logo
#

أحدث الأخبار مع #سيآيأي

40 عاما على اختراق "وام!" وموسيقى البوب الجدار الصيني الشيوعي
40 عاما على اختراق "وام!" وموسيقى البوب الجدار الصيني الشيوعي

Independent عربية

time١٠-٠٥-٢٠٢٥

  • ترفيه
  • Independent عربية

40 عاما على اختراق "وام!" وموسيقى البوب الجدار الصيني الشيوعي

لم يكن هذا المشهد شبيهاً بوصول "البيتلز" إلى مطار جون أف كينيدي في نيويورك. "أين كل الشباب الصاخبين الذين يصرخون عادة؟" تساءل جورج مايكل وهو يطالع قاعة الوصول في مطار بكين الدولي في أبريل (نيسان) من عام 1985، ليجد الصمت مطبقاً في فرع نادي "كلوب تروبيكانا" في شرق آسيا. وصلت فرقة "وام!" Wham! إلى الصين وهي في ذروة شهرتها، مع ذلك، وبدلاً من أن يشق عضواها طريقهما وسط جموع الفتيات الصارخات كما جرت العادة في كل مكان، استُقبل نجما البوب الشهيران، بعيونهما الواسعة وابتسامتيهما الساحرتين، بعدسات باردة: بضعة مصورين، قاعة مليئة بناظرين مذهولين، ومجموعة من المسؤولين الحكوميين ببدلاتهم الرسمية. كان أحد مستقبليهم قد اصطحب طفله معه، فاقترب الصغير من أندرو ريدجلي، زميل جورج مايكل، مرتدياً زي جيش التحرير الشعبي الصيني، ليلتقط صورة على عجل، ثم فر راكضاً وكأنما رأى شبحاً. قال ريدجلي ضاحكاً: "أظن أنني أفزعته تماماً"، من دون أن يدرك أنه كان يعيش لحظة تجسدت فيها بصورة مصغّرة رمزية دخول أول فرقة بوب غربية إلى الصين، في جولة أقيمت قبل 40 عاماً. في آخر الفريق، كانت المغنية المرافقة جانيت موني واحدة من بين 11 موسيقياً ومرافقاً اصطحبوا جورج وأندرو إلى هذا الإقليم الجديد والغريب والمثقل بالإجراءات الرسمية. تقول اليوم لـ"اندبندنت": "لم نخض تجربة كهذه من قبل... في كل مكان ذهبنا إليه، كانت الجماهير تستقبلنا كنجوم، إلا في الصين. لم يكن لديهم أي تجربة سابقة مع ثقافة البوب الغربية. لا أعتقد أنهم عرفوا شيئاً عن ثقافة المعجبين المنتظرين عند أبواب المسارح أو ما شابه ذلك". اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) بحلول عام 1985، كان هذان الفتيان الساحران من مقاطعة هارتفوردشير البريطانية قد اجتاحا ما يقرب من 80 في المئة من خريطة العالم. جعلتهما أغنيات ناجحة مثل "يا أولاد الحيّ، انطلقوا!" (يونغ غانز) Young Guns (Go for It) و"فتيان سيئون" (باد بويز) Bad Boys نجمين لامعين بين ليلة وضحاها في سباقات القوائم البريطانية، أما ألبومهما الثاني الصادر عام 1984 بعنوان "حقق نجاحاً كبيراً" (مايك إت بيغ) Make It Big فقد كان اسماً على مسمى وحقق نبوءته. فقد تصدرت أغنيتا "أيقظني قبل مغادرتك" (وايك مي أب بيفور يو غو-غو) Wake Me Up Before You Go-Go و"همسات طائشة" (كارليس ويسبر) Careless Whisper القوائم على ضفتي الأطلسي، دافعتين بالألبوم نحو تحقيق مبيعات تجاوزت 10 ملايين نسخة. وفي الصين، التي كانت لا تزال مغلقة إلى حد كبير أمام الموسيقى الغربية في مطلع الثمانينيات، كان حضورهما باهتاً. إلا أن عرضيهما الرياديين في الساحات الصينية خلال 10 أيام (علماً أن جان-ميشيل جار كان الغربي الوحيد الذي سبقهما إلى هناك عام 1981) جاءا بمثابة جولة تكريمية عالمية للفرقة، وأيضاً كتجربة ثقافية عابرة للحدود كسرت الحواجز وزرعت بذور الانفتاح في الأفق الصيني عقوداً تالية. لكن، خلف مشاهد الاستقبالات الدبلوماسية المهذبة، والمسرات المبهرة التي رافقتها تسريحات الشعر المبالغ فيها وألحان البوب الصاخبة، كانت الجولة تخوض في دوامة من القمع والمناورات السياسية والخوف المكشوف. كان تمويلها يأتي من الحكومات، بينما كانت كل من وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي أي) والشرطة السرية الصينية تحاولان استغلالها لأغراض استخباراتية ودعائية. لكن ما السبب الحقيقي وراء غياب 1000 معجب يشدون شعورهم وهم يرقصون على إيقاعات فرقة "وام!" الجنونية في مطار بكين؟ ببساطة هو أن مدير الفرقة، سايمون نابير بيل، العقل المدبر ومنسق الرحلة، رفض أن يدفع للحكومة الصينية ثمن تزويدهم بالحشود. إن حصول الجولة أصلاً كان إلى حد كبير بفضل مناورات شخصية غامضة تُدعى "البروفيسور رولف". فحين أُوكلت إلى نابير-بيل عام 1983 مهمة جعل فرقة "وام!" الأشهر عالمياً في غضون 12 شهراً (وإلا فسيُفسخ عقد إدارتها)، تعهّد هو وشريكه في شركة التسجيلات "بيغ لايف" Big Life Management، جاز سمرز، باختراق السوق الصينية التي تضم 400 مليون شاب تراوح أعمارهم ما بين 14 و35 سنة. وخلال أول رحلة استكشافية له، أمضى نابير-بيل أياماً يتصل عشوائياً بوزراء في الحزب الشيوعي الصيني، ويدعوهم إلى الغداء لمناقشة الإمكانات الاستثمارية الضخمة لموسيقى البوب الغربية، من دون أن يحقق شيئاً. لكن على متن طائرة متجهة إلى اليابان، التقى رجلاً يُدعى "البروفيسور رولف"، قال إنه يملك علاقات داخل الحكومة الصينية ويمكنه المساعدة، وفق ما رواه نابير-بيل لمجلة "موجو" عام 2023. في زيارته التالية، وتحقيقاً لوعد البروفسور، استجاب أحد الوزراء الأقل رتبة