logo
#

أحدث الأخبار مع #محمدالأيوبي

صاروخ بن غوريون وتغيير المعادلات: كيف فرضت القوات اليمنية المسلحة الحصار الجوي على 'إسرائيل'؟محمد الأيوبي
صاروخ بن غوريون وتغيير المعادلات: كيف فرضت القوات اليمنية المسلحة الحصار الجوي على 'إسرائيل'؟محمد الأيوبي

ساحة التحرير

time١٠-٠٥-٢٠٢٥

  • سياسة
  • ساحة التحرير

صاروخ بن غوريون وتغيير المعادلات: كيف فرضت القوات اليمنية المسلحة الحصار الجوي على 'إسرائيل'؟محمد الأيوبي

صاروخ بن غوريون وتغيير المعادلات: كيف فرضت القوات اليمنية المسلحة الحصار الجوي على 'إسرائيل'؟ محمد الأيوبي في لحظة خاطفة، تهاوى وهم 'السماء المحصّنة'. ففي الرابع من أيار/مايو 2025، لم يكن الشرق الأوسط على موعد مع مجرّد تصعيد جديد، بل مع ولادة معادلة إستراتيجية غير مسبوقة. بإعلان القوات اليمنية المسلحة فرض 'حصار جوي شامل' على الكيان 'الإسرائيلي'، تحوّلت خارطة الاشتباك من جغرافيا غزّة إلى فضاء إقليمي مفتوح، تجاوز خطوط التماس المباشر، ليضرب أحد أكثر رموز البنية التحتية 'الإسرائيلية' حساسية: مطار 'بن غوريون' الدولي. الضربة: لحظة كسر الردع الصاروخ الذي استهدف مطار 'بن غوريون' لم يكن اعتياديًا. لقد اخترق طبقات الدفاع المتعددة، الأميركية و'الإسرائيلية'، ليصيب هدفه بدقة، وسط صدمة استخبارية لم تنفع معها التبريرات. فشل منظومات الدفاع 'القبابيّة' كشف هشاشة ما سُمّي لعقود بـ'حصن الردع الإسرائيلي'، وكشف معه محدودية القدرة الأميركية في تأمين الحليف المدلل في لحظة الحقيقة. من غزة إلى 'بن غوريون': المعركة تتّسع منذ أيلول/ سبتمبر 2024، دأبت القوات اليمنية على إطلاق صواريخها باتجاه البحر الأحمر والأراضي الفلسطينية المحتلة، دعمًا واضحًا وصريحًا للمقاومة في غزة. لكن استهداف المطار المركزي لـ'إسرائيل' شكل نقطة تحوّل: فالأمر لم يعد مجرّد إسناد رمزي، بل دخول فعلي في معركة فرض المعادلات. ما جرى لم يكن فقط خرقًا أمنيًا؛ بل خرقًا مفهوميًا لمعنى 'الحدود الآمنة'، وأسّس لمرحلة جديدة، تُفقد 'تل أبيب' تفوقها الجوي والناري، وتضع مطاراتها ومرافئها تحت رحمة قرار يُتخذ من جبال صعدة أو كهوف عمران. الحصار الجوي: إسقاط إحدى أهم مزايا 'إسرائيل' القدرة على التحرك الجوي كانت جزءًا من تفوق 'إسرائيل' الإستراتيجي: حركة الطيران المدنية والعسكرية، استقبال الدعم الخارجي، والهروب نحو الملاذات الدولية عند الأزمات. اليوم، كل تلك القواعد باتت مهددة. فحين تُصبح مطارات 'اللد' و'إيلات' و'ريشون لتسيون' ضمن مدى نيران منظمة ومتكررة، فإن 'إسرائيل' لم تعد نقطة منيعة في شرق المتوسط، بل هدفًا مرصودًا ضمن مجال ناري يمتد من اليمن إلى لبنان، مرورًا بسورية والعراق. الرسائل تتجاوز 'إسرائيل': الغرب في مرمى المعادلة ما يحرج واشنطن أكثر من الضربة نفسها هو العجز عن منعها. الغارات الأميركية على اليمن، وإسقاط طائرة 'إف-18 سوبر هورنت' في البحر الأحمر، والانكشاف الاستخباري أمام منصات الإطلاق المتنقلة، جميعها مؤشرات على مأزق الردع الأميركي، لا تجاه اليمن