logo
#

أحدث الأخبار مع #الفيتو

وهل كنا نعيش في المدينة الفاضلة؟!
وهل كنا نعيش في المدينة الفاضلة؟!

العرب اليوم

timeمنذ 15 ساعات

  • سياسة
  • العرب اليوم

وهل كنا نعيش في المدينة الفاضلة؟!

فى الأيام الأخيرة قرأت العديد من المقالات والعبارات التى تشير إلى معنى واحد وهو: «إن العالم تغير بحيث إنه يركز على التجارة والأسواق، ولم يعد يعرف إلا لغة الأرقام، ونسى هذا العالم الحديث كل ما له صلة بالقيم الوطنية والسياسية والقومية والإرث الثقافى». ‎هذه هى الفكرة التى تتردد بكثرة على صفحات وسائل التواصل الاجتماعى، بل وبعض وسائل الإعلام التقليدى ويعتقد أصحاب هذه الأفكار أن النظريات السياسية الجميلة التى صاغت القضايا وصنعت التاريخ وشغلت النخب والمفكرين وحركة المجتمعات اختفت لصالح حياة البزنس والربح والخسارة والتجويع والبيع والشراء والحصار. ‎ويختم أصحاب هذه الرؤية بالقول إن الاتجاه الجديد الفاقد للقيم الإنسانية يلاقيه الذكاء الاصطناعى الذى ألغى الحس فى التفكير لصالح الغش والتزوير. ‎الكلام السابق لا يخص شخصا أو مجموعة أو حتى بلدا عربيا واحدا، ولكنه يسرى كالنار فى الهشيم، ويمكنك أن تسمعه على المصاطب وأنصار حزب الكنبة وبعض خطباء دور العبادة، وصولا إلى بعض الإعلاميين والسياسيين. وهذا الكلام يجد هوى شديدا لدى الناس العادية فى العديد من الشوارع العربية. ‎لكن وإذا دققنا النظر فى هذا الكلام فقد نجد مفاجآت تنسفه من أساسه. ‎ ترديد هذا الكلام الآن يعنى أننا قبل سنوات أو حتى عقود قليلة كنا نعيش فى المدينة الفاضلة على مستوى العالم. والسؤال: هل هذا صحيح؟! ‎بالطبع الإجابة هى: لا قاطعة، لكن المشكلة أن عددا كبيرا من الناس فى كل زمان ومكان يحبون البحث عن شماعة جاهزة، واعتقادات تسهل لهم ما لا يجهد عقولهم. ‎ولا يخفى على أحد أن بداية ترديد وانتشار هذا الكلام جاء مع عودة الرئيس الأمريكى دونالد ترامب للبيت الأبيض. وكأنه فى المرة الأولى ٢٠١٦ ــ ٢٠٢٠ كان يحلق بأجنحة فى عالم الملائكة الفردوسى! ‎وقد يقول البعض: ولكن نحن نقصد عصر ما قبل ترامب. والإجابة هى نفسها، فالذى جاء بعد ترامب كان جو بايدن الديمقراطى الذى فتح للعدوان الإسرائيلى كل خزائن المال وكل مخازن السلاح، وكل أنواع الفيتو فى الأمم المتحدة حتى يدك غزة تماما. ‎وكان هناك باراك أوباما، ورغم أنه كان معتدلا نسبيا مقارنة ببايدن وترامب، إلا أن جوهر سياسات بلاده لم يتغير. فلم يوقف تصدير السلاح لإسرائيل وتقديم كل أنواع الدعم. قبلهما كان جورج بوش الابن الذى دمر أفغانستان والعراق فى عهد «المحافظين الجدد» الأكثر صهيونية من إسرائيل. وقبل كل هؤلاء فإن كل رؤساء الولايات المتحدة انحازوا دوما لإسرائيل على حساب الحقوق العربية. ‎لا أريد فقط أن أدلل على صحة كلامى عبر استعراض سياسات الرؤساء الأمريكيين السابقين، ولكن ما لا يدركه كثيرون هو أن العالم يقوم بالأساس على منطق المصالح ومنطق القوة، بل وفى مرات كثيرة على منطق الغابة. قد تتحسن الأمور فى بعض الفترات القليلة نحو الهدوء والاستقرار، لكن هذا تغير فى الدرجة، وليس فى الجوهر. ‎وحتى لا نظلم ترامب، فإنه لم يكن هو من اخترع فكرة التهديد بفتح أبواب الجحيم على خصومه وأعدائه، بل إن ذلك يحدث منذ بدء الخليقة وأغلب الظن سوف يستمر إلى قيام الساعة. ‎من يتأمل تاريخ البشرية، ومن يقرأ ملحمة قصة الحضارة، لـ«ول ديورانت» ومن يقرأ «صعود وسقوط الامبراطوريات»، لبول كيندى، وغيرها من الكتب التى تناولت الصراعات الكبرى، عبر التاريخ سوف يكتشف بسهولة أن الإمبراطوريات الكبرى قامت بالأساس على منطق القوة الغاشمة وليست الناعمة، وآخر إمبراطورية كانت البريطانية التى وصفها البعض بأنها «لا تغرب عنها الشمس»، تأسست بالفتوحات العسكرية وبالاحتلال العسكرى المباشر، والأمر نفسه ينطبق على الإمبراطورية الفرنسية، فرغم أن نابليون بونابرت جاء بالمطبعة والعلماء، إلا أن عدته الأصلية كانت القوة العسكرية. ‎إسرائيل نفسها تم زرعها بالقوة الغاشمة منذ وعد بلفور عام ١٩١٧، مرورا بالنكبة عام ١٩٤٨ ونهاية بالعدوان المستمر منذ ٢٠٢٣. ‎كل الإمبراطوريات الكبرى تقوم على القوة الخشنة، ولكن بعضها يجمل ذلك ببعض القشور الإنسانية أو العلمية والدعاوى والتبريرات الأخلاقية. ‎وقد رأينا أن كل مساحيق التجميل سقطت عن وجه العديد من الحكومات الغربية التى بررت ودعمت العدوان الإسرائيلى الأخير. ‎الخلاصة، أننا لا نعيش فى «المدينة الفاضلة» بل فى عالم تحكمه بالاساس القوة الشاملة.

