logo
آيا صوفيا.. إليكم أسراعر أحد أشهر المباني الدينية في العالم

آيا صوفيا.. إليكم أسراعر أحد أشهر المباني الدينية في العالم

CNN عربية٠٤-٠٥-٢٠٢٥

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- تُعد زيارة آيا صوفيا تجربة روحية سواء كنت من المتدينين أم لا. والعبقرية المعمارية لهذا المكان المقدّس، الذي بُني ككنيسة في عام 537 ميلادي قبل أن يتحول إلى مسجد في عام 1453، تخلق وهمًا بالاتساع. إذ تشعر وكأن المكان يبدأ في التمدد بمجرد دخولك إليه.
الفن داخل المبنى يعد شهادة على التعايش، فلا يوجد مكان آخر على وجه الأرض تتجاور فيه الفسيفساء المسيحية للقديسين والحكام البيزنطيين مع الخط الإسلامي.
اليوم، تُعد آيا صوفيا واحدة من أروع المساجد في العالم، إلا أنها أكثر من ذلك، فهي رمز، وظاهرة ثقافية، ونُصب تذكاري أيضًا.
كما هو الحال مع معظم المعالم العظيمة، من الطبيعي أن يكون لهذا الهيكل أساطير خاصة بها.
ومن بين العديد من القصص التي تُروى عن هذا المبنى، بعضها صحيح، وبعضها مبالغ فيه، وبعضها خيالي تمامًا.
بُني هيكل آيا صوفيا الحالي في القرن السادس الميلادي عندما كانت القسطنطينية، التي تعرف اليوم بإسطنبول، قلب الإمبراطورية البيزنطية المسيحية الأرثوذكسية التي نشأت مع تراجع هيمنة روما القديمة. وحكمت أجزاءً واسعة من أوروبا، وشمال إفريقيا، وصولاً إلى ما يُعرف اليوم بإسبانيا، وليبيا، ومصر، وتركيا، حتى سقطت المدينة في أيدي العثمانيين عام 1453.
والمبنى الذي نراه اليوم ليس هو الأصلي، فسبقه كنيستان بُنيتا في الموقع ذاته، وقد بُنيتا بدورهما فوق معبد وثني قديم.
ويُقال إنّه تم تكليف بناء أول كنيسة من قِبل الإمبراطور قسطنطين، الإمبراطور الروماني الذي اعتنق المسيحية ونقل مركز الإمبراطورية الرومانية إلى القسطنطينية، مُدشِّنًا بذلك العصر البيزنطي.
أما النسخة الثانية من الكنيسة، فقد افتتحها الإمبراطور ثيودوسيوس الثاني عام 415 ميلادي، لكنها أُحرقت مرة أخرى في عام 532 ميلادي.
أما الكنيسة الثالثة، وهي آيا صوفيا الحالية، فقد بُنيت على يد الإمبراطور جستنيان الأول، الإمبراطور الطموح الذي أمر ببدء البناء عام 523 ميلادي.
وبحسب مصدر تاريخي مجهول نقله المؤرخ التركي من القرن العشرين، رشاد أكرم قوجو، في "Istanbul Encyclopedia"، أراد جستنيان الأول أن تكون كنيسته أكبر وأكثر فخامة من معبد سليمان في القدس، الذي قيل أنّه بُني في القرن العاشر قبل الميلاد.
وخلال فترة البناء التي استغرقت خمس سنوات، أمر جستنيان الأول حكّام الأقاليم بإرسال أروع التحف الأثرية من أطلال العصور القديمة في مناطقهم إلى القسطنطينية لاستخدامها في بناء آيا صوفيا.
ويبدو أن ذلك قد أثمر، فبحسب المصدر المجهول ذاته، عندما دخل جستنيان الأول الكنيسة لأول مرة شعر بالرهبة، وركض نحو المذبح، ورفع رأسه ليشكر الرب على منحه الفرصة لبناء مثل هذه الأعجوبة، ثم صرخ: "لقد تفوقت عليك يا سليمان!"
قد تبدو قصة شيقة لكنها، بحسب المؤرخ والخبير بشأن آيا صوفيا، سادات بورنوفالي، غير صحيحة.
وتلك المعلومات مجهولة المصدر كُتبت بعد حوالي 300 عام من بناء آيا صوفيا. ولا تظهر هذه القصة في أعمال بروكوبيوس، المؤرخ الرسمي للإمبراطور جستنيان الأول، الذي كتب أيضًا كتابًا نقديًا عن الإمبراطور بعنوان "التاريخ السري".