فحسب، بل تجاه المحور الذي تقوده طهران ويضم صنعاء وبغداد وبيروت وغزة. الإدارة الأميركية، العالقة بين مستنقع أوكرانيا وارتدادات صراع غزة، تدرك أن توسيع الجبهة ضد إيران لم يعد خيارًا واقعيًا، خصوصًا بعد دخول روسيا علنًا على خط الحلف الإستراتيجي مع طهران. فالاتفاقية العسكرية الموقّعة بين موسكو وطهران، والتي دخلت حيز التنفيذ لعشرين عامًا، تقلب طاولة التهديدات، وتجعل أي عدوان على إيران مغامرة غير محسوبة العواقب. إيران: البنية التي لا تُرى.. وتُخشى حين دعا 'بيني غانتس' إلى ضرب إيران ردًا على صاروخ يمني، لم يكن ذلك زلة خطابية، بل إقرار ضمني بحقيقة التكوين الجديد للميدان. 'إسرائيل' تعرف – كما تعرف واشنطن – أن هذا المحور ليس تجمّع 'ميليشيات متفرقة'، بل مشروع مقاومة متكامل، يتشارك المعرفة والقدرات والقرار، ويعمل على قاعدة التنسيق العملياتي الذكي، وليس الانفعال الميداني. الضربة على مطار 'بن غوريون'، سواء نُفذت بصاروخ يمني خالص أو بدعم تقني إيراني، تؤكد أن هناك عقلًا عسكريًا يتجاوز ردود الأفعال، ويشتغل على مراكمة القدرات النوعية في صمت، ليفاجئ الخصم بضربات مدروسة توقيتًا وهدفًا. فشل الردع التقليدي: ولادة معادلة ردّ جديدة الضربات الأميركية و'الإسرائيلية' لم توقف مسار الصواريخ اليمنية، بل زادت من وتيرتها ومن دقتها. وهذا بحد ذاته يُسقط إحدى أهم ركائز العقيدة العسكرية الغربية: القدرة على الضرب الاستباقي. فالحوثي – كما تُصرّف النخبة السياسية الغربية اسمه – لم يعد مجرد 'متمرّد' في نظرهم، بل فاعل إقليمي يمتلك ناصية القرار في منطقة حساسة، تمتد من باب المندب إلى عمق الأراضي الفلسطينية. أما التهديدات 'الإسرائيلية' بالردّ 'بسبعة أضعاف' فهي أقرب إلى الاستعراض الإعلامي منها إلى الخطط الفعلية. فتجربة اليمن أثبتت أن الحرب المفتوحة مع صنعاء مكلفة ومكشوفة ومحفوفة بالمخاطر، سواء من ناحية الجغرافيا أو القدرة القتالية أو حتى مناخ الإسناد الشعبي العربي المتصاعد. من الدفاع إلى الهجوم السياسي: تكريس معادلة الفعل اليوم، لم تعد صنعاء في موقع الدفاع عن غزة، بل أصبحت لاعبًا يفرض مفاعيل قراره على عمق 'إسرائيل'. الحصار الجوي لم يأتِ كرد فعل، بل كخيار هجومي مدروس، ينقل المواجهة من الرمزيات التضامنية إلى فرض المعادلات الصلبة. تل أبيب في مرمى النيران الدقيقة، وواشنطن في مأزق الخيارات، وعواصم الغرب أمام اختبار حقيقي لصدقية تحالفاتها. أما العرب، فإن لحظة الحقيقة أمامهم: إمّا أن يكونوا شهودًا على تغيير التاريخ، أو شهود زور في محكمة تسقط فيها فلسطين مرة أخرى. زمن السماء المفتوحة انتهى الضربة اليمنية لم تُعطّل مطارًا فحسب، بل عطّلت أيديولوجيا بكاملها، تلك التي بُنيت على تفوّق السماء. لقد ولّى زمن الهيمنة الجوية، وبدأ زمن الأهداف المكشوفة. ومن لا يملك سماءه، لن يفرض شروطه على الأرض. ‎2025-‎05-‎10 The post صاروخ بن غوريون وتغيير المعادلات: كيف فرضت القوات اليمنية المسلحة الحصار الجوي على 'إسرائيل'؟محمد الأيوبي first appeared on ساحة التحرير.

