logo
#

أحدث الأخبار مع #Alamy

السّر الكبير.. ماذا يأكل الكرادلة المرشحون لمنصب بابا الفاتيكان؟
السّر الكبير.. ماذا يأكل الكرادلة المرشحون لمنصب بابا الفاتيكان؟

الأيام

time٠٢-٠٥-٢٠٢٥

  • سياسة
  • الأيام

السّر الكبير.. ماذا يأكل الكرادلة المرشحون لمنصب بابا الفاتيكان؟

Alamy على مدار أكثر من 750 عاما، ظلّت القواعد الصارمة التي تحكم ما يُسمح للكرادلة بتناوله وما يُمنع ثابتة دون تغيير، وذلك لمنع الرسائل المخفيّة المحشوّة داخل الطعام أو الأدوات كالمناديل. خلال الأسبوع الماضي، لاحظ زوّار روما ارتياد عدد من الكرادلة لمطاعمهم المفضلة. وقبيل آخر انتخاب بابوي في عام 2013، أفادت وسائل إعلام إيطالية بأن العديد من هؤلاء الكرادلة حرصوا على زيارة مطعم عائلي شهير يُدعى "أل باسيتو دي بورغو"، ويقع على بُعد 200 متر فقط من كاتدرائية القديس بطرس. ويُعرف عن الكاردينال دونالد ويليام وورل تفضيله للازانيا هناك، في حين يُقال إن الكاردينال فرانشيسكو كوكوبالميريو – الذي يُزعم أنه كان أكثر الكرادلة الإيطاليين حصولا على الأصوات في 2013 – يفضل الحبار المشوي. قد يشعر الكرادلة ببعض العجلة في الاستمتاع بوجبة أو اثنتين قبل انطلاق المجمع البابوي في 7 ماي، حيث سيشارك 135 كاردينالا في انتخاب سري لاختيار بابا جديد داخل كنيسة سيستينا بالفاتيكان. خلال هذه الفترة، سيكونون معزولين تماما عن العالم الخارجي لفترة غير محددة، إذ تتم عمليات التصويت، والنوم، وتناول الطعام جميعها ضمن عزلة صارمة، وتحت إجراءات رقابية مشددة. وتُعرف المجامع البابوية بسرّيتها الشديدة، إذ يُجمع الكرادلة في مكان واحد مشترك، ولا يُسمح بدخول أو خروج الرسائل، باستثناء الدخان الذي يدل على نجاح التصويت. يُشير الدخان الأبيض إلى انتخاب بابا جديد، فيما يعني الدخان الأسود ضرورة إجراء تصويت آخر للوصول إلى إجماع الثلثين زائد واحد اللازم لتتويج بابا جديد. لا يُعرف ما يحدث تحديدا في هذه المجامع، لكن المؤكد هو أن الكرادلة سيتناولون طعامهم على مدار الأيام أو الأسابيع التي يستغرقها انتخاب الزعيم الجديد لـ 1.4 مليار كاثوليكي في العالم. Alamy يُشير الدخان الأبيض إلى انتخاب بابا جديد، بينما يعني الدخان الأسود ضرورة إجراء تصويت آخر لكن مع تداخل الأحكام، كيف يُحافَظ على سرّية المجمع؟ كيف يمكن للكرادلة ضمان نزاهة التصويت، بعيداً عن أي تأثير للرأي الخارجي؟ تاريخيا، كانت الوجبات تشكل خطرا محتملا: فقد يُحشى طعام الكاردينال برسالة سرّية من موظفي المطبخ، أو قد ينجح أحدهم في تهريب تحديثات التصويت إلى العالم الخارجي عبر مناديل متسخة. ومع ذلك، تُعد الوجبات الجماعية من السياقات التي يمكن أن تُجرى فيها المفاوضات الخفيّة. وقد استغلَّت الأعمال الثقافية الشعبية الحديثة هذه الفكرة، مستخدمةً ثقافة الطعام في المجمع البابوي لخلق جو من الشكوك والمكائد والسيطرة. خذ على سبيل المثال فيلم "المجمع" الذي أُنتج عام 2024، فمعظم أحداث القصة ليست في قاعات التصويت، بل في الكافتيريا. تتناقض الوجبات الصاخبة مع المجمع البابوي الهادئ تماماً، الذي يسير بدون مناقشات رسمية. التصويت الصامت يُقاطَع فقط في بعض الأحيان بلحظات من الخطاب الطقسي، مثل القَسم الذي يردّده الكاردينال بصوت مسموع أثناء إلقائه بطاقة التصويت في صندوق الاقتراع. ومع ذلك، يتخلل الصمتَ كثيرٌ من التواصل، ويحدث جزء كبير منه عبر الطعام. ورغم أنه لا يمكننا الافتراض أن الفيلم يعكس بدقة ما يحدث وراء الأبواب المغلقة، إلا أنه من المؤكد أن ثقافة الطعام البابوية – كما هو الحال في الثقافة بشكل عام – تحمل رسائل كبيرة في ما تأكله، وكيف تأكله، ومع من تأكله. تعود قوانين سرّية المجمع البابوي إلى عام 1274، عندما وضع البابا غريغوريوس العاشر اللوائح التي لا تزال جزئياً تحكم كيفية إجراء الانتخابات البابوية حتى اليوم. كما هو الحال مع تتويج العديد من البابوات، كانت انتخابات البابا غريغوريوس العاشر مثيرة للجدل. وقد تميزت أيضاً بأنها كانت الأطول على الإطلاق، إذ استغرقت ما يقارب ثلاث سنوات (1268-1271) للوصول إلى الإجماع المطلوب لتعيين بابا جديد. ووفقا للعالِم الكنسي الإيطالي هنريكوس دي سيغوسيو، الذي خدم في ذلك المجمع، فقد هدد السكان المحليون بتقييد طعام الكرادلة من أجل تسريع عملية الوصول إلى قرار. Alamy يُجمَع الكرادلة في مكان واحد مشترك، ولا يُسمح بدخول أو خروج الرسائل تضمنت القواعد الجديدة التي وضعها البابا غريغوريوس العاشر عزلة المجمع البابوي – وهي قاعدة لا تزال سارية حتى اليوم – بالإضافة إلى تقنين طعام الكرادلة. بعد ثلاثة أيام من دون اتفاق، كان يُسمح للكرادلة بتناول وجبة واحدة فقط يومياً؛ وبعد ثمانية أيام، كانت