بناء باهظ التكلفة بشكل أسطوري
بصرف النظر عن الدوافع وراء ذلك، فإن تكلفة المشروع والعجلة في بدء بناء واحد من أعظم الهياكل الضخمة في عصره قد اكتسبتا مكانة شبه أسطورية.
قيل إنّ تكلفة المشروع كانت هائلة، وفي كتابه بعنوان "سقوط الإمبراطورية الرومانية: تاريخ جديد لروما والبرابرة"، أفاد المؤرخ بيتر هيذر أنّ الإمبراطور الروماني جستنيان الأول دفع "ما بين 15 إلى 20 ألف رطل من الذهب".
أما حسب "Istanbul Encyclopedia" الصادرة عام 1945، فقدّرت التكلفة بمبلغ أكثر تواضعًا، ولكنه لا يزال هائلاً، وهو 75 مليون دولار، أي ما يعادل 1.3 مليار دولار اليوم. وهذا أكثر من تكلفة إعادة بناء كاتدرائية نوتردام البالغة مليار دولار.
مسجد بصور مسيحية
في عهد البيزنطيين، أصبحت آيا صوفيا مركزًا للمسيحية الأرثوذكسية وآخر رمز قائم لإمبراطوريتهم. ولكن في عام 1453، عندما استولى السلطان العثماني محمد الثاني (المعروف أيضًا بمحمد الفاتح) على القسطنطينية، مهد انتصاره الطريق لقيام الدولة العثمانية، التي استمرت حتى عام 1922.
وللدلالة على تفوق الإسلام، وكذلك للإيحاء بأن العثمانيين هم الورثة الحقيقيون للرومان، حوّل محمد آيا صوفيا إلى مسجد، لكنه احتفظ باسمها الأصلي.
وبعد فتح القسطنطينية، أدى السلطان الشاب، أول صلاة جُمعة له هناك، ليبدأ تقليدًا اتبعه جميع السلاطين العثمانيين اللاحقين.
صمد مبنى آيا صوفيا في وجه العديد من الثورات، والاحتلالات، والاضطرابات، والنهب، والكوارث الطبيعية (ويُقال إن بناؤها على قاعدة من الصخر الصلب ساعدها على النجاة من الزلازل). قلة من المباني التي تعود إلى تلك الحقبة تم الحفاظ عليها بهذه الدرجة من الكمال وبحالة شبه مكتملة.
ولعبت السلالة العثمانية، وخصوصًا محمد الفاتح، دورًا محوريًا في الحفاظ عليها.
ويقول المحرر والباحث الحضري حسن مرت كايا: "(محمد) قال لجيشه إنّه إذا فتحوا المدينة، فستكون لهم لثلاثة أيام، باستثناء آيا صوفيا".
كتب قوجو في "Istanbul Encyclopedia" أن محمد لم يأمر بتغطية الفسيفساء المسيحية، رغم من أن الإسلام يحرّم الفن التصويري في السياقات الدينية.
ومع ذلك، بعد قرن من الزمن، أمر السلطان سليمان الأول بتغطيتها بطبقة من الجص.
ومن خلال إنشاء الجمهورية التركية على يد العِلماني، مصطفى كمال أتاتورك، أصبح بإمكاننا رؤيتها اليوم.
أُغلق المبنى أمام العامة في أوائل الثلاثينيات لأعمال الترميم، ثم تم تحويله إلى متحف في عام 1935 بمرسوم من أتاتورك، الذي أمر أيضًا بكشف وترميم الفسيفساء البيزنطية.
من مسجد إلى متحف إلى مسجد مجددًا
يقع معلم آيا صوفيا اليوم في قلب صراع على السلطة، وهو صراع تعكسه قصص وأساطير ماضيه بقدر ما تعكسه إعادة تصنيفها الأخيرة كمسجد.
أصبح المبنى مفتوحًا للزوار مثل العديد من المساجد الأخرى في إسطنبول، مثل السليمانية، والمسجد الأزرق، وجامع الفاتح. ورغم أن تقديم تذكرة دخول بقيمة 25 يورو في عام 2024 قد أثار بعض الدهشة، إلا أن عام 2025 شهد بداية مشروع ترميم يستمر ثلاث سنوات، يهدف إلى تجديد القبة المركزية، ليشكل بذلك العمل الترميمي الأوسع نطاقًا في تاريخه الممتد لـ1،500 عام.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