جوتيريش يؤكد أهمية "مؤتمر حل الدولتين" الذي سيعقد الشهر المقبل في نيويورك
جوتيريش يؤكد أهمية "مؤتمر حل الدولتين" الذي سيعقد الشهر المقبل في نيويورك

البوابة

timeمنذ 3 أيام

  • سياسة
  • البوابة

جوتيريش يؤكد أهمية "مؤتمر حل الدولتين" الذي سيعقد الشهر المقبل في نيويورك

أكد الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو جوتيريش، أهمية المؤتمر الدولي لدعم حل الدولتين المقرر عقده في نيويورك خلال شهر يونيو المقبل. وقال جوتيريش، في مؤتمر صحفي عقد اليوم السبت، عقب ختام القمة العربية العادية الرابعة والثلاثين في بغداد، إن هذا المؤتمر الذي سترأسه السعودية وفرنسا يمثل فرصة لا يجب تفويتها لتشجيع حل الدولتين وايجاد وحدة ورؤية لتحقيقه، معربا عن دعم الأمم المتحدة لهذا المؤتمر. وقال: "في قلب أزمات العالم العربي توجد القضية الفلسطينية، وأن حل الدولتين الذي ينتهي بتأسيس دولة فلسطينية تعيش بجانب إسرائيل ضرورة ولكن للأسف نرى فرصه تنهار أمام أعيننا نحتاج إلى استعادة الاستقرار في غزة، ووضع الشعب الفلسطيني في القطاع لا يمكن قبوله حيث يعاني من سياسة حصار تخالف القانون الدولي". وأكد ضرورة إنهاء الأزمة الإنسانية في غزة فورًا.. قائلًا إن "الناس في المنطقة العربية يستحقون مستقبل أفضل"، داعيا إلى احترام وقف إطلاق النار في لبنان. وردا سؤال حول إخفاق الأمم المتحدة في تنفيذ قرارات الشرعية الدولية وخاصة في غزة، قال "إننا طالبنا بقوة بوقف إطلاق النار في غزة، و‏مجلس الأمن هو المكلف بتحقيق السلم والأمن الدوليين ولكن أحيانا يتعطل دوره بسبب حق الفيتو ولكننا سنستمر في العمل على إقناع المجتمع الدولي للضغط على إسرائيل لوقف العملية العسكرية وإدخال المساعدة الإنسانية لغزة وإطلاق سراح الأسرى وتوفير الدعم لسكان غزة". وحول قرار إنهاء عمل بعثة الأمم المتحدة في العراق نهاية ٢٠٢٥ بناء على قرار من مجلس الأمن، أشاد جوتيريش بتحسن الوضع الأمني والسياسي في العراق، وقال نحن فخورون بأن العراق حقق تقدما في حل مشاكله ولذا حان الوقت لانتهاء مهمة بعثة الأمم المتحدة في البلاد ولكن الأمم المتحدة ستبقى جاهزة لدعم مراقبة الانتخابات ودعم التنمية في العراق".

