logo
#

أحدث الأخبار مع #بلير

ويتكوف «يستعين» ببلير في غزة.. خبرة الماضي لدعم دبلوماسية اليوم
ويتكوف «يستعين» ببلير في غزة.. خبرة الماضي لدعم دبلوماسية اليوم

العين الإخبارية

time١٢-٠٥-٢٠٢٥

  • سياسة
  • العين الإخبارية

ويتكوف «يستعين» ببلير في غزة.. خبرة الماضي لدعم دبلوماسية اليوم

عندما يجد الساسة الجدد أنفسهم في عمق ملفات مستعصية، يعودون غالبا إلى رجال الخبرة. ستيف ويتكوف، مبعوث الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى الشرق الأوسط، يستعين برئيس الوزراء البريطاني الأسبق توني بلير، في مهمة غزة. ووفق ما طالعته "العين الإخبارية" في صحيفة "التلغراف" البريطانية، "لجأ ويتكوف إلى بلير طلبا للنصيحة". ونقلت الصحيفة عن مصدرين أن ويتكوف وهو مطور عقاري وصديق لترامب، ضمّ رئيس الوزراء البريطاني الأسبق إلى شبكة مستشاريه. يأتي ذلك بعد أن أعرب الرئيس الأمريكي عن إحباطه من محاولة إنهاء الحرب في قطاع غزة والمستمرة منذ هجوم حماس في السابع من أكتوبر/تشرين الأول عام 2023. خيار "ذكي" وقال مصدر دبلوماسي غربي، لم تذكر الصحيفة اسمه "بلير خيار واضح. إنه وسيط طبيعي ويتحدث مع كلا الجانبين". وإلى جانب غزة، تم تكليف ويتكوف أيضا بقيادة الجهود لإنهاء الحرب في أوكرانيا، وقضى عطلة نهاية الأسبوع في عُمان في محادثات حول البرنامج النووي الإيراني. وفي هذا الصدد، أشارت "التلغراف" إلى أن "افتقار" المبعوث الأمريكي لـ"الخبرة الدبلوماسية أثار قلق بعض حلفاء ترامب في وقت لم يحرز فيه الرئيس تقدما يُذكر في إنهاء الحروب - وهو أمر وعد بإعطائه الأولوية". "تعثرات" ويتكوف وتطرقت الصحيفة إلى ما أسمته "خرق" ويتكوف البروتوكول في اجتماعاته مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بالاعتماد على مترجمي بوتين بدلا من إحضار مترجميه الخاصين. وأشارت إلى أن مبعوث ترامب يلجأ إلى بلير "على أمل الاستفادة من خبرة رئيس الوزراء الأسبق في معالجة النزاعات الطويلة، وخبرته الطويلة في الشرق الأوسط، واتصالاته مع كلا الجانبين". بعد تركه منصبه عام 2007، عُيّن بلير مبعوثا للشرق الأوسط، ممثلا للولايات المتحدة والأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي وروسيا، قبل أن يتنحى عن المنصب في 2015. ومؤخرا، لفت بلير إلى إمكانية إحراز تقدم في غزة إذا لم تحكمها إسرائيل ولا حماس كجزء من اتفاق سلام. وصرح لصحيفة بوليتيكو بأن ذلك "سيطلق عملية إعادة إعمار". والأسبوع الماضي، أطلع المبعوث الأمريكي مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة على خطة لمعالجة الأزمة الإنسانية في غزة. ونوهت "التلغراف" إلى أن معهد توني بلير العالمي للتغيير، الذي افتتح مكتبا له في واشنطن، العام الماضي، رفض التعليق على دور رئيس الوزراء الأسبق مع المبعوث الأمريكي. لكن مطلعين في واشنطن، وصفوا بأنها خطوة ذكية من ويتكوف. aXA6IDE4MS4yMTQuMTUuMTg2IA== جزيرة ام اند امز DK

أوروبا تشهد تموجات سياسية في داخلها تكمن حقيقة قاسية؟!…
أوروبا تشهد تموجات سياسية في داخلها تكمن حقيقة قاسية؟!…

