أحدث الأخبار مع #وكوفيد


مصراوي
١٣-٠٥-٢٠٢٥
- صحة
- مصراوي
عقب تسجيل 600 ألف إصابة.. ألمانيا تحارب وباء ما بعد كورونا
تتزايد مخاوف السلطات الألمانية، وسط ارتفاع معدلات الإصابة بمتلازمة "التعب المزمن" على خلفية تداعيات جائحة "كوفيد 19"، إذ أظهرت تقارير رسمية وأخرى صادرة عن مؤسسات بحثية ارتفاعا ملحوظا في أعداد المصابين، ما استدعى السلطات الصحية إلى إطلاق مبادرات جديدة للتشخيص والرعاية. وقالت صحيفة "ميونخ آي" الألمانية، إن معدل الإصابة بمتلازمة التعب المزمن أو كما تُعرف أيضا بـ"التهاب الدماغ والنخاع العضلي"، ارتفع بشكل ملحوظ منذ بداية جائحة كورونا. وبحسب الصحيفة الألمانية، تشير التقديرات إلى أن نحو 600 ألف شخص في جميع أنحاء ألمانيا مصابون في الوقت الحالي بهذه الحالة المنهكة، موضحة أن الترجيحات تشير إلى أن هذا العدد تضاعف خلال جائحة كورونا، وفقا لخبراء متخصصين. وتوضح الصحيفة، أن من بين أعراض متلازمة "التعب المزمن"، الشعور بإرهاق شديد يستمر لأكثر من 6 أشهر، مصحوبا بضعف في الإدراك واضطراب في النوم، لافتة إلى أن هذه الأعراض تتفاقم عند بذل مجهود بدني أو عقلي. ووفق "ميونخ آي"، ازداد المرض وضوحا نتيجة ارتباطه بالآثار طويلة المدى لـ"كوفيد 19"، المعروفة باسم كوفيد الطويل، غير أنه أثّر على الكثيرين قبل الجائحة. وفي سبيل معالجة المخاوف المتصاعدة من متلازمة "التعب المزمن"، عُقد مؤتمر دولي في العاصمة الألمانية برلين، أمس الاثنين، تزامنا مع اليوم العالمي للتوعية بالمتلازمة، ضم نحو 200 متخصص وباحث في الرعاية الصحية، لمناقشة التطور في خيارات العلاج والوضع الراهن للأبحاث في هذا الشأن. ورغم المبادرات الهادفة إلى التوعية بمتلازمة "التعب المزمن" وكوفيد طويل المدى، يؤكد الخبراء الصحيون، أن نظام الرعاية الصحية لا يزال غير كافٍ لتلبية احتياجات المصابين. وسلّطت مديرة مركز "شاريتيه فاتيج" لعلاج التعب المزمن في برلين، كارمن شايبنبوجن، الضوء على القصور الكبير في فعالية الأدوية وبروتوكولات العلاج لمتلازمة "التعب المزمن"، فضلا عن نقص التثقيف والتوعية بهذا المرض في برامج التدريب الطبي.


الإمارات نيوز
١٢-٠٥-٢٠٢٥
- صحة
- الإمارات نيوز
جيف بريدجز 'يشعر بتحسن' لكنّه لايزال يعاني بعد سنوات من اكتشاف مرضه
صرّح جيف بريدجز نجم فيلم 'Big Lebowski'، البالغ من العمر 75 عامًا، لمجلة 'People' في مقابلة نُشرت الجمعة، أن صحته 'جيدة جدًا'، وأنه 'يشعر بتحسن' بعد ما يقرب من 5 سنوات من تشخيص إصابته بالورم الليمفاوي. وقال: 'في بعض الحالات، يصعب تحديد ما إذا كان السبب هو السرطان وكوفيد أم مجرد التقدم في السن'، مضيفًا أنه واجه بعض مشاكل الذاكرة وأنه يعتقد أنه يعاني من بعض الآثار 'طويلة الأمد' لكوفيد-19، وأشار إلى أنه لا يستطيع الشم. وكان بريدجز، قد أعلن عن إصابته بالسرطان في أكتوبر/ تشرين الأول 2020، في تدوينةٍ عبر منصة 'إكس'، وكتب آنذاك: 'على الرغم من خطورته، أشعر أنني محظوظ لأن لدي فريقًا طبيًا رائعًا وأن التشخيص جيد. أبدأ العلاج وسأُبقيكم على اطلاع بمرحلة تعافيي'. وفي العام التالي، نشر بريدجز تحديثًا حول وضعه الصحي عبر موقعه الإلكتروني، قائلاً إن كتلته السرطانية تقلصت إلى 'حجم كرة زجاجية'، وأضاف أنه كان يتعافى من نوبة حادة من كوفيد-19 آنذاك، معتقدًا أنه أصيب بالفيروس بعد تعرضه له في المنشأة التي كان يتلقى فيها العلاج الكيميائي. ورغم تأكيده أن أعراض فيروس كورونا لديه 'لم تعد ظاهرة'، إلا أنه كتب أن تفاعله مع كوفيد 'يجعل السرطان يبدو سهلًا للغاية'. وأضاف: 'لقد صدمني كوفيد بشدة.. بينما مررت بلحظات من الألم الشديد… وأنا أقترب من بوابة الموت، إلا أنني شعرت بالسعادة والفرح معظم الوقت. لقد منحتني هذه التجربة مع الموت هدية حقيقية – الحياة قصيرة وجميلة'. واختتم الممثل الحائز على جائزة الأوسكار مؤخرًا مسلسله 'The Old Man' على قناة FX، ويستعد للظهور في الجزء الثالث من سلسلة 'Tron'، الذي سيصدر في وقت لاحق من العام الحالي.


