logo
#

أحدث الأخبار مع #الكورد

صحيفة إسرائيلية تكشف عن لقاءات مع وفود عراقية لغرض التطبيع
صحيفة إسرائيلية تكشف عن لقاءات مع وفود عراقية لغرض التطبيع

شفق نيوز

timeمنذ يوم واحد

  • سياسة
  • شفق نيوز

صحيفة إسرائيلية تكشف عن لقاءات مع وفود عراقية لغرض التطبيع

شفق نيوز/ كشف الوزير الإسرائيلي السابق أيوب قرا، عن لقاءات عقدت مع وفود عراقية لم يحدد هويتها، جرت في دولة الإمارات العربية المتحدة، في إطار تحركات ترعاها إسرائيل والولايات المتحدة، من اجل الدفع بالعراق نحو التطبيع مع تل أبيب، والتخلص من نفوذ إيران، ومكافحة "الارهاب"، مشيرا، بحسب ما نقلت عنه صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية، إلى أن النقاشات تتناول ايضا وضع الكورد والدروز في سوريا والاتفاقات الإبراهيمية. وأشار التقرير الإسرائيلي، الذي ترجمته وكالة شفق نيوز، إلى أن الوزير السابق قرا، الذي وصفه بأنه شخصية اسرائيلية من أقلية الدروز، ولا يشغل حاليا منصبا سياسيا رسميا، بحث خلال وجوده في أبو ظبي، قضية تطبيع العلاقات الاسرائيلية مع العراق، والوضع في سوريا، وقضايا تخص الدروز في اسرائيل وسوريا، وذلك في مقابلة أجراها هذا الاسبوع. وتابع التقرير، أنه برغم عدم توليه أي منصب رسمي، إلا أن قرا التقى ايضا أمين سر الفاتيكان الكاردينال بييترو بارولين، الذي يعتبر من اقوى الشخصيات في العالم المسيحي، وطلب منه المساعدة في تهدئة التوترات بين الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون والرئيس السوري احمد الشرع، وذلك من اجل منع وقوع ابادة جماعية تستهدف المسيحيين والدروز والعلويين في سوريا. وأشار إلى أن، قرا التقى في ابوظبي وفدا من العراق يأمل بتعزيز التعاون مع إسرائيل، ونقل التقرير عن قرا دعوته الى عدم التعجب من الذي سيقوله حيث انه "برغم التذمر من اشخاص في اليمين (الاسرائيلي)، إلا اننا ننجح في إيجاد تواصل مع معظم الدول العربية، بما في ذلك دول لا تربطنا بها علاقات رسمية، مثل ليبيا، سوريا، لبنان، والعراق"، مضيفا "اننا نجلس مع اشخاص على اعلى المستويات لتعزيز التعاون مع إسرائيل". وعندما سئل قرا عما إذا كان هو وفد فعلي من العراق، رد قائلا "نعم، هم يريدون علاقات مع اسرائيل. لا يريدون ايران على أرضهم ويضغطون علي لدفع الحكومة الاسرائيلية والجيش الاسرائيلي لطرد ايران من العراق". وردا على سؤال عن السبب الممكن لان تساعد اسرائيل العراق، قال قرا إن "حرب السيوف الحديدية (حرب غزة) أفادتنا، بعد 75 عاما من الكراهية من الدول العربية ومحاولاتهم إلحاق الضرر بنا وإنكار شرعيتنا، اليوم نحن مرغوبين في كثير من المناطق وينظر الينا كدولة شرعية". واضاف قرا، أن "التطور الأكبر حاليا هو التغيير في العراق، الكورد والسنة والشيعة يريدون علاقة وثيقة مع اسرائيل، بعضهم يطلبها علنا، وليس فقط عبر قنوات سرية، هذا أمر مذهل، ومهم، ويشير الى تغير كبير في علاقة اسرائيل مع من اعتبروا اعدائها في الماضي". وعندما سئل قرا عن كيفية مساعدة مساعدة اسرائيل للعراق، أوضح الوزير السابق الذي ينتمي الى حزب الليكود، أن "اسرائيل تمتلك تقنيات دفاع متطورة أثبتت نفسها