أحدث الأخبار مع #DW

DW
منذ 2 أيام
- سياسة
- DW
لأول مرة في مصر .. قانون لتنظيم وضبط الفتاوى الدينية – DW – 2025/5/18
صدر لأول مرة مشروع قرار تنظيم الفتاوى بعد جدل واسع نتيجة لاعتراض الأزهر على منح لجان وزارة الأوقاف صلاحية الإفتاء عندما طرح المشروع للنقاش في البرلمان، وبرًر الأزهر ذلك بأهمية إسناد مسؤولية الفتوى إلى الجهات المؤهلة دستوريا وقانونيا، تجنّبا لأي تداخل في الاختصاصات بين المؤسسات المعنية. وانتهي القانون بأن تختص الفتوى لهيئة كبار العلماء بالأزهر ومجمع البحوث الإسلامية ودار الإفتاء المصرية. اما الفتوى الخاصة، فيختص بها، إضافة إلى تلك الجهات ، مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، واللجان المشتركة المُشكلة، وأئمة الأوقاف المؤهلون وفق شروط محددة وعند التصويت على مشروع القرار تم الأخذ بملاحظات الأزهر الممثلة في عدم منح لجان للأوقاف سلطة إصدار فتاوى. عضو مجلس النواب د. أيمن أبو العلا، وصف القانون في حديثه مع DW بالمهم لأنه ينظم الفتاوى العشوائية وغير المنضبطة، ومنح القانون إصدار الفتاوى للمتخصصين وأهل العلم والخبرة ومن اجتاز التدريب. مشيراً إلى أن تطبيق القانون قد يأخذ وقتاً خاصة مع انتشار الشيوخ غير المختصين. ونفى مسألة وجود ترهيب لغير المختصين، مفسًرًا " لا يلجأ القانون في البداية إلى تغليظ العقوبات، بل يتم فرض غرامات وعندما تتكرر تلك المسألة يتم فرض عقوبة سالبة للحرية، وذلك بسبب خطورة تلك الفتاوى إذ لا ننسي فتاوي صدرت في السابق خاصة بفتاوي الجهاد والقتل". مخاوف من تحجيم الحريات بسبب الحبس عبًر نقيب الصحفيين في مصرخالد البلشي عن رفضه للمادة الثامنة من قانون الفتاوى التي تضمنت الحبس لمدة 6 أشهر، على مخالفة مواد القانون المتعلقة بنشر وبث الفتاوى وبغرامة لا تقل عن 50 ألف جنيه (نحو١٠٠٠ دولار)، ولا تزيد على 100 ألف جنيه (نحو٢٠٠٠ دولار). موضحاً بأن النص الدستوري والقانوني يمنعان توقيع عقوبات سالبة للحرية في الجرائم المتعلقة بالنشر أو العلانية. اتفق الكاتب الصحفي في مؤسسة الأهرام جمال زايدة مع دعوة نقيب الصحفيين لإلغاء المادة ٨ من القانون لأنها سالبة للحريات ومخالفة للدستور المصري، مطالباً في حديثه مع DW بالاكتفاء بالغرامة المادية. ورغم إقراره بأهمية القانون في تنظيم الفتاوى في مصر إلا أنه أبدى شكوك من مسألة القدرة على تنظيم الفتاوى في ظل صعوبة تطبيق مركزية إصدار الفتاوى بسبب انتشار الشيوخ في الجوامع والريف والمدن الصغيرة، حيث يطلب المواطنين من هؤلاء الشيوخ الفتاوى بشكل مباشر، وليس من المؤسسات الدينية المختصة، وبالتالي لا تخضع تلك الفتاوى للرقابة. توافق ينهي الخلافات بين المؤسسات الدينية جاء القانون ليعزز من مكانة الأزهر كمرجعية دينية رئيسية، خاصة بعدما تم الاستجابة لمتطلبات الأزهر خلال جلسة البرلمان وما أظهره وزير الأوقاف المصري د. أسامة الأزهري من توافق تام مع رؤية الأزهر، كمؤشر ربما على رغبة الدولة المصرية تجنب أي صدام مع الأزهر في ظل معارك سابقة بين الدولة والأزهر حول ملف تجديد الخطاب الديني، وفي ظل مخاوف سابقة أيضاً من محاولات "تسييس" دور وزارة الأوقاف بعد تعيين مستشار للرئيس المصري للشؤون الدينية بمنصب وزير الأوقاف، ما قد يفسًر انفضاض الأزهر على منح لجنة من الأوقاف الاختصاص بالفتاوى علماً أنه كان هناك خلافات خفية بين الأزهر والأوقاف على خلفية تباين بينهما في موضوعات مثل الخطبة المكتوبة. محمد فوزي، باحث متخصص في الحركات الإسلامية. صورة من: privat اعتبر الدكتور أحمد كريمة، أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر الشريف، في حواره مع DW أن هذا القانون هو تطبيق عملي للمادة رقم ٧ في الدستور المصري الذي ينص على أن "الأزهر الشريف هو المرجع الأساسي في العلوم الدينية والشئون الإسلامية". متابعاً "هذا القانون يعد من باب التدابير الاحترازية الوقائية لمعالجة ظاهرة فوضي الفتاوى إذ أنه تم التلاعب بورقة الدين في السياسة منذ سبعينات القرن الماضي، حيث وجدت كيانات متطفلة علي العلوم الشرعية غير مؤهلة وتفتي في الدين بدون علم". وأردف" هذه الكيانات لها تمويل ضخم من داخل وخارج مصر وهي من أفسدت المناخ الديني في مصر، هذا بجانب أصحاب مهن وحرف يتصدرون مواقع التواصل الاجتماعي ويفتون في كل شيء". معتبراً أن انتشار الفتاوى المتضاربة والمتناقضة تتسبب في نشر الإلحاد. وربط نجاح هذا القانون بتغليظ العقوبات على المخالفين، بسبب لجوء السلفيين لطرق ملتوية للالتفاف على القانون في ظل امتلاكهم ورقة المال، حسب كريمة. مؤكداً على عدم وجود خلاف بين المؤسسات الدينية مفسًرا ذلك بأن جميع خريجي المؤسسات الدينية من الأزهر. ربط القانون بتطورات إقليمية وجاء هذا القانون باعتباره إطاراً قانونياً يُفترض أن يضبط مسار الحالة الافتائية في مصر ولكن توقيت إصدار القانون ربطه البعض بتطورات إقليمية بارزة مثل الحرب في قطاع غزة ووصول إسلامين بتوجهات إسلامية متشدًدة في الحكم في سوريا، خاصة وأنه ظهرت خلال الفترة الماضية فتاوى للجهاد في غزة من قبل كيانات غير معترف بها في مصر مثل الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين الذي يصنف كجهة إرهابية في مصر وبعض الدول العربية، لذلك فربما أرادت مصر وأد أي فتاوى أخرى مماثلة قد تحرج السلطات المصرية وتتسبب في زيادة الاستقطاب والاحتقان المجتمعي، فضلاً عن مواجهة أي أفكار متطرفة من التيارات الإسلامية في مصر والتي قد تتعاطف مع نظرائهم في سوريا. تظهر الصورة مبنى دار الإفتاء في القاهرة. تخطط مصر لتنظيم الفتاوى لأول مرة، مما يثير مخاوف من احتمال تقييد الحريات. صورة من: R. ElSayed/DW الأمر الذي اتفق معه الباحث في الحركات الدينية محمد فوزي، مشيراً إلى أن أسباب إصدار هذا القانون بعضها داخلي مرتبط برغبة الدولة بتجديد الخطاب الديني، وبعضها خارجي مرتبط بتطورات الحدود المصرية مع قطاع غزة. وتابع " هناك حشد يتم من قبل بعض المجموعات في المنطقة، مع تغليف هذه الحالة بغلاف ديني افتائي مثل فتاوى الجهاد في فلسطين تحت ذريعة التصعيد ضد إسرائيل". وأكد على أنه ليس من مصلحة النظام المصري وجود أي خلافات مع الأزهر مع التحديات الخارجية الكبيرة، خاصة وأنه رغم التباين في بعض الأوقات بين الأزهر والدولة فيما يخص تجديد الخطاب إلا أن الدولة تعاملت بمنطق الاحتواء وتجنب الصدام.