الوجبات تقتصر على الخبز والماء. وفي منتصف القرن الرابع عشر، قام البابا كليمنت السادس بتخفيف هذه القواعد، حيث سمح بتقديم وجبات من ثلاثة أطباق تتكون من الحساء؛ طبق رئيسي يحتوي على السمك أو اللحوم أو البيض؛ والحلوى التي يمكن أن تشمل الجبن أو الفاكهة. ورغم أن تقنين الطعام لم يستمر، فإن السيطرة المُحكمة على المجامع البابوية ظلت قائمة. أدق سرد تاريخي لثقافة الطعام في المجامع البابوية يأتي من بارتولوميو سكابي، الذي كان أشهر طهاة عصر النهضة (وربما أول طاهٍ مشهور في العالم) - وقد خدم في بلاط الباباوين بيوس الرابع وبيوس الخامس. في كتابه الذي نشره عام 1570 أوبرا ديل آرتي ديل كوتشيناري (فن الطهي) – الذي يُعد أول كتاب طبخ نشره طاهٍ ممارِس – أصبح سكابي مشهوراً بشكل واسع. في هذا الكتاب، يكشف سكابي عن أسرار إطعام المجمع الذي انتخب البابا يوليوس الثالث، بالإضافة إلى الممارسات الصارمة في المراقبة التي لا تزال قائمة حتى اليوم. وفقاً لسكابي، كانت وجبات الكرادلة اليومية تُحضّر في مطبخ مشترك من قبل الطهاة والسقاة، وهما مجرد اثنين من العديد من المناصب المنزلية التي كانت تضمن سير عمل المجمع. يشير سكابي إلى أن المطبخ كان مساحة يمكن من خلالها تمرير الرسائل غير المشروعة، ويلاحظ أن الحراس كانوا موجودين هناك تحديداً لمنع ذلك. لذلك، مرتين في اليوم، وبترتيب تحدده القرعة، كان الخدم يقومون بتقديم الطعام من خلال عجلة مدمجة في الجدار، يُسمح من خلالها تمرير الطعام والشراب إلى الكرادلة في قاعتهم الداخلية. قبل أن يُمرر الطعام والشراب عبر الجدار، كان يتم فحصهما من قبل مختبرين لضمان عدم احتوائهما على رسائل غير قانونية. وكل خطوة كانت تخضع لمراقبة دقيقة من قبل الحراس الإيطاليين والسويسريين. مكتبة فولجر شكسبير صورة من عام 1605 تصور موكب المضيفين والحراس والمختبرين وهم يقدمون الطعام إلى أعضاء المجلس المنعزل عبر "الروتا" كانت المواد الغذائية تحت مراقبة صارمة، حيث لم يُسمح بأي شيء قد يخفي رسالة سرّية. لم يكن يُسمح بالفطائر المغلقة، ولا الدجاج الكامل. وكان يجب تقديم النبيذ والماء في أكواب شفافة. كما كانت المناشف القماشية تُفتح وتفحص بعناية. كان جزء من هذه الترتيبات يهدف لضمان العزلة التامة للكرادلة، وجزء آخر منها للتخفيف من المخاوف المتعلقة بالتسمم. فبعد كل شيء، خاصة خلال عصر النهضة، كانت البابوية تمثل منصباً سياسياً ذا تأثير كبير. بعيداً عن البروتوكولات الصارمة وقيود الطعام، تبدو الوجبات التي يصفها سكابي غنية ومتوازنة، حيث تشمل السلطة، الفاكهة، اللحوم المدخنة، النبيذ والماء العذب. وبالمثل، يصف سكابي الإقامات المريحة للكرادلة، حيث كان لكل منهم غرفته الكبيرة الخاصة، المزينة بالحرير والمفروشة جيداً، وتحتوي على سرير، وطاولة، وحامل للملابس، وكرسيين، ووعاء للطوارئ، ووعاء يمكن غلقه، بالإضافة إلى العديد من العناصر الأخرى. وفقاً لسكابي، لم يكن العمل في المجمع البابوي خلال عصر النهضة عملاً سيئاً - ما دمتَ لا تمانع المراقبة المستمرة. في المجمع البابوي القادم الذي يبدأ في 7 ماي، ستقوم الراهبات في دوموس سانكتي مارثا - المقر الحديث الذي يقيم فيه الكرادلة أثناء عزلتهم - بتحضير أطباق بسيطة تعكس تقاليد منطقة لاتسيو الإيطالية المحيطة بالفاتيكان، ومنطقة أبروتسو القريبة: الحساء (مينستروني)، السباغيتي، الأروستيسيني (أسياخ لحم الضأن) والخضراوات المسلوقة. ورغم أن هذا قد يبدو مختلفاً عن المجامع البابوية في عصر النهضة حيث كانت الوجبات تُعد من قبل خدم علمانيين يعملون تحت بروتوكول صارم وحراسة مشددة، إلا أن النتيجة هي نفسها: يتم التحكم في العملية بدقة، لضمان عدم تسرب أي معلومات سواء إلى الداخل أو إلى الخارج. Alamy في الاجتماع المقبل، ستقوم الراهبات بإعداد أطباق تقليدية من لاتسيو وأبروتسو للكرادلة يحرص فيلم "المجمع" في أول مَشاهده على إظهار الراهبات وهن يطهون دجاجات كاملة لتحضير مرق – وهو طعام بسيط للغاية. لكن المهم هنا هو الرمزية. فالكنيسة الكاثوليكية الحديثة – وخاصة بعد قيادة البابا فرنسيس – تأمل في نقل صورة بسيطة وصحية. لقد تلاشت المخاوف بشأن احتمال احتواء الطعام (مثل الدجاج الكامل) على رسائل سرّية حرفياً. أما الآن، فإن القلق يكمن في التواصل غير المشروع عبر الوسائل الإلكترونية، وهو رمز متكرر آخر في الفيلم. وبينما يتم تفتيش الفاتيكان بحثاً عن أجهزة إلكترونية مخفيّة استعداداً للمجمع البابوي القادم، سيقوم الكرادلة بتحضيراتهم الشخصية الخاصة، حيث يتوجهون إلى شوارع روما للاستمتاع بوجبة أو اثنتين من أطباقهم المفضلة، ربما متسائلين عما إذا كانت تلك هي وجبتهم الأخيرة - قبل أن يحظى أحدهم بمنصب بابا الفاتيكان.

