logo
«كانت أول فرحتي».. والد سما إحدى ضحايا انفجار خط غاز طريق الواحات: «صورتها على صدري لحد ما ألقاها»

«كانت أول فرحتي».. والد سما إحدى ضحايا انفجار خط غاز طريق الواحات: «صورتها على صدري لحد ما ألقاها»

كانت راجعة من درس، وفجأة اتحولت العربية إلى نار، وبنتي اتحرقت فيها، هكذا وصف الدكتور عادل أمين، اللحظة التي انهارت فيها حياة أسرته، بعد فقد ابنته الكبرى سما، طالبة طب الأسنان، في انفجار طريق الواحات الذي راح ضحيته 8 أشخاص، وأُصيب فيه 17 آخرون.
مأساة سما ضحية حادث الواحات: العربية ولعت بيها
في قاعة محكمة جنح أول وثالث أكتوبر، جلس الأب المكلوم في صمت.. في صدره سلسلة فضية تتدلى منها صورة ابنته، لا يخلعها عن عنقه منذ وفاتها، يرفعها من حين لآخر، يمررها على شفتيه ويتمتم: أنتِ عروسة وشهيدة.. وصورتك عمري ما هتفارقني.
يقول الأب بصوت مرتجف، وهو يتحدث عن ابنته التي لم تكد تبلغ الـ23 عامًا لـالمصري اليوم: سما كانت أول فرحتي، أول خلفتي، وهي الكبيرة، كانت فاضل لها شهرين وتتخرج وتفتح عيادتها، كل أحلامها كانت بتبدأ تتحقق، ولما اتحرمت منها، اتحرمت من كل حاجة حلوة في الدنيا.
كانت سما تستعد لافتتاح عيادتها الخاصة في منطقة أكتوبر، وكان والدها قد بدأ بالفعل في تجهيزها على نفقته الخاصة: كنت بحضر كل حاجة تكون جاهزة ليها، أجهزة، ديكور، حتى الكرسي اللي هتقعد عليه وهي بتعالج الناس.. كنت بحلم أشوفها دكتورة ناجحة والناس بتدعيلها.. لكن اللي حصل... وجع عمره ما هيروح.
في يوم الحادث، كانت سما في طريقها إلى درس خارجي، حين وقع الانفجار بسبب كسر في خط الغاز نتيجة أعمال حفر عشوائية بلا تنسيق، يروي والدها التفاصيل: العربية ولعت بيها، نزلت وهي مولعة، جسدها كله اتلسع بالنار، اتنقلت على طول لمستشفى أهل مصر للحروق، وقعدت هناك حوالي أسبوعين بتصارع الألم.. وبعدين راحت.
الأب يطالب بتوسيع دائرة الاتهام
بصوت يملؤه الألم، يضيف: كل يوم كنت بشوفها بتموت حتة حتة.. كانت بتبصلي وعيونها بتقول لي: أنقذني يا بابا.. وكنت عاجز.. مش قادر أعمل أي حاجة.
بعد وفاتها، باتت سما حاضرة في كل ركن من أركان البيت: كل حاجة كانت بتفكرنا بيها: السرير، الكتب، اللاب توب، حتى الكباية اللي كانت بتحب تشرب فيها النسكافيه، يتنهد الأب، هي مش بس بنتي.. دي كانت روحي.
ويتابع: البيت بقى ساكت.. مفيش صوت ضحكتها، ولا خناقاتها.. حتى أمها، كل يوم تقعد قدام أوضتها وتبكي، وساعات تقفل الباب وتفضل ريحتها جوه.. بنتي ماتت واتحرقت وراحت، بس ريحتها لسه عايشة.
يحمّل الأب مسؤولية ما حدث إلى أكثر من شخص، ويطالب بتوسيع دائرة الاتهام لتشمل كل مسؤول سايب أو مهمل: مش معقول يبقى في حفر في طريق عام من غير ما حد يشرف عليه.. مش معقول بنتي تدفع حياتها علشان واحد استخدم لودر من غير ما ياخد تصريح أو يشوف فيه خط غاز ولا لأ.
مش هنقبل تعويض
ويضيف: أنا واثق في القضاء المصري، بس بطالب بإدخال متهمين جدد، مش بس العامل اللي ماسك اللودر.. في مهندسين استشاريين، في ناس مسؤولة عن المشروع، ومسؤولي بحي وشركة الغاز والمقاولات، كلهم لازم يتحاسبوا.. مش عايز غير العدل.. ده حق بنتي.
في لحظة مؤثرة، يخرج الأب من جيبه سلسلة فضية يتدلى منها بندول صغير عليه صورة سما، ويقول: دي صورتها، لبساها في صدري، مش هشيلها غير لما أشوفها تاني يوم الدين.. وهتكون شفيعة ليا عند ربنا بإذن الله.
من جانبه، عبّر أحمد، عم سما، عن رفض الأسرة التام لأي محاولات للتصالح أو تسوية مالية: مش هنقبل تعويض، لا مليون ولا مليار.. إزاي نقبل على نفسنا نحط تمن لحياة بنت زينا؟.. سما كانت هتفيد المجتمع، كانت هتبقى دكتورة بجد، إنسانة بتعالج الناس.. راحت ببساطة بسبب إهمال.
ويتابع: إحنا بنطالب بتحقيق العدالة، مش بنشحت حقنا، فيه شركة مقاولات، فيه جهاز مدينة، فيه خط غاز.. وكلهم سايبين الموضوع ماشي بالعشوائية، دول لازم يتحاسبوا.
ينهي الأب كلامه بنبرة حزينة حاسمة: أنا مش عايز تعاطف، أنا عايز عدل.. مش عايز حد ييجي يقول لي ربنا يعوضك، ربنا فعلًا بيعوض في الآخرة، لكن في الدنيا لازم كل مسؤول مهمل يتحاسب.. بنتي مش ماتت.. بنتي اتقتلت بسبب استهتار وإهمال، واللي عمل كده لازم يدفع التمن.