الرياضية
منذ 2 أيام
- رياضة
- الرياضية
فاتح تيريم للشباب أم للشجعان؟
لا يظهر أننا نثمّن وجود الخبير التركي فاتح تيريم بيننا، فلا ناديه الشباب أعلن عن تمديد عقده، ولا الصحافة تغنت به أو حاورته، ولا اتحاد الكرة أرسل دعوات لمحاضرة يلقيها، وكأن برنامج التعليم المستمر يقتصر على مدربي الأندية الجماهيرية. كيف يصح أن تفتح اللجنة الفنية المايك لآخرين، ومنهم المدرب ستيفن جيرارد، وتغفل عن إمبراطور الكرة التركية؟. غريب حقًا أن يمثل هذا الاسم ناديًا في مسابقة مليئة بالضوء والحراك، وحاملة خطابًا دوليًّا ناعمًا، ثم يمر فاتح وكأنه وصف لعنوان رواية غازي القصيبي: «رجل جاء وذهب». مدرب يحمل كل الخصال لأن يكون من أركان الدوري. لكن مع مرور الوقت أدركنا أن شيئًا لم نستثمره في وجوده، لا فنيًّا، ولا إعلاميًّا، والنتيجة؟ موسم رمادي، وصمت يطوّق رجلًا يتقد حضورًا، وينبض قلبًا يبث الحياة لمن حوله. إلى زملاء المهنة، ومعهم اللجنة الفنية في اتحاد القدم: يجب أن نستنطق الرجل، لأن لديه أكثر من التنظير عن مزايا الضغط العالي، فالكرة التركية عاشت صعودًا ثم أفولًا، وفتحت الباب للنجوم والمشاهير، وأوصدت الأبواب أمام الشبان، وتورطت في منتخبها الوطني، حتى لجأت لأتراك المهجر، وواجهت الإفلاس، وتراكم القضايا. لنسأله عن كل ذلك، وعن كيف يبث مدرب أجنبي روحًا وطنية للاعب منتخب؟ ما دور الحماسة في التدريب؟ ما الدروس التي سيقدمها حكمةً لمؤمن مثلنا يبحث عن ضالته؟. كل ما سيقوله مفيد لأن في الكرة التركية أمراض مشابهة، فكما قال صحافي تركي في إحدى وثائقيات DW الألمانية، أن كل رئيس نادٍ يتوهم أنه فلورنتينو بيريز على هرم ريال مدريد، وأن الصحافة منقسمة بين الأندية وتناصرهم أكثر من المنتخب، ويضخم الخطاب الإعلامي النجاح ويبالغ بالنقد، وأن الجماهير لا تغفر هفوات اليافعين، حتى بات معدل الأعمار في الدوري التركي من الأعلى في أوروبا. يا له من وصف يقترب من واقعنا، فيما يصف واقع غيرنا. إلى النادي: المشهد يسير نحو نهاية صامتة. لا مؤشرات على تجديد عقده. ما الضرر في تمديده؟ هل القرار الشبابي خائف من نهج المدرب؟ معروف أنه يلعب كرة هجومية، ويرى حسب وصفه أن خسارة مباراة بالهجوم أشرف من الخسارة بالدفاع. يا لهذا المفهوم الشجاع. يبدو أنه محق، فمعدل الأهداف الشبابية قفز معه. ألم تلحظ رفع معدل التهديف للفريق؟ أحرز اللاعبون معه 47 هدفًا في 21 مباراة فقط، مقارنة بالمدرب المستقيل فيتور بيريرا الحاصد 49 هدفًا في 30 مباراة. هل يخاف القرار الشبابي من سمتي الإقدام والشجاعة؟ أم بصفته ناديًا غير جماهيري أراد أن يميل للرتابة واللعب الحذر، عاكسًا صرير المدرجات على أسلوب اللعب المبتغى؟ إن كان مايو شهر الفراق، فإن الخسارة ليست فنية فقط، بل ثقافية وإعلامية. لم نحسن استثمار تجربة رجلٍ يستطيع أن يحوّل الفريق إلى قصة، والمباراة إلى متعة، والعبارة إلى أيقونة، والتجارب إلى مستخلص. هذا الرأي، وتبقى ما أوصى به المتنبي: شجاعة الشجعان.