لدعوة الغداء، ثم تلاه وزير آخر ثم آخر. ومع مرور الوقت، وجد نفسه في مأدبات غداء وعشاء مع أكثر من 140 من ممثلي الحكومة الصينية، بهدف تليين القيود الثقافية المشددة التي كانت تعترض دخول "وام!" إلى السوق الصينية. حتى إنه أعد منشورات تحتوي على قائمة بالعروض الفنية التي قد تستضيفها الصين لجسر الهوة بين الموسيقى الغربية والشرقية، وحرص على إضعاف فرص فرقة "كوين" من خلال تقديم فريدي ميركوري بأسلوب مبالغ فيه، بينما عرفهم على جورج مايكل في صورة أكثر نقاء وبراءةً. ومع ذلك، اعترضت السلطات الصينية على حركات مايكل الراقصة المثيرة، وأصرت على أن يتجنب أي تصرفات غير لائقة حتى لا يلوث نقاء روح شباب الأمة. وكان وزير الثقافة قد أصدر بياناً حازماً قبل العروض. قال مايكل في فيلم "وام! في الصين: أجواء أجنبية" Wham! in China: Foreign Skies المرافق للجولة: "لقد نصح [الوزير] الشباب الحاضرين بالذهاب إلى الحفل ومشاهدته، ولكن من دون أن يتعلموا منه... بدا قول شيء كهذا أمراً سخيفاً للغاية". في نهاية المطاف، كانت الصين بلداً لم يعتد على الأصوات المبهجة والحركات الماجنة التي كانت جزءاً من ثقافة الشباب العالمية. لم يُرخص لأماكن الرقص والنوادي الليلية إلا حديثاً، ولم يكن هناك أي سباقات للأغاني. كانت معظم المحطات الإذاعية الأجنبية محجوبة، وكان محبو موسيقى البوب الغربية يعامَلون بعنف. يقول كان ليجون الذي قدم الفرقة على المسرح: "في ذلك الوقت، إذا أردنا الاستماع إلى أغنيات البوب بكلمات مثل تلك، كان علينا القيام بذلك في السر... إذا ألقي القبض عليك، كانوا يأخذونك إلى مركز الشرطة ويحتجزونك طوال الليل. كان زمناً تسوده تابوهات كثيرة". بينما وصف لي شيزهونغ، وهو أحد المعجبين، تجربته بالقول: "كنت في الـ15 من عمري، لكن كان يفرض عليّ البقاء في المنزل بعد الساعة 8:30 مساء... في ذلك الوقت، إذا كنت تعزف على الغيتار في الشارع، كنت تعتبر فتى مشاغباً". ومن الطبيعي أن تصبح موسيقى البوب رمزاً لتصاعد التحدي بين شباب الصين المتمردين. قالت إحدى المعجبات واسمها روز تانغ، لصحيفة "واشنطن بوست"، قبل فترة وجيزة من أن تصبح إحدى القيادات الطلابية في احتجاجات ميدان تيانانمين عام 1989: "كنت أرقص على موسيقى [وام!] في حفلات الديسكو والروك السرية في مدرستي الفنية في تشونغتشينغ... كانت الموسيقى تؤدي دوراً كبيراً في تنمية روح التمرد لدينا". علاوة على ذلك، أصبح تنظيم الجولة معقداً بشكل متزايد، حيث أصرت الحكومة على أن يستخدم أعضاء الفرقة طاقماً محلياً مكوناً من 100 شخص بتكلفة باهظة، في حين حاولت وكالة الاستخبارات الأميركية تحويل الجولة إلى مهمة تجسس سرية. يقول نايبر بيل "لأننا كنا نتعامل مع هذا النظام المعزول، كانت وكالة الاستخبارات المركزية تضغط عليَّ، كانت تريد أن تدفع لي المال للعمل معها لكن من دون أن أخبر أحداً". على كل حال، رفض سايمون تلك العروض المريبة. يضيف: "تعرفت على عديد من أفراد الشرطة السرية الصينية، وكانوا أذكى بكثير". ما إن وصلت موني إلى الصين حتى تعرضت لصدمة ثقافية بقوة مليون فولت. تقول: "كان الأمر أشبه برحلة إلى الماضي... ما زال الجميع يتنقلون على الدراجات الهوائية ويرتدون سترات ماو [الشيوعية الصينية الزرقاء البسيطة]. كان كل شيء مختلفاً تماماً عما نراه اليوم". ومع وجود طاقم تصوير سينمائي ومجموعة من الصحافيين الدوليين المرافقين، خضعت تحركات فريق "وام!" لرقابة دقيقة. مُنعوا من التجول بحرية، وتراوحت رحلتهم بين جلسات عشاء رسمية، وزيارات لمواقع سياحية مثل سور الصين العظيم، وجولات تسوق خفيفة اشترى ريدجلي خلال إحداها سترة ماو ليرتديها على المسرح مع بدلته المصنوعة من قماش التارتان. تتذكر موني إحدى زياراتهم إلى السوق المحلية التي فتحت عينيها على عالم مختلف تماماً: "أذكر أنني كنت أقف أمام بسطة في السوق المفتوحة غطتها قطع من الحيوانات... كان بجانبي حوض ضخم خرج منه سمندل عملاق. ومرت سيدة حاملة ضفادع صغيرة معلقة ودجاجات حيّة داخل حقيبة مصنوعة من الخيوط. أشياء لا يمكن أن تراها في بلادنا أبداً". أما مدير الجولة جيك دانكن، فيقول إنهم أينما ذهبوا "كان أعضاء الفرقة وطاقم العمل يُستقبلون بمزيج غريب من التودد المفتعل والدهشة الثقافية". العرض الأول، الذي أقيم يوم السابع من أبريل في صالة "العمال الرياضية" في بكين التي تتسع لـ13 ألف شخص، لم يكن أقل غرابة. بينما كانت الفرقة تؤدي بحماستها المعهودة أغنيات مثل "نادي تروبيكانا" Club Tropicana و"أيقظني قبل مغادرتك" و"يا أولاد الحيّ، انطلقوا!"