ساحة التحرير
٠٦-٠٥-٢٠٢٥
- أعمال
- ساحة التحرير
إعادة هيكلة النظام الاقتصادي العالمي (ج2)!الطاهر المعز
إعادة هيكلة النظام الاقتصادي العالمي – الجزء الثاني! الطاهر المعز يدرس القسم الثاني من هذه الورقة تأثيرات الحرب الإقتصادية والتّجارية التي تشنها الإمبريالية الأمريكية خلال فترة رئاسة دونالد ترامب، في ظل تَوَسُّع انتشار اليمين المتطرّف ( و'الإنعزالية' ) في أمريكا وأوروبا، والخطوات التي تُساهم في إعادة هيكلة الإقتصاد العالمي، وهي خطوات بدأت في بداية القرن الحادي والعشرين وتمثل أزمة 2008 وكوفيد – 19 بعض مَحطّاتها الرئيسية ويحاول دونالد ترامب وفريقه التّعجيل بإتمام إعادة الهيكلة، بشكل يجعل الإقتصاد الأمريكي المُستفيد الوحيد منها وعدم مراعاة مصالح الشُّركاء والحُلفاء ناهيك عن المنافسين والخصوم… سوف أُفْرِدُ 'الأضرار الجانبية' لهذه الحرب الإقتصادية والتجارية بنَصٍّ مُستقل مكانة اقتصاد الولايات المتحدة يتميز المجتمع الأمريكي بالتفاوت المجحف في الثروات، بين الأثرياء والفُقراء وبين السود والبيض وينطبق هذا التفاوت في الثروات والدخل، على نوعية المهارات والمِهن ومستوى التعليم، و يقدر سكان الولايات المتحدة الأمريكية سنة 2024 بنحو 343,6 مليون نسمة أو حوالي 4,2% من العدد الإجمالي لسكان العالم، وبلغت نسبة السكان تحت خط الفقر11,4% من العدد الإجمالي للسكان وفق البيانات الرسمية لسنة 2023 ( 18% من السود تحت خط الفقر و7,7% من البيض) وبدل الإهتمام بالفقر وبعدالة التوزيع للثروات، ركّزت السّلطات الأمريكية على المهاجرين ( الذين يخلقون الثروة وفائض القيمة برواتب منخفضة جدّا) ونجحت في تهميش المشاغل الحقيقية للسّكّان الذين جاء أجدادهم من بلدان عديدة، وتمت إبادة السكان الأصليين وجلب سكان إفريقيا واستعبادهم، ويُشير شعار ' أمريكا أولا' إلى التعصب والشوفينية وإغلاق الباب أما المهاجرين والتركيز على الهويات الأثنية والدينية والثقافية، فضلا عن ادّعاء دونالد ترامب ' حصلت الدّول التي تتعامل مع الولايات المتحدة على منافع عديدة على حساب الإقتصاد الأمريكي الذي فقد قطاعه الصّناعي مما أدّى إلى بطالة العُمّال البيض'، وادّعى إن الحل يكمن في التّنكّر لاتفاقيات منظمة التجارة العالمية ( التي فرضتها الولايات المتحدة، بين 1995 و 2002 ) وزيادة الرسوم الجمركية على كافة الواردات من المعادن كالحديد والنحاس إلى المواد المصنعة كالسيارات وتكنولوجيا الإتصالات مثل أشباه المواصلات، أملاً في تفضيل المُستهلك للمنتجات المحلية، وتتوقع منظمة التجارة الدولية أن تُؤدّي الرسوم الجمركية الإضافية إلى إنخفاض حجم التجارة العالمي سنة 2025 نتيجة العولمة وتشابك اقتصاد البلدان، وخصوصًا اقتصاد الولايات المتحدة والصّين، وتوقعت منظمة الأمم المتحدة للتجارة والتنمية (أنكتاد) إنخفاض معدل نمو الناتج العالمي بنحو 2,3 % سنة 2025… أشارت وكالات عديدة ( 22 نيسان/ابريل 2025) إلى النتائج العكسية لسياسة دونالد ترامب، ومن ضمنها تعزيز العلاقات الإقتصادية والسياسية والعسكرية بين روسيا والصّين وإيران وكوريا الشمالية، من خلال توقيع اتفاقات في مجالات التجارة والطاقة والنووي، وكتبت وكالة إنترفاكس الروسية إن روسيا وإيران 'تسعيان لتشكيل محور اقتصادي بديل قادر على الصمود في وجه العقوبات الغربية، ومهيأ لإعادة تشكيل ميزان القوى في المنطقة'، وذكرت وكالة الصحافة الفرنسية 'إن التعاون في مجال الطاقة النووية المدنية طُرح ضمن جدول أعمال الاجتماع الروسي الإيراني، وتضمن مقترحات لتشييد مجمّعات جديدة للمحطات النووية وتعميق التعاون التقني في مجال الطاقة النووية، وكانت روسيا قد ساعدت إيران في بناء أول مفاعل نووي إيراني في بوشهر…'، كما أشارت وكالة الصحافة الفرنسية إلى تطور العلاقات بين روسيا وإيران والصين وكوريا الشمالية، في عدة مجالات، من بينها المجال العسكري'، وللتذكير، وقّعت روسيا وإيران معاهدة شراكة استراتيجية، خلال شهر كانون الثاني/يناير 2025، 'لتوسيع التعاون في مجالات الطاقة والتكنولوجيا والصناعة، وتطوير حقول النفط