أحدث الأخبار مع #ICOM

صحيفة الشرق
منذ 9 ساعات
- ترفيه
- صحيفة الشرق
عبدالله النعمة لـ الشرق: متاحف مشيرب مرجع نموذجي لتطوير المتاحف التراثية
ثقافة وفنون 12 في اليوم العالمي تحولت القصص الشخصية إلى عروض تفاعلية.. ■ استخدمنا تقنيات ترميم متطورة حافظت على 80 % من العناصر الأصلية للمباني التراثية ■ سجلنا أكثر من 100 مقابلة صوتية مع سكان مشيرب السابقين لحفظ ذاكرتهم الشفهية ■ جولات صوتية بتسع لغات عالمية متوافرة عبر تطبيقنا المجاني ■ برامج خاصة للمدارس وورش عمل عائلية تعزز الحوار بين الأجيال ■ جميع مبانينا حاصلة على شهادات LEED الذهبية والبلاتينية ■ نحن أول متحف في منطقة الخليج يناقش موضوعات حساسة مثل تاريخ الرق بصراحة وشفافية ■ نربط الماضي بالقضايا المعاصرة من خلال معارض مؤقتة ومناقشات عامة ■ موقعنا الفريد يتيح للزوار تجربة متكاملة تجمع بين استكشاف التراث والاستمتاع بالحياة العصرية بخطى ثابتة ورؤية طموحة، تمضي متاحف مشيرب نحو تعزيز استدامتها، وتأكيد ريادتها في ترسيخ مفهوم جديد للمتاحف يتجاوز عرض القطع الأثرية والتراثية وتوثيق الأحداث التاريخية إلى مفهوم أكثر شمولية واتساعًا.. وتحولت خلال سنوات قليلة من تأسيسها إلى بيئة تعليمية مستدامة تجمع بين الماضي والحاضر والمستقبل.. بين الحفاظ على التراث وتعزيز الابتكار باعتباره ضرورة للبقاء وشرطا أساسيا من شروط التميز والنجاح.. مجترحة من الماضي قصصا ذات معنى تقدمها للجمهور بأساليب وتقنيات متطورة. وفي اليوم العالمي للمتاحف الذي يوافق الثامن عشر من مايو كل عام، رفعت متاحف مشيرب شعار "قصتنا.. مستقبلنا" كجزء من عنوان الاحتفالية العالمية: «مستقبل المتاحف في مجتمعات سريعة التغير» الذي يأتي ضمن استراتيجيتها بتعزيز استدامتها من خلال التكيف مع متطلبات العصر في ظل التغيرات التكنولوجية، فقد وظفت متاحف مشيرب التقنيات الحديثة في الجولات والمعارض والأنشطة المجتمعية والتفاعلية حتى تكون أكثر تأثيرًا، وتحولت التكنولوجيا ذاتها إلى عنصر مكمّل لمهامها، فضمنت بذلك سهولة الوصول والمشاركة الإنسانية العميقة. في هذا السياق، يؤكد السيد عبدالله النعمة مدير عام متاحف مشيرب في حوار خاص مع (الشرق) هذه الفلسفة التي تقوم عليها استراتيجية المتاحف، لافتا إلى أنها مساحات حيوية للحوار والتعلم والإبداع تتطور مع احتياجات المجتمع المعاصر وتستشرف متطلبات المستقبل، مشيرا في الآن ذاته إلى التزام متاحف مشيرب بالحفاظ على البيئة كونها جزءا من مشيرب قلب الدوحة.. فإلى نص الحوار.. احتفلنا في متاحف مشيرب باليوم العالمي للمتاحف من خلال برنامج متكامل ومبتكر بدأ بتنظيم ورشة عمل عائلية بعنوان "قصتنا، مستقبلنا" يوم السبت الماضي بقيادة المدرب أحمد زرفة. هذه الورشة، جمعت بين استكشاف التراث القطري والإبداع الرقمي، حيث شاركت العائلات في جولات واستخدمت التكنولوجيا الحديثة لتحويل قصصهم الشخصية إلى عروض بصرية تفاعلية. كما فتحنا أبواب متاحفنا استثنائياً يوم الأحد وهو يوم تكون فيه المتاحف مغلقة عادةً. هذا الافتتاح الاستثنائي أتاح للجمهور فرصة فريدة لاستكشاف بيوتنا التراثية الأربعة مع جولات متخصصة باللغتين العربية والإنجليزية. موضوع الاحتفال لهذا العام هو "مستقبل المتاحف في المجتمعات سريعة التغير"، وهو موضوع يجسد تماماً فلسفتنا في متاحف مشيرب. نحن نؤمن بأن المتاحف ليست مجرد حافظة للماضي، بل هي مساحات حيوية للحوار والتعلم والإبداع تتطور مع احتياجات المجتمع المعاصر وتستشرف متطلبات المستقبل. ◄ ما أهمية هذه المناسبة لتعزيز مكانة المتاحف باعتبارها مركز إشعاع ثقافي وتعليمي وذاكرة المجتمع؟ اليوم العالمي للمتاحف، الذي يُحتفل به منذ عام 1977 تحت رعاية المجلس الدولي للمتاحف (ICOM)، يُسلط الضوء سنوياً على دور المتاحف كوسائل حيوية للتبادل الثقافي وإثراء الثقافات وتطوير التفاهم المتبادل بين الشعوب. في العام الماضي، شارك أكثر من 37,000 متحف عبر 158 دولة ومنطقة في هذا الاحتفال العالمي. بالنسبة لمتاحف مشيرب، تحمل هذه المناسبة أهمية خاصة كونها تؤكد على دورنا المحوري في الحفاظ على ذاكرة المجتمع القطري ونقلها للأجيال القادمة. منذ افتتاحنا في أكتوبر 2015 تحت رعاية صاحبة السمو الشيخة موزا بنت ناصر، رئيسة مجلس إدارة مشيرب العقارية، ونحن نعمل على ترسيخ مكانتنا كمراكز إشعاع ثقافية وتعليمية. هذا الجهد حظي بتقدير دولي واسع، حيث حصلنا على جائزة "أفضل برنامج للممارسات التعليمية" من اللجنة الدولية للتعليم والعمل الثقافي (CECA) في عام 2018، الى جانب تكريمنا كـ "معلم جذب محلي أيقوني" ضمن جوائز قطر للسياحة 2024، وفزنا بجائزة "الأخضر التفاح للمباني الجميلة" لعام 2024 تقديراً لجهودنا في الحفاظ على التراث المعماري، كما حصلنا على ترشيح لجائزة الآغا خان للعمارة عام 2019. ◄ تعتبر المتاحف أحد المكونات الرئيسية للهوية الثقافية للمجتمع. ما الاستراتيجية التي وضعتها متاحف مشيرب لتعزيز هذا الدور؟ وضعنا استراتيجية شاملة ومبتكرة تقوم على عدة محاور متكاملة ترتكز على رؤية مؤسسة قطر ورؤية قطر الوطنية 2030. المحور الأول هو النهج السردي التفاعلي، حيث إن نهجنا الفريد القائم على السرد والقصص الحية وليس على القطع الأثرية فقط. هذا النهج السردي يتيح للزوار الاتصال العاطفي مع التاريخ والتراث، مما يخلق تجربة أكثر تفاعلية وعمقاً من المتاحف التقليدية. نستخدم شهادات صوتية مسجلة من السكان السابقين لمنطقة مشيرب، مما يحيي أصواتهم وذكرياتهم. المحور الثاني في هذه الاستراتيجية هو البرامج التعليمية المجتمعية. وأعني البرامج التعليمية المتنوعة التي تستهدف جميع شرائح المجتمع. لدينا برامج خاصة للمدارس، وورش عمل عائلية منتظمة تعزز الحوار بين الأجيال. كما ننظم سلسلة "مقهى العلوم" بالتعاون مع سدرة للطب، التي تربط التراث بالعلوم المعاصرة وشهدت زيادة في الحضور بنسبة 60% بعد إطلاقها. المحور الثالث هو التقنيات الرقمية المتطورة. نحن نستخدم التقنيات المتطورة لجعل التراث أكثر قرباً من الجمهور. لدينا جولات صوتية بتسع لغات متوافرة عبر تطبيقنا المجاني. كما نستخدم شاشات تفاعلية متقدمة تتيح للزوار استكشاف طبقات مختلفة من تاريخ قطر حسب اهتماماتهم الشخصية. والمحور الرابع في الاستراتيجية هو ربط التراث بالقضايا المعاصرة. نربط الماضي بالقضايا المعاصرة من خلال معارض مؤقتة ومناقشات عامة حول موضوعات مثل الهوية والاستدامة وحقوق الإنسان. على سبيل المثال، نستضيف حالياً معرض "رحيل: رحلة العودة إلى سوريا" للفنان أنس خلف، الذي يربط بين التراث والقضايا الإنسانية المعاصرة. والمحور الخامس هو التكامل مع البيئة المستدامة. كوننا جزءاً من مشيرب قلب الدوحة، أول مدينة مستدامة في العالم، نربط رسالتنا التراثية بقيم الاستدامة. جميع مبانينا حاصلة على شهادات LEED الذهبية والبلاتينية، مما يعكس التزامنا بالحفاظ على البيئة إلى جانب الحفاظ على التراث. - سردية شاملة ◄ كيف تساهم متاحف مشيرب في المشهد الثقافي القطري كونها نوافذ مُشرعة على التاريخ؟ تلعب متاحف مشيرب دوراً محورياً كنوافذ مشرعة على التاريخ من خلال بيوتنا التراثية الأربعة المرممة بعناية فائقة والتي حافظت على 80% من عناصرها الأصلية: بيت بن جلمود يعتبر الأول من نوعه في منطقة الخليج في مناقشة تاريخ الرق بصراحة وشفافية، ويستضيف أيضاً معرض "رحلة إلى قلب الحياة" المطور بالتعاون مع برنامج قطر للجينوم وسدرة للطب. هذا المعرض الرائد يربط بين التاريخ الإنساني وعلوم الوراثة المعاصرة، ويقدم منظوراً علمياً فريداً حول التنوع البشري في قطر. بيت الشركة يحتفظ بالشهادات المباشرة لرواد صناعة النفط في قطر من خلال التسجيلات الصوتية الأصلية، ويوثق التحول الاقتصادي الجذري من اقتصاد الغوص على اللؤلؤ إلى الدولة الحديثة. يحتوي البيت على مجموعة فريدة من الأدوات والمعدات التي لم تكن معروفة في قطر قبل وصول شركة النفط الأنجلو-فارسية في عام 1935. بيت محمد بن جاسم المبني من قِبل الشيخ محمد بن جاسم آل ثاني (ابن مؤسس قطر الحديثة)، يضم "مشروع