الناس نيوز

time٠٤-٠٥-٢٠٢٥

  • سياسة
  • الناس نيوز

أوروبا تشهد تموجات سياسية في داخلها تكمن حقيقة قاسية؟!…

لندن ميديا – الناس نيوز :: لندن: يشهد أوروبا تحولاً سياسياً، وفي قلبه حقيقةٌ مُرّة: لقد ولّى عصر الوعود المناخية السهلة. THE AGE – from Rop Harris . في بريطانيا، يُمثّل النقد اللاذع الذي وجّهه السير توني بلير لاستراتيجية الحكومة للحد من انبعاثات الكربون هذا الأسبوع نقطةً فاصلةً في نقاش السياسات البيئية. اتهم رئيس الوزراء العمالي السابق، الذي كان يُقدّم المشورة سراً إلى داونينج ستريت، السياسيين بدفع أجندات مناخية غير واقعية وغير مستدامة سياسياً. قال بلير في مقدمة تقرير جديد صادر عن مركزه البحثي يوم الثلاثاء: 'يُطلب من الناس تقديم تضحيات مالية وتغيير أنماط حياتهم، رغم علمهم بأن تأثيرهم على الانبعاثات العالمية ضئيل'. يأتي تدخل بلير في وقتٍ تتراجع فيه حكومة السير كير ستارمر، حزب العمال، عن تعهداتها الرئيسية، رغم التزاماتها الخطابية بالعمل المناخي، في ظل ارتفاع تكاليف الطاقة الناجم عن ارتفاع أسعار الغاز العالمية. تم تأجيل الحظر المُخطط له على السيارات الهجينة الجديدة بحلول عام 2030 بهدوء. وعاد الحديث عن إنشاء مدرج ثالث في مطار هيثرو. وبينما يُصرّ ستارمر على أن العمل المناخي لا يزال 'جزءًا لا يتجزأ من' حكومته، فإن الحقائق العملية المتمثلة في ضغوط تكلفة المعيشة وقيود البنية التحتية بدأت تُملي السياسات. ووفقًا لبلير، فإن النخبة السياسية مُشلولة بخطاب مناخي وصفه بأنه 'مُمزق باللاعقلانية'. وجادل بأن العديد من القادة يُدركون أن النهج الحالي غير قابل للتطبيق، لكنهم 'يخشون' التعبير عن هذا الرأي خوفًا من أن يُوصفوا بإنكار تغير المناخ. وقال: 'تحتاج الحركة الآن إلى تفويض عام، لا يمكن تحقيقه إلا من خلال التحول من الاحتجاج إلى سياسة براغماتية'. ليس بلير وحده من يُشكك في الاستدامة السياسية للتحول الأخضر. فعبر القناة الإنجليزية، تظهر تصدعات مماثلة في أجندات صافي الانبعاثات الصفرية التي كانت طموحة في السابق. ضغطت ألمانيا، تحت ضغط من شركات صناعة السيارات والحكومات الإقليمية، لتخفيف حظر الاتحاد الأوروبي لعام 2035 على السيارات الجديدة التي تعمل بمحركات الاحتراق الداخلي، مما أتاح ثغرة أمنية للسيارات التي تعمل بالوقود الإلكتروني الاصطناعي. خففت فرنسا من أهدافها المتعلقة بانبعاثات المركبات وإصلاحات الوقود بعد تجدد احتجاجات 'السترات الصفراء'، حيث قدمت استثناءات للسائقين في المناطق الريفية، وأبطأت تطبيق المناطق منخفضة الانبعاثات وسط احتجاجات على غلاء المعيشة. حتى في إسبانيا والبرتغال التقدميتين، أصبح الاعتماد على مصادر الطاقة المتجددة بنسبة 80% موضع تدقيق بعد انقطاع التيار الكهربائي الشامل هذا الأسبوع، والذي يُعزى حتى الآن إلى مشاكل في نقل الطاقة. يُظهر الاتحاد الأوروبي علامات توتر. فبعد أن حققت الأحزاب الشعبوية مكاسب في انتخابات البرلمان الأوروبي العام الماضي، خففت بروكسل من التزاماتها البيئية. تُجرى تعديلات هادئة على أهداف الانبعاثات والأطر التنظيمية لاستيعاب معارضة الدول الأعضاء – وهي إعادة تقييم يقول النقاد إنها تهدد التزامات الاتحاد تجاه المناخ لعام 2030. لقد تحدت إيطاليا علنًا الجدول الزمني للاتحاد الأوروبي، حيث جادلت حكومة ميلوني بأن العديد من السياسات لا تتماشى مع واقع المستهلكين وتضر بالأسر الفقيرة بشكل غير متناسب. حتى في دول الشمال الأوروبي التي تتقدم في مجال المناخ، فإن الدفعة التي كانت موحدة في السابق للتخلص التدريجي من سيارات البنزين تتشتت تحت ضغط سياسي واقتصادي. يقترح التقرير الذي أيده بلير التحول نحو تقنيات مثل احتجاز الكربون والطاقة النووية والوقود المستدام – وهي مجالات غالبًا ما تعاني من نقص التمويل لصالح أهداف رمزية مثل حظر الوقود الأحفوري وقيود الاستهلاك التعسفية. وحذر بلير من أن الطلب على الوقود الأحفوري آخذ في الارتفاع، لا في الانخفاض، لا سيما في آسيا. ومن المتوقع أن يتضاعف قطاع الطيران خلال العقدين المقبلين، وسيستمر التوسع الحضري العالمي في تعزيز الطلب على الأسمنت والصلب. وقال: 'أي استراتيجية قائمة على 'التخلص التدريجي' من الوقود الأحفوري على المدى القصير أو الحد من الاستهلاك هي استراتيجية محكوم عليها بالفشل'. لقد وجد التقييم الصريح لما كان يحظى بدعم الحزبين في السابق صدىً عبر مختلف الانتماءات الحزبية. فقد ردد حزب المحافظين البريطاني – المحاصر من حركة الإصلاح الشعبوية بزعامة نايجل فاراج – مخاوف بلير، منتقدًا 'الاندفاع الجنوني نحو صافي الصفر' باعتباره غير قابل للتطبيق ومتهورًا جيوسياسيًا، في إشارة مبطنة إلى اعتماد بريطانيا المتزايد على التقنيات الخضراء المستوردة من الصين. يتعرض وزير الطاقة البريطاني إد ميليباند، مهندس خطة الحزب المناخية، لضغوط متزايدة. فقد دافع عن استثمار 22 مليار جنيه إسترليني (46 مليار دولار) في احتجاز الكربون باعتباره ضروريًا، حتى في الوقت الذي يهاجمه فيه المنتقدون باعتباره غير مثبت ومُبذر. وأكد بلير على ضرورة دعم هذه التقنيات، ودافع عن نهضة نووية، لا سيما من خلال المفاعلات المعيارية الصغيرة – وهي فكرة تكتسب زخمًا في جميع أنحاء أوروبا. يعكس هذا التحول في النبرة إدراكًا أعمق. فبينما لا يزال تغير المناخ يُمثل تحديًا حاسمًا في عصرنا، تُجبر سياسات تحقيق صافي انبعاثات صفري على التطور. فالدعم الشعبي، الذي كان مدعومًا سابقًا بشعور بالإلحاح والضرورة الأخلاقية، يصطدم الآن بضغوط اقتصادية وانعدام أمن الطاقة. تحذير بلير واضح – فبدون إعادة ضبط جذرية لسياسة المناخ تعكس القيود الواقعية والإمكانات التكنولوجية، يُخاطر التحول الأخضر بفقدان شرعيته الديمقراطية كليًا. وكتب: 'على القادة السياسيين البدء في تهدئة الجدل حول المناخ'. ومن غير المرجح أن تحظى هذه الرسالة بتصفيق النشطاء، لكنها قد تلقى صدى لدى جمهور منهك – وطبقة سياسية تزداد حذرًا.