الإيرانية بالتعاون مع شركات روسية…' بَرّر الرئيس الأمريكي فَرْض زيادات كبيرة في الرُّسُوم الجمركية بالأهداف التي أعلنها، مثل إعادة التصنيع إلى الولايات المتحدة وفضلاً عن أهداف غير مُعْلَنَة، تتمثل في إجبار الدول على إعادة التفاوض على شروط التجارة بطريقة تخدم مصالح رأس المال الأمريكي والشركات الأمريكية، فضلاً عن هدف الضّغط على الصّين، وربما عزلها لأنها أصبحت تتنافس الولايات المتحدة في مجالات التكنولوجيا والطاقات البديلة والقطاعات ذات القيمة الزائدة المرتفعة، ويبتز الرئيس الأمريكي الدّول الأخرى، اعتمادًا على السوق الأمريكية الكبيرة التي تضم عددًا كبيرًا من المستهلكين ذوي الإنفاق الكبير، ولا تريد الدّول المُصدّرة للسلع والخدمات إلى الولايات المتحدة خسارة هذه السّوق، ولذا يعتقد دونالد ترامب إن سلطات ورأسماليي هذه الدّول ( كافة دول العالم) سوف يرفعون العلم الأبيض، معلنين الإستسلام والموافقة على شروطه… يقول الرئيس الأمريكي وحاشيته إن زيادة التعريفات الجمركية تهدف على مدى متوسّط وبعيد، إعادة بناء قاعدة التّصنيع و وتعزيز عملية إعادة وظائف الصّناعة التي هجّرتها اتفاقيات التجارة الحرة لأن هذه الإتفاقيات – التي فرضتها الولايات المتحدة، قبل حوالي ثلاثة عُقُود، مكّنت الشركات من الإستثمار حيث ترتفع عائداتها، غير إن الوقائع أثبتت إن الشركات الصناعية بصدد خفض الوظائف أو تقليص خططها، مما دفع الاقتصاد الأميركي إلى حالة من عدم اليقين، فضلا عن عمليات البيع المكثفة لسندات الخزانة الأميركية ( بداية شهر نيسان/ابريل 2025 )، وسوف تُهدّد، لو استمرت، بإسقاط النظام المالي الأميركي بأكمله، كما أظْهَرَ تطبيق الرّسُوم الجمركية المُرتفعة على صادرات الصين، وخفضها فيما بعْدُ أو التراجع عنها مؤقّتًا إن الولايات المتحدة لا يمكنها حاليا التّخلّي عن السّلع الصّينية… محاولة استعادة الهيمنة المالية الأمريكية تسعى حركة 'جعل أمريكا عظيمة مرة أخرى' إلى الحفاظ على مركزية السلطة التنفيذية الأميركية في السياسة العالمية من خلال هيمنة الدولار والاحتياطي الفيدرالي الأميركي في أسواق العملات العالمية والنظام النقدي الدولي، وإعادة تدوير الفوائض العالمية في الولايات المتحدة نفسها من خلال سندات الخزانة، وتعزيز النفوذ الخارجي لسوق وول ستريت، وضمان عمليات مالية غير محدودة عبر الحدود، وإخضاع القطاعات الإنتاجية في الدول التابعة للولايات المتحدة ( نظام 'الدّولار- وول ستريت' وفق بيتر غوان – 1999 )، وأدّت السياسات النيوليبرالية في الولايات المتحدة وغيرها إلى تفكّك منظومة نقل وتوزيع الطّاقة والكهرباء والمياه والصّرف الصّحِّي، فيما تم صرف المال العام لإنقاذ مصارف الاستثمار في وول ستريت والخدمات المالية المشبوهة من الانهيار التام، سنة 2008 وبعدها، ثم ضَخّت وزارة الخزانة الأمريكية لاحقًا تريليونات الدولارات في برامج خطط الإنقاذ، والإعفاءات الضريبية، وغيرها من المزايا للحد من الأضرار الاقتصادية والاجتماعية الناجمة عن جائحة كوفيد-19، ولم تستفد من هذا 'السّخاء' سوى الشركات الكبرى، لكن تجسّدت جميع عمليات 'إنقاذ' رأس المال في زيادة الأسعار والتضخم بالنسبة للمواطن، وفي تعزيز الروابط بين السلطة التنفيذية والشركات الأمريكية الرقمية عالية التقنية، وبشبكاتها المهيمنة على وول ستريت، وتعزيز السلطة التنفيذية على حساب السلطات التشريعية والقضائية وغيرها، وخفض عجز الموازنة الإتحادية وعلى مستوى الولايات، وقرارات تسريح الموظفين الإداريين، وإعادة هيكلة النظام الصحي، وتجاوزت التخفيضات في الرعاية الصحية وطوابع الغذاء تريليون دولار، وخفّضت الولايات المتحدة مساهماتها في المنظمات الدولية، وانسحبت من بعضها مثل منظمة الصحة العالمية… أي إن شعار 'جعل أمريكا عظيمة مرة أخرى' يعني إعادة بناء القوة الأميركية من خلال استعادة هيمنة الدّولار وخدمة مصالح الطبقة الحاكمة الأميركية الجديدة وشركات التكنولوجيا المتطورة في وول ستريت في المقام الأول، وليس بقية الطبقات. في المقابل تَطَوَّرَ اقتصاد الإنتاج في الصين، منذ الأزمة