صدى الذاكرة الفني" الذي يعرض آلاف القطع الأثرية المكتشفة أثناء أعمال التنقيب. كما يشرح المبادئ المعمارية السبعة الفريدة التي قامت عليها مدينة مشيرب قلب الدوحة، والتي تجمع بين العمارة التقليدية والتقنيات الحديثة. بيت الرضواني المبني في عشرينيات القرن الماضي، يقدم تجربة واقعية للحياة الأسرية القطرية التقليدية. الاكتشافات الأثرية تحت المنزل كشفت عن سبع طبقات من الاستيطان تعود إلى أوائل القرن التاسع عشر، مما يؤكد ديمومة الحياة في هذه المنطقة عبر التاريخ. هذه المتاحف الأربعة معاً تقدم سردية شاملة لتطور قطر من مجتمع تقليدي إلى دولة حديثة مستدامة، وقد تم الاعتراف بها دولياً من خلال إصدار كتاب "متاحف مشيرب: تحويل البيوت التراثية" الذي أُطلق في لندن وحظي بإشادة النقاد والمختصين. - مستقبل مستدام ◄ تعد الاستدامة الثقافية نهجاً إبداعياً يدعم مفهوم التنمية المستدامة. ما الأسس التي تنطلقون منها للمساهمة في عملية التنمية الشاملة وصناعة المستقبل؟ ننطلق من فلسفة عميقة متجذرة في رؤية مؤسسة قطر ورؤية قطر الوطنية 2030، والتي تؤمن بأن فهم الماضي أساسي لتشكيل مستقبل مستنير ومستدام: الأساس الأول: البحث العلمي المعمق. أجرينا ثلاث سنوات من البحث التاريخي والمعماري المكثف قبل افتتاح المتاحف، وسجلنا مقابلات مع سكان مشيرب السابقين لتوثيق ذكرياتهم وقصصهم. تعاونا مع جامعة لندن كوليدج قطر في أعمال التنقيب الأثري، وأنشأنا أرشيفاً رقمياً يضم الآلاف من الصور التاريخية والوثائق. الأساس الثاني هو التكامل مع التنمية المستدامة. نحن جزء لا يتجزأ من مشيرب قلب الدوحة، أول مدينة مستدامة في العالم. المدينة الحائزة على 100 شهادة LEED بلاتينية وذهبية، تجسد التوازن بين الحفاظ على التراث والتطوير المستدام، محققاً وفراً في الطاقة يصل إلى 30% وفي استهلاك المياه يصل إلى 70%. الأساس الثالث: الشراكات الاستراتيجية. نتعاون مع مؤسسات دولية مرموقة مثل UNESCO وICOM، وعدة جامعات عالمية في برامج البحث والتطوير. كما لدينا شراكات مع مؤسسات محلية استراتيجية مثل: سدرة للطب (سلسلة مقهى العلوم)، جامعة حمد بن خليفة (برامج البحث)، برنامج قطر للجينوم (معرض رحلة إلى قلب الحياة)، قطر للسياحة (التبادل الثقافي). حصلنا على اعتراف دولي بهذا النهج المتكامل، بما في ذلك: جائزة "مبادرة الحفاظ على التراث" في جوائز Big 5 Global Impact لعام 2024. وتم تكريم مشيرب قلب الدوحة بجائزة "المدينة الذكية" في مؤتمر المدن الذكية العالمي في برشلونة عام 2018، كما تم إدراج مشيرب قلب الدوحة ضمن قائمة فاست كومباني الشرق الأوسط لأكثر 10 شركات ابتكاراً في الهندسة المعمارية والتصميم. - تجربة تفاعلية ما الذي يميز متاحف مشيرب عن غيرها من المتاحف في المنطقة؟ أبرز ما يميز متاحف مشيرب هو نهجنا القائم على السرد والقصص الحية وليس على عرض القطع الأثرية بشكل ثابت. هذا النهج السردي يخلق تجربة عاطفية وتفاعلية عميقة تربط الزوار بالتاريخ بطريقة شخصية ومؤثرة، معتمداً على شهادات مسجلة لأكثر من 100 شخص من سكان مشيرب السابقين. الميزة الثانية هي التقنيات المتقدمة والوصول متعدد اللغات. لدينا جولات صوتية بتسع لغات عالمية متوافرة عبر تطبيقنا المجاني، مما يجعلنا في المقدمة عالمياً من حيث الوصول متعدد اللغات. نستخدم أيضاً شاشات تفاعلية متقدمة وتقنيات جديدة. إلى جانب التكامل مع البيئة المستدامة، وهي ميزة أخرى. فموقعنا الفريد في قلب مشيرب قلب الدوحة، أول مدينة مستدامة في العالم، يتيح للزوار عيش تجربة متكاملة تجمع بين استكشاف التراث في بيوت تراثية أصيلة، والاستمتاع بالحياة العصرية المستدامة، التنقل عبر شبكة ذكية تضم 430 كم من الألياف الضوئية، بالإضافة الى الاستفادة من خدمات مدينة ذكية بأكثر من 650,000 جهاز استشعار متصل. والميزة الرابعة هي الشمولية والشفافية في السرد. نحن أول متحف في منطقة الخليج يناقش موضوعات حساسة مثل تاريخ الرق بصراحة وشفافية، مما يساهم في فهم أعمق وأكثر توازناً للتاريخ الإقليمي. هذا النهج الشامل يغطي جميع جوانب التاريخ القطري دون استثناء. كما تتميز متاحف مشيرب ببرامجها المجتمعية الواسعة والمتنوعة بدءا من سلسلة "مقهى العلوم" (التي شهدت زيادة في الحضور بنسبة 60%) وصولا إلى الورش المنتظمة والمعارض المؤقتة، نحافظ على تفاعل مستمر مع المجتمع ونربط التراث بالقضايا المعاصرة. ما يميزنا أيضا هو الاعتراف الدولي الاستثنائي، فقد حصلنا على اعتراف دولي استثنائي، بما في ذلك ترشيح لجائزة الآغا خان للعمارة عام 2019، وجوائز متعددة في السياحة والتعليم والاستدامة، الى جانب تصنيف متاحف مشيرب ضمن أكثر 10 جهات إبداعاً في التصميم المعماري من مجلة فاست كومباني. وحصولنا على جائزة "أفضل برنامج للممارسات التعليمية" من CECA الدولية. والميزة السابعة هي الابتكار في الحفاظ والعرض. استخدمنا تقنيات ترميم متطورة حافظت على 80% من العناصر الأصلية للمباني التراثية، وطورنا أساليب عرض مبتكرة تجمع بين التراث والعلوم الحديثة، كما في معرض "رحلة إلى قلب الحياة" الذي يربط بين علم الوراثة والتاريخ الإنساني. - توازن فريد ◄ كيف جمعت متاحف مشيرب بين الحفاظ على التراث والابتكار؟ نجحنا في تحقيق توازن فريد بين الحفاظ على التراث والابتكار من خلال منهجية متكاملة تضع التكنولوجيا في خدمة التراث وليس بديلاً عنه: في مجال الحفاظ المعماري والترميم استخدمنا تقنيات ترميم متطورة حافظت على 80% من العناصر الأصلية للمباني التراثية رغم التحديات المناخية الصحراوية القاسية. استخدمنا أيضا مواد تقليدية مثل الحجر المرجاني والطوب الطيني مع تقنيات حديثة للحماية والصيانة. طبقنا المبادئ المعمارية السبعة التي تجمع بين احترام التراث وتوظيف التقنيات المستدامة الحديثة. وفي مجال التوثيق الرقمي والأرشفة أنشأنا أرشيفاً رقمياً شاملاً يضم آلاف الصور التاريخية يمكن للباحثين الوصول إليها، سجلنا أكثر من 100 مقابلة صوتية مع سكان مشيرب السابقين لحفظ ذاكرتهم الشفهية. تم وضع محطات وغرف تفاعلية تشجع افراد المجتمع على تسجيل قصصهم ومشاركتها معنا. في تجربة الزوار والتفاعل نستخدم محطات سمعية تعرض شهادات مسجلة لأكثر من 100 شخص من سكان مشيرب السابقين، مما يحيي أصواتهم وذكرياتهم. كما أن شاشات اللمس التفاعلية تتيح للزوار استكشاف معلومات مختلفة من تاريخ قطر حسب اهتماماتهم الشخصية. أطلقنا أيضا تطبيقاً ذكياً مجانياً يوفر جولات صوتية بتسع لغات، مما يجعل تراث قطر متاحاً لجمهور عالمي واسع. في مجال البحث والتطوير نتعاون مع جامعات عالمية ومراكز بحثية لتطوير أساليب جديدة في عرض التراث. معرض "رحلة إلى قلب الحياة" يجمع بين التاريخ الشفهي وأحدث اكتشافات علم الوراثة بالتعاون مع برنامج قطر للجينوم. نطور مناهج تعليمية مبتكرة تعنى بالتاريخ والتراث بطرق تفاعلية. في مجال التدريب وبناء القدرات ننظم برامج تدريبية منتظمة للشباب في مجال المتاحف والتراث. نشارك في ورش عمل متخصصة تجمع بين التقنيات التقليدية والحديثة في الحفاظ على التراث. نتعاون مع CECA الدولية في تطوير برامج تعليمية مبتكرة حصلت على جوائز عالمية. في مجال الاستدامة والتكنولوجيا الذكية. دمجنا المتاحف في منظومة مشيرب قلب الدوحة الذكية مع الحفاظ على طابعها التراثي. نستفيد من شبكة الألياف الضوئية البالغة 430 كم وأكثر من 5000 نقطة واي فاي. نطبق معايير الاستدامة العالمية مع الحفاظ على الهوية المعمارية التقليدية. هذا النهج المتكامل حظي بتقدير عالمي واسع، حيث تم اختيار مشيرب قلب الدوحة ضمن قائمة فاست كومباني الشرق الأوسط لأكثر 10 شركات ابتكاراً في الهندسة المعمارية والتصميم. حصلنا على جائزة "مبادرة الحفاظ على التراث" لعام 2024. تم ترشيحنا لجائزة الآغا خان للعمارة عام 2019. نلنا جائزة "أفضل برنامج للممارسات التعليمية" من CECA عام 2018. يؤكد هذا الاعتراف الدولي نجاح نموذجنا الفريد في الجمع بين الأصالة والحداثة، والذي أصبح مرجعاً يُحتذى به في مجال تطوير المتاحف التراثية على مستوى المنطقة والعالم.