DW
منذ 2 أيام
- سياسة
- DW
طرق الهروب السرية: كيف وصل النازيون إلى الأرجنتين – DW – 2025/5/17
سلمت الحكومة الأرجنتينية وثائق لم تنشر من قبل إلى مركز سيمون فيزنتال. هل يمكن أن تقدم تلك الوثائق معلومات جديدة حول هروب مجرمي الحرب النازيين إلى الأرجنتين؟ على الموقع الرسمي بالإنترنت للأرشيف الوطني الأرجنتيني ، تتوفر صفحات جديدة حول أحداث تاريخية، حيث تجد مثلا جملة "انقر هنا للوصول إلى وثائق عن الاشتراكية القومية (النازية) وعن المراسيم الرئاسية السرية". يؤدي الرابط إلى أرشيف رقمي يلقي الضوء على واحد من أحلك فصول التاريخ المعاصر. "في هذه الصفحة ستجدون وثائق عن وصول كبار النازيين إلى الأرجنتين بعد الحرب العالمية الثانية وأنشطتهم"، حسب التقدمة الرسمية الموجودة للرابط. أكثر من 1850 وثيقة أصلية مرقمة، متاحة الآن للجمهور بجودة عالية ويمكن الوصول إليها مجانًا. الهجرة والمساعدة في الهروب والهويات المزيفة يقول المؤلف والباحث الأرجنتيني خوليو موتي في مقابلة مع DW: "القيمة التاريخية لهذه المادة هائلة". ويحقق موتي في الروابط بين الأرجنتين والاشتراكية القومية منذ سنوات، ويقول: "هذه ملفات واسعة النطاق بما في ذلك بيانات الهجرة وتقارير الشرطة عن شخصيات مثل منغله وأيشمان". تحتوي الوثائق على معلومات عن يوزيف مينغله، الطبيب سئ السمعة وعضو فرقة قوات الحماية الخاصة "إس إس"، والذي كان معروفا بإجرائه تجارب وحشية على نزلاء معسكر الاعتقال في أوشفيتز . كما تحتوي الوثائق معلومات أيضا عن أدولف أيشمان، أحد المنظمين الرئيسيين لما عرف بـ"الحل النهائي"، والمخطط الرئيسي لمحرقة الهولوكوست. وكلاهما اختبأ في الأرجنتين بعد الحرب. وبالمعنى الدقيق للكلمة هذه ليست بيانات تم إصدارها حديثًا، فقد تم رفع السرية عن الكثير منها في عام 1992 في عهد الرئيس كارلوس منعم. ولكن الآن فقط تم رقمنتها وإتاحتها للجمهور. "كون هذه الملفات متاحة الآن للجميع هي خطوة كبيرة إلى الأمام. ويمكن أن تظهر أدلة جديدة نتيجة لذلك"، كما يؤكد الصحفي والمؤلف فاكوندو دي جينيوفا في مقابلة مع DW. "يجب على الحكومة الأرجنتينية مواصلة الكشف عن المزيد من المعلومات السرية. لا تزال العديد من القصص ضائعة في ظلام الزمن"، يقول الباحث فاكوندو دي جينوفا. صورة من: CC BY 4.0 | | Documentación sobre el nazismo ملفات سرية وخيط جديد: من دفع ثمن الهروب؟ ومع ذلك هناك مجموعة أخرى من الوثائق، التي لم تُنشر من قبل، والتي يتم تسليمها حاليًا إلى مركز سيمون فيزنتال بناءً على طلبه، وهي مجموعة وثائق أكثر حساسية وإثارة للجدل بشكل خاص. ويوثق مركز سيمون فيزنتال ضحايا الهولوكوست في جميع أنحاء العالم ويلاحق مجرمي الحرب النازيين. ويوضح أرييل غيلبلونغ، مدير شؤون أمريكا اللاتينية في مركز فيزنتال لـ DW: "نحن نبحث تحديدًا في تمويل هروب النازيين إلى الأرجنتين". ويركز التحقيق الحالي على دور بنك "كريدي سويس" الذي أصبح الآن جزءًا من بنك "يو بي إس" وعلاقاته بالنظام النازي. والهدف من ذلك هو تسليط الضوء على التورط المحتمل للبنك في تمويل ما يسمى "خط الجرذان". وهذا الخط كان عبارة عن طرق ومسارات هروب استخدمها العديد من مجرمي الحرب للفرار إلى أمريكا الجنوبية. يقول غيلبلونغ: "نحن نتتبع أثرًا لم يحقق فيه أحد حتى الآن". ويضيف: "نحن نحلل المعاملات المالية المشبوهة التي كانت متخفية في شكل بعثات دبلوماسية أو قيود محاسبية، موجودة في أرشيف البنك المركزي". "لقد وجدتها" في الأرشيفات يبدو أن القرائن الحاسمة لم تكن في الأرشيفات المعتادة. يقول غيلبلونغ: "كانت العديد من الوثائق موجودة في دوائر الدولة، لم يتم النظر فيها من قبل فيما يتعلق بعمليات الهروب النازية". ولم يتقرر الإفراج عن هذه الملفات التي كانت محفوظة سابقًا في الأرشيف إلا بعد اجتماع مع الرئيس خافيير ميلي، حيث تقرر الإفراج عنها بعدما كان ممنوعا خروجها للعلن. وقد سُمح لمركز فيزنتال بالوصول إلى وثائق من وزارة الداخلية ووزارة الدفاع ووزارة الخارجية، بالإضافة إلى مكتبة البنك المركزي الأرجنتيني. يتم حاليًا إيلاء اهتمام خاص للسجلات السرية لشركة الأسلحة الحكومية "فابريكاكاثيونيس ميليتارس" (التصنيع العسكري). وحسب موتي تثبت هذه الملفات من عام 1945 إلى عام 1948 أن الشركة قامت بتجنيد موظفين في أوروبا وشراء مواد. أموال عامة لمساعدة النازيين على الهروب وقال موتي: "ستكون هناك لبنة أخرى في سلسلة التواطؤ، إذا اتضح أن هذه الأموال لم تُستخدم لأغراض التسليح المشروعة، بل للمساعدة في الهروب". وتابع: "سيثبت ذلك استخدام الأموال العامة لدعم مجرمي الحرب". تحتوي الوثائق الموجودة في الأرشيف الوطني على معلومات قيّمة عن النازي أدولف أيشمان، "مهندس" ما يسمى "الحل النهائي" الذي فر إلى الأرجنتين صورة من: CC BY 4.0 | | Documentación sobre el nazismo وبالنسبة للمؤلف فاكوندو دي جينوفا فإن فتح الأرشيفات خطوة متأخرة: "لطالما كان هناك شكوك بأن دولة الأرجنتين كانت تعرف أكثر مما اعترفت به"، كما يقول. "هذه الشفافية الجديدة هي إشارة (مشجعة)، لكن هناك حاجة إلى المزيد من الإفصاح"، يضيف دي جينوفا. تحليل متمهل ونتائج محتملة يتم حاليًا فحص الملفات التي تلقاها مركز سيمون فيزنتال من قبل فريق دولي في الولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا. ومن المقرر نشر النتائج في العام المقبل. ويقول غيلبلونغ باقتناع: "نعتقد أن هناك مسؤوليات لم يتم تحديدها بعد". هذا العمل مهم أيضًا بالنسبة له شخصيًا بصفته حفيد مهاجرين أوروبيين في الأرجنتين، فهو يساهم في إعادة التقييم التاريخي. "إنه شكل متأخر ولكن مهم من أشكال العدالة لضحايا الهولوكوست"، يؤكد غيلبلونغ. أعده للعربية: م.أ.م/ تحرير: صلاح شرارة