المالية التي انطلقت في الولايات المتحدة سنتَيْ 2007 و2008، وردّت على التهديدات الأمريكية ( باراك أوباما وهيلاري كلينتون سنة 2012 ) بإطلاق مبادرة الحزام والطريق، سنة 2013، مرفوقة بحملةً واسعةً من الاستحواذ على الأصول وبناء البنى التحتية في آسيا وأوروبا وأفريقيا، لتسهيل حركة التجارة الصّينية عبر القارات الثلاث، وطوّرت شبكة سلاسل التوريد في مجالات أشباه الموصلات والتكنولوجيا الحيوية، وإنتاج المركبات الكهربائية والذكاء الاصطناعي… واصلت الشركات الصينية، المالية ( مثل مصرف الصّين الصناعي والتّجاري) وغير المالية، نموها كشركات عامة، منذ بداية القرن الواحد والعشرين، وتُظهر بيانات مؤشر شنغهاي- شنتشن CSI 300 ثقل وزن الشركات الصينية في رسملة الأسواق العالمية، وأصبحت الشركات الصينية، خلال أقل من عقْدَيْن، تُنافس الشركات متعددة الجنسيات ذات المَنْشأ الأمريكي في مجالات التكنولوجيا المتقدمة وأشباه الموصلات والمركبات الكهربائية وتقنيات الطاقة الخضراء… دعم العديد من المتعاملين في وول ستريت، بمن فيهم عمالقة التمويل بيل أكمان، وسكوت بيسنت، وستيفن شوارزمان، أيدوا عودة ترامب إلى السلطة قبل انتخابات تشرين الثاني/نوفمبر 2024 بوقت طويل، لسبب وجِيه، يعود إلى فترة الرئاسة الأولى لدونالد ترامب الذي وقّع ترامب قانون تخفيضات الضرائب والوظائف ( كانون الأول/ديسمبر 2017 ) فنال بذلك رضا وول ستريت، ارتفعت مؤشرات داو جونز الصناعي خلال فترة رئاسة ترامب الأولى، بنسبة 57%، وستاندرد آند بورز 500 بنسبة 70% وناسداك المركب بنسبة 142%، واليوم، يأمل جميع مستثمري وول ستريت في تكرار هذا الأداء، غير إن بعض التّغييرات حصلت، فقد أشارت بيانات صندوق النقد الدولي لسنة 2024 حول ' عملات احتياطيات النقد الأجنبي الرسمية' إلى انخفاض تدريجي مستمر في حصة الدولار من الاحتياطيات الأجنبية، ولم تُحرز العملات المنافسة، مثل اليورو والين والجنيه الإسترليني، أي تقدم يُذكر، فيما حقق الرنمينبي الصيني والوون الكوري الجنوبي والعملات المشفرة مكاسب ملحوظة، ولذلك فإن مسألة هيمنة الدولار على أسواق العملات العالمية والتجارة والاستثمارات الدولية هي إحدى أهم دوافع فريق السلطة الأمريكية بزعامة دونالد ترامب… أمريكا بعد مائة يوم من تنصيب دونالد ترامب بعد مرور مائة يوم على توليه منصبه كرئيس للولايات المتحدة، فشل دونالد ترامب في تحقيق السّلام في أوكرانيا، ووسّع الشّرخ مع أوروبا وكندا ومعظم الحُلفاء والدّول الأعضاء في حلف شمال الأطلسي، واعتبرت معظم دول العالم إن السياسات الاقتصادية التي ينتهجها ترامب، وخاصة حروب الرسوم الجمركية، تهدد الاقتصاد العالمي، وقد تؤدي إلى أزمة جديدة مماثلة للكساد الأعظم، وقد تكون رئاسة دونالد ترامب فُرصة للصين ولمجموعة بريكس لزيادة حصتهما من التجارة الدّولية والإقتصاد العالمي. أما في الدّاخل فاعتُبِرَتْ قراراته استبدادية، وانتقدت منظمة العفو الدولية ( وهي حذِرة عادةً ومُتحفّظة جدًّا ) الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في تقريرها السنوي الصادر يوم الثلاثاء 29 نيسان/ابريل 2025، ووَرَد في مقدّمة التقرير: ' تميزت الأيام المائة الأولى من الولاية الثانية لدونالد ترامب بموجة هجمات مباشرة ضد واجب المساءلة في مجالات الحقوق الأساسية وضد القانون الدولي وضد الأمم المتحدة مما يستدعي مقاومة متضافرة من بقية دول العالم… … إنه هجوم واسع النّطاق يسعى إلى القضاء على مبدأ حقوق الإنسان للجميع، وإلى تدمير نظام دولي تم تشكيله بعد الحرب العالمية الثانية… إن السمات البارزة في أول مائة يوم له في السلطة تمثلت في التّعَدِّيَات الحقوقية' وانتقدت منظمة العفو الدّولية تجميد المساعدات الأمريكية حول العالم، وخفض تمويل عدد من منظمات الأمم المتحدة، وتنفيذ عمليات ترحيل لمهاجرين وموقوفين إلى بعض بلدان أمريكا الجنوبية'، وفق وكالة رويترز بتاريخ 29 نيسان/ابريل 2025 أما البنك العالمي – وهو من المؤسسات التي تهيمن عليها وتختار رئيسها الولايات المتحدة – فقد نشر توقُّعاته يوم الثلاثاء 29 نيسان/ابريل 