اليوم الثاني من "إنوفيشن زيرو"... زخم عالمي لتسريع الابتكار الأخضر
اليوم الثاني من "إنوفيشن زيرو"... زخم عالمي لتسريع الابتكار الأخضر

Independent عربية

time٣٠-٠٤-٢٠٢٥

  • سياسة
  • Independent عربية

اليوم الثاني من "إنوفيشن زيرو"... زخم عالمي لتسريع الابتكار الأخضر

انطلقت فعاليات اليوم الثاني من مؤتمر "إنوفيشن زيرو" في العاصمة البريطانية لندن، وسط أجواء تسودها الحماسة والتركيز على دفع حدود الابتكار نحو مستقبل أكثر استدامة. ويأتي المؤتمر، الذي يعد من أبرز المنصات العالمية المعنية بتسريع الابتكارات الخضراء والتكنولوجيا النظيفة، في وقت تتزايد التحديات البيئية والضغوط الدولية لخفض الانبعاثات وتحقيق الحياد الكربوني. وشهد اليوم الثاني من الحدث مشاركة واسعة من قادة الأعمال وصناع السياسات وخبراء الطاقة والمناخ، إذ ناقشوا سبل تسريع تبني الحلول المستدامة في مختلف القطاعات، من الصناعة والنقل إلى الغذاء والتكنولوجيا، وألقى الضوء على الفرص الناشئة في مجالات التحول الأخضر، لا سيما في مجالات الهيدروجين، وإعادة تدوير الكربون، وتحسين كفاءة الطاقة. ويعكس هذا الزخم المتواصل التزاماً عالمياً بالابتكار كركيزة أساسية لمواجهة تغير المناخ وتحقيق أهداف الاستدامة العالمية. إعادة ضبط من جهته، حذر رئيس الوزراء البريطاني السابق السير توني بلير، من أن هناك حاجة إلى "إعادة ضبط جذرية" للسياسات الخاصة بتحقيق صافي الانبعاثات الصفرية، واصفاً إياها بأنها "غير عقلانية" و"محكوم عليها بالفشل". وقال إن "الناخبين يطلب منهم تقديم تضحيات مالية وتغييرات في نمط الحياة سيكون لها تأثير ضئيل في الانبعاثات العالمية". وأضاف بلير أن محاولات التخلص من الوقود الأحفوري في المدى القصير "محكوم عليها بالفشل"، مؤكداً أن "الحقائق المزعجة" تشير إلى أن إنتاج هذا النوع من الوقود والطلب عليه لا يزالان في ارتفاع. وأثار تدخل توني بلير، قبل أيام من الانتخابات المحلية، غضباً داخل الحكومة، إذ يعتقد أن تصريحاته قد تعزز من موقف أحزاب المعارضة، خصوصاً في ظل الانتقادات من حزب الإصلاح "ريفورم" الذي يقوده نايجل فاراغ، والمحافظين لسياسات الحكومة الخاصة بصافي الانبعاثات الصفرية، ومع ذلك، هناك أيضاً مخاوف من أن حزب "العمال" قد يخسر أصواتاً لمصلحة حزب "الخضر". تجاوز الحدود الجغرافية من جانبه، قال رئيس شركة "منغ إنفستمنتس" عبد العزيز المقيطيب، في حديث إلى "اندبندنت عربية"، إن "رؤية السعودية 2030" تتضمن الحياد الصفري، مما يدعم صناعة الابتكار والإبداع لإيجاد حلول لخفض الانبعاثات الكربونية، من أجل تحقيق هذه الرؤية الطموحة. وأضاف "لا أرى في الأمر تحدياً كبيراً بقدر ما هو فرصة كبيرة للمبتكرين والمبدعين وصناع الحلول لابتكار وسائل فعالة لتحقيق الحياد الصفري". وفي تعليقه على انقطاع الكهرباء في إسبانيا والبرتغال أخيراً، أوضح المقيطيب أن "قطاع الكهرباء مرتبط بحلول الطاقة والطاقة البديلة، لكننا اليوم نركز على الانبعاثات الكربونية وتأثيراتها المباشرة في تغير المناخ"، موضحاً أننا لاحظنا أن مؤتمر "إنوفيشن زيرو" في نسخته الثالثة هذا العام منح مساحة أكبر لمناقشة الانبعاثات الكربونية العابرة للحدود، بينما حظيت حلول الطاقة بحيز أصغر. وتابع "نحن اليوم نتحدث عن التعايش العالمي، بالتالي فإن على أي دولة تحدث تأثيراً سلبياً في المناخ أن تتحمل مسؤوليتها وتبحث عن حلول". وأشار إلى أن الكربون المنبعث من عوادم السيارات والمصانع لا يؤثر فحسب في المناخ، بل على الصحة العامة أيضاً، قائلاً "في الدول المكتظة بالسكان، غالباً ما يتجه الناس إلى الأرياف بحثاً عن هواء نظيف، بعيداً من التلوث، واليوم، التركيز منصب على كيفية تقليل الانبعاثات وإيجاد حلول للتعامل مع مخرجات الكربون وأضاف "المؤتمر لا يدعو