logo
#

أحدث الأخبار مع #الأب

عمرها 4 أشهر: عائلة عراقية تعرض طفلتها الرضيعة للبيع
عمرها 4 أشهر: عائلة عراقية تعرض طفلتها الرضيعة للبيع

رؤيا نيوز

timeمنذ 4 أيام

  • رؤيا نيوز

عمرها 4 أشهر: عائلة عراقية تعرض طفلتها الرضيعة للبيع

أحبطت السلطات الأمنية في العراق، عملية بيع عائلة لطفلتها الرضيعة مقابل المال لسبب غير معروف. وقالت وكالة الاستخبارات والتحقيقات الاتحادية في محافظة ديالى، إن الطفلة عمرها 4 أشهر، وتم القبض على والديها بالجرم المشهود. وأضافت الوكالة في بيان، أن مفارز مكافحة الجريمة المنظمة في محافظة ديالى، رصدت معلومات تفيد بوجود متهمين ينويان بيع ابنتهما، ليتم القبض عليهما وإحباط العملية قبل تنفيذها. وأوضحت أن الأب والأم اعترفا خلال التحقيقات بشكل صريح، بنيتهما بيع الطفلة الرضيعة مقابل مبلغ مالي. وسُلم المتهمان مع الطفلة إلى الجهات التحقيقية المختصة لاستكمال الإجراءات القانونية. ولم يتم الكشف عن الجهة التي كانت ستشتري الطفلة ولا دوافع طرفي عملية البيع والشراء الصادمة.

وبالوالدين إحساناً!
وبالوالدين إحساناً!

البيان

timeمنذ 5 أيام

  • ترفيه
  • البيان

وبالوالدين إحساناً!

جاءه الأب فرحاً. أُعجب بما رسم ابنه. قال له «جميل.. جميل، لكن لمن هذه الغرفة الصغيرة على مدخل الفيلا»، أجابه الابن: «إنها لك يا أبي عندما تصبح عجوزاً مثل جدي الذي يعيش في الغرفة التي عند بوابة بيتنا هذا». بكى الأب، وكأن ابنه الصغير أيقظه من عقوق مارسه طويلاً مع أبيه، فخصص أجمل وأوسع غرفة في الفيلا لأبيه، وأخذ يعامله مثلما يعامل أبناءه. يطمئن عليه عندما ينام، وفي الصباح يجلسه بجانبه عند الإفطار، وقبل أن يخرج إلى عمله، يطلب من زوجته أن تسأل الوالد بحنان عما يحب أن يأكل على الغداء، وأن لا تنسى أن تعطيه دواءه في موعده. قالت: أنتظر ولدي، ذهب إلى المتجر المقابل وسيأتي بعد قليل، فشك في أمرها لأنها بقيت وقتًا طويلًا وقد تأخر الوقت. فانتظر ساعة كاملة ولم يأتِ أحد لأخذها، قال الرجل في نفسه، لا أظن أن أحداً سيأتي بعد هذا الوقت ليأخذها، فذهب إليها مرة أخرى وكرر السؤال.

البر بالوالدين.. بقلم: د. يعقوب يوسف الغنيم
البر بالوالدين.. بقلم: د. يعقوب يوسف الغنيم