شاهد نجمة اليوتيوب "المعلمة راشيل" تغني مع طفلة مبتورة القدمين من غزة
شاهد نجمة اليوتيوب "المعلمة راشيل" تغني مع طفلة مبتورة القدمين من غزة

CNN عربية

timeمنذ 2 أيام

  • CNN عربية

شاهد نجمة اليوتيوب "المعلمة راشيل" تغني مع طفلة مبتورة القدمين من غزة

التقت نجمة اليوتيوب ومعلمة الأطفال، راشيل أكورسو المعروفة باسم "المعلمة راشيل"، التي حققت أغنيتها "أغاني للصغار" مليارات المشاهدات، بطفلة من غزة، تبلغ من العمر ثلاث سنوات، مبتورة القدمين، وغنت معها إحدى أغانيها الشهيرة. أكورسو، التي يتابعها الملايين عبر منصات التواصل الاجتماعي، كانت صريحة في آرائها حول معاناة أطفال غزة من أزمة إنسانية، وتقول إنها تلقت الدعم والتنمر بسبب منشوراتها. المزيد من التفاصيل في تقرير مراسلة شبكة CNN، مينا دورسون من نيويورك. قراءة المزيد أمريكا إسرائيل أطفال غزة

شاب متعدد اللغات يحصد الملايين عبر الإنترنت..ماذا قال عن العربية؟
شاب متعدد اللغات يحصد الملايين عبر الإنترنت..ماذا قال عن العربية؟

