
مرحبا... إتّفاقيّات ابراهام !
"بيت الرحمة"
جاء في رواية يوحنّا للإنجيل أن "كانَ في أورَشَليمَ عِندَ بابِ ٱلغَنَمِ بِركَةٌ تُسَمّى بِٱلعِبرَانِيَّةِ "بَيتَ حِسدا"[ أي بيت الرحمة]... وَكانَ مُضَّجِعًا فيها جُمهورٌ كَثيرٌ مِنَ ٱلمَرضى، مِن عُميانٍ وَعُرجٍ وَيابِسي ٱلأَعضاءِ يَنتَظِرونَ تَحريكَ ٱلماءِ".
تَوازيًا، شعوب منطقتنا العربيّة "المُستَعمَرَة" فيها "جمهورٌ كثيرٌ من المرضى، ينتَظرون تحريك الماء"، ماء السلام المَوعود منذ مئات السنين والازدهار، ولكن، ليس لها مَن يُنجِدها أو بالحَريّ هي لا تسعى لـ"الخروج"(فِصح) إلى الحُرِّيَّة و"الحياة بِوَفرة"للجميع[ (يوحنّا 10:10).]. نعم، "المُستعمَر غائبٌ عن الفلك الإنساني. المستعمَر "ملعون" لأنه صار كذلك، وقد صار "ملعوناً" بعدما أطلق الرجل الأبيض لعنته عليهِ. إنّ "الملعون"[ پول مخلوف، سارتر وفانون: في مديح العنف، الأخبار، السبت 03 ايّار 2025] هو إنسانٌ مهدور: يُنهَب، ويُستغَل، ويُقتَل، ولا يلتفت إلى جثّته أحد. إنه مكروهٌ ومنبوذ ويُعامَل بوَصفه "بشرياً أدنى"، يدنو إلى مرتبة الحيوان". ما يعني أنّ "هذا "الملعون" لا يمتلك نظرة، بل هو "فاقدٌ الكلمة" بوَصف جان پول سارتر. إنه مجبولٌ بالعدَم". ولأنّ إنساننا العربيّ "الملعون"[ لا الشرق أوسَطيّ] هو "كائنٌ ما قَبل طبَقيّ، بالتالي لا يتَماهى مع باقي عُمّال العالم المُعذَّبين لأنه "مقتولٌ رمزياً" و"مهدورٌ واقعياً" من قبل الرجل الأبيض وليس فقط مُستغلاً كما حال الپروليتاريَا". مُعاناة إنساننا العربيّ "مُستَدامة" لأنّه "إنسان محكوم بالتَوحُّش السياسيّ والأمنيّ لاغتيال المجتمع وتأديبه وتدريبه على الركوع"، على حَدّ تعبير نصري الصايغ[ في رحلة إلى الجحيم العربي، "على الطريق"، 06 ايّار 2025]. وهوَ محكومٌ بالتعذيب كـ"قرار سَماويّ، دينيّ، رأسماليّ" كما استَنتج الصايغ، الذي يُضيف: "المهمّ: ممنوع أن تموت. مسموح أن تتعذب. أن يكون إحساسك بالألم لذّة لدى المُخابرات المُصابة بالخَصاء الإنسانيّ". ليَصِل إلى حافّة الصُراخ: "أين أنت يا الله؟ ردّ علينا مرّة واحدة. أو، نُدمِن على اليأس، بلَذَّة النِهايات"[ المرجع السابق].
"الإبراهيميّة؟"
بالعَودة إلى المُخلَّع[ يوحنّا 5: 1-15]، وتَوازيًا أيضًا وأيضًا، وكي لا نصِل إلى "لذّة النهايات"، يُفيدنا الأب يُواكيم مُبارَك[ جمع وتحقيق سركيس ابوزيد، الأب يواكيم مبارك- كتابات في المارونيّة والإسلام وفلسطين، (المجموعة الكاملة باللُّعة العربيّة)، دار أبعاد، 2025] أن "المنطقة التي ينتمي إليها لبنان تُعاني من داءَين عظيمَين: الاحتلال الصهيونيّ في فلسطين والتخلُّف الاقتصاديّ والاجتماعيّ". فكيف لنا أن نلِج إلى مرحلة الكَيّ؟
حان الوقت "للنخبة أو بالحَرِيّ للمسيحيّة أن تضع نفسها في خدمة الجماهير العربيّة المحرومة". جاء كلامه هذا في أواخر ستّينات القرن العشرين. ثُمّ أوصي مبارك اللبنانيين "بعد (إجراء) الاتفاق الإسلاميّ المسيحيّ في ما بينهم أن يُشركوا اليهود ليكتمل المشهد. وبهذا يعتبر "أنّ إزالة الصهيونيّة عن فلسطين واجب باسمِ الدين اليهوديّ والوصايا الإبراهيميّة".