الفلسطيني محمود خليل.. حين يسقط قناع الحرية الأميركي
الفلسطيني محمود خليل.. حين يسقط قناع الحرية الأميركي

فلسطين أون لاين

time٠٨-٠٥-٢٠٢٥

  • سياسة
  • فلسطين أون لاين

الفلسطيني محمود خليل.. حين يسقط قناع الحرية الأميركي

واشنطن-غزة/ محمد الأيوبي في بلد يرفع شعارات "حرية التعبير"، ويقدّم نفسه بوصفه "منارة الديمقراطية في العالم"، يُعتقل طالب فلسطيني من داخل جامعته دون مذكرة توقيف، ويُجرّ إلى زنزانة نائية على بعد آلاف الكيلومترات من منزله، فقط لأنه رفع صوته منادياً بالحرية لفلسطين. قصة محمود خليل، خرّيج جامعة كولومبيا والناشط الفلسطيني المحتجز في سجن فيدرالي بولاية لويزيانا، ليست مجرد حالة فردية، بل هي مرآة تكشف زيف الخطاب الأميركي الرسمي، وتعري ازدواجية المعايير التي تحكم تعاطي واشنطن مع القيم التي تدّعي حمايتها. اعتقال بلا تهمة في الثامن من مارس/ آذار الماضي، وبينما كان محمود خليل عائداً مع زوجته من عشاء، أوقفه عناصر من وزارة الأمن الداخلي، واعتدوا عليه أمام منزله، دون مذكرة توقيف، وقيدوه واقتادوه بسيارة بلا لوحات، في مشهد أشبه بأفلام الأنظمة القمعية. لم يكن يعرف إلى أين يُؤخذ. زوجته، نور عبد الله، مواطنة أميركية، تعرّضت للتهديد أيضاً، وقيل لها إنها ستُعتقل إن لم تغادر المكان. نُقل خليل إلى مراكز احتجاز متعددة، نام على أرض باردة في محكمة الهجرة في نيويورك بعد ان رفضوا إعطاءه بطانية، ثم في مركز احتجاز في نيوجيرسي، قبل أن يُرحّل إلى منشأة نائية في لويزيانا، تدار من قبل شركات خاصة، وتحيط بها الأسلاك الشائكة. "أنا معتقل سياسي".. بهذه العبارة بدأ خليل رسالته التي كتبها من داخل السجن ونشرتها صحيفة "الغارديان" البريطانية. قال فيها إنه ضحية مباشرة لممارسته حقه في التعبير، حين طالب بمنح فلسطين حريتها وإنهاء الإبادة الجماعية في غزة. لكن في أميركا دونالد ترامب، لم يعد هذا الحق مكفولا، وبدلا من أن يُكافأ الطالب النشيط، يُزج به في المعتقل، ويُنظر إليه "كمعاد للسامية"، حيث احتفى الرئيس الأمريكي شخصياً باعتقال خليل، وكتب منشوراً على مواقع التواصل قال فيه، إن "هذا الاعتقال كان الأول، لكن اعتقالات أخرى ستأتي ضد من ينظمون أعمالاً معادية للسامية في البلاد، وضد الذين يعادون (إسرائيل) ويكرهون أمريكا"، على حد قوله. فيما حاول البيت الأبيض تبرير اعتقال الناشط الفلسطيني، حيث ادعت متحدثة البيت الأبيض كارولين ليفيت بمؤتمر صحفي، الثلاثاء، أن خليل يؤيد حركة "حماس". وزعمت أن خليل نظم احتجاجات في الحرم الجامعي "وتسببت في تعطيل الدروس وهاجم الطلاب اليهود الأمريكيين، ما جعلهم يشعرون بعدم الأمان في جامعاتهم". كما ادعت أن خليل وزع منشورات تحمل شعار حركة "حماس" في المظاهرات التي شارك فيها. وأضافت: "وزير الخارجية ماركو روبيو، يحق له بموجب قانون الهجرة والجنسية، إلغاء بطاقات الإقامة الدائمة، والتأشيرات للأشخاص الذين يعارضون مصالح الأمن القومي والسياسة الخارجية الأمريكية". خليل لم يكن وحده. عشرات الطلاب في جامعة كولومبيا واجهوا التحقيق والطرد لمجرد مشاركتهم في احتجاجات ضد العدوان