DW
منذ 3 أيام
- DW
هافانا.. مسجد ورومبا فقراء وتجارة "جنس ممنوع .. مباح!" – DW – 2025/5/17
لا رقص ولا غناء في هافانا سوى من شدة التعلق بالحياة. الفقر يسرق من الناس حياتهم، شعب يعاني بين عقوبات واشنطن ونظام شيوعي متأكل. وعود كاسترو بمكافحة الدعارة وتجارة الجنس تبخرت، في كوبا الزمن توقف إلا في منازل "نخبة". بين فندق ناسيونال دي كوبا الواقع قبالة البحر في حي فيدادو التجاري، وبين مركز مدينة هافانا بضعة كيلومترات. لم أشأ أن استأجر سيارة أجرة، اعتدت المشي عند زيارة المدن، فمع كل متر أقطعه اكتشف زاوية أو أثرا لن يتسنى لي الوقوف عنده إذا ما نقلتني سيارة أجرة، فسائقو سيارات الأجرة طالما يستعجلون بلوغ الهدف. خرجت من الفندق التاريخي الذي سأروي قصته بعد حين، واتجهت نحو مركز المدينة، غير أن الاتجاه كان يتغير على خريطة غوغل، فالأنترنيت في كوبا سيئ وغير متوفر للجميع، إلا في الفنادق الفارهة. فندق ناسيونال دي كوبا صورة من: Abbas Al-khashali/DW حي جزيرة العظام زيارة هافانا هي عودة في الزمن إلى أكثر من ستين عاما والطريق إلى مركز المدينة يمر عبر حي "كايو ويسو" الفقير ويعني بالإسبانية ( جزيرة العظام ). منازل الحي قديمة جميلة لكنها متأكلة وآيلة للسقوط. بعض المنازل لم يبق منها سوى واجهاتها والأبواب، أما تلك التي تمكنت من الصمود في وجه الزمن فيقطنها كثيرون، أكثر من أسرة في منزل واحد وباب المنزل يحميه باب حديدي، حتى الممرات الداخلية للمنازل مشغولة. المحال إن صح وصفها بالمحال التجارية، فارغة. رفوف الصيدليات فارغة تماما. ومن يزور كوبا عليه أخذ الدواء والمستلزمات الطبية معه، خصوصا المضادات الحيوية. رائحة المجاري تزكم الأنف، فمجاري المنازل تصب في الشارع ونهاية الشوارع محطات الأزبال المتراكمة. الأجساد غالبا شبه عارية، متعبة، هزيلة. عند رأس جادة صغيرة شاهدت رجلا ستيني يكاد أن يقع من شدة الضعف، يكلم سيدة بعمره، تجر هي الأخرى قدميها بصعوبة، عند نهاية الشارع المقابل يقف بائع متجول يبيع الفاكهة والخضار يحمل ميزانا بكف واحدة يدقق في قراءة ميزانه بدقة بينما تراقبه فتاة تشتري منه. تساءلت من يهتم بغرام أو غرامين أقل أو أكثر؟ تساءل يقفز ربما إلى ذهن سائح يعيش في أوروبا وحسب. بائع متجول يبيع الفاكهة والخضار يحمل ميزانا بكف واحدة يدقق في قراءة ميزانه بدقة بينما تراقبه فتاة تشتري منه. صورة من: Abbas Al-khashali/DW في منتصف الشارع يلعب صغار ببقايا أدوات سيارات، فلعب الأطفال هنا نادرة وعلى الأطفال اكتشاف لعبهم بأنفسهم، البعض منهم يلعب الورق، لكن الورق مجرد بقايا علب السكائر صنعوا منها ورقا للعب، كل شيء له قيمة في هافانا، حتى بقايا .. بقايا الأشياء القديمة، فكل شيء قديم في آخر قلاع الأنظمة الشيوعية المتهالكة، والتي لم يبق منها سوى الحزب الواحد، والقائد الخالد، والفقر المدقع الذي يطال أكثر من 90 بالمئة من سكان كوبا، الذين يعيشون تحت خط الفقر. المرور في هذا الحي مهمة ليست بالسهلة، لكنها ضرورية، فالحي مشهور بالموسيقى الكوبية من أصول أفريقية بالخصوص (رومبا كوبا) ومنه خرج أبرز موسيقي كوبا من أصول أفريقية، ويقال إن الحاجة تصنع العجائب. يصف فرناندو أورتيز عالم الأنثروبولوجيا واللغويات والرائد في دراسة الثقافات الأفريقية الجديدة في الأميركيتين، وخاصة في كوبا، الابتكارات الموسيقية في كوبا بأنها ناشئة عن التبادل الثقافي بين الأفارقة المستعبدين المستقرين في مزارع السكر الكبيرة والإسبان من مناطق كالأندلس وجزر الكناري الإسبانية، حيث "صنع الأفارقة المستعبدون وذريتهم العديد من الآلات الإيقاعية وحافظوا على الإيقاعات التي تعلموها في موطنهم". بداية حي كايو ايسو في قلب هاغانا صورة من: Abbas Al-khashali/DW في الحي يقع "زقاق هاميل" كاليخون دي هاميل، Callejón de Hamel زقاق فني شهير، يُعدّ المكان رمزًا حيًّا لثقافة الديانة الإفريقية الكوبية (السانتيريا) ومركزًا للفن والموسيقى والتقاليد الشعبية ذات الجذور الأفريقية. والسانتيريا ديانة تمزج بين المعتقدات الأفريقية والكاثوليكية. في الزقاق يمكن رؤية رموز "الأوريشا" (الآلهة أو القديس) وألوانها وطقوسها. جدران الزقاق مغطاة بالكامل بالجداريات الملونة، والتماثيل مصنوعة من الحديد المعاد تدويره ومواد أخرى، تشير رموز دينية وإلى الأرواح في ديانة "السانتيريا". في الزقاق تقام عروض أسبوعية للموسيقى الكوبية التقليدية مثل الرومبا، وغالبًا ما تكون يوم الأحد، حيث يجتمع السكان المحليون والسياح للاستمتاع بالإيقاعات الحية. على جدار معلقة صورة الفنان سلفادور غونزاليز ، من أسس هذا المكان الفني في أوائل التسعينيات، وجعل منه فضاءً للتعبير الثقافي والمجتمعي. المباني تاريخية والأزبال في