logo
حبوب منع الحمل للرجال.. تجربة سريرية غير مسبوقة لعقار خالٍ من الهرمونات

حبوب منع الحمل للرجال.. تجربة سريرية غير مسبوقة لعقار خالٍ من الهرمونات

الوسط04-04-2025

للمرة الأولى في التاريخ، يخضع عقار YCT-529، وهو حبوب منع الحمل للرجال خالية من الهرمونات، لتجارب سريرية بعد أن أثبت فعاليته اللافتة في تقليل إنتاج الحيوانات المنوية لدى الفئران والقرود غير البشرية، وذلك دون آثار جانبية تُذكر.
في الفئران الذكور، يبدأ تأثير العقار في غضون شهر، حيث يحد من الحمل عند الإناث بشكل يقارب 100%. أما ذكور قرود المكاك فتتطلب جرعة أكبر من YCT-529، لكنه يسبب انخفاضًا حادًا في عدد الحيوانات المنوية دون ظهور آثار جانبية خطيرة، وفقا لدراسة منشورة في مجلة «
الأهم من ذلك، أن خصوبة الحيوانات تستعيد نشاطها بمجرد التوقف عن تناول العقار، دون تغييرات كبيرة في ثلاثة هرمونات رئيسية لإنتاج الحيوانات المنوية: التستوستيرون، وFSH، وإنهيبين B.
-
-
تشابهًا مع وسائل منع الحمل الهرمونية للنساء، تواجه وسائل منع الحمل للرجال التي تؤثر على الهرمونات الجنسية بعض الآثار الجانبية غير المرغوبة، مثل زيادة الوزن والاكتئاب وارتفاع مستويات الكوليسترول الضار. هذه الآثار الجانبية كانت عائقًا أمام تطوير بعض الوسائل الفعالة في التجارب البشرية.
لذلك، اتجه العلماء إلى الأساليب غير الهرمونية، والتي تظهر واعدة حتى الآن.
بداية المرحلة الثانية
بدأت المرحلة الثانية من التجارب السريرية في نيوزيلندا في سبتمبر 2024 لتقييم سلامة وفعالية العقار، بعد نجاح المرحلة الأولى.
وعن هذا التطور، قالت كيميائية الأدوية، غوندا جورغ، من جامعة مينيسوتا: «حبوب منع الحمل الآمنة والفعالة للرجال ستوفر خيارات أكبر للأزواج في تنظيم النسل. كما ستساهم في مشاركة أكثر عدالة للمسؤولية الخاصة بالتخطيط الأسري، وتُعطي الرجال استقلالية في قرار الإنجاب».
وأوضحت جورغ أن فريقها بدأ البحث في عقار YCT-529 بسبب تأثيره على بروتين يدعى مستقبل حمض الريتينويك (RAR-alpha). هذا المستقبل يرتبط بحمض الريتينويك، وهو منتج ناتج عن استقلاب فيتامين A، مما يؤثر على نمو الخلايا وتكوين الحيوانات المنوية وتطور الأجنة.
يمتلك العقار قدرة على تعطيل مستقبل RAR-alpha فقط، مما يحد من الآثار الجانبية المحتملة. وتُشير الدراسات الحيوانية إلى أن YCT-529 يُمهد الطريق للتجارب البشرية التي تحقق تقدمًا كبيرًا.
تُضيف ناديا مانويتز، المديرة العلمية ومؤسسة شركة YourChoice Therapeutics: «مع معدلات الحمل غير المخطط له التي تصل إلى 50% في الولايات المتحدة والعالم، هناك حاجة ملحة لمزيد من الخيارات في وسائل منع الحمل، خاصة للرجال».
وفي سياق الابتكار، لا يُعد YCT-529 الوسيلة الوحيدة قيد التطوير. ففي عام 2024، اختبر العلماء مركبًا آخر يدعى CDD-2807 يوقف الحمل لدى ذكور الفئران عند حقنه. لكنه لم يدخل التجارب السريرية حتى الآن.
«بعد قرنين من الركود في تطوير وسائل منع الحمل للرجال، حان الوقت للتغيير»، تُؤكد مانويتز، مضيفة: «نحن فخورون بالمشاركة في هذا الابتكار».

Orange background

Try Our AI Features

Explore what Daily8 AI can do for you:

Comments

No comments yet...