وتباع للدول الصديقة، وبامكان هذه التقنيات ان تساعد العراق وغيره من الدول التي تريد، مثلنا، ان تتخلص من النفوذ الإيراني في الشرق الاوسط". ونقل التقرير عن قرا قوله، إن "الوفد العراقي طلب أيضا دعما إسرائيليا في التأثير على الولايات المتحدة، من خلال تحرك إسرائيل ضد ايران للحد من تهديدها لإسرائيل والعراق". وردا على سؤال عن طبيعة مصلحة اسرائيل في العراق وهي تقاتل إيران مباشرة، قال قرا كما نقل عنه التقرير، انه "عندما تنجح اسرائيل في محاربة ايران، فانها تضعف قبضة ايران على العراق ايضا"، مضيفا ان "العراقيين يريدون الانضمام الى مجموعة الدول المتحررة من النفوذ الإيراني، مثل لبنان وسوريا". وأشار إلى أن "مصلحة اسرائيل هي بقاء الارهاب بعيدا عن حدودها، وهذا ينعكس على كامل الشرق الاوسط". وبحسب التقرير فان الوفد العراقي الى جانب وفود اخرى من دروز سوريا، واقليات في لبنان، ودول لم يسمها، يحصلون على استقبال ملكي من الممثل الإسرائيلي غير الرسمي في الامارات، وذلك في إطار مبادرة "جسر الى السلام الاقتصادي"، وهي مبادرة أسست بالتعاون مع أمريكيين وأوروبيين لمواصلة الدفع باتجاه الاتفاقات الإبراهيمية، وخلق ديناميكية من التعاون الاقتصادي التي تساهم في "قيادة العلاقات، ومحو الكراهية، والتخفيف من التطرف". واوضح التقرير انه، بالرغم من أن رئاسة المشروع اسرائيلية، الا ان مقر المبادرة الرئيسي هو في الإمارات، وله فروع أخرى في الولايات المتحدة ورومانيا، والهدف المعلن من المبادرة استقطاب شركات وتقنيات متطورة الى الشرق الاوسط للتأثير في العمليات الجيوسياسية من خلال الاقتصاد، في حين ان الهدف غير المعلن والأكثر اهمية، هو تعزيز عمليات سياسية هدفها الحد من العنف في المنطقة. كما نقل التقرير عن قرا قوله، بشأن سوريا "اسمع كلاما عن جعل جنوب سوريا منطقة منزوعة السلاح وتتمتع بحكم ذاتي، مثل منطقة الكورد، واذا كان هذا صحيحا، فهو خبر جيد، ربما تم التوصل الى اتفاق قبل وصول ترامب، وربما يكون هذا هو الثمن للسماح لمن كان يرتدي زي القاعدة وداعش بقيادة تلك المنطقة"، مضيفا انه "اذا كان هذا هو الحل الوسط، فسأقبله، لانه يعني عدم وجود إرهابيين على حدود إسرائيل". وردا على سؤال حول كيفية مساعدة الدروز القريبين من الحدود، نقل التقرير عن قرا قوله انه "يجب شق طريق من الجولان الى مدينة السويداء وجبل الدروز في جنوب سوريا، ويجب ايجاد حل للسنة لان هناك منطقة سنية كبيرة تتواجد على الطريق، الا انه بمجرد معالجة ذلك، سيساعد الطريق كثيرا الجنود الإسرائيليين وقوات الأمن العاملة في المنطقة". واضاف أن "السويداء يمكن ان تصبح منطقة مزدهرة تتمتع حكم ذاتي، والسكان هناك لا يطلبون الجنسية الاسرائيلية، وانما يريدون التجارة مع اسرائيل والتعاون امنيا واقتصاديا، مثل الامارات ومصر والاردن". وعما اذا كانت هذه الفكرة يمكن ايضا تطبيقها مع الكورد في شمال سوريا، قال الوزير الاسرائيلي السابق انه "يجب تطبيق نفس النموذج هناك، ففي النهاية، تتقاطع المصالح، ويحصل الدروز على دفاع جوي ضد اي تهديد، واذا نجح هذا وجلب الاستقرار، فلن يحتاج الجنود الاسرائيليون للتواجد في تلك المناطق".

