أحدث الأخبار مع #أدباء


الإمارات اليوم
منذ 4 أيام
- ترفيه
- الإمارات اليوم
بدء تقييم الأعمال المشاركة في جائزة غانم غباش
أعلن اتحاد كتّاب وأدباء الإمارات بدء أعمال التقييم للدورة الحالية من «جائزة غانم غباش للقصة القصيرة» في دورتها الـ16 من عام 2025، وذلك في فرعَي القصة القصيرة والمجموعة القصصية، حيث باشرت لجان التحكيم المتخصصة عملها في دراسة الأعمال المشاركة، وفق معايير دقيقة تراعي الأصالة والجودة الفنية والابتكار في الطرح، وكان باب التقدم للترشح للجائزة قد أُغلق في 23 من أبريل الماضي، وسط إقبال كبير من الكتّاب والموهوبين والمهتمين بكتابة القصة القصيرة، وشملت الجائزة في دورتها الجديدة بجانب القصة، فئة «المجموعة القصصية».


عكاظ
١٥-٠٥-٢٠٢٥
- ترفيه
- عكاظ
انكفاء
تابعوا عكاظ على إلى الغائب الحاضر دوماً الكبير محمد الثبيتي؛ تنكفئ الرياحُ عن أشرعتكَ التي أربكتْ جهاتُها حاسَّةَ الشَمِّ لديها تنكفئُ الموجةُ عن شواطئك كل ما هجَستْ بالأشواطِ التي تنتظرها في ميناءكْ تنكفئُ المسافةُ عن خطواتكَ التي لم تعد قادرةً على تجسيرِ الهُوَّةِ بينها وبين أجْنحتِكَ المنسوجةِ بخيوط البرقْ تنكفئُ الغيومُ عن شتاءاتكَ لأن ثَمَّةَ مطرٌ فاضَ من وديان حروفكَ ولا يزال يكتبُ روايةَ الطوفانْ ينكفئُ الزمنُ عن عقاربِ ساعاتكَ المُعلَّقةِ في جدرانٍ فقدتْ إيقاعَها منذُ هجرها الوقتُ فسقطت في بِرْكةِ الدُوارْ ينكفئُ الأفقُ عن نافذتكَ المغروسةِ فاصلةً في أوراقِ العُمرِ تُغْري بها ما تبقَّى لطيورِ معانٍ حرَّرْتَها من أقفاصِ مجازاتكْ تنكفئُ الغربةُ عن أبوابكَ المُشْرعةِ برائحةِ أغانيكَ الليْليةِ كأنَّها أسطوانةٌ لا تملُّ من الدَورانِ مُؤنسةً وحشةَ الكلماتِ التي تنتظرُ عودتكْ أخبار ذات صلة شفيق العبادي


الجزيرة
١٥-٠٥-٢٠٢٥
- ترفيه
- الجزيرة
الكتابة: مواجهة ناعمة مع الذات
لطالما دُهشتُ لقدرة الكُتّاب على إذابة الشعور ورصّه في كلمات، تسحرني كل عبارة تحمل ثقل أيام وصدمات بالغة، أو تصيغ فرحًا وتضم بهجة، عبارة واحدة قد تلخص مشوار حياة كاملة، وتجعلني أفكر فيها لأيام وربما أكثر، وكنت كلما كتبت خاطرةً أو نصًّا شعرت وكأنما أتممت جلسة علاج نفسي، بدون انتظار وصفة طبية أو تعليمات أتبعها. للكتابة عذوبة بدايات الحبّ الأولى ونشوة تجربة شيء جديد؛ حيث تمتد لما هو أعمق من مجرد وسيلة تعبير، فمع كل هدية أهديها أرفق رسالةً فيها شيء من نفسي وشعوري، وفي كل موقف أواجهه شخصيًّا، ألجأ للكتابة واللغة، تدوينًا كان أم خربشة، حبًّا أم اعتذارًا، كانت الكتابة دومًا حاضرة. يقال إنه في كل واحد منا كاتب بانتظار أن يُكتشف، أوْمن بهذا الافتراض إلى حد بعيد، كما أوْمن بقوة اللغة على انتشالنا من فوضى الخارج وتسارع كل شيء حولنا. يقول العقاد ما معناه "أقرأ لأن حياةً واحدة لا تكفيني"… لطالما لخصت هذه العبارة علاقتي مع الكتابة، فكما تشبه القراءة صديقًا يتحدث إليّ، كانت الكتابة أشبه بصديق يستمع إلي، بلا حكم أو نقد، أو مقاطعة أو تعقيب، وغالبًا ما كنت أكتب بلا ترتيب ولا تنمق، بُحتُ لدفاتر