أحدث الأخبار مع #فيكو


الميادين
منذ يوم واحد
- سياسة
- الميادين
أوروبا الشرقية ضائعة.. من المتهم؟
خلال احتفالات عيد النصر في التاسع من أيار/ مايو، احتفلت روسيا بالذكرى الثمانين ليوم النصر على ألمانيا النازية بمشاركة 29 من رؤساء وزعماء الدول حول العالم، عدا عن مشاركة وفود من عشرات الدول الأخرى. وكان اللافت في الأمر هو مقاطعة زعماء الدول الغربية وعلى رأسها الدول الأوروبية لهذه الاحتفالات، على الرغم من أنه بنتيجة يوم النصر فإن الاتحاد السوفياتي حرّر أوروبا من شر النازية. وقد وصل الحد بالدول الأوروبية إلى أنها أغلقت أجواءها أمام طائرات رؤساء الدول لعرقلة وصولهم إلى موسكو والمشاركة في يوم النصر. على الرغم من ذلك فقد كان لافتاً حضور رئيسي وزراء سلوفاكيا وهنغاريا الاحتفالات، في خرق للمقاطعة الأوروبية للاحتفالات في موسكو. وقد شكل هذا دليلاً جديداً على اتباع سلطات البلدين مساراً مستقلاً في السياسة الخارجية من منطلق ما تعتبران أنه يصب في خدمة مصالح مواطنيها، وذلك على الرغم من الضغوط التي تمارسها الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي على حكومتي البلدين. والجدير ذكره أن رئيسي هاتين الدولتين يناهضان السياسات المعادية لموسكو التي تنتهجها واشنطن وبروكسل، ويعارضان الحرب بالوكالة، والتي يشنها الغرب على روسيا من خلال أوكرانيا، ويدعوان إلى حل سريع للأزمة الأوكرانية وإعادة التواصل مع موسكو. ورغم اتهامات الولايات المتحدة ودول أوروبية أخرى لرئيس الوزراء الهنغاري ف. أوربان ورئيس الوزرء السلوفاكي ر. فيكو بالانحياز الى روسيا، إلا أن موقف رئيسي الحكومتين ينبع من منطلق مستقل يبغي تحقيق المصالح السلوفاكية والهنغارية. فسلوفاكيا وهنغاريا، كما هي حال معظم الدول الأوروبية، تعتمدان على موارد الطاقة الروسية الرخيصة الثمن. كذلك فإن حكومتي البلدين تراهنان على شراكة مع روسيا تضمن تنمية اقتصاديهما الوطني بما يؤمن مستوى معيشياً لائقاً لشعبيهما. هذا جعل حكومتي البلدين عرضة للضغوط والتهديدات الغربية وهو ما اعترف به خبراء غربيون مستقلون، إذ أشارت الخبيرة في العلاقات الدولية بجامعة كاليفورنيا، س. تايلور، إلى أن "هنغاريا وسلوفاكيا، في دفاعهما عن أمنهما في مجال الطاقة، يجب أن تكونا مستعدتين للمخاطر والعواقب المحتملة للتعاون مع روسيا". وقد ترجمت هذه التهديدات بمحاولة اغتيال رئيس وزراء سلوفاكيا، ر. فيكو، والتي نجا منها بأعجوبة. اليوم 11:04 22 أيار 13:35 ويتعرض قادة البلدين لضغوط شديدة من شركائهما الأوروبيين الذين لجأوا إلى إجراءات جذرية عقابية ضد سلوفاكيا وهنغاريا لتطويع رئيسي حكومتيهما، حيث لجأت كييف إلى منع عبور الغاز الروسي عبر أوكرانيا باتجاه هنغاريا في ما اعتبره مراقبون أنه معاقبة لبودابست "لانحرافها عن السياسات الأميركية المملاة على الدول الأوروبية لجهة اعتماد سياسة عدائية تجاه روسيا." إضافة إلى ذلك، تواصل بروكسل الضغط على هنغاريا، ما يحد من حقها في إدارة سياسة الهجرة الخاصة بها، كما صرّح وزير الخارجية ب. سيارتو مرارًا وتكرارًا. هذا الموقف من قيادة الاتحاد الأوروبي بات يعرّض الرفاه الاقتصادي والاجتماعي لبودابست للخطر، ما يحد من حقها في تطبيق الجمارك السيادية ومراقبة نقاط التفتيش الحدودية الخاصة بها. وتُظهر هذه الإجراءات بوضوح سياسة واشنطن "الإمبريالية" تجاه الدول الأعضاء "الأقل امتيازًا" في الاتحاد الأوروبي، والتي لا تأخذ في الاعتبار عواقب القرارات التي تفرضها السلطات الأميركية. كل هذا يؤكد أن واشنطن وبروكسل مستعدتان للتضحية باقتصاد "حلفائهما" من أجل تحقيق أغراضهما السياسية القاضية بمنع إقامة علاقات طيبة بين دول أوروبية وروسيا. إلا أن الحكومتين الهنغارية والسلوفاكية لديهما موقف ثابت لجهة التعاون مع موسكو. فبالنسبة إلى هنغاريا وسلوفاكيا، لا يوجد بديل عن روسيا كشريك تجاري، إذ إن الاستغناء عن موارد الطاقة الروسية سيؤدي إلى زيادة في تكاليف الطاقة في البلدين في حال شراء النفط والغاز من الأسواق العالمية. وهذا سيتطلب إعادة هيكلة البنية التحتية للطاقة بالكامل، بما قد يؤدي إلى أزمة عميقة في البلدين، على غرار ما يحصل في دول أوروبية أخرى. في مقابل رفض سلوفاكيا وهنغاريا الانصياع لسياسات واشنطن وبروكسل، فإن خضوع رومانيا وبولندا للإملاءات هذه أدى إلى تفجر أزمة