إلى إغلاق المصانع أو السيارات، بل يناقش كيفية حبس الانبعاثات الكربونية واستخدامها واستثمارها في مجالات أخرى، وهذا هو جوهر النقاش هذا العام". وعند سؤاله عن الحلول المبتكرة لحبس الكربون ودور الذكاء الاصطناعي في هذا المجال، قال المقيطيب "من بين أكبر الابتكارات التي نفخر بها كسعوديين ما قدمته شركة (سابك)، من خلال إعادة استخدام الكربون المنبعث من المصانع في تصنيع المواد الأساسية، هذا الابتكار عرض في إحدى جلسات المعرض في لندن، ونال العديد من براءات الاختراع". وأشار أيضاً إلى عروض قدمت في المؤتمر من بينها عرض بنك "أتش أس بي سي" في المملكة المتحدة، والذي خصص صندوقاً لدعم المشاريع الريادية والشركات الناشئة التي تسهم في خفض الانبعاثات الكربونية. وذكر أن هناك 40 شركة ناشئة من مختلف أنحاء العالم، بما فيها المملكة المتحدة، شاركت في مؤتمر "إنوفيشن زيرو" هذا العام. وتحدث المقيطيب عن انطلاق أول نسخة من مؤتمر "إنوفيشن زيرو" خارج بريطانيا، والتي ستعقد في العاصمة السعودية الرياض، موضحاً أن المؤتمر سيتيح للعالم الاطلاع على ابتكارات الرياض وجهودها الرائدة في قطاع الكربون، مستشهداً بتجارب متميزة لشركات سعودية كبرى مثل "أرامكو" و"سابك" و"أكوا باور"، إضافة إلى شركات أخرى تجاوزت ابتكاراتها حدود السعودية ووصلت إلى الأسواق العالمية. وكشف كذلك عن خطط لإطلاق نسخ أخرى من المؤتمر في دول مختلفة حول العالم، مشيراً إلى تعاون جار مع منظمات دولية، وهيئة الابتكار والإبداع في السعودية، ووزارة الطاقة، ووزارة البيئة في الرياض لتنسيق الجهود. فن إبرام الصفقات وبدورها، قالت الرئيسة التنفيذية والرئيسة المشاركة لمعهد التمويل الأخضر والحاصلة على وسام الإمبراطورية البريطانية "OBE" الدكتورة ريان ماري توماس، أن مؤتمر "إنوفيشن زيرو"، يركز على التقاطع بين الابتكار والتمويل، مؤكدة أنه لا مكان لـ"المبالغين" في معركة المناخ، مشددة على أن تمكين وتسريع التحول في قطاع الطاقة يعتمد على "فن إبرام الصفقات" بكل ما تحمله الكلمة من معنى. وأضافت ماري توماس "طموحنا المناخي يتعثر، لكن الآن ليس وقت التردد، وعلينا أن نتمسك بقيمنا ورؤيتنا". واوضحت "نحن نعلم أن أياً من هذا لن يحدث بسرعة أو من تلقاء نفسه، فالتعاون بين أصحاب المصلحة غير مسبوق، وليس سهلاً، لكنه أيضاً ليس مستحيلاً، هذا سيتطلب تقنيات تحويلية، وسياسات استباقية، وأقرب ما يكون إلى قلبي حلولاً مالية رائدة". وتابعت "باختصار، أعتقد أننا في حاجة إلى قيادة جريئة، وفي حاجة إلى الابتكار". مشاريع استراتيجية في بريطانيا وكشف الرئيس التنفيذي لهيئة تنظيم النفط والغاز البريطانية NSTA ستيوارت باين، في كلمة ألقاها تحت عنوان "تحويل الطموح إلى واقع في بحر الشمال" خلال المؤتمر أن "الهيئة منحت خلال الأشهر الخمسة الماضية تصاريح لمشروعين لتخزين الكربون، يمكن أن يسهما في احتجاز أكثر من 200 مليون طن من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون الصناعية تحت قاع البحر إلى الأبد، وهو ما يعادل إزالة 110 ملايين سيارة من الطرقات لمدة عام كامل". وأوضح باين أن بحر الشمال كان ولا يزال مصدراً رئيساً للنفط والغاز، وقد أسهم على مدار عقود في تلبية حاجات المملكة المتحدة من الطاقة، بما في ذلك التدفئة والنقل، مضيفاً أن "الوقود الأحفوري لا يزال حتى اليوم يلبي نحو ثلاثة أرباع الطلب على الطاقة في البلاد". وأشار باين إلى أن الحكومة البريطانية تجري حالياً مشاورات حول رؤيتها المستقبلية لبحر الشمال، تشمل محاور عدة، من بينها التراخيص، وتطوير المهارات، وتعزيز القوى العاملة، إلا أن جوهر هذه المشاورات، بحسب باين، يكمن في الاعتراف بالحاجة إلى إدارة انتقال الطاقة من النفط والغاز إلى مصادر أنظف بطريقة مسؤولة