Related Articles

القاتل الصامت للحيوانات المنوية.. أخصائي يكشف عن أخطاء يومية يرتكبها الرجال
القاتل الصامت للحيوانات المنوية.. أخصائي يكشف عن أخطاء يومية يرتكبها الرجال

Libya Akhbar

time16-04-2025

  • Libya Akhbar

القاتل الصامت للحيوانات المنوية.. أخصائي يكشف عن أخطاء يومية يرتكبها الرجال

وأضاف الدكتور بوغاتيريوف: 'يغفل كثير من الرجال عن التأثير البالغ لعاداتهم الحياتية وأنماط تغذيتهم على صحة الحيوانات المنوية. لذا، يُعد تعديل النظام الغذائي وتبني نمط حياة صحي من العوامل الحاسمة في تحسين جودة السائل المنوي ورفع احتمالات نجاح الإخصاب'. أبرز المنتجات والعادات الضارة بالخصوبة: اللحوم المصنعة: تشمل النقانق واللحوم المقددة التي تحتوي على مواد حافظة ومركبات كيميائية ضارة، وتتعرض لعمليات معالجة صناعية مكثفة الأطعمة المعلبة: غنية بنترات الصوديوم والإضافات الصناعية، وتؤثر سلبا على حركة الحيوانات المنوية وشكلها الطبيعي منتجات الصويا: تحتوي على فيتويستروجينات نباتية، وقد تخفض مستويات التستوستيرون عند الإفراط في تناولها، وتؤثر على عملية تكوين الحيوانات المنوية المشروبات والأطعمة السكرية: المشروبات الغازية المحلاة، والأطعمة عالية المحتوى من السكريات المكررة الوجبات السريعة: تحتوي على نسب عالية من: الدهون المتحولة، والدهون المشبعة، والصوديوم (الملح)، جودتها الشكلية. المشروبات الكحولية: تسبب تسمم الخصيتين، وتقلل من حركة الحيوانات المنوية، وتزيد من التشوهات التدخين: النيكوتين والمواد السامة تؤدي إلى انخفاض عدد الحيوانات المنوية، وضعف حركتها، وزيادة خطر التشوهات الجينية وأشار الدكتور بوغاتيريوف إلى أن نمط الحياة غير النشط وقلة الحركة يؤديان إلى: زيادة خطر السمنة، واختلال التوازن الهرمون، وضعف الدورة الدموية في منطقة الحوض، وتأثير سلبي مباشر على نوعية وكمية الحيوانات المنوية كما حذر من بعض الممارسات اليومية الضارة مثل: التعرض المطول للحرارة العالية (كالحمامات الساخنة والساونا)، وارتداء الملابس الداخلية الضيقة، والتي تؤثر سلباً على إنتاج الحيوانات المنوية. تأثير الإجهاد وقلة النوم: يرفع الإجهاد المزمن مستويات الكورتيزول الذي: يثبط إنتاج التستوستيرون، ويؤثر على الخصوبة تؤدي قلة النوم إلى: اختلال التوازن الهرموني، انخفاض إنتاج التستوستيرون، تدهور جودة الحيوانات المنوية نصائح الطبيب لتحسين الخصوبة: التغذية السليمة: اتباع نظام غذائي متوازن غني بمضادات الأكسدة النشاط البدني: ممارسة الرياضة لمدة 30 دقيقة يومياً على الأقل، تجنب الخمول والجلوس لفترات طويلة نمط الحياة الصحي: الإقلاع عن التدخين، وتجنب الكحول، والحصول على 7-8 ساعات نوم يوميا العادات اليومية:ارتداء ملابس داخلية فضفاضة، وتجنب الساونا والحمامات الساخنة المفرطة المصدر:

الجنس: هل ينتهي بعد انقطاع الطمث؟
الجنس: هل ينتهي بعد انقطاع الطمث؟

Alwasat

time08-04-2025

  • Alwasat

الجنس: هل ينتهي بعد انقطاع الطمث؟

Getty Images يُعَدّ انخفاض الرغبة الجنسية وجفاف المهبل، والتقلبات المزاجية الحادة - بعضاً من الأعراض التي تواجهها النساء في فترة انقطاع الطمث. وبالنسبة للعديد من النساء، قد تبدأ هذه التغيرات قبل عشر سنوات من انقطاع الطمث، وهي المرحلة المعروفة بفترة "ما قبل انقطاع الطمث". سوزان، امرأة في منتصف الأربعينيات من عمرها تعيش في فانكوفر بكندا، تمر الآن بهذه المرحلة، وتقول: "أصبح الجماع مؤلماً للغاية. رغم أنني ما زلت أشعر بالرغبة الجنسية إلا أن الألم يبعدني عن ممارسة العلاقة، لم أكن أدرك ما الذي يحدث، ولأكون صادقة، استغرق الأمر وقتاً قبل أن أخبر طبيبتي عن ذلك". ومع ارتفاع متوسط عمر البشر، قد تعيش المرأة ما يقارب ثلث حياتها بعد انقطاع الطمث. ويُعرف انقطاع الطمث بتوقف الدورة الشهرية نتيجة لانخفاض مستويات الهرمونات، مما يُشير إلى نهاية مرحلة الإنجاب لدى المرأة، وقد يصاحبه العديد من التغيرات الجسدية والنفسية. وتقول الدكتورة عزيزة سيساي، وهي طبيبة عامة ومتخصصة في التثقيف الصحي في المملكة المتحدة، إن جفاف المهبل الذي يمكن أن يسبب ألماً أثناء الجماع، هو نتيجة مباشرة لانخفاض مستويات هرمون الأستروجين. وتضيف: بما أن الحديث عن الحياة الجنسية يُعَدُّ من المحرمات في العديد من الثقافات، "لا تزال هناك نساء يعتقدن أن الألم أثناء الجماع أمرٌ طبيعي، وأنه من مسؤوليتنا كنساء في العلاقات الجنسية تحمُّل هذا الألم لإرضاء شركائنا". وتضيف الدكتورة عزيزة أنه بسبب هذه المعتقدات، قد لا تلجأ العديد من النساء إلى الطبيب مباشرةً لمعالجة هذه المشاكل، و"قد تستمر معاناتهن في صمت". الهرمونات والأعراض الخفية يُعتبر هرمون الأستروجين المسؤول الرئيسي عن الرغبة الجنسية، إلى جانب هرمون التستوستيرون الذي تفرزه المبايض. وعندما تبدأ مستويات هذه الهرمونات في الانخفاض، تشعر النساء بتغيرات في رغبتهن الجنسية. روزي، التي تبلغ من العمر 45 عاماً وتعيش في ألمانيا، خضعت لعملية استئصال الرحم في سن الثلاثين بعد تشخيصها بسرطان المبيض، وأدى هذا الإجراء إلى انقطاع الطمث المبكر بشكل مفاجئ. وقالت في حديثها مع بي بي سي إن التغيرات التي مرت بها كانت جذرية، وتوضح: "كنت أستمتع بالجنس كثيراً، وفجأة اختفت المتعة تماماً، لم أعد أشعر بأي تحفيز جسدي". وتقول الاختصاصية النفسية والمعالجة الجنسية في كاليفورنيا، الدكتورة نازانين معالي، إن النساء اللواتي يمررن بفترة انقطاع الطمث يتوجّهن إليها في أغلب الأحيان بسبب نقص الرغبة الجنسية والألم أثناء الجماع. وتوضح قائلةً: "في العديد من الحالات، يشعرن بالعجز. لكن هناك العديد من النساء اللائي يرغبن في ممارسة الجنس، لكنهن ببساطة لم يعدن مهتمات بالجماع". وليس جفاف المهبل أو انخفاض الرغبة الجنسية فقط هما ما يجعلان النساء أقل رغبةً في هذه المرحلة من حياتهن، فبالنسبة لياس، البالغة من العمر 49 عاماً والمقيمة في المملكة المتحدة، كانت التهابات المسالك البولية المتكررة سبباً لفقدانها الرغبة في ممارسة الجنس. وتقول لبي بي سي: "فقدت تماماً اهتمامي بالجنس لأنه في كل مرة يتبعه التهاب مؤلم للغاية"، وتضيف أن الأطباء لم يشخّصوا مشكلتها حتى فترة طويلة، على أنها مرتبطة بانقطاع الطمث. وتوضح الدكتورة سيساي أن التهابات المسالك البولية تُعَدُّ من الآثار الجانبية لانخفاض مستويات هرمون الأستروجين، وتضيف: "عندما يفكر الناس في الأستروجين، غالباً ما يتبادر إلى أذهانهم الدورة الشهرية أو الجوانب التناسلية فقط، لكن الأستروجين هو هرمون قوي يعمل في مختلف أنحاء