logo
#

أحدث الأخبار مع #«مانوس»

«مانوس».. بكين تكشف عن وجهها التكنولوجي
«مانوس».. بكين تكشف عن وجهها التكنولوجي

جريدة الوطن

time١٤-٠٥-٢٠٢٥

  • علوم
  • جريدة الوطن

«مانوس».. بكين تكشف عن وجهها التكنولوجي

ضمن تكدس الأخبار اليومية، قد يمر اسم «مانوس» على البعض مرور الكرام، لكن ما كُشف عنه في معهد أبحاث تابع لجامعة تسينغهوا الصينية ليس مجرد إنجاز علمي، بل منعطف تاريخي قد يعيد صياغة علاقة الإنسان بالتقنية، ويضع العالم على حافة معادلة غير مألوفة؛ العقل البشري في مواجهة كيان رقمي يفكر، يقرر، وينفذ دون وصاية. والحديث هنا ليس عن برمجة تفاعلية تسمى «ذكاء اصطناعي» يُجيب على أسئلتنا، بل عن منظومة ذاتية التفكير قادرة على تحليل المشكلات، واستباق الأحداث، واتخاذ القرارات في مجالات تمتد من الأمن السيبراني إلى الرعاية الصحية والصناعة، أي أن بكين لم تطور مساعدًا رقمياً، بل أنجبت منظومة قد تكون أول «وكيل تقني» في التاريخ الحديث يمتلك ما يشبه الإرادة الرقمية. وفي الحقيقة فالقلق الغربي ليس من التطور، بل من صاحبه، لذا لم يكن مفاجئًا أن تبادر واشنطن إلى التحذير. فنحن في عالم تتسابق فيه القوى على امتلاك الذكاء والسرعة والسيطرة. فظهور «مانوس» كرقم غير قابل للضبط، وقدرته على اختراق أنظمة، وتحليل صور الأقمار الصناعية، بل وربما تحديد أهداف عسكرية... كلها خصائص تنقل البرمجة التفاعلية من الخوارزميات إلى دائرة الاستراتيجية العسكرية. لكن الأمر لا يتوقف عند الأمن، تخيلوا اقتصادًا تُديره خوارزمية تفوق أي مدير تنفيذي في دقة القرار وسرعة التنفيذ، خاصة وأن شركات التكنولوجيا الصينية العملاقة بدأت بالفعل في دمج «مانوس» في أنظمتها الإدارية، في خطوة قد تقلب موازين السوق العالمي. التاريخ لا يتشكل فقط عبر الاكتشافات، بل بكيفية استخدامنا لها، و«مانوس» في الحقيقة قد يكون أداة لتحسين العالم أو بداية فصل مرعب من هيمنة الآلة على الإنسان. لكن الرهان اليوم ليس فقط على الذكاء، بل على الحوكمة، الأخلاق، والقدرة على رسم حدود قبل أن يُعاد تعريفها من طرف واحد. وفي الختام أقول: قد لا يكون السؤال الأهم ماذا يستطيع مانوس أن يفعل؟، بل هل نحن مستعدون لما قد يفعله؟

الصين تتطلع لإطلاق «مانوس»... الجيل التالي لـ«ديب سيك»
الصين تتطلع لإطلاق «مانوس»... الجيل التالي لـ«ديب سيك»

الشرق الأوسط

time٢١-٠٣-٢٠٢٥

  • أعمال
  • الشرق الأوسط

الصين تتطلع لإطلاق «مانوس»... الجيل التالي لـ«ديب سيك»