الأنباء

timeمنذ 5 أيام

  • منوعات
  • الأنباء

البر بالوالدين.. بقلم: د. يعقوب يوسف الغنيم

وصية القرآن الكريم المتكررة بالوالدين دلالة على العناية الإلهية العظيمة بهما لما يبذلانه في سبيل تنشئة الأولاد من صبر وإنكار للذات وتقديم مصلحة أولادهما على مصلحتهما ينبغي للإنسان الاحتفاظ للوالدين بما يستحقان من التقدير.. وإن حاولا إبعاده عن حظيرة الإسلام فهو مأمور بأن يعاملهما بالحسنى وأن يخضع لهما فيما لا يخالف الدين مما يؤسف له أن نجد بعض ضعاف النفوس قد تركوا الانتماء إلى أهلهم من آباء وأمهات وأسر لكي يلتحقوا بآخرين من أجل مصالح مادية يجنونها بسبب ذلك العرب القدماء كانوا يسخرون من كل من يُدعى إلى أب غير أبيه ويحرصون على معرفة الأنساب حتى لا يجد أحد المدعين مجالاً إلى الدخول في قوم ليس منهم إن من أهم ما أمرنا به الله عز وجل فيما يتعلق بحياتنا العامة البر بالوالدين، وأداء حقهما علينا ـ بصفتنا أبناءهما ـ في كل الظروف والأوقات. ومن أظهر ما يمكن الاستدلال به من القرآن الكريم على ذلك هو قوله تعالى في الآية رقم 14 والآية رقم 15 من سورة لقمان، (ووصينا الإنسان بوالديه حملته أمه وهنا على وهن وفصاله في عامين أن اشكر لي ولوالديك إلي المصير وإن جاهداك على أن تشرك بي ما ليس لك به علم فلا تطعهما وصاحبهما في الدنيا معروفا واتبع سبيل من أناب إلي ثم إلي مرجعكم فأنبئكم بما كنتم تعملون). تذكرنا هاتان الآيتان بما يبذله الوالدان في سبيل أبنائهما منذ بدء خلق الطفل في بطن أمه، حيث تحمله مجتازة مشقة كبيرة في الحمل والولادة والرضاعة والتربية، حيث يقوم الأب بدوره مساعدا لها في تحمل بعض ما مر بها من صعاب، فهو رب الأسرة المكلف برعايتها وتوفير كل ما تحتاج إليه من أمور، ولذا فقد جعل الله سبحانه وتعالى على الولد واجب الشكر لهما لما بذلاه من جهود في سبيل تنشئته منذ أن حملته أمه وأرضعته، ومنذ أن قام الأب بدوره في سبيل رعاية ابنه وتربيته وتلبية كل ما يحتاج إليه، ومن أجل ذلك فقد ألزم رب العالمين هذا الابن بالشكر للوالدين والإحسان إليهما، وهذا في حد ذاته أمر عظيم يدل على أهمية بر الوالدين، والأمر بالعناية بهما، كما قال عز وجل في الآية رقم 24 من سورة الإسراء: (واخفض لهما جناح الذل من الرحمة وقل رب ارحمهما كما ربياني صغيرا). ومما يدل على أهمية هذا الأمر الإلهي أنه منع إلحاق الأذى بالوالدين حتى وإن حاولا صد ابنهما عن الإيمان بالله وحده، ذلك أنه ينبغي على ولدهما أن يصاحبهما في الدنيا بالمعروف، دون أن يعرضهما للقسوة. وذلك لأنهما بذلا أشق جهد في تنشئته، ومن أجل هذا فإنه ينبغي أن يحتفظ لهما بما يستحقان من التقدير، وإن حاولا إبعاده عن حظيرة الإسلام، فهو مأمور بأن يعاملهما بالحسنى، وأن يخضع لهما فيما لا يخالف الدين، أما ما أراداه منه فهو متروك لإرادة الله سبحانه وتعالى الذي يقول: (واتبع سبيل من أناب إلي ثم إلي مرجعكم فأنبئكم بما كنتم تعملون). إذن فإن الأصل هو: بر الوالدين. ونهى الله عز وجل عن إيذائهما وأمر ببرهما، وهذا الأمر مطلوب حتى وإن حاولا صد ابنهما عن دينه، وهو من أهم الدلائل على الأهمية القصوى التي قدرها عز وجل للوالدين. ويكفي ذلك قوله الكريم: (وصاحبهما في الدنيا معروفا). وتؤكد هذه الآية الكريمة آية أخرى من سورة العنكبوت سبق