logo
المطران عبدالله: كاريتاس لبنان تظهر من خلال اعمالها وجه المسيح الحي في كنيسته

المطران عبدالله: كاريتاس لبنان تظهر من خلال اعمالها وجه المسيح الحي في كنيسته

المركزيةمنذ 3 أيام

المركزية - احتفل اقليم كاريتاس صور بقداسه السنوي في كاتدرائية سيدة البحار- صور، ورأس الذبيحة رئيس اساقفة ابرشية صور المارونية المطران شربل عبدالله، عاونه رئيس رابطة كاريتاس لبنان الاب ميشال عبود، منسّق جهاز الأقاليم الأب رولان مراد، رئيس الاقليم المونسنيور مارون غفري، المرشد الروحي للاقليم الخوري يعقوب صعب. شارك في القداس الخوري ريشارد فرعون ممثلا سيادة المطران جورج اسكندر راعي ابرشية صور للروم الملكيين الكاثوليك ، وكاهن رعية الكتيبة الإيطالية في اليونيفل. كما حضر القداس قائد القطاع الغربي لليونيفيل الجنرال الإيطالي نيكولا مندوليسي، وضباط من اليونيفيل، المدير التنفيذي لكاريتاس السيد جيلبير زوين ، هيئة مكتب الاقليم الشبيبة كاريتاس وحشد من ابناء الرعية . خدم القداس شبيبة كاريتاس اقليم صور
الخوري صعب: في بداية القداس رحب الخوري صعب بالحضور باسم رئيس الاقليم والاعضاء، وقال: "نلتقي اليوم في هذا القداس الإلهي المقدّس، لنتوجّه بشكرنا إلى الله، الذي يقودنا دومًا بمحبّته ورحمته، ويبارك مساعينا الإنسانية والروحية، ونجتمع تحت جناح كاريتاس هذه اليد الممدودة من الكنيسة إلى الإنسان المتألّم، لنرفع صلاتنا في ختام سنة من العطاء والتفاني، وفي انطلاقة حملة كاريتاس السنوية تحت شعار "إيمان إنسان لبنان"، هذا الشعار الذي يعكس التزامنا الثابت بخدمة الإنسان، أيقونة الله، في وطن يتوق إلى الرجاء والكرامة. كما نوجّه تحيّة محبّة لكل من شارك في حملة كاريتاس من متبرّعين وشركاء وأصدقاء وإخوة في الرسالة.
وختم المرشد الروحي لكاريتاس كلمته بشكر الرب والتضرع 'سائلين الرب أن يبارك حملة التبرع وان يغدق على هذه المؤسسة نعم الإيمان والثبات في خدمة الإنسان معاً نصلّي، نحبّ، ونعمل معاً على متابعة المسيرة ."
المطران عبدالله: بعد الانجيل، القى المطران عبد الله عظة قال فيها: "القيامة تحمل أولًا رسالة السلام، قال يسوع لتلاميذه: "السلام لكم، هذا السلام هو ثمرة الانتصار على الموت، حيث غلب المسيح الموت والشيطان، ومنحنا الحياة الأبدية، سلام المسيح يفتح قلوبنا على السماء، لأن المؤمن لا يعيش فقط لزمن هذا العالم، بل يتوق إلى موطنه الأبدي وبالتالي هذا السلام هو أيضًا سلام المصالحة، فقد صالحنا يسوع مع الآب ومع ذواتنا. من يمتلك سلام المسيح، يعيش بالنعمة ويطلب القداسة، إذ لا حياة مقدّسة خارج يسوع."
واضاف "المسيح دعانا للتوبة ومغفرة الخطايا من تحرر من الخطيئة لا يعيش في خوف، بل في نور القيامة، أما من استعبدته الخطيئة، فهو في ظلمة وقلق، واشار الى ان البرّ ليس من الإنسان، بل من الله فنحن لا نتبرر بأفكارنا، بل بأفكار المسيح وسلوكه، لأنه وحده يحررنا من الموت الثاني، وأن غاية الإيمان هي خلاص النفوس، وهذا ما نبلغه بالإيمان بقيامة المسيح. وبان يسوع القائم من بين الأموات حاضر معنا، لا كذكرى، بل كشخص حيّ يحمل جراحه، ويهبنا سلامه الحقيقي."
وختم قائلا: "كاريتاس لبنان تظهر من خلال اعمالها ونشاطاتها وجه المسيح الحي في كنيسته، وتؤمن ان رسالتها هي اظهار وجه المسيح للفقير والمريض والمحتاج والمهمل، وهي التي تجعلنا نبصر المسيح ونلمسه ونشعربه بيننا. كاريتاس هي شهادة الجماعة المسيحية الاولى المتماسكة في المحبة."
الاب عبود: بدوره القى الأب عبود كلمة باسم كاريتاس لبنان عبّر فيها عن عميق شكره وامتنانه. مستهلَ كلمته بتوجيه الشكر إلى سيادة المطران شربل عبدالله، راعي الأبرشية، على حضوره الدائم ودعمه المستمر لكاريتاس، مشيرًا إلى دوره الريادي حين كان رئيسًا للإقليم، ومؤكدًا أن شهادته تعني الكثير، ولا سيّما في ظل متابعته الحثيثة لقضايا الأبرشية خلال فترة الحرب.
كما وجّه الأب عبود تحية تقدير إلى إقليم صور، برئاسة المونسينيور مارون غفري، وجميع أعضاء الإقليم، مثنيًا على جهودهم المتواصلة ومتابعتهم الدقيقة لكل أعمال الإقليم، لا سيّما خلال الظروف الصعبة التي مرت بها البلاد. ومؤكدا أن كاريتاس بذلت كل ما بوسعها، بكل ما أوتيت من قوة للوقوف إلى جانب أهل الجنوب.
وفي ختام كلمته، شكر قوات اليونيفيل الإيطالية على مشاركتهم في القداس، معتبرًا أن دعمهم يشكل رسالة تضامن مهمة للبنان في كل لحظة، وقال :" "من خلالكم، أوجّه الشكر إلى الشعب الإيطالي وكل الجهات الراعية التي تقدم لنا المساعدة، ولا سيّما عبر كاريتاس إيطاليا، في تأكيد دائم أن الشعب اللبناني ليس وحده، بل تحيط به أيادٍ ممدودة بالخير والمحبة".