يُقابِل إعلان الأب مبارَك "بيان الاتفاقيات الإبراهيميّة" أو "اتِّفاقيّات أبراهام"[ أوThe Abraham Accords Declaration ] الذي أُعلِِن عنها في البيت الأبيَض بتاريخ 15 أيلول 2020[ بين الإمارات العربيّّة المتَّحدة والبحرَين والولايات المتّّحد الأميركيّة زالكَيان الغاصب، ولحِقت بها المملكة المغربيّة والسودان. ما المُراد منها، وماذا ترتَّب عنها؟]، التي يعتبرها مُوَقِّعوها بمثابة "معاهدة للسلام والتطبيع الكامل للعلاقات الدبلوماسيّة مع (الكَيان الغاصِب)"، وانخراط مع الولايات المتحدة في ما سمّاه الاتفاق "أجندة إستراتيجيّة لاستقرار الشرق الأوسط". والمُضحِك المُبكي أنّ الوارد في مَتن تلك الاتّفاقيّات يجري تحقيقه "هُنا والان: أي في غزّة ولبنان وسوريا والسودان وليبيا والعراق: "ندرك أهمية الحفاظ على السلام وتعزيزه في الشرق الأوسط والعالم...". وبالتمام كما أعدّت له وكالة [ سعيد محمد، هكذا «لغّمت» الـ CIA الثقافة، الأخبار، السبت 3 أيّار 2025]CIA لمنطقتنا العربيّة: "إذا كان ثمَّة خلاصةٍ لتاريخ سقوط الأنظمة في السنوات الـ 75 الأخيرة، فإنّ "وكالة الاستخبارات المركزيّة الأميركيّة" كانت دائماً هناك، في كل مرّة، من دون استثناء تقريبًا، في عمل ممَنهَج، صبور، طويل المدى، لا يَقتصر على أدوات السياسة والدِّين لتأليب المُواطنين على حكوماتهم الوطنيّة، بل يُوظِّف أيضاً الثقافة والأدب أسلحةً ناعمة لكَسب "العقول والقلوب" ومَنح الجماهير حلماً كاذباً بحياة أفضل".
"أتُريد أن تَبرأ؟"
هذا هو السؤال الذي طرحه يسوع على المُخلَّع يومًا. لا يستطيع مُسانَدته بدون موافَقته وبِلا فِعله التَغيِيريّ تُجاه نفسه: "ساعِد نفسك، تُساعدك السماء"، كما جاء في مثَلٍ فرنسيّ. أو بلُغة الفيلسوف الأميركيّ المُعاصِر فرانز فانون، "لقد صرنا إزاء مُستعمَرٍ ومستعمِر. نحن أمام ثورة تحرُّرية تَروم تهشيم الاستعمار والانفكاك من النخب "المحليّة" التابعة له". فَمع فانون، امتلكت الثورة الجديدة هُوِّيَّةً ثقافيّة، والحال أنّها صراعٌ للقَبض على هُوِّيّةٍ ضائعة؛ إنها هُوِّيّةٍ مسلوبة". ولَن يقوم بها المُثَقَّفون، إذ "لم يَعُد المثقَّف عند فانون هو من يقود الثورة، بل يقودها المُستعمَر. إنسان "العالم المتخلِّف"، الذي يَعلم أنّ لا مجال للتحرُّر من الاستعمار إلَّا بعُنفٍ مُضاد يُماثل العنف المُمارَس عليه". ويرى جان- پول سارتر أنّ "الممارسة السياسية العنيفة التي تحدث في المجال الواقعيّ هي الثورة الوحيدة والمُستعمَرون هم قادة الصراع الكونيّ". نحن أمام واقع جديد مختلِف تمامًا عن المالوف. لِمَ؟ لـ"أنّ السنن الكَونيّة أثبتَت أنّ جدليّة "السلطة – المقاومة"[ زينب عقيل، عصر «النيوإمبريالية الذكية»: عن الترامبية والأمركة والعولمة، الأخبار، 12 ايّار 2025
] لا تَسقط طالما أنّّ هناك بشراً يتفاعلون. بل ثمَّة حتميّّة مُتَّّفق عليها تُفيد بأن كل مرحلة من الضغط لا بدّ ستَنتج منها مقاومة، وإن كان ضغطًا مقنّعًا بطيئاًً لا تنضج أهدافه ولا تتّضح أدوات مقاومته إلَّا بعد حين. وأنّ كلّ مرحلة من ثُنائيّة "الضغط والمقاومة"، ستُنتج شكلاً جديداً من التوازن أو النظام". هكذا نَبرأ ونُعيد إنسانيّتنا إلى ذواتنا.

Try Our AI Features
Explore what Daily8 AI can do for you:
Comments
No comments yet...
Related Articles


Annahar
9 hours ago
- Annahar
تَعالوا ٱنظُروا إِنسانًا قالَ لي كُلَّ ما فَعَلت!"