سجلت شركة «مانوس» الصينية الناشئة في مجال الذكاء الاصطناعي مساعدها الذكي الموجه للصين، وظهر لأول مرة في بث إعلامي رسمي، مسلطاً الضوء على استراتيجية بكين لدعم شركات الذكاء الاصطناعي المحلية التي حظيت باعتراف دولي. ومنذ أن أحدثت «ديب سيك» الصينية صدمة في وادي السيليكون بإطلاقها نماذج ذكاء اصطناعي تُضاهي منافسيها الأميركيين، ولكن بتكلفة زهيدة، يتطلع المستثمرون الصينيون إلى الشركة الناشئة المحلية التالية التي قد تُحدث تغييراً جذرياً في النظام التكنولوجي العالمي. وقد أشار البعض إلى «مانوس»، فقد انتشرت الشركة على منصة «إكس» قبل بضعة أسابيع بإطلاقها ما زعمت أنه أول عميل ذكاء اصطناعي عام في العالم، قادر على اتخاذ القرارات وتنفيذ المهام بشكل مستقل، مع الحاجة إلى توجيهات أقل بكثير مقارنةً بروبوتات الدردشة القائمة على الذكاء الاصطناعي مثل «تشات جي بي تي» و«ديب سيك». وتُظهر بكين الآن مؤشرات على أنها ستدعم إطلاق «مانوس» داخل الصين، مُجسدةً استجابتها لنجاح «ديب سيك». وكرّست هيئة الإذاعة والتلفزيون الصينية «سي سي تي في» تغطية تلفزيونية لـ«مانوس» لأول مرة، ناشرةً فيديو يوضح الفرق بين وكيل الذكاء الاصطناعي الخاص بها وروبوت الدردشة الذكي من «ديب سيك». وأعلنت حكومة بلدية بكين، يوم الثلاثاء، أن النسخة الصينية من منتج «مانوس» السابق، وهو مساعد ذكاء اصطناعي يُدعى «مونيكا»، قد أكملت التسجيل المطلوب لتطبيقات الذكاء الاصطناعي التوليدية في الصين، متجاوزةً بذلك عقبة تنظيمية مهمة. وتشترط الهيئات التنظيمية الصينية على جميع تطبيقات الذكاء الاصطناعي التوليدية الصادرة في البلاد الالتزام بقواعد صارمة، تهدف جزئياً إلى ضمان عدم إنتاج هذه المنتجات لمحتوى تعدّه بكين حساساً أو ضاراً. وفي الأسبوع الماضي، أعلنت «مانوس» عن شراكة استراتيجية مع الفريق الذي يقف وراء نماذج الذكاء الاصطناعي «كوين» التابعة لشركة «علي بابا» العملاقة للتكنولوجيا. وقد تُعزز هذه الخطوة طرح «مانوس» بوصفه وكيل ذكاء اصطناعي محلياً، وهو متاح حالياً فقط للمستخدمين الذين يحملون رموز دعوة، ولديه قائمة انتظار تضم مليوني مستخدم، وفقاً للشركة الناشئة. وفي الأسواق، تراجعت أسهم هونغ كونغ والصين يوم الجمعة، مسجلةً خسائر أسبوعية، مع تراجع أسهم التكنولوجيا نتيجةً لتزايد ضغوط جني الأرباح. وانخفض مؤشر هانغ سنغ للتكنولوجيا بنسبة 3.4 في المائة، وخسر مؤشر هانغ سنغ القياسي في هونغ كونغ 2.1 في المائة. وسجل كلا المؤشرين خسائر أسبوعية متتالية لأول مرة منذ يناير (كانون الثاني). وفي هونغ كونغ، انخفض سهم شركة تصنيع الرقائق الإلكترونية «سيميكوندكتور مانوفاكتشرينغ إنترناشونال كوربوريشن» بنسبة 7.5 في المائة ليصل إلى أدنى مستوى له في شهر، بينما خسر سهم شركة «علي بابا» ذات الثقل في السوق 3.5 في المائة. وانخفض مؤشر «سي إس آي 300» الصيني للأسهم القيادية بنسبة 1.5 في المائة، منهياً الأسبوع بخسارة 2.3 في المائة، ومسجلاً أكبر تراجع له منذ يناير. وخسر مؤشر شنغهاي المركب 1.3 في المائة. كما قاد قطاع التكنولوجيا الانخفاضات المحلية، وانخفض مؤشر «ستار 50»، المُركز على التكنولوجيا في الصين، بنسبة 2.1 في المائة، بينما تراجعت أسهم الذكاء الاصطناعي بنسبة 3 في المائة. وصرح ديكي وونغ، المدير التنفيذي لشركة «كينغستون» للأوراق المالية: «من الطبيعي أن نشهد بعض التراجعات عند هذه المستويات بعد هذا الارتفاع القوي هذا العام، وهذا لا يُصنف تصحيحاً». وأضاف أن التفاؤل المُحيط بـ«ديب سيك»، واجتماع الرئيس شي جينبينغ مع قادة التكنولوجيا، قد تم وضعه في الحسبان بالفعل، حيث استقرت المؤشرات الرئيسية عند مستوياتها الحالية، مما دفع المستثمرين إلى جني الأرباح. وانخفض مؤشر هانغ سنغ للتكنولوجيا بنسبة 4.1 في المائة هذا الأسبوع في أسبوع ثانٍ من الانخفاض، وهي أطول سلسلة خسائر منذ الأسابيع الأولى من العام، ومع ذلك، لا يزال المؤشر مرتفعاً بنسبة 26 في المائة منذ بداية العام.