ذكرها وهي رقم 8 ونصها: (ووصينا الإنسان بوالديه حسنا وإن جاهداك لتشرك بي ما ليس لك به علم فلا تطعهما إلي مرجعكم فأنبئكم بما كنتم تعملون). ثم تتكرر وصية القرآن الكريم بالوالدين، بما يظهر لنا الدلالة على العناية الإلهية العظيمة بهما، من أجل ما يبذلانه في سبيل تنشئة الأولاد، مع صبر وإنكار للذات، ومع تقديم مصلحة أولادهما على كل مصلحة تخصهما، وهما ـ إلى جانب ذلك ـ وسيلة جعلها الله من أهم وسائل امتداد الكون وعمارته. ومما يدل على ذلك قوله تعالى في الآية رقم 23 من سورة الإسراء: (وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانا إما يبلغن عندك الكبر أحدهما أو كلاهما فلا تقل لهما أف ولا تنهرهما وقل لهما قولا كريما واخفض لهما جناح الذل من الرحمة وقل رب ارحمهما كما ربياني صغيرا). هذا، وتوصية القرآن الكريم بالوالدين تتكرر في عدة آيات أخرى غير تلك التي أشرنا إليها، وهذا أمر له دلالة على العناية الإلهية بهما لما بذلاه ويبذلانه في سبيل النشء، وما يتميز به الآباء والأمهات من إنكار للذات، وتقديم لمصلحة الأبناء على كل مصلحة تخصهما، وهما ـ أيضا ـ وسيلة جعلها الله سبحانه وتعالى من أهم وسائل استمرار الحياة في الكون. ٭ ٭ ٭هذه هي المكانة التي اختارها الله سبحانه وتعالى للوالدين، وبها حفظ الأسرة المسلمة من التفكك، ومن الزيغ والضلال، وضمنت البقاء على النقاء الذي يحفظ المجتمعات من التمزق، ويحافظ على روح المجتمع. وهذا كله ـ ولا شك ـ يكفل ارتباط الابن بأمه وأبيه، وبالتالي بأسرته الكاملة التي اكتسب منها خبراته في الحياة، وصفته بين الناس فهي عنوانه الذي يعرف به، وهي الصفة التي نهي عن أن يتجاوزها إلى صفة أخرى غيرها بالتصاقه بأسرة غير أسرته. ومما يؤسف له أن نجد بعض ضعاف النفوس قد تركوا الانتماء إلى أهلهم من آباء وأمهات وأسر، لكي يلتحقوا بآخرين من أجل مصالح مادية يجنونها بسبب ذلك. وهي مصالح دنيوية سرعان ما تتحطم أمام الشرع الذي يحرم مثلها، لأنه يدعو هؤلاء إلى الالتزام التام بالانتساب إلى الآباء الحقيقيين والأمهات اللاتي ولدنهن والاسرة التي بذلت لهم الحب والرعاية. ومما يدل على حرمة هذا الفعل بالإضافة إلى ما ورد في القرآن الكريم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم عد ذلك من أعظم الكذب. وهل هناك أعظم من أن ينكر المرء أباه ويلتصق بأب آخر غريب عنه من أجل مصالح ينالها. ومن المهم هنا أن نورد مثالا لتأكيد القرآن الكريم مكانة الوالدين، وما ينبغي لهما من التكريم، وهو ما جاء في الآية رقم 11 وما بعدها من سورة المعارج، التي تنص على قوله تعالى: (يبصرونهم يود المجرم لو يفتدي من عذاب يومئذ ببنيه وصاحبته وأخيه وفصيلته التي تؤويه ومن في الأرض جميعا ثم ينجيه). وقد جاءت هذه الآيات الكريمة بعد أن بدأ الله جل شأنه سورة المعارج بالإجابة عن سؤال سائل عن العذاب الواقع الذي ليس له من دافع، وهو عذاب الكفار في الآخرة، الذي وصفه، وبين ما يحدث منه. ثم ذكر حال المجرم، وقتذاك، حين يطلب الافتداء من ذلك العذاب المحدق به. على أن يكون هذا الافتداء ببنيه أو زوجته، أو أخيه، أو بعشيرته التي يأوي إليها، أو حتى كل من في الأرض. يريد بذلك النجاة من أهوال يوم القيامة التي يصفها الله عز وجل بعد ذلك ويبين شدتها. ومن الملاحظ أن المجرم ـ وهو