، ظل الجمهور مكبوتاً ومحاطاً بصفوف من رجال الشرطة، في مشهد من الهدوء المربك. تقول موني "كنت تشعر بالحماسة، لكنهم لم يعرفوا كيف يعبرون عنه حقاً". بينما يضيف ليجون: "لم يسبق أن شاهدنا شيئاً كهذا من قبل... كنا معتادين على رؤية الناس يتجمدون في وقفتهم بينما تؤدي الفرقة أغنياتها. كان كل الشباب مذهولين، وكان الجميع يربّتون بأقدامهم على الأرض. لكن بالطبع، لم تكن الشرطة سعيدة، وكانوا خائفين من اندلاع أعمال شغب". تبين لاحقاً أن جمهور بكين كان قد تلقى تعليمات صارمة بعدم مغادرة مقاعدهم طوال الحفل. يقول نابير بيل: "تصرفتُ بحماقة حين طلبتُ من فنان مساند، وهو راقص بريك دانس يدعى تريفور، أن ينزل إلى الجمهور ويشعل الحماس بينهم، مما أقلق الشرطة السرية... سارعت السلطات إلى بث إعلان يطالب الجميع بالبقاء جالسين". ولم يزد الأمر إلا سوءاً حين طلب المخرج ليندسي أندرسون، الذي كان يوثّق الجولة في فيلم، أن تُضاء الأنوار في القاعة لتصوير الجمهور، مما زادهم خجلاً وخوفاً من الانخراط في الأجواء، في بلد قد يُفسَّر فيه الفرح الصاخب كخروج عن الطاعة، بل وترددت أنباء عن قيام الشرطة بإخراج أحد الحضور الأكثر تفاعلاً من القاعة وضربه. كانت النتيجة أن ذلك الحفل صار من بين أصعب العروض التي قدّمتها "وام! "في تاريخها، إذ بينما كانت الدرجات العليا من المدرجات تضج بجمهور متحمس، ظلت المقاعد الأمامية المُنارة والمحاطة بالكاميرات جامدة بفعل الخوف. قال جورج مايكل في مقابلة مع مجلة "رولينغ ستون" عام 1986: "كان الإحساس الأول هو الفشل... لم تكن ثمة طريقة للتواصل. وحين عرفنا لاحقاً ما الذي جرى في الكواليس، اجتاحتني موجة من الغضب". ولم يكن مايكل الوحيد الذي عانى التجربة، ففي الرحلة الجوية إلى مدينة كانتون، حيث كان من المقرر إقامة الحفل الثاني، تعرض عازف الترومبيت البرتغالي راؤول دي أوليفيرا لنوبة نفسية حادة، أخرج على أثرها سكيناً وطعن نفسه في البطن، بينما كانت المغنيتان المرافقتان بيبسي وشيرلي تصرخان مذعورتين إلى جانبه، ثم اندفع نحو قمرة القيادة محاولاً اقتحامها، مما دفع الطيار إلى القيام بمناورة طارئة للسيطرة عليه. واضطرت الطائرة إلى العودة موقتاً إلى بكين، حيث تم تسليمه للرعاية النفسية في أحد المرافق المحلية. تقول موني: "لقد كانت تجربة صادمة بالنسبة إلينا جميعاً... بشكل أساس لأننا اضطررنا إلى الهبوط بضع مرات في ظروف جوية سيئة مما زاد من التوتر، إضافة بالطبع إلى ما كان يمر به صديقنا". تسببت الحادثة في نشر الصحف المحلية عناوين مرعبة وأضافت كثيراً من الضغوط على الجولة. تتابع: "لم نكن نملك أي وسيلة للتواصل مع [عائلاتنا]... لم تكن هناك هواتف محمولة أو ما شابه ذلك حينها، فلم نتمكن من طمأنتهم أو إخبارهم بمكاننا أو بما حدث بعد تلك الحادثة في الطائرة، وبأن الجميع كانوا بخير". أما دي أوليفيرا، فقد نجا من الحادثة بجراح طفيفة، ولم يصب أي من أعضاء الفرقة بأذى. واختُتمت الجولة التي ضمت عرضين فقط بحفل ثانٍ أُقيم في مدينة كانتون الأكثر انفتاحاً وتأثراً بالثقافة الغربية وحضره ما يقارب 5 آلاف معجب، وسط أجواء أقل صرامة وأكثر تسامحاً. صرح أحد المعجبين لفريق تصوير الفيلم التوثيقي الذي يرأسه أندرسون قائلاً: "الآن وقد تبنت بلادنا سياسة الانفتاح، أصبحت لدينا فرصة لرؤية هذا النوع من العروض. نحن محظوظون للغاية". لكن على رغم ذلك، فإن الشرارة الثقافية التي كانت الجولة تأمل في إشعالها ما لبثت أن خمدت سريعاً، إذ لم تطأ قدم أي فرقة غربية كبرى أرض الصين مجدداً إلا بعد عقد كامل، حين أحيت فرقة "روكسيت" Roxette حفلاً هناك في منتصف التسعينيات. ومع أن الجولة أسدلت ستارتها سريعاً، إلا أنها بلا شك أيقظت الصين على البريق والإمكانات الكامنة في موسيقى البوب الغربية. ففي ثمانينيات وتسعينيات القرن الماضي، بدأت المشاهد المحلية تزهر على خطى "وام!"، فانبثقت عروض موسيقى الكانتوبوب الصاخبة، وتحولت الساحات إلى مسارح نابضة بالحياة، وصار منظر الناس يرقصون ويعزفون الغيتار فوق الخشبة أشبه بكشف مذهل لعشرات الآلاف من المعجبين. يقول الكاتب الموسيقي وين هوانغ في حديثه لصحيفة "إنديانا تايمز" عام 2016: "في أوائل الثمانينيات، كانت أغاني البوب الآتية من هونغ كونغ تحظى بشعبية كبيرة في الصين القارية... لكن بعد حفلة 'وام!'، بدأ طلاب الجامعات والمشتغلون بالموسيقى ينظرون إلى موسيقى الروك أند رول باهتمام جديد". فبينما كانت الجولة تترك تموجات ثقافية خفيفة في الداخل الصيني، كانت تحدث موجات مد عملاقة في بقية أنحاء العالم. يقول دانكن: "تمكنت 'وام!' من تجاوز حفلات المسارح الصغيرة إلى عروض الاستادات الخارجية في أهم وأضخم أسواق الولايات المتحدة". أما نايبر بيل، فيرى أن الضجة العالمية التي رافقت الجولة كانت بمثابة فتيل تحديث الصين الشيوعية، ويقول في مقابلة مع موقع "ياهو": "عندما ذهبت 'وام!' إلى الصين، لم يكن أحد هناك يعلم بوجودهم، لكن العالم كله كان يتحدث عنهم... خلال الأعوام الـ10 التالية، تدفقت مليارات ومليارات الدولارات إلى الداخل. يمكن القول إن بكين الحديثة شُيّدت حقاً بأموال تلك الموجة". بطبيعة الحال، مر كل ذلك من أمام أعضاء الفرقة كما مرت تلك الإعلانات الصوتية فوق رؤوس معجبي "وام!" في الصين مطالبة إياهم بالجلوس والانضباط لكن من دون أن تؤثر فيهم. تقول موني: "كانت تجربة ثقافية لم يمر بها أحد من قبل... بدت وكأنها تجربة تكاد تكون أكبر من أن يستوعبها الإنسان في لحظتها".