السّر الكبير: ماذا يأكل الكرادلة المرشحون لمنصب بابا الفاتيكان؟
السّر الكبير: ماذا يأكل الكرادلة المرشحون لمنصب بابا الفاتيكان؟

الوسط

time٠٢-٠٥-٢٠٢٥

  • سياسة
  • الوسط

السّر الكبير: ماذا يأكل الكرادلة المرشحون لمنصب بابا الفاتيكان؟

Alamy على مدار أكثر من 750 عاماً، ظلّت القواعد الصارمة التي تحكم ما يُسمح للكرادلة بتناوله وما يُمنع ثابتة دون تغيير؛ وذلك لمنع الرسائل المخفيّة المحشوّة داخل الطعام أو الأدوات كالمناديل. خلال الأسبوع الماضي، لاحظ زوّار روما ارتياد عدد من الكرادلة لمطاعمهم المفضلة. وقبيل آخر انتخاب بابوي في عام 2013، أفادت وسائل إعلام إيطالية بأن العديد من هؤلاء الكرادلة حرصوا على زيارة مطعم عائلي شهير يُدعى 'أل باسيتو دي بورغو'، ويقع على بُعد 200 متر فقط من كاتدرائية القديس بطرس. ويُعرف عن الكاردينال دونالد ويليام وورل تفضيله للازانيا هناك، في حين يُقال إن الكاردينال فرانشيسكو كوكوبالميريو – الذي يُزعم أنه كان أكثر الكرادلة الإيطاليين حصولاً على الأصوات في 2013 – يفضل الحبار المشوي. قد يشعر الكرادلة ببعض العجلة في الاستمتاع بوجبة أو اثنتين قبل انطلاق المجمع البابوي في 7 مايو/أيار، حيث سيشارك 135 كاردينالاً في انتخاب سري لاختيار بابا جديد داخل كنيسة سيستينا بالفاتيكان. خلال هذه الفترة، سيكونون معزولين تماماً عن العالم الخارجي لفترة غير محددة، إذ تتم عمليات التصويت، والنوم، وتناول الطعام جميعها ضمن عزلة صارمة، وتحت إجراءات رقابية مشددة. وتُعرف المجامع البابوية بسرّيتها الشديدة؛ إذ يُجمع الكرادلة في مكان واحد مشترك، ولا يُسمح بدخول أو خروج الرسائل، باستثناء الدخان الذي يدل على نجاح التصويت. يُشير الدخان الأبيض إلى انتخاب بابا جديد، فيما يعني الدخان الأسود ضرورة إجراء تصويت آخر للوصول إلى إجماع الثلثين زائد واحد اللازم لتتويج بابا جديد. لا يُعرف ما يحدث تحديداً في هذه المجامع، لكن المؤكد هو أن الكرادلة سيتناولون طعامهم على مدار الأيام أو الأسابيع التي يستغرقها انتخاب الزعيم الجديد لـ 1.4 مليار كاثوليكي في العالم. Alamy يُشير الدخان الأبيض إلى انتخاب بابا جديد، بينما يعني الدخان الأسود ضرورة إجراء تصويت آخر لكن مع تداخل الأحكام، كيف يُحافَظ على سرّية المجمع؟ كيف يمكن للكرادلة ضمان نزاهة التصويت، بعيداً عن أي تأثير للرأي الخارجي؟ تاريخياً، كانت الوجبات تشكل خطراً محتملاً: فقد يُحشى طعام الكاردينال برسالة سرّية من موظفي المطبخ، أو قد ينجح أحدهم في تهريب تحديثات التصويت إلى العالم الخارجي عبر مناديل متسخة. ومع ذلك، تُعد الوجبات الجماعية من السياقات التي يمكن أن تُجرى فيها المفاوضات الخفيّة. وقد استغلَّت الأعمال الثقافية الشعبية الحديثة هذه الفكرة، مستخدمةً ثقافة الطعام في المجمع البابوي لخلق جو من الشكوك والمكائد والسيطرة. خذ على سبيل المثال فيلم "المجمع" الذي أُنتج عام 2024، فمعظم أحداث القصة ليست في قاعات التصويت، بل في الكافتيريا. تتناقض الوجبات الصاخبة مع المجمع البابوي الهادئ تماماً، الذي يسير بدون مناقشات رسمية. التصويت الصامت يُقاطَع فقط في بعض الأحيان بلحظات من الخطاب الطقسي، مثل القَسم الذي يردّده الكاردينال بصوت مسموع أثناء إلقائه بطاقة التصويت في صندوق الاقتراع. ومع ذلك، يتخلل الصمتَ كثيرٌ من التواصل، ويحدث جزء كبير منه عبر الطعام. ورغم أنه لا يمكننا الافتراض أن الفيلم يعكس بدقة ما يحدث وراء الأبواب المغلقة، إلا أنه من المؤكد أن ثقافة الطعام البابوية – كما هو الحال في الثقافة بشكل عام – تحمل رسائل كبيرة في ما تأكله، وكيف تأكله، ومع من تأكله. تعود قوانين سرّية المجمع البابوي إلى عام 1274، عندما وضع البابا غريغوريوس العاشر اللوائح التي لا تزال جزئياً تحكم كيفية إجراء الانتخابات البابوية حتى اليوم. كما هو الحال مع تتويج العديد من البابوات، كانت انتخابات البابا غريغوريوس العاشر مثيرة للجدل. وقد تميزت أيضاً بأنها كانت الأطول على الإطلاق، إذ استغرقت ما يقارب ثلاث سنوات (1268-1271) للوصول إلى الإجماع المطلوب لتعيين بابا جديد. ووفقاً للعالِم الكنسي الإيطالي هنريكوس دي سيغوسيو، الذي خدم في ذلك المجمع، فقد هدد السكان المحليون بتقييد طعام الكرادلة من أجل تسريع عملية الوصول إلى قرار. Alamy يُجمَع الكرادلة في مكان واحد مشترك، ولا يُسمح بدخول أو خروج الرسائل تضمنت القواعد الجديدة التي وضعها البابا غريغوريوس العاشر عزلة المجمع البابوي – وهي قاعدة لا تزال سارية حتى اليوم – بالإضافة إلى تقنين طعام الكرادلة. بعد ثلاثة أيام من دون اتفاق، كان يُسمح للكرادلة بتناول وجبة واحدة فقط يومياً؛ وبعد ثمانية أيام، كانت الوجبات تقتصر