أحدث الأخبار مع #نقص_الانتباه


مجلة سيدتي
منذ 2 ساعات
- صحة
- مجلة سيدتي
توقفي عن تقديمها... أطعمة تزيد أعراض فرط الحركة لدى طفلك
يعد اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه هو حالة تجعل الأطفال يعانون من العديد من الاضطرابات النفسية وصعوبة مفرطة في التركيز مع فرط النشاط، فإذا كنت تتساءلين هل لنظام طفلك الغذائي دور في إصابته بتلك الاضطرابات؟ فتشير الأبحاث إلى أن بعض الأطعمة قد تلعب دوراً في ظهور الأعراض إلا أنه في المقابل تنظيم عادات الأكل لدى الأطفال المصابين باضطراب فرط الحركة، ونقص الانتباه قد يساعد دماغ الطفل على العمل بشكل أفضل، وتقليل أعراض مثل القلق وعدم التركيز و اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه. يجب الانتباه إلى أن القيود الغذائية للأطفال المصابين باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه قد تختلف من طفل لآخر، لذا استشيري طبيبك أولاً إذا كنت تريدين التأكد من الترتيبات الغذائية المناسبة لطفلك، إليك وفقاً لموقع "هيلث": أهم الأطعمة التي يجب على الأطفال المصابين باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه تجنبها. الأطعمة التي يجب على الأطفال المصابين باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه تجنبها بعض الأطعمة لا توفر التغذية الكافية، فإذا كان طفلك يعاني من اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه، فمن الأفضل تجنب الأطعمة التالية: الأطعمة السكرية يضيف السكر سعرات حرارية، لكنه ليس عنصراً غذائياً أساسياً، فإذا تم استهلاك كمية كبيرة من الحلوى، فإنها قد تسبب أيضاً مشاكل صحية مثل مرض السكري من النوع 2 والسمنة وأمراض القلب، وتؤثر على وظائف المخ، وتشمل أمثلة الأطعمة الحلوة التي يجب تجنبها العصائر المعبأة والحلوى والكعك والوجبات الخفيفة المصنعة. ربما تودين التعرف إلى نصائح هامة للتعامل مع الطفل الحركي وطرق احتوائه وتوجيهه الكربوهيدرات البسيطة الكربوهيدرات البسيطة ليست كلها سيئة، فبعضها موجود في الفاكهة على سبيل المثال، وفي المقابل فإن العديد من الكربوهيدرات البسيطة لا تحتوي على قيمة غذائية عالية. تجدر الإشارة إلى أن الكربوهيدرات البسيطة ليست جيدة مثل الكربوهيدرات المعقدة لأنها يتم امتصاصها بسرعة في الجسم، وبالتالي يمكن أن تسبب ارتفاعاً في نسبة السكر في الدم، وتشمل مصادر الكربوهيدرات البسيطة السكر و العسل ومنتجات الدقيق كالقمح والأرز الأبيض. الدهون غير الصحية الأطعمة الممنوعة التالية للأطفال المصابين باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه هي مصادر الدهون غير الصحية، يحتاج الجسم إلى الدهون للمساعدة في امتصاص الفيتامينات ودعم نمو الخلايا، ولكن بعض أنواع الدهون يمكن أن يكون لها آثار سلبية. ومن بينها الدهون المشبعة، التي يمكن أن تزيد مستويات الكولسترول الجيد والضار في الدم، يمكن أن تؤدي المستويات العالية من البروتين الدهني منخفض الكثافة (LDL) أو الكوليسترول "الضار" إلى زيادة خطر الإصابة بأمراض القلب لذلك، يجب تجنب تناول الأطعمة الغنية بالدهون المشبعة مثل الأطعمة المقلية والوجبات السريعة. مسببات الحساسية الغذائية يمكن للعديد من الأطفال الذين لديهم حساسية تجاه الطعام أن يظهروا أعراض اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه بعد تناولهم أطعمة معينة، بعض الأطعمة الشائعة التي يمكن أن تسبب ردود فعل لدى الطفل المصاب باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه تشمل الحليب والشوكولاتة وفول الصويا والقمح والمكسرات. إذا كنت تشكين في أن حساسية الطعام قد تساهم في ظهور بعض الأعراض المزعجة لدى طفلك، فتحدثي إلى أخصائي تغذية، أو طبيب حول الأطعمة التي يجب تجنبها بالنسبة للأطفال المصابين باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه. أنواع معينة من الأسماك إن تناول الأسماك والمأكولات البحرية الأخرى التي تحتوي على الزئبق يمكن أن يؤدي إلى تفاقم أعراض اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه على المدى الطويل. وتشمل بعض الأمثلة سمك الماكريل، وسمك أبو سيف، فالزئبق مادة صعبة الهضم، وقد تتراكم في الدماغ مع مرور الوقت مما قد يتسبب في إصابة طفلك بأعراض فرط النشاط. تناول الكافيين بالإضافة إلى أنواع الأطعمة السابقة، يحتاج الأطفال المصابون باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه أيضاً إلى تجنب تناول الأطعمة والمشروبات التي تحتوي على الكافيين، ومن أمثلة الأطعمة والمشروبات التي تحتوي على الكافيين: الشوكولاتة، والقهوة، والشاي، والمشروبات