بعد عقود من نزاع دامٍ: البندقية تغادر الجبال.. هل يبدأ السلام؟
بعد عقود من نزاع دامٍ: البندقية تغادر الجبال.. هل يبدأ السلام؟

شفق نيوز

time١٢-٠٥-٢٠٢٥

  • سياسة
  • شفق نيوز

بعد عقود من نزاع دامٍ: البندقية تغادر الجبال.. هل يبدأ السلام؟

شفق نيوز/ في تحول دراماتيكي يُنهي عقودًا من النزاع المسلح، أعلن حزب العمال الكوردستاني، حلَّ نفسه وإنهاء الكفاح المسلح ضد تركيا، في استجابة مباشرة لدعوة مؤسسه وزعيمه المعتقل عبد الله أوجلان. القرار الذي وصفه مسؤولون ومحللون بـ"اللحظة المفصلية"، يضع حدًا لصراع استمر أكثر من أربعين عامًا، وفتح الباب أمام أسئلة جديدة حول مستقبل القضية الكوردية في تركيا والمنطقة. من معقله الجبلي في أقصى إقليم كوردستان، أصدر الحزب بيانًا عقب مؤتمر داخلي عُقد بسرية، أكد فيه أن "مرحلة النضال المسلح قد استُنفدت"، وأنه بات من الممكن المضي نحو حل ديمقراطي للقضية الكوردية من خلال الوسائل السلمية. جذور الصراع التاريخي تأسس حزب العمال الكوردستاني على يد عبد الله أوجلان عام 1978 في جنوب شرقي تركيا، متأثرًا بفكر ماركسي- لينيني. بدأ الحزب نزاعه المسلح ضد أنقرة عام 1984 مطالبًا بدولة كوردية مستقلة، قبل أن يعدّل أهدافه لاحقًا للمطالبة بحكم ذاتي وحقوق أكبر للكورد داخل تركيا. شهدت التسعينيات أشرس فترات الصراع، حيث بلغت الحرب ذروتها بمنتصف ذلك العقد وتسببت في تدمير آلاف القرى وتهجير مئات الآلاف من الكورد داخل تركيا. وفي عام 1999 تلقّى الحزب ضربة قاصمة باعتقال زعيمه أوجلان في عملية دولية مثيرة للجدل. حُكم على أوجلان بالإعدام ثم خُفف إلى السجن المؤبد بعد إلغاء تركيا لعقوبة الإعدام عام 2002، ولا يزال محتجزًا في جزيرة إمرالي ببحر مرمرة منذ ذلك الحين. بعد اعتقال أوجلان، تراجعت حدّة القتال مؤقتًا وانسحب المقاتلون إلى خارج تركيا، شهد العقد التالي محاولات حوار متقطعة، أبرزها مفاوضات سرّية في أوسلو (2009-2011) ومبادرة سلام علنية بدأت أواخر 2012. وبناء على نداء من أوجلان عام 2013، أعلن PKK وقفًا لإطلاق النار وانسحابًا من تركيا فيما اعتُبر آنذاك خطوة تاريخية نحو إنهاء النزاع، غير أن عملية السلام هذه انهارت في يوليو 2015، فعاد العنف بوتيرة أشد وشهدت مناطق جنوب شرق تركيا عمليات عسكرية دامية دمرت أجزاءً من مدن كوردية مثل دياربكر ونصيبين. على مدى السنوات اللاحقة، كثّفت أنقرة الضغط العسكري على PKK، فدفعته للتراجع إلى معاقله في جبال إقليم كوردستان، استخدمت تركيا ضربات جوية بطائرات حربية ومسيرات لاستهداف مقاتلي الحزب في العراق وسوريا، بينما صنفت أنقرة ومعها الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي PKK كمنظمة إرهابية محظورة. كذلك حظرت السلطات التركية أحزابًا سياسية مؤيدة للكورد بدعوى صلتها بالحزب، واعتقلت الآلاف من النشطاء ضمن اتحاد المجتمعات الكوردية (KCK) المظلة السياسية لـPKK. هذه السياسات خلقت مناخًا خانقًا للأصوات الكوردية المعارضة داخل تركيا، وقوّضت الثقة بعمليات السلام السابقة دور القوى الإقليمية والدولية في الصراع لم يكن صراع PKK- تركيا محليًا فحسب، بل تأثر وتداخل مع مصالح قوى إقليمية ودولية، فخلال الثمانينيات والتسعينيات، قدمت سوريا ملاذًا لأوجلان وقواعد خلفية لمقاتليه في سهل البقاع اللبناني، ما أثار توترات شديدة مع أنقرة بلغت حد التهديد العسكري التركي أواخر عام 1998. رضخت دمشق حينها للضغط ورحلّت أوجلان الذي اعتُقل بعد ذلك بأشهر بتنسيق دولي. إيران من جهتها خاضت مواجهات مع فرع PKK على أراضيها (حزب بيجاك)، لكنها أيضًا استخدمت القضية الكوردية ورقة ضغط في علاقاتها مع أنقرة. في العراق، سمحت الحكومات المتعاقبة ضمنيًا أو باتفاقات أمنية بدخول القوات التركية شمال البلاد لملاحقة مسلحي PKK منذ الثمانينيات، ورغم اعتبار بغداد التوغلات التركية انتهاكًا للسيادة، اضطرت للتعايش معها بسبب عجزها عن بسط السيطرة التامة على المناطق الجبلية الحدودية. وفي السنوات