على غزة. الجامعة نفسها فتحت أرشيفها للكونغرس الأميركي، ووافقت على تسليم سجلات الطلبة، في انصياع واضح لضغوط اللوبيات الموالية (لإسرائيل). وفي رسالته، يتهم خليل رئيسة الجامعة مينوش شفيق، وقياداتها الإدارية، بأنهم "مهّدوا الطريق" لاعتقاله، من خلال قمع الطلاب، وإنشاء نظام تأديبي استبدادي لتكميم الأفواه، والسماح بنشر بيانات الطلاب المؤيدين لفلسطين على الإنترنت ضمن حملات التشهير. استثناء فلسطيني تصف الناشطة الأميركية من أصول عربية آية حجازي المرحلة الحالية بأنها "استثناء تاريخي" في السياسة الأميركية، لا سيما مع سياسات إدارة ترامب التي تعيد تشكيل المشهد الحقوقي بطريقة جذرية، تتجاوز ما عرفته البلاد منذ الحرب الباردة. وتقول حجازي، لـ "فلسطين أون لاين"، إن ما يتعرض له محمود خليل وطلبة الجامعات المؤيدين لفلسطين ليس معزولًا، بل يندرج ضمن حملة أوسع تستهدف المهاجرين كافة، مشيرة إلى قرارات ترحيل تطال أكثر من 400 ألف مهاجر، وإلغاء للبرامج التي كانت توفّر حماية صحية أو دعمًا للفقراء وكبار السن". وتلفت إلى أنّ ما يجري اليوم يختلف عن كل الإدارات الأميركية السابقة: "إدارة ترامب لا تضيق فقط على الفلسطينيين، بل على أي صوت معارض، أي فقير، أي مهاجر. إنه زمن غير مسبوق". لكنها تشير في الوقت ذاته إلى "استثناء فلسطيني" له أبعاد خاصة، وترى أنّ الفلسطينيين يواجهون تضييقًا مضاعفًا لأسباب متعددة، من بينها "الهيمنة الصهيونية على مؤسسات الحكم والإعلام، سواء من خلال اللوبيات اليهودية الصهيونية أو المسيحية الصهيونية، وأيضًا عقدة الذنب الغربية تجاه المحرقة، التي جعلت من انتقاد (إسرائيل) مرادفًا لمعاداة السامية". وتضيف: "هناك تشويه متعمد للنقاش حول فلسطين، ومحاولة لإسكات أي صوت يطالب بحقوق شعبها، باعتباره تهديدًا وجوديًا لليهود، وهذا غير عادل ومضلّل. وبينما ينتظر خليل حكم القضاء الفيدرالي في نيوجيرسي، حيث لا يزال الترحيل موقوفاً مؤقتاً، تتصاعد الأصوات المطالبة بحريته، وتُطرح أسئلة صعبة عن وجه أميركا الحقيقي. ووصف الاتحاد الأمريكي للحريات المدنية، ما يحدث بأنه 'وصمة عار على بلد يدّعي حماية الحريات'، واتهم إدارة ترامب بـ'تسليح جهاز الهجرة والجمارك، لمعاقبة أشخاص بسبب ممارستهم حقهم في التعبير المشروع'. وقالت النائبة رشيدة طليب 'لا يمكننا السماح لإدارة ترامب بإنهاء حقوقنا الدستورية.. فالحق في حرية التعبير يشمل بوضوح الحق في الاحتجاج على إبادة الحكومة الإسرائيلية للفلسطينيين.. هذه الفاشية لن تتوقف عند محمود خليل. إنها تهديد لنا جميعًا'. أما النائب الديمقراطي جيري نادلر، عضو 'الكونغرس'، فقال 'استهداف مقيم دائم لم تُوجَّه له أي تهمة جنائية فقط بسبب ممارسته لحقه في حرية التعبير المكفول بالتعديل الأول-بغض النظر عن مضمون هذا التعبير المحمي.. هو أمر مثير للرعب وخاطئ تمامًا". وفي رسالته، كتب خليل: "قد أكون في زنزانة الآن، لكنني أراكم في الساحات. لا تتوقفوا. صراخكم هو صوتنا، وحريتكم هي حريتنا. وحتى إن لم أكن حراً حين يولد طفلي الأول، فأنا مؤمن بأن هذه المعركة تستحق". المصدر / فلسطين أون لاين