Orange background

Try Our AI Features

Explore what Daily8 AI can do for you:

Comments

No comments yet...

Related Articles

ما مدى مشروعية صكوك الأضاحي في الإسلام؟
ما مدى مشروعية صكوك الأضاحي في الإسلام؟

Mostaqbal Watan

timean hour ago

  • Mostaqbal Watan

ما مدى مشروعية صكوك الأضاحي في الإسلام؟

أجابت دار الإفتاء المصرية عن سؤال.. ما مدى مشروعية وقالت دار الإفتاء المصرية إن الصَّكُّ نوع من أنواع الوكالة، وهي جائزة في النيابة عن الذابح في الأضحية، حيث يجوز لمن صَعُبَ عليه إقامةُ سُنَّة الأضحية بنفسه أن يُنيب عنه الجمعية الخيرية أو غيرها عن طريق هذا الصك أو نحوه، وعلى الجمعية الخيرية عمل ما يلزم لاختيار الأضاحي وذبحها وتوزيعها طبقًا للأحكام الشرعية. وقال العلَّامة الكاساني الحنفي في "بدائع الصنائع" (5/ 67، ط. دار الكتب العلمية): [تجزئ فيها -أي: الأضحية- النيابة؛ فيجوز للإنسان أن يضحي بنفسه وبغيره بإذنه؛ لأنها قربة تتعلق بالمال فتجزئ فيها النيابة؛ كأداء الزكاة وصدقة الفطر، ولأن كل أحد لا يقدر على مباشرة الذبح بنفسه، خصوصًا النساء، فلو لم تجز الاستنابة لأدى إلى الحرج] اهـ. وقال الإمام النووي الشافعي في "منهاج الطالبين- بحاشية المغني" (6/124- 125، دار الكتب العلمية): [ويُسَنُّ لِمُرِيدِها أن لا يزيل شعره ولا ظفره في عشر ذي الحجة حتى يضحي، وأن يذبحها بنفسه، وإلا فيشهدها] اهـ. قال العلامة الخطيب الشربيني في "مغني المحتاج" (6/125): [أَفْهَمَ كلامُه جوازَ الاستنابة، وبه صرَّح غيره؛ لأن النبي صلى الله عليه وآله وسلم سَاقَ مِائَةَ بَدَنَةٍ؛ فَنَحَرَ مِنْهَا بِيَدِهِ ثَلَاثًا وَسِتِّينَ، ثُمَّ أَعْطَى عَلِيًّا رَضِيَ اللهُ عَنْهُ الْمُدْيَةَ فَنَحَرَ مَا غَبَرَ: أَيْ بَقِيَ] اهـ. عقد شراء للأضحية وعقد توكيل بالذبح فصكُّ الأضحية هو عبارة عن عقد شراء للأضحية، وعقد توكيل بالذبح، وهذا جائزٌ شرعًا إذا روعيت شروطه، وأما التوزيع فبحسب ما يُتَّفَقُ عليه بين المؤسسة والمضحِّي.