لا رهان على الموقف الأمريكي فالزيارة استثمارية!! بقلم : محمد علوش
لا رهان على الموقف الأمريكي فالزيارة استثمارية!! بقلم : محمد علوش

شبكة أنباء شفا

timeمنذ 3 أيام

  • سياسة
  • شبكة أنباء شفا

لا رهان على الموقف الأمريكي فالزيارة استثمارية!! بقلم : محمد علوش

لا رهان على الموقف الأمريكي فالزيارة استثمارية!! بقلم : محمد علوش شهدت الأيام الماضية زيارات للرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى عدة بلدان خليجية، لاقت اهتماماً كبيراً، وغلب عليها طابع العلاقات العامة والرغبة الاستثمارية والمحاولة المستميتة من قبل الإدارة الأمريكية لفرض وقائع جديدة على مستوى المنطقة وفي عموم منطقة الشرق الأوسط وفي القلب منها فلسطين، حيث عبر البعض عن مواقف متسرعة عن فرص سانحة وعن تغيرات جوهرية في المواقف والسياسات الأمريكية، وهذا ليس صحيحاً على الإطلاق، حيث أراد ترامب تطويع المنطقة من جديد وانتهاج سياسة جديدة في تعامله مع المنطقة الخليجية والعربية، خاصة موقفه من رفع العقوبات المفروضة على سوريا. وحتى هذه اللحظة لا توجد أية مبادرة أمريكية بخصوص القضية الفلسطينية، بل تعمل هذه الإدارة على الاستمرار بمشروع السلام الإقليمي والإبراهيمي على حساب القصية الفلسطينية وحلها عل أساس قرارات الشرعية الدولية. ونحن نمر في مرحلة انتقالية صعبة وحساسة نشهد فيها انتقالاً تدريجياً صعباً وصراعاً مريراً في إطار الانتقال من عالم أحادي القطبية سيطرت عليه الولايات المتحدة الأمريكية بعد انهيار 'المعسكر الاشتراكي' نحو عالم متعدد الأقطاب أكثر عدلاً ومساواة وانضباطاً للقانون الدولي والشرعية الدولية وانحيازاً لمصالح الشعوب النامية، بدلاً من الاستغلال والعولمة وسياسات الليبرالية التي نهبت مقدرات شعوب العالم، وهذا يتطلب إصلاح منظومة الأمم المتحدة المتهالكة ونظام 'الفيتو' التي أسست ازدواجية المعايير في التعامل مع قضايا الشعوب المستضعفة أساساً، لشل قدرتها على النهوض بمسؤولياتها. هناك أهمية بالغة للعمل على إصلاح نظام الأمم المتحدة وبما يشمل ثلاثة عناصر رئيسية، تتعلق بتوسيع العضوية في مجلس الأمن لتمثل القارات بشكل عادل ومتوازن، وتقييد استخدام حق النقد 'الفيتو'، والتأكيد أن قرارات الأغلبية في الجمعية العامة للأمم المتحدة هي قرارات ملزمة التطبيق لمجلس الأمن الدولي، وأن تترافق خطة الإصلاح هذه مع النضال الأممي المشترك من أجل إعادة بناء النظام الدولي والانتقال به إلى نظام متعدد الأقطاب، يضمن حفظ السلام والاستقرار الدوليين، ويعزز العدالة والانصاف وحق الشعوب في تقرير مصيرها، ويضع حداً للهيمنة الإمبريالية والاستفراد الأمريكي. هناك أهمية لصياغة رؤية جديدة وتعامل مختلف مع الإدارة الأمريكية وعبر نهج جديد بالتعامل مع المرحلة الجديدة ومتطلباتها، بما في ذلك نهج فلسطيني واضح وأدوات جديدة مع إدارة جيدة – قديمة، والانتقال إلى حوار استراتيجي مع هذه الإدارة، بدلاً من تبادل الرسائل وذلك بتشكيل فريق سياسي لإدارة الحوار الفلسطيني – الأمريكي استناداً للخبرات المتراكمة وطلاق هذا التعاون على أساس مصالح شعبنا وبما يخدم قضيته الوطنية وإنهاء الاحتلال والتمسك بالقانون الدولي والشرعية الدولية كأساس للحل السياسي. إن الرؤية الأمريكية واضحة تجاه المنطقة، حيث تواصل