الأخيرة، توصلت بغداد وأنقرة لتفاهمات أمنية لتعزيز التعاون ضد PKK، حتى أن الحكومة العراقية صنّفت الحزب لأول مرة منظمة محظورة عام 2023. يرى مراقبون أن بغداد سعت بذلك لانتزاع الذريعة التركية للتوغل، تمهيدًا للمطالبة بانسحاب القوات التركية من قواعد مثل معسكر بعشيقة (زليكان) في نينوى. ويشير الباحث الأمني والعسكري سرمد البياتي لوكالة شفق نيوز، إلى أن هذه الخطوة تحمل أهمية خاصة للعراق، لا سيما في ما يتعلق بمستقبل التواجد التركي في المناطق الحدودية شمالي البلاد. ويقول: "إذا تُرجم هذا القرار إلى التزام عملي، فستنتفي الذريعة التركية للبقاء داخل العراق، وسيفتح الباب لعودة الحياة إلى قرى مهجورة منذ سنوات". من الجانب الغربي، تبنت الولايات المتحدة ودول أوروبية موقفًا حذرًا. فعلى الرغم من إدراجها PKK على قوائم الإرهاب، دعمت واشنطن الجماعات الكوردية في سوريا (قوات سوريا الديمقراطية قسد وعمادها فصيل YPG) في قتال تنظيم داعش. وتعتبر أنقرة YPG امتدادًا سوريًا لحزب العمال، ما وضع تركيا في مواجهة غير مباشرة مع حليفها الأمريكي بسوريا، ومع ذلك، رحبت واشنطن والاتحاد الأوروبي بأي بارقة أمل للسلام؛ فقد أيدتا دعوة دولت بهتشلي (حليف أردوغان القومي) في أكتوبر 2024 لإطلاق سراح أوجلان إذا أعلن إنهاء النزاع المسلح. ويُنظر إلى التغيرات الإقليمية الأخيرة، كسقوط نظام بشار الأسد في سوريا نهاية 2024 وتراجع نفوذ إيران بسبب أزماتها، على أنها هيأت ظرفًا مؤاتيًا لعزل PKK ودفعه نحو عملية سلام. فمع إدارة سورية جديدة أكثر تناغمًا مع أنقرة، طالبت تركيا بحل فصيل YPG وطرد قياداتها من سوريا، مهددةً بعملية عسكرية لسحقها إذا لم تُلبَّ مطالبها. هذه التحولات الإقليمية وضعت الحركة الكوردية أمام واقع جديد أقل دعمًا، ما دفع قيادتها لإعادة تقييم جدوى استمرار الكفاح المسلح. ويصف النائب عن الحزب الديمقراطي الكوردستاني محما خليل القرار بـ"الخطوة التاريخية التي ستسهم في استقرار المنطقة ودفع عجلة الحوار السياسي". ويضيف أن "الكفاح المسلح فقد فعاليته السياسية، والقناعة لدى قيادة الحزب وعلى رأسهم أوجلان، كانت أن اللحظة باتت مناسبة لاختيار مسار جديد". وفي السياق ذاته، قال عبد السلام برواري، وهو سياسي كوردي بارز، لوكالة شفق نيوز، إن إعلان الحل جاء بعد إدراك عميق من قيادات الحزب بأن الاستمرار في العمل المسلح لم يعد مجدياً. وأوضح أن "الأمل في كوردستان بات معقوداً على ترجمة هذه الخطوة إلى واقع ملموس، عبر إنهاء التواجد العسكري التركي وتمكين سكان القرى الحدودية من العودة". جاء إعلان حل PKK عقب المؤتمر الثاني عشر للحزب الذي عُقد بشكل سري في مناطق جبلية في إقليم كوردستان بين 5 و7 أيار/مايو 2025. وعبر بيان مطوّل نُشر في وسائل إعلام مقربة منه (وكالة فرات للأنباء)، قال الحزب إنه "أتم مهامه التاريخية" وقرر حل هيكله التنظيمي ووقف العمل المسلح. جاءت هذه الخطوة بعد أشهر من الصمت الذي أعقب رسالة استثنائية بعث بها أوجلان من سجنه في جزيرة إيمرالي، دعا فيها إلى "إلقاء السلاح" وإنهاء العمل المسلح، معتبراً أن "الزمن قد تغير، والمعركة يجب أن تنتقل إلى الساحة السياسية". وأثارت هذه الرسالة جدلاً واسعًا داخل صفوف الحزب، قبل أن تتبلور القناعة لدى القيادة المركزية بضرورة تبني نداء مؤسسها. الحكومة التركية، التي لطالما صنّفت الحزب كتنظيم إرهابي، رحبت بحذر بالخطوة، معتبرة إياها تطورًا "يستحق المتابعة الدقيقة". وقال وزير الخارجية هاكان فيدان إن "تركيا لن تعتبر المسألة منتهية حتى تتأكد من تطبيق القرار فعليًا في الميدان"، في إشارة إلى المخاوف من ظهور جماعات منشقة قد تواصل العمل المسلح تحت مسميات مختلفة. الباحث التركي إسلام أوزكان وصف الإعلان بأنه "فرصة نادرة لإنهاء الصراع العرقي داخل تركيا". وأضاف لوكالة شفق نيوز،: "إذا ما وُجّهت موارد مكافحة التمرد نحو التنمية والرفاه، فستكون تركيا أمام نقطة تحول حقيقية، شرط التزام الحكومة بالإصلاح السياسي". مسرح