في العلائق البشريّة يُمكن لنا ان نتعرَّف إلى انفُسِنا وإلى بعضنا بعضًا. وهذا ما ربحَتهُ المرأة السامريّة التي التقَت بيسوع على العَين. إذ يُمكن القَول إنّ العين البشريّة هيَ من أهمّ قنَوات التواصل حيثُ تلعب دورًا رئيسيًا في التَلاقي بين النساء والرجال، سواء في بناء العلاقات الشخصيّة، أو في تفسير لُغة الجسد والتواصل غير اللَّفظيّ. و يُعتبَر التواصل البصَريّ بين البشر عاملَ بناء ثقة في ما بينهُم، وتعبيرًا عن المشاعر التي يتبَادَلونها. كذلك كانت العَين التي يَقصدها الناس لإرواء عطشِهم مطرحًا لتَتلاقى عُيونُهم وقلُوبُهم بآن، فيتَوحَّدون... وقد يتزوَّجون من بعد. من هُنا، يُمكن الاستثمار في لقاء يسوع والمرأة السامريّة، لفَهم ما دار بينَهما وما نتَج عن ذلك اللِّقاء القويّ والحاسِم. تقول رِواية يوحنّا للإنجيل إن "كانَت هُناكَ عينُ يَعقوب[ في مَدينَةٍ مِنَ ٱلسّامِرَةِ تُسَمّى سيخارُ، بِقُربِ ٱلقَريَةِ ٱلَّتي أَعطاها يَعقوبُ لِيوسُفَ ٱبنِه.]. وَكانَ يَسوعُ قَد تَعِبَ مِنَ ٱلمَسيرِ، فَجَلَسَ عَلى ٱلعَينِ، وَكانَ نَحوُ ٱلسّاعَةِ[ اي ظُهرًا بتَوقيت ذلك الزمان.] ٱلسّادِسَة. َفَجاءَتِ ٱمرَأَةٌ مِنَ ٱلسّامِرَةِ تَستَقي ماءً، فَقالَ لَها يَسوع: *أَعطيني لِأَشرَب*". الرجُلُ كان عطشانًا بعد مسيرٍ طويل، والمرأةُ الحاملةُ جرّة جاءت، بدَورِها، لتَستَقي كعادتها، بالطبع. ومن البديهيّ أن يدور بينهما حديث، انطلق من حاجةِ الاثنين إلى الماء. غير أنّ الحديث أخذ منحى مختلفًا، حيثُ أثارت معه مسألة الحُكم[ سالتهُ :"كَيفَ تَطلُبُ أَن تَشرَبَ مِنّي وَأَنتَ يَهودِيٌّ وَأَنا ٱمرَأَةٌ سامِرِيَّةٌ؟ وَٱليَهودُ لا يُخالِطونَ ٱلسّامِريّين".(يوحنّا 4: 9).] اليَهوديّ العُنصُريّ القاضي بعدَم مُخالَطة السامريّين. ليَتجاوز يسوع موضوع شُرب المياه إلى وهْبها عطيّة[ "لَو كُنتِ تَعرِفينَ عَطِيَّةَ ٱللهِ وَمَنِ ٱلَّذي قالَ لَكِ أَعطيني لِأَشرَبَ، لَكُنتِ تَسأَلينَهُ فَيُعطيكِ ماءً حَيًّا" (يوحنّا 4: 12).] لم تَخطُر على بال بشَر[ "مَا لَمْ تَرَهُ عَيْن، ولَمْ تَسْمَعْ بِهِ أُذُن، ولَمْ يَخْطُرْ عَلَى قَلْبِ بَشَر، هذا ما أَعَدَّهُ اللهُ لِلَّذِينَ يُحِبُّونَه" (1 قورنتس 2: 9). ]:"ٱلماءُ ٱلَّذي أُعطيهِ .. يَصيرُ فيهِ يَنبوعَ ماءٍ يَنبُعُ إِلى ٱلحَياةِ ٱلأَبَدِيَّة". ما أثار حفيظة المرأة: "يا سَيِّدُ، إِنَّهُ لَيسَ مَعَكَ ما تَستَقي بِهِ وَٱلبِئرُ عَميقَةٌ، فَمِن أَينَ لَكَ ٱلماءُ ٱلحيّ؟" وتابعَت التحدّي، فذهبَ يسوع معها إلى أبعد حدود: - "إِذهَبي وَٱدعي رَجُلَكِ، وَهَلُمّي إِلى هَهُنا". - "إنّه لا رجُلَ لي". - " قَد أَحسَنتِ حَيثُ قُلتِ: إِنَّهُ لا رَجُلَ لي. ... وَٱلَّذي مَعَكِ ٱلآنَ لَيسَ رَجُلَكِ. هَذا قُلتِهِ بِٱلصِّدق". - "يا سَيِّدُ، أَرى أَنَّكَ نَبِيّ!" مُحاولِةً المُراوَغة بالسؤال عن الحقيقة في العبادة. فأوضح لها:"أَيَّتُها ٱلمَرأَةُ آمِني بي. ... أَنتُم تَسجُدونَ لِما لا تَعلَمونَ، وَنَحنُ نَسجُدُ لِما نَعلَمُ، لِأَنَّ ٱلخَلاصَ هُوَ مِنَ ٱليَهود" كما هو معروف، أليسَ كذلك؟ لكنّه استلحق حاسِمًا بالحقّ: "سَتَأتي ساعَةٌ وَهِيَ ٱلآنَ حاضِرَةٌ، إِذِ ٱلسّاجِدونَ ٱلحَقيقِيّونَ يَسجُدونَ لِلآبِ بِٱلرّوحِ وَٱلحَقِّ، لِأَنَّ ٱلآبَ إِنَّما يُريدُ مِثلَ هَؤُلاءِ ٱلسّاجِدينَ لَه". غير أنّها لم تقبل بِما أَسَرَّ إليها، بل تابعَت بذكاءٍ حادّ: "قَد عَلِمتُ أَنَّ ماسِيّا ٱلَّذي يُقالُ لَهُ ٱلمَسيحُ يَأتي. فَإِذا جاءَ ذاكَ فَهُوَ يُخبِرُنا بِكُلِّ شَيء". وكان الإعلان الإلَهيّ للمرأة كما لمُوسى يومًا: "أَنا ٱلَّذي أُكَلِّمُكَ هُوَ"[ "أنا الكائن" - خروج 3: 14-17.]