موسكو وواشنطن تتبادلان سجينين في صفقة استخباراتية
موسكو وواشنطن تتبادلان سجينين في صفقة استخباراتية

Independent عربية

time١٠-٠٤-٢٠٢٥

  • سياسة
  • Independent عربية

موسكو وواشنطن تتبادلان سجينين في صفقة استخباراتية

قال محام يمثل سجينة روسية أميركية، إن موسكو أطلقت سراح موكلته في خطوة وصفتها صحيفة "وول ستريت جورنال" بأنها جاءت مقابل إفراج الولايات المتحدة عن سجين روسي ألماني لديها. وأدانت محكمة، العام الماضي كسينا كاريلينا الأميركية الروسية بالخيانة بسبب تبرعها لجمعية خيرية مقرها الولايات المتحدة تقدم مساعدات لأوكرانيا. وقال محاميها لـ"رويترز" إنها في طريقها إلى الولايات المتحدة. فخور بعملائنا ونقلت الصحيفة عن مسؤول في الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي أي) قوله، إن مدير الاستخبارات جون راتكليف أجرى محادثات في أبو ظبي مع مسؤول استخبارات روسي كبير من أجل تبادل السجينين. وقال راتكليف في تصريح للصحيفة "اليوم، أعاد الرئيس دونالد ترمب للبلاد أميركية كانت معتقلة زوراً في روسيا. أنا فخور بعملاء (سي آي أي) الذين عملوا بلا كلل لدعم هذا المسعى، وممتنون لحكومة الإمارات لجعلها هذا التبادل ممكناً". وقال محامي كاريلينا، إنها غادرت أبو ظبي على متن طائرة متجهة للولايات المتحدة صباح اليوم. اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) وجرى تبادل كاريلينا مع آرثر بيتروف الألماني الروسي الذي اعتقل في قبرص عام 2023 بطلب من الولايات المتحدة، لاتهامه بتصدير تكنولوجيا حساسة للإلكترونيات الدقيقة. وقالت وزارة العدل الأميركية العام الماضي، إن بيتروف شارك في مخطط لشراء تلك الإلكترونيات الدقيقة من مصادر في الولايات المتحدة لمصلحة مصنعين يزودون الجيش الروسي بأسلحة وعتاد. وأعلن جهاز الأمن الفيدرالي الروسي "أف أس بي" الخميس، إطلاق سراح المواطن الروسي الألماني آرثر بيتروف في أبو ظبي مقابل الإفراج عن المواطنة الروسية الأميركية كسينا كاريلينا. وقال الأمن الفيدرالي الروسي في بيان "في العاشر من أبريل (نيسان)، في مطار أبو ظبي الدولي، وبواسطة من الإمارات العربية المتحدة، عاد المواطن الروسي آرثر بيتروف إلى وطنه". وأضاف "تم تبادل بيتروف مع المواطنة الأميركية كسينا كاريلينا التي تحمل أيضاً الجنسية الروسية في أبريل 2025، وجرى العفو عن كاريلينا بمرسوم أصدره الرئيس الروسي". أوقف بيتروف في 2023 في قبرص، ورحل في العام التالي إلى الولايات المتحدة. واتهمه القضاء الأميركي بأنه صدّر في شكل غير قانوني إلى الأراضي الروسية مكونات إلكترونية لاستخدامها لغرض عسكري، في انتهاك للعقوبات التي تستهدف روسيا منذ حربها على أوكرانيا في 2022. طريق الوطن وبث الأمن الفيدرالي الروسي مقطع فيديو، أعاد الإعلام الروسي نشره، يظهر كسينا كاريلينا تخرج ليلاً من شاحنة صغيرة بمواكبة شخص ملثم ثم تستقل طائرة. كذلك، ظهر بيتروف على مدرج مطار صباحاً، يحوطه أناس بوجوه مموهة، قبل أن يصعد إلى طائرة حيث يقيس شخص ضغطه، فيقول إنه يشعر بالتعب، و"لم ينم منذ يومين". وسئل المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف، خلال إحاطته اليومية عن عملية التبادل، فرفض الإدلاء بأي تعليق. وأفادت وكالة "تاس" الروسية للأنباء، بأن الرئيس فلاديمير بوتين أصدر عفواً عن كسينا كاريلينا الأميركية الروسية التي جرى إطلاق سراحها في عملية تبادل بين موسكو وواشنطن اليوم الخميس. وأضافت الوكالة أنه تم تبادل كاريلينا مع آرثر بيتروف الألماني الروسي المحتجز منذ عام 2023. وأعلن جهاز الأمن الفيدرالي الروسي الخميس، إطلاق سراح المواطن الروسي الألماني آرثر بيتروف في أبو ظبي مقابل الإفراج عن المواطنة الروسية الأميركية كسينا كاريلينا، وفق ما نقلت وكالات أنباء روسية. وقال الأمن الفيدرالي الروسي في بيان نقلته وكالة أنباء "ريا نوفوستي"، إن "المواطن الروسي آرثر بيتروف في طريقه إلى وطنه. تم تبادل بيتروف مع المواطنة الأميركية كسينا كاريلينا".

نيويورك تايمز: الأميركيون غارقون في شبكة نظرية المؤامرة
نيويورك تايمز: الأميركيون غارقون في شبكة نظرية المؤامرة