كل مكان في قلب هافانا صورة من: Abbas Al-khashali/DW رفاهية للأجانب فقط سيارات هافانا القديمة أميركية الصنع خمسينية، تجوب الشوارع وهي جزء من هوية كوبا، ذكرتني بسيارات شيفرولية الأميركية التي كانت تملأ شوارع البصرة في العراق في سبعينات وثمانيات القرن الماضي. بعضها تستعمل كسيارات أجرة للكوبيين أنفسهم، تلك القديمة جدا منها والتي بالكاد بقيت صامدة بعد مرور أكثر من 60 عاما، منذ الثورة في كوبا. سيارات الشفروليه القديمة المكشوفة الغطاء تجوب شوارع المدينة أيضا، لا يركبها الكوبيون بل السياح، سيارات ملونة بالغالب بالوردي والأحمر والأزرق السماوي، ركوبها يكلف (رسميا) نحو 50 دولارا، لكن المساومة على السعر أمر بديهي في كوبا إذ يمكن الحصول على سعر عشرين أو عشرة دولارات في نهاية الأمر، الجولة تستمر لمدة ساعة تقريبا حول أهم معالم هافانا. عالم السرعة - سيارات هافانا العتيقة ومواضيع أخرى To view this video please enable JavaScript, and consider upgrading to a web browser that supports HTML5 video لم أشأ خوض هذه التجربة، أفضل دائما اكتشاف المدن بنفسي، لا أذهب إلى مناطق سياحية بل أتجول بين أزقة الأحياء القديمة وزواياها التي لا تصلها مجاميع السياح. مثل هذه الأزقة والشوارع البعيدة عن المعالم السياحية تكشف عن وجه المدن الحقيقية. وفي هافانا ينقلب العالم بين متر وآخر، خصوصا في مركز المدينة. فما أن تركت الحي الصيني خلفي حتى ظهر أمامي مبنى الكابيتول، بقبته الذهبية، مبنى شقيق لمبنى الكابيتول في واشنطن العاصمة الأميركية، فيه يجتمع البرلمان الكوبي ليقرر مصير البلاد، ولو على الورق. المبنى رمز التناقض في كوبا، فحوله منازل آيلة للسقوط، فيما يقف وحده منتصبا في قلب هافانا بقبة ذهبية وجدران عالية ويبدو نظيفا وكأنه قد شيد بالأمس ولم يطاله الحصار الاقتصادي الأمريكي الذي فرض على كوبا منذ عام 1961، ولم تهمله يد النظام الشيوعي الكوبي، مبنى الكابيتول هو رمز الدولة، لا يعاني مثلما تعاني مباني أو شعب كوبا الواقع بين نقيضين. يقول لي مرشد سياحي حاول مرارا أن يقدم الخدمة ، قبلت بها، رغم أن لا حاجة لي بها، ساندرو الستيني المتعب من أصول أفريقية كوبية : "نحن والبلاد ملك لعصابة أسرة كاسترو المافياوية"، قبل خمسة أعوام كان الوضع أفضل، الأمور تسيء مع مرور الأيام. والدخل الشهري منخفض، فمعدل الراتب الشهري في كوبا 20 دولارا، الطبيب يحصل على 30 دولارا. "الكوبي يعمل في مهن كثيرة يوميا ويركض من مكان إلى آخر كي يجمع قوت يومه"، يقول الدليل السياحي الذي يشكو من مشكلة أخرى، حين سألته عن حال السياحة. يوضح لي بينما جلسنا نشرب القهوة : "السياح لا يبقون في هافانا، يتجهون إلى السواحل، خصوصا إلى فاراديرو، والسياح هنا أنواع". ثم شكا من أن السياح يفضلون أن يكون دليلهم السياحي من أصل لاتينية أو إسبانية، "ولا يطلبون خدمات الدليل السياحي الكوبي من أصول أفريقية". صيدلية ، فارغة من الأدوية. صورة من: Abbas Al-khashali/DW مسجد عبد الله ودعت صديقي بعد جولة استبدلت فيها العملة من رجل يستبدلها في الشارع، وهو أمر لا ينصح به ، لكن الفارق في السعر كبير. بدأت التجول في الجزء التاريخي من هافانا، قرب الميناء وفي وسط الحي القديم، توقفت للحظة وأنا لا أصدق عيني، منارة صغيرة في الحي القديم. مسجد عبد الله وفي مقابله البيت العربي، المسجد شيد في عام 2015، والبيت العربي مازال قيد التطوير على الطراز الأندلسي القديم. وكما يبدو فإن جهة خليجية مولت إنشاء المسجد وتمول البيت العربي أيضأ. لم يكن هناك من أتحدث إليه في ظهيرة اليوم الساخن هذا سوى خادم المسجد، القيت عليه السلام فرد علي " وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته". أعداد المسلمين في كوبا غير دقيقة، لكن بحسب مجلة "نيوز ويك"، فإن 9 ملايين مسلم يعيشون في كوبا، التي بعد ثورة عام 1959 حاربت الدين، رغم أن غالبية الشعب الكوبي تعتنق المسيحية الكاثوليكية، والكنائس منتشرة في هافانا وفي مدن كوبا الأخرى لكنها مهملة ومغلقة. الانفتاح الأول بين الكنيسة الكاثوليكية والنظام الكوبي جاء بعد زيارة البابا الأسبق يوحنا بولس الثاني كوبا في عام 1998. كنيسة في هافانا صورة من: Abbas Al-khashali/DW فهم كثيرون من الكوبيين حينها الزيارة على أنها انفتاح على الدين، "وقد بدأ الإسلام بالفعل في النمو بهدوء في كوبا، حيث يُقدّر عدد المسلمين حالياً بحوالي تسعة آلاف شخص. وعلى الرغم من أنهم يشكلون جزءاً ضئيلاً من إجمالي سكان البلاد البالغ عددهم 11.3 مليون نسمة، إلا أن هذا الرقم يمثل زيادة كبيرة مقارنة بما كان لا يتجاوز بضع عشرات في أوائل تسعينيات القرن الماضي"، وبحسب المجلة "لا وجود لتراث طويل للإسلام في كوبا، غالبية المسلمين في البلاد هم من المتحوّلين إلى الإسلام، الذين اعتنقوا الدين بعد تواصلهم مع طلاب ودبلوماسيين من دول ذات أغلبية مسلمة". سيارات أمريكية قديمة تجوب شوارع هافانا صورة من: Abbas Al-khashali/DW السياحة الجنسية رحلة البحث عن مطعم لتناول طعام العشاء في جادة بوليفارد لم تكن سهلة، ففعليا يصعب الحصول على مطعم يمكن تناول الطعام فيه، والطعام في كوبا سيء، وقليل. قال لي صديق ألماني زار كوبا قبل سنين، إنه كان