«مانوس» الصيني.. ذكاء اصطناعي يحجز العطلات ويشتري العقارات بدون تدخل بشري
«مانوس» الصيني.. ذكاء اصطناعي يحجز العطلات ويشتري العقارات بدون تدخل بشري

صحيفة الخليج

time٢٠-٠٣-٢٠٢٥

  • أعمال
  • صحيفة الخليج

«مانوس» الصيني.. ذكاء اصطناعي يحجز العطلات ويشتري العقارات بدون تدخل بشري

أطلقت شركة تقنية صينية متخصصة في الذكاء الاصطناعي نموذجاً جديداً يحمل اسم «مانوس»، يُصنَّف ضمن فئة الذكاء الاصطناعي العام (AGI)، حيث يستطيع اتخاذ قرارات مستقلة من دون الحاجة إلى تدخل بشري مباشر. وتم تطوير Manus/مانوس بقدرات تشغيل ذاتي متقدمة، تُمكّنه من حجز الرحلات، وتخطيط العطلات، وحتى شراء العقارات، بالاعتماد على تحليل البيانات والتفاعل مع الأسواق في الوقت الفعلي. مقارنة بين مانوس وتشات جي بي تي وديب سيك يختلف «مانوس» عن نماذج الذكاء الاصطناعي الحالية مثل تشات جي بي تي وديب سيك؛ حيث لا يقتصر دوره على تقديم إجابات أو تحليل البيانات، بل يتخذ إجراءات فعلية دون إشراف بشري. وفي حين تعتمد النماذج الأخرى على المستخدم لتأكيد القرارات أو تنفيذ العمليات، يستطيع «مانوس» إتمام المعاملات، مثل شراء عقارات بناءً على تقييمات السوق، وتحليل العقود القانونية بنفسه. كيف يتخذ مانوس القرارات دون توجيه بشري؟ يعتمد «مانوس» على نماذج تعلم معززة متقدمة، تُمكنه من تحليل بيانات الأسواق والعقارات، وتقييم المخاطر، وإتمام العمليات المالية عبر منصات إلكترونية مرتبطة به. كما يستخدم تقنيات التعلم الذاتي لتحسين قراراته بمرور الوقت، ما يمنحه قدرة على التصرف بطريقة تحاكي الإنسان، ولكن بسرعة وكفاءة أعلى. مخاوف عالمية من منح «مانوس» صلاحيات تنفيذية مستقلة أثار مشروع «مانوس» جدلاً واسعاً في الأوساط التقنية؛ إذ يرى بعض الخبراء أن منحه القدرة على إتمام المعاملات المالية والتجارية دون تدخل بشري قد يؤدي إلى مشكلات قانونية وأخلاقية. أخطاء «مانوس» في التنفيذ.. هل ما زال النموذج غير مكتمل؟ رغم إمكانياته المتقدمة، رُصدت بعض الأخطاء في أداء «مانوس»، حيث تسببت قراراته في إتمام عمليات شراء بأسعار غير مناسبة، أو اختيار وجهات سياحية غير متوافقة مع متطلبات العملاء. كما أظهر النموذج قصوراً في فهم بعض الجوانب القانونية للعقود العقارية، ما أدى إلى عمليات شراء غير مكتملة. ورغم هذه الأخطاء، تواصل شركة «مانوس إيه آي» تحسين خوارزميات نموذجها، مؤكدة أنه سيكون قادراً على الوصول إلى دقة شبه مثالية خلال السنوات القليلة المقبلة.