الجزيرة

time٢٧-٠٣-٢٠٢٥

  • سياسة
  • الجزيرة

نيويورك تايمز: الأميركيون غارقون في شبكة نظرية المؤامرة

نشرت صحيفة نيويورك تايمز مقالا أكد كاتبه أن الأميركيين عالقون في شبكة واسعة من التفكير التآمري، وأن الولايات المتحدة باتت مهووسة بنظرية المؤامرة في التعامل مع الواقع السياسي. وفي المقال الذي كتبه الصحفي الأميركي ديفيد والاس ويلز، فإن الهوس والارتياب السياسي السائد في البلاد يشي بحالة ضارة من انعدام الثقة على مستوى القاعدة الشعبية، ناهيك عن العلل الهيكلية التي أصابت بيئة المعلومات الجديدة. وتساءل "هل نظرية المؤامرة نابعة من ثقافة المجتمع، أم موروثة من التاريخ؟ وهل هي مسألة متعلقة بتدفق المعلومات، أم أنها سقط متاع وجد طريقه إلينا؟". اغتيال كينيدي ومن الأمثلة التي أوردها الكاتب للاستدلال على ما ذهب إليه، ما عُرف في الإعلام بملفات الرئيس الأميركي السابق جون كينيدي ، التي أفرجت عنها إدارة الأرشيف الوطني الأميركية الأسبوع الماضي. ورغم أن الرئيس دونالد ترامب كان قد وعد بالإفراج عن 80 ألف صفحة من السجلات المتعلقة باغتيال الرئيس كينيدي في 1963، إلا أن ما نُشر منها لم يتجاوز 64 ألف صفحة. ووصف والاس ويلز في مقاله الصفحات التي رُفعت عنها السرية في قضية كينيدي بأنها عديمة القيمة. وأوضح أن المؤرخ آرثر شليزنغر كتب مذكرة في عام 1961 يحذر فيها الرئيس كينيدي من أن وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي أي) قد بلغت درجة من التطور والنفوذ بحيث أصبحت لاعبا دبلوماسيا في العديد من أرجاء العالم يفوق وزارة الخارجية أهمية. ووفقا لمقال نيويورك تايمز، فلربما كانت تلك المذكرة تثير فيما مضى الكثير من علامات الدهشة، وهي تتضمن اعترافا لا لبس فيه آنذاك بأن الإمبراطورية الأميركية الصاعدة كانت موبوءة بالسرية والدسائس بالطول والعرض. عصر ذهبي وأكد كاتب المقال أن الأميركيين يعيشون الآن في العصر الذهبي لنظرية المؤامرة التي شاعت في البلاد منذ اغتيال كينيدي قبل أكثر من 60 سنة، وليس أدل على ذلك من شيوع منظمات مثل حركة " كيو أنون"، وصيغ نمطية من قبيل "الدولة العميقة" و "روسيا غيت". وفي الوقت نفسه، يبدو أن الكشف عن الأعمال السرية للسلطة لم يعد يُحدث صدمة دائمة كما كان يحدث في السابق، وربما يرجع ذلك -برأي ولاس ويلز- إلى أن الواقع في السنوات الأخيرة اتخذ منحى صريحا من الارتياب والهوس بالمؤامرة. وضرب الكاتب مثلا على ذلك بتفشي فيروس كوفيد-19، الذي قلب الحياة اليومية لملايير البشر في جميع أنحاء العالم، والذي قيل إن علماء صينيين اختلقوه في مختبر قبل أن يتسرب إلى الخارج. ومع مرور الوقت، أصبحت نظرية التسرب المختبري لأصول الجائحة أقرب إلى الإجماع ليس فقط في الولايات المتحدة، بل حتى وكالة المخابرات الألمانية، على سبيل المثال، تعتقد الآن أن الفيروس ربما خرج من المختبر، وهو رأي يتماشى إلى حد كبير مع ما استنتجته الاستخبارات الأميركية. على أن القصة الأكبر -كما ورد في المقال- تتمثل في ما يقوم به الملياردير إيلون ماسك ، الذي عُين في الحكومة الأميركية الحالية ولم يُنتخب. فقد أمضى أغنى رجل في العالم الشهرين الأولين من ولاية ترامب الرئاسية الثانية في محاولة إعادة تحجيم وإعادة برمجة آليات عمل البيروقراطية الفدرالية بأكملها، معتمدا على فريق من العملاء الخفيين الذين يعملون في سرية ويخفون هوياتهم، لدرجة أن ماسك يتهم كل من يتعرف عليهم بالتحرش الجنائي. إعلان وفي حين أن المقولة التقليدية تضع نظرية المؤامرة على الهامش السياسي، تشير بعض الأبحاث الحديثة إلى أن المكان المناسب لها هو بين أصحاب المعتقدات الاقتصادية اليسارية والأيديولوجيات الثقافية اليمينية. ويفسر الكاتب ما يجري بأن الناس تخلوا عن القراءة والكتابة، التي أرست إحدى سمات التفكير النقدي، وحل محلها اليوم ما يشبه الثقافة الشفهية، على حد تعبير المقال.