سائح
منذ 21 ساعات
- ترفيه
- سائح
يوم المتحف الدولي: احتفاء عالمي بالتراث الإنساني
في كل عام، وتحديدًا في الثامن عشر من مايو، يُحتفل بـ"يوم المتحف الدولي"، وهو مناسبة سنوية أُطلقت لأول مرة عام 1977 من قبل المجلس الدولي للمتاحف (ICOM)، بهدف تسليط الضوء على الدور الجوهري الذي تلعبه المتاحف في حفظ التراث الثقافي وتعزيز التفاهم بين الشعوب. هذا اليوم لا يُعد مجرد احتفال رمزي، بل يُمثّل لحظة عالمية للتأمل في أهمية المتاحف كمراكز للتعليم والتبادل الثقافي والهوية الجماعية. وقد بات هذا الحدث يشهد تفاعلًا متزايدًا من قبل المؤسسات والمتاحف والأفراد حول العالم، الذين ينظمون فعاليات وندوات ومعارض خاصة للاحتفاء بتاريخ البشرية وحضاراتها المتعددة. فكيف تحتفل المتاحف بهذا اليوم؟ وما الدور الذي تلعبه في حياة المجتمعات؟ وما أهميته في العالم العربي؟ المتاحف كجسور بين الماضي والحاضر تلعب المتاحف دورًا يتجاوز مجرد حفظ القطع الأثرية أو عرض المقتنيات الفنية، فهي تمثل صلة وصل بين ماضٍ ثري وحاضر متغير. فعندما يزور الإنسان متحفًا، فهو لا يتأمل فقط في الأشياء، بل ينصت إلى قصص الشعوب، ويقرأ تحولات الحضارات، ويتفاعل مع سياقات تاريخية وثقافية تشكّل وعيه الشخصي والجمعي. المتحف يخلق تجربة حسية وبصرية وتعليمية في آنٍ واحد، ويُعد وسيلة فعالة لبناء الهوية وتعزيز الشعور بالانتماء، لا سيما في المجتمعات التي تسعى للحفاظ على تراثها أمام تحديات الحداثة أو النزاعات أو العولمة. ويأتي يوم المتحف الدولي ليذكّرنا بأهمية هذا الدور، ويحث الحكومات والمجتمعات على دعم المتاحف كمؤسسات فاعلة في خدمة الثقافة والتعليم والسلام. احتفال متجدد بموضوعات عالمية من أبرز ملامح يوم المتحف الدولي أنه لا يتوقف عند كونه حدثًا ثابتًا، بل يحمل في كل عام عنوانًا جديدًا يعكس القضايا المعاصرة التي تهم البشرية. ففي أحد الأعوام تم اختيار شعار "المتاحف من أجل المساواة: التنوع والشمول"، وفي عام آخر كان التركيز على "إعادة تصور المتاحف في المستقبل". هذه الموضوعات تمنح المتاحف زخمًا جديدًا، وتدعوها إلى الابتكار في طرق التفاعل مع الجمهور، سواء عبر تنظيم فعاليات فنية وثقافية، أو إطلاق مبادرات تعليمية وتوعوية، أو استخدام التكنولوجيا لخلق تجارب تفاعلية. كما أن بعض المتاحف تفتح أبوابها مجانًا في هذا اليوم، وتتيح للزوار فرصة المشاركة في ورش عمل وجولات إرشادية، بل وتمنح الأطفال والطلاب تجربة تعليمية لا تُنسى. ولعل أبرز ما يميز هذه الفعاليات هو أنها لا تقتصر على الزائرين الحاضرين فعليًا، بل تمتد لتشمل الجمهور الافتراضي من خلال العروض الرقمية والجولات عبر الإنترنت، مما يجعل الثقافة في متناول الجميع. حضور فاعل في العالم العربي في المنطقة العربية، يكتسب يوم المتحف الدولي بعدًا خاصًا، إذ تسعى العديد من الدول إلى تعزيز الاهتمام بالمتاحف وتطويرها كجزء من استراتيجيات الحفاظ على الهوية الوطنية والتنمية الثقافية. ففي المملكة العربية السعودية، تنظم هيئة المتاحف فعاليات متعددة في مختلف مناطق المملكة، وتُقدم برامج ثقافية وتوعوية تُبرز الغنى التاريخي والتراثي للمملكة. أما في مصر، حيث توجد بعض من أقدم وأهم المتاحف في العالم، مثل المتحف المصري الكبير ومتحف الفن الإسلامي، فيُحتفل بهذا اليوم عبر عروض فنية وخصومات على التذاكر وأنشطة مخصصة للأطفال. وفي الإمارات، تتفاعل المؤسسات المتحفية مثل اللوفر أبوظبي ومتحف الشارقة مع هذه المناسبة من خلال إطلاق معارض خاصة وندوات تفاعلية تسلط الضوء على التواصل الثقافي بين الحضارات. هذا التفاعل العربي المتنامي مع يوم المتحف الدولي يعكس إدراكًا متزايدًا لأهمية المتاحف في حفظ الذاكرة، ودعم السياحة الثقافية، وتعزيز مكانة الثقافة العربية على المستوى العالمي. في الختام، فإن يوم المتحف الدولي يُعد مناسبة سنوية تُكرّم فيها الإنسانية تاريخها وتراثها، وتُعيد عبرها المتاحف تأكيد دورها كمراكز للمعرفة والحوار والتنوير. إنه يوم يفتح الأبواب نحو فهم أعمق للثقافات، ويُعيد صياغة العلاقة بين الإنسان والماضي، ليس بوصفه مجرد تاريخ، بل كبوصلة توجه الحاضر وتصنع المستقبل.