متفاجأ من لياقة ونحافة الكوبين، فمن النادر مشاهدة رجلا لا تظهر عضلات بطنه. لكن كما ظهر لي، فإن أحد أسباب ظهورها هو نقص الغذاء. وصلت إلى مطعم يبيع البيتزا، طلبت قنينة من المياه. على جانبي يجلس بعض السواح، على اليسار مني ، شاب من أصول تعود إلى شبه القارة الهندية، بصحبة شابة كوبية. وعلى اليمين، رجلان ألمانيان، في نهاية الستين والآخر في بداية السبعين من العمر، كانا يحتسيان البيرة الكوبية، لحظات وجاءت فتاة في العشرين من عمرها، قبلت السبعيني السعيد، الذي وقف بعد حين متجها إلى طالب حاجة من ذوي الاحتياجات الخاصة ومدمن، كان يفترش الأرض قبالة المطعم. جلس قبالته ومنحه بعض المال. الدعارة ممنوعة قانونيا في كوبا وربما تديرها المافيا، والمافيا لها علاقاتها. الدعارة ليست ظاهرة جديدة في كوبا. ففي القرن الثامن عشر، أُرسل ضابط إسباني إلى الجزيرة لإغلاق بيوت الدعارة. وفي أربعينيات القرن العشرين، أصبح قطاع السياحة أحد أهم القطاعات الاقتصادية في الدولة الجزيرة. واستحواذ المافيا على الفنادق والكازينوهات ساهم في أن تصبح الدعارة عنصراً متنامي الأهمية في الحياة الليلية في هافانا. واشتهرت كوبا حينها ليس فقط كبيئة للمتعة بالنسبة للزوار الأمريكيين ولبعض المتنفذين في حكومة الرئيس فولخينسيو باتيستا، بل كمنزل دعارة مفتوح بحد ذاته، بحسب ما ينقل موقع "كوبا رايزن". بعد وصول فيدل كاسترو إلى السلطة قطع وعداً لشعب كوبا بتغيير كلّ ذلك. "كانت من أولى الإجراءات التي اتخذتها الحكومة الثورية، عرض وظائف على مئات من العاملات في الدعارة، ليصبحن موظفات، سائقات أو نادلات. فخضعن لما يشبه إعادة التأهيل". عندما بدأت الحكومة الكوبية الترويج لقطاع السياحة في تسعينيات القرن الماضي، بعد انهيار الاتحاد السوفيتي وانقطاع المساعدات وفتح الدولة لقطاع السياحة، كانت السياحة الجنسية هي التي أعطت دفعة الانطلاقة لتلك المبادرة. "تزايد عدد النساء اللواتي يعرضن أنفسهن على الأجانب كمرافقات مؤقتات أو حتى كزوجات محتملات. ومع انهيار الاقتصاد الكوبي في أوائل تسعينيات القرن الماضي، أصبحت صناعة السياحة المصدر الأساسي للعملات الصعبة، وصار الأجانب يمثلون هدفا مرغوبا بشدة. ومن بين هؤلاء الأجانب أفواج من الرجال القادمين من إسبانيا وإيطاليا وألمانيا وكندا وسويسرا، بحسب موقع "كوبا رايزن". بعد عقد من بداية الألفية الثانية حاولت كوبا الاستثمار في قطاعات أخرى من السياحة، البحرية والبيئية. لكن بحسب موقع صحيفة "هافانا تايمز" الصادرة في نيكاراغوا "يعتقد بعض الناس أن نجاح هذه التوجهات البديلة على حساب السياحة الجنسية يعود إلى رفض الحكومة تقنين الدعارة في كوبا. لكن مثل هذا القول قد يبدو ساذجاً إلى حدّ ما. كم من الأشياء محظورة في هذا البلد حتى نتفاجأ بعدم قانونية أقدم مهنة في التاريخ؟"، تتساءل الصحيفة. "لا تضيعي وقتك" جلست في باحة فندق ناسيونال دي كوبا، أحد أبرز معالم هافانا، الفندق الذي شيدته شركة أمريكية في 1930. كل ما في الفندق قديم، حتى أثاث الغرف، ورائحة الجدران القديمة القوية تشي بقدمه. الفندق الذي عقد فيه أول اجتماع لأسر المافيا الأمريكية في عام 1946 في ما يعرف بـ"مؤتمر هافانا". جلست أدخن سيكارا كوبيا، كانت الكراسي حول طاولتي فارغة، انضمت إلي فتاة كوبية في نهاية العشرين من العمر، كانت في رحلة البحث عن زبون ما. لم أشأ أن أعدها بشيء لا رغبة لي فيه، قلت لها بإسبانية ركيكة، "لا تضيعي وقتك بالجلوس هنا، فالوقت ثمين". فهمت الرسالة ورحلت سريعا في رحلة البحث عن شخص آخر. "هكذا نبقى على قيد الحياة" مشهورة كوبا بموسيقاها ورقصات السالسا لكن أيضا بالروم الكوبي الشهير وسيكارها، فصور الزعيم كاسترو أو زميله في الثورة جيفارا، عالقة في أذهان الجميع في خطاباتهم الحماسية أو لحظة تأمل يظهران فيها وبين الأصابع سيكارا سميكا، ينفث منه دخانا يضيف إلى الصورة سحرا خاصا. صورهم بالسيكار صارت طريقا للتسويق مرت عليه عقود، وحتى اليوم أجيال لم تعرف كاسترو ولا جيفارا لكنها ترغب بتجربة السيكار الكوبي بسبب صورهم. روم هافانا كلوب صورة من: Jakub Porzycki/picture alliance ما أن يدخل سائح مركز المدينة خلف مبنى الكابيتول مخترقا جادة بوليفارد، حتى يظهر بين الحين والآخر رجال يحاولون بيع السيكار الكوبي، أو يعرضون خدمات أخرى : "سيكار، تشيكا، روم .. "، يعرضون كل شيء، السيكار والروم وحتى الفتيات. السيكار الذي يبيعونه رخيص وغير أصلي. قال لي شاب كوبي تعرفت عليه في مقهى، السيكار الذي يبيعون ربما في داخله أوراق الموز لا أوراق التبغ الأصلية. أما شراب الروم فسيكون غير أصلي بالتأكيد. هناك من يبيع مباشرة حاملا بين يديه السيكار، وهذا بالتأكيد غير أصلي، فالسعر المعروض بحوالي دولارين، بينما السيكار في محال بيعه الأصلية يكلف على الأقل عشرة دولارات إلى ثمانين دولارا للقطعة الواحدة. أشهر الماركت هي "بارتغاس" أسس المصنع في عام 1845، وهناك ماركات مثل "روميو أند جوليوت" و "كوهيبا"، " مونتي كريستو" وهناك ماركات كثيرة أخرى بعضها غير معروف. مصانع السيكار ملك للدولة، عدا بعضها لها شراكة مع شركة إسبانية لصناعة السيكار. أما صناعة شراب الروم فهي ملك كامل للدولة. فيديل كاسترو صورة من: AP/picture alliance