ومدروسة. اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) وعن تفاصيل المشروعين قال باين، إن "هيئة انتقال بحر الشمال، بالتعاون مع زملائها في وزارة الطاقة والأمن ومكتب تنظيم أسواق الطاقة (أوفغيم)، منحت الضوء الأخضر لشركة "إي أن آي" لتنفيذ مشروع ضخم يدعى HyNet، موضحاً "هذا المشروع يهدف إلى تخزين أكثر من 100 مليون طن من ثاني أكسيد الكربون في ثلاثة خزانات نفط وغاز ناضبة، تقع على بعد 20 ميلاً من ساحل ليفربول"، وأضاف أن المشروع سيسهم في إزالة الكربون من قطاعات صناعية كبرى في شمال غربي إنجلترا وشمال ويلز. وأكد باين أن "المشروع سيوفر نحو ألفي وظيفة، وسيتم إعادة استخدام أكثر من 90 ميلاً من خطوط أنابيب النفط والغاز، مما يحقق وفورات في الكلف والانبعاثات معاً". وأشار إلى أن مشروع HyNet ليس الوحيد في الساحة، إذ منحت هيئة تنظيم النفط والغاز البريطانية في ديسمبر (كانون الأول) الماضي تصريحاً لمشروع Northern Endurance Partnership، الذي يهدف إلى إزالة الكربون من عنقود الساحل الشرقي East Coast Cluster. ولفت باين إلى أن هذين المشروعين يمثلان سابقة بريطانية، إذ يمنحان الضوء الأخضر لعقود في سلاسل الإمداد تقدر قيمتها مجتمعة بنحو ستة مليارات جنيه استرليني (8 مليارات دولار)، قائلاً "لقد تحدثنا عن تخزين الكربون طويلاً في المملكة المتحدة، لكننا لم نصل إلى هذا الإنجاز من قبل"، مشيراً إلى أن هذين المشروعين سيسهمان في دفع بريطانيا نحو اجتذاب المزيد من الاستثمارات، وتوفير الوظائف، وتحقيق النمو الاقتصادي، والوصول إلى الحياد الكربوني بحلول عام 2050. وخاطب باين الحضور قائلاً "إذا أحسنا إدارة هذا التحول، فإن بحر الشمال يمكن أن يتمتع بمستقبل مزدهر يخلق الوظائف، ويضمن استمراريتها، ويجذب استثمارات بمليارات الجنيهات في مختلف مشاريع الطاقة البحرية، أما إذا أخفقنا، فإننا نخاطر بفقدان ثقة الجمهور والمستثمرين، ونعرض أنفسنا لخسارة فرص النمو والتوظيف وأمن الطاقة"، مضيفاً "إذا كنا لا نزال في حاجة إلى النفط والغاز من بحر الشمال، فإننا نؤمن بأن على هذا القطاع أن يضطلع بمسؤوليته في تقليص انبعاثاته"، موضحاً "ذلك يشمل القضاء على عمليات الحرق والتنفيس الروتينية، إلى جانب اتخاذ خطوات مستمرة لخفض جميع انبعاثات الإنتاج"، مؤكداً على أن هذه الانبعاثات لا يمكن التغاضي عنها، إذ تمثل 3 في المئة من إجمال البصمة الكربونية في المملكة المتحدة (يعادل ثلاثة أضعاف الانبعاثات الصادرة عن مدينة بحجم برمنغهام). تحولات لافتة من جانبها، قالت إحدى المتخصصين المشاركين بالمؤتمر، إن تحليل البيانات القطاعية يكشف عن تحولات لافتة، لا سيما في قطاع النقل والمركبات الكهربائية، الذي سجل نمواً بنسبة 13 في المئة في قيمته الرأسمالية بين الشركات القيادية مقارنة بالشركات الأصغر. وأضافت، "ما نحتاج إليه ليس فحسب قراءة الأرقام، بل فهم الديناميكيات الكامنة خلفها، هذا هو جوهر الفكر الاقتصادي الكلي، الذي يجب أن نطبقه عند الحديث عن القطاعات النامية، خصوصاً تلك التي تشهد تحولات تقنية كالسيارات الكهربائية". وأشارت إلى أن هذا القطاع لا يتحرك بمعزل عن السياسات، بل هو مرتبط بها ارتباطاً وثيقاً، قائلة "المركبات الكهربائية ليست فحسب ابتكاراً تقنياً، بل منظومة تتطلب أطراً تنظيمية واضحة، ويقع على عاتق الجهات الحكومية مسؤولية دعم هذه المنظومة وتطوير التشريعات بما يواكب تسارع نموها". من جانب آخر، قال أحد المشاركين، إنه لا تزال هناك مجموعة كبيرة من الشركات التي أخذت على عاتقها الالتزام بالحياد الكربوني، إلا أنها لم تلتزم بعد ببذل الجهد في أنشطة الضغط ولا تتوافر أموال كثيرة لتكوين ما يسمى برأس المال السياسي، وتتوافر فرص عدة فحسب للإدارات القائمة على المشروعات والمسؤولين التنظيميين لممارسة الضغط وأمور أخرى كوضع اللوائح