عملها من أجل إعادة مسار التطبيع العربي مع 'إسرائيل' وتوظيف الحرب على غزة والتغيير بالمنطقة لصياغة شرق أوسط جديد، كان قد عبر عنه نتنياهو خلال الشهور الماضية، وهذا ما يؤكد العلاقات الاستراتيجية القائمة بين الولايات المتحدة وإسرائيل، وأنه لا رهان ولا أوهام أبداً على أي تغير مفاجئ في المواقف الأمريكية تجاه كيان الاحتلال باعتباره قاعدة استعمارية متقدمة في خدمة المصالح الأمريكية في المنطقة، ولذلك علينا الانتباه وعدم الخضوع لبريق المواقف المتغيرة في كل محطة من قبل الرئيس ترامب، الذي يتعامل وفق عقليته العقارية والحصول على المزيد من المكتسبات من هنا وهناك، حيث تابع الجميع ما ناله ترامب من زياراته الخليجية الأخيرة. وأمام شأننا الوطني الفلسطيني، حيث تتصاعد المخاطر الوجودية، تبقى أولوياتنا الآن مواجهة سياسات الضم والاستيطان وشطب 'حل الدولتين' في ظل الانزياح المتواصل بالمجتمع الإسرائيلي نحو التطرف والعنصرية الفاشية الجديدة. وفي هذا الإطار فإن الأولوية هي بوقف الحرب الظالمة والارهابية المفروضة على شعبنا الفلسطيني، وإعادة فتح كافة المعابر في قطاع غزة، وتسهيل وتسريع الإغاثة الإنسانية حيث يواجه أبناء شعبنا الموت جوعاً نتيجة الحصار والابادة الجماعية المستمرة، والانسحاب الإسرائيلي الكامل دون اقتطاع أي جزء أو إقامة أية مناطق عازلة في القطاع. اليوم التالي هو شـأن فلسطيني داخلي انطلاقاً من وحدة الجغرافيا، ووحدة النظام السياسي الفلسطيني والولاية الجغرافية والسياسية والقانونية، ووفقاً لهذا الفهم فالمفاوضات بشأن وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى وكذلك كل ما يتعلق باليوم التالي للحرب ومستقبل غزة هو شأن وطني فلسطيني وليس شأناً يخص حركة حماس بما تبقى لها من سلطة في غزة، وهي مطالبة اليوم باستلهام تجربة حزب الله في لبنان، والتخلي عن سياسة المحاور الإقليمية، والعمل على إجراء مراجعة سياسية جادة وشاملة لتؤهلها لتصبح شريكاً في النظام السياسي الفلسطيني. وبالعودة للزيارة 'المهمة' للرئيس ترامب إلى المنطقة، فما يعنيني منها ما يتعلق بالقضية الفلسطينية، فقد أعاد الترويج لبعض مشاريعه من قطر، حيث إنه يريد من الولايات المتحدة أن تمتلك غزة وتحولها إلى 'منطقة حرية'، وأن لديّه تصورات جيدة جداً لغزة، وهي جعلها منطقة حرية، وأنه سيكون فخوراً لو امتلكتها الولايات المتحدة وأخذتها وجعلتها منطقة حرية، وهو الذي طرح إنه يريد من الولايات المتحدة أن تمتلك غزة وتحولها إلى 'منطقة حرية'، وأنه سيكون فخوراً لو امتلكتها الولايات المتحدة وأخذتها وجعلتها منطقة حرية، وهو نفسه الذي طرح أكثر من مرة فكرة تهجير سكان غزة وتحويل القطاع إلى منتجع سياحي، وبذلك يبقى المشروع الأمريكي الإسرائيلي قائماً باعتباره تحدياً للواقع الفلسطيني، وبما يؤسس لمثل هذه الرؤية البرنامجية المشتركة بين الإدارة الامريكية وحكومة الاحتلال، حيث انتقلت العلاقة من موقع الانحياز للاحتلال الى موقع الشريك الفعلي في تنفيذ جرائم الاحتلال. زيارة ترامب للمنطقة هي زيارة استثمارية لها أهداف متعددة لخدمة المصالح الأمريكية الإسرائيلية الثابتة رغم كل المحاولات التي سعى البعض للإيهام بوجود خلافات بين كل من إسرائيل وأمريكا، فعلاقاتهما راسخة كونهما شريكين في قوة الاحتلال الاستعمارية.