تقرير نباتات الأرض.. آخر ما تبقّى لغزة في مواجهة الموت جوعًا
تقرير نباتات الأرض.. آخر ما تبقّى لغزة في مواجهة الموت جوعًا

فلسطين أون لاين

time٠٣-٠٥-٢٠٢٥

  • منوعات
  • فلسطين أون لاين

تقرير نباتات الأرض.. آخر ما تبقّى لغزة في مواجهة الموت جوعًا

غزة/ محمد الأيوبي: مع استمرار المجاعة التي تشتد يومًا بعد يوم، ومع اختفاء الغذاء عن موائد العائلات، وجد سكان قطاع غزة في النباتات البرية ملاذًا يسد رمقهم، بعد أن أُغلقت في وجوههم كل السبل. فالنباتات البرية، التي كانت تُعد جزءًا من التراث الشعبي أو الأكلات الموسمية، باتت اليوم طوق نجاة لآلاف العائلات التي أنهكها الحصار الإسرائيلي، ودفعها الجوع إلى البحث عمّا يسد الرمق. ولم تدخل أي إمدادات غذائية أو طبية إلى القطاع، الذي يقطنه 2.3 مليون نسمة، منذ نحو شهرين، بعد أن فرض الاحتلال الإسرائيلي حصارًا شاملًا يُعد الأطول من نوعه، في أعقاب انقلابه على اتفاق وقف إطلاق النار الذي دام ستة أسابيع. ووفق المعطيات الرسمية، فإن الاحتلال منع منذ بداية آذار/ مارس الماضي إدخال نحو 18 ألفًا و600 شاحنة مساعدات، وألفًا و550 شاحنة وقود، كما استهدف بالقصف أكثر من 60 مطبخًا خيريًّا ومركز توزيع مساعدات، ما أدى إلى خروجها عن الخدمة. طوق نجاة في أحد الأحياء المدمّرة بمدينة غزة، خرج الحاج أبو محمد سالم، الستيني، إلى أرض مجاورة لمنزله بحثًا عن الخبيزة، علّه يجد ما يُطعم به أفراد عائلته. يقول سالم بينما كان يجمع الأوراق الخضراء ويزيل عنها الأتربة: "لا يوجد طعام في البيت. المعلّبات التي كنت أخزنها نفدت، ولم يبقَ لنا سوى الخبيزة.. أصبحت طوق نجاة لنا". ويضيف لصحيفة "فلسطين": "أسرتي مكوّنة من ثمانية أفراد. الخضار والمعلّبات مفقودة أو أسعارها خيالية، ولا دخل لدينا نعتاش منه. نعتمد على ما توزّعه التكايا من عدس ومكرونة، وحتى ذلك ليس مضمونًا بسبب الازدحام الشديد". ويتابع سالم: "أبحث عن الخبيزة في الأراضي المجاورة، لكن حتى هذه باتت نادرة بعد أن كثر الباحثون عنها". غير بعيد، كانت أم حسن معروف، الخمسينية النازحة من بلدة بيت لاهيا، شمالي القطاع، تجمع أوراق الخبيزة برفقة أحد أحفادها، قرب مخيم نزوح وسط المدينة. تقول معروف بحزن لـ"فلسطين": "نعيش 12 شخصًا في خيمة واحدة. لا خضار، لا فواكه، ولا حتى الخبز بات متاحًا.. لا نجد شيئًا نأكله". وتضيف: "الخبيزة لذيذة ومغذية، يحبها الأطفال والكبار، وتحتوي