ملاحظاتي بما لم أبحْ به يومًا لمخلوق، لا لشيء إلا أن الكتابة -بشكل أو بآخر- تجرّدني حتى من نفسي، وتضعني أمام مواجهة حقيقية مع ذاتي، أتعرّف إليها مع كل خاطرة أو تدوينة، أصقلها وأنميها، فالواحد منّا في رحلة دائمة لامتناهية، ولا وصول فيها، للتعرف على نفسه. في الكتابة أجدني في الكتابة أجدني وأفهمني، وبالكتابة اتسعت مداركي ورأيت الحياة بأكثر من عينين، وأحببت الكون وما يحويه بأكثر من قلب واحد. كنت أكتب لأرى ما وراء كل شيء، لأغوص في أعماق كل ما هو ظاهر، لأفهم تلافيف الكون وكلاكيعي الشخصية، لأحميني من تآكل فِكَري داخل رأسي، رأسي الذي حملني أكثر مما حملته يومًا، ولأبحر في أغوار النفس وما خلف كل كلمة قيلت أو لم تقلْ. ففي خضم التشوش الذي لا حصر له، وتسارع كل شيء حولي، والشعور المتواصل بالضياع؛ كنت أستعيد توازني بالتدوين، وأنظم داخلي وفوضاي بالكلمات التي لم تكن يومًا مجرد كلمات، بل حضنًا واسعًا وطبطبةً صادقة ومواساة شافية، كانتذ بمثابة صديق دائم الاستماع بلا ملل أو تساؤلات، مثل: كيف أخفف عنه؟ متى ينتهي من كلامه؟ ألم يجد غيري يشكو له؟.. وأسئلة كثيرة أخرى. فعلى غرار الحديث مع شخص ما، الحديث بالكتابة كان دائمًا أكثر حرية وسلاسة، من النفس إلى النفس بكل استرسال. إن ما يربكني بخصوص الكتابة هو انعقاد اللغة وتشابكها، ورفضها الخروج أو الصياغة.. في مرات كثيرة، كنت أثقل على نفسي من نفسي، وأبت اللغة أن تطاوعني، فكنت أشعر بأن يديَّ مكبلتان وأصابعي من فولاذ تأبى الحراك! في مواقف كهذه يساورني شعور بالعجز وبأن الكتابة ليست لي ربما، وما ألبث أن أقنع نفسي بهذا الأمر حتى أعود وأكتب أي شيء، فقط لأتخلص من حبسة الكتابة وأتجاوز هذا الشعور المقيت الذي يحرمني لذتها. الكتابة كخلاص روحي في كل مكان وزمان، ولعديد من الكتاب، كانت الكتابة بمثابة خلاص روحي ووسيلة تشافٍ.. فمثلًا، الكاتبة الإنجليزية سيلفيا بلاث منحتها الكتابةُ شعورًا بالجدوى والمعنى، ففي إحدى قصائدها الأولى كتبت: تسألني لماذا أُمضي عمري في الكتابة إن كانت مصدر تسلية إن كانت تستحق وفوق كل شيء إن كانت ذات جدوى إن لم يكن، إذن، أثمة سبب؟ أنا أكتب فقط لأن هناك صوتًا في داخلي لن تهدأ فِكَرنا ولا دواخلنا إلا بالمواجهة، ولا شيء أكثر سحرًا من الكتابة، لتجريد أنفسنا من أنفسنا، وكشف هشاشتنا الإنسانية أمامنا، وهي التي مهما فعلنا -وبغض النظر عن الوعي الذي توصّلنا إليه- فإننا لن نجرؤ على إبدائها أمام إنسان، مهما بلغت درجة القرب والشفافية بيننا. إن ما نعيشه اليوم من زيف وهشاشة وتكُّلف بعيد كل البعد عن بساطة الإنسان الحقيقي، يجعل الواحد منا في صراع دائم، وبحث لامتناهٍ عن الذات الحقة، التي تاهت وسط هذا العالم الفضفاض المشبع بالتصنع. فأصبح فهم النفس من أكثر الأمور استعصاءً وصعوبة.. ومع كل هذا وأكثر، نحن بحاجة أولًا لوعي به، ثم الغوص في فهمه. ومرةً أخرى أقول: لا شيء أكثر استيعابًا للنفس من الكتابة، ومحاولة تجسيد الفكر في كلمات، وفك شفراتها بالتجريد والتدوين، ليستعيد الإنسان نفسه وما هو عليه حقًّا.