المالية. التحول مهم لأمن الطاقة في كلمته أمام مؤتمر الابتكار للصفر "إنوفيشن زيرو" قال المستشار العلمي للحكومة البريطانية بول مونكس، إن "دور التحول في مجال الطاقة مهم بالنسبة لأمن الطاقة من ناحية وكذلك لتحقيق التزام مكافحة التغير المناخي". يذكر أن بول مونكس هو مستشار وزارة الطاقة وكبير مستشاري برنامج صفر انبعاثات للحكومة البريطانية. وقال مونكس في المؤتمر الذي تستضيفه لندن عن التزام الحكومة البريطانية "حددت هذه الحكومة هدفاً واضحاً بأنه علينا الانتقال إلى الطاقة النظيفة وصفر انبعاثات"، مضيفاً "ليس ذلك بسبب التزامات المناخ فحسب وهي أمر ملح فعلاً، إنما لأن ذلك يوفر لنا أمن الطاقة بالحماية من أسواق الطاقة من الوقود الأحفوري غير المستقرة وارتفاع الفواتير". "تحت قيادتي الابتكار في قلب أجندة الكومنولث للعمل المناخي" وقالت الأمينة العامة للكومنولث شيرلي أيوكور بوتشوي، "عبر الكومنولث في أفريقيا، وآسيا، والمحيط الهادئ، ومنطقة الكاريبي، وأوروبا فإن أزمة المناخ ليست تهديداً بعيداً، إنها واقع يومي". وأضافت، "العواصف والفيضانات، والجفاف والحرائق، وارتفاع البحار واختفاء الأراضي لم تعد أحداثاً نادرة، بل أصبحت إيقاعاً مستمراً لحياة الملايين". وشددت أيوكور بوتشوي على أن حجم التحدي هائل، قائلة "ومع ذلك، حتى في ظل ارتفاع المياه، ما زلت متفائلة"، مشيرة إلى أن الأمر يتطلب اتخاذ إجراءات تحولية بلا شك. وعن الفرص قالت الأمينة العامة للكومنولث، "على رغم أن هذه بلا شك فترة مليئة بالأخطار الكبيرة، إلا أنها أيضاً فترة مليئة بإمكانات غير عادية". وأضافت، "لطالما كان الابتكار محركاً للتقدم البشري، من محرك البخار إلى شريحة السيليكون، ومن الهاتف إلى الإنترنت، لقد أعاد الابتكار تشكيل عالمنا". وتابعت "الآن، يجب أن نفعل ذلك مرة أخرى وبسرعة ونطاق لا مثيل لهما في تاريخ البشر"، قائلة "سيحدد الابتكار ما إذا كنا سنحقق الحياد الصفري، ليس فحسب من الناحية النظرية، بل في الممارسة العملية وفي حياة الناس، وفي الفرص للمجتمعات، وفي ازدهار الأمم". وتحدثت عن الدور الذي يمكن أن تلعبه بلدان الكومنولث، قائلة، "الكومنولث مستعد للعب دوره بالكامل، نحن 56 دولة تشمل 2.7 مليار شخص، (ثلث البشرية) مرتبطون معاً ليس بالمعاهدات، بل بالقيم المشتركة، والتاريخ المشترك، والأمل المشترك، ونحن نمتد عبر كل قارة، وكل محيط، وكل منطقة مناخية، ونستحوذ على ربع مساحة الأرض في العالم، وتقريباً ثلث المحيطات تحت الولاية الوطنية، ونحن موطن لخمس من أسرع عشر مدن نمواً، وبعض من أصغر الدول الجزرية في العالم، ونحن أيضاً غنيون بالمعادن الحيوية، والموارد المتجددة، والمواهب البشرية، والطاقة الشبابية، وهذا يعطينا دوراً فريداً ومسؤولية عميقة في القيادة لبناء عالم يقوده الابتكار ويحقق الحياد الصفري الذي نسعى جميعاً لتحقيقه". تحقيق التحول المستدام من جهته، قال أحد المتخصصين في مجال الطاقة النظيفة المشارك في المؤتمر إن "جهود الابتكار تمثل حجر الأساس في تحقيق التحول المستدام"، مشيراً إلى أن شركته نجحت في خفض انبعاثات طراز سياراتها S202 بنسبة 50 في المئة بحلول عام 2020، وهو ما يتجاوز نسبة الخفض السابقة البالغة 25 في المئة. وأوضح أن "هذا الإنجاز تحقق عبر ردم فجوة الابتكار، من خلال خريطة طريق تشمل تعديلات في صناعة التعبئة والتغليف، واستخدام مدافن نفايات ذات انبعاثات صفرية، فضلاً عن تبني برامج لتحويل السيارات إلى الغاز، وتشجيع الزراعة التجديدية". وأضاف أن "التحدي الأكبر لا يكمن فحسب في تطوير الحلول، بل في ضمان تبنيها وتنفيذها بفعالية"، مشدداً على أهمية دعم هذه المبادرات في ظل بيئة تزداد تعقيداً. وختم قائلاً "ما نحتاج إليه الآن هو المضي قدماً نحو الاعتماد المتزايد على مصادر الطاقة المتجددة".