. وما إن حضر تلاميذ يسوع من المدينة، تركَت لِلتَوّ جرّتها وتوجّهت إلى المدينة مُعلِنةً لناسِها: "تَعالوا ٱنظُروا إِنسانًا قالَ لي كُلَّ ما فَعَلت! أَلَعَلَّ هَذا هُوَ ٱلمَسيح؟" لقد تعامَل يسوع معها بنَدِّيَّة وكان وراء قيامها هيَ،كامرأة، بتبشيرهم به مسيحًا على غرار مريم المجدليّة التي بشَّرت بطرس هي أوّلًا بقيامته. فيما تلاميذه (؟!) "تَعَجَّبوا أَنَّهُ يَتَكَلَّمُ مَعَ ٱمرَأَةٍ، وَمَعَ ذَلِكَ لَم يَقُل أَحَدٌ ماذا تُريدُ أَو لِماذا تُكَلِّمُها". مُفارَقة؟! يشكر الرجل اليهودي الله في صلواته اليوميّة الثلاث على أنه لم يخلقه إمراة: "شكراً يا الله لأنك لم تخلقني امرأة". ويعتبرها "مستضعَفة، وتأتي في المرتبة الثانية بعد الذكور ولا يحقّ لها إدارة الرجال في أي مجال من المجالات، كما انها تجلب الإثم للمتديّنين[ موقع: ضِيَا الوطن.]". " ... لأنّ ٱلخَلاصَ هُوَ مِنَ ٱليَهود" كان اليهود والسامريّون معًا ينتظرون مجيء الماسيَّا - المسيح. غير أنّ اليَهود كانوا يعتبرون أنّ المسيح يخرج من صُلْب داود[ متّى 1: 1؛ لوقا 1: 32 ...]، الأمر الذي لفَت يسوع المرأة السامريّة إليه: "إنّ الخلاص هو من اليهود". ويرَون في السامريّين[ ورَد في موسوعة"ويكيبيديا" حول تسميتهم ما يلي: "شامريم"(שַמֶרִים)، وتعني "الحراس/المحافظون/المراقبون"، وباللغة العربية "السامريون". يتشابه المصطلح مع المصطلح العبري التوراتي "شومريم"، وكلا المصطلحين مشتقّ من الجذر السامي (שמר)، ومعناه "يراقب، يحرس".] "كفّارًا [ الخلاف بين الفريقَين حول مكان العبادة والصلاة كان واضحًا في كلام المرأة السامريّة. فهُم لا يُصلّون في هيكل أورشليم، بل "لهم هيكلُهم الخاصّ على جبلٍ قرب مدينة نابلس"، كما جاء في عظة المطران كيرلُّس بسترُس يوم الأحد في 18 أيّار/مايو 2025.] ولا تجوز مُخالَطتهم". وكان هؤلاء "لا يؤمنون إلاّ بالأسفار الخمسة الأولى من التوراة"[ راجع عظة المطران بسترُس المُشار إليها أعلاه]". لكن ما يعنينا هنا هو استقبال السامريّين ليسوع وإيمانُ "كثيرين" به "مُخلِّصًا للعالم"، بعد أن قبِلوا شهادة المرأة:"أَن قَد قالَ لي كُلَّ ما فَعَلت، وبعد أن أقام عندهم يومَين. بدَعوةٍ منهم. هذا، و"َآمَنَ أُناسٌ أَكثَرُ مِن أولَئِكَ جِدًّا مِن أَجلِ كَلامِه، وَكانوا يَقولونَ لِلمَرأَة: «لَسنا بَعدُ مِن أَجلِ كَلامِكِ نُؤمِنُ، وَلَكِن لِأَنّا قَد سَمِعنا وَعَلِمنا أَنَّ هَذا هُوَ بِٱلحَقيقَةِ ٱلمَسيحُ مُخَلِّصُ ٱلعالَم". بقي اليهود إلى يومنا هذا ينتظرون مجيء الماسِيّا - المسيح، ومن منظارٍ قَوميّ يهوديّ يحصر الخلاص فيهم لأنّه منهم يَخرج. ويتعامَلون بفَوقيّة وعنجهيّة وعُنصُريّة مع "الأُمَم"، لا بل لا يرَون فيهم أـشباهًا لهُم بل "حيوانات" حقيرة في خدمتهم[ راجع: ايلي جورج قنبر، مقاوَمة استعمار التفاهة، 2025]. في وقت علَّمنا الماسيّا - يسوع أن نُحبّ جميع الناس (متّى فصل 5-7)، حتّى الأعداء منهم (متّى 5: 44)، وأن نُعامل الجميع كما نوَدّ أن يُعاملونا لأنّنا كلّنا بنات وابناء الآب[ راجخ الصلاة الرَبِّيَّة "ابانا"... متّى 6: 9-13]، أي أَخَوات وإخوة بعضنا للبعض الآخَر. آمين!