عميقة فيهما. فبالنسبة إلى بولندا، فإن دعم حكومتها للحرب في أوكرانيا ضد روسيا جعلها تفقد مصادر الطاقة الروسية، ما دفعها للجوء إلى الأسواق العالمية، وهو ما رفع كلفة المحروقات والطاقة بشكل عام، في ظل أزمة اقتصادية عميقة تشهدها البلاد. وما فاقم من الأزمة هو وجود مليوني لاجئ أوكراني على الأراضي البولندية، ما يزيد من الأعباء الاقتصادية على وارسو. والجدير ذكره أن البولنديين وجدوا أنفسهم ضحية الوعود الكاذبة التي أطلقتها حكومات الدول الأوروبية المقرّرة في الاتحاد الاوروبي، كألمانيا وفرنسا، اللتين مارستا ضغوطاًُ على وارسو لإغلاق الحدود أمام اللاجئين الأوكرانيين وإبقائهم في بولندا، حتى لا ينتقلوا إلى ألمانيا وفرنسا. وعلى الرغم من الوعود بدفع مساعدات لوارسو، إلا أن هذه الوعود لم تتحقق، ما ألقى بعبء إيواء النازحين الأوكرانيين على عاتق الحكومة البولندية. هذا حوّل موضوع اللاجئين إلى مادة السجال الأولى في الانتخابات البولندية التي تُجرى خلال شهر أيار/ مايو، في ظل نقمة شعبية بولندية على بروكسيل، لعرقلتها حل الأزمة الأوكرانية بما يسمح بإعادة اللاجئين الأوكرانيين إلى بلادهم. الأمر نفسه حصل في رومانيا التي وجدت نفسها تتكبد أكلافاً كبيرة على شراء النفط والغاز من الأسواق العالمية، بأضعاف الأسعار التي كانت تدفعها لقاء شراء النفط والغاز الروسيين، ما أدى إلى تفجّر أزمة اقتصادية فيها، أسهمت في صعود تيار اليمين الرافض للإملاءات الأوروبية الغربية والأميركية. وقد ترافق ذلك مع معاناة رومانيا من أزمة لجوء أوكراني، ولو بدرجة أقل من معاناة البولنديين من اللجوء الأوكراني. وكادت بوخارست تحذو حذو بودابست بإيصال رئيس مستقل عن إملاءات بروكسيل وواشنطن، لولا تدخل هاتين الأخيرتين وممارستهما ضغوطاً لإلغاء الدورة الأولى من الانتخابات التي فاز فيها مرشح يدعو إلى علاقات طيبة مع موسكو، وإيصال آخر يقبل بالسياسات الأميركية والأوروبية المعادية لموسكو.


العربي الجديد
١٢-٠٥-٢٠٢٥
- أعمال
- العربي الجديد
سلوفاكيا تجدد رفض الحظر الأوروبي على واردات الغاز الروسي
جدد رئيس وزراء سلوفاكيا روبرت فيكو، رفض بلاده لحظر الاتحاد الأوروبي لواردات الغاز الروسي. ووصف فيكو الاقتراح الذي تقدمت به المفوضية الأوروبية في موسكو بأنه "غير قابل للتطبيق من الناحية الاقتصادية، وضار بأوروبا"، طبقاً لما قاله متحدث باسم فيكو في أعقاب المحادثات التي جرت أمس الجمعة مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين . يشار إلى أن سلوفاكيا عضو في الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي (ناتو). وأفادت التقارير بأن فيكو هدد باستخدام حق النقض (الفيتو) ضد قرار بالإجماع في الاتحاد الأوروبي بوقف واردات الغاز الروسي. غير أنه في حال السعي للحصول على أغلبية مؤهلة، فقد تتعرض دول أعضاء صغيرة مثل سلوفاكيا للهزيمة في التصويت. وفي اجتماعه مع بوتين، تحدث رئيس الوزراء أيضاً لصالح استمرار سلوفاكيا في شراء عناصر الوقود النووي من روسيا. وانخفضت صادرات الغاز الروسي إلى أوروبا بعد تفجير خطي أنابيب نورد ستريم تحت بحر البلطيق في عام 2022. وفي بداية هذا العام، توقفت تدفقات الغاز عبر أوكرانيا بعد أن رفضت كييف تجديد اتفاقية العبور بسبب الحرب. وتريد المفوضية الأوروبية حظر استيراد الغاز الروسي بالكامل بحلول نهاية عام 2027. ويضغط الرئيس الأميركي دونالد ترامب جاهداً لتحقيق السلام في أوكرانيا، مما يزيد من احتمالات تحسن العلاقات في مجال الغاز. وذكرت ثمانية مصادر مطلعة على المحادثات لوكالة رويترز، أن مسؤولين من واشنطن وموسكو عقدوا اجتماعات حول سبل المساعدة التي يمكن أن تقدمها الولايات المتحدة لاستئناف مبيعات الغاز الروسي إلى القارة. ونقلت وكالة تاس الروسية للأنباء عن مسؤول بالكرملين قوله أمس الجمعة، إن قضية شحنات الغاز الروسي إلى أوروبا قيد المناقشة في محادثات بين روسيا والولايات المتحدة. وقالت مصادر مطلعة على المناقشات الثنائية إن إحياء الدور الروسي في سوق الغاز بالاتحاد الأوروبي قد يساعد في ترسيخ اتفاق للسلام مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين. ونقلت وكالة إنترفاكس للأنباء عن يوري أوشاكوف وهو مساعد بارز للرئيس الروسي قوله "نحن نثير هذه القضية مع الأميركيين" رداً على سؤال بشأن ما إذا كان إحياء إمدادات