الغازية. خيارات غذائية للأطفال المصابين باضطراب فرط الحركة بعض أنواع الأطعمة التي من الجيد تقديمها للأطفال المصابين باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه هي: البيض واضطراب فرط الحركة إدخال البيض كجزء من النظام الغذائي للأطفال المصابين باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه يعد خطوة صحيحة، ويمكن أن يحسن تركيز الأطفال المصابين باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه، ويساعد في فعالية دواء اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه الذي يتناوله الطفل. الفواكه والخضروات تعتبر الفواكه والخضروات أيضاً مجموعة غذائية جيدة للأطفال المصابين باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه، فهي غنية بالكربوهيدرات المعقدة، والتي يعتقد أنها تساعد الأطفال على النوم بسهولة، وتعد بعض أنواع الفواكه والخضروات التي يمكن أن تكون خياراً هي البرتقال والتفاح والكمثرى والبطاطس والقرع. لكي تجعلي طفلك أكثر حماساً لتناول الفواكه والخضروات، لا تنسي أن تكوني قدوة له، إحدى الطرق هي تبني عادة تناول الطعام معاً كعائلة، بهذه الطريقة، يمكن للأمهات وأفراد الأسرة الآخرين أن يكونوا قدوة لأطفالهم من خلال تناول الفواكه والخضروات. فائدة الحليب يعد الكالسيوم أحد المعادن المهمة التي يحتاجها الأطفال أثناء النمو، بما في ذلك الأطفال الذين يعانون من اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه، يعتبر الكالسيوم مفيداً لتحفيز تكوين الهرمونات والحفاظ على صحة الجهاز العصبي للطفل، ومن بين خيارات الأطعمة والمشروبات الغنية بالكالسيوم الحليب والزبادي والجبن. قد يهمكِ الاطلاع على خطوات تقلل أعراض عدم الانتباه عند الأطفال من دون أدوية * ملاحظة من «سيدتي»: قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج، عليكِ استشارة طبيب متخصص.


BBC عربية
منذ 2 أيام
- صحة
- BBC عربية
هل تحول اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه إلى "ترند" اجتماعي؟
"لن تشعر بالملل أبداً لو كان لديك صديق من المصابين باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه ... نحن من نعيش الحياة بكاملها…نحن نحب الجدال والحديث ومشتتون…". هذه جمل من مقاطع فيديو قصيرة لاحقتني على منصة إنستغرام، تظهر أعراض اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه بطريقة مرحة، والبعض منها يبدو كمحتوى علمي أكثر جدية. وفي الدوائر المحيطة بي، وجدت الكثير من البالغين الذين يطبقون على أنفسهم أعراض فرط الحركة ونقص الانتباه (ADHD) المنتشرة في مقاطع الفيديو القصيرة. تقول لي لمياء (36 عاماً) -اسم مستعار بطلب منها- وتعيش في لندن وتعمل في مجال الإعلام، إنها وبسبب ما تعرضه وسائل التواصل الاجتماعي من أعراض، أصبحت تعتقد أنها مصابة باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه. وتنتظر لمياء دورها الذي قد يأتي بعد خمس سنوات لرؤية مختص نفسي يغطيه التأمين الصحي في البلد الذي تعيش فيه. لمياء ليست وحدها من تعاني من هذه الدوامة، إذ تقول الأخصائية النفسية سحر مزهر لبي بي سي، إنها لاحظت عبر محاضراتها التي تلقيها في جامعات أردنية أن أكثر من نصف الحضور يراجعونها لاعتقادهم أنهم مصابون باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه بسبب ما يعرض عبر وسائل التواصل الاجتماعي. وبحسب دراسة نشرت عبر المكتبة الوطنية للطب، التي تتبع المعهد الوطني للصحة في الولايات المتحدة، بالاعتماد على التركيبة السكانية العالمية لعام 2020، بلغ معدل انتشار النوع المستمر من اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه لدى البالغين 2.58 في المئة، في حين بلغ معدل انتشار النوع المصحوب بأعراض 6.76 في المئة، أي ما يعادل 139.84 مليون و366.33 مليون بالغ على مستوى العالم حتى ذلك العام. لكن ما تأثير وسائل التواصل الاجتماعي على خلق "ترند" ناتج عن التشخيص الذاتي لاضطراب فرطة الحركة ونقص الانتباه، وما أثر ذلك على الصحة النفسية؟ تأثير السوشيال ميديا سارة - فضلت عدم ذكر اسمها الحقيقي - أربعينية تعمل في مجال الإعلانات والتسويق الرقمي، عرفت في مرحلة متأخرة من العمر بأنها مصابة باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه. لكن توجهها للتحقق من ذلك مع طبيب نفسي في الأردن يعود لنصيحة من صديقتها المختصة في المجال أيضاً. تقول سارة إن لديها الخبرة الكافية لتعرف مدى تأثير وسائل التواصل الاجتماعي على المستخدمين، وأن ظهور النصائح والإعلانات المتعلقة بالاضطرابات والأمراض النفسية أو غيرها من الموضوعات للمستخدمين، يعود لنمط عمل هذه المنصات ومتابعتها لاهتمامات الأفراد. وتوضح أنها أصبحت تتعرض لمقاطع الفيديو القصيرة المتعلقة بفرط الحركة ونقص الانتباه، بعد مراجعتها للطبيب وبدء اهتمامها بالموضوع. وتحذر سارة، التي تعمل حالياً في قطر، من توجه كثيرين للتشخيص الذاتي، مما يعرضهم للاستغلال التجاري أو يدفعهم للاستسلام لأعراض قد لا تكون موجودة لديهم، مما يؤثر سلباً على مسار حياتهم اليومية. ويرى محمد العمري، طبيب عام ومختص في العلاج السلوكي، أن وسائل التواصل الاجتماعي ساهمت في زيادة الوعي باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه بين الناس، وأزالت إلى حد ما وصمة العار التي كانت مرتبطة به، إذ كان فرط الحركة ونقص الانتباه مرتبطاً في السابق بعدم القدرة على النجاح أو عدم الالتزام. لكن العمري، الذي يعمل في عيادة مايند كلينك في عمّان، قال لبي بي سي إن لوسائل التواصل الاجتماعي أثراً سلبياً أيضاً، إذ أدى انتشار الأعراض والتشخيص الذاتي، إلى زيادة كبيرة في أعداد الأشخاص الذين يريدون الحصول على تشخيص طبي، وهو ما أدى إلى زيادة الضغط على الهيئات الطبية. ويضرب العمري مثالاً بالولايات المتحدة الأمريكية كواحدة من الدول التي تواجه "إفراطاً في التشخيص"، مما يعني احتمالية التشخيص الخاطئ أيضاً. ويضيف: "في العام الماضي، أفادت مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها بأن 11.4 في المئة من الأطفال الأمريكيين شُخِّصوا باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه، وهو رقم قياسي"، وهو ما جعل صحيفة نيويورك تايمز تتساءل في مقال لها: هل كنا نفكر في اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه بطريقة خاطئة؟ بينما تنقل صحيفة الإيكونومست البريطانية أنه يُعتقد بأن "نحو مليوني شخص في إنجلترا، أي 4 في المئة من السكان، مصابون باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه، وفقاً لمؤسسة نوفيلد ترست البحثية". ويشرح العمري أن التشخيص الخاطئ قد يعني الحصول على دواء لعلاج اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه المعني برفع نسبة الدوبامين، وتؤدي الأدوية المنشطة في حال كان الشخص مصاباً بالقلق على سبيل المثال وليس باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه، إلى زيادة في نبضات القلب وزيادة التوتر وغيرها من الأعراض. ويقول أيضاً إن التشخيص يعتمد على خبرة المعالج النفسي وليس فقط على أسئلة الاختبار المخصصة للفحص التي تنشرها أحياناً وسائل التواصل الاجتماعي، إذ تشترك أعراض اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه مع أعراض اضطرابات أخرى "مثل القلق، والاكتئاب الحاد، أو مع أعراض بعض الأمراض الجسدية الناجمة عن نقص في فيتامين ب 12 أو ب 6، أو فيتامين د". تتحدث بعض الدراسات عن أن التعرض لمقاطع الفيديو القصيرة، خاصة للأطفال بعمر صغير، يجعل قدرتهم على التركيز أقل، وكذلك الأمر بالنسبة للبالغين، مما يعني أن البعض قد يصاب بأعراض الاضطراب لأسباب بيئية وليس جينية، بمعنى أن إصابته بالأعراض لا تعني إصابته بالاضطراب، حسب العمري. وتتفق معه في ذلك الأخصائية مزهر، التي تعتقد أن كثيراً ممن يشخصون أنفسهم بسبب وسائل التواصل الاجتماعي باضطرابات نفسية مختلفة، من بينها اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه، "يحرمون أنفسهم من حياة صحية". وتلفت مزهر إلى أن كل فرد من حقه أن يحصل على الوقت الكافي وعبر مختصين للتحقق من حالته الصحية، مشيرة إلى أن الإجابة على أسئلة في استبيان للاستدلال على وجود الاضطراب لا تكفي وحدها. وتوضح أنه ليس من السهل تشخيص فرط الحركة ونقص الانتباه، وخاصة عند البالغين، لأن أعراضه قد تتشابه مع أعراض أمراض أخرى مثل نقص فيتامين د أو التعرض لصدمة أو توتر مستمر، مما يرفع نسبة هرمون الكورتيزول في جسم الإنسان فيشعر أنه في حالة تأهب. ويعرف اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه بأنه "اضطراب في النمو العصبي، عادةً ما يُشخَّص لأول مرة في مرحلة الطفولة، وغالباً ما يستمر حتى مرحلة البلوغ. لكن بعض الأشخاص لا يُشخَّصون باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه إلا بعد بلوغهم. وتتضمن أعراضه صعوبة في الانتباه، وصعوبة في التحكم في السلوكيات الاندفاعية، وفرط النشاط"، بحسب تعريف منصة "ميدلاين بلاس" الأمريكية. ويوضح الموقع الإلكتروني للمعهد الوطني الأمريكي للصحة العقلية أنه "من الشائع أن يُظهر الأشخاص هذه السلوكيات أحياناً. لكن الفرق أنه بالنسبة للأشخاص المصابين باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه، تكون هذه السلوكيات متكررة وتحدث في مواقف متعددة، مثل المدرسة، أو المنزل، أو العمل، أو مع العائلة والأصدقاء". هل هو اضطراب أم اختلاف؟ وبموجب الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات النفسية، يصنف فرط النشاط ونقص الانتباه - ADHD، تحت بند الاضطرابات المتعلقة بالنمو العصبي. لكن دراسات علمية حديثة ومختصين في علم النفس توجهوا حديثاً لرفض وصف سمات شخصية مثل الاندفاعية والتشتت وعدم الانتباه بالأعراض، وفضلوا اعتبار ذلك ضمن التنوع العصبي وأن العديد من المصابين بفرط الحركة ونقص الانتباه ليسوا "ناقصين" ولا "مضطربين". يعلق العمري على ذلك قائلا: "هناك نقاش في الأوساط الطبية فيما يتعلق بما إذا كان فرط الحركة ونقص الانتباه اضطراباً أم تنوعا أو اختلافا عصبيا، أي بمعنى أنه لا يوجد فيه خلل لكن المجتمع ليس مهيئا للتعامل معه، مثل الأشخاص الذين يستخدمون يدهم اليسرى بينما غالبية الأدوات مصممة لمن يستخدمون اليد اليمنى. هذه الدراسات دفعت سارة لاستكمال علاجها سلوكياً بمساعدة مختص نفسي، لكن دون الحصول على الأدوية المخصصة لاضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه. تتحدث مزهر أيضاً عن الدراسات التي ترفض اعتبار فرط الحركة ونقص الانتباه اضطراباً. وترى أيضاً أن البيئة الحالية لم تعد مفتوحة كما كان الحال في السابق، وهو ما يؤدي لوجود الأطفال غالبية الوقت داخل الشقق إضافة لتعلقهم بوسائل التواصل الاجتماعي والألعاب الإلكترونية، مما يؤدي لظهور أعراض فرط الحركة ونقص الانتباه. لكن وجود الأعراض لا يعني بالضرورة الإصابة بالمرض. وتضيف "يجب أن نأخذ بعين الاعتبار كل الظروف المحيطة بالشخص، فلا نأخذ جزئية فقط ونقول إنه مصاب بفرط الحركة ونقص الانتباه". وتتابع مزهر أن "السلوكيات مكتسبة، فمثلاً من الممكن أن يكون سلوكي انفعالي، لكن ورثته من عائلتي. تشخيص الحالة يجب أن يتم بشكل دقيق للغاية". وتروي قصة إحدى الحالات التي تعاملت معها، حيث كانت الأم تعتقد أنها ابنها مصاب بفرط الحركة ونقص الانتباه، لكن تبين لاحقاً أن الأم تعاني من القلق والتوتر، وهو ما انعكس سلباً على سلوكيات طفلها. وفي مقال نشر عبر الموقع الإلكتروني لصحيفة نيويروك تايمز في ابريل/نيسان 2025، قالت الصحيفة إنه لا يوجد سبب وحيد للإصابة بفرط الحركة ونقص الانتباه، مشيرة إلى أنه ناجم عن تفاعل معقد بين العوامل الوراثية والبيئية. وتنقل الصحيفة عن دراسات حديثة أن أدمغة المصابين قد تعمل بطريقة مختلفة، لكن هذا لا يعني بالضرورة أن فيها خللاً، بل هو اختلاف في نمط التفكير. وتناقش صحيفة الإيكونومست في مقالها المنشور في أكتوبر/تشرين الأول 2024، أن فرط الحركة ونقص الانتباه لا يجب أن يعامل معاملة الاضطراب. وتقول وجهة النظر التي تنقلها الصحيفة إنه في الوقت الحالي، يُعامل اضطراب نقص الانتباه وفرط النشاط على أنه شيء إما أن يكون لديك أو لا. هذا النهج الثنائي للتشخيص له نتيجتان: الأولى هي أن معاملة الجميع كما لو كانوا مرضى تملأ أنظمة الرعاية الصحية... أما النتيجة الثانية، فتتمثل في التعامل مع الاضطراب على أنه خلل وظيفي يحتاج إلى علاج. وهذا يؤدي إلى إهدار هائل للإمكانات البشرية". وتضيف الصحيفة أن "إجبار نفسك على التكيف مع الوضع الطبيعي أمر مرهق، وقد يسبب القلق والاكتئاب. ومن الأجدى والأرخص تعديل الفصول الدراسية وأماكن العمل بما يتناسب مع التنوع العصبي". لماذا يريد البعض أن يكون مصاباً بفرط الحركة ونقص الانتباه؟ ويلفت الطبيب محمد العمري إلى أن وسائل التواصل الاجتماعي ساهمت في أن تصبح هناك هالة خاصة بالمصابين باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه، إذ يوصفون بالمرح أو التميز، وأصبح البعض يميل للانتماء لمجتمعات من يحملون هذا التشخيص من أجل ملاحقة "الترند". في حين تعتقد مزهر أن البعض يرغب بأن يكون مصاباً باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه لتبرير بعض السلوكيات المتعلقة بعدم الانضباط. ويرى العمري أن البعض قد يسعى بين الأطباء والمختصين للحصول على تشخيص بإصابته بفرط الحركة ونقص الانتباه لأسباب متعلقة بالدراسة أو العمل، فمثلاً بعض مراجعيه كانوا من طلبة المرحلة الدراسية الثانوية في برامج دولية، في حال تبين أنهم مصابون بالاضطراب يحصلون على وقت إضافي في الامتحانات. يشير العمري إلى أنه يتبين إصابة البعض بفرط الحركة ونقص الانتباه بالفعل ويتلقون العلاجات اللازمة، لكن النسبة الأكبر من مراجعيه يتبين في نهاية المطاف أن لديهم قلق وليس اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه.