Al Nabaa
a day ago
- Al Nabaa
التوكل على الله سر الموفقيّة في الحياة
هناك معطيات مهمة تنعكس على حياة المتوكلين على الله أهمها، فمن يتكل على الله يشعر بقوة عظيمة لأنه يستند على القوة المطلقة التي ليس فوقها قدرة أخرى، تذليل الصعاب وهي فائدة كبيرة يطلبها الناس في غير التوكل على الله ولايجدونها، بينما المتوكلين تذلّل لهم الصعاب وتيّسر لهم الأمور... في خضم مشاكل الحياة وابتلائاتها المتعدّدة يجد الإنسان نفسه أمام طريقين لاثالث لهما: فإمّا أن يلجأ إلى تعالى في حل مشاكله ويستمدّ منه العون في صلاح أموره، أو يخلد إلى الشيطان ويتبع هوى نفسه ويخسر بذلك دنياه فضلاً عن آخرته. بالطبع لاتخلو الحياة من الابتلاءات والمحن والفتن، قال تعالى: (وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ) (1). وقال عزّ من قائل: (أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آَمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ) (2). ولايخفى أنّ امتحان الله العباد له حكم كثيرة منها ليميز الله الطيّب من الخبيث، قال تعالى: (مَا كَانَ اللَّهُ لِيَذَرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى مَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ حَتَّى يَمِيزَ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ) (3). بالطبع موفّقية الإنسان في امتحانات الدنيا وعدم سقوطه في مهاويها يحتاج إلى توفيق من الله، وتوكل من العبد في أموره. ومن هنا أكد في الإسلام على التوكل بشكل كبير، قال تعالى: (وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ) (4). وقال تعالى: (وَعَلَى اللَّهِ فَتَوَكَّلُوا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ) (5). وقال (صلى الله عليه وآله): لو أن رجلاً توكل على الله بصدق النيّة لاحتاجت إليه الأُمراء فمن دونهم! فكيف يحتاج هو ومولاه الغني الحميد؟ (6). بل إنّ التوكل من أركان الإيمان وإلى ذلك يشير أمير المؤمنين (عليه السلام) بقوله: الإيمان له أركان أربعة: التوكل على الله، وتفويض الأمر إلى الله، والرضى بقضاء الله، والتسليم لأمر الله(7). حقيقة التوكل فسّر رسول الله (صلى الله عليه وآله) التوكل في حديث له سأل فيه جبرئيل عن التوكل، فقال: وما التوكل على الله عزوجل؟ فقال: العلم بأنّ المخلوق لا يضر ولا ينفع ولا يعطي ولا يمنع، واستعمال اليأس من الخلق، فإذا كان العبد كذلك لم يعمل لأحد سوى الله ولم يرج ولم يخف سوى الله ولم يطمع في أحد سوى الله فهذا هو التوكل (8). وفي الحديث عن الإمام الصادق (عليه السلام) لما سئل عن حد التوكل، قال: أن لاتخاف مع الله شيئاً (9). التوكل المنهي عنه هناك مفهوم خاطيء للتوكل نهى عنه أهل البيت (عليهم السلام) في أحاديثهم وحذّروا منه، وهو الإتكال وترك الأخذ بالأسباب والمسبّبات، ففي أحد الأيام مرّ أمير المؤمنين (عليه السلام) على قوم، فرآهم أصحاء جالسين في زاوية المسجد، فقال (عليه السلام): من أنتم؟ قالوا: نحن المتوكلون. قال (عليه السلام): لا بل أنتم المتأكلة، فان كنتم متوكلين فما بلغ بكم توكلكم؟ قالوا: إذا وجدنا أكلنا، وإذا فقدنا صبرنا، قال (عليه السلام): هكذا تفعل الكلاب عندنا. قالوا: فما نفعل؟ قال: كما نفعل. قال (عليه السلام): إذا وجدنا بذلنا، وإذا فقدنا شكرنا (10). وذات يوم رأي رسول الله (صلى الله عليه وآله) قوماً لا يزرعون، قال: ما أنتم؟ قالوا: نحن المتوكلون، قال: لا بل أنتم المتّكلون (11). وعن علي بن عبد العزيز، قال: قال لي أبو عبد الله (عليه السلام): ما فعل عمر بن مسلم؟ قلت: جعلت فداك أقبل على العبادة وترك التجارة، فقال: ويحه أما علم أن تارك الطلب لا يستجاب له، إن قوماً من أصحاب رسول الله (صلى الله عليه وآله) لما نزلت: (ومن يتق الله يجعل له مخرجاً ويرزقه من حيث لا يحتسب) أغلقوا الأبواب وأقبلوا على العبادة، وقالوا: قد كفينا فبلغ ذلك النبي (صلى الله عليه وآله) فأرسل إليهم، فقال: ما حملكم على ما صنعتم؟ قالوا: يا رسول الله تكفّل لنا بأرزاقنا فأقبلنا على العبادة، فقال: إنه من فعل ذلك لم يستجب له، عليكم بالطلب (12). علاوة على ذلك حذّر في الإسلام عن التوكل على غير الله تعالى، وأنّ من يتكل على الآخرين يكله الله تعالى إليهم، ففي الحديث عن الإمام الجواد عليه السلام: من انقطع إلى غير الله وكله الله إليه (13). قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): يقول الله عزّوجلّ: مامن مخلوق يعتصم بمخلوق دوني إلا قطعت أسباب السماوات والأرض من دونه (فإن سألني لم أعطه، وإن دعاني لم أجبه، وما من مخلوق يعتصم بي دون خلقي إلا ضمنت السماوات والأرض برزقه)، فإن سألني أعطيته وإن دعاني أجبته، وإن استغفر لي غفرت له (14). معطيات التوكل هناك معطيات مهمة تنعكس على حياة المتوكلين على الله تعالى أهمها: 1- التوكل قوّة: فمن يتكل على الله عزّ وجلّ يشعر بقوة عظيمة لأنه يستند على القوة المطلقة التي ليس فوقها قدرة أخرى، وإلى يشير الرسول الأكرم (صلى الله عليه وآله) بقوله: من سرّه أن يكون أقوى الناس فليتوكل على الله (15). وقال الإمام الباقر (عليه السلام): من توكل على الله لايغلب، ومن اعتصم بالله لايهزم (16). 2- تذليل الصعاب: وهي فائدة كبيرة يطلبها الناس في غير التوكل على الله عزّ وجلّ ولايجدونها، بينما المتوكلين على الله تذلّل لهم الصعاب وتيّسر لهم الأمور، قال (عليه السلام): من توكل على الله ذلّت له الصعاب، وتسهلّت عليه الأسباب (17). 3- التخلّص من عناء الحرص: كثير من الناس يصابون بالحرص الشديد على أمور الدنيا ويبقون حائرين كيف يتخلّصون من ذلك الداء العظيم دون أن يعلموا أنّ التوكل على الله تعالى وإيكال الأمور إليه كفيلة بطرد هذا الداء الخطير من حياتهم. وإلى ذلك يشير (عليه السلام) في قوله: كيف يتخلّص من عناء الحرص من لم يصدق توكله؟ (18) 4- كفاية المؤونة: تعهّد الله عزّ وجلّ أن يكفي من يتوكل عليه ويصونه من الحاجة إلى الآخرين، بالطبع ذلك مشروط بالثقة بالله تعالى، ففي الحديث عن الإمام علي (عليه السلام): يا أيها الناس توكلوا على الله وثقوا به، فإنّه يكفي ممّن سواه (19). مواطن التوكل على الله التوكل على الله تعالى مرغوب في كل الحالات، ولكن هناك بعض المواطن يحتاج فيها الإنسان إلى الاتكال على التوكل على الله أكثر من غيرها من أهم تلك