2025، في تقرير بعنوان 'آفاق أسواق السّلع الأولية'، وتتضمن توقُّعَ تراجع أسعار السلع الأولية ( منها المحروقات كالنفط والفحم والسلع الغذائية والمعادن كالذّهب…) خلال سنتَيْ 2025 و 2026 لمستويات سنة 2018 ويبني البنك العالمي توقعاته على أساس ضُعْفِ النمو العالمي وانخفاض الطّلب واضطراب مسالك التجارة وسلاسل التّوريد، كنتيجة مباشرة للحرب التجارية التي أعلنتها الولايات المتحدة، ويتوقّعُ خُبراؤه انخفاض أسعار السلع الأولية العالمية بمعدّل 12% سنة 2025، و5% أخرى سنة 2026، لتصل إلى أدنى مستوياتها خلال القرن الواحد والعشرين بالقيمة الحقيقية، وسوف تكون العواقب سلبية على 'الإقتصادات النامية' التي تُصَدِّرُ 65% منها السلع الأولية، ويُؤكّد التقرير ' إن تراجُعَ أسعار المواد الغذائية لن يسهم كثيرا في تخفيف انعدام الأمن الغذائي في بعض البلدان الأكثر عرضة لهذا الخطر مع تقلص المساعدات الإنسانية وتأجيج الصراعات المسلحة للجوع الحاد'، وتجدر الإشارة إن انخفاض الأسعار الذي يعنيه البنك العالمي يتعلق بالأسواق العالمية، ولا يؤدّي إلى انخفاض الأسعار للمستهلك في متاجر التجزئة ولا حتى في الأسواق الوطنية للبيع بالجملة، أما 'الحلّ السّحري' وفق البنك العالمي' فيتمثل في 'ضرورة تحرير التّجارة في هذه البلدان ( أي التّخلِّي عن ضبط ومراقبة الأسعار وعن دعم السلع الغذائية والطاقة)، وتطبيق الانضباط المالي، وتوفير بيئة أكثر ملاءمة للأعمال لجذب رأس المال الخاص…' ، وفق ما نقلته وكالة الصحافة الفرنسية عن البنك العالمي يوم 29 نيسان/ابريل 2025، أي المزيد من الدّعم الحكومي ( من المال العام) للرأسماليين كالإعفاء من الضّرائب وتوفير البنية التحتية الخاصة بالمناطق الصناعية أو مناطق 'التّجارة الحُرّة' وتمكين الشركات الأجنبية من ترحيل أرباحها إلى الخارج، مما يُمثل نَهْبًا للقيمة المُضافة المُحقّقة محليا… أدت الحرب التجارية إلى الضّغط على حركة الموانئ البحرية والجوية الأمريكية وإلى تراجع حاد لحركة وصول السفن ببعض الموانئ، مثل ميناء لوس أنجلوس وهو الميناء الرئيسي لاستقبال السلع القادمة من الصّين، بفعل تَراجُعِ حجم السّلع المُوَرَّدَة من الصين إلى الولايات المتحدة، وهي من تأثيرات الحرب التجارية الأمريكية ضدّ الصين، وفق صحيفة فايننشال تايمز البريطانية بتاريخ 29 نيسان/ابريل 2025، نقلاً عن مجموعات خدمات لوجيستية ومشغلي موانئ حاويات ومديري شحن جوي الذين أشاروا إلى انخفاض حُجُز الحاويات بنسب تراوحت بين 30% و 45% ( وفق نوعية وحجم الحاويات ) خلال شهر نيسان 2025، مقارنة بنفس الشهر من سنة 2024، كما علّقت بعض الشركات الشحن البحري من الصين إلى الولايات المتحدة في انتظار اتفاق تجاري بين البلدين، وانخفضت أحجام الشحن الجوي من الصين نحو الولايات المتحدة بنحو 30%، وفقًا لاتحاد وكلاء الشحن الجوي الأميركي… اهتمت العديد من وسائل الإعلام بمرور أول مائة يوم من رئاسة دونالد ترامب، واستنتجت معظمها أو جميعها إن أغلبية الأمريكيين فقدوا الثقة بوعود دونالد ترامب وزادت شُكُوكهم بشأن كفاءته في إدارة الشؤون الإقتصادية، وفق موقع صحيفة وول ستريت جورنال بتاريخ 29 نيسان/ابريل 2025، واعتبرت الصحيفة إن دونالد ترامب بصدد قيادة الإقتصاد الأمريكي 'إلى حافة أزمة قد تلطخ سمعة أمريكا كملاذ مالي آمن'، وكان دونالد ترامب قد وَعَدَ المواطنين بالرخاء وتخفيض الأسعار، لكن حصل العكس فارتفعت الأسعار ونسبة التضخم، وتراجعت أسواق المال، وانخفضت رحلات شركات الطيران وتراجعت توقعات أداء الشركات الكبرى، وخفض صندوق النّقد الدّولي توقعاته لنمو اقتصاد الولايات المتحدة، وقد يكون الركود الإقتصادي في الإنتظار، كما قد يُؤدِّي فرض رسوم جمركية مرتفعة على واردات التكنولوجيا الصينية والسيارات الكهربائية ومنتجات الصلب إلى إعادة هيكلة التجارة والإقتصاد الدّوليَّيْن، أو 'إعادة التّوازن إلى النظام المالي الدّولي والمؤسّسات – أي صندوق النقد الدّولي والبنك العالمي – التي خُلقت للحفاظ عليه، ، لأن هذه المؤسسات ابتعدت عن مسارها الصحيح، ويجب أن نسن