هدنة غزة.. شروط الوساطة ودور الوسطاء
هدنة غزة.. شروط الوساطة ودور الوسطاء

شهارة نت

timeمنذ 3 أيام

  • سياسة
  • شهارة نت

هدنة غزة.. شروط الوساطة ودور الوسطاء

بقلم/ إبراهيم محمد الهمداني لم يكن هدف استعادة الأسرى الصهاينة، من أيدي مجاهدي الفصائل الفلسطينية، ضمن قائمة دوافع الحرب الإسرائيلية على غزة، لأن قانون (هنيبعل) المعتمد لدى حكومة الكيان الغاصب، يرسم مصيراً آخر لأسرى جيشه، حيث يُفضل الأسير المقتول، على الأسير الحي، وبذلك يحق لإسرائيل أن تقتل أسراها بيدها، لكي لا يكونوا ورقة ضغط عليها، بيد أعدائها، وهو ما نفذته عصابات الإجرام الصهيونية، حيث أقدمت على قتل كثير من أسراها، رغم محاولات المقاومة الحفاظ على حياتهم، ولولا تعذر الوصول إليهم، لما أبقى الجيش الإسرائيلي منهم أحدا، لذلك لم يكن طلب إسرائيل الهدنة، إلا ترجمة فعلية لهزيمتها العسكرية، واستسلاماً لمعادلات الميدان، التي فرضتها الفصائل الفلسطينية ومحور الإسناد، وهو ما أثبته الواقع، وترجمته بنود الاتفاقية، ومشاهد تنفيذها، التي أكدت أن يد المقاومة كانت هي العليا، على كافة المستويات والأصعدة. لذلك لم تكن الهدنة بأي حال من الأحوال صناعة ترامبية، كون أمريكا شريكا أساسا في العدوان على غزة، كما أنها لم تكن نتاج جهود الوسطاء القطري والمصري، لأنهم يفتقرون إلى أدنى مؤهلات وشروط ذلك الدور؛ إذ لا يمكن القول إنهم يتمتعون بدرجة ما من الحياد، لأنهم – في الواقع – منحازون علنا، إلى الكيان الصهيوني قلباً وقالباً، ولا يتحركون إلَّا بموجب التوجيهات الأمريكية، كما لا يمكن القول إنهم يتمتعون بوجاهة ومكانة، تمنحهم ثقة المجتمع الدولي، في عدل قراراتهم وإنصاف أحكامهم، إضافة إلى أنهم لا يملكون سلطة تنفيذية خاصة، يستطيعون من خلالها إلزام الطرفين، بالمضي في تنفيذ الاتفاق، كما أنهم لا يحظون بدعم وإسناد أممي، بحيث تكون 'منظمة الأمم المتحدة' – بمرجعيتها السياسية والسلطوية الأممية – سندا تنفيذيا مرجعيا، داعماً لجهود الوسطاء، ومشرفاً على التزام طرفي النزاع، بتنفيذ بنود الهدنة الشاملة، في صيغتها الإنسانية والأخلاقية أولاً، دون محاباة أو مجاملة، وفي حال تخلف أحد الطرفين عن ذلك، فإن للوسطاء الحق في اتخاذ الإجراء المناسب ضده، بدعم وإسناد دولي وأممي، وفي حال عجز الوسطاء، يجب على 'منظمة الأمم المتحدة'، مباشرة ذلك الدور بنفسها. كان ذلك الحلم المثالي، هو الطُعم الذي اغتيل بواسطته الوعي الجمعي، ومازالت معظم الشعوب النامية عامة، والشعوب العربية خاصة، تعلق عليه الكثير من الآمال، رغم مجانبته لمعطيات ونتائج الواقع؛ فسلطة 'منظمة الأمم المتحدة'، ومركزيتها الأبوية والمرجعية، غابت في المجهول، حين كانت قضية فلسطين ومأساة غزة، هي مركز الحدث وموضوع الطرح والمناقشة، ولم تُظهر حتى بصيصا من قلقها المعتاد، لتقف على عتبات احتضان مداولات الفرقاء، متوسطة بين مع وضد، ملوحة ضد القاتل بقرار عقوبات غير ملزم، ومصدقة بكل شرعيتها وهيمنتها، على شرعية 'الفيتو' الأمريكي، الرافض لقرار الهدنة والسلام، الأمر الذي يجعل مقولة 'الإجماع الدولي'، مجرد شعار فارغ المحتوى، وقرارات السلام المزعومة، لا تساوي الحبر الذي كتبت به، وللوقوف على حقيقة تلك المنظمة وأعضائها دائمي العضوية، يكفي أن نعرف أنها منحت الكيان الإسرائيلي الغاصب، العضوية الكاملة فيها، بينما حجبت تلك العضوية عن دولة فلسطين المحتلة، ولعل في ذلك الكفاية لتفسير سلبيتها المفرطة، وتواطؤها الفاضح والواضح مع الكيان الإسرائيلي، وجعل 'الإجماع الدولي' تحت أقدام 'الفيتو' الأمريكي، ما دامت مصلحة 'آباء الإمبريالية' المؤسسون، تقتضي ذلك. ذلك هو الإطار المرجعي العام، الذي تحرك الوسطاء ضمن حدوده، مجسدين أقبح وأخزى صور التبعية والانبطاح، والارتهان الكامل، لمنظمة الأمم المتحدة الاستعمارية، وأحط وأحقر مظاهر التسليم المطلق، لرغبات المجرم المستكبر الأمريكي، شريك القاتل المتغطرس الإسرائيلي الغاصب، في حرب الإبادة والتدمير وجرائم القتل؛ لذلك لم يمتلك الوسطاء أدنى معايير الوساطة؛ لا من حيث شروط الحياد والنزاهة والاستقلال، ولا من حيث مؤهلات القوة والقدرة والإلزام، ورغم ذلك لم يستح الوسطاء، من ممارسة مختلف الضغوط، على مجاهدي حركة حماس وأهالي غزة المكلومين، بهدف تحقيق أهداف الكيان الإسرائيلي الغاصب، التي عجز عن تحقيقها هو وحلفائه، من أكابر مجرمي الإمبريالية، بكل ما يمتلكون من ترسانة عسكرية هائلة، وبكل ما في جعبتهم من الإجرام والتوحش، في المقابل يقف أولئك الوسطاء فاقدي الحيلة، أمام الطرف الإسرائيلي المعتدي المحتل، لا يملكون أي ضمانات أو أوراق ضغط عليه، لإلزامه بتنفيذ الاتفاق، وضمان عدم خرقه للهدنة، ولذلك منذ اللحظات الأولى في فجر 27 يناير 2025م، من دخول اتفاق الهدنة حيز التنفيذ، كانت الخروقات الإسرائيلية حاضرة بقوة واستمرار، على مرأى ومسمع من الوسطاء والعالم أجمع، ولم يصدر عن أولئك الوسطاء، حتى بيان إدانة أو اعتراض أو استنكار، تجاه الصهيوني الذي طلب وساطتهم، ثم تعمد إحراق صورتهم، وكشف عجزهم أمام العالم، رغم أنهم قد تماهوا مع مشروعه، وبدأوا بممارسة ضغوطات على حماس، في سياق تحقيق أهداف نتنياهو، التي عجز عن بلوغها سلفا. مقالات ذات صلة