لغز الوفاة المفاجئة لأحمد الدجوي!
لغز الوفاة المفاجئة لأحمد الدجوي!

Masrawy

time3 hours ago

  • Masrawy

لغز الوفاة المفاجئة لأحمد الدجوي!

لا شك أن الوفاة المفاجئة للدكتور أحمد شريف الدجوي، حفيد الدكتورة نوال الدجوي، رئيس مجلس أمناء جامعة أكتوبر للعلوم الحديثة والآداب (MSA)، شكّلت صدمة للكثيرين، خاصةً بسبب ظروف وملابسات الحادث، وهل هو حادث انتحار؟ أم جريمة قتل؟ وإن كان انتحارًا، فما هو الدافع الذي يجعل رجلًا ناجحًا، وثريًا، ومشهودًا له بحُسن السمعة، يُقدم على الانتحار بإطلاق النار على نفسه بهذه الطريقة البشعة، وينهي حياته في لحظات، عقب عودته من الخارج بيوم واحد؟! بالتأكيد هناك علامات استفهام كثيرة حول الحادث، وصدمة وحزن يعمّان كل المحيطين به، خاصةً أن الحادث جاء عقب واقعة السرقة الشهيرة لمقتنيات فيلا الدكتورة نوال، والتي قيل إنها بلغت ٥٠ مليون جنيه، و٣ ملايين دولار، و٣٥٠ ألف جنيه إسترليني، بجانب ١٥ كيلوجرامًا من الذهب. كما ظهر فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي يُظهر مجموعة من الأشخاص يحملون حقائب من داخل الفيلا. والأحداث كلها تسير بشكل درامي حزين، هذا بخلاف الخلافات العائلية القديمة بين أحفاد الدكتورة نوال والقضايا المتبادلة بينهم. ولا شك أن الظروف المأساوية لوفاة الدكتور أحمد الدجوي أثارت الكثير من الجدل، خاصةً أن المعلومات المتوفرة تفيد بإطلاق رصاصة واحدة من أسفل الذقن، أُطلقت من مسدسه المرخص، مما يُشير إلى أن الحادث ربما يكون انتحارًا. لكن المحامي الدكتور محمد حمودة، محامي الراحل أحمد الدجوي، شكك في فرضية الانتحار، وقال إن الراحل أخبر صديقه أن هناك سيارة كانت تراقبه عقب عودته من لندن. فما هي تلك الظروف النفسية الرهيبة التي وُضع فيها الدكتور أحمد، والتي دفعته للانتحار إن كان الحادث كذلك؟! وفي الوقت ذاته، من الذي يستطيع دخول الفيلا داخل الكومباوند وارتكاب جريمة، إن كانت هناك جريمة، دون أن ترصده الكاميرات الموجودة في كل مكان؟! المثير في الأمر أن الدكتورة نوال نفسها لم تعلم حتى الآن بالحادث، نظرًا لكبر سنها ومرضها. ومن جانبها، كتبت الدكتورة عالية المهدي، عميدة كلية الاقتصاد والعلوم السياسية الأسبق، منشورًا مؤثرًا على فيسبوك، قالت فيه: "قتل الإنسان قد يكون معنويًا بتدميره نفسيًا، وتوجيه اتهامات له غير مثبتة، أي اتهامات بلا دليل. الله يرحمك يا أحمد، كان راغبًا في التصالح وأكّد على ذلك منذ ٣ أسابيع، وحاولت إحدى الشخصيات المعروفة التوسط، لكن لم تكن هناك رغبة من الطرف الآخر." وبصفة عامة، فإن جهات التحقيق هي التي ستكشف عن ملابسات الحادث، وستوضح حقيقة ما جرى، وستجيب عن كل التساؤلات. لكننا هنا بصدد مأساة إنسانية مروعة، وحكمة يجب أن نتذكّرها جميعًا، وهي أن المال قد يتحوّل فجأة من نعمة إلى نقمة. فلا ينبغي أن تُنسينا الأموال الكثيرة أن هناك روابط أسرية وعلاقات إنسانية قد تكون أهم من المال، وأن المال ليس كل شيء في الحياة، فهو يزول، ولا يبقى سوى العمل الصالح والسيرة الطيبة بين الناس. السعادة ليست في المال فقط، بل هناك أشياء كثيرة في الحياة، ونِعم عظيمة أنعم الله بها علينا، ولكننا نغفلها في سبيل بحثنا عن الثروة الطائلة. رحم الله الدكتور أحمد، وصبّر أهله، خاصةً أنه ترك أطفالًا صغارًا، إحداهن تبلغ من العمر عامين فقط. وصدق الله العظيم حيث يقول:

أخبار العالم : إسرائيل تشن عملية أمنية واسعة ضد محلات الصرافة في الضفة الغربية المحتلة، وحركة فتح تعلن الإضراب الشامل في أريحا
أخبار العالم : إسرائيل تشن عملية أمنية واسعة ضد محلات الصرافة في الضفة الغربية المحتلة، وحركة فتح تعلن الإضراب الشامل في أريحا

Nafeza 2 World

time3 hours ago

  • Nafeza 2 World

أخبار العالم : إسرائيل تشن عملية أمنية واسعة ضد محلات الصرافة في الضفة الغربية المحتلة، وحركة فتح تعلن الإضراب الشامل في أريحا

الثلاثاء 27 مايو 2025 05:00 مساءً نافذة على العالم - صدر الصورة، Getty Images التعليق على الصورة، جنود إسرائيليون أمام محل صرافة خلال مداهمة في رام الله بالضفة الغربية المحتلة 27 مايو/ أيار 2025، 12:00 GMT آخر تحديث قبل 49 دقيقة شنت السلطات الإسرائيلية، الثلاثاء، عملية أمنية واسعة النطاق ضد محلات الصرافة، تهدف إلى تفكيك شبكات تحويل الأموال التي تقول إن إيران تستخدمها لدعم التنظيمات "الإرهابية" في الضفة الغربية المحتلة. وشنت القوات الإسرائيلية شنت حملة مداهمة صباحاً، لثلاثة محلات صرافة تعود لـ"الخليج"، و"فخر الدين"، في شارع نابلس، وشارع الكراجات القديم وسط طولكرم، واعتقلت شاباً وفتاتين. جاء ذلك في سياق عمليات عسكرية تشهدها عدة مدن في الضفة الغربية، تخللتها مداهمات لمحال صرافة تابعة لشركة الخليج، ومحال تجارية وأخرى لبيع المجوهرات. وتضمنت هذه العمليات اعتقال عدد من الموظفين ومصادرة مبالغ مالية. تأتي هذه الخطوة في إطار جهود إسرائيلية مكثفة للحد من "تمويل الإرهاب"، منذ اندلاع الحرب في غزة، وفقاً لصحيفة "يسرائيل هيوم". وقالت الصحيفة الإسرائيلية نقلاً عن مصادر عسكرية إن القوات المشاركة في الحملة تضم عناصر من فرقة يهودا والسامرة [الضفة الغربية] والشرطة وحرس الحدود، بالإضافة إلى الإدارة المدنية، تحت إشراب جهاز الأمن العام "الشاباك". وداهمت القوات الإسرائيلية مدناً رئيسية بالضفة الغربية، من الخليل إلى جنين، واعتقلت مجموعة ممن تقول إنهم مشتبه بهم، مصادرة مبالغ مالية كبيرة من محلات الصرافة داخل مراكز التسوق. وبحسب الصحيفة الإسرائيلية، فقد صادرت إسرائيل أكثر من 7 ملايين شيكل [أي ما يعادل مليوني دولار] خلال العملية، في حين تشير الأرقام إلى أن إجمالي المبالغ المضبوطة منذ بداية الحرب تتجاوز 28 مليون شيكل [7 ملايين دولار]. وذكرت "يسرائيل هيوم" أن إيران تقوم منذ سنوات طويلة بتحويل الأموال للمنظمات التي تصفها إسرائيل بالإرهابية، وكثفت عملياتها مؤخراً في محاولة لتعزيز تأثيرها في المنطقة، بحسب الصحيفة التي أضافت أن العمليات الأمنية الإسرائيلية الأخيرة، نجحت في إضعاف تلك