على الخبز والماء. وفي منتصف القرن الرابع عشر، قام البابا كليمنت السادس بتخفيف هذه القواعد، حيث سمح بتقديم وجبات من ثلاثة أطباق تتكون من الحساء؛ طبق رئيسي يحتوي على السمك أو اللحوم أو البيض؛ والحلوى التي يمكن أن تشمل الجبن أو الفاكهة. ورغم أن تقنين الطعام لم يستمر، فإن السيطرة المُحكمة على المجامع البابوية ظلت قائمة. أدق سرد تاريخي لثقافة الطعام في المجامع البابوية يأتي من بارتولوميو سكابي، الذي كان أشهر طهاة عصر النهضة (وربما أول طاهٍ مشهور في العالم) - وقد خدم في بلاط الباباوين بيوس الرابع وبيوس الخامس. في كتابه الذي نشره عام 1570 أوبرا ديل آرتي ديل كوتشيناري (فن الطهي) – الذي يُعد أول كتاب طبخ نشره طاهٍ ممارِس – أصبح سكابي مشهوراً بشكل واسع. في هذا الكتاب، يكشف سكابي عن أسرار إطعام المجمع الذي انتخب البابا يوليوس الثالث، بالإضافة إلى الممارسات الصارمة في المراقبة التي لا تزال قائمة حتى اليوم. وفقاً لسكابي، كانت وجبات الكرادلة اليومية تُحضّر في مطبخ مشترك من قبل الطهاة والسقاة، وهما مجرد اثنين من العديد من المناصب المنزلية التي كانت تضمن سير عمل المجمع. يشير سكابي إلى أن المطبخ كان مساحة يمكن من خلالها تمرير الرسائل غير المشروعة، ويلاحظ أن الحراس كانوا موجودين هناك تحديداً لمنع ذلك. لذلك، مرتين في اليوم، وبترتيب تحدده القرعة، كان الخدم يقومون بتقديم الطعام من خلال عجلة مدمجة في الجدار، يُسمح من خلالها تمرير الطعام والشراب إلى الكرادلة في قاعتهم الداخلية. قبل أن يُمرر الطعام والشراب عبر الجدار، كان يتم فحصهما من قبل مختبرين لضمان عدم احتوائهما على رسائل غير قانونية. وكل خطوة كانت تخضع لمراقبة دقيقة من قبل الحراس الإيطاليين والسويسريين. مكتبة فولجر شكسبير صورة من عام 1605 تصور موكب المضيفين والحراس والمختبرين وهم يقدمون الطعام إلى أعضاء المجلس المنعزل عبر "الروتا" كانت المواد الغذائية تحت مراقبة صارمة، حيث لم يُسمح بأي شيء قد يخفي رسالة سرّية. لم يكن يُسمح بالفطائر المغلقة، ولا الدجاج الكامل. وكان يجب تقديم النبيذ والماء في أكواب شفافة. كما كانت المناشف القماشية تُفتح وتفحص بعناية. كان جزء من هذه الترتيبات يهدف لضمان العزلة التامة للكرادلة، وجزء آخر منها للتخفيف من المخاوف المتعلقة بالتسمم. فبعد كل شيء، خاصة خلال عصر النهضة، كانت البابوية تمثل منصباً سياسياً ذا تأثير كبير. بعيداً عن البروتوكولات الصارمة وقيود الطعام، تبدو الوجبات التي يصفها سكابي غنية ومتوازنة، حيث تشمل السلطة، الفاكهة، اللحوم المدخنة، النبيذ والماء العذب. وبالمثل، يصف سكابي الإقامات المريحة للكرادلة، حيث كان لكل منهم غرفته الكبيرة الخاصة، المزينة بالحرير والمفروشة جيداً، وتحتوي على سرير، وطاولة، وحامل للملابس، وكرسيين، ووعاء للطوارئ، ووعاء يمكن غلقه، بالإضافة إلى العديد من العناصر الأخرى. وفقاً لسكابي، لم يكن العمل في المجمع البابوي خلال عصر النهضة عملاً سيئاً - ما دمتَ لا تمانع المراقبة المستمرة. في المجمع البابوي القادم الذي يبدأ في 7 مايو/أيار، ستقوم الراهبات في دوموس سانكتي مارثا - المقر الحديث الذي يقيم فيه الكرادلة أثناء عزلتهم - بتحضير أطباق بسيطة تعكس تقاليد منطقة لاتسيو الإيطالية المحيطة بالفاتيكان، ومنطقة أبروتسو القريبة: الحساء (مينستروني)، السباغيتي، الأروستيسيني (أسياخ لحم الضأن) والخضراوات المسلوقة. ورغم أن هذا قد يبدو مختلفاً عن المجامع البابوية في عصر النهضة حيث كانت الوجبات تُعد من قبل خدم علمانيين يعملون تحت بروتوكول صارم وحراسة مشددة، إلا أن النتيجة هي نفسها: يتم التحكم في العملية بدقة، لضمان عدم تسرب أي معلومات سواء إلى الداخل أو إلى الخارج. Alamy في الاجتماع المقبل، ستقوم الراهبات بإعداد أطباق تقليدية من لاتسيو وأبروتسو للكرادلة يحرص فيلم "المجمع" في أول مَشاهده على إظهار الراهبات وهن يطهون دجاجات كاملة لتحضير مرق – وهو طعام بسيط للغاية. لكن المهم هنا هو الرمزية. فالكنيسة الكاثوليكية الحديثة – وخاصة بعد قيادة البابا فرنسيس – تأمل في نقل صورة بسيطة وصحية. لقد تلاشت المخاوف بشأن احتمال احتواء الطعام (مثل الدجاج الكامل) على رسائل سرّية حرفياً. أما الآن، فإن القلق يكمن في التواصل غير المشروع عبر الوسائل الإلكترونية، وهو رمز متكرر آخر في الفيلم. وبينما يتم تفتيش الفاتيكان بحثاً عن أجهزة إلكترونية مخفيّة استعداداً للمجمع البابوي القادم، سيقوم الكرادلة بتحضيراتهم الشخصية الخاصة، حيث يتوجهون إلى شوارع روما للاستمتاع بوجبة أو اثنتين من أطباقهم المفضلة، ربما متسائلين عما إذا كانت تلك هي وجبتهم الأخيرة - قبل أن يحظى أحدهم بمنصب بابا الفاتيكان.

هذه الصور لا تظهر أحمد الشرع متابعاً عمليات التمشيط في الساحل السوري FactCheck#
هذه الصور لا تظهر أحمد الشرع متابعاً عمليات التمشيط في الساحل السوري FactCheck#

النهار

time٠٩-٠٣-٢٠٢٥

  • سياسة
  • النهار

هذه الصور لا تظهر أحمد الشرع متابعاً عمليات التمشيط في الساحل السوري FactCheck#

صور تظهر، وفقاً للمزاعم، "الرئيس الانتفالي السوري أحمد الشرع بالبزة العسكرية، خلال متابعته سير عمليات تمشيط الساحل السوري من فلول نظام بشار الاسد المخلوع". الا أنّ هذا الزعم غير صحيح. "النّهار" دقّقت من أجلكم جاء تداول الصور في وقت أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان، اليوم السبت، بأن أكثر من 300 مدني علوي قتلوا منذ الخميس على يد قوات الأمن السورية ومجموعات رديفة لها، وذلك خلال عمليات تمشيط واشتباكات مع موالين للرئيس المخلوع بشار الأسد في المنطقة الساحلية بغرب البلاد، وفقا لما ذكرت وكالة "فرانس برس". و أورد المرصد"مقتل 311 مدنيا علويا في منطقة الساحل... على يد قوات الأمن ومجموعات رديفة لها" منذ الخميس. وأشار الى أن هؤلاء قتلوا في "عمليات إعدام" من قبل عناصر قوات الأمن أو المسلحين الموالين لها، ترافقت مع "عمليات نهب للمنازل والممتلكات". وترتفع بذلك الحصيلة الاجمالية منذ بدء الاشتباكات إلى 524 قتيلا، بينهم 213 من المسلحين من الطرفين. وأشار المرصد الى أن عدد القتلى من "الأفراد العسكريين في وزارتي الداخلية والدفاع" بلغ 93، بينما قتل "120 عنصرا مسلحا" من الموالين للأسد. واندلعت الخميس اشتباكات بين قوات الأمن ومجموعات مسلحة مرتبطة بالحكم السابق في محافظة اللاذقية ذات الغالبية العلوية، الأقلية الدينية التي ينتمي إليها الأسد. وتعد المعارك الأعنف منذ إطاحة الأسد في الثامن من كانون الأول، وتشكّل مؤشرا الى حجم التحديات التي تواجه الرئيس الانتقالي أحمد الشرع لناحية بسط الأمن في سوريا، مع وجود فصائل ومجموعات مسلحة ذات مرجعيات مختلفة بعد 13 عاما من نزاع مدمر. وكان الرئيس الانتقالي أحمد الشرع حضّ المقاتلين العلويين ليل الجمعة على تسليم أنفسهم "قبل فوات الأوان". حقيقة الصور الا أنّ الصور المتناقلة له لا علاقة لها بكل هذا، وفقاً لما يتوصل اليه تقصي حقيقتها. قديمة، اذ تعود الى 28 تشرين الثاني 2024. ونعثر عليها، بواسطة محرك Tineye، مؤرشفة في موقع آلامي Alamy لتخزين الصور، مع شرح انها تظهر "زعيم هيئة تحرير الشام أحمد الشرع، المعروف أيضًا باسم أبو محمد الجولاني، يقود إدارة العمليات العسكرية، ويتابع العمليات في شمال سوريا، في 28 تشرين الثاني 2024، قبل عشرة أيام من دخول قواته العاصمة وإطاحة بشار الأسد". وسبق ان انتشرت هذه الصورة بمزاعم خاطئة ونشرت "النهار" مقالة تدقيق بشأنها في 22 كانون الثاني 2025. *الصورة 2- قديمة على غرار السابقة. ونعثر عليها مؤرشفة في موقع وكالة "اسوشيتد برس" للصور، مع شرح انها " غير مؤرخة" و"نشرتها جماعة مسلحة عام 2016"، وتظهر "أبو محمد الجولاني من هيئة تحرير الشام المسلحة، وزعيم تنظيم القاعدة في سوريا (الثاني من اليمين)، خلال مناقشة تفاصيل ساحة المعركة مع قادة ميدانيين على خريطة، في حلب، بسوريا". قديمة على غرار السابقتين. ونجدها في مقطع مصور نشرته القناة الرسمية لإدارة العمليات العسكرية - سوريا في تلغرام، في 29 تشرين الثاني 2024، ويظهر "القائد أبو محمد الجولاني يعطي المقاتلين توجيهات ضمن إدارة العمليات العسكرية خلال دخول مدينة حلب".