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

تحييد شهوات الإنسان الباطلة
تحييد شهوات الإنسان الباطلة

شبكة النبأ

timeمنذ 5 ساعات

  • شبكة النبأ

تحييد شهوات الإنسان الباطلة

إن كل إنسان شابا كان أو في مرحلة عمرية أخرى، يقع عليه عبء كبير في مواجهة شهواته الباطلة، فالحقيقة هو صراع شديد ومؤلم ولا يفوز به إلا من آمن بالله تعالى، وتمسك به، ووضع في حسبانه أن يرضي ربه ويلتزم بالأحكام الشرعية، ويراعي حقوق الناس... (يجب على كل شخص أن يمتلك إرادة وعزما وتصميما، فيكون مثابراً ومجاهداً) سماحة المرجع الشيرازي دام ظله يُقصَد بمفردة (تحييد)، إفراغ الشيء من قدراته، وعدم منحه الفرصة للتأثير، وتحييد شهوات الإنسان، بمعنى إبطالها، وإيقافها عن الفعل والتأثير، ولكن كما هو معروف، هناك شهوات مسموح بها إذا كانت متوازنة، وإذا استخدمها الإنسان بشكل مقبول، وفق الأحكام الشرعية، والأعراف والتقاليد، وما يقبله العقل السليم. لذا من الأفضل لكل فرد أن يهيمن على شهواته، ويقودها، وليس العكس، فهناك شهوات هي التي تهيمن على صاحبها، وبالتالي هي التي تتحكم به، وهذه مشكلة كبيرة يتعرض لها الإنسان إذا كان تابعا لشهواته، حيث تأخذه إلى مآربها، فينحرف شرّ انحراف، وتغدو شهواته باطلة، كونها تسوق صاحبها إلى ما لا يقبل به الله تعالى. لذا فإن الأعمال التي يسعى الإنسان من خلالها إلى التقرب لله تعالى، سوف تتضمن هداية له، لأن العمل الذي يُنجَز تقرّبا إلى الله، لابد أن تكون فيه هداية، لذا أي شيء نقيض للهداية يعني أنه من فعل الشيطان، وأقرب إلى إبليس من سواه، ولهذا فهو عمل ملعون، والشهوة المنحرفة غالبا ما تجعل من صاحبها تابعا للشيطان ومؤتمِرا بأمره. سماحة المرجع الديني الكبير، آية الله العظمى، السيد صادق الحسيني الشيرازي دام ظله، يقول في سلسلة نبراس المعرفة: محاضرة الهداية: (إنّ كل جهد ليس لله تعالى ليست ورائه هداية، ولا يكون طريقاً إلى الله تعالى، بل هو مجرد شيطنة وطريق إلى إبليس عليه لعنة الله). بالطبع ليس أمام الإنسان في قاعة الحياة سوى الحركة والفعل والإنجاز، ومن غير المقبول أن يبقى ساكنا جامدا في مكانه، ولا يُقبَل منه الكسل أو العجز والخمول، لأنه مطالَب بالعمل والحركة، على أن يكون هذا العمل والحركة معروفة الهدف مسبقا، بعد أن يفهم مغزاها، وما المطلوب منها، بمعنى عليه أن يفهم ثم يتحرك بعيدا عن الكسل. الاستجابة لأحكام الله تعالى والشرط الأهم في هذا النوع من الحركة والفعل والعمل، أن يكون في سبيل الله، وليس عكس ذلك، حتى لا تكون للشيطان أو الباطل حصة فيه، فهناك الكثير من الأعمال التي يبذل خلالها الإنسان جهدا واضحا وكبيرا، ولكن قد لا تؤتي أُكُلها، لأنها ببساطة لا تُرضي الله تعالى، وبالتالي لا فائدة منها كونها تضر من يقوم بها أكثر مما تنفعه. لهذا يقول سماحة المرجع الشيرازي دام ظله: (لا شك أن على الإنسان أن يبذل جهده وأن لا يكون كسولاً، لكنه عليه أن يعرف هدفه من وراء ذلك البذل، هل هو في سبيل الله تعالى؟!). وهناك مشكلة ظاهرة للعيان في المجتمع، يرتكبها الأفراد، عندما تكون حركتهم والجهد الذي يبذلونه بعيدا عن القبول الإلهي، ولا يستجيب لأحكام الله تعالى، بل يهدف الاستجابة لشهواتهم، حيث تأمرهم بسلوك المسالك الباطلة فلا يترددون عن ذلك، ويصبح الإنسان في هذه الحالة عبدا لشهوته المريضة الباطلة. لذا من المؤسف حقا أن يقدم الإنسان جهودا مهمة لكنها تذهب هباءً أو تضيع سدى، لأنها تهدف إلى إشباع شهوات باطلة، فتضيع جهودهم سدى. حيث يقول سماحة المرجع الشيرازي دام ظله: (هنالك الكثير من الناس يبذلون جهدهم، لكنهم يبذلونه في تحقيق شهواتهم وملذّاتهم). لهذا فالمطلوب من كل إنسان أن يكون ذا إرادة قوية، وذا عزم كبير، وتصميم