النزاع في إقليم كوردستان، قوبل الإعلان بترحيب واسع. فقد كان الإقليم الساحة الخلفية الرئيسية للنزاع، حيث دارت معظم المعارك بين الجيش التركي ومسلحي PKK عبر الحدود الشمالية، مخلّفة خسائر بشرية ومادية جسيمة. وأكد الزعيم الكوردي مسعود بارزاني (رئيس الحزب الديمقراطي الكوردستاني) إلى إعلان "دعمه الكامل لإنجاح عملية السلام في تركيا"، مشيداً بمواقف الأطراف المعنية وخطواتها الإيجابية بعد مؤتمر PKK، وبأن تفضي العملية إلى نتائج خير تعم المنطقة. كما أصدر نيجيرفان بارزاني رئيس إقليم كوردستان بيانًا رحّب فيه بقرار حل الحزب وإلقاء السلاح استجابة لدعوة أوجلان، معتبرًا إياه "خطوة مصيرية تفتح صفحة جديدة في المنطقة". وأضاف أن هذه الخطوة "تدل على النضج السياسي وتمهد الطريق لحوار حقيقي يعزز التعايش والاستقرار في تركيا وجميع أنحاء المنطقة"، معرباً عن تطلع أربيل لأن تقابلها خطوات إيجابية أخرى من كافة الأطراف المعنية، بما يرسخ أساس سلام دائم وشامل ينهي عقودًا من العنف والمعاناة. كما عد رئيس الاتحاد الوطني الكوردستاني، بافل طالباني، القرار بـ"خطوة تاريخية ومصيرية"، مؤكدا على ضرورة حل القضية الكوردية بـ"شكل سلمي". هذا الموقف الإيجابي من قيادة كوردستان مفهوم في ضوء تأثر الإقليم الطويل بالحرب؛ إذ أدى الصراع إلى إفراغ نحو 700 قرية كوردية وتهجير سكانها خلال العقود الماضية، فضلًا عن خسائر اقتصادية نتيجة تعطّل الزراعة ونزوح الأهالي. كما تكبّد الإقليم خسائر من جراء القصف التركي المتكرر على مناطق مثل محافظة دهوك والسليمانية بحجة ملاحقة PKK، وحتى فرضت أنقرة حصارًا جويًا على مطار السليمانية لعدة أشهر خلال السنوات الأخيرة بسبب تواجد قيادات للحزب هناك. محللون يرون أن إعلان الحزب إنهاء وجوده المسلح قد يفتح الباب أمام إعادة تموضع عميقة في السياسة الكوردية داخل تركيا. "ربما نكون بصدد ولادة حزب سياسي جديد من رحم العمال الكوردستاني"، يقول محمد أمين بينجويني، المختص في شؤون الحركات الكوردية لوكالة شفق نيوز. ويضيف أن الحزب "قد يغير اسمه ويستبدل قياداته، لكنه سيواصل النضال بوسائل ديمقراطية". ورغم أن أوجلان لا يزال معزولاً في سجنه، إلا أن تأثيره الرمزي يبقى قوياً، خصوصاً لدى القواعد الشعبية للحزب. ويرى مراقبون أن قدرة أنقرة على اغتنام هذه اللحظة لفتح مسار حوار شامل قد تحدد ما إذا كان إعلان حل الحزب سيكون نقطة تحول تاريخية حقيقية، أم مجرد فصل آخر في صراع لم ينته بعد. رغم الأجواء التفاؤلية، يُدرك كثيرون أن الطريق إلى السلام محفوف بتحديات وعقبات. أحد أبرز المخاوف يتمثل في احتمال حدوث انشقاقات داخل صفوف PKK أو ظهور فصائل راديكالية ترفض التخلي عن السلاح. القلق لا ينحصر فقط في الجانب التركي أو الغربي. ففي الداخل الكوردي التركي، قوبل القرار بمزيج من الأمل والتوجس. ففي كبرى المدن الكوردية في تركيا، دياربكر، عبّر البعض عن سعادتهم بإنهاء دوامة العنف، فيما ظل آخرون حذرين، مستذكرين انهيار محاولات السلام السابقة عام 2015. المخاوف الكبرى تتعلق بمصير آلاف المقاتلين في الجبال، والفراغ الذي قد يخلفه غياب التنظيم. فهل سيتم استيعابهم سياسياً؟ هل من ضمانات دولية؟ وما مصير القرى والبلدات التي كانت تحت تأثير عمليات القتال؟ تبقى هذه الأسئلة مفتوحة. في النهاية، يرى محللون أن الكرة باتت في ملعب أنقرة. فإذا ما استجابت الحكومة بخطوات إصلاحية، كرفع القيود عن الأحزاب الكوردية وإطلاق سراح السجناء السياسيين، فقد تبدأ تركيا فصلاً جديداً من التعايش. أما إذا تم التعامل مع الخطوة كاستسلام ظرفي، فإن جذور الأزمة قد تبقى قائمة، بانتظار دورة عنف أخرى. القرار، رغم رمزيته التاريخية، لا يشكّل خاتمة للصراع، بل بداية لمسار سياسي طويل، يحتاج إلى ضمانات داخلية وإقليمية ودولية، ومرونة في إدارة المصالح والاعتراف بالتعددية. ووسط الحذر والترقب، تبقى آمال السلام معلقة على إرادة الطرفين، وقدرتهما على تجاوز إرث الدم والانطلاق نحو تسوية سياسية شاملة.