في البلدة القديمة قرب مبنى الكاتدرائية القديمة أخذتني قدماي نحو زاوية خلف الكاتدرائية، أوقفني شاب كان يعرض السيكار كما هي العادة لكنه لم يكن يحمل معه أي سيكار، بل يحاول جلب الزبائن لمطعم في زقاق ضيق. أثار فضولي أن أشاهد بضاعته غير تلك المعروضة في السوق أو يحملها آخرون في الشارع، دخلنا إلى الزقاق ومنه إلى منزل، كان هناك الكثير من السياح يجلسون في المطاعم، ولذا لم أشعر بالقلق من الدخول في مغامرة، رغم أن الشراء من السوق السوداء يعاقب عليه القانون، ليس بعيدا عن باب المنزل دخلنا مباشرة إلى غرفة، في نهايتها طاولة واسعة، حين اقتربت منها شاهدت صناديق سيكار صغيرة وكبيرة ملونة. كل النوعيات غالية الثمن معروضة على طاولة في صناديق أصلية. سألته عن الأسعار، فجاءت المفاجئة، أسعارها بين عشرة إلى عشرين بالمئة من السعر الأصلي تقريبا أو حوالي ذلك. قلت له : "هذا السيكار غير أصلي". مارادونا عاش فترة خلال العلاج من الأدمان في كوبا صورة من: AP أجابني رافائيل، بعدما قدم نفسه لي، والذي لا يمكنني التأكد من اسمه الأصلي، حاله حال السيكار المعروض: "هذا السيكار أصلي ومن المصنع". قلت له بصراحة، ولماذا على المصنع أن يبيع لك سيكارا يمكن أن يبيعه بأسعار باهضة بينما أنت تبيعها بعشر السعر الأصلي؟ قال رافائيل: "السيكار من المصنع، نأخذه من المصنع، أي نسرقه يا أخي"! ثم أضاف : "نريد البقاء على قيد الحياة .. برو .. هكذا نعيش". فاراديرو في صباح اليوم التالي، تركت تقريبا كل ما جئت به من أدوية ومستلزمات طبية وغيرها في غرفة الفندق للسيدة التي كانت تهتم بتنظيف الغرفة. غادرت الفندق القديم، استأجرت سيارة أجرة واتجهت إلى سواحل فاراديرو، التي تبعد نحو 190 كم جنوب هافانا، حيث السواحل الرملية البيضاء والفنادق الفارهة، الطريق إلى هناك ساحر، مرة تجاور السيارة سواحل صخرية رائعة ومرة أخرى تخترق غابات استوائية. وأحيانا تمر بجانب مصنع قديم صدئ. في فاراديرو الشوارع نظيفة والفندق حديث، أما النزلاء، فهم في الغالب من روسيا، وكندا وبعض دول أوروبا، سألت روسيا في الفندق لم هذا الإقبال الكبير على كوبا للسياحة. الشاب الثلاثيني أجابني بالقول: "الموسيقى والشراب والسواحل ولإن كوبا تعود بنا إلى اشتراكية لم نعشها نحن الجيل الذي ولد في التسعينات". المقال يعبر عن انطباعات صحفي في عطلة سياحية، ولم يكن في مهمة صحفية.

DW
منذ 3 أيام
- سياسة
- DW
رفع العقوبات عن سورياـ شروط أمريكية وتحديات وفرص أمام دمشق – DW – 2025/5/17
قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عزمه رفع العقوبات عن سوريا قد يؤدي إلى استقرار هذه الأخيرة على عدة مستويات. لكن لا يزال هناك الكثير من التحديات أمام دمشق والثكير من الأسئلة التي لم يتم الإجابة عنها بعد. هذا الأسبوع، خرج السوريون مرة أخرى إلى الشوارع في جميع أنحاء البلاد للاحتفال، مليئين بالأمل والفرح. بعد إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن رغبته في رفع العقوبات عن البلاد بشكل كامل بعد 45 عاماً من العزلة الدولية. مستقبل البلد الذي مزقته الحرب يظهر الآن أكثر إشراقاً، إذ صرح ترامب، خلال زيارته للرياض، "إنه وقتهم للتألق. سنرفع كل العقوبات عنهم". وأضاف:"حظاً موفقاً سوريا، أرونا شيئاً مميزاً جداً". رحبت وزارة الخارجية السورية بقرار ترامب، واعتبرته "خطوة مشجعة نحو إنهاء معاناة الشعب السوري"، لافتة أنه "رغم أن هذه العقوبات فُرضت سابقاً على نظام الأسد الدكتاتوري السابق وأسهمت في إضعافه، إلا أنها اليوم تستهدف الشعب السوري مباشرة، وتعرقل مسار التعافي وإعادة الإعمار". تفاصيل مبهمة ومع ذلك، لا يزال من غير الواضح ما إذا كان تخفيف العقوبات سيقتصر على قطاعات محددة، مثل المساعدات الإنسانية الدولية أو الخدمات المصرفية أو الأعمال التجارية العامة، أو ما إذا كان إنهاء العقوبات الأمريكية أمر خاضع لشروط معينة. عقب سقوط نظام الأسد، رفع الاتحاد الأوروبي بعض العقوبات عن سوريا لكنه لا يزال يبقي على عدد منها، في وقت دعت فيه كايا كالاس، رئيسة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، إلى مزيد من تخفيف العقوبات على سوريا. "ما زلنا بحاجة إلى معرفة ما إذا كانت كلمات ترامب ستترجم إلى أفعال نظراً لمجموعة الإجراءات الواسعة المفروضة على البلاد"، يقول جوليان بارنز-داسي، مدير برنامج الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية، لـ DW، متابعاً: "قد تستغرق هذه العملية وقتاً أطول مما يرغب فيه السوريون". وأضاف "ومع ذلك، إذا أمكن رفع العقوبات الأمريكية الرئيسية، وتزامن ذلك مع استقرار الوضع الأمني على الأرض، فإن ذلك سيخلق ظروفاً أفضل بكثير لتسهيل تدفق الدعم الاقتصادي الضروري، الذي بدونه ستواجه الحكومة الجديدة صعوبات كبيرة". في الأشهر الستة الماضية، شهدت سوريا تغييرات هائلة. في ديسمبر، تم الإطاحة بالديكتاتور بشار الأسد من قبل تحالف من الجماعات المتمردة بقيادة جماعة "هيئة تحرير الشام". قاد المجموعة أحمد الشرع (اسمه الحركي السابق أبو محمد الجولاني)، الذي يشغل الآن منصب الرئيس الانتقالي للبلاد. أنهى سقوط نظام الأسد الحرب الأهلية في البلاد بعد ما يقرب من 14 عاماً. قد تكلف إعادة الإعمار في سوريا