الغاز الروسية قيد المناقشة. اقتصاد دولي التحديثات الحية 1.9 مليار يورو من أصول روسيا المجمدة في أوروبا لدعم أوكرانيا وإيرادات النفط والغاز أهم مصدر نقد بالنسبة للكرملين، إذ تمثل نسبة تتراوح بين الثلث إلى النصف من إجمالي إيرادات الميزانية الاتحادية خلال السنوات العشر الأخيرة. وذكرت وزارة المالية في بيان الأربعاء الماضي، أن إيرادات الميزانية الروسية من مبيعات النفط والغاز هوت بنحو 12% في إبريل/نيسان عن الفترة نفسها العام الماضي. وأضافت الوزارة أن الإيرادات بلغت 1.09 تريليون روبل (13.49 مليار دولار) الشهر الماضي انخفاضاً من 1.23 تريليون في إبريل/نيسان 2024 إلا أنها ارتفعت قليلاً من 1.08 تريليون في مارس /آذار. وانخفضت الإيرادات 10.3% على أساس سنوي في الفترة من يناير/كانون الثاني إلى إبريل/نيسان إلى 3.73 تريليون روبل. وربما يُعيق تراجع مستمر في أسعار النفط إلى مستوى أقل كثيراً من المستهدف في ميزانية روسيا قدرة موسكو على مواصلة القتال في أوكرانيا، رغم أن ارتفاع الضرائب أو تخفيض الإنفاق على المدى القصير قد يساعدان في تخفيف تأثير انخفاض أسعار النفط. وأظهرت بيانات نشرتها وكالة رويترز أن متوسط أسعار النفط الروسي بالروبل واصلت الانخفاض في الأشهر القليلة الماضية من 5079 روبلاً للبرميل في مارس/آذار و4562 في إبريل/نيسان. واستهدفت وزارة المالية في بادئ الأمر تحقيق إيرادات 10.94 تريليون روبل من النفط والغاز في ميزانية هذا العام. وعدلت توقعات الإيرادات بالخفض إلى 8.32 تريليون الشهر الماضي وسط تراجع أسعار النفط. (الدولار= 80.8 روبل روسي) (أسوشييتدبرس، رويترز، العربي الجديد)


Independent عربية
٢٧-٠٤-٢٠٢٥
- ترفيه
- Independent عربية
المفكر كريستيان غودان يجدد مقولة نهاية التاريخ
يبدأ كريستيان غودان كتابه بمجموعة أقوال يقتبسها من كتابات جوريس كارل هويسمانس وميلان كونديرا وأندريه جديد تدور حول خفة التاريخ الذي سيتطاير ويختفي غداً وضرورة البدء دوماً من جديد. فالكتاب الذي ينضوي تحت لواء فلسفة التاريخ التي كانت موضوع تفكر على مدى قرون، يعيد قراءة هذه الفلسفة على ضوء الأحداث والوقائع التي جرت وتجري على مسرح العالم. وقبل البدء بعرض مضمونه، لا بد من التذكير أن المقصود بفلسفة التاريخ الفكر الشامل الذي يتناول مجمل مغامرة الإنسان، منذ بداياتها حتى يومنا هذا، مفترضاً أن لها معنى. فقديماً تصور القديس أغسطينوس أن التاريخ الإنساني عبارة عن خطة وضعها الله يوم خلق العالم لخلاص البشر. [scald=448806: {"additionalClasses":""}] كتاب "التاريخ في المرحلة النهائية (المنشورات الجامعية الفرنسية) وقد سادت نظريته هذه حتى نهاية العصور الوسطى، لكن منذ عصر النهضة ثار الفلاسفة على هذا الفكر اللاهوتي، قائلين إن موضوع التاريخ هو الإنسان نفسه. وهذا بالضبط ما أدركه الشاعر الإنجليزي جون دون، عندما لاحظ التحولات التي بدأت تنذر بولادة "الحداثة"، فبكى تمزق العالم القديم ونهاية كل اتساق. ويلاحظ غودان أن الإنسان الذي أصبح غير قادر على إيجاد مرتكز له في الكون، توجه نحو التاريخ ليطلب منه إجابات لم يعد "الوحي" ولا "الطبيعة" قادرين على تقديمها، لكن هذا التحول لم يكن بحسبه مفاجئاً، ذلك أن أياً من فلاسفة القرن الـ17، لا هوبس ولا ديكارت ولا مالبرانش ولا باسكال ولا سبينوزا ولا لوك ولا ايبنيتز، طور فلسفة للتاريخ، لذا كان على الإنسان أن ينتظر حتى القرن الـ18، ليرى مع جيامباتيستا فيكو أن التاريخ هو الأرض الصلبة الوحيدة التي يمكن للإنسان الارتكاز عليها، فهو نتاج حريته وهو الواقع الوحيد القابل للمعرفة، لذا أصبح التاريخ بعرف فيكو الوسيلة الوحيدة التي يثبت الإنسان بواسطتها مكانته في العالم. صانع التاريخ وعلى غرار فيكو، دافع فولتير أيضاً عن فكرة أن الإنسان هو صانع التاريخ، وأن الحضارة البشرية لا تبنى إلا على القيم التي أبدعها العقل البشري الذي يكمل بعضه بعضاً من خلال المفكرين والفلاسفة الذين يقدمون للعالم الإنجازات الحضارية والإبداعات الفنية. فالعقل، عند فولتير، هو الذي يقود المسيرة الإنسانية التي تتبع اتجاهاً معيناً، قائداً إياها في تقدم جدلي نحو الحرية التي تحدث عنها هيغل، وبهذا المعنى، يقول ماركس إن التاريخ أوكلت إليه مهمة إثبات الحقيقة الدنيوية بعدما تلاشت الحقيقة الماورائية، ففي مقابل الطبيعة الصامتة