خمس طرق لتحسين قدرتك على التركيز
خمس طرق لتحسين قدرتك على التركيز

الوسط

time١٦-٠٢-٢٠٢٥

  • صحة
  • الوسط

خمس طرق لتحسين قدرتك على التركيز

Getty Images كم منّا يستطيع أن يجد ما يفعله ممتعا أو مُلهماً؟ أو أن يكون مرتاحاً عندما يقطع الاتصال بوسائل التواصل الاجتماعي ويقضي يومه دون أي تنبيهات من هذا الجهاز أو ذاك التطبيق؟ وهل نستطيع فعلاً أداء مهامنا دفعة واحدة دون تشتت؟ وكم مرة نُجبر أنفسنا على إكمال ما بدأناه ثم نجد لأنفسنا الأعذار برسالة من صديق، أو دعوة للطعام من قريب؟ العديد من الأمور التي نعتقد أنها تساعدنا على التركيز تعمل في الحقيقة بعكس الطريقة التي يعمل بها دماغنا بشكل طبيعي. إذن، ما الذي يمكن أن نتعلمه من علم التركيز لتحقيق إنجاز أكبر خلال اليوم؟ وهل تنجح أي من هذه النصائح؟ نستعرض هنا خمسة طرق لتحسين قدرتنا على التركيز. الطريقة الأولى: اسمح لذهنك بالشرود CEH1 P1 قد يبدو الأمر منافياً للمنطق، ولكن السماح لذهنك بالشرود قد يكون أحد أفضل الأساليب إن كنت تسعى لتحسين قدرتك على التركيز. هناك تصور متزايد في أوساط علماء النفس بأننا نقضي الكثير من الوقت في أحلام اليقظة - ما يقرب من 50 في المئة من الوقت وفقا لبعض التقديرات. وقد حدا ذلك ببعض علماء النفس إلى تأييد فكرة أن شرود الذهن لا يمثل مشكلة كبيرة، وإنما هو جزء رئيسي من النظام نفسه الذي يمكن أن يساعد أدمغتنا على القيام بوظائفها. ويتطلب التركيز شبكة من مناطق الدماغ بما فيها القشرة الأمامية المسؤولة عن مقاومة التشويش والسيطرة على دوافعنا الطبيعية لفعل شيء أكثر متعة. ويتطلب الحفاظ على أداء هذه الشبكة طاقة أكبر من مجموعة مناطق الدماغ التي تنشط عندما لا نفكر في شيء محدد. وحتماً، في وقت ما خلال اليوم، نشعر بالإنهاك وهنا يبدأ العقل في الشرود. وإذا كان هذا سيحدث من دون بد، فلماذا لا نخصص وقتاً مناسباً له؟ يفرق عالم النفس في جامعة هارفارد بول سيلي، بين شرود الذهن المتعمد والعرضي، ويقول إن النوع العرضي فقط هو الذي له تأثير سلبي على المهام التي نريد القيام بها. يقول سيلي: "إذا كانت المهمة سهلة، فإن الشرود الذهني المتعمد لن يؤثر غالباً على الأداء، لكن يجب أن تتاح للناس فرصة لجني فوائد شرود الذهن، مثل القدرة على حل المشاكل والتخطيط". ويشير هذا إلى أن ترك عقلك يشرد عمداً بين الفينة والأخرى قد يكون مفيداً. ويقول سيلي: "فكر في شيء لا علاقة له بالمهمة التي تريد إنجازها، مثل حل مشكلة أخرى تدور في خلدك، ثم عد إلى مهمتك الأساسية". الطريقة الثانية: بعض من المرح Alamy تشير دراسة حديثة إلى أن إحدى الطرق لتعزيز قوة الإرادة والتركيز هي تخصيص وقت للضحك والمرح غالبا ما يُنظر إلى مقاطع الفيديو التي تعرض مواقف مضحكة للقطط على أنها قمة الإلهاء، إلا أن بعض علماء النفس يعتقدون أنها يمكن أن تساعد في الحقيقة على وضعنا في الحالة الذهنية الصحيحة للمضي قدماً في عملنا. ويعود هذا إلى أن إبقاء التركيز على شيء ما أمر صعب، بغض النظر عن مدى حبك لعملك، ويتطلب قوة إرادة. وحسب دراسة حديثة، فإن إحدى الطرق لتعزيز قوة الإرادة هي الضحك. ومن خلال التجارب، وجد أن الناس الذين شاهدوا مقطع فيديو مضحك بذلوا جهدا أكبر من الأشخاص الذين شاهدوا مقطع فيديو يُعطي شعور الارتياح ولكن ليس مضحكاً. وخلصت الدراسة إلى أن الفكاهة تساهم في زيادة قوة الإرادة بشكل فعال بحيث يتعين على أماكن العمل أن تشجع ثقافة أكثر "مرحاً". ويقول ديفيد تشينغ، باحث في مجال القيادة بجامعة أستراليا الوطنية في كانبيرا: "خلق ثقافة من المرح لدى فريقك سيساعد على تعزيز إنتاجية العمل". ويضيف تشينغ الذي قاد البحث: "بالطبع، هذا ليس ترخيصاً لمشاهدة مقاطع فيديو عن القطط طوال اليوم، لكن الحصول على فترات راحة في بعض الأحيان ومشاهدة مقاطع فيديو فكاهية يكون مفيداً، خاصة عندما تشعر بالإرهاق". الطريقة الثالثة: اجعل الأمر أكثر صعوبة حتى تتمكن من التركيز بشكل صحيح يتعين عليك أن تتخلص من كل أنواع التشويش الخارجي، أليس كذلك؟ في الواقع، ووفقاً لإحدى نظريات الانتباه المؤثرة، العكس هو الصحيح. توصلت نيللي لافي، عالمة نفس في كلية لندن الجامعية، إلى ما اطلقت عليه اسم "نظرية التحميل" في عام 1995. وتكمن الفكرة في أن هناك حداً لكمية المعلومات من العالم الخارجي التي يمكن لأدمغتنا معالجتها في أي وقت مرة واحدة، وعند امتلاء جميع أماكن المعالجة في الدماغ، فإن نظام الانتباه في الدماغ يتدخل لاتخاذ قرار بشأن ما يركز عليه تحديداً. وتشير تجارب لافي إلى أنه قد يكون من الأفضل العمل في محيطات ليست مرتبة وصامتة، بل في محيطات فوضوية ومربكة. وتنجح هذه الطريقة لأنه عند إشغال جميع أماكن الإدراك الحسي، يتعين على الدماغ صب كل طاقاته للتركيز على المهمة الأكثر أهمية بعد غربلة مصادر الإلهاء بكل بساطة. لكن المشكلة في ممارسة ذلك تكمن في إيجاد النوع المناسب من الإلهاء والحفاظ عليه كي لا يصل إلى حد الانجراف. وهناك عدد من التطبيقات التي يمكن استخدامها لإضافة أنواعا من الإلهاء البصري أو الموسيقي، ولكن حتى الآن لم يختبر أي منها في دراسات علمية وربما لن تكون أفضل من تشغيل المذياع. والأمر المهم هو أن تعطي عقلك ما يكفي لأداء مهامه، حتى لا تعطيه الفرصة للبحث في مكان آخر للتحفيز. الطريقة الرابعة: توقف عن العمل وخذ استراحة Getty Images بالنسبة لأولئك الذين يستطيعون إبعاد أنفسهم عن لوحة المفاتيح، فإن الخروج في الهواء الطلق وقت الغداء قد يحقق الغرض ثمة أدلة على أن التوقف عن العمل لبعض الوقت يساعدك على تحقيق قدر أكبر من الإنجاز بعد استئناف العمل. لكن التحدي يكمن في معرفة متى تأخذ الاستراحة ومدتها وماذا ستفعل بفترة التوقف عن العمل. تشير بعض الدراسات التي أجريت في تسعينيات القرن الماضي إلى أنه نظراً للتغيرات الطبيعية في دورة الانتباه لدينا، لا يمكننا التركيز لأكثر من 90 دقيقة قبل الحاجة إلى استراحة لمدة 15 دقيقة. فيما توصلت دراسات أخرى إلى أنه حتى الاستراحة القصيرة لمدة بضع ثوان ستكفي، شريطة أن ينفصل الشخص نهائياً عن العمل من الناحية الذهنية خلال تلك الاستراحة. ومن الجيد أن تقوم ببعض التمرينات الرياضية في فترة استراحتك، لأنها تعيد تشغيل الدماغ، وتجعله في حالة أفضل للتركيز على العمل، خاصة إذا أتبعتها بمشروب يحتوي على الكافايين. وتشير دراسة إلى أن ممارسة التمارين في الهواء الطلق وخاصة وسط الطبيعة، يحسن قدرة الشخص على التركيز. ويعد التأمل خياراً آخر، فهناك أدلة متزايدة على أن ممارسي التأمل لديهم سيطرة أفضل على موارد انتباههم، كما أنهم أفضل بكثير في ملاحظة الوقت الذي يتعين فيه الحصول على استراحة. وإذا كان يبدو أن ذلك يستغرق وقتا طويلا بعض الشيء، فالخبر السار هو أن أخذ جرعة سريعة من الكافيين، مع ممارسة التمرين أو بدونها، يحسن الذاكرة ومدة رد الفعل والانتباه على المدى القصير. الطريقة الخامسة: لا تعاند نفسك وتجبرها على التركيز وفقا لدراسات أجراها جو ديغوتيس ومايك إسترمان في مختبر بوسطن للانتباه والتعلم في ماساتشوسيتس، من خلال تجارب تصوير الدماغ، فإن الاستراتيجية الأكثر نجاحا للمحافظة على التركيز هي التركيز لفترة معينة من الوقت ثم أخذ استراحة قصيرة قبل العودة إلى التركيز مجدداً. فالناس الذين حاولوا البقاء مركزين طوال الوقت ارتكبوا أخطاء أكثر بشكل عام. ولذا، عندما تحتاج إلى التركيز لفترات طويلة، فإن الاستراحة القصيرة من وقت لآخر، تعني تركيزاً لفترة أطول. وبالمثل، توصلت دراسة أجراها كريستشين أوليفرز من الجامعة الحرة بأمستردام، إلى أن موارد انتباه الناس توسعت أكثر عندما طلب منهم ببساطة التراجع عن العمل والتفكير في شيء آخر بدلا من التركيز بشكل كامل. قد تكون هذه هي النتيجة الأكثر فائدة التي توصلت إليها جميع البحوث المتعلقة بالتركيز. وكلما عرفنا أكثر عن الدماغ، عرفنا أن الإجهاد هو عدو التركيز بصورة أكثر وضوحا. لذا، خذ الوقت الكافي لفعل كل ما يلزم لتشعر بأنك أكثر هدوءا.‬

