logo
#

أحدث الأخبار مع #«أنصارالله»

عاد قادة الجناح الفاشي في حكومة الاحتلال للحديث عن الإبادة العدوانية وكأنها مسألة «طبيعية ومشروعة»، وعاد الحديث عن إبادة الأطفال وكأنه أمر مرغوب و»ضروري»، وكذلك عن استيطان القطاع، وكأنه التتويج الطبيعي لاستكمال العمليات العسكرية الهمجية الشاملة على القطاع، بما فيها العملية البرّية التي يجاهر بها «اليمين الفاشي»، ولا تنفيه القيادات العسكرية، كما عاد الحديث عن «حتمية» الانتصار الساحق الماحق على المقاومة، والبدء العملياتي المباشر لتهجير أكثر من نصف سكان القطاع جهاراً نهاراً، على مرأى ومسمع العالم كلّه، ومسمع العالم العربي تحديداً، والإصرار على التجويع وتعطيش الناس والإعدام الجماعي لآلاف مؤلّفة من الأطفال «كخطوة» تمهيدية للتهجير.
عاد قادة الجناح الفاشي في حكومة الاحتلال للحديث عن الإبادة العدوانية وكأنها مسألة «طبيعية ومشروعة»، وعاد الحديث عن إبادة الأطفال وكأنه أمر مرغوب و»ضروري»، وكذلك عن استيطان القطاع، وكأنه التتويج الطبيعي لاستكمال العمليات العسكرية الهمجية الشاملة على القطاع، بما فيها العملية البرّية التي يجاهر بها «اليمين الفاشي»، ولا تنفيه القيادات العسكرية، كما عاد الحديث عن «حتمية» الانتصار الساحق الماحق على المقاومة، والبدء العملياتي المباشر لتهجير أكثر من نصف سكان القطاع جهاراً نهاراً، على مرأى ومسمع العالم كلّه، ومسمع العالم العربي تحديداً، والإصرار على التجويع وتعطيش الناس والإعدام الجماعي لآلاف مؤلّفة من الأطفال «كخطوة» تمهيدية للتهجير.

جريدة الايام

timeمنذ ساعة واحدة

  • سياسة
  • جريدة الايام

عاد قادة الجناح الفاشي في حكومة الاحتلال للحديث عن الإبادة العدوانية وكأنها مسألة «طبيعية ومشروعة»، وعاد الحديث عن إبادة الأطفال وكأنه أمر مرغوب و»ضروري»، وكذلك عن استيطان القطاع، وكأنه التتويج الطبيعي لاستكمال العمليات العسكرية الهمجية الشاملة على القطاع، بما فيها العملية البرّية التي يجاهر بها «اليمين الفاشي»، ولا تنفيه القيادات العسكرية، كما عاد الحديث عن «حتمية» الانتصار الساحق الماحق على المقاومة، والبدء العملياتي المباشر لتهجير أكثر من نصف سكان القطاع جهاراً نهاراً، على مرأى ومسمع العالم كلّه، ومسمع العالم العربي تحديداً، والإصرار على التجويع وتعطيش الناس والإعدام الجماعي لآلاف مؤلّفة من الأطفال «كخطوة» تمهيدية للتهجير.