في ذلك الموقف العصيب ـ قد أراد أن يفتدي من العذاب ببنيه، وبزوجته وأخيه، بل وقبيلته كلها، ومن في الأرض جميعا. ولكنه لم يذكر أبويه فهما عند الله سبحانه وتعالى أبعد من أن يكونا مجال افتداء أو مساوته. وهذا في حد ذاته دليل على مكانة الوالدين عند رب السموات والأرض. ومن آيات الله الكريمة ما نقرؤه في سورة النحل (الآية رقم 72) وهي قوله تعالى: (والله جعل لكم من أنفسكم أزواجا وجعل لكم من أزواجكم بنين وحفدة ورزقكم من الطيبات أفبالباطل يؤمنون وبنعمة الله هم يكفرون). وتدل هذه الآية دلالة واضحة على سوء منقلب من يدعى إلى غير ابيه، فالله عز وجل يفصل لنا فيها ما يلي: ٭ أنه سبحانه وتعالى قد خلق من الجنس الإنساني أزواجا من رجال ونساء، وهذا هو ما يؤدي إلى التراحم، والتواد بين بني الإنسان من ذكر وأنثى. ٭ أنه عز وجل هو الذي جعل من الزوجين البنين والأحفاد من أجل استمرار بقاء بني آدم، وإحياء الأرض وعمارتها. ٭ وأنه رزق الخلق من الطيبات ما يمكنهم من العيش الكريم، وراحة البال، ويضمن تكاثرهم. ٭ ويأتي بعد ذلك التساؤل الإنكاري لما قابل به كفار قريش النبي صلى الله عليه وسلم، وهو ما معناه «أفبعد كل هذا الذي بيناه لكم، تؤمنون بالباطل، وتكفرون بنعمة الله عليكم، ويخرج بعضكم عن طاعة الله الذي خلقكم». وفي ما تقدم إشارة إلى خروج هؤلاء عن الطاعة ومخالفتهم لما خلقهم الله سبحانه وتعالى من أجله، ودلالة على ضرورة ارتباط البنين والحفدة بآبائهم وأمهاتهم. ٭ ٭ ٭أراد الله سبحانه وتعالى أن يكون المجتمع المسلم مجتمعا نقيا لا تشوب أهله الشوائب، فجعل أساسه الزوج والزوجة، وفروعه أولادهما وبناتهما، وكان بدء هذا الصنع الإلهي منذ خلق سيدنا آدم عليه السلام، وأمنا حواء وما أنجباه من نسل. وعندما أوحى الخالق البصير إلى سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وكلفه بحمل رسالة الإسلام والدعوة إلى التوحيد، كان أمر المجتمع وبناؤه من أهم أركان هذه الدعوة، فقد نظم أمر الزواج، وحرص على صيانة المجتمع، وتآلفه، معتمدا على أسرة تسودها المودة والألفة وكان من أهم ما ميز هذا الاهتمام بالأسرة هو الحرص على نقائها، وعلى عدم اختلاط الأنساب، وبذلك تكون الأسرة المسلمة تقية فاضلة بعيدة عن الشبهات، وكان ذلك بأن نهى أي فرد من المسلمين عن أن يدعى بنسب إلى غير أبيه، ونهى الآباء عن ادعاء أبوة من ليسوا من أبنائهم، فهو يريد أن تكون العلاقات بين أفراد الأمة واضحة جلية لا تشوبها الشوائب، وألا يجد من له رغبة في الفساد فرصة لمداراة فساده عن هذا الطريق الممجوج، ٠واراد أن تكون الأسرة التي بدأت بآدم وحواء عليهما السلام هي النموذج النقي الذي يبقى على مر الزمان. وكل من يغير صلته بأمه وأبيه فهو يخل بالنظام الذي وضعه الله سبحانه وتعالى للبشر. ولقد جاء في أول سورة النساء ما يبين كل ذلك الذي ذكرناه فهو يحذر عن كل تجاوز لما قدره الله عز وجل لخلقه، وذلك بقوله الكريم: (يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالا كثيرا ونساء واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام إن الله كان عليكم رقيبا). ولقد فسر علماء التفسير هذه الآية فقالوا إنها تذكر ما يلي: ٭ الدعوة إلى تقوى الله ومخافة عقابه عند مخالفة المرء للأمر الإلهي، وعند اقترافه الإثم بارتكاب ما