أحدث الأخبار مع #الصحراء


في الفن
منذ 11 ساعات
- ترفيه
- في الفن
منتصف الطريق في مسابقة "كان": الأفلام الأربعة الأفضل
وصلت مسابقة كان 78 خط منتصف الطريق، بعدما عُرضت 11 فيلمًا من أصل 22 تتنافس على السعفة الذهبية، جائزة المهرجان الأرفع. وكما هو المعتاد خضنا الرحلة بكل ما فيها من مفاجآت سارة وأخرى مُحبطة. أفلام مرتقبة لم تأت بالمستوى المأمول، وأخرى حققت التوقعات وأكثر. في هذا المقال نتناول الأفلام الأربعة الأبرز في المسابقة حتى هذه اللحظة. تابعوا قناة على الواتساب لمعرفة أحدث أخبار النجوم وجديدهم في السينما والتليفزيون اضغط هنا "صراط".. رحلة وجودية في الصحراء على رأس النجاحات يأتي حتى لحظة كتابة المقال "صراط Sirat"، فيلم المخرج الإسباني الفرنسي أوليفر لاكس، الذي ينهي ثلاثية فيلمية شديدة الخصوصية بعمل يواصل فيه اشتغاله على نقل تجارب يصعب عادة وضعها على الشاشة الكبيرة. تجارب ترتبط بحواس البشر وكيفية تفاعلهم مع الطبيعة. "صراط" يتابع رحلة في الصحراء المغربية، أبطالها مجموعة غير متوقعة من مهووسي الموسيقى الذي يرتحلون وسط الرمال وراء حفلات صاخبة تستمر أيامًا، مع أب وابنه يبحثان عن ابنة ضائعة، وسط اندلاع حرب عالمية نفترض أنها تهدد الوجود الإنساني بأكمله. تفاصيل الحكاية الدرامية لا تهم كثيرًا لأننا سرعان ما نتناساها مع خوض الرحلة السمعية البصرية التي يأخذنا فيها المخرج الموهوب، والتي يمكن في أحد مستوياتها مقارنتها باندفاع البشر الدائم في الحياة رغم أن كون النهاية الحتمية هي الموت. المخرج استوحى عنوان فيلمه من الثقافة الإسلامية حول الجسر المار فوق الجحيم، والذي يسير كل البشر فوقه يوم القيامة فيجتازوه أو يسقطوا في النار، وفي أحد أهم مشاهد الفيلم يقدم لاكس معالجة درامية بصرية مفاجئة للفكرة ذاتها، لا تعد هي المفاجأة السارة الوحيدة التي حملها الفيلم لمشاهديه. "موجة جديدة".. عذوبة النوستالجيا حداثة "صراط" وتعقد صناعته تتناقض مع فيلم آخر بديع على بساطته هو "موجة جديدة Nouvelle Vague" الذي نفّذه المخرج الأمريكي الشهير ريتشارد لينكلاتر في فرنسا، ليروي فيه حكاية صنع ناقد سينمائي شاب يحلم بالإخراج اسمه جان لوك جودار فيلمًا عنوان "حتى آخر نفس". فيلم طبق فيه أسلوبًا جديدًا في الكتابة والتصوير وتوجيه الممثلين والمونتاج جعل أغلب العاملين فيه يشكون في إمكانية استكماله أو الخروج بأي نتيجة إيجابية، لكنه كما نعلم جميعًا صار واحدًا من أكثر الأفلام تأثيرًا في التاريخ، وهو الفيلم الذي كرّس الموجة الجديدة في السينما الفرنسية، وحولها من محاولات لمخرجين مثقفين إلى تيار حقيقي له سمات واضحة. لا يُعد لينكلاتر الأمور في فيلم يعلم أن عملته الأساسية هي النوستالجيا، فيضرب بمهارة على أوتار مستعدة بطبيعتها لإطلاق النغمات. يجيد اختيار ممثليه وتقديم الشخصيات التاريخية بصورة تضع الجمهور سريعًا داخل الحدث، ويقدم الحكاية بمزيج منضبط بين المحبة والسخرية، فجودار كان عبقريًا لكنه كان أيضًا يلعب بالنار في مقامرة كان من الممكن أن تنتهي إلى الفشل. ولعل أطرف وأعذب ما في الفيلم هو التناقض بين بطليه: جان بول بلموندو المتحمس للعب الدور ودعم جودار حتى لو كان آخر دول يلعبه في حياته، وجين سيبرج التي كانت غير مقتنعة بأي شيء ومستعدة لمغادرة المشروع العبثي في أي لحظة لتصوير أفلام حقيقية. تذكرنا تترات النهاية بأن بلموندو لم يتوقف عن العمل، بل صار حد أهم النجوم في تاريخ السينما الفرنسية، وأن سيبرج استمرت أيضًا في