حين تُكتب الحكاية في الظّل .. وتتبدّل الوجوه على المسرح
حين تُكتب الحكاية في الظّل .. وتتبدّل الوجوه على المسرح

عمون

timeمنذ 6 أيام

  • سياسة
  • عمون

حين تُكتب الحكاية في الظّل .. وتتبدّل الوجوه على المسرح

في دهاليز السياسة الأمريكية.. لا شيء يُترك للصدفة.. ولا خطوة تُتخذ من غير أن تكون موضوعة بعناية على رقعة شطرنج المصالح.. تلك الرقعة التي يجلس على طرفيها الحليف الذي لا يُمس.. والعرّاب الذي لا يُكذب.. الكيان الإسرائيلي من جهة.. وأمريكا من جهة أخرى.. أما الباقي.. فإما بيادق صغيرة.. أو أوراق يتم حرقها عند الحاجة.. العلاقة بين أمريكا والكيان.. لم تكن يوماً علاقة تحالف عادي.. بل أقرب ما تكون إلى علاقة مصيرية.. تنبع من جذور دينية.. وثقافية.. ولوبية ضاغطة.. لا تقف عند حدود اللوبي الصهيوني فحسب.. بل تمتد إلى تيارات إنجيلية.. تؤمن بأن قيام الدولة الإسرائيلية.. شرط لعودة المسيح المنتظر.. ولعلّ هذه البنية العقدية.. هي ما يجعل الدعم الأمريكي للكيان الإسرائيلي.. فوق أي خلاف.. أو تغيّر سياسي.. فهو ليس فقط التزاماً استراتيجيا.. بل التزاماً هوياتياً لدى كثير من النخب الحاكمة في واشنطن.. حين جاء دونالد ترامب إلى البيت الأبيض.. لم يأت كسياسي تقليدي.. بل كمبعوث لمرحلة أكثر انكشافاً.. وأكثر صدقاً في التعبير عن العقل الأمريكي العميق.. ذلك العقل الذي لا يرى في الكيان الإسرائيلي مجرد حليف.. بل امتداداً وظيفياً للوجود الأمريكي في قلب الشرق الأوسط.. فكانت القدس تُعطى على طبق من ذهب.. والجولان يُسلّم بخطاب صحفي.. والتطبيع يُفرض بتغريدة.. أما غزة.. فقد كانت خطته فيها صادمة.. إذ أعلن نيته إعادة إعمارها.. بشرط إخراج أهلها منها.. في تصورٍ صريحٍ لتغييرٍ ديمغرافي غير مسبوق.. خطة قال عنها نتنياهو إنها رائعة.. بينما كان العالم يتساءل.. إن كانت تلك بداية لتطهير عرقي جديد.. لكن المفارقة.. أن ذات الإدارة التي عبّرت عن دعمها اللامحدود للكيان الإسرائيلي.. كانت تشهد في كواليسها مداولات خافتة.. وتسريبات حول خلافات تكتيكية.. لا تمس جوهر العلاقة.. بل ترتبط بكيفية التعاطي مع الأدوات.. خصوصاً مع حركة حماس.. فبينما كان الكيان إسرائيلي يعتبر.. أن الحل لا يكون إلا بالقضاء التام عليها.. كانت بعض الأصوات داخل الإدارة الأمريكية.. ترى أن لحماس.. دوراً سياسياً لا يمكن تجاوزه.. وأن الإبقاء عليها ضمن معادلة القوة.. قد يكون ضرورة لفرض تسويات لاحقة.. هنا لا بد من التوقف أمام الوثائق المسربة من البنتاغون والمخابرات الأمريكية.. والتي تحدثت عن