المواطن هي: الأول: التوكل عند البلاء: لاتخلو حياة الإنسان والابتلاءات العسيرة التي تلمّ به فتكدّر عليه صفو العيش وحلو الحياة، في مثل هكذا مواطن يحتاج المرء إلى معين يسنده ويشد من أزره، ولايوجد خير من الله تعالى يتخذه العبد كسند له، ففي الدعاء نقول: يا عِمادَ مَنْ لاعِمادَ لَهُ يا سَنَدَ مَنْ لاسَنَدَ لَهُ، يا ذُخْرَ مَنْ لا ذُخْرَ لَهُ، يا حِرْزَ مَنْ لا حِرْزَ لَهُ، يا كَهْفَ مَنْ لا كَهْفَ لَهُ، يا كَنْزَ مَنْ لا كَنْزَ لَهُ، يا رُكْنَ مَنْ لا رُكْنَ لَهُ يا غِياثَ مَنْ لاغِياثَ لَهُ، يا جارَ مَنْ لا جارَ لَهُ يا جارِيَ اللّصِيقَ، يا رُكْنِيَ الوَثِيقَ، يا إِلهِي بِالتَّحْقِيقِ (20). وبالرغم أنّ الباري تعالى تعهد بأن يكون حسيب من يتوكل عليه، فقال: وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ َحسْبُهُ (21)، ولكن الأمر يحتاج إلى صدق في التوكل وثبات، وتوفيق منه تعالى، ولذا نطلب منه أن يوفقنا في التوكل عليه حين البلاء، ففي دعاء ليلة عرفة نقول: اللهم إني أعوذ بك فاعذني، واستجير بك فأجرني، واسترزقك فارزقني، وأتوكل عليك فاكفنى، واستنصرك على عدوي (عدوك) فانصرني، واستعين بك فأعني، واستغفرك يا الهي فاغفر لي، آمين آمين آمين (22). ويقال: أنه لما أمر نمرود بجمع الحطب في سواد الكوفة عند نهر كوثا من قرية قطنانا وأوقد النار فعجزوا عن رمي إبراهيم فعمل لهم إبليس المنجنيق فرمي به، فتلقاه جبرئيل في الهواء، فقال: هل لك من حاجة؟ فقال: أمّا إليك فلا، حسبي الله ونعم الوكيل، فاستقبله ميكائيل فقال: إن أردت أخمدت النار فإن خزائن الأمطار والمياه بيدي، فقال: لا أريد، وأتاه ملك الريح، فقال: لو شئت طيرت النار، قال: لا أريد، فقال جبرئيل: فاسأل الله، فقال: حسبي من سؤالي علمه بحالي (23). 2- التوكل في الرخاء: كثير من الناس يلجأون إلى تعالى في الشدائد ولكنهم في الرخاء ينسون ماكانوا عليه من التوسل والارتباط بالله، هكذا أناس يصدق عليهم قول الله تعالى: (ثُمَّ إِذَا مَسَّكُمُ الضُّرُّ فَإِلَيْهِ تَجْأَرُونَ (53) ثُمَّ إِذَا كَشَفَ الضُّرَّ عَنْكُمْ إِذَا فَرِيقٌ مِنْكُمْ بِرَبِّهِمْ يُشْرِكُونَ) (24). بينما هناك ثلة من الناس ثابتي الجأش لايلهيهم عن التوكل عن الله تعالى شيء، ففي كل حال تجدهم متوكلين على الله مفوضي أمرهم إليه لاتغيرهم عن ذلك أمور الدنيا بزبارجها ومغرياته. ...................................... (1) سورة الأنبياء: 35. (2) سورة العنكبوت: 2. (3) سورة آل عمران: 179. (4) سورة الطلاق: 3. (5) سورة المائدة: 23. (6) مشكاة الأنوار ص52. (7) تحف العقول ص223. (8) معاني الأخبار ص260. (9) وسائل الشيعة ج15 ص202 ح20279. (10) مستدرك الوسائل ج11 ص220. (11) مستدرك الوسائل ج11 ص217. (12) الكافي ج5 ص84. (13) بحار الأنوار ج68 ص155. (14) مستدرك الوسائل ج11 ص214. (15) روضة الواعظين ص426. (16) مشكاة الأنوار ص51. (17) محاسبة النفس للكفعمي ص118. (18) غرر الحكم حكمة رقم 8128. (19) بحار الأنوار ج33 ص347. (20) دعاء المشلول. (21) سورة الطلاق: 3. (22) مصباح المتهجد ص270. (23) بحار الأنوار ج68. (24) سورة النحل: 53-54.