سائح
منذ 21 ساعات
- ترفيه
- سائح
الاحتفال بيوم المتحف: نافذة على حضارات العالم
في كل عام، وتحديدًا في الثامن عشر من مايو، تحتفل المتاحف حول العالم بـ "يوم المتحف الدولي"، وهو مناسبة عالمية تسلط الضوء على الدور الثقافي والتعليمي والتاريخي الذي تؤديه المتاحف في حياة المجتمعات. أُطلق هذا اليوم لأول مرة من قبل المجلس الدولي للمتاحف (ICOM) عام 1977، ليصبح منذ ذلك الحين حدثًا عالميًا تتفاعل معه آلاف المتاحف في أكثر من 150 دولة. ولا يقتصر الاحتفال على زيارة المتاحف فقط، بل أصبح وسيلة لإعادة اكتشاف التراث الإنساني وإعادة ربط الأجيال الجديدة بجذورهم الثقافية، من خلال فعاليات تفاعلية، وورش عمل، وجولات تعليمية، ومعارض مؤقتة، مما يجعل هذا اليوم احتفالًا بالهوية والذاكرة والابداع في آنٍ واحد. المتاحف كمرايا للمجتمعات تلعب المتاحف دورًا محوريًا في حفظ التراث ونقل المعرفة، فهي ليست مجرد مبانٍ تحتوي على معروضات أثرية أو فنية، بل مؤسسات ثقافية تربط الماضي بالحاضر وتبني جسورًا نحو المستقبل. فعندما يزور أحدهم متحفًا، فإنه لا يتعرف فقط على التحف أو اللوحات، بل يغوص في قصص الحضارات، ونبضات الشعوب، وتحولات الزمن. ومن خلال طريقة عرض القطع، وتقنيات التفسير، والتصميم الداخلي، تنقل المتاحف رسالة عميقة حول القيم الإنسانية المشتركة. كما أن المتاحف أصبحت اليوم أدوات قوية في تعزيز الحوار الثقافي، وتشجيع التسامح، ومواجهة التحديات المعاصرة مثل التغير المناخي، من خلال تخصيص معارض خاصة وتسليط الضوء على أبعاد جديدة للتراث. تفاعل عالمي وموضوعات متجددة كل عام، يحدد المجلس الدولي للمتاحف موضوعًا مختلفًا ليكون محور الاحتفال بيوم المتحف الدولي. هذه الموضوعات تتنوع ما بين "المتاحف من أجل المساواة والتنوع والشمول"، و"إعادة تصور المتاحف بعد الجائحة"، و"الاستدامة والابتكار"، مما يعكس الرغبة المستمرة في تطوير هذا القطاع الحيوي وجعله أكثر ارتباطًا بالواقع الاجتماعي والسياسي والبيئي. وتُقام الفعاليات في هذا اليوم بأساليب مبتكرة، حيث تفتح بعض المتاحف أبوابها مجانًا، وتنظم ورش عمل للأطفال، وتبث جولات افتراضية عبر الإنترنت، مما يمنح الجميع فرصة للوصول إلى التراث، حتى من منازلهم. كما أن تفاعل وسائل التواصل الاجتماعي مع هذا الحدث يعزز من انتشاره عالميًا ويحول الزيارة الفردية إلى تجربة جماعية. الاحتفاء بالتراث في العالم العربي تولي العديد من الدول العربية اهتمامًا متزايدًا بيوم المتحف الدولي، حيث يُعد فرصة لتعزيز الوعي المجتمعي بأهمية المتاحف ودورها في حفظ الهوية الوطنية. في السعودية، مثلًا، تنظم هيئة المتاحف فعاليات موسعة تشمل معارض مؤقتة ومحاضرات ثقافية وأنشطة تعليمية. وفي مصر، تقام جولات خاصة داخل المتاحف الكبرى مثل المتحف المصري والمتحف القبطي ومتحف الفن الإسلامي، مع تقديم خصومات على التذاكر وعروض للأطفال. أما في الإمارات، فتتحول المتاحف مثل اللوفر أبوظبي ومتحف الشارقة إلى مسارح مفتوحة للثقافة والفنون والعروض الحية، لتجعل من يوم المتحف الدولي مناسبة مجتمعية جامعة. في النهاية، يمثل الاحتفال بيوم المتحف الدولي فرصة ذهبية لإعادة التقدير لهذه الصروح الثقافية التي تحفظ التاريخ وتلهم المستقبل. إنه تذكير سنوي بأن المتاحف ليست أماكن ساكنة، بل كيانات نابضة تعكس روح الشعوب وتبني وعينا الجماعي.