العمل، لكن يوم وفاتها وصفها نعيها بأنها "بطلة فيلم حتى آخر نفس". "ملف 317".. نموذج السينما النضالية حضور غير متوقع في قائمة الأفضل لفيلم المخرج الفرنسي دومينيك مول "ملف 317 Case 317"، الذي يعود لفترة مظاهرات السترات الصفراء في باريس ليقدم حكاية ذات طابع نضالي، تطرح أسئلة إنسانية حول النظام القانوني الفرنسي وآليات محاسبة رجال الشرطة عندما يرتكبون تجاوزات خلال أداء عملهم. بطلة الحكاية محققة فيما يُعرف بشرطة الشرطة، يصلها ملف قضية اعتداء على أحد المتظاهرين أودت به للرقاد في المستشفى في حالة بالغة السوء، لتأخذ القضية باهتمام أكثر من المعتاد وتقرر أن تصل إلى الحقيقة بأي ثمن. يبرع المخرج في وضعنا داخل تلك المغامرة التي تبدأ كتحقيق في جريمة وتتوسع لتشمل محاسبة للنظام القانوني بأكمله، وكيف يمكن للعدالة أن تضيع في خضم التعقيدات الإجرائية. يُسائل الفيلم أيضًا اختيار أن يكون القائم بالتحقيق في تجاوزات الشرطة ينتمي لنفس الجهاز، حتى لو كان من العناصر المشهود لها بالكفاءة والحياد. لعل كل ما سبق يبدو أقرب لوصف تحقيق صحفي أو فيلم وثائقي استقصائي. لكن الحقيقة أن قدرة المخرج المخضرم على تقديم تلك الأفكار في دراما تصاعدية محبوكة وجذابة هو ما وضع الفيلم ضمن قائمة الأفضل، باعتباره نموذجًا مثاليًا للسينما النضالية في صورتها التي تستحق التحية. "مت يا حبي".. الاكتئاب والأداء الأفضل الأداء التمثيلي النسائي الأفضل في المسابقة يأتي من النجمة الأمريكية جينفر لورنس، التي تبدو حتى لحظتنا المرشحة الأولى لجائزة أحسن ممثلة بأدائها في فيلم المخرجة الاسكتلندية لين رامزي "مت يا حبي Die My Love"، الذي تدخل فيه رامزي العالم المظلم لاكتئاب ما بعد الولادة. الموضوع الذي ظل طويلًا مسكوتًا عنه في الثقافة العامة عمومًا وفي السينما تحديدًا يبدو أنه قد وصل أخيرًا لاهتمام الفن السابع، ففي مطلع العام عرض فيلم ممتاز هو "لو كان لدي أرجل لركلتك If I Had Legs I Would Kick You" في مهرجاني صندانس وبرلين، لكن لين رامزي تأتي لتدخل به إلى مساحة أكثر إبداعًا وسوداوية. زوجان ينتقلان إلى منزل منعزل ورثه الزوج بعد وفاة عمّه، يبدو مكانًا مثاليًا لتربية ابنهما الوليد فيه. لكن ما بينهما من حب مشتعل يبدأ تدريجيًا في التحول لكابوس بسبب معاناة الزوجة من اكتئاب ما بعد الولادة، الذي يعمّقه عزلتها وانقطاعها عن العمل ككاتبة، وانشغال زوجها عنها وانقطاع العلاقة الجسدية بينهما. تتنقل لين رامزي بين الماضي والحاضر، بين مشاهد واقعية وأخرى تجسد الخيال المظلم الذي تعيش البطلة داخله، وتمنح جينفر لورنس مساحة ملائمة لتقدم واحدًا من أفضل أدوارها على الإطلاق. دور فيه الكثير من المغامرة على المستويين النفسي والجسدي، يؤكد مكانتها كواحدة من أهم ممثلات هوليوود المعاصرات. لا زلنا نترقب أفلامًا أخرى في النصف الثاني للمسابقة، فالإيراني جعفر بناهي، والبلجيكيان جان لوك وبيير دردان والنرويجي خواكيم تريير لا تزال أفلامهم لم تعرض بعد. كذلك "نسور الجمهورية" للسويدي مصري الأصل طارق صالح، فلعل النصف الثاني من مسابقة كان يأتي لنا بالمزيد من المفاجآت السارة. اقرأ أيضا: أحدث ظهور لابنة وائل كفوري الصغرى ... تحتفل بطقس ديني #شرطة_الموضة: سلمى أبو ضيف في ظهورها الأول في مهرجان كان 2025 ... ببدلة أنيقة سعرها 207 ألف جنيه ظهور صادم لـ إليسا يثير الجدل بعد تغير كبير في ملامحها فيديو - هل تعمد عادل إمام إطلاق لقب "الزعيم" على نفسه؟ اسمع ماذا قال لا يفوتك: في الفن يكشف حقيقة وليد فواز مبدع أدوار الشر حمل آبلكيشن FilFan ... و(عيش وسط النجوم) جوجل بلاي| آب ستور| هواوي آب جاليري|