لا يلين، فيكون من المثابرين الذين يخوضون الصراع المرير مع أنفسهم أولا، فالصراع أو خوض الحرب ليس في ساحة المعركة فقط، وإنما هناك ميادين أخرى للحرب، وهي المعركة ضد شهوات النفس، حيث تدفع بصاحبها نحو الدرك الأسفل. لذا يجب أن يكون الإنسان مقاتلا من الدرجة الأولى ضد شهواته الباطلة، وضد نفسه الأمارة بالسوء، وهنا لا يكون الأمر سهلا عليه، بل سيخوض صراعا مريرا مع شهواته وضد نفسه، قد لا يقل خطرا عن خوضه المعركة ضد أعدائه الفعليين، فالصراع ضد الشهوات قد يفوق أحيانا المعركة الحقيقية ضد العدو الشاخص أمامك، لأن الشهوة الباطلة يمكن أن تذهب بك إلى نتائج لا تليق بمكانة وقيمة الإنسان. من هنا يقول سماحة المرجع الشيرازي دام ظله: (يجب على كل شخص أن يمتلك إرادة وعزما وتصميما، فيكون أولاً مثابراً ويكون ثانياً مجاهداً، والجهاد هنا ليس جهاد الأعداء في ساحات الوغى والحروب فقط، بل هو أعم من ذلك، ومنه جهاد الإنسان مع شهواته الباطلة والضارّة، وجهاد الإنسان مع نفسه الأمارة بالسوء). هناك خطوتان في غاية الأهمية على الشباب (من كلا الجنسين) الالتزام بهما، وتطبيقهما جيدا، لكي تكون النتائج في صالحهم، الخطوة الأولى على كل شاب أن لا تكون حياته عبارة عن وجود هشّ وفائض في هذه الحياة، بل يجب أن يحجز لنفسه وشخصه وكيانه الحيز العملي الحركي الإنتاجي المتميز في هذه الحياة. وهذا لا يمكن تحقيقه إلا إذا عزم الإنسان الشاب بالدرجة الأولى على أن يكون مثابرا، متحركا فاعلا لا تثنيه العوائق ولا الكسل عن الإنتاج والعمل، لهذا فإن الخطوة المهمة الأولى أن لا ينصاع الشاب للكسل، ولا يبقى أسير العدم والجمود، بل المطلوب منه أن يكون في حركة دائبة ومستمرة ومتواصلة لكي يحقق أهدافه، ولا ينبغي أن يمر عمره (ايامه، شهوره، وسنواته) مرور الكرام، فلا يعرف منها شيئا. هذا ما يقوله سماحة المرجع الشيرازي دام ظله بوضوح: (على الإنسان في الوهلة الأولى لاسيما الشباب والفتيات من المؤمنين والمؤمنات أن يقوموا بأمرين، الأمر الأول: أن يبذلوا جهدهم باستمرار لكي لا تكون حياتهم كسلا وتقاعسا، فالنهار والليل واليوم والأسبوع والشهر والسنة الذي يمرّ على هؤلاء شيئاً فشيئاً يجب أن يكون مقروناً بالعمل). والخطوة الأهم الثانية، أن يكون كل عمل يقوم به الإنسان الشاب أو سواه، آتيا في سبيل الله تعالى، أو يأتي في طريق الله تعالى، هذا هو الهدف الأهم، وهذا هو المطلوب من الجميع، وهو أمر غير مختص بالرجل وحده، ولا بالمرأة وحدها، ولا بمرحلة عمرية معينة، جميع العباد مشمولين بهذه الخطوة الثانية المهمة. ولنعلم جميعا أن كل من يضع أعماله في سبيل الله فهو من المحسنين، وهؤلاء عندهم مكانة كبيرة عند الله تعالى. حيث يؤكد سماحة المرجع الشيرازي دام ظله على الأمر الثاني قائلا: (أما الأمر الثاني: عليهم أن يركزوا في أن يكون الجهد مبذولاً في سبيل الله تعالى (وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا) لأن الهدف الصحيح من وراء الجهد هو الله تعالى، ولا فرق يكون الإنسان المجاهد رجلاً أم امرأة، عالماً ام كاسباً، متزوجاً أم غير متزوج، فقيراً ام غنياً، فهذا التوفيق يكون من الله سبحانه وتعالى (لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ) وهذا التعقيب في الآية الكريمة لعله يُشير إلى هذا الإنسان المحسن الذي تظهر فيه مصادیق المحسنين). من هنا فإن كل إنسان شابا كان أو في مرحلة عمرية أخرى، يقع عليه عبء كبير في مواجهة شهواته الباطلة، فالحقيقة هو صراع شديد ومؤلم ولا يفوز به إلا من آمن بالله تعالى، وتمسك به، ووضع في حسبانه أن يرضي ربه ويلتزم بالأحكام الشرعية، ويراعي حقوق الناس، ويحترم الأعراف والتقاليد، ويساهم في بناء المجتمع الملتزم الراقي الكريم.