تقارير: الصين تعيد تعريف النمو الاقتصادي من خلال التركيز على الجودة والاستدامة
تقارير: الصين تعيد تعريف النمو الاقتصادي من خلال التركيز على الجودة والاستدامة

time٢٠-٠٣-٢٠٢٥

  • أعمال

تقارير: الصين تعيد تعريف النمو الاقتصادي من خلال التركيز على الجودة والاستدامة

أكد ديفيد بلير، نائب الرئيس وكبير الاقتصاديين في مركز الصين والعولمة CCG، أن الاقتصادات الكبرى مثل الصين يجب أن تنمو بشكل طبيعي داخل بلادها، مع التركيز على التداول المحلي، وذلك في إطار التحول الاستراتيجي الذي تشهده الصين من النمو السريع إلى النمو المستدام والجودة، وفقا لتقرير نشرته GDToday الصينية. وخلال الدورتين السنويتين للصين، تحدث بلير عن تحولات الصين الاقتصادية، مشيرًا إلى أن الصين تركز الآن على رفاهية المواطنين وقدرتها التنافسية العالمية بدلًا من مجرد الأرقام الاقتصادية. وأضاف بلير أن الاقتصاد الصيني لا يعتمد فقط على الناتج المحلي الإجمالي، بل يسعى إلى تحسين مستويات المعيشة عبر استثمارات في البنية التحتية مثل المدارس، الحدائق، والطرق الريفية، التي تحسن بشكل كبير حياة المواطنين دون أن تساهم بشكل مباشر في الناتج المحلي الإجمالي. وفي تقرير عمل الحكومة الذي قدمه رئيس مجلس الدولة الصيني لي تشيانغ في 5 مارس، تم تحديد هدف نمو الناتج المحلي الإجمالي لعام 2024 ليصل إلى 134.9 تريليون يوان، بزيادة 5% مقارنة بالعام السابق. كما حددت الصين هدفًا للنمو في العام 2025 بنحو 5%. وعلق بلير قائلًا: معدل نمو بنسبة 5% سيكون استثنائيًا للاقتصادات الناضجة، ولكن الصين تُعيد صياغة قواعد التنمية. التحول الهيكلي الذي تشهده الصين لا يعني انهيار الاقتصاد بلير شدد على أن التحول الهيكلي الذي تشهده الصين لا يعني انهيار الاقتصاد، بل هو تحول من الاعتماد على الاستثمارات في العقارات والبنية التحتية إلى التركيز على التكنولوجيا والابتكار، مشيرًا إلى أن الصين تستثمر بكثافة في التعليم وتخريج المهندسين لدعم التطور التكنولوجي. ومع ذلك، حذر بلير من ضرورة ضمان وظائف للطبقة العاملة أثناء هذا التحول الهيكلي لضمان استمرارية النمو. كما أشاد بلير بالتجمعات الصناعية الصينية، مثل منطقة خليج غوانغدونغ-هونغ كونغ-ماكاو، التي تجمع بين التصنيع والتكنولوجيا والتمويل، مشيرًا إلى أن هذه المناطق تعد نموذجًا للنجاح والتطور المستدام. التغيرات الهيكلية في القطاعات الصينية ومن جانبه قال دانيلو تورك، الرئيس السابق لسلوفينيا: إن نمو الصين بنسبة 5% يعادل ثلث النمو العالمي، وإذا تأملنا هذا الأمر، لوجدنا الأثر المستقر للنمو الصيني، وهو نمو يعود بالنفع على العالم أجمع. وقال تورك: إن المستوى المرتفع للنمو في الصين يجلب حتما لحظات من التغيرات الهيكلية، وهو ما يعني أن بعض القطاعات سوف تنمو ببطء، في حين أن قطاعات أخرى سوف تنمو بسرعة أكبر. كما لفت إلى أن الصين العامل الرئيسي لاستقرار الاقتصاد العالمي، قائلًا: يُعدّ نمو الصين عاملًا بالغ الأهمية في الوضع الاقتصادي، علينا أن نُذكّر أنفسنا بأنّ نموّ الصين بنسبة 5% يُمثّل ثلث النموّ العالمي.

بريطانيا وسد الفجوة المتزايدة عبر الأطلسي
بريطانيا وسد الفجوة المتزايدة عبر الأطلسي