نهى الله عنه. ٭ ان الله عز وجل خلق الخلق جميعا من نفس واحدة هي نفس آدم الذي وصف خلقه في آيات من الكتاب الكريم. ٭ ان الله القادر خلق حواء زوجة آدم منه، ثم بث منهما رجالا ونساء هم وهن كل من على الأرض اليوم. ٭ على الناس جميعا أن يتقوا الله ويخافوا عقابه، وقد فسر المفسرون قوله الكريم (الذي تساءلون به) بأنه إشارة إلى ما يردده الناس بينهم من قول بعضهم لبعض حين يطلب منه أمرا من الأمور أسألك بالله وبالرحم الذي بيننا. ٭ وأخيرا فإن الله رقيب علينا جميعا، يرى أفعالنا، ويسمع أقوالنا، ويغفر لمن يشاء ويعذب من يشاء. ٭ ٭ ٭نعرف مما مر بنا مكانة الوالدين في الدين الإسلامي، ونتبين أهمية برهما، وسوء مآل من يخالف ذلك، فيقابلهما بما قدما له في حياته ومنذ نشأته بالعقوق وبنكران ما قدماه له. ونضيف إلى ذلك ـ في هذا الموضع ـ أمرا آخر ذا علاقة بما تقدم ذكره، وله في الوقت نفسه أهمية لا تنكر، وهذا هو ما تدل عليه الآية الكريمة رقم 4 من سورة الأحزاب حين بين الله عز وجل للمسلمين خطأ ما يقوم به البعض منهم، عندما يلحقون بأنسابهم من ليسوا منهم، فيدعى أحد الناس أنه والد هذا الدعي الذي لم يكن من أولاده، أو ينتسب الدعي إلى شخص يعلن ابوته له وهو لا يمت إليه بصلة نسب. ولقد نهى الله عن ذلك، وهذا النهي هو ما تدل عليه الآية الكريمة المشار إليها، وهي: (ما جعل الله لرجل من قلبين في جوفه وما جعل أزواجكم اللائي تظاهرون منهن أمهاتكم وما جعل أدعياءكم أبناءكم ذلكم قولكم بأفواهكم والله يقول الحق وهو يهدي السبيل). فهذا نهي جازم عن مثل هذا العمل، وهو النهي الذي أشار إليه قول النبي صلى الله عليه وسلم: «إن من أعظم الفرى (الكذب) أن يدعى المرء إلى غير أبيه». وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا ترغبوا عن آبائكم، فمن رغب عن أبيه فهو كفر». وقال صلى الله عليه وسلم: «من ادعى إلى غير أبيه، وهو يعلم أنه غير أبيه فالجنة عليه حرام». إذن، فإن من طاعة الوالدين ألا ينتسب أحد إلى غير والديه، وإن طاعتهما أمر عظيم، ومما يدل عليه من قول الرسول الكريم ـ أيضا ـ أن أحدهم سأله صلى الله عليه وسلم قائلا «من أحق الناس بصحابتي يا رسول الله، قال: أمك، قال ثم من؟ قال: أمك، قال: ثم من؟ قال: أمك. وفي الرابعة قال: ثم من؟ قال أبوك». ولهذه المكانة التي جعلها الله سبحانه وتعالى للوالدين، وعبر عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث الشريف، ينبغي على كل مسلم أن يبر بسببها والديه، وأن يعتز بهما، ولا يتجاهلهما، ولا يقطع صلته بهما مهما كانت الظروف. وأهم من كل ذلك أن لا يتركهما فينتسب إلى أحد غيرهما مهما كانت الفائدة الدنيوية التي تعود عليه من ذلك، فهي فائدة محرمة تعود عليه بغضب الله وعقابه، ولن تجدي المنافع الدنيوية التي قد يحصل عليها المرء المنتسب إلى غير أبيه شيئا في مقابل غضب الله وعقابه. ٭ ٭ ٭ولقد وردت آثار كثيرة من أقوال الحكماء والمجربين مما له صلة ببر الوالدين، والحث على رعايتهما، وإبداء محبتهما، وطاعتهما، ومما يدلنا على ذلك ما يلي: ٭ ما ورد عن الحسن بن علي، رضي الله عنهما، أنه قال ردا على من سأله عن بر الوالدين: «هو أن تبذل لهما ما ملكت، وتطيعهما فيما أمراك به ما لم يكن معصية». ٭ وقيل لعلي بن الحسين رضي الله عنهما: «إنك من أبر الناس بوالدتك، ولسنا نراك تأكل معها؟ فقال: أخاف أن أسبقها إلى شيء سبقت عينها إليه فأعقها بذلك». ٭ وقيل لأحدهم وقد مات ابن له: «كيف كان بر ولدك بك؟ فقال: ما ماشيته قط في النهار إلا مشى خلفي، ولا بالليل إلا مشى أمامي». كما وردت في مسألة ادعاء المرء إلى غير أبيه أقوال كثيرة منها ما جاء في كتاب الله عز وجل مما سبق لنا ذكره، ودلت عليه الآية الكريمة رقم 5 من سورة الأحزاب ونصها: (ادعوهم لآبائهم هو أقسط عند الله فإن لم تعلموا آباءهم فإخوانكم في الدين ومواليكم وليس عليكم جناح فيما أخطأتم به ولكن ما تعمدت قلوبكم وكان الله غفورا رحيما). ووردت في هذا الشأن ـ أيضا ـ أحاديث لرسول الله صلى الله عليه وسلم، منها قوله: «ملعون ملعون من انتسب إلى غير أبيه..»، كما ورد عنه صلى الله عليه وسلم أنه نهى عن شهادة الزنيم، وهو اللئيم الذي ينتسب إلى غير أهله. وكان العرب القدماء يسخرون من كل من يدعى إلى أب غير أبيه، ويحرصون على معرفة الأنساب حتى لا يجد أحد المدعين مجالا إلى الدخول في قوم ليس منهم. وقد لقي أحد الظرفاء شخصا فسأله قائلا: من أنت؟ قال: قرشي والحمد لله، ولم يعجب السائل هذا الرد، بل وجد فيه شبهة. فردّ عليه: الحمد لله في هذا الموضع ريبة، أي أنها موضع شك في النسب. إضافة إلى كل ذلك، فإن الله سبحانه وتعالى قد أمرنا بصلة الأرحام ـ بشكل عام ـ ونهانا عن الانقطاع عن كل من يمت إلينا بصلة ومن دلائل ذلك قوله الكريم في الآية رقم 1 من سورة النساء: (واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام إن الله كان عليكم رقيبا). وقد اهتم العرب الأوائل بأمر هذه الصلة حتى امتدت إلى تقوية الارتباط بالقبيلة التي ينتمي إليها الشخص، مع الفخر بأعمال رجالها والاعتزاز بهم، ولا شك في أن قوة صلة المرء بقبيلته عند العرب كانت دليلا على قوة ارتباط الأبناء بالآباء، ودليلا آخر على نقاء الأسر من الأدعياء الذين ينتسبون إلى غير آبائهم. وكان هذا الاهتمام بأمر النسب جاريا منذ ما قبل الإسلام، وقد استمر في العصر الإسلامي، وأكده الدين الحنيف، ودعا إليه رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم. فقد جاء في ذلك حديث شريف جاء نصه كما يلي: «قال عبدالله بن أبي أوفى: كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم فقال: لا يجالسنا قاطع رحم. فقام شاب فأتى خالة له، وكان بينه وبينها شيء، فأخبرها بقول النبي صلى الله عليه وسلم، فاستغفرت له، واستغفر لها، ثم رجع إلى النبي في مجلسه فأخبره. فقال صلى الله عليه وسلم: إن الرحمة لا تنزل على قاطع رحم». فلننظر ـ بعد هذا ـ إلى الخطأ الجسيم الذي يرتكبه من ينفي نفسه عن الانتساب إلى أبيه. والذي يأبى أن يعتد بأسرته التي ولد فيها، ونشأ بينها، ثم يتركها، ويتنكر لها في سبيل الحصول على مصلحة دنيوية لا تدوم. ٭ ٭ ٭لا أقصد فيما قدمته هنا الاستعداء على المخالفين، فالجهات المختصة تؤدي واجبها في هذا الشأن على خير وجه، وهي بذلك تسعد أبناء الكويت بإعلامهم أولا بأول عن أمثال هؤلاء المخالفين لأمر الدين قبل مخالفتهم للقانون وعدوانهم على المصلحة العليا للوطن، ولكني أردت أن أنبه من تسول له نفسه اتباع هذا الطريق الوعر دينا ودنيا. فقد رأينا الدين وهو يشدد في النهي عنه، ورأينا السلطات المخلصة عندنا كيف تتلقف المخالفين.