إصلاحات رئيسية لضمان خدمة مؤسسات بريتون وودز أصحاب المصلحة- وليس العكس' وفق وزير الخزانة الأميركي (سكوت بيسنت ) على هامش اجتماعات الربيع لصندق النقد الدّولي والبنك العالمي بواشنطن( وكالة الصحافة الفرنسية بتاريخ الثلاثين من نيسان/ابريل 2025) أما صندوق النقد الدّولي، فقد توقّع يوم 22 نيسان/ابريل 2025 انخفاض نمو اقتصاد معظم بلدان العالم سنتَيْ 2025 و 2026، ومن بينها الولايات المتحدة والصين، بفعل تداعيات الرّسوم الجمركية التي فرضتها الولايات المتحدة بفعل 'تصعيد التوتر التجاري والمستويات المرتفعة للغاية من عدم اليقين بشأن السياسات المستقبلية… بخصوص الحياة اليومية للمواطنين ( بمن فيهم الأمريكيين) سبق أن حذّرت شركات الغذاء العالمية من ارتفاع أسعار السلع الغذائية الأساسية كالحليب ومشتقاته والبُنّ والوجبات الخفيفة والمشروبات، بسبب زيادة الرسوم الجمركية الأمريكية، وفق وكالة بلومبرغ بتاريخ 25 نيسان/ابريل 2025 فُرصة مجموعة 'بريكس' أدّت الرُّسُوم الإضافية إلى إعادة ترتيب سلاسل الإمداد والغذاء على نطاق عالمي، في ظل تقارير عن إعلان إفلاس مزارعين أميركيين بمعدلات مرتفعة، وتوسّع شركات الغذاء الكبرى مثل 'بي آر إف' البرازيلية في الخليج العربي، ويُؤَشِّر هذا التوسّع إلى محاولة استغلال بعض دول مجموعة بريكس وشركاتها زيادة الرسوم الأمريكية لتنمية حصتها من الأسواق العالمية في بلدان 'الأطْراف، على حساب الشركات الأمريكية – التي تدعمها الحكومة – التي هيمنت لعقود على الإقتصاد العالمي، وهي فُرصة لإعادة رسم خريطة النفوذ العالمي، وإرساء أُسُس نظام تجاري واقتصادي بديل للنظام الأحادي القُطب الذي رسّخته مؤسسات بريتن وودز منذ ثمانية عقود، لكن مجموعة 'البريكس' ليست متجانسة وليس لها برنامج بديل للنظام التجاري والإقتصادي الذي تُهيمن عليه الولايات المتحدة، فضلا عن عدم خروج دول مجموعة بريكس عن القواعد الرأسمالية السّائدة، لكن المجموعة ( البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب إفريقيا ومصر وإيران والحبشة وإندونيسيا والإمارات) قادرة على إعادة تشكيل موازين القوى العالمية، لأنها تُمثل ثقلا اقتصاديا وتضم حوالي 40% من سكان العالم وحوالي 40% من احتياطيات النفط العالمية المؤكدة وأكثر من 50% من احتياطيات الغاز الطبيعي، وتحتاج المجموعة إلى مشروع لا يكتفي بخدمة المصارف والشركات الرأسمالية الكُبرى، بل يخدم البلدان والشعوب في 'الجنوب العالمي'، من خلال توسيع التحالفات وتعزيز الشراكة بين بلدان 'الأَطْراف' باستخدام أدوات مصرفية بديلة والتعامل بالعملات المحلية، والتخطيط لإطلاق عملة مُشتركة، وهو ما يُقوّض هيمنة الدّولار، وكان دونالد ترامب قد هَدّد 'الدول التي تتخلى عن الدولار'، لأنه يُدرك جيّدًا النتائج المترتبة عن ذلك خاتمة عندما تولى دونالد ترامب الرئاسة ( كانون الثاني/يناير 2025) بلغ مستوى التضخم 3% ومستوى البطالة 4% وبلغ حجم العجز التجاري 770 مليار دولار وحجم الدَّيْن 35 تريليون دولارا ( أرقام نهاية سنة 2024 )، ويتميز الإقتصاد الأمريكي بارتفاع مستوى إنتاجية العمل، ومستوى تطور العلوم، وضخامة الإمكانات العلمية والتقنية مع ارتفاع مستوى التعليم العالي والبحث العلمي إلى جانب القوة العسكرية الإستثنائية وقوة الدّولار المهيمن على النظام المالي العالمي بنحو 60% من الاحتياطيات العالمية، ونحو 50% من التسويات الدولية، لكن الإقتصاد الأمريكي يُعاني من مستويات مرتفعة لعدم المساواة الاجتماعية، وقد تؤدّي سياسات دونالد ترامب إلى ارتفاع الأسعار وتعميق الفجوة الطّبقية، وانخفاض أرباح الشركات، واحتمال تجميد الاستثمارات، وإلى زيادة خطر الركود في الولايات المتحدة، وقد يمتد إلى باقي دول العالم، ويتوقّع مجلس الاحتياطي الفيدرالي انخفض نمو الناتج المحلي الإجمالي الأمريكي سنة 2025 إلى 1,7%… يتعين على الولايات المتحدة – بحكم هيمنتها وبحكم هيمنة الدّولار على التجارة والتجويلات المالية الدّولية واحتياطي المصارف المركزية – أن تشتري أكثر مما تبيع لضخ الحجم المطلوب من الدّولارات في