الجزيرة
١٢-٠٥-٢٠٢٥
- صحة
- الجزيرة
آثار الاضطرابات العصبية على التطور النفسي للأطفال!
تشير الاضطرابات النمائية العصبية إلى مجموعة من الاختلالات الهيكلية والوظيفية التي تصيب الدماغ أثناء مراحل النمو المبكرة، ما يؤدي إلى تأثيرات متباينة على الوظائف المعرفية والسلوكية. هذه الاضطرابات التي تبدأ عادة في مرحلة الطفولة، تشمل مجموعة واسعة من الحالات مثل اضطراب طيف التوحد، واضطراب نقص الانتباه مع فرط الحركة، واضطرابات التعلم، وغيرها. تتسم هذه الاضطرابات النمائية العصبية بكونها تؤثر على القدرات المعرفية الأساسية، مثل الانتباه، والتفكير، والذاكرة، ما قد يسفر عن صعوبات ملموسة في الأداء الأكاديمي والاجتماعي. فعلى سبيل المثال، يمكن أن يواجه الأطفال المصابون بهذه الاضطرابات تحديات كبيرة في تفاعلهم مع أقرانهم، ما يؤدي إلى مشاكل في تطوير المهارات الاجتماعية والعلاقات الشخصية. يمكن اعتبار النمو المعرفي عملية معقدة، ويتجسد في تفاعل متكامل ديناميكي بين دماغ مهيأ منذ الولادة وبيئة اجتماعية وتربوية محفزة. فلكل مجال من مجالات النمو المعرفي، من الضروري فهم النمو الطبيعي والتعرف على مظاهر التأخر وأسبابها ويمر الطفل في مراحل نموه بتطور تدريجي في الوظائف المعرفية، حيث يختلف هذا التطور بشكل ملحوظ من طفل إلى آخر. ومن بين هذه الوظائف نخص بالذكر: الوظيفة الحس- حركية: تشمل التنسيق بين الحركات الجسدية والحواس، ما يسمح للطفل بالتفاعل مع البيئة. وظيفة الكلام: تتطور من 18 إلى 26 شهراً، حيث يبدأ الطفل في استخدام الكلمات والتعبير عن فكَِره. وظيفة التفاعل الاجتماعي: تشير إلى قدرة الطفل على التواصل مع الآخرين وفهم العلاقات الاجتماعية. وظيفة التفكير: تشمل التفكير النقدي، وحل المشكلات، والتخطيط. وظيفة الانتباه: تتعلق بقدرة الطفل على التركيز على المهمة الحالية وتجاهل المشتتات. وظيفة الذاكرة: تتبلور في سن الخامسة، حيث يبدأ الطفل في الاحتفاظ بالمعلومات واسترجاعها بشكل أفضل. الحساب الرقمي: تشير إلى القدرة على فهم الأعداد وإجراء العمليات الرياضية الأساسية. الوظائف التنفيذية: تشمل التخطيط، التنظيم، التحكم في الانفعالات، واتخاذ القرارات. وظيفة الخيال: تتعلق بقدرة الطفل على الإبداع والتفكير في سيناريوهات جديدة. وظيفة التعلم: تشير إلى كيفية اكتساب الطفل المعلومات والمهارات الجديدة. وظيفة الإدراك: تتعلق بكيفية تفسير الطفل للمعلومات الحسية من البيئة. وظيفة التعاطف: تشير إلى قدرة الطفل على فهم مشاعر الآخرين والاستجابة لها. إعلان يمكن اعتبار النمو المعرفي عملية معقدة، ويتجسد في تفاعل متكامل ديناميكي بين دماغ مهيأ منذ الولادة وبيئة اجتماعية وتربوية محفزة. فلكل مجال من مجالات النمو المعرفي، من الضروري فهم النمو الطبيعي والتعرف على مظاهر التأخر وأسبابها، مع ضرورة إدراك الفروق الفردية بين الأطفال، وتكمن أهمية هذا الفهم في التفريق بين التأخر والاضطراب؛ حيث يمكن تدارك التأخر من خلال التدريب، بينما تظل الاضطرابات ترافق الطفل في جميع مراحل نموه. التلوث البيئي والتعرض للمعادن الثقيلة يشكلان تهديداً كبيراً لنمو الأطفال، حيث تؤدي هذه العوامل إلى مشاكل صحية متعددة، والنظام الغذائي السيئ قد يسهم أيضاً في التأثير السلبي على صحة الطفل، ما يستدعي ضرورة مراقبة نوعية الغذاء المقدم للأطفال إن استيعاب هذه الديناميات المعقدة يعكس أهمية البحث والتفاعل بين العوامل البيئية والوراثية، ما يسهم في تعزيز القدرة على تقديم الدعم المناسب للأطفال في رحلتهم نحو الإدراك والنمو. إن فهم الأسباب وراء هذه الاضطرابات يعد خطوة أساسية نحو تحسين الرعاية والدعم