الجسم". وتوضح أنه "مسؤول عن ترطيب المهبل والإحليل، وعندما تنخفض مستوياته، تصبح الأنسجة المحيطة بالإحليل رقيقة وجافة وأكثر عرضة للإصابة بالعدوى". وفي العديد من الثقافات، يُنظر إلى الحياة الجنسية للمرأة على أنها مرتبطة بالإنجاب فقط، وهو ما يؤدي إلى الاعتقاد الخاطئ بأن حياة المرأة الجنسية تنتهي بعد انقطاع الطمث. وتضيف الدكتورة معالي أن اهتمام المرأة بأن تبدو في مرحلة الشباب قد يجعل هذه المرحلة من حياتها صعبة، حيث "تشعر بعض النساء بالحزن". لكنها تؤكد أن بعض النساء اللاتي يترددن عليها "يبدأن أفضل تجربة جنسية في حياتهن بعد انقطاع الطمث". Getty Images يتوفر العلاج بالهرمونات البديلة (HRT) بعدة أشكال، مثل الحبوب، واللصقات، والمواد الهلامية. ما هي العلاجات المتوفرة؟ ووفقاً للدكتورة معالي، "توجد حلول لجميع تحديات انقطاع الطمث، وهناك العديد من التدخلات الطبية وغير الطبية التي يمكن أن تساعد النساء في مواصلة حياة جنسية نشطة والاستمتاع أكثر". تعيش هالديتا، البالغة من العمر 65 عاماً، في لندن، وتقول إن حياتها الجنسية ازدهرت مع انقطاع الطمث، الذي تزامن مع طلاقها، وتضيف لبي بي سي: "انفصلت في سن 43، وبدأت أعراض ما قبل انقطاع الطمث تظهر عليّ في سن 45-46. شعرتُ بسعادة غامرة، أخيراً تحررتُ. في الواقع، بدأتُ أتمتع بحياة جنسية صحية ومثيرة للغاية في ذلك الوقت". وعندما يتعلق الأمر بشغف الحياة الجنسية، فإن نصيحة الدكتورة معالي الأهم هي "إعادة تقييم نمط حياتك الجنسية". تقول "جميعنا لنا تصور لما ينبغي أن يكون عليه الجنس وما هو الجنس الجيد، ولكن مع تغير أجسامنا، نحتاج إلى تطوير وتعديل هذا النمط الذهني. في هذه المرحلة من حياتك، اسأل نفسك: ما هو الجنس الجيد بالنسبة لي؟". كما تؤكد على أهمية المداعبة واستكشاف المتعة غير الاختراقية. "قد تُؤدي التغيرات في أنسجة المهبل إلى انخفاض حساسيتها، لذا يمكن أن يساعد استخدام ألعاب جنسية مثل الهزازات في تحسين التجربة". إذا كانت أعراض انقطاع الطمث تؤثر سلباً على حياتك الجنسية، تنصح الدكتورة عزيزة سيساي "بالاستشارة الطبية، وتغيير الطبيب إذا لزم الأمر، وعدم الاستسلام أو الشعور بالحرج". وتؤكد الدكتورة سيساي أن "العلاج الهرموني البديل (HRT) هو الخيار الأمثل، ويتوفر بعدة أشكال: اللصقات، والجِل، والحبوب، وقد لا يُسمح لبعض النساء باستخدام الهرمونات التي تنتقل عبر مجرى الدم مثل الحبوب، ولكن هناك دائماً علاجات موضعية يمكن استخدامها مباشرة على المهبل". نيدا التي تعيش في نيوزيلندا، لم تستطع تناول حبوب العلاج الهرموني البديل بسبب إصابتها بالسرطان، تقول: "لكنني تلقيت علاجاً موضعياً عندما أصريت على رغبتي في العلاج الهرموني البديل لتحسين حياتي الجنسية. وتشخيصي بنوع خبيث من السرطان جعل الأطباء لا يعطون حياتي الجنسية الأولوية". توضح الدكتورة عزيزة أن هناك أيضاً علاجات متاحة دون الحاجة لوصفة طبية، مثل المرطبات والمرطبات المهبلية، لكنها تنصح بالتحقق من مكوناتها لتفادي أي حساسية. بالنسبة للنساء اللواتي يعانين من ضعف في عضلات قاع الحوض، فإن العلاج الطبيعي متوفر. ومع ذلك، ما تنصح به الدكتورة سواء في فترة انقطاع الطمث أو سواها، هو "تغيير نمط الحياة: ممارسة الرياضة، تناول الفاكهة والخضراوات، التقليل من شرب الكحول أو الامتناع عنه تماماً، الإقلاع عن التدخين، والحفاظ على الوزن". ومن أبرز الأمور التي تُشدد عليها الدكتورة سيساي أهمية العناية بالنفس، إذ ترى أن "العناية بالنفس ليست أنانية. حاولي أن تزيلي التوتر من بيئتك. كثيراً ما تحاول النساء تحمّل الكثير كما لو كنّ خارقات. اطلبن المساعدة، وإذا لم تشعرن بالرغبة في طلبها، فاقبلنها على الأقل عندما تُعرض عليكن".