الشرق الأوسط
١٤-٠٥-٢٠٢٥
- علوم
- الشرق الأوسط
دليلك إلى وجهات سياحية سكنها أهم أدباء لبنان
يزخر لبنان بمواقع سياحية مشهورة ، من بينها منطقة الروشة وقلعة بعلبك سيدة لبنان (حريصا) والبترون وجبيل وغيرها، وهذه الوجهات غالباً ما تكون على رأس جدول زيارة أي سائح في لبنان. ولكن هذه المرة تقوم «الشرق الأوسط» بمشوار في بلدات لبنانية تتميز بطبيعتها الخلابة، وبكونها مسقط رأس أهم الأدباء والفلاسفة. وهي بشرّي وبسكنتا والفريكة. وإلى جانب طابعها الثقافي، فإن هذه البلدات تعدّ وجهات سياحية خلّابة. ويستطيع الزائر خلالها زيارة معالم ومواقع تاريخية، وتمضية أوقات مسليّة. بشرّي... جنّات على مدّ النظر تقع بشرّي في قضاء يحمل اسمها، وتبعد عن بيروت نحو ساعتين بالسيارة. وتتمتع بطبيعة جميلة، ولا سيما أنها تحتضن أهم غابات الأرز في لبنان «أرز الرب». التي أدرجتها اليونسكو على خريطة معالمها التراثية العالمية. تقع غابة «أرز الرب» في بشري بالقرب من وادي قنوبين. وقد أصبحت اليوم محمية طبيعية مخصصة لإنقاذ الأرز اللبناني. وتتجلى أهميتها التاريخية في أنها الغابة الأساسية التي قطع الفينيقيون أخشابها ليبنوا سفنهم ومعابدهم وليتاجروا بها مع المصريين والآشوريين. متحف جبران... مساحة تحكي حياته ولد الفيلسوف والأديب اللبناني جبران خليل جبران في بلدة بشرّي عام 1883. وعندما توفي اشترت شقيقته مريانا دير مار سركيس وكهفه. فشقيقها كان يتمنى القيام بذلك لتمضية فترة تقاعده فيه. وتحوّل الدير إلى متحف له عام 1975. متحف جبران خليل جبران في بشري (فيسبوك) وفي عام 1995، تم توسيع المتحف بشكل أكبر، وزوّد بمعدات حديثة تمكّنه من عرض المجموعة الكاملة من مخطوطات جبران ورسومه ولوحاته. يتضمن المتحف المحفور بالصخر 16 غرفة ذات سقف منخفض ومساحات ضيقة مرقّمة بالعدد الروماني المحفور على خشب الأرز. تتوزع الغرف على 3 طوابق تتعاقب في أدراج لولبية تؤدي في النهاية إلى المغارة التي شاءها مدفنه الأخير. المتحف عبارة عن دير «مار سركيس» الذي يفوق عمره 1500 عام، وتمنى الأديب أن يصبح «صومعة» فكرية ومقراً له بعد عودته من المهجر. لكن حلمه لم يتحقق، وبعد وفاته حمل جثمانه إلى بشري ليدفن في الدير نفسه بناء على وصيته. ويستطيع زائر المتحف التعرّف إلى محطات من حياة جبران، ويطّلع عن قرب على لوحاته وكتاباته، وفيه أيضاً مرسمه، ومكتبه وكرسيه الخاص وسريره. زيارة بشري تختتم في جلسة من العمر تزدهر بشري بمطاعمها ومقاهيها المشرفة على طبيعتها الخلابة، وبينها الأقرب إلى غابة الأرز «لو شاتيل» و«مقهى الأرز» و«جنة الأرز». ومن المعالم السياحية التي ينصح بها في منطقة بشري، زيارة دير قنوبين ودير مار سمعان الأثريين، وكذلك المدفن الفينيقي في قمة جبل سركيس. بسكنتا... ملهمة الشعراء تعدّ بسكنتا من أهم البلدات الجبلية في قضاء المتن. ويقصدها الزوار في الشتاء لممارسة رياضة التزلج، وفي الصيف للتنعمّ بطبيعتها الملهمة للشعراء. ويعدّ الأديب ميخائيل نعيمة من أشهر أبنائها. وحين عاد إلى لبنان عام 1932 من هجرته الأميركية، استقرّ في مسقط رأسه بسكنتا، واختار تلة خارجها تسمى «الشخروب» ليبني «عرزالة» عليها. واعتزل فيه قارئاً، وكاتباً ومفكراً ومتأملاً. هناك ألّف