الشبكات إلى حد كبير. صدر الصورة، Getty Images التعليق على الصورة، ملصقات تحذيرية للمواطنين من إجراء أي معاملات مالية، بعد مداهمات إسرائيلية لفروع شركة الصرافة دعوة إلى تدخل أمريكي ودولي على الصعيد السياسي، دعت وزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينية، الثلاثاء، إلى تدخل أمريكي ودولي عاجلين لوقف ما وصفته بأعمال العنف الواسعة والانتهاكات الجسيمة، التي تُمارس ضد الفلسطينيين في قطاع غزة والضفة الغربية، بما يشمل القدس الشرقية. وشددت الوزارة على ضرورة "ترجمة الإجماع الدولي الداعي لوقف التصعيد إلى خطوات عملية تلزم الحكومة الإسرائيلية بالامتثال لإرادة المجتمع الدولي وتحقيق السلام". وأوضحت الوزارة في بيان لها أنها تواصل حراكاها الدبلوماسي مع الدول والمؤسسات الدولية كافة، في ضوء استمرار العمليات العسكرية وازدياد عدد الضحايا المدنيين. وأشار البيان إلى ما جرى مؤخراً في مدرسة الجرجاوي التي كانت تؤوي نازحين في غزة، بالإضافة إلى ما وصف بـ"استباحة" الجيش الإسرائيلي والمستوطنين في عموم الضفة الغربية، "كشكل متقدّم من أشكال الضم المُعلن وغير المُعلن للضفة المحتلة". وقالت الوزارة إن هذه الممارسات الإسرائيلية تهدف إلى تبرير "العدوان المتصاعد" على المدنيين الفلسطينيي، و"توسيع الاستيطان وتسريع وتيرة الضم التدريجي"، محذرة من تداعيات ذلك على أمن واستقرار المنطقة وفرصة تطبيق حل الدولتين. إضراب شامل في أريحا صدر الصورة، Getty Images وكانت حركة "فتح" في أريحا بالضفة الغربية المحتلة قد أعلنت الإضراب الشامل، حداداً على روح شاب فلسطيني قُتل صباح الثلاثاء على يد الجيش الإسرائيلي. وأفادت مصادر طبية بمقتل الشاب حمادة يحيى عاصي جلايطة (19 عاماً)، فجر الثلاثاء، متأثراً بجراحٍ خطيرة أصيب بها خلال اقتحام الجيش الإسرائيلي مدينة أريحا. وبحسب مصادر محلية، فقد اقتحمت القوات الإسرائيلية حارة العرب في المدينة؛ حيث اندلعت مواجهات أطلقت خلالها القوات الإسرائيلية الرصاص الحي باتجاه الشبان، ما أسفر عن إصابة الشاب جلايطة برصاصة في منطقة الصدر، ونُقِل إلى المستشفى في حالة حرجة، وخضع لعمليات إنعاش قبل أن يُعلن لاحقاً عن مقتله. وفي نابلس، قال الهلال الأحمر الفلسطيني، إن شاباً فارق الحياة بعد إصابته في الرقبة برصاص الجنود الإسرائيليين خلال عملية اقتحام للمدينة، في إطار ما وصف بـ "تصعيد ميداني تشهده المدينة منذ ساعات الصباح". وأفادت وزارة الصحة الفلسطينية، بأن إطلاق النار خلال العملية، أدى لإصابة تسعة فلسطينيين بجروح متفاوتة، مشيرة إلى أن الجرحى - وبينهم اثنان في حالة خطيرة - نُقلوا إلى مستشفى رفيديا الحكومي لتلقي