الاتحاد الأوروبي يشرح رؤيته عن إقليم كوردستان لبارزاني
الاتحاد الأوروبي يشرح رؤيته عن إقليم كوردستان لبارزاني

شفق نيوز

time١١-٠٥-٢٠٢٥

  • أعمال
  • شفق نيوز

الاتحاد الأوروبي يشرح رؤيته عن إقليم كوردستان لبارزاني

شفق نيوز/ قدم مكتب الاتحاد الأوروبي في أربيل، يوم الأحد، رؤية الاتحاد عن إقليم كوردستان للزعيم الكوردي مسعود بارزاني، معرباً عن دعمه لترسيخ الاستقرار والتطور والتنمية الاقتصادية ورفاهية مواطنيه. وجاء في بيان لمقر بارزاني ورد لوكالة شفق نيوز، ان الزعيم الكوردي مسعود بارزاني استقبل يوم الأحد، مسؤول مكتب الاتحاد الأوروبي في إقليم كوردستان رادو بوتوم، لافتاً إلى أن الوفد الضيف وفضلاً عن الإشارة 'لى الاستقرار والانتعاش في الإقليم والتنسيق بين مكتب الاتحاد الأوروبي مع المراكز الرسمية وغير الرسمية في كوردستان، قدم لبارزاني رؤية الاتحاد عن الإقليم. وأضاف البيان أن الضيف أكد مساندة الاتحاد الأوروبي وجود استقرار وتطور بشكل أكبر في الإقليم وتنمية اقتصادية ورفاهية لمواطنيه. وأشار البيان إلى أنه في جزء آخر من الاجتماع تم تبادل الآراء بشأن آخر تطورات المنطقة ومستقبل الكورد في سوريا وكذلك عملية الحل السلمي في تركيا، مبيناً أن مسؤول المكتب الأوروبي ثمن دور الزعيم بارزاني في توحيد وجهات نظر الأطراف الكوردية السورية وكذلك المساعدة في عملية الحل السلميفيتركيا.