عدداً كبيراً من كتبه، فلُقّب بـ«ناسك الشخروب». تتميز البلدة بمعالمها الطبيعية والجغرافية، إذ يحيط بها جبل صنين ووادي الجماجم وقناة باكيش ونبع صنين، مما أكسبها جمالاً طبيعياً استثنائياً. غابة الأرز في بلدة بشرّي (فيسبوك) درب بسكنتا الأدبي أفضل طريقة لاكتشاف البلدة هي من خلال درب بسكنتا الأدبي. وتتوفّر جولات مشي لمسافات طويلة تتيح فرصة اكتشاف أبرز المواقع الثقافية والطبيعية في القرية. وتبدأ الجولة من حديقة ميخائيل نعيمة التذكارية حيث يقع ضريحه وتمثاله، وتنتهي في منزل الكاتب سليمان كتاني، الذي عاش في بسكنتا بين عامي 1965 و2004. ويستمتع هواة رياضة المشي بالسير بين بساتين الفاكهة والنباتات البرية والأزهار. كما يمكن من خلال هذا الدرب التعرف إلى منزل نعيمة الصيفي، حيث كتب سيرته الذاتية. بعد ذلك، ينتقل الزائر لمشاهدة نقوش رومانية تعود إلى زمن الإمبراطور هادريان. وفي منتصف الطريق عبر الوادي، توجد مغارة سيف الدولة العباسي الذي حكم في القرن العاشر الميلادي، والذي اشتهر بحماية الشعراء وتشجيع التعليم. ومن مواقع الدرب المميزة غابة الأرز الصغيرة. ويمكن في هذا الدرب الاطلاع على المركز الثقافي لبسكنتا، ويحمل اسم عبد الله غانم، الشاعر والفيلسوف والصحافي المولود في بسكنتا. وقد استوحى معظم قصائده من الريف والحياة التقليدية في المنطقة. ميخائيل نعيمة (فيسبوك) الفريكة... ولّادة الفيلسوف ترتبط بعض البلدات اللبنانية ارتباطاً مباشراً بأسماء أدباء وصلوا العالمية. ومن بينها الفريكة، وتقع في قضاء المتن الشمالي. وصفها ابنها أمين الريحاني بدقة في كتاباته. وتحدّث عن وادي الفريكة وأزهار الدفلي وملتقى الجبال على منكبي وادي الفريكة. ويرد البعض اسمها إلى كلمة فريكة السريانية، وتعني النبع. فيما يؤكد آخرون أن اسمها يرتبط بموسم اللوز الأخضر (الفرك) فيها. متحف أمين الريحاني بعد وفاة أمين الريحاني عام 1940، عكف شقيقه ألبرت على جمع تراثه من كتب ومخطوطات، ورسائل وأوراق خاصة ومقتنيات. فقضى 14 عاماً يجمع فيها ليشكل بذلك نواة لمتحف في منزله بالفريكة في لبنان عام 1953. متحف أمين الريحاني (فيسبوك) تابع ابنه ألبرت الريحاني مهمته إلى أن وقف على كل أعمال الأديب ومتروكاته، وأفرد الطابق الأرضي من المنزل ليكون متحف أمين الريحاني. ثم في عام 1990 افتتح المتحف الجديد أمام الزوار. ويضم متحف أمين الريحاني 10 أجنحة. ومن بينها «البدايات»، أي تاريخ هجرته إلى أميركا. وقسم «سنوات خالد» وتتضمن مرحلة حياة الريحاني بعد عودته إلى مسقط رأسه. وفي أقسام «اختيار الغرب» و«الحلم العربي» وصولاً إلى الجناحين السادس والسابع. ونطل في هذين الأخيرين على لوحاته الـ66 المرسومة بيده. فيما الجناح التاسع خصّص لزوجته الأميركية برتا. والجناح الأخير من المتحف لم يحمل اسماً، ويحتوي على كتب عن الريحاني. واحتوى كذلك ما كتبته عنه الصحافة العربية والأجنبية من جهة. ومن جهة أخرى، احتوى المؤلفات والأطروحات التي وضعت عنه بلغات مختلفة. وهذه الكتابات تعدّ مجموعة وثائقية تشير خلاصتها إلى أن 43 دولة كتبت عن أمين الريحاني. وتشتهر الفريكة بمواقعها الدينية وبطبيعتها المشرفة على البحر وعلى جبال صنين، وتبعد عن بيروت نحو 20 كيلومتراً.


