالثة. في الأربعين، وهو عمر متقدم نسبياً للدخول في حقل الإعلام، لجأ بونجينو إلى المكان الأفضل في البيت الأميركي لتحقيق الأحلام: الطبقة السفلية، أو بتوصيف أفضل "البايسمنت"، وأطلق "بودكاست" يبشّر فيه بأفكاره المحافظة وآرائه التي لا تخلو من رهاب "الدولة العميقة" والمؤامرات التي يحوكها "اليسار القذر"، وقد تعهّد بونجينو من البداية بأن يخوض الحرب ضده. الأربعون و"البايسمنت" والخطاب اليميني كانت فأل خير على رجل يصل إلى منتصف العمر من دون وظيفة ومن دون أفق في السياسة. ساعدت قدرات بونجينو في التحدث ساعات بلغة يفهمها الأميركي العادي، كاره الليبرالية والنخب المثقفة وفساد واشنطن ومؤامراتها التي تحاك على مدار الساعة ضدّه. وبسرعة صعد نجم الشرطي السابق إلى ما يشبه القائد الشعبي الذي يجذب برنامجه ملايين المستمعين أسبوعياً. بين هؤلاء المستمعين، كان دونالد ترامب الذي يمضي فترته الأولى في البيت الأبيض ويعلق بين حين وآخر على محتوى بونجينو مبدياً إعجابه الشديد به. شعبيته في اليمين المحافظ ستحمله بطبيعة الحال إلى قناة "فوكس" معلقاً مفوّهاً، قبل أن يطلق عام 2019 موقعاً إلكترونياً مخصصاً لدعم ترامب. وبحسب مجلة "تايم"، فإن صفحته على "فايسبوك" كبرت إلى درجة أنها باتت تحقق تفاعلاً شهرياً يفوق التفاعل على صفحات "نيويورك تايمز" و"واشنطن بوست" و"سي أن أن" مجتمعة. الانتشار الواسع حقق له برنامجاً باسمه على "فوكس" استمر حتى عام 2023 ليعود بعده إلى "يوتيوب اليمين"، "رامبل"، وقد أعلن لمشاهديه أنه في طور بث الحلقات الأخيرة من برنامجه قبل الانتقال إلى واشنطن نائباً لمدير الـ"أف بي آي". المنصب الحسّاس الذي وصل إليه السياسي الترامبي، هو بحكم التقاليد حكر على عملاء متقاعدين في الجهاز نفسه. لكن أولوية ترامب النسخة الثانية هي تحطيم التقاليد وتعيين مسيّسين ماغاويين في مناصب من المفترض أنها ليست سياسية، في سبيل المكافأة على الوفاء ولاستكمال معاركه ضد خصومه في الوزارات والأجهزة. بونجينو الذي سيتاح له الوصول إلى كلّ الملفات في الجهاز الاستخباري الأقوى داخلياً، سيكون مسؤولاً أيضاً عن إدارة العمليات في مكتب التحقيقات، كما مديره كاش باتيل. يؤمن بونجينو بضرورة تصفية "الدولة العميقة"، ويأتي على رأس مكتب ينتقده بعنف، وينسب إليه دوراً في زرع عبوات قرب مقارّ أجهزة في واشنطن في الخامس من كانون الثاني/ يناير 2021، أي عشية اقتحام مناصري ترامب للكابيتول، كما أنه اتهم الجهاز، ومعه وكالة الاستخبارات المركزية CIA، بضلوعهما في تزوير انتخابات عام 2020. بونجينو لم يتردّد يوماً في نشر كلّ ما يسمّيه الديموقراطيون "معلومات مغلوطة" عن التلاعب بنتائج الانتخابات وسرقة الفوز من ترامب. هذا الجهد المبذول بإصرار من بونجينو كان واحداً من أبواب كثيرة فتحت له الطريق إلى مكتبه الجديد في مبنى جاي إدغار هوفر في واشنطن، وهو يبعد خمس دقائق بالسيارة عن البيت الأبيض.