ما نشهده من «انتفاضة» سياسية، عارمة وغير مسبوقة ضدّ حكومة اليمين العنصري في دولة الكيان الصهيوني هو «انتفاضة» مزدوجة، لأنها ضد دونالد ترامب، أيضاً. أحد المحفّزات الكبيرة التي تبدو خارج السياق الذي عرفناه طوال فترة الإبادة الجماعية، وحيث شارك بها «الغرب» «المنتفض» اليوم، وبكلّ فصولها، فصلاً وراء آخر هو المحفّز الداخلي للكيان نفسه. لم يكن نتنياهو ليملك «شجاعة» الحديث عن كل هذا، على لسانه مباشرة، أو بلسان أقطاب «اليمين الفاشي» لولا أنّه بات مطمئناً إلى أن العالم العربي مشغول عن هذا كلّه باستقبال ضيفهم الكبير، وتقديم العطايا له. المحفّز الإسرائيلي الداخلي، و»الانتفاضة» السياسية الإسرائيلية، بصرف النظر عن زاوية رؤياها سبقت «الانتفاضة» العالمية التي نشهدها اليوم. أتذكّر بهذا الصدد قبل عدّة شهور ما كان قد كتبه الأستاذ عماد شقور، أن انتبهوا إلى شخص يصعد نجمه في دولة الاحتلال وهو يائير غولان، زعيم «حزب الديمقراطيين». بالفعل فقد جاءت تصريحات «مدوّية» على لسانه، لم يسبق أن قالها أيّ زعيم إسرائيلي بمن فيهم يعالون نفسه. يقول غولان، إن لدى كيانه هواية قتل الأطفال، وهذه المسألة تعتبر بكلّ المقاييس صعقة سياسية مدمّرة للحكومة الفاشية. حديث هذا الرجل سيكون على ما يبدو بداية جديدة، لـ»معارضة» من نوع جديد، بمضمون جديد، وأدوات جديدة، وربّما بقوى اجتماعية وسياسية جديدة. وجدت بريطانيا ضالّتها في وصول «المعارضة» لسياسات الحكومة الفاشية إلى هذا المستوى من الوضوح، لأنها والدول الأوروبية الأخرى، وخصوصاً فرنسا، وبداية الالتحاق الألماني بهذا الركب الجديد.. وجدت بريطانيا أن لديها فرصة كبيرة لامتصاص حالة الغضب الشعبي الكبير فيها ضد سياسات حكومة الاحتلال، وأرادت من خلال «الانتفاضة» السياسية التي دشّنتها بمواقف نوعية جديدة، والتهديد بإجراءات وخطوات أكبر وأخطر في القريب العاجل، أن تعيد أوروبا إلى الشرق الأوسط من النافذة، بعد أن أخرجها ترامب من الباب العريض. اكتشفت أوروبا بعد سنواتٍ وسنوات من التبعية الكاملة لأميركا، وبعد الالتحاق الذيلي المهين لها، سواء في الشرق الأوسط أو أوكرانيا أنها ببساطة تشبه «المرأة المهجورة». فهي ليست مطلّقة حتى يُخلى سبيلها بعد أشهر العدّة، وهي ما زالت على ذمّة أميركا، لكن لا شأن لها بما يقوم به «الزوج»، وهو في هذه الحالة أميركا بشخص رئيسها ترامب. واكتشفت أوروبا أن كلّ ما دفعته في أوكرانيا كان نوعاً من فرض «الخاوة» الأميركية عليها، وصدمت أوروبا حين استعاد ترامب كلّ ما أنفقته بلاده بأضعاف مضاعفة، وأن كل ما هو مطلوب منها أن «تودّع» ملياراتها التي أنفقتها، بل وعليها أن تتفاهم مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بشروطه هو، وليس بشروطها، وأن عليها إذا أرادت أن تتقي «شرّ» روسيا مستقبلاً أن تقبل بالشروط الروسية لوقف الحرب في أوكرانيا، والعودة للتعاون مع روسيا في ظروف الانتصار الإستراتيجي الذي حققته الأخيرة على أوروبا كلّها، بل وعلى «الغرب» كلّه. ولاحظت «بريطانيا العجوز» الاستعمارية المعروفة بحنكتها وشدّة الدهاء الذي تميّزت به ـ أن بلدان «الخليج العربي الجديد» قد عقدت تحالفاً جديداً تم استثناء أوروبا منه، بل وتمّ تجاوز دولة الاحتلال نفسها من خلاله. أوروبا قرأت المعادلة جيداً بعد تريليونات ترامب، استحوذت أميركا على كل شيء، وأعدّت عدّتها للمستقبل جيّداً. اتفاق متوقّع مع إيران، انسحاب كامل من الحرب على جماعة «أنصار الله» «الحوثيين» اليمنية، تجاوز الدولة العبرية، ووضعها في إطار إستراتيجيته ورؤاه الخاصة، واستعداد لحماية الكيان، وليس رعاية طموحاته. فهمت أوروبا أن المشروع الصهيوني تراجع، وفهمت جيداً ما كتبه ديفيد هيرست من أن الكيان هزم سياسياً، ولكنه لم يدرك بعد طبيعة هزيمته، ولم يفهم أن الإنجازات الميدانية لا قيمة لها في الميزان الإستراتيجي إذا لم تترجم إلى منجزات سياسية عينية ومباشرة ومكرّسة. على العكس تماماً مما يعتقده الكيان، فالواقع يقول إن دولته قد تجاوزت كل النتائج العملية للحرب العدوانية التي خاضتها، وتواصل خوضها على اعتبارات تكتيكية، في حين تقلّص دورها ومكانتها، وهي لم تعد قادرة على الاستمرار بها، ولم تعد قادرة على إيقافها، ما يعطي «لمنجزاتها» طابعاً مؤقّتاً وثانوياً بالمقارنة مع خساراتها، ومهما أوغلت في إجرامها فإن هذه الحقيقة لن تتغيّر، وقد قلنا وكتبنا ما قاله هيرتس مرّات ومرّات، ومنذ الأشهر الأولى للحرب العدوانية، لكن مشهد الإبادة والتوحُّش والإجرام والهمجية غطّى على هذه الحقائق، ووقع جزء من شعبنا في مصيدة لوم الضحيّة، وما زال البعض يُكابر حتى يومنا هذا. أوروبا تحاول اصطياد عدّة عصافير بحجرٍ واحد، ومهما كان للاعتبارات «الإنسانية» من دور في هذه «الانتفاضة» فإن الاعتبارات السياسية أساساً هي مفتاح فهم الذي جرى وما زال يجري حتى الآن، ومفتاح فهم الذي سيجري لاحقاً، وهو أكبر من كلّ الذي جرى ويجري. ليس مستبعداً في ضوء قوّة دفع هذه «الانتفاضة» أن تركب أميركا هذه الموجة، لكي تصطاد عصافير جديدة أكبر وأسمن من العصافير الأوروبية التي ما زالت على الشجرة، على كلّ حال.