ليّنة الصين أم مخادعة؟
ليّنة الصين أم مخادعة؟

العرب اليوم

time٢٠-٠٣-٢٠٢٥

  • أعمال
  • العرب اليوم

ليّنة الصين أم مخادعة؟

ثلاثة مجالات صينية، على الأقل، يحق لأميركا أن تقلق منها، وتطلق أجراس الإنذار لتفادي خسائر اقتصادية تؤثر على مكانتها وسلطتها في العالم. وهي ميادين تعي الصين أهميتها جيداً وتدرك حساسيتها، وبدأت تُظهر تقدماً فيها، بعد عمل طويل وهادئ. إضافة إلى الصناعات التي سحبت بساطها من الغرب، تمكنت الصين من إنشاء بنى تحتية؛ من شبكات طرق، وتمديدات، وسكك حديد، ومطارات، وموانئ، بأعداد كبيرة، في الصين وخارجها. ولها إنجازات كبيرة في تقنيات النانو، والروبوتات، وأجهزة الطاقة النظيفة، لكنها الآن بدأت الإعلان عن اختراقات في مواضع ابتكارية، ما كانت في الحسبان. منذ أيام، أعلنت الصين عن ابتكارها لنظام شحن لسيارتها الكهربائية الشهيرة «بي واي دي» في 5 دقائق فقط، بما يضمن لها مسير 470 كلم، وهي نصف المسافة تقريباً التي تقطعها «تسلا»، بعد شحن مدته 15 دقيقة. وإذا أضفت فارق السعر الكبير بين السيارتين، رغم ما يغدقه المصنِّعون الصينيون من زوائد على منتجاتهم، تجد أنهم أكثر إغراء. لا غرابة، بعد هذا الخبر، أن ترتفع أسهم شركة «بي واي دي»، بينما أسهم «تسلا» الأميركية، تخسر، في مدة قياسية، نصف قيمتها السوقية، لا بل تفقد الماركة بريقها في عيون الناشطين الذين باتوا يرون فيها عنواناً للاستغلال وسوء الإدارة. هذا فضلاً عن المشكلات التقنية، التي تعانيها، وأهمها التباطؤ المفاجئ للسرعة، الذي يشكل خطراً على الركاب. خسائر «تسلا» مادية، ولكن معنوية أيضاً، بسبب التوتر الذي يحدثه صاحبها بنشاطه السياسي، وإثارته غضب خصومه. إذ لا تزال محطات الشحن ومراكز البيع تتعرض لهجوم، حتى هدد الرئيس الأميركي بمقاضاة المعتدين، واتهمهم بقبض الأموال مقابل أفعالهم، كما هدد بمعاقبتهم بتهم الإرهاب المحلي. الأخبار السيئة تتوالى على إيلون ماسك الذي انفجر صاروخه الفضائي أيضاً. فالإدارة الأميركية الجديدة، التي خصصت 800 مليار دولار للذكاء الاصطناعي، اعتبرت نفسها متربعة على عرشه، متفوقة، بما يضمن لها سيطرة تكنولوجية على العالم أجمع، لسنوات طويلة مقبلة. لم يكن ظهور برنامج «ديب سيك»، متجاوزاً ذكاء «تشات جي بي تي»، هو المفاجأة الصادمة الوحيدة، فبعدها بأيام عدة ظهر برنامج ثانٍ طوره موقع «علي بابا»، ثم كانت المفاجأة الكبرى ببرنامج «مانوس» المتفوق