CNN عربية

timeمنذ 3 أيام

  • CNN عربية

شاب متعدد اللغات يحصد الملايين عبر الإنترنت..ماذا قال عن العربية؟

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- "المعذرة، من أين أنت؟ أراهن أنني أستطيع تخمين لغتك". عندما يتجول يوجي بيليزا في شوارع العاصمة النمساوية فيينا، فإنه لا يرى الحشود فحسب، بل يرى تحديًا وفرصةً للتواصل. خلال مقابلات عفوية في الشارع، يُفاجئ الشاب الياباني الأيرلندي متعدّد اللغات المارة بإلقاء التحية عليهم بلغتهم الأم.بابتسامته العريضة ومهاراته اللغوية السريعة، أصبح بيليزا نجمًا عبر وسائل التواصل الاجتماعي، حيث يتمتع بأكثر من 2.7 مليون متابع على "إنستغرام"، و3.6 مليون على "تيك توك"، و388 ألف متابع على "يوتيوب". قال الشاب البالغ من العمر 27 عامًا: "إذا قلتَ بضع عبارات فحسب، فإن ذلك طريقة رائعة لكسر الجليد". اكتشف بيليزا موهبته في اللغات في وقتٍ مبكر من حياته، بفضل نشأته في بيئة متعددة الثقافات. نشأ الشاب في كيوتو باليابان مع أم أيرلندية تُدرّس اللغة الإنجليزية وتتحدث أربع لغات، وهي الإنجليزية، والأيرلندية، واليابانية، والإسبانية، وأب ياباني يعمل كحارس أمن. التحق بيليزا بالمدارس الحكومية المحلية في كيوتو، حيث كان طالبًا مجتهدًا، ولعب كرة السلة، وتمتع بأصدقاء. لكنه لم يشعر قط بأنه مقبول تمامًا، إذ أوضح: "كانوا يشيرون إلي بعبارة أجنبي دائمًا لأنّي كنت الطفل الوحيد في المدرسة من عرق مختلط. شعرتُ وكأنني لا أعرف إلى أين أنتمي". في السادسة عشرة من عمره، أمضى بيليزا عامًا تكوينيًا في تيبيراري بقلب أيرلندا، للتواصل مع ثقافة والدته. لكن لم يُنظر إليه كأيرلندي بالكامل أيضًا في الجهة الأخرى من العالم. انجذب بيليزا نحو مجتمع المهاجرين المحلي، حيث التقى بأشخاصٍ من ليتوانيا وبولندا يتحدثون لغتهم المشتركة، أي الروسية. وفكّر الشاب آنذاك: "إذا أردتُ تكوين صداقات أكثر، يجب عليّ تعلم الروسية أيضًا. هذا ما حفّزني حقًا". ألهمته تجربته في أيرلندا لدراسة اللغة الروسية في الجامعة وقضاء عام في برنامج تبادل طلابي في سانت بطرسبرغ بروسيا. أثناء تعلم لغات جديدة، يعتمد بيليزا على مجموعة من الاستراتيجيات، مثل مشاهدة مقاطع الفيديو عبر الإنترنت، وتدوين الملاحظات في دفتره، والتدرب مع الأصدقاء، والاستماع إلى المذكرات الصوتية على هاتفه، ودراسة الكتب التقليدية. بما أنّه كان مهتمًا بتطوير لغته الألمانية بشكلٍ خاص، قرّر الشاب الالتحاق ببرنامج ماجستير في العلوم السياسية في فيينا بالنمسا، حيث يمكنه مواصلة ممارسة اللغة.عاش بيليزا في المقاطعة العاشرة بفيينا، المعروفة بكثرة المهاجرين، وكان يسمع باستمرار محادثات بالتركية، والصربية، والعربية، والكردية حوله، ما أتاح له فرص عديدة لتنمية مهاراته اللغوية.