للأطفال المتأثرين، ويمكن تصنيف هذه الأسباب في قسمين رئيسيين: الوراثية والبيئية، ولكل منهما دور مهم في تشكيل نمو المخ وتطوره. أولاً، في المرحلة الجنينية تكون العوامل الوراثية والبيئية في أوج تأثيرها، تشمل الأسباب الوراثية الطفرات الجينية والمشوهات الخلقية التي قد تنتقل عبر الأجيال. بالإضافة إلى ذلك، فإن للعوامل البيئية دور محوري؛ فالاستهلاك غير المنضبط من قبل الأم لمواد كحولية أو عقاقير يمكن أن يتسبب في تأثيرات سلبية على الجنين. سوء التغذية للأم والأب قبل التلقيح يعد من العوامل الأساسية التي تؤثر على صحة الجنين، فالتغذية الجيدة تساهم في توفير العناصر اللازمة لنمو صحي. كما أن القلق والتوتر الذي قد تتعرض له الأم أثناء الحمل يمكن أن يؤدي إلى مشاكل في التطور العصبي للجنين. كما تعد الولادة القيصرية أو الولادة المتعسرة، خاصة إذا صاحبها اختناق للوليد، من المخاطر التي قد تؤثر على صحة الطفل. علاوة على ذلك، فإن الولادات المبكرة (الخداجة) تزيد من احتمالية التعرض للاضطرابات النمائية. وعند الدخول في مرحلة الطفولة، تنشأ مجموعة جديدة من العوامل التي قد تؤثر في نموالطفل. الرضاعة الاصطناعية -على سبيل المثال- قد تؤدي إلى نقص في العناصر الغذائية الأساسية التي يحتاجها المخ للنمو. كما أن التلوث البيئي والتعرض للمعادن الثقيلة يشكلان تهديداً كبيراً لنمو الأطفال، حيث تؤدي هذه العوامل إلى مشاكل صحية متعددة، والنظام الغذائي السيئ قد يسهم أيضاً في التأثير السلبي على صحة الطفل، ما يستدعي ضرورة مراقبة نوعية الغذاء المقدم للأطفال. بالإضافة إلى ذلك، فإن الاستخدام المفرط للمضادات الحيوية قد يؤثر على النظام البكتيري في الأمعاء، ما ينعكس سلباً على الصحة العامة. والصدمات والرضوض الدماغية تعتبر عوامل حاسمة في التأثير على التطور العصبي، حيث يمكن أن تؤدي إلى مشاكل دائمة. وعلى الرغم من الفوائد العديدة للتطعيمات، فإنها قد تسفر في بعض الحالات عن ردود فعل سلبية لدى الأطفال، كما أن التعرض المتكرر للإشعاعات يمكن أن يسهم في ظهور الأمراض العصبية والعضوية، بما في ذلك التهابات الدماغ والصرع. تنتشر الاضطرابات النمائية العصبية في مختلف أنحاء العالم، ما يسلط الضوء على قضية صحية تثير اهتمام الباحثين والممارسين في مجال الصحة النفسية. تشمل هذه الاضطرابات مجموعة متنوعة من الحالات، مثل طيف التوحد، واضطراب نقص الانتباه مع فرط الحركة، وصعوبات التعلم، والتأخر الذهني. إن تزايد معدلات انتشار هذه الحالات يعكس التحديات المتزايدة التي يواجهها الأطفال وعائلاتهم، ما يستدعي فحصا دقيقا لفهم العوامل المؤثرة وسبل التدخل المناسبة. التوحد: تشير الإحصاءات إلى أن معدلات انتشار التوحد تصل إلى 1 من كل 60 طفلاً في الولايات المتحدة، بينما لا توجد بيانات موثوقة حول انتشار هذه الحالة في أوروبا أو العالم العربي أو الأفريقي، فإن المغرب تفتقر أيضاً إلى إحصاءات دقيقة. يتطلب التوحد رعاية نفسية وتأهيلاً خاصاً، حيث يُظهر الأطفال المصابون به تفاعلات اجتماعية وصعوبات في التواصل، بالإضافة إلى سلوكيات نمطية واهتمامات محدودة. نقص الانتباه وفرط الحركة: تظهر الدراسات أن نقص الانتباه والإفراط الحركي يصيب 1 من كل 30 طفلاً فوق سن 6 سنوات. يعزى هذا الاضطراب إلى خلل في مستويات الهرمونات العصبية مثل الدوبامين والسيروتونين، ما يؤدي إلى صعوبات في التعلم، وفشل دراسي، ومشاكل نفسية وعلاقاتية. صعوبات التعلم: تشير الإحصائيات إلى أن 16-25% من التلاميذ يعانون من صعوبات دراسية، بينما يعاني 2-3% منهم من تأخر ذهني. تُعتبر هذه الصعوبات غير مرتبطة بتأخر ذهني، بل تظهر نتيجة لعدم القدرة