ضبط النفس في قول الحق
ضبط النفس في قول الحق

شبكة النبأ

timeمنذ يوم واحد

  • شبكة النبأ

ضبط النفس في قول الحق

إن الجمهور لن يتفاعل ويستجيب إلا لمن يحمل الثقة بنفسه والايمان بما يقول، فهو مسؤول عن كلامه وعن أفكاره، وهو ما جسده الأئمة الاطهار خلال معاشرتهم لمجتمعاتهم، فما كان يصدر منهم، يُعد الأول والاخير، ولا يحيدون عنه مطلقاً مهما كلفهم من استفزاز السلطة، وتسقيط المناوئين، بل حتى التضحية بأرواحهم... {لِيَهْلِكَ مَنْ هَلَكَ عَنْ بَيِّنَةٍ وَيَحْيَا مَنْ حَيَّ عَنْ بَيِّنَةٍ}. الصبر قيمة دينية سامية تعكس نمطاً من السلوك الانساني المترفع على اللحظة الراهنة، متطلعاً الى نتائج أفضل في ظروف وحالات متعددة، لذا نجد تصنيفاً جميلاً للصبر يستوعب جوانب عدّة من حياة الانسان، فثمة صبراً الى المصيبة، وصبراً على الذنب، وصبراً على البلاء، الى جانب تفريعات من هذه الاصناف الرئيسة تتعلق بالسلوك والثقافة، ربما يكون منها؛ الصبر على أذى الجار، او الصبر على مشاكسة الابناء، والصبر على الفشل، وما الى ذلك، ومنها ايضاً؛ الصبر لأداء الرسالة الفكرية والثقافية الى الجمهور، ولعلها من أشد ما نحتاجه في الوقت الحاضر مع كثرة وسائل الاعلام والتواصل والاتصال وتبادل الافكار والرؤى والمعلومات عبر التقنيات الحديثة، حتى أصبحت القناعة والإيمان عملتين نادرتين في ساحة التخاطب حالياً. الصبر لإيصال الحقيقة من إفرازات عصر السرعة؛ اتساع مساحة القناعة في الاذهان، وتراجع مساحة الإيمان في النفوس بكل شيء في الحياة، والسبب –من جملة اسباب-؛ صعوبة الخروج بنتيجة محددة وسريعة من دوامة "النسبية"، و"الإطلاق" في المفاهيم والقيم، الى جانب مسألة التوثيق في المصادر، فثمة من يُشكك، وآخر يُقدّس، بما يضعنا في ساحة صراع أداتها التطرّف ونحن بعد في المرقاة الأولى قبل الصعود الى مراقي التقدم العلمي والثقافي انطلاقاً من تلكم الحقائق المتعلقة بالإنسان والحياة والمجتمع والتاريخ، الامر الذي يدفع البعض لتفضيل القناعة على الإيمان بهذه الفكرة او تلك النصيحة وفق مبدأ الحاجة والمنفعة، فيكون من السهل –عند البعض- التحول بالقناعة من هذا الى ذاك. وقد رصد العلماء حالة الصدّ لأية محاولة إرشادية او تبليغية بنيّة إفادة الناس في حياتهم الشخصية والأسرية، وجوانب مختلفة اخرى، وجرى نقاش حول الآلية الحسنة للدعوة الى سبيل الله –تعالى- منطلقين من قاعدة، الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وهي أكثر من فريضة عبادية، تتعداها الى مسعً للبناء الانساني والاجتماعي والحضاري، إنما المشكلة في طريقة التعامل مع الرفض للخطاب الإرشادي رغم طابعه الايجابي المحبب الى النفوس. طائفة من العلماء والفقهاء شرطوا