٠٣-٠٧-٢٠٢٥
الوزيرة السغروشني توقّع سلسلة اتفاقيات استراتيجية لتسريع التحول الرقمي بالمغرب (صور)
الخط : A- A+
إستمع للمقال
شهدت المناظرة الوطنية الأولى حول الذكاء الاصطناعي، التي انعقدت يومي 1 و2 يوليوز الجاري بالرباط، دينامية قوية تجسدت في توقيع عدد من الاتفاقيات والشراكات الاستراتيجية من طرف وزيرة الانتقال الرقمي وإصلاح الإدارة، آمال الفلاح السغروشني، مع عدد من الفاعلين المؤسساتيين والوطنيين والدوليين، بهدف تسريع التحول الرقمي، وتعزيز السيادة الرقمية للمملكة، وترسيخ العدالة المجالية والاقتصادية من خلال التكنولوجيا.
في هذا الإطار، وقّعت الوزيرة مذكّرة تفاهم مع وزارة التربية الوطنية تروم دعم رقمنة المنظومة التربوية والرياضية، عبر إدماج التكنولوجيا في البرامج الدراسية وتطوير محتويات بيداغوجية رقمية، فضلا عن تبادل الخبرات وتنظيم فعاليات مشتركة لتقوية القدرات الرقمية داخل المؤسسات التعليمية والرياضية.
كما تم توقيع اتفاق مماثل مع وزارة الإدماج الاقتصادي والمقاولات الصغرى والتشغيل والكفاءات، بهدف تعزيز قابلية التشغيل وتحسين إدماج الكفاءات في سوق العمل من خلال أدوات الذكاء الاصطناعي، وتوجيه الباحثين عن العمل بحسب حاجيات السوق، ودعم المقاولات الصغيرة في تبني الرقمنة، وتنظيم برامج لإعادة التأهيل المهني للعاملين في القطاعات المتأثرة بالتحول التكنولوجي.
على المستوى الدولي، تم تعزيز الشراكة مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي عبر التوقيع على مذكرة تفاهم تندرج ضمن مبادرة «Digital for Sustainable Development»، وتهدف إلى دعم التحول الرقمي الشامل في البلدان العربية والإفريقية، عبر إدماج الذكاء الاصطناعي في الخدمات العمومية، وتكوين الكفاءات، ودعم البنى التحتية المستدامة.
وتم كذلك توقيع إعلان نوايا مع مبادرة «Current AI» للانضمام إليها كعضو مؤسس، بما يسمح للمغرب بالمشاركة في تطوير ذكاء اصطناعي مسؤول ومُنصف، والمساهمة في مشاريع ذات أولوية وطنية كالتنوع اللغوي، والصحة، والمساءلة التكنولوجية.
وفي إطار دعم حضور المغرب في الفضاء الرقمي الدولي، تم توقيع بروتوكول تعاون مع منظمة التعاون الرقمي لتفعيل عدد من البرامج، من بينها مشروع 'We-Elevate' لدعم ولوج المقاولات المغربية إلى أسواق التجارة الرقمية، ومبادرة 'Green Cloud Morocco' التي تروم إنشاء مراكز بيانات خضراء ومصانع للذكاء الاصطناعي، قادرة على تقليص الانبعاثات الكربونية بنسبة تصل إلى 70%، مع تمكين المملكة من لعب دور محوري إقليمي في هذا المجال.
وفي خطوة نوعية لتعزيز الابتكار في الأقاليم، تم التوقيع على اتفاقية ثلاثية بين وزارة الانتقال الرقمي ووزارة التعليم العالي وجهة الشرق، تقضي بإنشاء 'معهد الجزري' للتميز الرقمي في إقليم الناظور، ليكون منصة للبحث والتكوين والابتكار في الذكاء الاصطناعي، مع التركيز على قطاعات حيوية كالفلاحة والطاقات المتجددة والاقتصاد الأزرق.
كما جرى توقيع اتفاق مع القرض الفلاحي للمغرب لتنفيذ برنامج وطني للإدماج الرقمي في المجال القروي، بهدف تمكين الساكنة من الولوج السلس للخدمات الرقمية، وتكوين الفئات الهشة، وتحفيز الابتكار المحلي في مجالات التكنولوجيا الزراعية واقتصاد التدوير.
ومن أجل ترسيخ أسس السيادة الرقمية، تم توقيع اتفاقية شراكة مع جامعة محمد السادس متعددة التخصصات لدعم تطوير مراكز بيانات وطنية وتكوين كفاءات عالية في مجال الرقمنة، في حين توج التعاون بين وزارة الانتقال الرقمي ووزارة الانتقال الطاقي بتوقيع اتفاق يهم بناء مراكز بيانات جديدة تعتمد على الطاقات المتجددة وتُجسد مبادئ الاقتصاد الدائري، في انسجام تام مع رهانات التنمية المستدامة والسيادة التكنولوجية.
وفي إطار التوجه نحو تكامل الاستراتيجيات الوطنية، وقّعت وزارة الانتقال الرقمي وإصلاح الإدارة اتفاقية تعاون مع وزارة الانتقال الطاقي والتنمية المستدامة، تروم تنسيق الجهود بين مساري التحول الرقمي والانتقال الطاقي، في ظل التحديات المناخية الراهنة ومتطلبات تعزيز السيادة التكنولوجية. وتهدف هذه الاتفاقية إلى التخطيط المشترك لبناء وتشغيل مراكز بيانات من الجيل الجديد، تعتمد على كفاءة طاقية عالية، واللجوء إلى الطاقات المتجددة، وتبنّي مبادئ الاقتصاد الدائري، بما يكرس إرادة الطرفين في إرساء تحول رقمي مسؤول، مستدام وذي جدوى بيئية واقتصادية.
هذا وتشكل هذه الشراكات التي قادتها الوزيرة آمال الفلاح السغروشني خريطة طريق جديدة نحو مغرب رقمي مندمج، عادل، وسيادي، يستثمر الذكاء الاصطناعي من أجل التنمية الشاملة، ويضع التكنولوجيا في خدمة الإنسان، ويكرس انخراط المملكة في بناء نموذج رقمي مبتكر، تشاركي، ومستدام.