الإقتصاد العالمي، بحكم تحوّل الدّولار إلى عُمْلَة عالمية، وهذا هو سبب العجز التجاري الأمريكي المُستمر، وهو ما يعيق الإنتاج القومي الأمريكي، وتُعتبر الأزمة الراهنة أزمة الولايات المتحدة الأمريكية، غير إن دونالد ترامب ( كما من سبقوه من الرؤساء مع اختلاف الطّرق المُستخدمة) يريد أن يتحمل العالم نتائج هذه الأزمة وأن يعمل على حلّها، فيما يواصل رأس المال الأمريكي الإستثمار في القطاعات والمناطق التي تُوفِّرُ أكبر قدر من الربح ويواصل الإحتياطي الفيدرالي تقمّص دَوْر المصرف المركزي العالمي، يغذي الاقتصاد العالمي بالنقود، كما يفعل أي مصرف مركزي، ما دامت المعركة بين قُوى رأسمالية مُتّفقة في الجوهر ومختلفة في الأساليب، في ظل غياب قوى تحمل مشروعًا بديلاً للرّأسمالية، يولي الكادحين والفُقراء والبلدان الواقعة تحت الهيمنة (بلدان 'المُحيط' أو 'الأطراف' ) الإهتمام ويجعل من هذه الأطراف مِحْور التّغْيير على مستوى كل بلد وعلى مستوى عالمي… 2025-05-06

المدن
٠١-٠٥-٢٠٢٥
- صحة
- المدن
سجن رومية: من مؤسسة للإصلاح إلى معضلة الإدمان والإهمال
في ما بدا أنّه جرسُ إنذارٍ جديد، أعاد موتُ السجينِ الفلسطينيّ توفيق أبو الزهور مساءَ 30 نيسان في سجنِ روميّة المركزيّ فتحَ ملفّ المخدّرات والرعاية الصحيّة في السّجون اللبنانيّة. تُظهِر الوقائع والشهادات أنّ السّجن الأكبر في البلاد تحوَّل من مكانٍ لـ"الضبط والإصلاح" إلى مسرحٍ مفتوحٍ للاكتظاظ والإدمان والإهمال الطبّي، وهي ظواهر تُهدِّد حياةَ آلاف الموقوفين وتُلقي على السلطاتِ مسؤوليّةً عاجلةً لمعالجتها. تؤكّد شهادات رفاق الزنزانة الذين تواصلت معهم "المدن" أنّ أبو الزهور (42 عامًا) ناشد مرارًا نقلَه إلى المستشفى بعدما بدأ يتقيّأ دمًا ويعاني استسقاءً في البطن، لكنّه اتُّهم بـ"الادّعاء". وبعد ساعاتٍ قليلةٍ نزف كميّاتٍ كبيرةً من الدمّ قبل أن يلفظ أنفاسَه في المستشفى. وليست الحادثةُ الأولى؛ فقد تضاعفت وفيّاتُ الموقوفين في السجون التابعة لوزارة الداخليّة بين عامَي 2018 و2022، على خلفيّةِ التراجعِ الاقتصاديّ ونقصِ الأدوية. روايات ما بعد الوفاة اختلفت؛ فإحداها تقول إنّ الرجل "تقيّأ كبده" بفعل تدهورٍ خطير، وأخرى تتحدّث عن جرعة مخدّرات مميتة، بينما تشير ثالثة إلى تفاعلٍ قاتلٍ بين الكحول وخليط مُخمَّر من قشر الليمون والتفاح بالسكّر. أياً تكن الرواية الصحيحة، فإنّ الجميع يتفق على أمرٍ واحد: السّجن الذي يُفترض أن يكون بيئةً للضبط صار سوقًا مفتوحًا للمخدّرات، بل منصةً لتفاقم الإدمان. سجناء دخلوا بقضايا بسيطة يخرجون أكثر تعلّقًا بالمواد، وآخرون لا يخرجون إطلاقًا بعدما تنتهي حياتهم بجرعةٍ زائدة أو إهمالٍ طبيّ. شبكات المخدّرات في روميّة والقَبّة وإن كان روميّة عنوانَ الأزمة الأشهر، فإنّ سجنَ القَبّة في طرابلس يشهد واقعًا مماثلًا. تتحدّث مصادرٌ مطلعة عن انتشار الحشيش، والترامادول، والبنزيكسول، والكبتاغون، والريفوتريل، إضافةً إلى مادّة "PIP" (Lysergic acid piperidide) التي تُباع الحَبّةُ الواحدةُ منها بثمانيةِ ملايينَ ليرة، ويُذيـبها السجناءُ بنصفِ حَبّةٍ في ماءٍ ساخنٍ ثمّ يحقنونها في الوريد. وتتمّ عمليّاتُ التهريب، بحسبِ مصادرَ أمنيّةٍ تحدّثت إليها "المدن"، إمّا بتواطؤ عناصرَ أمنيّةٍ أو بإجبارِ سجناءَ على حمل الموادّ أثناء نقلهم إلى المحاكم، ما يَخلق نظامًا يقوم على القوّة و"فرْضِ الخوّة" داخل العنابر. بني سجن روميّة لاستيعاب نحو 1500 نزيل، لكنّه يضمّ حاليًّا ما يقرب من 4000، أي أكثر من ثلاثةِ أضعافِ طاقته الاستيعابيّة. ومع أنّ القدرةَ الرسميّةَ لكلّ السجون اللبنانيّة لا تتجاوز 4760 سجينًا، فإنّ نسبةَ الإشغال تخطّت 300 ٪ في بعض المراكز. ويقع نحو 87٪ من النزلاء في توقيفٍ احتياطيّ بلا أحكامٍ نهائيّة، وهو رقمٌ قياسيٌّ عالميّ يعزوه الحقوقيّون إلى الإضراباتِ القضائيّة ونقصِ آليّاتِ النقل وتعطّلِ المحاكم أثناء جائحةِ "كورونا". تدهورُ التغذية والرعاية الصحيّة تفيد تقارير حقوقيّة بأنّ الطعامَ والدواءَ باتا يُوزَّعان "بالتقسيط" بسبب تراكم