الجزيرة
منذ يوم واحد
- ترفيه
- الجزيرة
'المرجا الزرقاء'.. رحلة طفل أعمى إلى بحيرة استعادة البصر والبصيرة
'الجمال محجوب عن أعين أولئك الذين لا يبحثون عن الحقيقة'. هذا ما يخبرنا به فنان السينما المخرج الروسي 'أندريه تاركوفسكي'، في معرض حديثه عن معنى الوجود وغايته، وينحصران -في رؤيته- بين جدران التذوق الشخصي لمفردات الحياة، بكل ما تنطوي عليه من عطايا محسوسة، وأخرى تحتاج بلا شك إلى سعي محموم، يضمن لصاحبه بلوغ الجوهر المستور عن الأعين. والطفل يوسف بطل أحدث أفلام المخرج المغربي المرموق داوود أولاد السيد 'المرجا الزرقاء' (2024)، ينطلق مع جده العجوز في رحلة بحث عن البحيرة الزرقاء، التي تقع بين الحدود الصحراوية الشاسعة، ظنا منه أنها قد تعيد إليه بصره المسلوب. الأحداث تدور حول يوسف (الممثل يوسف أقادير) المكفوف البصر، الذي يقطن إحدى القرى النائية مع جده وجدته، وتتبدل حياته فجأة، بعد أن تناهت إلى مسامعه قدرة تلك البحيرة المبروكة على إعادة البصر المفقود. فما العلاقة إذن بين حكاية فيلمنا والاقتباس الذي ذكرنا؟ لإجابة هذا السؤال، ينبغي النظر إلى ماهية رحلة البطل ذاتها، التي تدور في سياق الوصول إلى الشفاء. هذا ما تبدو عليه ظاهريا، لكن الحقيقة أنها تحتوي على ما هو أعمق، فالبحث عن العلاج هو في حقيقة الأمر ليس إلا نبشا عن المكنون في الداخل الإنساني، وهذا الكنز المطمور يكشف حيثياته تلقائيا للمريد الباحث عن المعنى والجوهر. وهكذا نصبح أمام حكاية بسيطة الهيئة الشكلية، لكن بقدر تلك البساطة الآسرة، فإن المضمون مراوغ ماكر، إذ يتضمن مستويات قراءة متعددة الطبقات؛ يقع المستوى الأول الواضح بين أسوار المثابرة والإصرار، للوصول الآمن والمشروع إلى مرفأ الحلم، أما الطبقة الأخرى المستترة الأكثر عمقا، فينسج السرد خيوطها بدأب وعلى مهل، وتدور بين أتون البحث عن الذات، وما يرافق هذا السعي من إمساك بتلابيب الحقيقة، التي تتباين بالتأكيد من إنسان إلى آخر، كل بحسب معية إدراكه وقدرة تحصيله. وهذه النوعية من الأفلام -التي تسمى السينما الروحية- تلجأ إلى صياغة فنية مغايرة عن المألوف، تجنح نحو القول بالإشارة والتلميح، والابتعاد عن الإفصاح الصريح المباشر. فهل نجح فيلمنا في تغليف سياقه بالإحداثيات المستترة؟ أم كشف عن خبيئته علانية؟ تصاعد سردي على نمط موسيقي تكمن إجابة هذا السؤال بين رحى السيناريو المحكم البناء، الذي اشترك في كتابته مجيد سداتي والحسين الشاني وداود أولاد السيد، فقد اختار السرد أن يطلق مضمار الحكي من واقع بداية صوتية، في تطبيق عملي لمقولة مخرج الفيلم عن الصوت 'إن الصورة نراها ولا نرى الصوت، هو موجود وغامض، وهو الذي يعبر عما لا نراه'. وهنا نسمع أصوات أطفال يركضون ويلعبون، ثم نسمع أحدهم ينادي يوسف أن يشاركهم صورتهم، فيفاجئنا صوته أثناء عرضه لالتقاط الصورة لهم، وعندئذ تختفي الشاشة السوداء على حين بغتة، وينفتح الإطار على لقطة استهلالية للأطفال، في حين يصوب يوسف كاميرا هاتفه نحوهم. تمثل البداية الصوتية -المكللة بالشاشة السوداء- نوعا من التضامن مع الشخصية الرئيسية، أو -بمعنى أكثر دقة- دلالة وإشارة يسيرة عن يوسف، وكأننا أمام تمهيد أوّلي، لا عن البطل الرئيسي فحسب، بل عن البيئة العامة للأحداث كذلك، التي يقدمها البناء الدرامي في سرد حداثي مبتكر، مع ما يبدو عليه من تقليدية