عوامل خفية وراء تراجع الخصوبة حول العالم
عوامل خفية وراء تراجع الخصوبة حول العالم

Libya Akhbar

time07-04-2025

  • Libya Akhbar

عوامل خفية وراء تراجع الخصوبة حول العالم

وأطلقت عدة حكومات تحذيرات صريحة بشأن مستقبل البشرية، في ظل مؤشرات علمية تزداد وضوحا بأن هناك أزمة خصوبة عالمية تلوح في الأفق. وكشفت سلسلة من الأبحاث المتنامية أن عدد الحيوانات المنوية لدى الرجال آخذ في الانخفاض بمعدل خطير. إذ تشير التقديرات إلى أن عددها انخفض بنسبة تصل إلى 60% خلال جيل واحد فقط. وفيما كان التراجع السنوي في أعداد الحيوانات المنوية قبل عام 2000 يقارب 1%، فإن المعدل قد تضاعف منذ ذلك الحين. وبحسب دراسة تحليلية شاملة قادها باحثون من الجامعة العبرية في القدس، استنادا إلى بيانات أكثر من 42 ألف رجل من أمريكا الشمالية وأوروبا وأستراليا ونيوزيلندا، انخفض متوسط عدد الحيوانات المنوية من 104 ملايين لكل مليلتر في عام 1973 إلى 49 مليونا/مل في عام 2018. ويشير البروفيسور هاجاي ليفين، أحد معدّي الدراسة، إلى أن العتبة التي تبدأ عندها مشكلات الخصوبة الحقيقية هي 40 مليونا/مل. ويتجه بعض الخبراء إلى تحميل المواد الكيميائية المنتشرة في بيئتنا مسؤولية هذا الانخفاض، خصوصا ما يعرف بـ'معطّلات الغدد الصماء'؛ وهي مواد موجودة في العديد من المنتجات اليومية، مثل الإيصالات الورقية وعلب الحليب والمرطبات. وتعمل هذه المواد على محاكاة الهرمونات الطبيعية في الجسم، ما يؤدي إلى اضطرابات في النظام التناسلي. ولعلّ الأكثر إثارة للجدل هو ما أشارت إليه بعض الأبحاث من أن دواء 'الباراسيتامول'، وهو مسكن يستخدم يوميا من قبل الملايين دون وصفة طبية، قد يحدث أضرارا مباشرة في خصوبة الرجال. ويرى باحثون من جامعة برونيل في لندن أن الباراسيتامول قد يقلل من إنتاج أكسيد النيتريك المسؤول عن حركة الحيوانات المنوية، كما قد يؤثر على معالجة هرمون التستوستيرون. وقد وجدوا في دراسة أجريت على عيّنات بول من 1000 رجل دنماركي أن جميعهم تقريبا تجاوزوا المستويات الآمنة من الباراسيتامول. ويزداد القلق حين يتعلق الأمر باستخدام الباراسيتامول من قبل النساء الحوامل، حيث تظهر الدراسات أن تعرّض الجنين الذكر لهذا الدواء خلال الأشهر الثلاثة الأولى من الحمل قد يضعف نمو الخصيتين، وبالتالي يؤثر على إنتاج الحيوانات المنوية في المستقبل. ويحذر الدكتور رود ميتشل، أستاذ الغدد الصماء في جامعة إدنبرة، من تناول النساء الحوامل هذا الدواء خلال الثلث الأول من الحمل، إلا إذا كان ذلك ضروريا وبأقل جرعة ممكنة. ورغم قتامة المشهد، تقود البروفيسورة شانا سوان، وهي واحدة من أبرز الخبراء في مجال الصحة الإنجابية، دراسة جديدة تهدف إلى اختبار ما إذا كانت بعض التغييرات في نمط الحياة قادرة على تحسين الخصوبة. وتشمل هذه التغييرات: استبدال المنتجات المعطرة ببدائل خالية من المواد الكيميائية، وتجنّب الأطعمة المصنّعة، والتقليل من استخدام المواد البلاستيكية في المنازل. وتقول سوان إن النتائج الأولية تظهر أن هذه التعديلات البسيطة يمكن أن تحدث فارقا ملموسا، مؤكدة: 'يتطلب الأمر انتباها وإرادة، ولكننا نستطيع تقليل تعرضنا للسموم وتحسين فرصنا في الإنجاب'. المصدر: ديلي ميل

DOWNLOAD THE APP

Get Started Now: Download the App

Ready to dive into the world of global news and events? Download our app today from your preferred app store and start exploring.
app-storeplay-store