ديون الدولة للمورِّدين. أمّا أزمةُ الأدوية الوطنيّة، الّتي فاقمها نقصُ العملاتِ الأجنبيّة، فتنعكس مباشرةً داخل الزنازين؛ إذ يتشارك النزلاءُ المضادّاتِ الحيويّة وأدويةَ الضغط والسُكَّري أو يَقطعونها كليًّا. ونتيجةً لهذه الفجوات، عاودت الأمراضُ الجلديّة، والتهاباتُ المسالكِ البوليّة، والكوليرا، وكوفيد-19 الانتشارَ سريعًا في بيئةٍ تفتقر إلى الأسرّةِ النظيفة، ويضطرّ بعضُ النزلاء إلى النومِ بالتناوب على الأرض. تُلقي وزارةُ الداخليّة باللائمة على "ضعف الميزانيّة"، فيما يُحمِّل أمنيون القضاءَ مسؤوليّةَ التأخير في المحاكمات، ويشير ناشطون إلى تواطؤ بعضِ الحرّاس مع شبكات التهريب. وقد أدّى الإهمالُ من قبلُ إلى حوادثِ مأساويّةٍ أخرى، مثل حريقِ سجنِ زحلة في تشرينَ الأوّل 2023، الذي أودى بحياةِ ثلاثةِ سجناء وأصاب 16 آخرين بعد محاولةِ فرارٍ جماعيّة، إضافةً إلى وفيّاتٍ غامضةٍ في روميّة أرجعها بعضُهم إلى "فيروس" غيرِ معروف، فيما لم تستبعد الإدارةُ جرعاتٍ زائدة. موتُ أبو الزهور ليس حادثةً معزولةً؛ فقد سبقتها وفيّاتٌ عدّة يُشتبه بأنّها نتيجةُ جرعاتٍ زائدة أو إهمالٍ في التشخيص. ومع غيابِ تشريحٍ رسميّ سريعٍ وشفّاف، يظلّ كلُّ حادثٍ مادّةً لشائعاتٍ تتضخّم في الزنازين بلا أجوبةٍ حاسمة. في المقابل، تتقاذف الجهاتُ الرسميّةُ المسؤوليّةَ بين ضعفِ الميزانية، والاكتظاظ، وعدمِ توافر البنى التحتيّة اللازمةِ للطبابة، فيما يُحمِّل ناشطون ومساجين التواطؤَ الداخليّ وغيابَ الرقابة الدورَ الأكبرَ في تدهور الوضع. تتضمّن مقترحاتُ الإنقاذ تسريعَ المحاكمات عبر تفعيلِ المحاكماتِ الإلكترونيّة وزيادةِ جلساتِ المداورة لخفضِ توقيفاتِ ما قبلَ المحاكمة، وفتحَ ممرٍّ إنسانيٍّ للدواء بميزانيّةٍ مستقلّةٍ وبإشراف لجنةٍ طبيّةٍ خارجيّةٍ تراقب الصرف وتؤمّن الحدَّ الأدنى من العلاجاتِ الأساسيّة، وتضييقَ قنوات التهريب بتقنيّاتِ مسحٍ إلكترونيّ للزائرين والعناصر على حدٍّ سواء، واعتماد وحدات كلابٍ مُدرَّبةٍ، وبدائلَ عقابيّةً لمتعاطي المخدّرات غيرِ المتورّطين في جرائم عنيفة، مثل برامجِ العلاجِ الإلزاميّ في المجتمع، تطبيقًا لتوصيات المنظّمات الحقوقيّة. وإلى حين تحقيقِ ذلك، سيبقى السجنُ اللبنانيّ مكانًا تتقاطع فيه الأمراضُ، والعنفُ، والإدمانُ، والوفيات المفاجئة الناجمة عن الإدمان أو بالإهمال بلا مساءلة، مثلما حدث مع توفيق أبو الزهور.


صحيفة عاجل
٠٨-٠٤-٢٠٢٥
- صحة
- صحيفة عاجل
وزارة الحج توضح آخر موعد لدخول المعتمرين إلى مكة وعقوبة المخالفين
تم النشر في: حددت وزارة الحج والعمرة آخر موعد لدخول المعتمرين إلى مكة وعقوبة المخالفين وذلك في موسم العمرة 1446. آخر موعد لدخول المعتمرين إلى مكة ووفقا لما أعلنته وزارة الحج والعمرة، فقد تم تحديد يوم 15 شوال 1446هـ الموافق 13 أبريل 2025م آخر موعد لدخول المعتمرين إلى المملكة، في إطار الاستعداد لموسم الحج ، ويوم 1 من ذي القعدة 1446هـ الموافق 29 أبريل 2025م؛ موعدًا نهائيًا لمغادرة المعتمرين، وتؤكد أن البقاء بعد هذا التاريخ يُعد مخالفة تعرض أصحابها للعقوبات النظامية. ووفقا لما أعلنته وزارة الداخلية فإنه تفرض غرامة مالية تصل إلى (100,000) ريال بحق شركات ومؤسسات خدمات الحجاج والمعتمرين المتأخرة في الإبلاغ عن أي حاج أو معتمر لم يغادر بعد انتهاء المدة المحددة لإقامته. وأوضحت وزارة الداخلية أن الغرامة المالية تتعدد بتعدد الحجاج والمعتمرين للخالفين المواعيد مغادرتهم، مشددة على أهمية الالتزام بأنظمة وتعليمات الحج والعمرة بالمملكة العربية السعودية. أعلنت وزارة الحج والعمرة أن باقات حج 1446هـ متوفرة في تطبيق نسك والمسار الإلكتروني للمواطنين والمقيمين في المملكة العربية السعودية. وأوضحت الحج والعمرة، عبر صفحتها بمنصة إكس، أنه يلزم لاستعراض الباقات الحصول على تطعيم الحمّى الشوكية لموسم حجّ آمن، مع تقديم الأولوية في الحجز لمن لم يسبق له الحجّ. وأكدت أن تطعيم الحمى الشوكية إلزامي لإتمام إجراءات الحجز، كما يوصى بأخذ تطعيم الإنفلونزا الموسمية وكوفيد - 19 لحج آمن.