على فيتامينات. لكن، مهما كانت فائدتها، لا يمكن أن تُعوّض غياب الطعام الأساسي الذي أصبحنا نعجز عن توفيره بسبب ارتفاع أسعاره". وتُعرف النباتات البرية مثل "الحمصيص" و"الخبيزة" و"الرجلة"، بقيمتها الغذائية العالية، فهي غنية بالفيتامينات A وC، والحديد، والكالسيوم، والألياف. وكانت دائمًا جزءًا من المطبخ الفلسطيني الشعبي. تشرح معروف طريقة طهيها قائلة: "أذبّل أوراقها مع قليل من الجرادة الناشفة والشطة، وأحيانًا أضيف المفتول إذا توفّر". قيمة غذائية أما أم فؤاد فكانت تجلس أمام خيمتها في أحد مخيمات النزوح وسط مدينة غزة، تغسل أوراق الخبيزة التي جمعتها صباحًا من أرض مجاورة، بينما كان زوجها يشعل الحطب استعدادًا لطهوها. وتقول أم فؤاد وهي تنظر إلى أطفالها الجالسين بصمت: "أجمعها كل صباح من الأراضي القريبة، وأطبخها بطرق مختلفة. المهم أن أُسكت جوع أولادي". وتتابع: "أحيانًا نلفّها مثل ورق العنب، أو نخلطها مع العدس.. لكن في النهاية، تبقى غير كافية. أطفالي ينامون جوعى ويستيقظون باكين.. لا حليب، لا خضار، لا شيء"، مشيرة إلى أنها تشعر بحزن شديد حينما يطلب منها أطفالها الطعام ولا تستطيع توفيره لهم. ويعاني 90% من سكان قطاع غزة من مستويات مختلفة من سوء التغذية، إذ يعاني عشرات الآلاف من الأطفال من سوء تغذية بدرجات حادة، ومتوسطة، وبسيطة، وهناك 60 ألف طفل منهم يعانون من فقر الدم الحاد، وفق معطيات حقوقية دولية. ويواصل الاحتلال استخدام سياسة "التجويع كسلاح"، وهي ليست الأولى من نوعها، إذ لجأ إليها في مراحل سابقة من الحرب، لا سيما خلال عملياته البرية في مناطق شمال قطاع غزة ومدينة غزة، عبر قطع إمدادات الغذاء والماء والكهرباء، ما يُفاقم من حجم الكارثة الإنسانية المستمرة. والأحد الماضي، أعلنت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" نفاد إمداداتها من الطحين في قطاع غزة، فيما حذر برنامج الأغذية العالمي من أن الوضع على حافة الانهيار. وتمتلك "أونروا" نحو 3000 شاحنة محمّلة بمساعدات منقذة للحياة جاهزة للدخول إلى غزة، غير أن الاحتلال الإسرائيلي يواصل منع دخولها. ومنذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، يرتكب الاحتلال الإسرائيلي إبادة جماعية غير مسبوقة بحق الفلسطينيين في غزة، أوقعت أكثر من 168 ألف شهيد وجريح، أغلبهم من النساء والأطفال، إضافة إلى أكثر من 11 ألف مفقود المصدر / فلسطين أون لاين