الشرق الأوسط

time١٧-٠٣-٢٠٢٥

  • سياسة
  • الشرق الأوسط

بريطانيا وسد الفجوة المتزايدة عبر الأطلسي

بعد خمس سنوات من انسحابها من الاتحاد الأوروبي، ربما وقعت بريطانيا أخيراً على دور جديد على الساحة العالمية، يُشبه إلى حدٍّ كبير دورها القديم. عبر الأسابيع القليلة المحمومة التي تلت قلب الرئيس دونالد ترمب التحالف عبر الأطلسي رأساً على عقب بتقربه من روسيا وخلافه مع أوكرانيا، حاول رئيس الوزراء البريطاني، كير ستارمر، أن يعمل على تقريب المسافات بين أوروبا وواشنطن. وفي هذا الإطار، قدّم ستارمر وكبار مساعديه المشورة للرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي عبر مكالمات هاتفية واجتماعات عقدت وجهاً لوجه، حول كيفية رأب الصدع مع ترمب، في أعقاب اللقاء المرير الذي جمع الرئيس الأوكراني بالأخير في البيت الأبيض. كما ضغط رئيس الوزراء بقوة على الرئيس الأميركي للحصول على ضمانات أمنية لردع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عن أي عدوان مستقبلاً. وعبر هذه الجهود الدبلوماسية المحمومة، يحيي ستارمر دوراً لطالما اضطلعت به بريطانيا قبل خروجها من الاتحاد الأوروبي. ويُقارن البعض بينه وبين توني بلير، رئيس الوزراء العمالي الأسبق، الذي حاول التوسط بين الرئيس جورج دبليو. بوش والقادة الأوروبيين سابقاً خلال الفترة العصيبة التي سبقت حرب العراق عام 2003. وكما هو معروف، لم تحظ جهود بلير لرأب الصدع عبر الأطلسي، بنهاية سعيدة، مع رفض فرنسا وألمانيا الانضمام إلى التحالف الذي بناه بوش ضد العراق. وكان من شأن التحالف الوثيق بين بريطانيا والولايات المتحدة، أن توترت العلاقات بين لندن وجيرانها الأوروبيين. اليوم، وفي الوقت الذي يعكف ستارمر على بناء تحالف جديد لحماية أوكرانيا، يواجه مهمة صعبة مماثلة، تتركز حول تمسكه بواشنطن، بينما يحاول حشد رادع عسكري أوروبي قوي بما يكفي لإقناع ترمب بتوفير غطاء جوي أميركي ودعم استخباراتي لقوات حفظ السلام. من جهته، عقد ستارمر، مؤتمراً عبر الفيديو مع 30 قائداً من أوروبا وحلف شمال الأطلسي (الناتو) وكندا وأوكرانيا وأستراليا ونيوزيلندا، لحشد الدعم لتحالفه، الذي تقوده بريطانيا وفرنسا. وقال إن المسؤولين العسكريين سيجتمعون مجدداً، الخميس، لبدء «مرحلة عملياتية»، إلا أنه لم يكشف تفاصيل عن المهمة الموكلة لهذه القوة العسكرية الجديدة، ولم يُعلن عن التزام أي دول أخرى بالمشاركة فيها. وقال ستارمر في أثناء مؤتمر صحافي عقب الاجتماع: «أبديتُ استعداد المملكة المتحدة للاضطلاع بدور قيادي في هذا. وإذا لزم الأمر، فسيكون ذلك من خلال قوات برية وطائرات». وتعهد رئيس الوزراء بأنه سيواصل الضغط على ترمب للحصول على ضمانات أمنية أميركية، وجهود ضغط يضطلع بها بالتعاون مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون. وأضاف: «لقد أوضحتُ ضرورة إنجاز ذلك بالتعاون مع الولايات المتحدة. ونحن نتحدث إلى الولايات المتحدة يومياً». لا أحد يعلم ما إذا كان ستارمر سينجح في تغيير موقف ترمب، خاصة مع تذبذب موقف الرئيس بين التنديدات اللاذعة بأوكرانيا والتهديدات بفرض عقوبات على روسيا المتمردة. الدبلوماسي البريطاني بيتر ريكيتس الذي شغل منصب مستشار الأمن الوطني لرئيس الوزراء السابق ديفيد كاميرون قال: «بالطبع هناك خطر، لكنني أعتقد أن ستارمر يرى أن هناك خطر وقوع كارثة يمكن تجنبها». وعبّر عن اعتقاده بأن بلير فشل بصفته جسراً للتواصل بين جانبي الأطلسي؛ لأن الانقسامات بين الدول الأوروبية بشأن العراق كانت مستعصية على الحل. أما التحدي القائم أمام ستارمر الآن، فيكمن في رئيس أميركي متقلب المزاج، يبدو عازماً على إعادة ضبط العلاقات مع روسيا، بينما يبدي العداء العلني تجاه الاتحاد الأوروبي. شغل جوناثان باول، الذي كان رئيساً لهيئة موظفي بلير سابقاً، منصب كبير المفاوضين البريطانيين فيما يخص «اتفاق الجمعة العظيمة»، الذي أنهى عقوداً من العنف الطائفي في آيرلندا الشمالية. كما شارك في جهود بلير غير المثمرة لإشراك فرنسا وألمانيا في الحملة العسكرية ضد العراق. وحتى قبل إشعال الأزمة بشأن أوكرانيا، سعت حكومة ستارمر إلى توثيق العلاقات مع القارة الأوروبية، ليس فقط بمجالي الدفاع والأمن، بل وكذلك في التجارة والسياسة الاقتصادية. إلا أنه بفضل خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، يبدو أن ترمب يضع لندن في فئة مختلفة عن الاتحاد الأوروبي، ما قد يساعد في جعل ستارمر وسيطاً أكثر فاعلية. من ناحيته، قال مجتبى رحمن، المحلل لدى مجموعة أوراسيا للاستشارات السياسية: «إن وضع قدم في الداخل وقدم في الخارج أمر جيد للمملكة المتحدة في السياق الحالي، لكن فقط إذا بقينا في حالة الحرب الزائفة الراهنة». في البداية، كانت عودة ستارمر إلى التعاون مع الاتحاد الأوروبي بوضوح نصف خطوة. وبعد توليه السلطة في يوليو (تموز) الماضي، شرع في إصلاح العلاقات في فترة ما بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي عبر مختلف العواصم الأوروبية. ومع ذلك، فإنه استبعد إجراءين بارزين من شأنهما تعزيز التجارة بشكل كبير: العودة إلى السوق الموحدة العملاقة للاتحاد الأوروبي واتحاده الجمركي. ويرى محللون أن نهجه الحذر نابع من خوفه من إثارة غضب الناخبين المؤيدين للخروج من الاتحاد الأوروبي، ومن إعطاء ذخيرة لنايجل فاراج، بطل «بريكست» وزعيم حزب «إصلاح المملكة المتحدة» المناهض للهجرة، الذي كشفت استطلاعات الرأي ارتفاع شعبيته. إلا أن موجات الصدمة التي أحدثتها تصريحات ترمب الأخيرة بشأن أوكرانيا وروسيا نسفت بعض العوائق أمام إعادة ضبط أوسع نطاقاً للعلاقات بين الجانبين، فقد منحت ستارمر غطاءً سياسياً. * خدمة «نيويورك تايمز»

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store