مسعود البرازاني وسيطا يتمتع بخبرة التاريخ لتسوية القضية الكوردية
مسعود البرازاني وسيطا يتمتع بخبرة التاريخ لتسوية القضية الكوردية

البشاير

time٠٧-٠٥-٢٠٢٥

  • سياسة
  • البشاير

مسعود البرازاني وسيطا يتمتع بخبرة التاريخ لتسوية القضية الكوردية

إقليم كوردستان.. وصناعة السلام! كفاح محمود كاتب سياسي ومناضل كردي [email protected] مع اشتداد الاستقطاب في ملفات الأمن والهوية في الشرق الأوسط، بات إقليم كوردستان العراق لاعبًا محوريًا في تقريب وجهات النظر بين أطراف متخاصمة تاريخيًا، وعلى رأسهم تركيا وحزب العمال الكوردستاني، وسوريا وقوات سوريا الديمقراطية (قسد)، في هذا السياق، يتصدر الزعيم مسعود بارزاني المشهد كوسيط محنّك، مستفيدًا من شرعيته التاريخية وصلاته المعقدة بجميع الأطراف. مسعود البرازاني ونتذكر جميعا منذ أن فشلت عملية السلام التركية – الكوردية في 2015، عاد النزاع بين أنقرة وحزب العمال إلى مربع العنف، مع عمليات عسكرية تركية متكررة في الحدود الشمالية لإقليم كوردستان، لكن هذا التصعيد رافقته مؤخرًا اتصالات غير مباشرة بوساطة الإقليم، فقد أشارت تقارير إلى زيارات لمسؤولين أتراك إلى أربيل، هذه الزيارات تعكس رغبة تركية في اختبار خيارات بديلة عن التصعيد الميداني، ضمن حدود تسمح بها الحسابات الأمنية والسياسية. الزعيم الكوردي مسعود بارزاني، الذي احتفظ بعلاقات طيبة مع أنقرة منذ توليه رئاسة الإقليم، يمثل طرفًا مقبولًا لدى صناع القرار الأتراك، وهو في الوقت ذاته يُنظر إليه داخل أوساط حزب العمال بوصفه شخصية كوردية تاريخية لا تُعاديهم بشكل مباشر، مما يمنحه موقعًا تفاوضيًا فريدًا، خاصة وانه سبق أن لعب دورًا مشابهًا في وساطة غير معلنة عام 2013 خلال عملية السلام التركية – الكوردية آنذاك. أما في الملف السوري، فقد برز اسم مظلوم عبدي كطرف يحاول الجمع بين الواقع العسكري والسياسي، ومع تعقّد علاقته بالنظام السوري والضغوط التركية، وجد عبدي في إقليم كوردستان شريكًا موثوقًا، حيث كشفت تقارير عديدة عن لقاءات مهمة لعبدي في أربيل، فقد أظهرت دراسات تحليلية – منها دراسة صادرة عن مركز كارنيجي للشرق الأوسط – أن الإقليم قام بدور في تقريب وجهات النظر بين دمشق والإدارة الذاتية، باعتبار أربيل بيئة محايدة نسبيًا للحوار غير الرسمي. قراءة بارزاني الاستراتيجية: الاستقرار أولًا رؤية بارزاني لا تقوم على تحييد الخلافات فحسب، بل على إعادة صياغة منطق التعامل مع 'القضية الكوردية' خارج الأدوات العسكرية، وهو يرى أن الاستقرار الإقليمي يصبّ في صالح القضية الكوردية، التي خَسِرت كثيرًا بسبب التصادم مع العواصم، وقد عبّر عن ذلك مرارًا، مثل خطابه في الذكرى الثالثة لاستفتاء الاستقلال عام 2020، حين شدّد على أن 'الحوار مع دول الجوار كشركاء في المصير، لا خصوم دائمين. بهذه الرؤية، يعمل بارزاني على تهيئة توازن دقيق: الحفاظ على مكاسب إقليم كوردستان، وعدم القطيعة مع أنقرة ودمشق، وفي الوقت نفسه عدم التنكّر لمطالب الكورد في تركيا وسوريا، هذه الصيغة المعقدة قد تكون أحد مفاتيح خفض التصعيد في ملفات الكورد الإقليمية. وخلاصة القول إقليم كوردستان، بقيادة بارزاني، يتحول تدريجيًا من ساحة صراع إلى منصة سياسية وسطى، وإذا ما نجحت جهود الوساطة الجارية، فقد يُعاد رسم المشهد الإقليمي بما يمنح الكورد دورًا فاعلًا ضمن الدول القائمة، بدلًا من البقاء على هامش الصراع أو في قلبه. [email protected] تابعنا علي منصة جوجل الاخبارية

إقليم كوردستان.. وصناعة السلام!
إقليم كوردستان.. وصناعة السلام!