سائح
منذ 21 ساعات
- ترفيه
- سائح
ما أهمية الاحتفال بيوم المتحف الدولي؟
في كل عام، وتحديدًا في الثامن عشر من مايو، يلتفت العالم إلى المتاحف بوصفها مؤسسات حية تحمل عبق التاريخ وروح الثقافة، وذلك من خلال الاحتفال بـ"يوم المتحف الدولي". أُطلق هذا اليوم لأول مرة عام 1977 من قبل المجلس الدولي للمتاحف (ICOM)، ليكون مناسبة سنوية تُسلّط فيها الأضواء على الدور الحيوي الذي تؤديه المتاحف في حفظ التراث الإنساني وتعزيز التفاهم الثقافي بين الشعوب. لكن ما الذي يجعل هذا اليوم بهذه الأهمية؟ ولماذا تحرص الدول والمجتمعات على الاحتفال به؟ إن الإجابة تكمن في فهم أعمق لوظائف المتحف، وأبعاده التربوية والثقافية والاجتماعية، ودوره المتنامي في تعزيز التنمية المستدامة والانتماء الوطني والهوية الثقافية. المتحف كذاكرة جماعية وهوية ثقافية تتمثل أهمية الاحتفال بيوم المتحف الدولي أولًا في الاعتراف بالدور الحيوي الذي تؤديه المتاحف في حفظ الذاكرة الجمعية للشعوب. فالمتحف ليس مجرد مستودع للقطع الأثرية والفنية، بل هو مؤسسة حيوية تحفظ تاريخ الأمة وثقافتها وتطورها عبر العصور. القطع المعروضة في المتاحف تحكي قصصًا عن المعتقدات، الحياة اليومية، الإنجازات العلمية، وحتى الصراعات التي مرت بها المجتمعات. من خلال هذه القصص، يتعرف الزائر على أصوله ويمتلك وعيًا أعمق بهويته الثقافية، ما يعزز الشعور بالانتماء. والاحتفال بهذا اليوم يعيد التأكيد على ضرورة حماية هذا التراث، لا سيما في ظل ما تواجهه بعض المتاحف من تهديدات تتعلق بالحروب أو الكوارث الطبيعية أو الإهمال المؤسسي. أداة تعليمية وتوعوية للأجيال الجديدة ثانيًا، تأتي أهمية يوم المتحف الدولي من الدور التعليمي للمتحف. فالمتاحف اليوم لم تعد حكرًا على النخب أو الباحثين، بل تحوّلت إلى مساحات تعليمية مفتوحة أمام جميع الفئات العمرية. الاحتفال بهذا اليوم يُعد فرصة مثالية لتعزيز الوعي الثقافي لدى الأطفال والشباب، من خلال أنشطة تفاعلية، وورش عمل، وجولات إرشادية، ومعارض مؤقتة. بل إن بعض المتاحف تنظم مسابقات أو رحلات مدرسية مجانية لهذا الغرض، ما يجعل التجربة التعليمية ممتعة ومحفّزة. كما أن المتاحف تواكب التطورات الرقمية، من خلال تقديم جولات افتراضية ومحتوى تفاعلي عبر الإنترنت، ما يجعل الوصول إليها أكثر سهولة ويسرًا حتى في الأماكن النائية. منصة للتبادل الثقافي وتعزيز الحوار العالمي ومن الأبعاد الأهم ليوم المتحف الدولي أنه يشكّل منصة سنوية للتبادل الثقافي وتعزيز الحوار بين الحضارات. ففي هذا اليوم، تتبنى المتاحف حول العالم موضوعًا سنويًا مشتركًا مثل: "المتاحف من أجل المساواة"، أو "المتاحف والاستدامة"، لتسليط الضوء على قضية عالمية تتقاطع مع دور المتاحف. هذا التوجه يبرز كيف يمكن للمتاحف أن تسهم في دعم التنمية المستدامة، وتعزيز العدالة الاجتماعية، ومواجهة قضايا العصر، مثل التغير المناخي وحماية التراث المهدد. كما تفتح هذه المناسبة المجال أمام التعاون بين المتاحف الدولية، وتبادل الخبرات، وعرض مقتنيات من ثقافات أخرى، ما يعزز التفاهم بين الشعوب ويدعم فكرة التنوع والتسامح. لا يمثل يوم المتحف الدولي مجرد احتفال تقليدي، بل هو تذكير عالمي بقيمة المتحف كمصدر حي للمعرفة، وذاكرة جماعية تحفظ تراث الأمم، ومؤسسة تعليمية وثقافية تدفع المجتمعات نحو الأمام. إن تعزيز الاهتمام بالمتاحف والاحتفاء بها يعكس وعي المجتمعات بأهمية ماضيها، وإدراكها لأهمية حفظ هذا الماضي من أجل بناء مستقبل أكثر وعيًا وتسامحًا.


النهار المصرية
منذ يوم واحد
- ترفيه
- النهار المصرية
المتحف القومي للحضارة المصرية يحتفل باليوم العالمي للمتاحف 2025 تحت شعار: 'مستقبل المتاحف في مجتمعات سريعة التغير'
في أجواء من الإبداع والتفاعل الثقافي، نظّم المتحف القومي للحضارة المصرية فعالية موسعة احتفالًا بيوم المتاحف العالمي، الذي يُقام هذا العام تحت شعار: "مستقبل المتاحف في مجتمعات سريعة التغير"، وذلك بالتعاون مع اللجنة الوطنية المصرية للمجلس الدولي للمتاحف (ICOM) والمكتب الإقليمي لمنظمة اليونسكو بالقاهرة. شهدت الفعالية حضورًا واسعًا من خبراء الآثار والمتخصصين في الشأن الثقافي والمتاحف، إلى جانب ممثلي الهيئات الدولية، وأبرزت التزام مصر المتواصل بتعزيز دور المتاحف كمراكز ديناميكية للتعلم، والحوار، والتنمية المستدامة. وأكد السيد شريف فتحي وزير السياحة والآثار، أن الاحتفال بيوم المتاحف العالمي يعكس التزام الوزارة بدعم دور المتاحف كمؤسسات حيوية في صياغة وعي المجتمعات، وتعزيز الهوية الثقافية، والتواصل الحضاري مع العالم. وأضاف أن المتاحف لم تعد