العلاج. وذكرت مصادر صحفية أن ستة صحفيين أصيبوا بحالات اختناق، نتيجة استنشاق الغاز المسيل للدموع الذي أطلقته القوات الإسرائيلية خلال مواجهات مع الشبان الفلسطينيين وسط نابلس. "جولات استفزازية" صدر الصورة، Getty Images من ناحية أخرى، أفادت وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا" بأن إسرائيلين دخلوا باحات المسجد الأقصى في القدس الشرقية، بحماية الشرطة الإسرائيلية. وأفاد شهود عيان، بأن عشرات الإسرائيليين دخلوا الحرم القدسي في مجموعات، الثلاثاء، ونفذوا "جولات استفزازية في باحاته، وأدوا طقوسا تلمودية"، بحماية القوات الإسرائيلية. وأضافوا أن الشرطة حولت البلدة القديمة بالقدس الشرقية إلى "ثكنة عسكرية"؛ حيث انتشر المئات من عناصر الشرطة على مسافات متقاربة، لاسيما عند بوابات الأقصى، وشددت من إجراءاتها العسكرية على أبواب البلدة القديمة والمسجد الأقصى، وفرضت قيوداً على دخول المصلين الفلسطينيين. وفي السياق ذاته، استدعت الاستخبارات الإسرائيلية، الثلاثاء، صحفييْن مقدسييْن للتحقيق، وهما روز الزرو وأحمد جلاجل، وذلك أثناء عملهما في في منطقة باب العامود بمحيط البلدة القديمة في مدينة القدس. وفي شمال الضفة، شددت القوات الإسرائيلية، الثلاثاء، إجراءاتها العسكرية في المنطقة الغربية من محافظة سلفيت. وأفادت مصادر محلية لوكالة الأنباء الفلسطينية "وفا" بأن القوات الإسرائيلية نصبت حاجزاً عسكرياً على المدخل الرئيسي لبلدة الزاوية غرب سلفيت، ما أدى إلى عرقلة حركة المواطنين ومركباتهم، في حين شهدت بلدة بديا انتشاراً مكثفاً للجنود الإسرائيليين على الطريق المؤدي إلى بلدة سنيريا. كما أغلقت القوات البوابة الحديدية بالقرب من مدخل بلدة قراوة بني حسان، والمؤدية إلى قرى وبلدات غرب المحافظة. وتواصل القوات الإسرائيلية إغلاق مدخل مدينة سلفيت الشمالي، ومدخل بلدة بروقين، لليوم الرابع عشر على التوالي، ما انعكس سلباً على حياة المواطنين، وحركة التجارة، وحرية التنقل داخل المحافظة. يشار إلى أن محافظة سلفيت تشهد في الأسابيع الأخيرة تصعيداً ملحوظا في الإجراءات الإسرائيلية، بالتزامن مع اعتداءات متواصلة من قبل مستوطنين، لا سيما في بلدات بروقين وكفر الديك. صدر الصورة، Reuters التعليق على الصورة، سيارة محترقة لمواطن فلسطيني بعد هجوم مستوطنين إسرائيليين على قرية بروقين بمحافظة سلفيت في الضفة الغربية وفي الخليل، نظم مستوطنون، الثلاثاء، ما وُصفت بأنها "مسيرات استفزازية" في البلدة القديمة، انطلقت من مستوطنة كريات أربع شرق الخليل، وصولاً إلى الحرم الإبراهيمي. وجابت المسيرات شوارع البلدة القديمة وأحياء واد النصارى، وواد الحصين، وحارة