وجد بيليزا نفسه عند مفترق طرق عندما تخرج من برنامج الماجستير في عام 2023، وكان طموحه العمل في مجال الشؤون الدولية. وبينما كان ينتظر ردودًا على طلبات التوظيف، عاد إلى اليابان بحثًا عن فرصة عمل. لكن مع مرور الأشهر من دون ظهور أي فرص في الأفق، قرر المخاطرة والعودة إلى فيينا. بدأ بيليزا باستكشاف فكرة إنتاج مقاطع الفيديو على وسائل التواصل الاجتماعي. وقال: "سليمان من تركيا من أعز أصدقائي. وقد شجعني على البدء بنشر مقاطع فيديو لنفسي وأنا أتحدث اللغة التركية". من ثمّ بدأ المعلقون يشجعونه على التحدث باللغة الكازاخستانية أكثر، وانخرط بيليزا في الأمر. لذا بدأ الشاب بتصوير مقاطع فيديو باللغة الكازاخستانية. وأوضح بيليزا، الذي عُيّن مؤخرًا سفيرًا رسميًا للسياحة الكازاخستانية: "تراكمت الأمور تدريجيًا منذ ذلك الحين"، لافتًا إلى أن "مقاطع الفيديو الكازاخستانية لم تكن برعاية أي جهة، بل كانت نابعة من حب حقيقي وفضول تجاه الثقافة الكازاخستانية". أكسبته مقاطع الفيديو الطريفة في البداية بعض الكباب المجاني هنا وهناك، لكنه الآن يتعاون مع مجموعة واسعة من الجهات الراعية، من تطبيقات اللغات، إلى شركات الاتصالات، والعناية بالأسنان، ما مكّنه من تحويل حبه للغة إلى مهنة. يتحدث بيليزا الآن خمس لغات بطلاقة (اليابانية، والإنجليزية، والروسية، والألمانية، والتركية)، كما أنّه يستطيع إجراء محادثات بعشر لغات أخرى تقريبًا. عند مشاهدة مقاطع الفيديو الخاصة به، يتّضح مدى سرعة تعرّفه إلى اللغات واستجابته لها، في غضون ثوانٍ فقط غالبًا. A post shared by Yuji Beleza (@yuji_beleza) مشهد يتكرّر 17 مرة في اليوم.. زوار محطة باليابان ينتظرون هذه "القُبلة" بفارغ الصبر يستطيع بيليزا قول عدّة عبارات بأكثر من 40 لغة الآن، ولكنه لا يزال يتلعثم أحيانًا، وفقًا لما قاله، إذ شرح: "اللغة العربية صعبة عليّ، وخاصةً من ناحية النطق. كما أنّ لغات جنوب شرق آسيا، مثل الفيتنامية، والتايلاندية، تُشكّل تحديًا خاصًا". رُغم ما توحي به مقاطع الفيديو التي ينشرها، إلا أنّه لا يعتبر نفسه موهوبًا بشكلٍ طبيعي، حيث أوضح: "في الواقع، لم أكن أحبّ تعلم اللغات في المدرسة. لم أجد دافعًا حقيقيًا إلا بعد رحلتي إلى أيرلندا".يعمل بيليزا، بالتعاون مع مصوره ومدير أعماله الحالي على تطوير منصة لتعلم اللغات تُسمى " Zero to Fluent"، وهي مصممة لجعل تعلم اللغات أكثر متعة وسهولة. على المدى البعيد، يحلم الشاب بالسفر حول العالم، وتسليط الضوء على اللغات والثقافات من خلال مقاطع فيديو قصيرة ومشاريع قصصية سردية أعمق. وسط اللا مكان.. كوخ عمره 200 عام يحصل على نجمة ميشلان بأيرلندا