خمس طرق لتحسين قدرتك على التركيز
خمس طرق لتحسين قدرتك على التركيز

الأنباء

time١٦-٠٢-٢٠٢٥

  • صحة
  • الأنباء

خمس طرق لتحسين قدرتك على التركيز

كم منّا يستطيع أن يجد ما يفعله ممتعا أو مُلهماً؟ أو أن يكون مرتاحاً عندما يقطع الاتصال بوسائل التواصل الاجتماعي ويقضي يومه دون أي تنبيهات من هذا الجهاز أو ذاك التطبيق؟ وهل نستطيع فعلاً أداء مهامنا دفعة واحدة دون تشتت؟ وكم مرة نُجبر أنفسنا على إكمال ما بدأناه ثم نجد لأنفسنا الأعذار برسالة من صديق، أو دعوة للطعام من قريب؟ العديد من الأمور التي نعتقد أنها تساعدنا على التركيز تعمل في الحقيقة بعكس الطريقة التي يعمل بها دماغنا بشكل طبيعي. إذن، ما الذي يمكن أن نتعلمه من علم التركيز لتحقيق إنجاز أكبر خلال اليوم؟ وهل تنجح أي من هذه النصائح؟ نستعرض هنا خمسة طرق لتحسين قدرتنا على التركيز. الطريقة الأولى: اسمح لذهنك بالشرود CEH1 P1 قد يبدو الأمر منافياً للمنطق، ولكن السماح لذهنك بالشرود قد يكون أحد أفضل الأساليب إن كنت تسعى لتحسين قدرتك على التركيز. هناك تصور متزايد في أوساط علماء النفس بأننا نقضي الكثير من الوقت في أحلام اليقظة - ما يقرب من 50 في المئة من الوقت وفقا لبعض التقديرات. وقد حدا ذلك ببعض علماء النفس إلى تأييد فكرة أن شرود الذهن لا يمثل مشكلة كبيرة، وإنما هو جزء رئيسي من النظام نفسه الذي يمكن أن يساعد أدمغتنا على القيام بوظائفها. ويتطلب التركيز شبكة من مناطق الدماغ بما فيها القشرة الأمامية المسؤولة عن مقاومة التشويش والسيطرة على دوافعنا الطبيعية لفعل شيء أكثر متعة. ويتطلب الحفاظ على أداء هذه الشبكة طاقة أكبر من مجموعة مناطق الدماغ التي تنشط عندما لا نفكر في شيء محدد. وحتماً، في وقت ما خلال اليوم، نشعر بالإنهاك وهنا يبدأ العقل في الشرود. وإذا كان هذا سيحدث من دون بد، فلماذا لا نخصص وقتاً مناسباً له؟ يفرق عالم النفس في جامعة هارفارد بول سيلي، بين شرود الذهن المتعمد والعرضي، ويقول إن النوع العرضي فقط هو الذي له تأثير سلبي على المهام التي نريد القيام بها. ويقول سيلي: "إذا كانت المهمة سهلة، فإن الشرود الذهني المتعمد لن يؤثر غالباً على الأداء، لكن يجب أن تتاح للناس فرصة لجني فوائد شرود الذهن، مثل القدرة على حل المشاكل والتخطيط". ويشير هذا إلى أن ترك عقلك يشرد عمداً بين الفينة والأخرى قد يكون مفيداً. ويقول سيلي: "فكر في شيء لا علاقة له بالمهمة التي تريد إنجازها، مثل حل مشكلة أخرى تدور في خلدك، ثم عد إلى مهمتك الأساسية". الطريقة الثانية: بعض من المرح Alamy غالبا ما يُنظر إلى مقاطع الفيديو التي تعرض مواقف مضحكة للقطط على أنها قمة الإلهاء، إلا أن بعض علماء النفس يعتقدون أنها يمكن أن تساعد في الحقيقة على وضعنا في الحالة الذهنية الصحيحة للمضي قدماً في عملنا. ويعود هذا إلى أن إبقاء التركيز على شيء ما أمر صعب، بغض النظر عن مدى حبك لعملك، ويتطلب قوة إرادة. وحسب دراسة حديثة، فإن إحدى الطرق لتعزيز قوة الإرادة هي الضحك. ومن خلال التجارب، وجد أن الناس الذين شاهدوا مقطع فيديو مضحك بذلوا جهدا أكبر من الأشخاص الذين شاهدوا مقطع فيديو يُعطي شعور الارتياح ولكن ليس مضحكاً. وخلصت الدراسة إلى أن الفكاهة تساهم في زيادة قوة الإرادة بشكل فعال بحيث يتعين على أماكن العمل أن تشجع ثقافة أكثر "مرحاً". ويقول ديفيد تشينغ، باحث في مجال القيادة بجامعة أستراليا الوطنية في كانبيرا: "خلق ثقافة من المرح لدى فريقك سيساعد على تعزيز إنتاجية العمل". ويضيف تشينغ الذي قاد البحث: "بالطبع، هذا ليس ترخيصاً لمشاهدة مقاطع فيديو عن القطط طوال اليوم، لكن الحصول على فترات راحة في بعض الأحيان ومشاهدة مقاطع فيديو فكاهية يكون مفيداً، خاصة عندما تشعر بالإرهاق". الطريقة الثالثة: اجعل الأمر أكثر صعوبة حتى تتمكن من التركيز بشكل صحيح يتعين عليك أن تتخلص من كل أنواع التشويش الخارجي، أليس كذلك؟ في الواقع، ووفقاً لإحدى نظريات الانتباه المؤثرة، العكس هو الصحيح. وقد توصلت نيللي لافي، عالمة نفس في كلية لندن الجامعية، إلى ما اطلقت عليه اسم "نظرية التحميل" في عام 1995. وتكمن الفكرة في أن هناك حداً لكمية المعلومات من العالم الخارجي التي يمكن لأدمغتنا معالجتها في أي وقت مرة واحدة، وعند امتلاء جميع أماكن المعالجة في الدماغ، فإن نظام الانتباه في الدماغ يتدخل لاتخاذ قرار بشأن ما يركز عليه تحديداً. وتشير تجارب لافي إلى أنه قد يكون من الأفضل العمل في محيطات ليست مرتبة وصامتة، بل في محيطات فوضوية ومربكة. وتنجح هذه الطريقة لأنه عند إشغال جميع أماكن الإدراك الحسي، يتعين على الدماغ صب كل طاقاته للتركيز على المهمة الأكثر أهمية بعد غربلة مصادر الإلهاء بكل بساطة. لكن المشكلة في ممارسة ذلك تكمن في إيجاد النوع المناسب من الإلهاء والحفاظ عليه كي لا يصل إلى حد الانجراف. وهناك عدد من التطبيقات التي يمكن استخدامها لإضافة أنواعا من الإلهاء البصري أو الموسيقي، ولكن حتى الآن لم يختبر أي منها في دراسات علمية وربما لن تكون أفضل من تشغيل المذياع. والأمر المهم هو أن تعطي عقلك ما يكفي لأداء مهامه، حتى لا تعطيه الفرصة للبحث في مكان آخر للتحفيز. الطريقة الرابعة: توقف عن العمل وخذ استراحة ثمة أدلة على أن التوقف عن العمل لبعض الوقت يساعدك على تحقيق قدر أكبر من الإنجاز بعد استئناف العمل. لكن التحدي يكمن في معرفة متى تأخذ الاستراحة ومدتها وماذا ستفعل بفترة التوقف عن العمل. وتشير بعض الدراسات التي أجريت في تسعينيات القرن الماضي إلى أنه نظراً للتغيرات الطبيعية في دورة الانتباه لدينا، لا يمكننا التركيز لأكثر من 90 دقيقة قبل الحاجة إلى استراحة لمدة 15 دقيقة. فيما توصلت دراسات أخرى إلى أنه حتى الاستراحة القصيرة لمدة بضع ثوان ستكفي، شريطة أن ينفصل الشخص نهائياً عن العمل من الناحية الذهنية خلال تلك الاستراحة. ومن الجيد أن تقوم ببعض التمرينات الرياضية في فترة استراحتك، لأنها تعيد تشغيل الدماغ، وتجعله في حالة أفضل للتركيز على العمل، خاصة إذا أتبعتها بمشروب يحتوي على الكافايين. وتشير دراسة إلى أن ممارسة التمارين في الهواء الطلق وخاصة وسط الطبيعة، يحسن قدرة الشخص على التركيز. ويعد التأمل خياراً آخر، فهناك أدلة متزايدة على أن ممارسي التأمل لديهم سيطرة أفضل على موارد انتباههم، كما أنهم أفضل بكثير في ملاحظة الوقت الذي يتعين فيه الحصول على استراحة. وإذا كان يبدو أن ذلك يستغرق وقتا طويلا بعض الشيء، فالخبر السار هو أن أخذ جرعة سريعة من الكافيين، مع ممارسة التمرين أو بدونها، يحسن الذاكرة ومدة رد الفعل والانتباه على المدى القصير. الطريقة الخامسة: لا تعاند نفسك وتجبرها على التركيز وفقا لدراسات أجراها جو ديغوتيس ومايك إسترمان في مختبر بوسطن للانتباه والتعلم في ماساتشوسيتس، من خلال تجارب تصوير الدماغ، فإن الاستراتيجية الأكثر نجاحا للمحافظة على التركيز هي التركيز لفترة معينة من الوقت ثم أخذ استراحة قصيرة قبل العودة إلى التركيز مجدداً. فالناس الذين حاولوا البقاء مركزين طوال الوقت ارتكبوا أخطاء أكثر بشكل عام. ولذا، عندما تحتاج إلى التركيز لفترات طويلة، فإن الاستراحة القصيرة من وقت لآخر، تعني تركيزاً لفترة أطول. وبالمثل، توصلت دراسة أجراها كريستشين أوليفرز من الجامعة الحرة بأمستردام، إلى أن موارد انتباه الناس توسعت أكثر عندما طلب منهم ببساطة التراجع عن العمل والتفكير في شيء آخر بدلا من التركيز بشكل كامل. قد تكون هذه هي النتيجة الأكثر فائدة التي توصلت إليها جميع البحوث المتعلقة بالتركيز. وكلما عرفنا أكثر عن الدماغ، عرفنا أن الإجهاد هو عدو التركيز بصورة أكثر وضوحا. لذا، خذ الوقت الكافي لفعل كل ما يلزم لتشعر بأنك أكثر هدوءا.‬

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store