الحوثيون يتوعدون بعمليات عسكرية ضد مطار بن غوريون ردًا على التصعيد في غزة
الحوثيون يتوعدون بعمليات عسكرية ضد مطار بن غوريون ردًا على التصعيد في غزة

الوسط

timeمنذ 3 أيام

  • سياسة
  • الوسط

الحوثيون يتوعدون بعمليات عسكرية ضد مطار بن غوريون ردًا على التصعيد في غزة

أعلنت جماعة «أنصار الله» اليمنية الحوثية، أنها «ستنفذ في الساعات المقبلة عمليات عسكرية ضد مطار اللد المسمى بن غوريون وغيره بسبب تصعيد الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة». وأكد الناطق العسكري باسم جماعة أنصار الله، يحيى سريع، في وقت سابق من اليوم الأحد، «استهداف مطار بن غوريون مرتين خلال 24 ساعة، حيث استهدف المطار اليوم بصاروخين باليستيين، كما تعرض لهجوم بمسيَّرة يوم أمس نصرة لغزة». اختباء ملايين المستوطنين في الملاجئ وأشار إلى أن «الهجوم حقق هدفه وتسبب في اختباء ملايين المستوطنين في الملاجئ، فضلا عن توقف حركة الملاحة بالمطار لنحو نصف ساعة». ودوت صفارات الإنذار في مناطق واسعة بمنطقة تل أبيب الكبرى والقدس والوسط ومناطق غربي الضفة الغربية بعد رصد إطلاق صاروخ من اليمن. كما أُعلن عن إغلاق مطار بن غوريون الدولي موقتًا أمام رحلات الإقلاع والهبوط. وجاء الهجوم اليمني على مطار بن غوريون عقب هجمات لقوات الاحتلال استهدفت مساء الجمعة، ميناءي الحديدة والصليف غربي اليمن، فضلا عن تهديد تل أبيب باغتيال زعيم الجماعة عبد الملك الحوثي. ويُعد هذا الهجوم الجوي التاسع على اليمن منذ بدء حرب الإبادة على قطاع غزة في 7 أكتوبر 2023، والثالث منذ استئناف تلك الحرب على القطاع في 18 مارس الماضي، عقب توقف دام نحو 60 يومًا.

سيناتور أمريكى: ترامب يعتبر العملية ضد الحوثيين مكلفة للغاية
سيناتور أمريكى: ترامب يعتبر العملية ضد الحوثيين مكلفة للغاية