"الثمن باهظ".. بابا الفاتيكان يدعو إلى إدخال المساعدات الإنسانية إلى غزة
"الثمن باهظ".. بابا الفاتيكان يدعو إلى إدخال المساعدات الإنسانية إلى غزة

صحيفة سبق

timeمنذ 6 أيام

  • سياسة
  • صحيفة سبق

"الثمن باهظ".. بابا الفاتيكان يدعو إلى إدخال المساعدات الإنسانية إلى غزة

دعا بابا الفاتيكان لاون الرابع عشر، اليوم الأربعاء، إسرائيل إلى إدخال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، واصفًا الوضع هناك بأنه "أكثر إثارة للقلق والحزن". وبحسب وكالة "رويترز"، فقد قال البابا في عظته الأسبوعية في ساحة القديس بطرس : "أجدد مناشدتي، السماح بدخول المساعدات العادلة إلى القطاع وإنهاء الأعمال القتالية. الثمن الباهظ يدفعه الأطفال والعجائز والمرضى".

ماذا يحدث عندما ننكسر؟
ماذا يحدث عندما ننكسر؟

البيان

time١٧-٠٥-٢٠٢٥

  • منوعات
  • البيان

ماذا يحدث عندما ننكسر؟

يسقطنا الانكسار تماماً ويتركنا للألم والمعاناة، لكنه يكشف ضعف إنسانيتنا واحتياجنا لغيرنا، لكنه يكشف أكثر من أي شيء آخر احتياجنا للإيمان، فالإيمان هو ما يقوينا للمضي قدماً لأنه يعمق فينا قدرية ما نمر به، فكل ما يصيبنا وقدر لنا أن نراه ونواجهه لحكمة قد لا نعلمها وربما لن نعلمها لكن الله يعلم وهذا يكفي. تخلخلنا الانكسارات؟ نعم، وتضعفنا وتنسفنا من الأعماق، بل قد تخلخل قناعاتنا وتنسف ثوابتنا التي لطالما تغنينا بها وبأنها لا تتغير أبداً، وحتى إيماننا في لحظة السقوط الكبير والموجع عندما يرتسم السؤال العبثي: لماذا أنا؟ ثم نبدأ رفض ما حدث وإنكاره طويلاً، إلى أن نأخذ تدريجياً في تقبل ما جرى والتعايش معه كواقع لا فرار من مواجهته. نحن ننكسر بالفقد: فقدان الأم أو الأب، والأخ والصديق، وأي شخص كنا نعتقد أن الحياة ستتوقف بغيابه، ذلك أن الغياب مرادف للفراغ والحنين المؤلم والوجع البطيء، مع ذلك فالحياة لا تتوقف ونحن نمضي معها. انكسارات الفقد تحديداً من أعمق أنواع الانكسار، لأنها لا تترك ندبة فقط، بل تغير تضاريس الروح كلها. الفقد يُحدث فراغاً لا يُملأ، لكنه بمرور الوقت قد يتحول من ألم نازف إلى حضور صامت داخلنا، كجذر شجرة خفية يغذي ما تبقى. وننكسر بالخيانة حين تأتي الضربة ممن كنا نظنه المرادف الطبيعي للأمان والثقة: الصديق والأخ والحبيب، وهنا يثور الشعور بالخذلان دافعاً للسطح كل مشاعر الغضب والأسف والشك في كل ما ومن يحيط بنا، لكن بعد أن تهدأ العاصفة نعيد مجدداً تشكيل نظرتنا للناس وللعالم، انطلاقاً من هذه التجربة المريرة. انكسار الذات واحدة من الصدمات الصعبة حين تخوننا ذواتنا وتضعف نفوسنا أمام المغريات؛ فنتخلى عن قناعاتنا ومبادئنا؛ فنبدأ جلد أنفسنا ووصمها بأقذع الصفات إمعاناً في الندم، وتعبيراً عن التمزق الذي نعانيه بصمت. وننكسر أمام الحب وفي الخير، حين يكون هذا الحب مرح مركز وجودنا، فندخل في الحزن الثقيل والاكتئاب والتخبط واعتزال الحياة والتشكيك في كل شيء، وهنا يكون التشافي والتخطي من أكثر المحطات صعوبة في حياة الإنسان.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store