وثائق كينيدي تصدم عائلات اكتشفت أن أفرادها عملوا مع "سي آي أي"
وثائق كينيدي تصدم عائلات اكتشفت أن أفرادها عملوا مع "سي آي أي"

Independent عربية

time٢٣-٠٣-٢٠٢٥

  • سياسة
  • Independent عربية

وثائق كينيدي تصدم عائلات اكتشفت أن أفرادها عملوا مع "سي آي أي"

لم تكشف آلاف الصفحات التي أفرج عنها حديثاً والمتعلقة باغتيال الرئيس جون كينيدي عام 1963 عن تفاصيل جديدة حول حادثة الاغتيال نفسها، إلا أنها كشفت الأدوار السرية التي لعبها بعض الأفراد في عمليات التجسس الأميركية، والتي غالباً ما بقيت خفية عن أقرب أقربائهم عقوداً. وبحسب تقرير نشر في "واشنطن بوست" فإن وقع هذه الإفصاحات كان صادماً على عائلات هؤلاء العملاء، الذين لم يكونوا على علم بنشاطات أقاربهم الاستخباراتية. اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) عائلة سميث جاءت المفاجأة لجون سميث عندما علم أن جده إي بي سميث لم يكن مجرد أستاذ جامعي مرموق بل أيضاً مصدر استخباراتي للحكومة الأميركية. وكشفت الوثائق المفرج عنها أن سميث استخدم علاقاته الأكاديمية في الاتحاد السوفياتي لجمع المعلومات لمصلحة وكالة الاستخبارات. ففي الأشهر الأخيرة من عمر الاتحاد السوفياتي عام 1991، التقى سميث أحد كبار ضباط جهاز الاستخبارات السوفياتية (كي جي بي)، فياتشيسلاف نيكونوف الذي كان حفيد الوزير السوفياتي الشهير فياتشيسلاف مولوتوف، لاستجوابه حول أي صلات محتملة بين لي هارفي أوزوالد، قاتل كينيدي، والأجهزة السوفياتية. وقال جون سميث، البالغ من العمر 45 سنة، إنه صدم بهذه المعلومات، لكنه رأى أن شخصية جده واجتماعيته وعلاقاته بالسوفيات ربما جعلت الأمر منطقياً بعد التفكير فيه. وأضاف أن معرفته بدور جده الاستخباراتي أضفت بعداً جديداً على صورة عائلية قديمة تجمعه بالرئيس كينيدي. عائلة نورث دوروثي نورث، البالغة من العمر 76 سنة، تلقت صدمة مماثلة عندما علمت أن زوجها الراحل، روبرت نورث، كان مصدراً معلوماتياً بارزاً لوكالة الاستخبارات المركزية. كان نورث أستاذاً في جامعة ستانفورد وعالماً سياسياً مؤثراً، لكنه كان يمد المسؤولين الأميركيين بمعلومات عن مؤيدي النظام الكوبي. ووفقاً لمذكرة استخباراتية صدرت عام 1962 خلال أزمة الصواريخ الكوبية، جمع نورث معلومات استخباراتية من خلال لقاءاته مع أنصار فيدل كاسترو السابقين في ميامي وقدم معلومات عن شخصيات مشبوهة قد تكون خلايا نائمة للشيوعية. عبرت دوروثي عن دهشتها من هذا الاكتشاف، لكنها أكدت أن زوجها كان شخصاً وطنياً وخدوماً، خدم بلاده في الحرب العالمية الثانية وربما رأى عمله الاستخباراتي امتداداً لذلك الواجب الوطني. عائلة ميلز أما مارك ميلز، فقد أكدت الوثائق شكوكه القديمة حول حقيقة عمل والده، برايان ميلز. فقد نشأ في عائلة كانت تتنقل بين دول آسيا بحجة أن والده يعمل في وزارة الخارجية، لكنه اكتشف الحقيقة عندما كان في الـ18 عندما طلب منه والده المجيء لمساعدته في إصلاح عطل في سيارته فوجده في موقف خاص تابع لموظفي "سي آي أي". لكن على رغم معرفته بعمل والده في وكالة الاستخبارات، لم يعلم حتى هذا الأسبوع تفاصيل المهام التي أوكلت إليه، بخاصة عملية تجسس في كوبا عام 1959، إذ كشفت الوثائق أنه استأجر شقة فوق مكتب إعلامي صيني في هافانا لتنفيذ عمليات تنصت، لكن الخطة فشلت بعد اعتقال ثلاثة فنيين كانوا يحاولون تركيب الأجهزة السرية.