وجوب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر باحتمال التأثير الايجابي في المخاطب مستندين على الدليل العقلي بغياب الدليل الشرعي، وهو ما ناقشه سماحة المرجع الديني السيد صادق الشيرازي في كتابه: "نهج الشيعة، تدبرات في رسالة الامام الصادق الى شيعته"، بعدم وجود دليل شرعي على التخلّي عن التبليغ لأداء الصلاة في اوساط الشباب لعدم تفاعلهم واستجابتهم، "فان الواجب هو إتمام الحجة على الجميع عن طريق الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، { لِيَهْلِكَ مَنْ هَلَكَ عَنْ بَيِّنَةٍ وَيَحْيَا مَنْ حَيَّ عَنْ بَيِّنَةٍ}، وإتمام الحجة قضية مهمة بمفردها لأن الله اراد ذلك، وإن لم نولها الاهمية اللازمة". ويستشهد سماحته "بالمصاعب التي واجهها رسول الله، صلى الله عليه وآله، في عصره إذ لم تعد موجودة في العصر الراهن، فاذا ما واجه المؤمنون مصاعب ومشاكل في هذا الطريق، عليهم الاقتداء والتأسّي برسول الله، الذي جسد بحق المصداق الأول للصالحين على الأرض، وهو الذي عانا وتحمل ألوان العذاب والبلاء ولم يتنازل قيد أنملة عن حقه و واجبه"، ومن بعده واصل الطريق الأئمة المعصومون، والأولياء الصالحون، صبروا على وعورة الطريق، ومعاناة لا توصف في زمانهم، كما فعل المتأخرين من العلماء المجاهدين والمصلحين الثائرين، فهم لم يحملوا راية الإصلاح والتغيير استجابة لرغبة الناس، وإنما تأدية لواجب مقدس، وهدف انساني نبيل. وفي المؤلف المشار اليه يدعونا الامام الصادق في سياق توصياته بالصبر "وتكظّموا الغيظ الشديد في الأذى في الله"، بأن لا نضع أنفسنا في موقف الجهل، "فتدبروا هذا واعقلوه ولا تجهلوه"، وقد فسّر سماحة المرجع الشيرازي "الجهل" بالسَفَه، "إذ ان السفيه هو من يعلم الشيء ولا يعمل به"، وهو اختبار شديد لكل ذي لُبّ من اصحاب البيان والقلم والفكر، فهم مدعوون على طول الخط للصبر على و رباطة الجأش في مسيرة نشر الحقائق الى الجمهور بما يرتقي بهم الى مستوى الوعي والمسؤولية، وتجنب الاخطاء والانحرافات التي تكلف الكثير. الصبر كممارسة عملية تستند بالدرجة الاولى قاعدة نفسية في ذات صاحبه بأن الله معه في صبره على من يعارضه ويسعى لتسقيطه، مما يعطيه زخماً معنوياً، فتكون ثقته بالله –تعالى- وبنفسه في آن، فتهون عليه مختلف اشكال الضغوطات والمنغّصات خلال تأدية دوره الرسالي بإيصال الكلمة والحقيقة الى الجمهور. إن الجمهور لن يتفاعل ويستجيب إلا لمن يحمل الثقة بنفسه والايمان بما يقول، فهو مسؤول عن كلامه وعن أفكاره، وهو ما جسده الأئمة الاطهار خلال معاشرتهم لمجتمعاتهم، فما كان يصدر منهم، يُعد الأول والاخير، ولا يحيدون عنه مطلقاً مهما كلفهم من استفزاز السلطة، وتسقيط المناوئين، بل حتى التضحية بأرواحهم.