Al Markazia
a day ago
- Al Markazia
المطران عبدالله: كاريتاس لبنان تظهر من خلال اعمالها وجه المسيح الحي في كنيسته
المركزية - احتفل اقليم كاريتاس صور بقداسه السنوي في كاتدرائية سيدة البحار- صور، ورأس الذبيحة رئيس اساقفة ابرشية صور المارونية المطران شربل عبدالله، عاونه رئيس رابطة كاريتاس لبنان الاب ميشال عبود، منسّق جهاز الأقاليم الأب رولان مراد، رئيس الاقليم المونسنيور مارون غفري، المرشد الروحي للاقليم الخوري يعقوب صعب. شارك في القداس الخوري ريشارد فرعون ممثلا سيادة المطران جورج اسكندر راعي ابرشية صور للروم الملكيين الكاثوليك ، وكاهن رعية الكتيبة الإيطالية في اليونيفل. كما حضر القداس قائد القطاع الغربي لليونيفيل الجنرال الإيطالي نيكولا مندوليسي، وضباط من اليونيفيل، المدير التنفيذي لكاريتاس السيد جيلبير زوين ، هيئة مكتب الاقليم الشبيبة كاريتاس وحشد من ابناء الرعية . خدم القداس شبيبة كاريتاس اقليم صور الخوري صعب: في بداية القداس رحب الخوري صعب بالحضور باسم رئيس الاقليم والاعضاء، وقال: "نلتقي اليوم في هذا القداس الإلهي المقدّس، لنتوجّه بشكرنا إلى الله، الذي يقودنا دومًا بمحبّته ورحمته، ويبارك مساعينا الإنسانية والروحية، ونجتمع تحت جناح كاريتاس هذه اليد الممدودة من الكنيسة إلى الإنسان المتألّم، لنرفع صلاتنا في ختام سنة من العطاء والتفاني، وفي انطلاقة حملة كاريتاس السنوية تحت شعار "إيمان إنسان لبنان"، هذا الشعار الذي يعكس التزامنا الثابت بخدمة الإنسان، أيقونة الله، في وطن يتوق إلى الرجاء والكرامة. كما نوجّه تحيّة محبّة لكل من شارك في حملة كاريتاس من متبرّعين وشركاء وأصدقاء وإخوة في الرسالة. وختم المرشد الروحي لكاريتاس كلمته بشكر الرب والتضرع 'سائلين الرب أن يبارك حملة التبرع وان يغدق على هذه المؤسسة نعم الإيمان والثبات في خدمة الإنسان معاً نصلّي، نحبّ، ونعمل معاً على متابعة المسيرة ." المطران عبدالله: بعد الانجيل، القى المطران عبد الله عظة قال فيها: "القيامة تحمل أولًا رسالة السلام، قال يسوع لتلاميذه: "السلام لكم، هذا السلام هو ثمرة الانتصار على الموت، حيث غلب المسيح الموت والشيطان، ومنحنا الحياة الأبدية، سلام المسيح يفتح قلوبنا على السماء، لأن المؤمن لا يعيش فقط لزمن هذا العالم، بل يتوق إلى موطنه الأبدي وبالتالي هذا السلام هو أيضًا سلام المصالحة، فقد صالحنا يسوع مع الآب ومع ذواتنا. من يمتلك سلام المسيح، يعيش بالنعمة ويطلب القداسة، إذ لا حياة مقدّسة خارج يسوع." واضاف "المسيح دعانا للتوبة ومغفرة الخطايا من تحرر من الخطيئة لا يعيش في خوف، بل في نور القيامة، أما من استعبدته الخطيئة، فهو في ظلمة وقلق، واشار الى ان البرّ ليس من الإنسان، بل من الله فنحن لا نتبرر بأفكارنا، بل بأفكار المسيح وسلوكه، لأنه وحده يحررنا من الموت الثاني، وأن غاية الإيمان هي خلاص النفوس، وهذا ما نبلغه بالإيمان بقيامة المسيح. وبان يسوع القائم من بين الأموات حاضر معنا، لا كذكرى، بل كشخص حيّ يحمل جراحه، ويهبنا سلامه الحقيقي." وختم قائلا: "كاريتاس لبنان تظهر من خلال اعمالها ونشاطاتها وجه المسيح الحي في كنيسته، وتؤمن ان رسالتها هي اظهار وجه المسيح للفقير والمريض والمحتاج والمهمل، وهي التي تجعلنا نبصر المسيح ونلمسه ونشعربه بيننا. كاريتاس هي شهادة الجماعة المسيحية الاولى المتماسكة في المحبة." الاب عبود: بدوره القى الأب عبود كلمة باسم كاريتاس لبنان عبّر فيها عن عميق شكره وامتنانه. مستهلَ كلمته بتوجيه الشكر إلى سيادة المطران شربل عبدالله، راعي الأبرشية، على حضوره الدائم ودعمه المستمر لكاريتاس، مشيرًا إلى دوره الريادي حين كان رئيسًا للإقليم، ومؤكدًا أن شهادته تعني الكثير، ولا سيّما في ظل متابعته الحثيثة لقضايا الأبرشية خلال فترة الحرب. كما وجّه الأب عبود تحية تقدير إلى إقليم صور، برئاسة المونسينيور مارون غفري، وجميع أعضاء الإقليم، مثنيًا على جهودهم المتواصلة ومتابعتهم الدقيقة لكل أعمال الإقليم، لا سيّما خلال الظروف الصعبة التي مرت بها البلاد. ومؤكدا أن كاريتاس بذلت كل ما بوسعها، بكل ما أوتيت من قوة للوقوف إلى جانب أهل الجنوب. وفي ختام كلمته، شكر قوات اليونيفيل الإيطالية على مشاركتهم في القداس، معتبرًا أن دعمهم يشكل رسالة تضامن مهمة للبنان في كل لحظة، وقال :" "من خلالكم، أوجّه الشكر إلى الشعب الإيطالي وكل الجهات الراعية التي تقدم لنا المساعدة، ولا سيّما عبر كاريتاس إيطاليا، في تأكيد دائم أن الشعب اللبناني ليس وحده، بل تحيط به أيادٍ ممدودة بالخير والمحبة".