الأسبوع

timeمنذ 7 أيام

  • سياسة
  • الأسبوع

سيناتور أمريكى: ترامب يعتبر العملية ضد الحوثيين مكلفة للغاية

الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب قال السيناتور الأمريكي الديمقراطي جاك ريد، إن «دونالد ترامب» أوقف العملية ضد الحوثيين لأنها مكلفة للغاية. وقال ريد للصحفيين: «يبقى السؤال قائما، هل سيضرب الحوثيون السفن والبواخر التي لا ترفع الأعلام الأمريكية؟ وكما تعلمون، هم يواصلون ضرب إسرائيل». وأضاف: «نحن نتحدث عن اتفاق غريب جدا، نوع من وقف إطلاق نار جزئي، يبدو لي أن ترامب قرر ببساطة ربما دون مناقشة مطولة أنه سئم من هذه العملية، وأنها مكلفة للغاية وبالتالي كان لا بد من إيقافها». وجاء في تصريحات سابقة للرئيس الأمريكي أنه يصدق كلام جماعة «أنصار الله» الحوثية في اليمن، مؤكدا أن الجماعة «لا تريد الاستمرار» في استهداف الجيش الأمريكي. وفي قرارا مفاجئ اتخذه يوم الثلاثاء الماضى، اعلن ترامب وقف العملية العسكرية ضد الحوثيين، قائلا: «إن الحوثيين وافقوا على وقف هجماتهم ضد السفن التجارية في البحر الأحمر»، مضيفا أنهم «استسلموا». فيما ذكرت «القناة 12» العبرية، أن إسرائيل مصدومة من إعلان ترامب وقف شن ضربات على اليمن.

جيش الاحتلال يشن هجومًا يستهدف 3 موانئ في اليمن
جيش الاحتلال يشن هجومًا يستهدف 3 موانئ في اليمن

الوسط

time١١-٠٥-٢٠٢٥

  • سياسة
  • الوسط

جيش الاحتلال يشن هجومًا يستهدف 3 موانئ في اليمن

قالت القناة «13 الإسرائيلية» إن سلاح الجو الإسرائيلي بدأ هجومًا على موانئ في اليمن، بعدما أصدر تحذيرات لليمنيين بإخلاء 3 موانئ هي رأس عيسى والحديدة والصليف. حض جيش الاحتلال الإسرائيلي، في وقت سابق الأحد، على «إخلاء» ثلاثة موانئ في اليمن، وذلك بعد بضعة أيام من استهدافه بنى تحتية عدة في هذا البلد بينها مطار صنعاء، زاعمًا الرد على إطلاق الحوثيين صاروخًا بالستيًا. سلسلة غارات على محافظة الحديدة وقالت وسائل إعلام تابعة للحوثيين إن «طائرات العدو الصهيوني تشن سلسلة غارات على محافظة الحديدة غربي اليمن». وكتب الناطق باسم جيش الاحتلال باللغة العربية افيخاي أدرعي على منصة إكس «نظرًا لقيام النظام الحوثي باستخدام الموانئ البحرية لصالح أنشطته الإرهابية، نحث جميع المتواجدين في هذه الموانئ على ضرورة إخلائها والابتعاد عنها للحفاظ على سلامتكم، وذلك حتى إشعار آخر»، مشيرًا إلى موانئ رأس عيسى والحديدة والصليف، بحسب «فرانس برس». أعلن الناطق العسكري باسم جماعة «أنصار الله» الحوثية اليمنية يحيى سريع، الأربعاء الماضي، تنفيذ عمليتين عسكريتين استهدفتا مطار «رامون» في مدينة «أم الرشراش» المحتلة، وهدفًا في منطقة يافا. إسناد للمقاومة الفلسطينية ومنذ حرب الإبادة التي يشنها الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة الفلسطيني منذ الـ7 من أكتوبر العام 2023 يقدم الحوثيون إسنادًا للمقاومة يتمثل من ناحية في إطلاق صواريخ باتجاه الاحتلال، ومن ناحية أخرى باستهداف سفن للاحتلال وحلفائه في البحر الأحمر. واستأنف الاحتلال الإسرائيلي فجر 18 مارس 2025 عدوانه وحصاره المشدد على قطاع غزة، بعد توقف دام شهرين بموجب اتفاق لوقف إطلاق النار دخل حيز التنفيذ في 19 يناير الماضي، إلا أن الاحتلال خرق بنود الاتفاق طوال فترة التهدئة. وتواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي بدعم أميركي مطلق عدوانها على قطاع غزة برًا وبحرًا وجوًا منذ السابع من أكتوبر 2023، ما أسفر عن استشهاد وجرح أكثر من 170 ألف فلسطيني في حصيلة غير نهائية، إذ لا يزال آلاف الضحايا تحت الأنقاض.