و"موت الله" الذي أعلنه نيتشه، بات إنسان القرن الـ19 يواجه الزمن الذي أمل أن يستنتج منه حقيقة كيانه ومعيار أفعاله. فوكوياما ومقولة نهاية التاريخ (صفحة الكاتب - فيسبوك) يقول لنا غودان إن فيكو هو أول من جعل من التاريخ الإطار الشامل للفكر، إلى أن رأى فيه هيغل تموضع المطلق، شكلت هذه الرؤية للتاريخ أحد المنعطفات الحاسمة للفكر الحديث، الذي أضفى على التاريخانية مضموناً إيجابياً، ناظراً إليها كعلامة مميزة للوجود الإنساني. لكن فكرة سير التاريخ في اتجاه وغاية نهائية بدأت بالانحسار إثر مواجهتها الدمار والحروب التي طبعت القرن الـ20، بعدما وضعت القنابل الذرية التي ألقيت على هيروشيما وناغازاكي، والإبادة النازية لليهود، ومعسكرات الاعتقال السوفياتية، وظهور النزعة الاستهلاكية والإرهاب، هذا التوجه الفلسفي في مأزق. ذلك أن الفلسفات الكبرى التي ظهرت في القرن الـ20، عنيت الفلسفة التحليلية والفينومينولوجيا والبنيوية، لم تنشئ فلسفة للتاريخ، بل كانت عدائية تجاهها. وباستثناءات قليلة جداً نقرأها في نصوص جون ديوي وجورج لوكاتش وجان بول سارتر، كانت هذه الفلسفات المحكوم عليها بتكرار أفكار القرن الـ19، تعاني وجهة نظر غودان فقراً نظرياً شديداً، فالماركسية التي انتظرت من التاريخ، باعتباره تجلياً للحقيقة، أن يثبت صدقها، جرفت على يد التاريخ نفسه. ولم تعد الرأسمالية التي تتمثل عبقريتها الوحيدة في قدرتها على تحويل كل ما هو سلبي في الوجود إلى سلع ومصادر للربح، في حاجة إلى خصوم لكي "تصنع التاريخ"، لأنها أصبحت تملك من القوة ما يكفي لتمتص أي معارضة لصالحها. وفي الكتاب يتوقف غودان مطولاً عند قراءة كارل لوفيت (1897-1973) لفلسفة التاريخ في صيغتها الحداثية وهي في رأيه عبارة عن إعادة تدوير للمفاهيم الدينية. ذلك أن فلسفة التاريخ الحديثة ما هي إلا مجرد استمرار لمحتوى النهج المسيحي الإسخاتولوجي، ولذلك فإن هذه الفلسفة لم تتمكن بالنسبة إلى غودان من إقصاء فكرة "نهاية العالم" أو "نهاية الأزمنة"، معرجاً على فكر المناضل الألماني المعارض للنازية أوتو ماركوارد (1893-1944) الذي اتهم فلسفة التاريخ بالمساهمة في خراب الأرض. تصور معين كارل ماركس والتاريخ (مؤسسة ماركس) كما يلفت كريستيان غودان انتباه قرائه إلى اعتماد الخطاب السياسي المعاصر على تصور معين للتاريخ، يدعي أنه يحققه بمعنييه الاثنين: إما إتمامه أو وضع حد له. وهذا الخطاب يلقي بحسبه على فلسفة التاريخ "رداءً من العار"، فما كان ينبغي أن يكون فكراً شاملاً، تحول في السياسة إلى مبدأ للرعب وإلى آلية لا ترحم موجهة نحو استبعاد شعوب بأكملها، في البداية بشكل رمزي، ثم لاحقاً، عبر الإبادة الجسدية مع فظائع النازية والستالينية. وينتفض غودان حين يكتشف أن بعض المفكرين ينعتون هذه الأيديولوجيات بـ"الفلسفة" بغية تبرير المجازر الجماعية، لكن "النظريات" التي تزعم هذه التوتاليتاريات الاستناد إليها لا تقوم في رأيه إلا على أوهام تقع على نقيض الفلسفة، أما الحجة الأقوى، في سياق محاكمته فلسفة التاريخ، فهي أنه من الوهم تصور وجود مجموع منظم منذ ظهور الإنسان العاقل (الهومو سابيانس) يسير باتجاه محدد، في حين أننا نعجز أصلاً عن الإحاطة الكاملة بحياة فرد واحد من ولادته حتى موته. وما دامت فكرة فلسفة التاريخ بحسب غودان غير قابلة للفصل عن فكرة الغاية، وما دامت الغاية التي تمنح الظاهرة والمسار وحدتهما ومعناهما تبقى عصية على إدراكنا، فإن مشروع فلسفة التاريخ على طريقة هيغل، لا يكون في النهاية سوى تبرير للحاضر. والغاية، بصفتها غاية نهائية كونية، وليس مجرد هدف مرحلي أو خاص يمكن رصده في مظاهر الحياة الفردية أو الجماعية، فإنها وحدها قادرة على تفسير جميع حلقات السلسلة بأثر رجعي، وهذا ما يكشف عن طابعها الميتافيزيقي العصي على أي تجربة. ويتساءل غودان هل لا تزال هذه الفلسفة ممكنة التطبيق؟ وإذا كانت كذلك، فبأي شروط؟ وإن لم تعد ممكنة، فما الأسباب؟ أسئلة جوهرية هذه هي، بإيجاز، الأسئلة الجوهرية التي يتناولها هذا الكتاب الذي يقدم في الوقت عينه أطروحة فكرية وجدلية لافتة. فانطلاقاً من ملاحظة أن فكرة "نهاية التاريخ" أصبحت منتشرة بصورة كبيرة، يعيد الكاتب تتبع صعود الجنس البشري، دارساً تأثير التكنولوجيات العلمية الحديثة في الطريقة الجديدة في إدراك مغامرة الحياة الإنسانية، مؤكداً أن التاريخ لا يملك معنى يتمثل في خطة إلهية طبيعية، كما كان يعتقد بوسويه في القرن الـ17، ولا في تقدم تدريجي نحو العقل والحرية كما رأى هيغل أو ماركس في القرن الـ19، بل يتمثل في تصاعد مستمر للقدرات البشرية التي ستقود حتماً إلى كوارث نهائية. ذلك أن تطور التكنولوجيات العلمية بدأ بمنح غريزة الموت والعدمية التي رافقت الإنسان منذ وجوده، الوسائل الكفيلة بتدمير نفسه بنفسه، فبعدما أصبح القرن الـ20 مسرحاً لشكلين من أشكال البربرية غير المسبوقة في الحربين العالميتين والتوتاليتارية في نظاميها الستاليني والنازي، يستنتج غودان أن التاريخ، في النصف الأول من القرن الـ21 المطبوع بالعولمة، قد انتقل من موقع الحكم إلى قفص الاتهام، وأصبح المدعون، على عكس ما كان يحدث سابقاً، ليسوا المنتصرين بل الضحايا. كما يشير إلى كتاب شلومو ساند المعنون "أفول التاريخ"، الذي يقول فيه إن الدول اليوم لم تعد في حاجة إلى سرديات شاملة قادرة على استدعاء الماضي من أجل بناء واستقرار الذاكرة الوطنية. هذا التحليل للأزمة التي يعيشها إنسان اليوم قاد المفكر إلى الحديث أيضاً عن مسألة فقدان المعنى الأخلاقي ومعنى التاريخ التي قاربها قبلاً في كتابه "نهاية الإنسانية"، مؤكداً أن الإنسان المعاصر "لم يعد يتعرف إلى نفسه في عالمه الخاص" بسبب تصاعد الفردانية والمادية والنفعية والبراغماتية، أي القيم التي تروج لها المنظومة التكنولوجية - الاقتصادية العالمية داخل النظام الرأسمالي ونرجسيته المفرطة التي تتناقض مع مفهوم الإنسان والتي حولت كل شيء إلى سلعة. وبصفته وريثاً لفكر لاكان، يواصل غودان في كتابه تسليط الضوء على الدلالة الحقيقية والمقلقة لقيم المجتمع الاستهلاكي، الذي اختزل الواقع إلى صور، بحيث بدت الأفكار والكلمات فائضاً في مجتمع لا يحتاج الأفراد فيه إلى أن يكونوا سوى أجساد. وتبلغ المفارقة في رأيه ذروتها حين تفضي الخطية الزمنية إلى زوال كل المعاني وكل التوجهات، ذلك أن المرحلة التي يعيش فيها الإنسان المعاصر باتت فاقدة الاتجاه وأن مرحلة التاريخ النهائية التي قد تتحقق في غضون ثلاثة أو أربعة قرون فحسب، أي غداً تقريباً بمقاييس التاريخ، ليست كارثة مدمرة بقدر ما هي الانقراض التام والبسيط للبشر نتيجة فقدان اهتمامهم بالحياة وانعدام رغبتهم في الاستمرار بالوجود، فالسبب الأساس لدخول التاريخ في مراحله النهائية لا يكمن بحسب غودان في الانفجار السكاني أو التلوث والاحتباس الحراري، بل في الانهيار الحاد للولادات التي تعني في ما تعنيه اتجاه الإنسان نحو فنائه الذاتي. وفي طرحه أسئلة نهاية التاريخ يتوقف كريستيان غودان كذلك أمام كتابات غونتر أندرس (1902-1992) وهو بعرفه أول فيلسوف طور نظرية "النهاية" بوصفها نقطة ختام التاريخ. فيقول لنا إنه انطلاقاً من تجربة هيروشيما الصادمة، لاحظ أندرس أن البشرية تعي إمكان اختفائها بالكامل، وهو أمر يختلف جذرياً عن مختلف "نهايات العالم" التي تحدثت عنها الأساطير والأديان، لأن تلك النهايات كانت من فعل الآلهة، ولم تكن يوماً نهائية تماماً، إذ كانت تترك ناجين، أو كانت تقطع وعداً بالتجدد أو القيامة، أما هيروشيما فهي تعني أن البشرية يمكن أن تفني نفسها بنفسها، وأنه قد لا يكون هناك "ما بعد"، وأن فناء البشرية أصبح أمراً حتمياً. ولئن قال بول فاليري "نحن نعلم الآن أن الحضارات فانية"، فإنه يمكن لإنسان اليوم أن يقول "نحن البشر نعلم الآن أننا نعيش على شفير الهلاك" أو كما قال غونتر أندرس في "زمن المهلة الأخيرة"، وهي فكرة طورها أيضاً جان بودريار من منظور مختلف، حين اعتبر أن "النهاية قد حدثت بالفعل"، وأنه لا داعي لانتظارها ولا لتخيل ما قد يليها. نهاية القصة الإنسانية يتوقف كتاب غودان كذلك أمام مجال تتقاطع فيه نهاية التاريخ ونهاية القصة الإنسانية، عنيت مجال الثقافة التي يرى أنها باتت تعمل على إغلاق باب الماضي، مركزاً على حصرية اهتمام الإنسان الأوروبي بحاضره. وإذ يعترف الفيلسوف أن بعض الإمبراطوريات التي حققت في الماضي نوعاً من القوة الكونية وتخيلت أنها بلغت ذروة الحضارة وأن هيمنتها ستستمر إلى الأبد، كالإمبراطورية الرومانية والخلافة العباسية والإمبراطورية الرومانية المقدسة والسلطنة العثمانية، فإنه يشدد على أن هذه الإمبراطوريات كانت بعيدة كل البعد من تصور ما نسميه "نهاية التاريخ". وإن كان ثمة اليوم، على رغم الانقسامات