حكومة سرية في وريقة... الـ"سي آي أي" واغتيال الرئيس
حكومة سرية في وريقة... الـ"سي آي أي" واغتيال الرئيس

Independent عربية

time٢٣-٠٣-٢٠٢٥

  • سياسة
  • Independent عربية

حكومة سرية في وريقة... الـ"سي آي أي" واغتيال الرئيس

حتى الآن، لا شيء من آلاف الوثائق السرية التي كُشف عنها يبدد بشكل قاطع فكرة أن لي هارفي أوزوالد كان المسلح الوحيد في عملية قتل الرئيس الأميركي جون كينيدي في الـ22 من نوفمبر (تشرين الثاني) عام 1963، لكن مع إصدار الأرشيف الوطني مزيداً من سجلات الاغتيال، برزت وثيقة صغيرة أثارت شكوك أحد أبرز المؤرخين الأميركيين حول دور قسم مكافحة التجسس بوكالة الاستخبارات الأميركية في اغتيال كينيدي، الذي ظل يتابع على مدى عامين رسائل بريد قاتل كينيدي حينما كان يقيم في الاتحاد السوفياتي، فما تفاصيل الوثيقة؟ ولماذا حجبت تفاصيل نطاق برنامج الاستخبارات المركزية للتجسس على البريد لمدة 60 عاماً؟ غياهب الحكومة السرية في الصفحة الثالثة من مذكرة لمكتب التحقيقات الفيدرالي عام 1958، وهي وثيقة مصنفة سرية برزت فقرة صغيرة، لم تكشف ما كان معلوماً منذ فترة طويلة بأن الحكومة الأميركية كانت تفتح المظاريف وتتجسس على بريد المواطنين الأميركيين، لكنها حددت أن وكالة الاستخبارات المركزية كانت تشرك ما يصل إلى 300 من موظفيها في جوانب مختلفة من عملية تغطية البريد بكلفة مليون دولار سنوياً، التي شملت قراءة رسائل قاتل الرئيس كينيدي لي هارفي أوزوالد. ولم تكن هذه سوى فقرة واحدة في وثيقة حكومية واحدة من بين عدد لا حصر له من الوثائق ألقي به منذ تسعينيات القرن الماضي في غياهب روايات ونظريات اغتيال كينيدي، وهو ما يثير أسئلة واسعة حول سبب حجب تفاصيل نطاق برنامج "سي آي أي" للتجسس على البريد كل هذه الأعوام، وما إذا كان هذا الكشف وغيره من قطع الألغاز المشابهة لها ستحدد من قتل كينيدي، أم أن هذه القطع الصغيرة تقدم فقط سياقاً أوسع وخيوطاً متفرقة حول الحكومة السرية الأميركية. اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) تصف رسالة مكتب التحقيقات الفيدرالي التي كتبها أي أتش بلمونت عام 1958، وهو مسؤول كبير في المكتب (متوفى حالياً)، كيف علم "أف بي آي" أن العملاء السوفيات حول العالم كانوا ملزمين إذا أرادوا مقابلة مديرهم، إرسال مراسلات إلى شخص يدعى سميرنوف، وتوجه إلى مكتب البريد المركزي في فلاديمير بالاتحاد السوفياتي، ولهذا استفسر مكتب التحقيقات الفيدرالي من خدمة البريد الأميركية حول تقييم جدوى فتح البريد المتجه إلى الاتحاد السوفياتي. لكن في الوقت نفسه تقريباً من شهر يناير (كانون الثاني) تواصل رئيس قسم مكافحة التجسس في وكالة الاستخبارات المركزية، جيمس أنغليتون، الذي اتضح بعد ذلك أنه كان يتعقب أوزوالد قبل اغتيال كينيدي في دالاس عام 1963، مع مسؤول في مكتب التحقيقات الفيدرالي كان قد علم باستفسارات المكتب مع هيئة البريد، وأراد أن يطلعه على أمر سري قال إنه قد يؤدي إلى فصله من الوكالة، وفقاً للمذكرة. أخبر أنغليتون مسؤول مكتب التحقيقات الفيدرالي أن "سي آي أي" لديها بالفعل برنامج قيد التشغيل لاعتراض البريد، وأن هدفه الوحيد هو تحديد هوية الأشخاص المحتمل تجنيدهم لمصلحة الوكالة خلف الستار الحديدي (داخل الاتحاد السوفياتي) الذين يحتمل أن تكون لهم صلات بالولايات المتحدة، كذلك أخبر مسؤول المكتب أن البرنامج يدار من نيويورك، ويتضمن مجموعة معقدة من أجهزة "آي بي أم" لجمع النتائج وتصنيفها، بحسب مذكرة مكتب التحقيقات