خطوات ترامب «الانفرادية» تهزّ المؤسسة السياسية الإسرائيلية... وتُحرج نتنياهو
خطوات ترامب «الانفرادية» تهزّ المؤسسة السياسية الإسرائيلية... وتُحرج نتنياهو

الرأي

time١٠-٠٥-٢٠٢٥

  • سياسة
  • الرأي

خطوات ترامب «الانفرادية» تهزّ المؤسسة السياسية الإسرائيلية... وتُحرج نتنياهو

لم يُقدّم أي رئيس أميركي منذ دوايت د. أيزنهاور عام 1956، المصالح الأميركية على المطالب الإسرائيلية بهذا الوضوح. واليوم، تجد إسرائيل نفسها وحيدة بشكل غير متوقع. فرغم امتلاكها أقوى جيش في الشرق الأوسط، وتنسيقها المباشر مع القيادة المركزية الأميركية، ودعمها الضمني من حلف «الناتو»، إلا أنها لاتزال «عاجزة» أمام القدرات الصاروخية لحركة «أنصارالله». ضربة دقيقة واحدة قادرة على إغلاق مطار بن غوريون لساعات كافية لإرسال ملايين الإسرائيليين إلى الملاجئ. الواقع مُريع: لا يمكن لإسرائيل مواصلة الحرب من دون التزام كامل من الولايات المتحدة. لم يعد اعتمادها واقعاً إستراتيجياً هادئاً، بل أصبح نقطة ضعف مكشوفة. بعد أشهر من الضغط العسكري المستمر، اتخذت الولايات المتحدة منعطفاً دراماتيكياً وغير معهود في البحر الأحمر. في لحظة نادرة من ضبط النفس الإستراتيجي، أمرت بوقف جميع العمليات العسكرية ضد «أنصارالله» في اليمن. يأتي هذا القرار في أعقاب حملة عسكرية باهظة التكلفة: إسقاط آلاف القنابل، وفقدان مقاتلتين، وإسقاط تسع من أحدث طائراتها المسيرة من طراز MQ-9 Reaper - كل ذلك بتكلفة مالية تُقدر بنحو ملياري دولار. رغم تفوقها العسكري الهائل، أدركت واشنطن أخيراً، أنها انجرت إلى مواجهة لا طائل منها إستراتيجياً مدفوعة إلى حد كبير بتصعيد إسرائيل ومصالحها، وليس بمصالحها. بدلاً من اتباع مسار رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في المزيد من التورط العسكري، اختار الرئيس دونالد ترامب مساراً مختلفاً. تجاوز تل أبيب، وأبرم اتفاقاً أحادي الجانب مع الحوثيين، وأنهى الحملة الأميركية في البحر الأحمر. لكن حتى مع إعادة الولايات المتحدة تقييمها لموقفها، تمضي إسرائيل قدماً في نهج مختلف - نهج متجذر في الانتقام والتوسع والإفلات من العقاب. صعّدت حملتها ضد اليمن باستهدافها للبنية التحتية المدنية الحيوية، ومنها قصف مطار صنعاء الدولي. لم يكن للمطار، الذي كان يعمل فقط لرحلتين إنسانيتين أسبوعياً إلى عمان، أي قيمة عسكرية. لكن تدميره، وهو الأول في تاريخه الممتد لخمسين عاماً، كان ضربة محسوبة لشريان الحياة الإنساني الهش أصلاً في اليمن. اعترفت إسرائيل باستهداف طائرة مدنية، مكررةً بذلك التكتيكات المستخدمة منذ فترة طويلة في حملتها ضد غزة: شل البنية التحتية المدنية لفرض عقاب جماعي. تم استهداف محطات الطاقة والموانئ وطرق الإمداد بشكل منهجي، وبوحشية بحتة - في تحدٍّ صريح للقانون الدولي. نمط الإفلات من العقاب مألوف. من الهجمات المتكررة في لبنان وسوريا إلى حربها المتواصلة على غزة، تواصل إسرائيل العمل خارج حدود المساءلة القانونية والأخلاقية. ولم يؤدِّ أمر المحكمة الجنائية الدولية، باعتقال نتنياهو بتهمة ارتكاب جرائم حرب إلا إلى زيادة شعور إسرائيل بالعزلة السياسية - وليس إلى تقييدها. في غضون ذلك، ثمة دلائل على تحول كبير في واشنطن. فمنذ عودته إلى البيت الأبيض، اتخذ ترامب خطوات هزت المؤسسة السياسية الإسرائيلية. وأبرزها كشفه علناً عن اعتقاده بوجود 21 رهينة إسرائيلياً