جابر، رافعين "الشعارات العنصرية والأعلام الإسرائيلية" بحسب "وفا". وفي بيت لحم، دخلت قوات كبيرة من الجيش الإسرائيلي، صباح الثلاثاء، المدينة من المدخل الجنوبي عبر بلدة الخضر ومخيم الدهيشة، وداهمت محلاً للصرافة واعتقلت أحد العاملين فيه، حسبما أفادت مصادر أمنية لـ "وفا". وفي مدينة نابلس، اعتقلت القوات الإسرائيلية شابين خلال اقتحام مخيم عسكر للاجئين شرق المدينة. كما أحرق مستوطنون مركبات المواطنين وهاجموا منازل في قريوت جنوب نابلس؛ حيث استهدفوا المنازل بالحجارة وأحرقوا 7 سيارات وحطموها، بحسب "وفا". صدر الصورة، Getty Images التعليق على الصورة، اشتباك بين القوات الإسرائيلية وفلسطينيين في نابلس تخريب واقتلاع لأشجار الزيتون من ناحية أخرى، اندلعت حرائق واسعة في الأراضي الزراعية بمنطقة سهل المغير شمال شرق مدينة رام الله، ظهر الثلاثاء، عقب إضرام مستوطنين النيران عمداً في المنطقة، ما أدى إلى احتراق مساحات شاسعة من الأراضي المزروعة. وتعرض عصام الريماوي، مصور وكالة "الأناضول" التركية، لاعتداء عنيف من مجموعة من المستوطنين، أثناء تغطيته الأحداث. وأفاد أطباء في مجمع فلسطين الطبي بمدينة رام الله لبي بي سي، أن الريماوي أُصيب بارتجاج في الدماغ نتيجة الضرب المبرح، إضافة إلى كسر في يده اليسرى، بعد تعرضه للضرب بالهراوات، وأنه في حالة صحية جيدة الآن حيث نُقل إلى المستشفى تحت رقابة الأطباء. ووفقاً لشهود عيان، فقد قام المستوطنون بالاعتداء عليه بالهراوات، وسرقوا منه كاميرته الصحفية، قبل أن يفروا من المكان. ويأتي هذا الاعتداء في سياق تصعيد متواصل يشهده سهل المغير، حيث أقدم المستوطنون في وقت سابق على إشعال النيران عمدًا في الأراضي الزراعية، ما أدى إلى احتراق مساحات شاسعة. وفي شمال رام الله، نصب مستوطنون، صباح الثلاثاء، خيمة قرب مفترق عيون الحرامية. وأفادت مصادر محلية باستيلاء المستوطنين على قطعة أرض مزروعة بأشجار الزيتون، وأحضروا عشرات رؤوس الماشية للرعي فيها، كما رفعوا الأعلام الإسرائيلية فوق الخيمة. يأتي هذا التحرك في ظل تصعيد استيطاني لافت، حيث أعلنت هيئة مقاومة الجدار والاستيطان، الاثنين، أنها رصدت إقامة أربع بؤر استيطانية جديدة خلال الأسبوع الجاري، تركزت بالقرب من قرى وتجمعات فلسطينية بين رام الله وأريحا. صدر الصورة، Getty Images التعليق على الصورة، رضا العدرا وصبي يفحصان شجرة زيتون أتلِفت في الضفة الغربية وفي جنوب بيت لحم، أفادت مصادر طبية فلسطينية بأن مستوطنين اعتدوا على تجمع بدوي بالمنيا جنوب مدينة بيت لحم، ما أسفر عن إصابة شاب بجروح وإحراق خيمة سكنية. يأتي ذلك بعد يومين فقط من هجوم سابق شنّه مستوطنون