على معالجة المعلومات بكفاءة. من أنواع صعوبات التعلم الشائعة: عسر القراءة، عسر الكتابة، عسر الحساب. التأخر الذهني: يعرف التأخر الذهني بأنه نقص في نسبة الذكاء، حيث تكون أقل من 70، يقسم التأخر الذهني إلى درجات خفيفة ومتوسطة وعميقة، ما يؤثر على قدرة الفرد على التكيف مع البيئة المحيطة به. يعزى التأخر الذهني إلى اختلالات جينية مثل متلازمة داون، ومتلازمة تورنر. اضطرابات التنسيق الحركي: تشمل هذه الاضطرابات نقصاً في اكتساب وتنفيذ مهارات التنسيق الحركي، ما يؤدي إلى قلة الدقة في الحركة وبطء شديد وكثرة الأخطاء المتعلقة بالحركة الدقيقة، وهذا يسبب صعوبات كبيرة في الكتابة. الأطفال المصابون باضطراب طيف التوحد غالباً ما يعانون من فرط الحساسية الحسية، ما يجعلهم يشعرون بالارتباك أو القلق في البيئات المليئة بالمحفزات تعتبر اضطرابات اللغة والاتصال الاجتماعي من القضايا المهمة التي تؤثر على تطور الأطفال في مرحلة النمو، وتعرف هذه الاضطرابات بأنها تأخيرات أو نقص في تطور اللغة والكلام والاتصال الاجتماعي، ولا ترتبط بالتخلف الذهني أو بفقدان السمع أو بأية أمراض عصبية. تشمل هذه الاضطرابات عدة جوانب، منها: إعلان اضطرابات اللغة الاستقبالية والتعبيرية: حيث يواجه الطفل صعوبات في فهم اللغة أو التعبير عنها بشكل سليم. اضطرابات الكلام: التي تتعلق بصعوبة النطق أو وضوح الكلام. اضطرابات الاتصال الاجتماعي: التي تؤثر على قدرة الطفل على التفاعل بفاعلية مع الآخرين. تؤدي هذه الاضطرابات إلى صعوبات تعليمية ومهنية، ما يفضي إلى نقص في المشاركة الاجتماعية، ويشكل تحدياً كبيراً في حياة الأفراد المتأثرين. تعد هذه الاضطرابات من أهم القضايا العصبية النمائية التي تبرز في مرحلة الطفولة، إذ إن لها دوراً حاسماً في تشكيل المهارات الاجتماعية والعلاقاتية والمهنية للفرد في المستقبل، ومع ذلك تعاني هذه الفئة من قلة التشخيص وسوء الرعاية في المجتمع، ما يجعلها عرضة للمخاطر النفسية والاجتماعية، ويخلق بيئة غير مفهومة وغير متفهمة لاحتياجاتها؛ حيث يواجه الأطفال المصابون باضطرابات نمائية عصبية صعوبات كبيرة في التنظيم العاطفي، وهو القدرة على إدارة المشاعر والاستجابة للمواقف بشكل مناسب. على سبيل المثال، الأطفال المصابون باضطراب طيف التوحد غالباً ما يعانون من فرط الحساسية الحسية، ما يجعلهم يشعرون بالارتباك أو القلق في البيئات المليئة بالمحفزات. هذا الارتباك يمكن أن يؤدي إلى نوبات غضب أو انسحاب عاطفي، وهذا يعيق تطورهم النفسي ويجعلهم أكثر عرضة للقلق والاكتئاب. بالإضافة إلى ذلك، يعاني هؤلاء الأطفال غالباً من تدني احترام الذات، بسبب الصعوبات التي يواجهونها في المدرسة أو في التفاعلات الاجتماعية. على سبيل المثال، الطفل المصاب باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه قد يتعرض للتوبيخ المتكرر بسبب عدم قدرته على التركيز، ما يعزز لديه شعوراً بعدم الكفاءة. هذا الشعور يمكن أن يؤدي إلى القلق المزمن أو الاكتئاب، خاصة إذا لم يتم تقديم الدعم النفسي المناسب. وتتأثر عملية تكوين الهوية بشكل كبير بالتجارب الاجتماعية والتفاعلات اليومية. الأطفال المصابون باضطرابات نمائية عصبية قد يواجهون صعوبة في فهم أنفسهم بسبب الاختلافات التي يلاحظونها بينهم وبين أقرانهم، وهذا يمكن أن يؤدي إلى ارتباك الهوية أو رفض الذات، خاصة إذا كانوا يتعرضون للتنمر أو الوصمة الاجتماعية. وبالتالي، فإن هذه الصعوبات تعمق التحديات النفسية التي يواجهونها، ما يجعلهم أكثر عرضة للعزلة والاضطرابات العاطفية. وعلى الصعيد الاجتماعي، تعتبر المهارات الاجتماعية عنصراً أساسياً في التفاعل مع