الأنباء
٠٨-٠٥-٢٠٢٥
- ترفيه
- الأنباء
خيبات المبدعين!
شابٌ يكتب رواية، قد بذل فيها طاقته، وصرف فيها وقته، وبعد ذلك يذهب والحماس لا يسعه ليقدمها لدور النشر، رغبة منه في أن يتم تبني عمله حتى يرى ما كتبه النور، فالعمل جيدٌ كما قيل له فهو قد عرضه على الكثير من الأدباء والنقاد والمفكرين ونال استحسانهم. *** ولكنه يصاب بالإحباط وخيبة الأمل، حينما لا يجد دارا للنشر تقبل عمله، ولا مكتبة مستعدة لتضع ما كتبه بأرففها لو تمت طباعته، ولو تيسر له طباعة ما كتب فالقراء قليلون لما كتب بالغالب، فيتوقف الإبداع عنده، فيطوي دفتره ويكسر قلمه، ويغير مسار حياته. *** وآخر يملك مَلَكة كتابة الشعر فهو منذ نعومة أظفاره يكتب ويسطر الأبيات بطريقة ابداعية جميلة، ولكنه حينما يريد قراءة ما كتب لا يجد آذانا مصغية، ولا أذهانا صافية مستعدة لسماع ما يكتب، مع أن ما كتبه قد نال استحسان أصحاب الصنعة من شعراء ونقاد ومنشدين. ٭٭٭ يُصاب بالإحباط واليأس فيتوقف عنده الإبداع، ولا يرغب بكتابة المزيد، ويحاول أن يجد صنعة أخرى ينثر فيها إبداعه. ٭٭٭ وثالث أعطاه الله قدرة على تصفيف الكلام، وتركيب الجمل، وترتيب العبارات، ولكن الساحة ليست ساحته، والميدان ليس ميدانه، فالناس في لهوٍ وشغلٍ عنه، فلا يجد من يسمع له حين يتكلم، ولا يجد من يشجعه حين يتحدث. ٭٭٭ فيصاب بالإحباط مع أن ما يملكه نادر، ويترك الساحة لسقط المتاع من العابثين والعابثات، وينزوي على نفسه يضرب أخماساً بأسداس. ٭٭٭ لماذا الإبداع لا يرعى، والمبدعون لا يُحتوون، كم من كاتبٍ مبدع ترك الساحة قبل بزوغ نجمه، وكم من شاعرٍ نجيب ترك نظم الأبيات قبل أن يشار إليه بالبنان، وكم من فصيحٍ عذبِ اللسان ترك الميدان قبل أن يستمتع بفصاحته الإنس والجان. ٭٭٭ الخسائر في هذا الميدان كبيرة، والتركة فيه ثقيلة، حينما ينسحب المبدع الحقيقي، ومن يملك الذهن الوقاد، والفكر النيّر، سيحل محلهم من لاخلاق له ولا قيمة، وسيكثر الغث وتجد الذباب يحوم على جيف الكلام بعد أن كان النحل يجول بين أطايب الحديث.