على كل ما عرفناه. «مانوس» يعمل نيابة عنك، حتى بعد أن تغلق جهازك وتذهب لترتاح. هو أكثر من برنامج محادثة ذكي، يجيبك عما كنتَ عنه غافلاً. يتميز بأنه قادر على حفظ السير الذاتية وقراءتها وتفنيد معلوماتها، وإعادتها إليك في جدول يبرز خصائص وميزة كل متقدم إلى الوظيفة. كما أنه يحلّ المشكلات التقنية، ويجهّز لك منصات إلكترونية إن أحببت. وهذه قفزة تُحسَب للصين، لأنها نقلتنا من ذكاء الأقوال والإجابات إلى عبقرية الأفعال التنفيذية. وهو ما ننتظر تجريبه، حين يصبح في متناول العموم. إلى حينه الأخبار غير سارة، في أميركا، بعد اضطراب أسواق المال، رغم الخطوات الحثيثة، والسريعة من الإدارة الجديدة، لتدارك التأخير، وهو ممكن جداً لكنه يحتاج إلى وقت. فالمجال الثالث الذي أدركت خطورة تقدم الصين فيه إدارة الرئيس ترمب هو المعادن النادرة، الأساسية للصناعات البيئية النظيفة التي يطلبها الكوكب. معادن في الحقيقة غير نادرة على الإطلاق، وموجودة في مواضع كثيرة من العالم لكنها صعبة الاستخراج، مكلفة، ملوثة، ومرهقة. جهد حاول الغرب تجنبه وتركه للصين، فتبين أنها بنت على معادنها الأثيرة استراتيجية طويلة الأمد، وأقامت بنية لا مثيل لها للاستخراج والتعدين، بحيث باتت تقبض على 90 في المائة من هذا المنتج عالمياً. وفي أحسن الأحوال، إن تمكنت أميركا من استثمار الثروة الأوكرانية من المعادن، أو حتى في أي منطقة أخرى، فسيحتاج الأمر إلى سنوات قد تصل إلى 10، قبل أن تمتلك الاكتفاء الذاتي. في الشهرين الأخيرين، شهرت الصين نتائج لم تكن تحب إظهارها. فهؤلاء هم سلالة الجنرال الحكيم سون تزو الذي وضع لهم أشهر كتاب استراتيجي عرفه التاريخ، وإن كان عمره يعود إلى القرن الخامس قبل الميلاد. لكن «فن الحرب» لا يزال هو البوصلة التي يرسم من خلالها قادة الصين رؤيتهم. وفي أميركا يُدرّس الكتاب لكن فيه من المتناقضات ظاهرياً، ما يجعل تطبيقه ليس يسيراً على من لم يتشرَّب روحه ويفهم سيكولوجية الثقافة الصينية. يتوجب أن تدرك اللحظة الحاسمة التي يُفترض أن تكون فيها «سريعاً كالريح، ثابتاً كالغابة، شرساً كالنار، صلباً كالجبل». هذا فقط حين تتأكد من أن خصمك في أضعف حالاته، وقد حضّرت للهجوم بعناية شديدة. الخداع، والليونة، أهم ما تلجأ إليهما الصين. «لأن الفرصة لا تأتي مرتين، وعليك أن تخطط جيداً وأن تحسم المعركة قبل أن تخاض». فما الذي تخفيه الصين؟ وما الذي تستعد لحسمه في الظل؟