الكمائن في غزة تفضح هشاشة الاحتلال عبر تصاعد العمليات النوعية!محمد الأيوبي
الكمائن في غزة تفضح هشاشة الاحتلال عبر تصاعد العمليات النوعية!محمد الأيوبي

ساحة التحرير

time٠٣-٠٥-٢٠٢٥

  • سياسة
  • ساحة التحرير

الكمائن في غزة تفضح هشاشة الاحتلال عبر تصاعد العمليات النوعية!محمد الأيوبي

الكمائن في غزة تفضح هشاشة الاحتلال عبر تصاعد العمليات النوعية! محمد الأيوبي في قلب جغرافيا مدمّرة ومحاصرة، كانت المعادلة تبدو محسومة: قوة عسكرية كبرى تفرض أدواتها التقنية والدموية على مساحة صغيرة أنهكتها الحرب. غير أن الواقع، كما أثبتته التجربة في غزة، يعيد ترتيب نفسه ضد منطق القوة الغاشمة. بعيدًا عن ضجيج الإعلام الرسمي ومقاييس الانتصار المصطنعة، كشفت الوقائع أن الفعل المقاوم لم يُسحق بل أعاد تنظيم نفسه، مستثمرًا في الفراغات التي خلفها الدمار ومستوطنًا زوايا الأرض المسحوقة لينبت من ركامها طاقة صلبة قادرة على الفعل. في هذه اللحظة، حيث اعتمد العدو على النيران الموجهة من بعيد لتقليل خسائره البشرية، كانت المقاومة تبتكر معادلة جديدة: المعركة لا تُخاض من خطوط المواجهة الكلاسيكية، بل من أنقاض البيوت، ومن السراديب الضيقة، ومن داخل الجغرافيا التي تموت وتقاتل في آن. إستراتيجيات المقاومة: من الكمائن إلى التفوق العملياتي ليس من قبيل المصادفة أن تتحول الكمائن إلى العصب الرئيس للعمليات الجارية. إن تراجع الجيش الغازي إلى ما يُسمى بـ'المناطق العازلة' واكتفاءه بالقصف الجوي جعل المواجهة البرية محدودة ومضطربة. هنا تَفرض قواعد حرب العصابات نفسها: مجموعات صغيرة مرنة، تضرب وتنسحب، تستنزف الخصم مادياً ومعنوياً، وتفتح جبهات متفرقة لا يستطيع أن يغلقها جميعها مهما بلغت قوته النارية. القنص، الهجمات بقذائف 'الياسين'، العبوات الناسفة المزروعة بدقة، الكمائن المحكمة في الشجاعية وتل السلطان وبيت حانون..إلخ. كلها ليست عمليات عشوائية بل تعبير عن تكتيك منظم هدفه كسر إيقاع الجيش المتفوق تقنياً وإجباره على الانكشاف في مسرح قتالي يحكمه المقاوم. لقد تجاوزت المقاومة فكرة المواجهة الرمزية إلى تطوير عمليات نوعية تعتمد على خبرة طويلة في استغلال التضاريس، وقراءة العدو، والضرب في اللحظة الحرجة لإيقاع أكبر قدر من الخسائر في صفوفه. الهزيمة النفسية للعدو أمام صلابة المقاتلين بعيداً عن الأرقام الباردة، تحمل الاشتباكات الأخيرة رسائل نفسية مدوية: هذا العدو، المدجج بكل أدوات الموت، بات عاجزاً عن حماية نفسه حتى وهو يتحرك ضمن قوة احتياطية محصنة. مشاهد الإخلاء تحت النار، وتعثر عمليات الإنقاذ لساعات طويلة، وتحول المهمات الهجومية إلى معارك دفاعية فاشلة، كلها تعكس انهياراً ميدانياً وأخلاقياً يصعب ترميمه ببضع