مجرد أماكن لحفظ وعرض القطع الأثرية، بل أصبحت منصات للتعلّم والإبداع والحوار المجتمعي، وهو ما نعمل على تعزيزه من خلال تطوير البنية التحتية المتحفية، وتمكين الكوادر العاملة، وتشجيع المبادرات التي تربط المتحف بالمجتمع، لاسيما فئة الشباب لافتا إلى أن ما نشهده اليوم من تكريم وتنوع في الأنشطة يؤكد أن المتاحف المصرية تسير بخطى واثقة نحو المستقبل، كرافعة للثقافة ومحفز للتنمية المستدامة. وأعرب الدكتور محمد إسماعيل خالد، الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، عن اعتزازه بالمشاركة في هذه الفعالية، مؤكدًا أن علم المصريات يجب أن يكون في المقام الأول للمصريين، وأن هناك جهودًا حثيثة لتأهيل كوادر وطنية في جميع مجالات العمل الأثري، ما يبشّر بمستقبل واعد لمصر في مجالات المتاحف والحفائر والاكتشافات. كما شدد على أن المجلس الأعلى للآثار يولي اهتمامًا بالغًا بتدريب كافة العاملين به من الأثريين والمرممين والإداريين وغيرهم، ورفع كفاءة مهاراتهم العلمية والفنية، مثمناً ما يبذلونه من جهد من أجل الحفاظ على تراث مصر الأثري والحضاري العظيم. ومن جانبه، أعرب الدكتور الطيب عباس الرئيس التنفيذي لهيئة المتحف القومي للحضارة المصرية، عن فخره باستضافة هذه الفعالية، مشيرًا إلى أن المتاحف اليوم تجاوزت دورها التقليدي في عرض القطع الأثرية، لتصبح مؤسسات تفاعلية تواكب التحولات المجتمعية والتكنولوجية وتخدم قضايا العصر. وأضاف أن المتاحف لم تعد مجرد أماكن لعرض الآثار، بل مؤسسات ديناميكية تسهم في التثقيف والتواصل الحضاري، وتواكب التغيرات المجتمعية والتكنولوجية، مؤكداً على حرص المتحف القومي للحضارة المصرية على تبني أحدث تقنيات العرض والتفاعل المجتمعي، لافتاً على أن هذه الفعالية تُعد فرصة لتبادل الخبرات واستعراض نماذج ناجحة محليًا ودوليًا، وأن التكريم الذي ناله المتحف خلال الفعالية هو تقدير مستحق لجهود فريق عمل المتحف ودافع لمواصلة التميز والابتكار في خدمة التراث الإنساني. وعلى هامش الفعالية، تم الإعلان عن الفائزين بجوائز أفضل الممارسات المتحفية لعام 2025، والتي تأتي في إطار دعم التميز والابتكار في العمل المتحفي، بالتعاون بين قطاع المتاحف واللجنة الوطنية المصرية للمتاحف (ICOM). وقد حصل المتحف القومي للحضارة المصرية درع التميّز في فئة المشاركة المجتمعية والشمول المتحفي عن مشروع 'طبلية مصر'، الذي يُعد من أبرز المبادرات لصون التراث الثقافي غير المادي وتعزيز ارتباط المتحف بالمجتمع المحلي. وحصد المركز الأول في أفضل الممارسات المتحفية كل من المتحف المصري بالتحريرعن فئة العرض المتحفي والتكنولوجيا، ومتحف الفن الإسلامي عن فئة ترميم وصيانة المجموعات، ومتحف الإسكندرية القومي عن فئة الاستدامة والتغير المناخي، ومركز محمود سعيد للمتاحف عن فئة الأنشطة التعليمية. أما المركز الثاني، فقد فاز به كل من متحف شرم الشيخ في مجال الاستدامة والتغير المناخي، ومتحف الأقصر في مجال العرض المتحفي والتكنولوجيا، ومتحف قصر الأمير محمد علي في مجال الترميم، ومتحف كفر الشيخ في مجال الأنشطة التعليمية، والمتحف الآتوني بالمنيا في مجال المشاركة المجتمعية. كما تم على هامش الاحتفالية افتُتاح معرض مؤقت بعنوان 'أيادي تصنع الخلود'، يستمر لمدة أسبوعين، ويُسلّط الضوء على الجهود الحثيثة التي يبذلها المرممون المصريون في صون التراث الحضاري. وأوضحت الدكتورة نشوى جابر، نائب الرئيس التنفيذي للمتحف للشؤون الأثرية، أن المعرض يضم قطعًا نادرة تُعرض لأول مرة، تجسّد دقة الحرفة المصرية القديمة، وتبرز الدور الجوهري للمرممين في إعادة إحياء الكنوز الأثرية وصونها للأجيال القادمة. كما تضمنت الفعالية جلسات علمية ثرية، ناقشت 'توصية اليونسكو بشأن أخلاقيات الذكاء الاصطناعي'و 'المتحف كمؤسسة تعليمية تمكّن المجتمعات' ومائدة مستديرة بعنوان: 'المتاحف في أوقات النزاعات والتحديات وحالات الطوارئ'، ناقشت جهود حماية التراث في ظل الظروف الاستثنائية، واستعرضت أدوار اليونسكو وشركائها في هذا المجال. وفي كلمته، أكد الأستاذ مؤمن عثمان، رئيس قطاع المتاحف، أن المتاحف المصرية تشهد تطورًا ملحوظًا في دورها المجتمعي والتعليمي، مشيرًا إلى حرص القطاع على تنفيذ معارض وبرامج تفاعلية تناقش قضايا راهنة، وتعزز المشاركة المجتمعية. كما أكد الدكتور أسامة عبد الوراث، رئيس اللجنة الوطنية للمتاحف، على أهمية هذا اليوم في تجديد الالتزام بتقديم تجارب متحفية نوعية، وتعزيز علاقة المتاحف بالمجتمعات المحلية، مشيرًا إلى أن اليوم العالمي للمتاحف انطلق لأول مرة عام 1951، وتحوّل إلى مناسبة رسمية سنوية منذ عام 1977.