ليّنة الصين أم مخادعة
ليّنة الصين أم مخادعة

السوسنة

time٢٠-٠٣-٢٠٢٥

  • أعمال
  • السوسنة

ليّنة الصين أم مخادعة

ثلاثة مجالات صينية، على الأقل، يحق لأميركا أن تقلق منها، وتطلق أجراس الإنذار لتفادي خسائر اقتصادية تؤثر على مكانتها وسلطتها في العالم. وهي ميادين تعي الصين أهميتها جيداً وتدرك حساسيتها، وبدأت تُظهر تقدماً فيها، بعد عمل طويل وهادئ.إضافة إلى الصناعات التي سحبت بساطها من الغرب، تمكنت الصين من إنشاء بنى تحتية؛ من شبكات طرق، وتمديدات، وسكك حديد، ومطارات، وموانئ، بأعداد كبيرة، في الصين وخارجها. ولها إنجازات كبيرة في تقنيات النانو، والروبوتات، وأجهزة الطاقة النظيفة، لكنها الآن بدأت الإعلان عن اختراقات في مواضع ابتكارية، ما كانت في الحسبان.منذ أيام، أعلنت الصين عن ابتكارها لنظام شحن لسيارتها الكهربائية الشهيرة «بي واي دي» في 5 دقائق فقط، بما يضمن لها مسير 470 كلم، وهي نصف المسافة تقريباً التي تقطعها «تسلا»، بعد شحن مدته 15 دقيقة.وإذا أضفت فارق السعر الكبير بين السيارتين، رغم ما يغدقه المصنِّعون الصينيون من زوائد على منتجاتهم، تجد أنهم أكثر إغراء.لا غرابة، بعد هذا الخبر، أن ترتفع أسهم شركة «بي واي دي»، بينما أسهم «تسلا» الأميركية، تخسر، في مدة قياسية، نصف قيمتها السوقية، لا بل تفقد الماركة بريقها في عيون الناشطين الذين باتوا يرون فيها عنواناً للاستغلال وسوء الإدارة. هذا فضلاً عن المشكلات التقنية، التي تعانيها، وأهمها التباطؤ المفاجئ للسرعة، الذي يشكل خطراً على الركاب.خسائر «تسلا» مادية، ولكن معنوية أيضاً، بسبب التوتر الذي يحدثه صاحبها بنشاطه السياسي، وإثارته غضب خصومه. إذ لا تزال محطات الشحن ومراكز البيع تتعرض لهجوم، حتى هدد الرئيس الأميركي بمقاضاة المعتدين، واتهمهم بقبض الأموال مقابل أفعالهم، كما هدد بمعاقبتهم بتهم الإرهاب المحلي.الأخبار السيئة تتوالى على إيلون ماسك الذي انفجر صاروخه الفضائي أيضاً. فالإدارة الأميركية الجديدة، التي خصصت 800 مليار دولار للذكاء الاصطناعي، اعتبرت نفسها متربعة على عرشه، متفوقة، بما يضمن لها سيطرة تكنولوجية على العالم أجمع، لسنوات طويلة مقبلة.لم يكن ظهور برنامج «ديب سيك»، متجاوزاً ذكاء «تشات جي بي تي»، هو المفاجأة الصادمة الوحيدة، فبعدها بأيام عدة ظهر برنامج ثانٍ طوره موقع «علي بابا»، ثم كانت المفاجأة الكبرى ببرنامج «مانوس» المتفوق على كل ما عرفناه. «مانوس» يعمل نيابة عنك، حتى بعد أن تغلق جهازك وتذهب لترتاح. هو أكثر من برنامج محادثة ذكي، يجيبك عما كنتَ عنه غافلاً. يتميز بأنه قادر على حفظ السير الذاتية وقراءتها وتفنيد معلوماتها، وإعادتها إليك في جدول يبرز خصائص وميزة كل متقدم إلى الوظيفة. كما أنه يحلّ المشكلات التقنية، ويجهّز لك منصات إلكترونية إن أحببت. وهذه قفزة تُحسَب للصين، لأنها نقلتنا من ذكاء الأقوال والإجابات إلى عبقرية الأفعال التنفيذية. وهو ما ننتظر تجريبه، حين يصبح في متناول العموم.إلى حينه الأخبار غير سارة، في أميركا، بعد اضطراب أسواق المال، رغم الخطوات الحثيثة، والسريعة من الإدارة الجديدة، لتدارك التأخير، وهو ممكن جداً لكنه يحتاج إلى وقت.فالمجال الثالث الذي أدركت خطورة تقدم الصين فيه إدارة الرئيس ترمب هو المعادن النادرة، الأساسية للصناعات البيئية النظيفة التي يطلبها الكوكب. معادن في الحقيقة غير نادرة على الإطلاق، وموجودة في مواضع كثيرة من العالم لكنها صعبة الاستخراج، مكلفة، ملوثة، ومرهقة. جهد حاول الغرب تجنبه وتركه للصين، فتبين أنها بنت على معادنها الأثيرة استراتيجية طويلة الأمد، وأقامت بنية لا مثيل لها للاستخراج والتعدين، بحيث باتت تقبض على 90 في المائة من هذا المنتج عالمياً. وفي أحسن الأحوال، إن تمكنت أميركا من استثمار الثروة الأوكرانية من المعادن، أو حتى في أي منطقة أخرى، فسيحتاج الأمر إلى سنوات قد تصل إلى 10، قبل أن تمتلك الاكتفاء الذاتي.في الشهرين الأخيرين، شهرت الصين نتائج لم تكن تحب إظهارها. فهؤلاء هم سلالة الجنرال الحكيم سون تزو الذي وضع لهم أشهر كتاب استراتيجي عرفه التاريخ، وإن كان عمره يعود إلى القرن الخامس قبل الميلاد. لكن «فن الحرب» لا يزال هو البوصلة التي يرسم من خلالها قادة الصين رؤيتهم. وفي أميركا يُدرّس الكتاب لكن فيه من المتناقضات ظاهرياً، ما يجعل تطبيقه ليس يسيراً على من لم يتشرَّب روحه ويفهم سيكولوجية الثقافة الصينية.يتوجب أن تدرك اللحظة الحاسمة التي يُفترض أن تكون فيها «سريعاً كالريح، ثابتاً كالغابة، شرساً كالنار، صلباً كالجبل». هذا فقط حين تتأكد من أن خصمك في أضعف حالاته، وقد حضّرت للهجوم بعناية شديدة.الخداع، والليونة، أهم ما تلجأ إليهما الصين. «لأن الفرصة لا تأتي مرتين، وعليك أن تخطط جيداً وأن تحسم المعركة قبل أن تخاض». فما الذي تخفيه الصين؟ وما الذي تستعد لحسمه في الظل؟

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store