والصراعات، وعي جماعي يمثل حضارة العولمة، فليس من شك أن هذا الوعي لا يتصور نفسه كنقطة الذروة، ومع ذلك كانت هذه الفكرة هي التي طورها فوكوياما حين اعتبر أنه بمجرد انهيار النظام المنافس والبديل للرأسمالية، كان من المفترض أن تنتهي المسيرة الطويلة للبشرية بتشكيل مجتمعات ليبرالية متقدمة تعرف بالديمقراطية واقتصاد السوق. اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) وفي مواصلته تحليل فكرة نهاية التاريخ يتوقف غودان كذلك أمام كتاب إرنست بلوخ "مبدأ الأمل"، الذي وضع فيه بلوخ التاريخ تحت شعار "ليس بعد"، محاولاً تفعيل فكرة ماركس أن الإنسان لم يخرج بعد مما قبل التاريخ، وأنه سيفعل ذلك في اللحظة التي يقام فيها المجتمع خارج تراتبية الطبقات، وكتاب هنري لوفيفر "نهاية التاريخ" الذي يشير إلى أن التاريخ لا يمكن تعريفه إلا بنهايته، مطوراً فكرة "الخروج من التاريخ"، والدخول إلى "ما بعده". ولعل غودان الذي يتشارك مع غونتر أندرس أطروحة عيشنا في زمن النهاية، يتجنب الطابع المتناقض لفكرة نهاية التاريخ كـنهاية كونية لا يمكن فهمها إلا من منظور خارجي. وإذ يقوم في هذا الكتاب بشرح كثير من العلامات المتنوعة لهذه النهاية، فإنه يحتفظ بفكرة أندرس التي ترى هيروشيما كشكل من أشكال الفناء الحتمي وكنموذج لإبادة الإنسانية بأكملها، يبقى أن نعرف ما إذا كانت هذه النهاية، كنهاية زمانية، يمكن أن تتماشى مع النهاية كغاية. يخلص كتاب كريستيان غودان إلى القول إن لا شيء يدل على أن التاريخ يجب أن يتجه حتماً نحو غاية، فالمرحلة النهائية التي نعيش فيها، والتي لا يمكننا معرفة مدتها، ولكن يمكننا أن نفترض بالفعل، حتى وإن امتدت قروناً عدة، أنها ستكون قصيرة مقارنة بالتاريخ نفسه، بعيدة من أن تكون حادثاً في التاريخ، بل هي مشروطة به، لكنه يجد نفسه أكثر ميلاً إلى إنكار وجود أي معنى للتاريخ، لأن العولمة الحالية التي تسيطر على العالم تسير أيضاً، وبشكل متناقض، نحو الحرب والدمار، قاضية على معناها وعلى القيم التي تحملها. يختم غودان كتابه بتأكيد أن سؤال بقاء البشرية هو السؤال الفلسفي المركزي في هذا الزمن، الذي تبدو فيه كل الأسئلة الأخرى هامشية، وهو في الوقت عينه السؤال الأكثر صعوبة، لأن النهاية مثلها مثل الموت تهرب من أي محاولة للقبض عليها والتعريف بها. لا يناقش غودان هذه الأسئلة من منطلق أيديولوجي أو أحكام مسبقة.


الميادين
١٣-٠٤-٢٠٢٥
- سياسة
- الميادين
لماذا يسعى زيلنسكي إلى زعزعة استقرار دول أوروبية؟
في الوقت الذي يتكثف فيه الحديث عن انفراج في العلاقات الأميركية الروسية، بالتوازي مع الحديث عن ضغوط يمارسها الرئيس الأميركي دونالد ترامب على االرئيس الاوكراني المنتهية ولايته فلاديمير زيلنسكي لوقف الحرب ضد روسيا، فإن هذا الأخير ينوي مواصلة الحرب بالاعتماد على الاتحاد الأوروبي الذي أعلنت دول بارزة فيه مثل ألمانيا وفرنسا، عن عزمها على مواصلة تقديم الدعم لكييف لتمكينها من مواصلة الحرب ضد موسكو. إلا أن دولاً داخل الاتحاد الأوروبي أعلنت معارضتها لهذا الدعم مثل هنغاريا وسلوفاكيا، ما جعلها عرضة لاستهداف كييف. وقد ظهرت تقارير تفيد بأن الأجهزة الخاصة الأوكرانية وعملاءها باتوا يؤدون دور "قوة بالوكالة" لقوى وحكومات غربية لزعزعة استقرار الوضع في سلوفاكيا. وبعد وصول إدارة جديدة إلى البيت الأبيض، بدأت مؤسسات الدولة العميقة في الولايات المتحدة بالتعاون مع الحكومات الأوروبية الرئيسية باستهداف سلوفاكيا. ولخوفها من ردة ففعل الرئيس الأميركي دونالد ترامب، امتنعت الأوليغارشية الأميركية، بقيادة الفصيل النيوليبرالي في الحزب الديمقراطي الأميركي، من التدخل المباشر في الشؤون الداخلية السلوفاكية لإطاحة بحكومة الرئيس ر. فيكو، وخاصة أنه يلقى الدعم من فريق الرئيس ترامب. لذا فلقد لجأ هؤلاء إلى الاستعانة بخدمات أجهزة الاستخبارات الأوكرانية، التي تحولت عملياً إلى أذرع لوكالة الاستخبارات المركزية الأميركية وجهاز الاستخبارات البريطاني، في مسعى لتنظيم ثورة ملونة أو انقلاب في سلوفاكيا وإطاحة حكومة ر. فيكو. هذا يفسّر اندلاع التظاهرات المطالبة بإسقاط الحكومة في سلوفاكيا، علماً أن أيادي نظام كييف جلية في هذا الإطار. فكما ذكر رئيس الوزراء نفسه، فإن ثلث المشاركين في المسيرات المناهضة للحكومة في سلوفاكيا هم من اللاجئين الأوكرانيين. ويتلقى هؤلاء