تصريحات رسمية أو حملات إعلامية مضادة. كل قناصة تختار أهدافها بثقة، كل قذيفة 'آر بي جي' تخترق دبابة، كل عبوة ناسفة تزرع في طريق القوة المهاجمة، هي بمنزلة تصويت عملي على فشل المشروع العسكري برمته، وعلى هشاشة كل معادلات القوة التي طالما تم تسويقها. لقد تحول المقاتل الفلسطيني، العامل في بيئة شبه مستحيلة، إلى عقدة عملياتية للجيش الذي كان يُفترض أنه الأكثر تطوراً في المنطقة، ما جعل القادة العسكريين يعترفون ضمنياً أن حرب الاستنزاف باتت تستنزفهم هم قبل أن تستهلك العدو المفترض. الكمين كممارسة للسيادة الوطنية بعيدًا عن المنطق العسكري البحت، ينبغي النظر إلى الكمائن باعتبارها ممارسة سيادية. المقاومة تقول للاحتلال عمليًا: 'هذه أرضنا، نحن من يقرر قواعد القتال، أنتم هنا غرباء، وأنتم من سيدفع الثمن.'إن نصب كمين، في وسط حي مدمر، ضد وحدة متقدمة من جيش الاحتلال، هو فعل سيادي بامتياز، يعيد رسم معادلة السلطة: القوة ليست لمن يحتل الأرض بالدبابات، بل لمن يملك الإرادة لقتال المعتدي حتى آخر لحظة. كما أنه حين ينصب المقاوم كمينًا لرتل عسكري 'إسرائيلي'، فهو لا يقوم بعمل عسكري بحت. إنه يقوم بفعل تاريخي: يؤكد أن الحق لا يُمحى بالقوة، وأن إرادة الحرية قادرة على تحويل أبسط الأدوات إلى معاول لهدم أعتى قلاع الظلم. المعادلة الجديدة: إرادة غزة في مواجهة هندسة الإبادة في الصراع الجاري، لا تدور المعركة فقط حول السيطرة على الأرض، بل حول تكسير الهندسة الاستعمارية التي أُعدت لإبادة كل ما هو حي ومقاوم في غزة. فكل بيت مهدّم يصبح ساتراً، وكل حارة مدمرة تتحول إلى كمين محتمل، وكل نفق مدفون هو شريان مقاوم ينبض رغم الردم والقصف. في مقابل كل محاولة لاجتثاثها، تخرج المقاومة أكثر التصاقًا بأرضها، وأكثر قدرة على تفكيك الماكينة العسكرية المعادية. والأهم أن هذه الإستراتيجية لا تنتصر فقط في الميدان، بل ترسم خطوطًا جديدة على خريطة الوعي العربي والعالمي: أن غزة، رغم الحصار والموت، قادرة على إعادة إنتاج نفسها كحقيقة لا يمكن نفيها أو سحقها، وأن الإرادة الشعبية حين تتجسد في فعل مقاوم واعٍ تصبح أقوى من كل جيوش العالم مجتمعة. وكما قلنا سابقًا بأنه: 'حينما تفشل أي قوة غاشمة في إخضاع الضعفاء، ينكشف وجه الإمبراطورية الحقيقي، ويبدأ العد التنازلي لانهيارها.' وغزة، بكل فداحة تضحياتها، تكتب هذا العد التنازلي اليوم، بدماء أبطالها، بوعي شعبها، وبكمائن مقاتليها الذين أثبتوا أن الضعف المادي قد يتحول إلى أعظم أسلحة القوة. ‎2025-‎05-‎03 The post الكمائن في غزة تفضح هشاشة الاحتلال عبر تصاعد العمليات النوعية!محمد الأيوبي first appeared on ساحة التحرير.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store