فقط على قيد الحياة - وهو تناقض مباشر مع رواية نتنياهو، التي زعمت وجود عدد أكبر. لم يُحرج هذا الكشف، إسرائيل فحسب، بل كشف أيضاً عن تلاعب نتنياهو بأعداد الرهائن أمام شعبه فقط لإطالة أمد الحرب وتجنب التداعيات السياسية. ذهب ترامب إلى أبعد من ذلك. فرغم اعتراضات إسرائيلية قوية، أعاد فتح المفاوضات مع إيران حول برنامجها النووي. كما أمر بإدخال مساعدات إنسانية إلى غزة، في خطوة تُعتبر تحدياً مباشراً للحكومة الائتلافية، حيث يدعو العديد من وزرائها إلى تجويع الفلسطينيين وتطهيرهم عرقياً، كسياسة. ولعل الأهم من ذلك، أن ترامب أبرم اتفاقاً أحادي الجانب مع «أنصارالله»، مُستبعداً إسرائيل من المفاوضات ونتائجها. أنهى الاتفاق العمليات العسكرية في البحر الأحمر، وهَمَّش إسرائيل. بالنسبة لدولة اعتادت منذ زمن طويل على التشاور معها في كل خطوة أميركية في المنطقة، يُعدّ هذا الاستبعاد ضربة دبلوماسية موجعة. كل هذا يُؤكد على إعادة تقييم جذرية للسياسة الخارجية الأميركية. إسرائيل، التي لطالما اعتُبرت استثناءً استراتيجياً، تجد نفسها الآن حليفاً واحداً من بين حلفاء عدة - وليس بالضرورة الأكثر أهمية. بدأت واشنطن تُعطي الأولوية لمصالحها الإستراتيجية على طموحات تل أبيب الإقليمية. ويتجلى هذا التوازن بوضوح في زيارة ترامب المُرتقبة إلى الشرق الأوسط. جدير ذكره أن إسرائيل ليست ضمن برنامج الزيارة. بالنسبة لنتنياهو، يُعد هذا ضربة إستراتيجية. ربما يعوّل على أن غضب ترامب لن يدوم طويلاً، ويعتمد على قدرته على استعادة العلاقات الودية في نهاية المطاف، لكن الرسالة واضحة لا لبس فيها: نفوذ إسرائيل يتضاءل، في الوقت الراهن وقدرتها التقليدية على إملاء شروط السياسة الإقليمية الأميركية لم تعد مضمونة. تشير تصريحات نتنياهو، ووزير دفاعه يسرائيل كاتس، إلى أنهم يستعدون لسيناريو تكون فيه إسرائيل بمفردها تماماً. عندما سأله الناطق باسمه «هل تستطيع إسرائيل محاربة تهديد الحوثيين بمفردها»؟ رد نتنياهو: «القاعدة التي أرسيتها هي أن إسرائيل ستدافع عن نفسها بقواتها الخاصة». لكن هذه الادعاءات واهية. لم تقاتل إسرائيل وحدها قط. منذ أكتوبر 2023، استقبلت أكثر من 2000 جندي من «قوة دلتا» وقدامى المحاربين في حرب المدن. أقامت الولايات المتحدة وألمانيا وبريطانيا وفرنسا جسراً جوياً لدعم إسرائيل، موفرةً الاستطلاع الجوي والذخيرة والدعم اللوجستي لحرب ضد منطقة لا تزيد مساحتها على 363 كيلومتراً مربعاً - غزة. في سبتمبر وأكتوبر، تعرض «حزب الله» في لبنان لمئات الغارات الجوية اليومية... وعندما وصل ترامب إلى السلطة، تلقت إسرائيل قنابل خارقة فريدة من نوعها للتحصينات، لا تصنعها إلا الولايات المتحدة، وهي موجودة في مستودعاتها. إضافة إلى المساعدات العسكرية الأميركية السنوية البالغة 3.5 مليار دولار، تدفقت عشرات المليارات إلى إسرائيل لدعم مجهودها الحربي المستمر. لقد أوضحت المقاتلات الإستراتيجية مثل «إف - 15» وغيرها من المقاتلات النفاثة المتقدمة، بالإضافة إلى عمليات التزود بالوقود جواً والوصول إلى القواعد الجوية بين إسرائيل وأهداف محتملة مثل إيران واليمن، أن إسرائيل ليست وحدها - بل هي جزء لا يتجزأ من شبكة دعم غربية. إلا أن نفوذ إسرائيل على صنع القرار الأميركي، الذي كان يوماً ما مقدساً، لم يعد مطلقاً في المرحلة الحالية.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store