مناقشات داخلية.. حول مستقبل غزة ما بعد الحرب.. وعن وجود تباين حقيقي.. بين الإدارة الأمريكية.. والقيادة الإسرائيلية حول التوقيت والأدوات.. بل إن بعضها أشار إلى ضغوط أمريكية.. لفتح ممراتٍ إنسانية.. وقبول بهدنة مؤقتة.. وهو ما رفضه الكيان الاسرائيلي في أكثر من مرة.. كل ذلك وسط تصريحات إعلامية.. تؤكد أن أمريكا والكيان الاسرائيلي في خندق واحد.. فهل ما نراه من تباينات هو حقيقة؟!.. أم مسرحية لتوزيع الأدوار؟!.. حين نقف عند تصريحات بايدن المتناقضة.. من جهة دعم مطلق لإسرائيل.. ومن جهة تلميحات بضرورة تجنب سقوط مدنيين.. ندرك أن اللعبة أكبر من مجرد سياسة إدارة.. بل هي سياسة دولة عميقة.. تعرف متى تلوّح بالعصا.. ومتى تلبس قناع الرحمة.. دون أن تغيّر في العمق من ولائها للكيان.. فتأتي المساعدات العسكرية تباعاً.. ويُستخدم الفيتو في مجلس الأمن.. وتُمنع أي مساءلة دولية للكيان الاسرائيلي.. ليظل السقف محمياً.. مهما علت أصوات الاحتجاج.. فهل ما يجري هو تبديل طاقيات.. وتغيير مواقع فقط.. مع بقاء الهدف كما هو؟!.. أم أن ثمة تغيرات حقيقية في الرؤية الأمريكية.. تجاه مستقبل الكيان.. ودوره في المنطقة؟!.. سؤال قد لا يجد إجابته في التصريحات الرسمية.. بقدر ما يُفهم من قراءة دقيقة لما لم يُقال.. ولما تُخفيه الوثائق والتسريبات.. وما يلوح خلف الكواليس من تفاهمات قديمة.. تُلبس اليوم لبوساً جديداً.. المشهد شديد التعقيد.. لكن الثابت فيه.. أن العلاقة بين أمريكا والكيان الاسرائيلي.. ليست علاقة ظرفية.. ولا خاضعة لحسابات الرؤساء المتعاقبين.. بل هي علاقة نُسجت عبر عقود من الالتزامات.. والتشابكات المصالحية والعقائدية.. وما يراه البعض خلافاً.. قد لا يكون إلا خداعاً بصرياً.. تمليه ضرورة توزيع الأدوار.. لإبقاء المسرح مشوقاً.. لكن النهاية.. تُكتب دوماً بقلمٍ واحد.. ذلك القلم الذي كتب منذ البداية.. أن أمن الكيان الاسرائيلي.. خط أحمر.. لا يُمس.. هو ذات القلم.. الذي كتب السيناريو منذ البداية.. لا يزال في مكانه.. لم ينكسر بعد.. ولم ينفد حبْره.. وكل مَن نراهم على المسرح.. ليسوا سوى مؤدين.. يتبادلون الأدوار.. أو ضحايا.. ظنّوا أنهم أبطال.. ولعل أخطر ما في المشهد.. ليس ما نراه أمامنا من نارٍ ودمار.. بل ما يُكتب في الظلال.. بصمتٍ مدروس.. وخططٍ بعيدة المدى.. تعيد تشكيل الوعي.. وتضبط إيقاع المواقف.. بما يخدم ذلك القلم.. الذي لا يؤمن إلا بلونٍ واحدٍ للحقيقة.. ذلك اللون.. الذي ينعكس فقط على مرآة مصالحه..

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store