واضحة، تدعمها خطية السرد. فالحقيقة أن السرد أقرب في تكوينه إلى المقطوعة الموسيقية، التي تتكون عادة من أربع حركات، أولاها سريعة كالسوناتا، وفيها تمهيد عن الشخصيات ومحاولات كشف ملامحها الأولية. ومع بزوغ الحبكة ينطلق الفصل الثاني، القائم على رحلة البحث عن الحيز الجغرافي للبحيرة الزرقاء، وهنا نصل إلى الحركة الثانية البطيئة الإيقاع، وعند الوصول إلى البحيرة نصل إلى الحركة الثالثة الخاطفة السريعة، أما الحركة الرابعة فتطالعنا عند العودة من الرحلة. والواقع أن الاستعانة بهذا النمط من البنية الدرامية، أضفت قدرا لا بأس به من العذوبة والشاعرية على الهيكل العام للسرد، وأسهمت في تغليف النسيج العام بالسهولة والسلاسة، وتلك حيلة مراوغة تبطن أفكارا ودلالات أكثر غموضا، تحتاج إلى تأويل وقراءة هادئة، سعيا إلى الوصول لما يقبع بين السطور. عين مستعارة تعوض فقد النور مع وصول اليوم الدراسي إلى نهايته، يلتقي الجد علال (الممثل محمد خيي) بيوسف، فينطلقان في سيارة الأجرة التي يملكها نحو المنزل، وفي تلك الأثناء يعرج الجد على مصفف الشعر، لتهذيب شعر الطفل الذي أصابه الطول المفرط، وبينما ينتظر دوره، يلاحظ الجد انبهار يوسف بآلة تصوير يعرضها أحد الباعة الجائلين، فلا يتردد لحظة واحدة في الشراء، فالعمل على بهجة الحفيد يعد من أهم أولوياته. وحين تحل الكاميرا ضيفا على حياة يوسف، تبدأ حياته في التبدل التدريجي، فيطالعنا على الدوام ممسكا بالكاميرا، يلتقط كل ما تلمسه يداه، أو كل ما يشعر بوجوده في حدود محيطه المنغلق عليه. والمفارقة أنه يلتقط صورا حسنة الجودة، وعندها يمكن قراءة دلالة تلك الكاميرا، التي قد تبدو حيلة دفاعية يلجأ إليها، ليعوض بها فقدان نور عينيه، وهذا صحيح بدرجة كبيرة، لكن بقليل من التبصر نرى رمزية الكاميرا، فهي تبدو عينا مستعارة، يرى بها الطفل ما حوله، ويكتشف ما كان يعجز عن رؤيته أو الإحساس به، فلكل منا عصاه التي يتكئ عليها لقراءة مفردات هذا العالم، والكاميرا هنا تتضاعف قيمتها على نحو أكثر تقديرا. تقول الكاتبة والمصورة سوزان سونتاج، إن التقاط الصور امتلاك للمادة المصورة، وبذلك يدخل الإنسان في علاقة مع العالم، تجعله يشعر بلذة المعرفة، فالصورة نموذج مصغر عن الحقيقة، وبالعودة إلى العلاقة الوطيدة بين بطلنا والكاميرا، نجد أنها ستصاحبه طيلة أيامه المقبلة، وخلال رحلته الشاقة نحو البحيرة الزرقاء، يرى ما تعجز عيناه عن إدراكه، وكأنها تضيف إليه بعدا معرفيا يعوض خسارته السابقة، ويعزز إحساسه الداخلي بالاكتمال. وهكذا تسهب الحركة الأولى من السرد في تقديم الشخصية وعالمها، وكشف موطن أزمتها الوجودية، فانعدام البصر يشكل عائق يوسف الأكبر نحو ملامسة مفردات عالمه الصغير، مع أنه يستعين طوعا بعناصر خارجية مثل عدسة الكاميرا، لكن ثمة شيء ما يزال مفقودا، لذا عندما تطرق أسماعه أقاويل أحد أصدقاء الجد عن قدرة البحيرة الزرقاء على الشفاء، يعمل على تحويل هذا الهاجس إلى حقيقة. ترى هل سيحالفه النجاح؟ رحلة في عالم بلا حدود بعد أن أنصت يوسف إلى بعض الأقاويل المتناثرة عن البحيرة البعيدة، يقرر الانطلاق إليها، ولا يبالي بالمسافة الشاسعة الاتساع بينهما، وهنا نصل إلى الحدث المحفز، الذي تتبدل عنده أفعال الشخصيات ورؤيتها، فيدخلنا السرد إلى الحركة الثانية، التي تشكل النسبة الكبرى من الرقعة السردية، وفيها تطالعنا رحلة الجد ويوسف الباحثة عن مياه تلك البحيرة الشافية. قبل أن تبدأ الرحلة تحمّم الجدة يوسف وتغسله، وكأنه يستعد لرحلة حج مقدس، ثم يستقل الجد علال والطفل سيارة الأجرة، ويبدآن مقارعة الطريق الطويل، وفي تلك الأثناء يلتقيان أناسا من هنا وهناك، كل لقاء يحمل بين طياته إضافة ومغامرة على حد السواء، وهكذا يكتشف الطفل ما لم يكن يدركه سابقا عن هذا العالم، فالرحلة تمثل خروجا طوعيا عن الشرنقة التي تغلف إطار حياته. وبنظرة بانورامية على خريطة حياته، نجد أنها تنتمي كلية إلى الهامش، ولا يعود السبب إلى جغرافية المكان ذاته، الواقع بالقرب من الصحراء أو على الأطراف، بل إن السياق المحيط بهذا النمط المعيشي، ومعاناة الشخصيات، كل هذه العوامل، ترسخ سلطة الهامش، على حساب المتن المتباعد في المجهول. يتوغل علال ويوسف في أحضان الصحراء المفرطة الاتساع، التي لا يبين لها أول من آخر، فالمعتاد في تلك الأحيان، أن يصبح المكان موحشا مدثرا بالخوف، وما يرافقه من مشاعر أخرى متناقضة، مثلما يقول الكاتب عبد الرحمن منيف 'الزمن في الصحراء يكتسب معنى آخر، يتحول إلى ذرات صغيرة، الثانية والدقيقة هي كل الزمن، ثم يبدأ ذلك الزمن بالتفتت إلى ما لا نهاية، كالصحراء بلا نهاية'. لكن الكاميرا هنا تعمد إلى العكس تماما، فتلتقط عدساتها جمال التكوينات الصحراوية المتسعة، وما تحمله رمالها الصفراء من نعومة وسحر، ومن ثم تتحول تلك الصورة الذهنية الكاذبة عن الصحراء إلى أخرى مألوفة، وفي تلك الأثناء تصاب سيارة الجد بعطب مفاجئ، ولا مفر حينها من الاستعانة بالجمال، ليكون وسيلة انتقال بديلة، وبذلك يتواصل كشف جماليات الصحراء، وما يقبع خلف سكونها من حياة أخرى مغايرة. مجاز البحيرة الزرقاء بعد مسيرة بضعة أيام في عمق الصحراء، يصل علال ويوسف إلى موطن البحيرة الزرقاء، أو هذا ما بدا عليه الأمر، فيتوقف الجد على حين فجأة، ويعلن أن الرحلة قد اكتملت، فقد وصلا إلى البحيرة المقدسة، وبذلك يصل السرد إلى الحركة الثالثة، لكن الكاميرا لا تمارس دورها في اقتناص ما تيسر من لقطات أو مشاهد للبحيرة. وهنا نتضامن مرة أخرى مع يوسف في محنته البصرية، فيندثر الخيط الفاصل بين الواقع والخيال، ويصبح السؤال عن ماهية تلك البحيرة أمرا واجبا، هل هي حقيقية؟ وهل وصلا إليها؟ أم أن وقود الجد نفذ، وعَمد إلى التوقف المفاجئ، لا أحد يدري على وجه الدقة. لا شك أننا أمام فيلم طريق، أي يدور حول رحلة ذاتية، تضطلع بها الشخصية الرئيسية، وعند اكتمال خيوطها، يتبدل المكنون الداخلي للشخصية، أو تكتسب صفة أو ميزة تنافسية عن السابق، وبتطبيق هذه المفاهيم النظرية على فيلمنا، يمكن بمنتهى السهولة واليسر التقاط ما يكفي ويفيض من التبدلات أو الفيوض، التي لحقت بشخصية يوسف. وهذا يحيلنا تلقائيا إلى الركن الأهم من أعمدة مضمون الفيلم، حيث الفارق بين البصر والبصيرة، فإذا كان بطلنا يعاني من انحسار البصر، فإن سخاء البصيرة الذاتية يشكل تعويضا رحبا عن هذه المعاناة، وتلك البصيرة تنمو قدرتها وتتشعب خلال تلك الرحلة، ومن ثم يكتسب هذا الترحال أبعادا إضافية، غير اكتشاف العالم، وقراءة المكونات المحيطة به. يلتقي يوسف في أحد المشاهد بأحد مشايخ الصوفية، وفي هذه الجلسة، يضفي الشيخ بعض سكينته وعلمه على قلب الطفل، فيغذي روحه ببعض الفيض الإلهي، ويجعله يرى هذا الكون الشاسع، لا بعينيه المنغلقتين بل بعين قلبه، وهي الأصدق والأنقى، وتكتمل تلك المعرفة بملاقاة البحيرة الزرقاء، وحينها يولد من رحم تلك الرحلة إنسانا مغايرا عن المعتاد، فقد تحقق كنز البصيرة، الأعلى درجات من محدودية النظر. وهل يستوي الأعمى والبصير؟ حلاوة المعرفة بعد مشقة الرحلة في الحركة الرابعة من المقطوعة السردية، يُتم يوسف طقوس رحلته على الوجه الأكمل، ثم يعود إلى قريته، وعندما تباغته صديقته زينب بالسؤال عن صور البحيرة الزرقاء، يلزم السكون ولا يرافقها بالرد، فلكل واحد بحيرته، التي لا يراها ولا يدرك كنهها سواه، وهنا تتضح مجازية الرحلة ذاتها، أو الغرض منها، ألا وهو إدراك العمق أو الكنز الشخصي، الذي يقبع بين صدر كل إنسان. وهنا تتجلى عناصر الصراع الدرامي، القائم على تحقيق المعرفة الكاملة بالذات، وللوصول إلى درجاتها الكاملة، لا بد من الولوج في خضم معاناة روحية ذاتية، وهذا ما جرت وقائعه مع يوسف، الذي انساب بين أمواج الرحلة، حتى عبر نحو الشاطئ المقابل المكلل بالمعرفة اليقينية. وللتعبير عن تلك المكنونات الروحية، يلجأ السرد إلى تطعيم الحكاية بالرمزية والشاعرية، التي تضفي على النسيج السردي بعدا صوفيا لا يخطئه مذاق المتفرج، ومن ثم يصيب الفيلم بالعذوبة والرقة، وقد أسهم الإيقاع المشدود كالوتر، في تغليف الحكاية بجرعة فياضة من السلاسة، مع ما تبطنه زوايا الفيلم من جرعات تأملية مكثفة، ستظل ماثلة في الذاكرة مدة ليست بالهينة. وفي سياق متقارب يقول المتصوف أبو علي الدقاق: من زين ظاهره بالمجاهدة، حسن الله سرائره بالمشاهدة. وبطلنا بعد مشقة الرحلة، ذاق حلاوة المعرفة، ومن ذاق عرف.


مجلة سيدتي
منذ 3 أيام
- ترفيه
- مجلة سيدتي
نيللي كريم تكشف عن أحدث أفلامها في السينما.. يجمعها بهذا الفنان
على هامش حضورها لفعاليات الدورة الخامسة والعشرين من "أسبوع القفطان" بمدينة مراكش المغربية، وهي الدورة التى تم تنظيمها هذه السنة تحت شعار "القفطان إرث بثوب الصحراء"، كشفت النجمة نيللي كريم عن أحدث أعمالها السينمائية. "جوازة ولا جنازة" أحدث أعمال نيللي كريم تحدثت الفنانة نيللي كريم خلال لقائها في برنامج "صباح العربية" المذاع على قناة "العربية"؛ عن أحدث أعمالها في السينما، مؤكدة أنها تُحضِّر لفيلم جديد يجمعها بالنجم شريف سلامة يحمل أسم مؤقت "جوازة ولا جنازة"، حيث قالت نيللي: "عندي فيلم جديد هبدء أحضر ليه الأسبوع الجاي من إخراج أميرة دياب ومن بطولة شريف سلامة والفنان اللبناني الذي أحبه كثيرًا عادل كرم ومجموعة كبيرة من النجوم، ويحمل أسم مؤقت جوازة ولا جنازة". View this post on Instagram A post shared by العربية Al Arabiya (@alarabiya) نيللي كريم مجددًا مع شريف سلامة وتتعاون نيللي كريم مجددًا مع النجم شريف سلامة بعد فيلم "هابي بيرث داي"، الذي تم ترشيحه مؤخرًا للمشاركة في المسابقة الدولية للأفلام الروائية، ضمن فعاليات مهرجان تريبيكا السينمائي الدولي والتي تنطلق دورته الـ 24 في مدينة نيويورك خلال الفترة من 4 إلى 15 يونيو 2025. وشارك في الفيلم نخبة من النجوم من بينهم نيللي كريم ، حنان مطاوع، شريف سلامة وهو أولى تجارب المخرجة سارة جوهر في الإخراج السينمائي الطويل، ويشاركها كتابة السيناريو محمد دياب، فيما تولى إنتاج العمل كل من أحمد الدسوقي، أحمد عباس، وأحمد بدوي. تدور أحداث الفيلم حول الطفلة "توحة"، وهي خادمة تبلغ من العمر ثماني سنوات، تبذل مجهوداً استثنائياً لضمان نجاح حفل عيد ميلاد "نيلي"، ابنة مخدوميها الأثرياء، ومن خلال هذه القصة الإنسانية، يسلط الفيلم الضوء على الفوارق الطبقية في المجتمع المصري المعاصر، بأسلوب مؤثر وبسيط. View this post on Instagram A post shared by Sarah G (@theawesomesarahg) أطلعوا على هل شعر هشام عاشور بالغيرة من نجاح نيللي كريم؟ منافسة نيللي كريم في دراما رمضان 2025 من جهةٍ أخرى، نافست نيللي كريم في رمضان الماضي من خلال مسلسل "إخواتي"، الذي دارت أحداثه في 15 حلقة، في إطار من التشويق والفانتازيا والإثارة، من خلال سرد قصة أربع شقيقات تدور حياتهن بكثير من الأزمات والصعاب مع الرجال وعلاقتهن بهم. ويأتي مسلسل "إخواتي" من بطولة كلٍّ من: نيللي كريم، كندة علوش ، روبي، جيهان الشماشرجي، علي صبحي، حاتم صلاح. كما يظهر ضمن أحداث المسلسل عددٌ من ضيوف الشرف، ومن أبرزهم: أحمد حاتم، محمد ممدوح، شيرين رضا. والمسلسل من إخراج محمد شاكر خضير. ومن تأليف مهاب طارق. لمشاهدة أجمل صور المشاهير زوروا « إنستغرام سيدتي ». وللاطلاع على فيديوغراف المشاهير زوروا « تيك توك سيدتي ». ويمكنكم متابعة آخر أخبار النجوم عبر «تويتر» « سيدتي فن ».

مصرس
منذ 3 أيام
- رياضة
- مصرس
مصر تتوج بلقب البطولة الأفريقية للمضمار بحصدها 51 ميدالية
توجت مصر بلقب البطولة الأفريقية للمضمار، بمشاركة 28 لاعبًا، والتي أقيمت في مضمار الدراجات باستاد القاهرة الدولي خلال الفترة من 11 وحتى 16 مايو الجاري بمشاركة 13 دولة. وفاز لاعبو الفرعنة كأس البطولة، بعدما نجحوا في حصد 51 ميدالية بواقع 21 ذهبية و15فضية و15 برونزية، ثم جاء في المركز الثاني منتخب جنوب أفريقيا ب 39ميدالية، بواقع 17 ذهبية و11فضية و11 برونزية، ثم حل محاربي الصحراء ثالثا بحصدهم 14 ميدالية بواقع 4 ذهبية و5 فضية و5 برونزية.واستغل الفراعنة عاملي الأرض والجمهور وتألقوا خلال المنافسات التي تمت في أجواء رياضية حماسية اتسمت بالود بين المشاركين جميعًا، وشهدت تشجيع حار من الجماهير الذين توافدوا من جميع المحافظات لمؤازرة لاعب منتخب مصر.وكان هذا اللقب نتاجًا للدعم الكبير الذي وفره الاتحاد المصري للدراجات للاعبين بقيادة الكاببتن أيمن علي حسن، رئيس الاتحاد، خلال الفترة التي سبقت البطولة وتوفير كل الإمكانيات المادية والفنية التي تعينهم على أن يكون على أتم الاستعداد والجاهزية.ومن جانبه، هنأ الكابتن أيمن علي حسن، رئيس الاتحاد المصري للدراجات، لاعبي منتخب مصر، على ما قدموه وجهدهم المبذول خلال المنافسات وتمكنهم من حصد أكبر عدد من الميداليات والتتويج باللقب ورفع علم مصر خفاقًا عاليًا على منصات التتويج.كما وجه رئيس اتحاد الدراجات، الشكر للدكتور أشرف صبحي وزير الشباب والرياضة والمهندس ياسر إدريس رئيس اللجنة الأولمبية المصرية، على الدعم المقدم للاتحاد وتسخير كل الاحتياجات اللازمة لنجاح البطولة، وهو ما أحسن الاتحاد استغلاله لتخرج البطولة بهذا الشكل المشرف بشهادة كل الوفود الذين قدموا من 13 دولة أفريقية.وقال أيمن علي حسن: "نشعر بفخر كبير بعد نجاح مصر في تنظيم هذه البطولة المرموقة، موضحا أن هذه البطولة أثبتت أن مصر قادرة على استضافة وتنظيم أحداث رياضية كبرى بمستوى عالمي، وهدفنا القادم هو مواصلة التطوير وصناعة أبطال يرفعون راية مصر في المحافل الدولية.وأشار إلى أن هذه البطولة تعد خطوة هامة نحو تعزيز مكانة مصر كداعم رئيسي لرياضة الدراجات في إفريقيا، وتأكيد قدرتها على تنظيم أحداث رياضية عالمية، لافتا إلى استقبال الوفود المشاركة بحفاوة، مع توفير كافة التسهيلات اللوجستية والإدارية، مما انعكس إيجابيًا على تقييم المشاركين للبطولة.واستطرد الكابتن أيمن علي حسن، رئيس الاتحاد المصري للدراجات، أن مصر استفادت من منشآتها الرياضية الحديثة، مثل مضمار استاد القاهرة، الذي يتمتع بمواصفات عالمية، مما ساهم في تقديم تجربة رياضية متميزة للمشاركين.