الآخرين. الأطفال المصابون باضطرابات نمائية عصبية غالباً ما يعانون من عجز في المهارات الاجتماعية. على سبيل المثال، الطفل المصاب باضطراب طيف التوحد قد يواجه صعوبة في فهم لغة الجسد أو نبرة الصوت، ما يجعل تفاعلاته الاجتماعية تبدو غريبة أو غير مناسبة. هذه الصعوبات تؤدي إلى سوء فهم من قبل الآخرين، ما يعيق بناء العلاقات الصحية. نتيجة لذلك، قد يعاني هؤلاء الأطفال من العزلة الاجتماعية. على سبيل المثال، الطفل الذي لا يفهم قواعد اللعب الجماعي قد يتم استبعاده من قبل أقرانه، ما يؤدي إلى الانسحاب الاجتماعي. هذا الانسحاب يمكن أن يعزز لديه شعوراً بالوحدة، ويزيد من خطر الإصابة بالاكتئاب. بالإضافة إلى ذلك، فإن العزلة الاجتماعية تقلل من فرصهم في تطوير مهاراتهم الاجتماعية بشكل طبيعي، ما يعمق الفجوة بينهم وبين أقرانهم. الأطفال المصابون باضطرابات نمائية عصبية غالباً ما يكونون أكثر عرضة للتنمر بسبب سلوكياتهم أو صعوباتهم في التواصل. هذا التنمر يمكن أن يؤدي إلى صدمة نفسية ويزيد من حدة المشاكل النفسية مثل القلق والاكتئاب. بالإضافة إلى ذلك، قد يواجه هؤلاء الأطفال وصمة اجتماعية بسبب عدم فهم المجتمع لطبيعة اضطراباتهم، ما يعمق شعورهم بالاختلاف والعزلة. تعتبر برامج التدريب على المهارات الاجتماعية أداة فعالة لمساعدة الأطفال على تعلم كيفية بدء المحادثات، وفهم لغة الجسد، والتفاعل مع الآخرين بشكل فعال لا تقتصر آثار الاضطرابات النمائية العصبية على الطفل نفسه، بل تمتد إلى أسرته. الوالدان قد يعانيان من ضغوط نفسية بسبب صعوبات التعامل مع الطفل، خاصة إذا كانت الاضطرابات مصحوبة بسلوكيات صعبة مثل العدوانية أو الانسحاب. هذا الضغط يمكن أن يؤدي إلى توتر العلاقات الأسرية ويؤثر على الصحة النفسية للوالدين وبالتالي، فإن دعم الأسرة يصبح عاملاً حاسماً في مساعدة الطفل على التكيف. يعتبر الدعم الاجتماعي عاملاً أساسياً في تخفيف الآثار السلبية للاضطرابات النمائية العصبية. الأسرة المتفهمة والمتعلمة حول طبيعة هذه الاضطرابات يمكنها أن توفر بيئة داعمة تساعد الطفل على تطوير مهاراته النفسية والاجتماعية. بالإضافة إلى ذلك، يمكن للمدارس والبرامج المجتمعية أن تؤدي دوراً مهماً في تعزيز الاندماج الاجتماعي لهؤلاء الأطفال، ما يقلل من شعورهم بالعزلة ويزيد من فرصهم في التفاعل الإيجابي مع الآخرين. ويعد العلاج السلوكي أحد الأساليب الفعالة لمساعدة الأطفال على تطوير مهارات التنظيم العاطفي والاجتماعي. على سبيل المثال، التحليل السلوكي التطبيقي يستخدم لتعليم الأطفال المصابين باضطراب طيف التوحد كيفية التفاعل مع الآخرين بشكل مناسب. وتعتبر برامج التدريب على المهارات الاجتماعية أداة فعالة لمساعدة الأطفال على تعلم كيفية بدء المحادثات، وفهم لغة الجسد، والتفاعل مع الآخرين بشكل فعال. هذه البرامج يمكن أن تقلل من العزلة الاجتماعية وتعزز ثقة الطفل بنفسه. وتعزيز الوعي المجتمعي حول الاضطرابات النمائية العصبية يمكن أن يقلل من الوصمة الاجتماعية ويخلق بيئة أكثر تقبلاً ودعماً للأطفال وأسرهم. هذا يشمل تثقيف المعلمين والأقران وأفراد المجتمع حول كيفية التفاعل مع هؤلاء الأطفال بشكل إيجابي. الاضطرابات النمائية العصبية تشكل تحديات كبيرة للتطور النفسي والاجتماعي للأطفال، ولكن مع الفهم الصحيح والدعم المناسب، يمكن التغلب على هذه التحديات. من خلال التدخلات المبكرة والبرامج التعليمية والاجتماعية المصممة خصيصاً لاحتياجات هؤلاء الأطفال، يمكن مساعدتهم على تحقيق إمكاناتهم الكاملة والعيش حياة مرضية، وتعزيز الوعي بقضايا هؤلاء الأطفال ليس فقط مسؤولية أسرهم، بل مسؤولية المجتمع بأكمله.