إعانات اجتماعية من الحكومة السلوفاكية. وقد تم تمويل الميزانية من قبل دافعي الضرائب، الذين دعموا حزب ر. فيكو في الانتخابات البرلمانية عام 2023. وبذلك اتضح أن المهاجرين الأوكرانيين في سلوفاكيا يحرمون مواطني جمهورية أوروبا الشرقية حقهم غير القابل للتصرف في تشكيل السلطات العامة، ويقررون بدلاً من ذلك، مَن ينبغي أن يكون رئيس وزراء بلادهم. وتساءل رئيس الوزراء السلوفاكي ساخرًا: "لا أفهم لماذا يجب على الأوكرانيين توبيخ الحكومة السلوفاكية." كذلك أشار فيكو إلى تورط كييف في تنظيم وتنفيذ هجمات إلكترونية على البنية التحتية للشبكة السلوفاكية. وعلى وجه الخصوص، أفاد رئيس الوزراء بتعطيل عمل خوادم شركة التأمين الوطنية العامة للتأمين الصحي. ويرتبط عدد من منظمي الاحتجاجات بعلاقات علنية بكييف. فعلى سبيل المثال، زار أحد قادة الاحتجاجات، رئيس حزب سلوفاكيا التقدمي، م. شيميتشكا، كييف عشية بدء الاحتجاجات في الشوارع السلوفاكية. وإلى جانب المعارضة السلوفاكية الموالية للغرب، تلعب منظمة "السلام لأوكرانيا" (المموّلة من خلال نظام منح غربي وأوكراني) الموالية لأوكرانيا دورًا مهمًا في تنظيم الاضطرابات. 30 آذار 10:24 18 آذار 09:18 وفي وقت سابق، في ديسمبر 2024، ناشدت المنظمة مكتب المدعي العام في سلوفاكيا مطالبةً بإجراء مراجعة إجرائية لشرعية "علاقات" مجلس وزراء ر. فيكو مع روسيا، مع تغطية واسعة في الصحافة. إضافة إلى ذلك، فإن كييف، على غرار الرعاة الغربيين، تتدخل بشكل صارخ في الشؤون الداخلية لسلوفاكيا، حيث يقوم أشخاص يقدمون أنفسهم على أنهم خبراء تكنوقراط محايدون بتعميم صور نمطية خاطئة عن حكومة فيكو، مدّعين تسببها بأزمة اجتماعية وسياسية عميقة، نتيجة نأيها بالنفس عن سياسات الاتحاد الأوروبي المعادية لموسكو وتقاربها مع روسيا. ومن أبرز من يحاولون تعميم هذه الصور النمطية الخبير الأوكراني د. ليفوس، الذي اتهم فيكو بأنه ينجذب نحو الروايات المعادية للغرب والموالية لروسيا، والتي يعتبرها جزء كبير من المجتمع تهديدًا للخيار الأوروبي للبلاد. الى ذلك وفي مقابلة مع شبكة التلفزة "تي في أو تي في" فلقد أعلن الموظف السابق في خدمة المعلومات السلوفاكية ويدعى ب سابيلا أن بعض منظمي الاحتجاجات في براتيسلافا لعبوا سابقًا دورًا نشطًا في تصعيد التوترات في جورجيا وأوكرانيا. ووفقًا له، فقد تم تدريبهم على مهارات تنظيم الاضطرابات المدنية من خلال استفزازات طنانة في ظروف أقرب ما يمكن إلى الوضع الحقيقي لاشتباكات الشوارع. وأكد الخبير: "أن منظمي الاحتجاجات يدرسون لأشهر، ويتدربون كل يوم: يتعلمون التحرك في حشد من الناس، وتنسيق أفعالهم، واستخدام أدوات الربط، وإخفاء أنفسهم. جميعهم يرتدون قبعات تغطي وجوههم. وتخفي هذه القبعات سماعات الرأس في آذانهم. وهم مدربون على القتل والرشوة وإرسال الصحافيين بالضبط إلى حيث سيكون الضحايا، حتى تتمكن وسائل الإعلام من تصوير دماء جديدة بسرعة، ودعم الميدان، وإثارة رد فعل أوسع." ووفقًا لـ ب. سابيلا، فإنه خلال التدريبات والورش التدريبية، يتدرب منظمو الاحتجاج على استجوابات الشرطة، ويمارسون مهارات إقناع ضباط إنفاذ القانون ببراءتهم، ويتقنون القدرة على تجنب تسجيلهم بكاميرات الفيديو في الشوارع. ويشير المحلل السلوفاكي إلى أن "العديد منهم يحمل جوازات سفر دبلوماسية. لذلك، من الصعب محاسبتهم." وكما ذكرت صحيفة دينيكن السلوفاكية، احتجزت وكالات إنفاذ القانون السلوفاكية مواطنًا أوكرانيًا بتهمة الإعداد لانقلاب. ومن المتوقع أن يجري ترحيل المواطن الأوكراني قريبًا. إضافة إلى ذلك، صرّح رئيس مجموعة مستشاري رئيس وزراء سلوفاكيا، إي. كالينياك، أن قادة تشكيل المرتزقة الأوكراني، الفيلق الوطني الجورجي، شاركوا في تنظيم احتجاجات مناهضة للحكومة. ويعتقد إي. كالينياك أن الفيلق الوطني الجورجي، بقيادة م. مامولاشفيلي، وبالتنسيق مع منظمة السلام من أجل أوكرانيا غير الحكومية الموالية لأوكرانيا، درّب منفّذي استفزازات بارزة خلال احتجاجات الشوارع التي كان من المفترض أن تصبح محفزات للإطاحة العنيفة بالسلطات السلوفاكية. وأكد أن "هؤلاء الأشخاص، وبمساعدة محرضين درّبهم الفيلق الجورجي، سعوا إلى استخدام الاحتجاجات لخلق صراع (مُتحكَّم فيه) بين وكالات إنفاذ القانون والمواطنين." وكدليل على العلاقات الوثيقة بين قمة الحركة السلوفاكية