الشرق الأوسط
منذ 4 أيام
- سياسة
- الشرق الأوسط
تبون: الجزائر دولة مسالمة وشغلها تحقيق السلم في المنطقة
قال الرئيس الجزائري، عبد المجيد تبون، إن بلاده «مسالمة»، وأن «شغلها الشاغل هو تحقيق السلم في المنطقة وفي البحر الأبيض المتوسط، وفي العالم برمته»، حسبما أوردته «وكالة الأنباء الألمانية». وقال تبون في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيرته السلوفينية، ناتاشا بيرتس موسار، الثلاثاء، على هامش زيارته إلى هذا البلد: «الجزائر منذ الاستقلال أدت أدواراً هامة في الوساطات للوصول إلى حلول سلمية للنزاعات، بعيداً عن العنف». والظاهر أن تبون اختار الرد على طريقته بشأن «ما يقال هنا وهناك» عن الجزائر، في إشارة إلى علاقاتها مع بعض جيرانها، خاصة المغرب ومالي. من جهة أخرى، نوه تبون بـ«المواقف الشجاعة والنزيهة لجمهورية سلوفينيا تجاه القضية الفلسطينية»، مضيفاً أن سلوفينيا «أول دولة أوروبية تعترف بدولة فلسطين، وهو شرف كبير، ونتمنى أن تكون قدوة لبقية الدول». كما نوه أيضاً بمواقفها تجاه قضية الصحراء، مجدداً رغبته في «إيجاد حل يرضي الطرفين، تحت إشراف هيئة الأمم المتحدة». في سياق ذلك، أكد الرئيس الجزائري على وجود توافق تام بين بلاده وسلوفينيا في جميع الملفات، وقال بهذا الخصوص: «الجزائر بلد موثوق به ومستعد لتلبية طلبات سلوفينيا فيما يخص الغاز، ولا يمكن لبلادنا أن تتأثر بأي تغييرات في المستقبل». وأضاف الرئيس تبون موضحاً: «تبادلنا الآراء مع رئيسة جمهورية سلوفينيا، وهناك اتفاق تام فيما يخص ملفات الهجرة غير الشرعية، والذكاء الاصطناعي والفضاء، والمياه والبيئة». مبرزاً أن «المجال مفتوح من أجل علاقات قوية ونموذجية بين الجزائر وسلوفينيا، التي تملك قدرات يمكن لشبابنا الاستفادة منها». كان تبون أشرف في وقت سابق، الثلاثاء، رفقة الوزير الأول السلوفيني، روبرت جولوب، على مراسم التوقيع على اتفاقيات تعاون بين البلدين. ووفق بيان للرئاسة الجزائرية، فإن هذه الاتفاقيات شملت التوقيع على مذكرة تفاهم حول إنشاء آلية للمشاورات السياسية، ومذكرة تفاهم بين وزارة الداخلية ونظيرتها السلوفينية في مجال التعاون الشرطي. كما تم التوقيع على مذكرة تفاهم حول التعاون في مجال النقل البحري، ومذكرة تفاهم حول التعاون في مجال الفضاء لأغراض سلمية. إلى جانب مذكرة تفاهم بين غرفة التجارة والصناعة الجزائرية ونظيرتها السلوفينية، ومذكرة تفاهم بين مجلس التجديد الاقتصادي الجزائري ونظيره السلوفيني.