تعليق رسمي على "حادثة سقوط طائرة موريتانية" قبالة البحر الأحمر.. ما الحقيقة؟
تعليق رسمي على "حادثة سقوط طائرة موريتانية" قبالة البحر الأحمر.. ما الحقيقة؟

صوت لبنان

timeمنذ يوم واحد

  • صوت لبنان

تعليق رسمي على "حادثة سقوط طائرة موريتانية" قبالة البحر الأحمر.. ما الحقيقة؟

وكالة الوئام الوطني للأنباء الموريتانية تداولت بعض صفحات التواصل الاجتماعي الأجنبية شائعات مغرضة تتحدث عن سقوط طائرة تقل حجاجًا موريتانيين قبالة البحر الأحمر، وهي أخبار لا أساس لها من الصحة. تؤكد الموريتانية للطيران أن جميع الحجاج الموريتانيين قد وصلوا بحمد الله بسلام وأمان إلى الأراضي المقدسة، ولم يتم تسجيل أي حادث يخص الرحلات المنظمة في هذا الإطار. وقد قامت الشركة بتنظيم ثلاث رحلات جوية في مرحلة الذهاب، وذلك أيام 23 و24 و25 مايو 2025، في إطار خطة نقل الحجاج الموريتانيين إلى المملكة العربية السعودية. أما رحلات العودة، فمقررة بإذن الله تعالى أيام 12 و13 و14 يونيو 2025، وفقًا للجدول المعتمد بالتنسيق مع الجهات المعنية. تدعو الموريتانية للطيران الجميع إلى تحري الدقة وعدم الانسياق وراء الأخبار الزائفة، وتحتفظ بحقها في اتخاذ الإجراءات القانونية ضد مروّجي الشائعات التي تمس أمن وسلامة المسافرين وسمعة الشركة.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store