شفق نيوز

time٠٧-٠٥-٢٠٢٥

  • سياسة
  • شفق نيوز

إقليم كوردستان.. وصناعة السلام!

مع اشتداد الاستقطاب في ملفات الأمن والهوية في الشرق الأوسط، بات إقليم كوردستان العراق لاعبًا محوريًا في تقريب وجهات النظر بين أطراف متخاصمة تاريخيًا، وعلى رأسهم تركيا وحزب العمال الكوردستاني، وسوريا وقوات سوريا الديمقراطية (قسد)، في هذا السياق، يتصدر الزعيم مسعود بارزاني المشهد كوسيط محنّك، مستفيدًا من شرعيته التاريخية وصلاته المعقدة بجميع الأطراف. ونتذكر جميعا منذ أن فشلت عملية السلام التركية – الكوردية في 2015، عاد النزاع بين أنقرة وحزب العمال إلى مربع العنف، مع عمليات عسكرية تركية متكررة في الحدود الشمالية لإقليم كوردستان، لكن هذا التصعيد رافقته مؤخرًا اتصالات غير مباشرة بوساطة الإقليم، فقد أشارت تقارير إلى زيارات لمسؤولين أتراك إلى أربيل، هذه الزيارات تعكس رغبة تركية في اختبار خيارات بديلة عن التصعيد الميداني، ضمن حدود تسمح بها الحسابات الأمنية والسياسية. الزعيم الكوردي مسعود بارزاني، الذي احتفظ بعلاقات طيبة مع أنقرة منذ توليه رئاسة الإقليم، يمثل طرفًا مقبولًا لدى صناع القرار الأتراك، وهو في الوقت ذاته يُنظر إليه داخل أوساط حزب العمال بوصفه شخصية كوردية تاريخية لا تُعاديهم بشكل مباشر، مما يمنحه موقعًا تفاوضيًا فريدًا، خاصة وانه سبق أن لعب دورًا مشابهًا في وساطة غير معلنة عام 2013 خلال عملية السلام التركية – الكوردية آنذاك. أما في الملف السوري، فقد برز اسم مظلوم عبدي كطرف يحاول الجمع بين الواقع العسكري والسياسي، ومع تعقّد علاقته بالنظام السوري والضغوط التركية، وجد عبدي في إقليم كوردستان شريكًا موثوقًا، حيث كشفت تقارير عديدة عن لقاءات مهمة لعبدي في أربيل، فقد أظهرت دراسات تحليلية – منها دراسة صادرة عن مركز كارنيجي للشرق الأوسط – أن الإقليم قام بدور في تقريب وجهات النظر بين دمشق والإدارة الذاتية، باعتبار أربيل بيئة محايدة نسبيًا للحوار غير الرسمي. قراءة بارزاني الاستراتيجية: الاستقرار أولًا رؤية بارزاني لا تقوم على تحييد الخلافات فحسب، بل على إعادة صياغة منطق التعامل مع "القضية الكوردية" خارج الأدوات العسكرية، وهو يرى أن الاستقرار الإقليمي يصبّ في صالح القضية الكوردية، التي خَسِرت كثيرًا بسبب التصادم مع العواصم، وقد عبّر عن ذلك مرارًا، مثل خطابه في الذكرى الثالثة لاستفتاء الاستقلال عام 2020، حين شدّد على أن "الحوار مع دول الجوار كشركاء في المصير، لا خصوم دائمين. بهذه الرؤية، يعمل بارزاني على تهيئة توازن دقيق: الحفاظ على مكاسب إقليم كوردستان، وعدم القطيعة مع أنقرة ودمشق، وفي الوقت نفسه عدم التنكّر لمطالب الكورد في تركيا وسوريا، هذه الصيغة المعقدة قد تكون أحد مفاتيح خفض التصعيد في ملفات الكورد الإقليمية. وخلاصة القول إقليم كوردستان، بقيادة بارزاني، يتحول تدريجيًا من ساحة صراع إلى منصة سياسية وسطى، وإذا ما نجحت جهود الوساطة الجارية، فقد يُعاد رسم المشهد الإقليمي بما يمنح الكورد دورًا فاعلًا ضمن الدول القائمة، بدلًا من البقاء على هامش الصراع أو في قلبه.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store