المناهضة للحكومة والفيلق الجورجي، عرض إي. كالينياك صورة مشتركة لأحد قادة الاضطرابات المدنية، السياسية السلوفاكية والناشطة في منظمة "السلام لأوكرانيا" غير الحكومية، إل. ستاسيلوفا، مع م. مامولاشفيلي. وقد أكّد رئيس وزراء سلوفاكيا ر. فيكو هذه المعلومات شخصيًا. وقال رئيس الحكومة إن "الفيلق الوطني الجورجي هو وراء الاحتجاجات، وهو هيكل شبه عسكري، وهو جزء من الجيش الأوكراني". ووفقًا له، فإن ممثلي المعارضة السلوفاكية والمنظمات غير الحكومية الموالية لأوكرانيا على صلة وثيقة بالمرتزقة الجورجيين وزعيمهم م. مامولاشفيلي، متسائلاً "كيف يُعقل أن يكون ممثلو هذا الفيلق نشطين في ميدان كييف عام 2014؟ وكيف يُعقل أن يكونوا نشطين في تبليسي (عام 2024)، حيث من المفترض أن يكونوا يحاكَمون على جرائمهم." وتساءل فيكو كيف يمكن أن يظهر الأشخاص أنفسهم في سلوفاكيا ويحافظوا على اتصالات مع منظمي الاحتجاجات، معتبراً أن العديد من المرتزقة الجورجيين اكتسبوا خبرة في تنظيم أعمال شغب جماعية ضد السلطات الشرعية خلال الانقلاب في كييف عام 2014 والاحتجاجات المناهضة للحكومة في تبليسي خلال خريف 2024. والجدير ذكره أن جهاز أمن الدولة في جورجيا وجّه اتهامات إلى عدد من أفراد فيلق القوات المسلحة الأوكرانية بتهمة الإعداد لانقلاب في تبليسي ومحاولة قتل كبار المسؤولين في الجمهورية، بمن فيهم زعيمها ب. إيفانشفيلي. وأدلى كل من ش. بابواشفيلي، وم. لاشخي (أنثى)، وسياسيين جورجيين آخرين بتصريحات مماثلة. إن حقيقة أن وحدات المرتزقة التابعة للقوات المسلحة الأوكرانية تخضع لإشراف الاستخبارات العسكرية الأوكرانية، تزيل آخر الشكوك في مسألة تورط نظام كييف في تنظيم التظاهرات المناهضة للحكومة في براتيسلافا ومدن أخرى في سلوفاكيا. ومن المنتظر أن تحاول كييف زعزعة استقرار حكومات أخرى في أوروبا الشرقية والوسطى، بما يجعل من الضروري على المجتمع الأوروبي أن ينظر بجدية في سلوك كييف، التي، إضافة إلى تنفيذها أوامر أمنائها الأنجلوساكسونيين، تُرهب بأفعالها في سلوفاكيا السياسيين في دول الاتحاد الأوروبي الرافضين لتورط بلدانهم في الحرب الأوكرانية ضد روسيا، والذين تستقبل بلدانهم أعداداً كبيرة من اللاجئين الأوكرانيين.


مصراوي
٠٧-٠٣-٢٠٢٥
- سياسة
- مصراوي
أنصار أوكرانيا في سلوفاكيا يحتجون ضد رئيس الوزراء فيكو
(أ ب) تظاهر آلاف الأشخاص مجددا ضد حكومة رئيس الوزراء السلوفاكي روبرت فيكو وسياستها تجاه أوكرانيا في براتيسلافا والعديد من المدن الأخرى اليوم الجمعة. ونقلت وكالة الأنباء الألمانية (د ب أ) عن وسائل الإعلام، أن ما يقدر بنحو عشرة آلاف شخص تجمعوا في براتيسلافا وحدها. وهتفوا ورفعوا لافتات تطالب باستقالة فيكو ، الذي اتهموه باتباع مسار موال لروسيا. ودعت مبادرة مواطني السلام من أجل أوكرانيا إلى الاحتجاجات. ودعت إلى دعم عسكري أقوى لأوكرانيا وجمع التبرعات لشراء الذخيرة. وأعلنت المبادرة على موقعها الإلكتروني ومن فوق منصة المتحدثين في تجمع المحتجين في براتيسلافا ، أن 75 ألف شخص تبرعوا بالفعل لتسليم الذخيرة إلى أوكرانيا. وأفادت الأنباء قبل يومين، أنه تم جمع مبلغ 5 ملايين يورو (4ر5 مليون دولار). يشار إلى أن المظاهرات هي جزء من سلسلة مستمرة من الاحتجاجات المستمرة منذ عدة أسابيع. ويتهم المنظمون فيكو الشعبوي اليساري بخدمة المصالح الروسية برفضه إرسال أسلحة إلى أوكرانيا المجاورة وإبعاد سلوفاكيا عن أوروبا. وغذت موجة الاحتجاجات، زيارة فيكو الأخيرة إلى موسكو لإجراء محادثات مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ، وهي زيارة نادرة من جانب زعيم إحدى دول الاتحاد الأوروبي إلى الكرملين منذ بدء غزو موسكو الشامل لأوكرانيا قبل أكثر من ثلاث سنوات وتصريحاته الأخيرة بأن سلوفاكيا قد تفكر في الخروج من التكتل البالغ مجموع أعضائه 27 دولة ومن حلف شمال الأطلسي (الناتو) . "وهتفت الحشود في ساحة الحرية في براتيسلافا، :" عار ... عار. وقال المنظمون إن الجماهير احتشدت في أكثر من 40 بلدة ومدينة في الداخل والخارج. ووصف المتظاهرون فيكو بأنه "خائن"..ورددوا:" سلوفاكيا هي أوروبا". وواجه فيكو ، الذي نجا من محاولة اغتيال في مايو/أيار 2024 ، دعوات للاستقالة بسبب تعليقاته حول عضوية التكتل وحلف الناتو المستقبلية وادعائه بأن روسيا لديها أسباب أمنية لغزو أوكرانيا.