مصورة تعيد إنشاء صور رحلات والدتها من التسعينيات
مصورة تعيد إنشاء صور رحلات والدتها من التسعينيات

CNN عربية

timeمنذ 3 أيام

  • CNN عربية

مصورة تعيد إنشاء صور رحلات والدتها من التسعينيات

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- تقضي المصورة البريطانية روزي لاغ غالبية وقتها مع والدتها هايلي تشامبيون. قالت لاغ لـCNN: "والدتي هي أفضل صديقة لي. نتناول الفطور معًا، نذهب إلى صالة الألعاب الرياضية معًا، نخرج في نزهات معًا، ونتحدث عن أي شيء وكل شيء تقريبًا". لذلك، عندما بدأت لاغ، التي تبلغ من العمر 22 عامًا، التخطيط لمغامرة سفر مدتها ثلاثة أشهر إلى جنوب شرق آسيا، وهي أول رحلة طويلة لها مع حبيبها، شاركت أفكار السفر فورًا مع والدتها. بدورها، بدأت والدة لاغ تتحدث عن ذكرياتها خلال فترة إقامتها في تايلاند وماليزيا، حيث عملت لفترة في منتصف فترة التسعينيات. وأخبرت ابنتها أن لديها مجموعة من الصور من تلك الفترة، مخبأة داخل صندوق في مكان ما بالمنزل. شجعتها لاغ للبحث عن الصور، إذ كانت مهتمة بذلك جزئيًا كمصورة، خاصة أنها أحبت أيضا فكرة إلقاء نظرة على سنوات شباب والدتها وقصة الحب التي جمعت بين والديها. علمت لاغ أن والدتها ووالدها التقيا خلال فترة التسعينيات أثناء تدريسهما لرياضة الغوص في ماليزيا، لكنها لم تكن تعرف الكثير عن تلك الفترة من حياتهما هناك. وتتذكر قائلة: "أخذتني أمي في جولة بين جميع صور الأفلام التي تحتفظ بها في العلّية". وكانت قد التقطت الصور باستخدام كاميرا "Olympus mju"، وهي كاميرا فيلم صغيرة فضية اللون طُرحت للبيع لأول مرة في عام 1991، وكانت تشامبيون تحملها في حقيبتها بالعقد الذي تلى ذلك. وقد شهدت هذه الكاميرا نهضة في موقع "eBay" خلال السنوات الأخيرة، لكن لاغ وقعت في حب صور والدتها التي التقطتها بهذه الكاميرا في أوائل العشرينيات من عمرها، حيث كانت تبتسم للكاميرا، وتتناول الزلابية، وتستكشف الأسواق، وتسير على الشواطئ الرملية. كانت تلك الصور بمثابة نافذة رائعة تطل بها على حياة والدتها ورحلاتها قبل ثلاثة عقود. التقوا بإجازة في المكسيك.. 3 أصدقاء يعيدون إنشاء صورة عمرها 30 عاما لكن، ما أثار دهشة كل من الأم والابنة في ذلك اليوم، هو الشبه الكبير بينهما كأم وابنتها. بينما كانت تتصفح الصور، تشكلّت فكرة في ذهنها، حيث التفتت إلى والدتها وقالت: سيكون من الرائع لو تمكنت من إعادة إنشاء هذه الصور". وقد ترسخت هذه الفكرة عندما اكتشفت تشامبيون أنها ما زالت تحتفظ بالكاميرا القديمة، رغم أنها توقفت عن استخدامها منذ وقت طويل لصالح هاتفها الذكي. وهكذا، وضعت لاغ الكاميرا التي مضى عليها 30 عامًا داخل حقيبة ظهرها، واستقلت طائرتها إلى تايلاند. وصلت لاغ إلى جنوب شرق آسيا وهي تحمل الكاميرا القديمة، وصور والدتها المحفوظة في هاتفها، ومن دون أي خطة واضحة، بدأت رحلتها في إندونيسيا، إذ كانت تخطط لاستكشاف كل من سنغافورة، وماليزيا، وتايلاند، وفيتنام، والفلبين. لم تكن لاغ تمتلك المواقع الدقيقة التي التُقطت فيها صور والدتها في التسعينيات. وبدلًا من محاولة العثور على الأماكن ذاتها، قررت لاغ أن تبحث فقط عن أماكن تُشبه تلك التي تظهر بصور والدتها. كانت تريد أن تركز أكثر على التقاط لحظة مماثلة في الزمن. على سبيل المثال، ظهرت تشامبيون بإحدى الصور من التسعينيات، وهي تمشي مبتعدة عن الكاميرا على شاطئ رملي فارغ، إذ تعتقد أن هذه الصورة التقطت في جزيرة "Ko Phi Phi Don" التايلاندية. بعد ثلاثة عقود، وجدت لاغ نفسها جالسة على شاطئ "Selong" بجزيرة لومبوك في إندونيسيا، تنظر إلى الأفق. ولاحظت أن خط الساحل كان مشابها لذلك الموجود في صورة والدتها. رغم أن جزيرة "Ko Phi Phi Don" تبعد حوالي 2،600 كيلومتر عن لومبوك، شعرت لاغ أن هناك تشابهًا جماليًا بينهما يستحق التوثيق. 4 صديقات يعدن إنشاء صورة التقطت لهن أثناء إجازة في عام 1972 كان لون السماء أزرق بشكل مشابه، كما أنها شعرت بالسعادة الهادئة التي بدت بالصورة الأصلية. قامت لاغ بضبط زاوية التصوير، ثم سلّمت الكاميرا إلى حبيبها، وبدأت تمشي مبتعدة عن الكاميرا، تمامًا كما فعلت والدتها في الصورة من التسعينيات. نظرًا لطبيعة التصوير الفوتوغرافي على الفيلم، لم يكن بوسع لاغ أن تفكر كثيرًا في النتيجة، إذ أن شريط الفيلم يحتوي على 36 صورة فقط، إذ تذكرت موضحة: "كل صورة التقطناها كانت بمحاولة واحدة فقط". وأضافت أن هذا القيد كان جزءًا من مشروعها لإعادة إنشاء صور والدتها. بعد حوالي عقدين..طيار وابنته يعيدان إنشاء الصورة ذاتها بقمرة القيادة في لحظة "رائعة" في وقت لاحق من رحلتها، أثناء وجودها في الفلبين وفيتنام، قامت لاغ بتحميض بعض الصور التي التقطتها، وشاهدت لأول مرة صورها المعاد تجسيدها. وقد أسعدتها النتائج كثيرًا، وأرسلت بعض الصور إلى والدتها في المملكة المتحدة. لفتت لاغ إلى أن والدتها أحبت الصور، ولم يكن الشبه بينهما يومًا بهذا الوضوح. عند وضع الصور جنبًا إلى جنب، كان من الصعب أحيانًا التمييز ما إذا كانت الصورة للاغ أم لوالدتها تشامبيون، وما إذا كانت التُقطت في عام 1994 أم عام 2024. وأكدّت لاغ: "كان من الممتع جدًا إعادة تجسيد الصور ورؤية مدى التشابه بيننا في الواقع".

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store