على التجمع ذاته، أسفر عن إصابة سبعة من سكانه بجروح ورضوض، بالإضافة إلى ذبح عدد من رؤوس الأغنام. وأفاد زايد كواسبه، رئيس مجلس قروي المنيا ببيت لحم، لبي بي سي، بأن أحد المزارعين كُسِرت يده، كما أحرقت إحدى الخيام، في سياسة يقول إنها "ممنهجة من المستوطنين وحكومة بن غفير؛ لإخلاء الأرض من مواطنيها وإنشاء مستعمرات استيطانية بها". أما سامي عوني المواطن الذي احترقت خيمته، فيروي لبي بي سي ما حدث في ساعات الفجر الأولى ليوم الثلاثاء، قائلاً إن نحو 15 مستوطناً إسرائيلياً هاجموه هو واثنين آخرين معه. وأضاف عوني أنه حين لمح مجموعة المستوطنين، لاذ بالفرار، في حين "استفرد" المستوطنون بأحد زميليه يُدعى حمزة، وأوسعوه ضرباً إلى أن وصلت سيارة الإسعاف، فاتجهوا إلى منزل عوني وأحرقوه. وفي جنوب الخليل، رعى مستوطنون، الثلاثاء، أغنامهم في أراضي المواطنين بمسافر يطا، وخربوا المزروعات والأشجار. ونقلت "وفا" عن ناشط إعلامي أن مستوطنين رعوا أغنامهم في عدد من أراضي المواطنين في قرية المفقرة، وخربوا السلاسل والأسيجة، واقتلعوا العشرات من أشجار العنب والزيتون التي تعود ملكيتها لشقيقين. كما أحرق مستوطنون، مساء الاثنين، أراضي المواطنين الزراعية في قرية حارس شمال غرب سلفيت، ما أدى إلى احتراق مساحات من المحاصيل. وأفاد رئيس مجلس قرية حارس عمر سمارة لـ "وفا"، بأن مجموعة من المستوطنين أشعلوا النار في أراضي المواطنين الفلسطينيين بين في المنطقة الشمالية الغربية من البلدة قرب مستعمرة "رفافا" المقامي على أراضي المواطنين، وامتدت النيران إلى مساحات واسعة قبل السيطرة عليها وإخمادها. وبحسب الوكالة الفلسطينية، نفذ المستوطنون الشهر الماضي 231 عمليات تخريب وسرقة لممتلكات فلسطينيين، طالت مساحات شاسعة من الأراضي. كما تسببت اعتداءات المستوطنين باقتلاع 1168 شجرة زيتون، بما يقدر بـ530 شجرة في رام الله، و300 شجرة في نابلس، و298 شجرة في سلفيت. ونقلت "وفا" عن مواطنين في بلدة "سنجل" شمال رام الله أن القوات الإسرائيلية اقتلعت، الثلاثاء، أكثر من 20 شجرة زيتون مثمرة، وجرفت أسيجة شائكة من أراضٍ تعود لعائلته قرب المدخل الشمالي الرئيسي للبلدة، المغلق منذ ستة أشهر. وكانت السلطات الإسرائيلية قد أعلنت في 20 أغسطس/آب الماضي، "أمراً عسكرياً" يقضي باستيلائها على أراضٍ جديدة لتعديل مسار السياج الشائك المخطط لإقامته بمحاذاة بلدتي ترمسعيا وسنجل شمال رام الله.

DOWNLOAD THE APP

Get Started Now: Download the App

Ready to dive into the world of global news and events? Download our app today from your preferred app store and start exploring.
app-storeplay-store