ما بين 400 مليار دولار وتريليون دولار (890 مليار يورو)، وقد وعد أحمد الشرع بإشراك جميع المجموعات السياسية والدينية المتنوعة في سوريا في الحكومة الجديدة، لكن الشكوك لا تزال قائمة بسبب وقوع أحداث عنيفة، أعطت الانطباع بمحاولة الأغلبية السنية السيطرة على بقية الأقليات، خصوصا الأقلية العلوية التي ينتمي لها الرئيس المخلوع بشار الأسد. من الواضح أن الحكومة السورية الجديدة لا تسيطر سيطرة كاملة على الأمن في البلاد، لكن مع ذلك، في رأي ترامب، فإن أحمد الشرع، الذي كان سابقاً متورطاً مع فصائل أكثر تطرفاً، بما في ذلك القاعدة، وكان مدرجا على قوائم الإرهاب "لديه فرصة حقيقية للحفاظ على تماسك البلاد"، إذ وصفه ترامب بالقول: "إنه قائد حقيقي". شروط مرتبطة برفع العقوبات إلى جانب رفع العقوبات، حث ترامب سوريا أيضاً على القيام بخمسة أمور، وفقاً لكارولين ليفيت، السكرتيرة الصحفية للبيت الأبيض، وهي كالتالي:" 1. التوقيع على اتفاقيات أبراهام مع إسرائيل، 2. ترحيل جميع الإرهابيين الأجانب من سوريا. 3. ترحيل الإرهابيين الفلسطينيين. 4. مساعدة الولايات المتحدة في منع عودة ظهور 'داعش' 5. تحمل المسؤولية عن مراكز احتجاز مقاتلي 'داعش' في شمال شرق سوريا"، وفق ما كتبته على منصة إكس. أكد ترامب بنفسه أن سوريا وافقت على الاعتراف بإسرائيل بمجرد أن تنصلح أحوالها، لكن لم يكن هناك تأكيد رسمي من دمشق حول ما إذا كانت ستنضم إلى اتفاقيات أبراهام، وهي اتفاقيات التطبيع التي توسطت فيها الولايات المتحدة بين إسرائيل ودول عربية عام 2020. "ستكون العلاقات الجيدة مع إسرائيل مهمة، بالنظر إلى أن هذه الأخيرة، أصبحت طرفا رئيسياً لزعزعة الاستقرار في سوريا منذ سقوط الأسد"، يقول نانار هواش، كبير المحللين لشؤون سوريا في مجموعة الأزمات الدولية، لـ DW، متابعا: "قامت إسرائيل بمئات الغارات الجوية على القدرات العسكرية السورية، كما سيطرت على أراض في جنوب سوريا. دون التوصل إلى نوع من التفاهم، من المرجح أن تستمر إسرائيل في زعزعة استقرار سوريا". مكاسب الشرع لكن هواش يشير إلى أن تطبيع العلاقات بين إسرائيل وسوريا ستسبب أيضاً ضغوطاً داخلية على الشرع، بحكم العداوة التاريخية بين البلدين، والحروب التي نشبت بينها منذ تأسيس إسرائيل عام 1948، "لكن الفوائد (التي سيجنيها الشرع) ستفوق على الأرجح رد الفعل المحتمل"، كما يؤكد هواش لـ DW. لم تعلق إسرائيل نفسها بعد على العلاقات الدبلوماسية المحتملة مع الحكومة السورية الجديدة. يمكن طمأنة مخاوف إسرائيل بشأن علاقات النظام السوري السابق مع إيران وحزب الله، وخوفها من التعرض لهجوم مباغث جديد، من خلال علاقات دبلوماسية جديدة مع النظام السوري الجديد. من جانب آخر، قد تكون النقطتان الرابعة والخامسة، المتعلقتان بمساعدة الولايات المتحدة في منع عودة ظهور تنظيم الدولة الإسلامية وتحمل المسؤولية عن مخيمات الاعتقال التي تأوي أعضاء هذا التنظيم، إشارة أخرى إلى أن الولايات المتحدة تخطط لسحب قواتها من شمال شرق سوريا. يعيش عدة آلاف من أعضاء ومؤيدي داعش وعائلاتهم في مراكز اعتقال مختلفة تديرها قوات سوريا الديمقراطية الكردية بقيادة كردية، وبدعم من القوات الأمريكية. لكن إنهاء العقوبات لن يؤثر إيجابيا فقط على الانتعاش الاقتصادي، كما يؤكد هواش، موضحاً: "لقد غذى الانهيار الاقتصادي انعدام الأمن من خلال تآكل الخدمات الأساسية، وتعميق المظالم المحلية، ودفع الناس نحو الجماعات المسلحة"، متابعاً: "يمكن أن يساعد رفع العقوبات في عكس هذه الديناميكية". عودة المزيد من السوريين لا تزال سوريا واحدة من أكبر أزمات اللاجئين في العالم. منذ عام 2011، فر أكثر من 14 مليون سوري من منازلهم بحثًا عن الأمان، حيث غادر حوالي 6 ملايين البلاد والباقي نازحون داخليًا، وفقًا للأمم المتحدة. وتشير كيلي بيتيلو، الباحثة في الشرق الأوسط، في المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية، لـ DW، إن المزيد من اللاجئين السوريين قد يكونون على استعداد للعودة. لا تزال سوريا واحدة من أكبر أزمات اللاجئين في العالم. منذ عام 2011، فر أكثر من 14 مليون سوري من منازلهم بحثًا عن الأمان، حيث غادر حوالي 6 ملايين البلاد والباقي نازحون داخليًا، وفقًا للأمم المتحدة. صورة من: Sonia Al-Ali/DW وبعد الإطاحة بالأسد، عاد بالفعل نحو 1.87 مليون سوري، سواء من النازحين داخليًا أو العائدين من الخارج، إلى مجتمعاتهم، وفقًا لتقرير جديد صدر مؤخرا عن المنظمة الدولية للهجرة التابعة للأمم المتحدة. لكن التقرير يشير إلى أن "المصاعب الاقتصادية ونقص الخدمات الأساسية يعيقان جهود التعافي". تشارك بيتيلو هذا الرأي قائلة: "من تجربتي في التواصل مع اللاجئين السوريين، فإن أول شيء ذكروه عندما يتعلق الأمر بأسباب ترددهم في العودة إلى سوريا، هو الوضع الاقتصادي والحالة العامة للبنى التحتية، وظروف المعيشة والاحتياجات الأساسية". وتؤكد "سيعود الكثير من السوريين بمجرد أن نرى نتائج ملموسة لتخفيف العقوبات على الأرض". لكنها ترى أن تخفيف العقوبات ليس كافيا: "إذا أردنا تحقيق عودة دائمة وطوعية، فنحن بحاجة إلى ضمان الحماية والحقوق الاجتماعية والاقتصادية لجميع السوريين". أعده للعربية: ع.ا تحرير: عبده جميل المخلافي