الفيدرالي التي تلخص ما قاله أنغليتون. ثم كشفت المذكرة للمرة الأولى عن أن مئات من موظفي وكالة الاستخبارات المركزية كانوا منتظمين حصرياً في جوانب مختلفة من التغطية لهذه العملية (التجسس على البريد)، التي تجاوزت كلفتها مليون دولار سنوياً، وهو رقم كبير في ذلك الوقت، ووصفت رسالة "أف بي آي" بعض إجراءات وكالة الاستخبارات المركزية مثل كيف صورت المظاريف في البداية على ميكروفيلم، وفهرست الأسماء والعناوين الظاهرة عليها باستخدام أجهزة "آي بي أم"، وكيف فتحت الوكالة قبل أشهر عدة بعض هذه الرسائل، وصورت محتوياتها على ميكروفيلم، وفهرست البيانات ذات الصلة، إذ فهرست الوكالة ما يقارب 250 ألف اسم. مسؤولية الـ "سي آي أي" غير أن المراسل السابق في صحيفة "واشنطن بوست"، جيفرسون مورلي، وهو أحد أبرز المؤرخين والباحثين في شؤون كينيدي، الذي كتب سيرة ذاتية موسعة عام 2017 عن جيمس أنغليتون، رئيس قسم مكافحة التجسس في "سي آي أي"، نشر مساء الخميس الماضي عبر منصة "سابستاك" استنتاجاً مذهلاً تحت عنوان "حقائق جون كينيدي"، مفاده أن نمط الحقائق المستقاة من وثائق جون كينيدي الجديدة يؤكد أن زمرة صغيرة في قسم مكافحة التجسس بوكالة الاستخبارات المركزية كانت مسؤولة عن اغتيال جون كينيدي. وفي وقت لاحق من تلك الليلة شرح تفاصيل أكثر خلال مشاركة عامة عبر تطبيق "زووم" مع متابعيه والنائبة الجمهورية، رئيسة فريق عمل مجلس النواب المعني برفع السرية عن الأسرار الفيدرالية، آنا بولينا لونا، وهو ما جعل لونا تعلن أن مورلي سيشهد في جلسة استماع لفريق العمل في الأول من أبريل (نيسان)، لتعزز بشهادته سعيها في البحث عن تقرير حول مخالفات وكالة الاستخبارات المركزية صدر عن مكتب المفتش العام للوكالة، ويورطها في اغتيال جون كينيدي. قال مورلي خلال مكالمته المفتوحة عبر "زووم" إن أنغليتون كان العقل المدبر وراء اغتيال لي هارفي أوزوالد الذي اغتال كينيدي، مشيراً إلى أن فشل أنغليتون في اعتراض أو اتخاذ أي إجراء في شأن أوزوالد في وقت كان يدير عمليات حوله، يشير إلى أن أنغليتون لعب دوراً متواطئاً في اغتيال كينيدي. ظل اهتمام مورلي منصباً على أنغليتون بطل تحقيقه الذي استمر أعواماً في كتابه، وهو رجل قضى حياته المهنية في البحث عن مسؤولي وكالة الاستخبارات المركزية الذين يعملون سراً لمصلحة السوفيات، كذلك درس مورلي في السابق برنامج التجسس على البريد التابع لوكالة الاستخبارات المركزية، الذي استمر من عام 1956 إلى عام 1973 تقريباً، وفحص الرسائل بين أوزوالد ووالدته عندما كان يعيش في الاتحاد السوفياتي أكثر من عامين. ومع متابعاته الدقيقة للوثائق السرية التي ظلت تتكشف تباعاً خلال الأعوام الأخيرة، فوجئ مورلي بحجم العملية، وهو نطاق يوحي له بأن مراقبة الوكالة أوزوالد قبل الاغتيال كانت جزءاً من جهد منسق وواسع النطاق لتجنيد أميركيين يعيشون أو يسافرون إلى الاتحاد السوفياتي كجواسيس، وعلى رغم علمه بأن مكتباً واحداً لـ "سي آي أي" في نيويورك كان يتولى هذه المهمة، فإن اتساع نطاق التجسس على البريد يظهر أن الأمر كان أكبر مما كان يعتقد، وأن أكثر من 10 ملايين دولار سنوياً كانت تنفق على العملية في الأعوام التالية. وبينما كان الشعب الأميركي يعلم منذ زمن طويل ببرنامج اعتراض البريد الذي تنفذه الوكالة ضد الأميركيين، إلا أن مورلي يتفهم سبب كتمان الحكومة هذه العملية ونطاقها على مدى ستة عقود نظراً إلى حساسية الأمر.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store