logo
جامعة الروح القدس احتفلت بعيد شفيعها عشية عيد العنصرة

جامعة الروح القدس احتفلت بعيد شفيعها عشية عيد العنصرة

احتفلت جامعة الروح القدس – الكسليك بعيد شفيعها، عشية عيد العنصرة ، في احتفال حمل عنوان: "أضئ الطريق بشعلة الحكمة".
تخلل الاحتفال قدّاس ترأسه قدس الأب العام هادي محفوظ الرئيس العام للرهبانية اللبنانية المارونية، عاونه فيه الأب طوني عيد أمين السر العام للرهبانية، ورئيس الجامعة الأب طلال هاشم. كما شارك في القدّاس الآباء المدبّرون العامّون، والمسؤولون العامّون، الرئيس المنتخب للجامعة الأب جوزيف مكرزل ولفيف من الآباء، بحضور عدد من الشخصيّات السياسية والقضائية والروحية والتربوية والاجتماعية والإعلامية، وأعضاء مجلس الجامعة وأسرتها التعليمية والإدارية. وخدمت القدّاس جوقة الجامعة بإدارة الأب ميلاد طربيه.
الأب العام محفوظ
وبعد الإنجيل المقدس، ألقى الأب العام محفوظ عظة استهلّها بالتأكيد على فرحه العميق بلقاء العائلة الجامعية في "مكان جميل وعابق بالروح"، كما وصفه، مشيرًا إلى أن هذا الفضاء الروحي يرفع الإنسان فوق همومه اليومية، ويفتح له باب الدخول في أسرار الله والتأمل في حضوره.
وأكد أن الإنسان معرّض دومًا للانشغال بيومياته ومشاغله، إلا أن الحل لا يكمن في الهروب منها، بل في العودة إليها بروح الله، مستشهدًا بحدث العنصرة كما ورد في سفر أعمال الرسل، حين حلّ الروح القدس على التلاميذ كألسنة من نار، ومنحهم نعمة الانطلاق برسالة الروح في الحياة اليومية إلى العالم أجمع.
وشدد على أهمية حضور الروح في العلاقات اليومية، وعلى ضرورة فحص الذات لمعرفة مدى تجلّي ثمار الروح، كالمحبة والوداعة وغيرها، في التعامل مع الآخرين، خاصة في جامعة "الروح القدس" التي يفترض أن تكون مرآة لهذا الحضور.
كما أكد الأب العام محفوظ أن الرهبانية اللبنانية المارونية تواكب جامعة الروح القدس – الكسليك بنبضها ورسالتها، مشددًا على أن الجامعة تبقى وفية لقيم الجودة، ولخدمة الإنسان بكل أبعاده الأكاديمية والروحية والإنسانية.
ووجّه شكره العميق لرئيس الجامعة الأب طلال هاشم، مثنيًا على جهوده خلال ست سنوات من الرئاسة، واجه فيها أزمات جسيمة مثل جائحة كورونا، والانهيار الاقتصادي، وتداعيات الحروب، لكنه تمكّن من التصدي لها "بنشاط وروح رهبانية أصيلة" برفقة فريق عمل مميز، ما عكس قيم الرهبانية وأمانتها لرسالتها.
كما عبّر عن فخره الكبير بالجامعة وعائلتها، مؤكدًا أن المسيرة ستستمر بروح الروح القدس، الذي تحمل الجامعة اسمه، "ليظلّ لغة التفاهم بين الجميع ودافعًا للتفكير في المرحلة المقبلة".
وختامًا، هنّأ الأب العام محفوظ الرئيس المنتخب للجامعة، الأب جوزيف مكرزل، متمنيًا له التوفيق في مهمته التي تبدأ في 7 تموز، كما خصّ بالشكر الأب ميلاد طربيه على عمله المتقن في قيادة الجوقة، موجّهًا تحية لجميع أعضائها، ومثمّنًا انتماء والتزام العائلة الجامعية في دفع رسالة الجامعة قدمًا.
الأب هاشم
وبعد القداس، ألقى رئيس الجامعة الأب طلال هاشم خطابه السنوي. وقد استهله بالتشديد على "أنّ هذه المناسبة تشكّل لحظة جوهريّة في الإيمان المسيحي وذكرى متأصلة بعمق في هوية جامعتنا ورسالتها، وفرصة للاستماع إلى همسات الروح القدس وتذكرنا بمن دعينا أن نكون".
وتحت شعار "ولكن متى جاء روحُ الحقّ، فهو يُرشِدُكم إلى الحقِّ كُلِّه"، عرض الأب هاشم حصيلة ستّ سنوات من العمل المشترك تحت عنوان: "ست سنوات من الرسالة (الأهداف)، التقدّم، والإمكانات". وأكد أنّ الجامعة واجهت تحديات وطنيّة غير مسبوقة منذ بدء ولايته، منها الانهيار الاقتصاديّ، وجائحة كورونا، وانفجار مرفأ بيروت، لكنها ظلّت وفيّةً لهويّتها ورسالتها الأكاديميّة والاجتماعيّة.
استعرض الأب هاشم رؤية رئاسية طموحة تمحورت حول أربع أولويّات: الصمود، الابتكار، الشموليّة، والخدمة. وأشار إلى خطوات تحوّل مؤسّسيّ واستراتيجيّ اعتمدت تعزيز التميّز الأكاديمي، التحوّل الرقمي، الانخراط المجتمعي، ودعم الهيئتين الأكاديميّة والإداريّة، فضلًا عن تجديد العقد الاجتماعيّ مع المجتمع اللبنانيّ.
وأكد أنّ هذه الرؤية لم تكن جامدة، بل خريطةُ طريقٍ حيّة تكيّفت مع الأزمات، وانطلقت من قناعةٍ بأنّ الجامعة مدعوّة للقيادة وخدمة المجتمع في زمن التحوّل.
تحوّل مؤسّسيّ في ظلّ الحوكمة والتحديات
وأشار إلى أنه في خضم الأزمات، قادت الجامعة الروح القدس - الكسليك، مسارًا تحويليًا شاملاً، تمثّل في إعادة هيكلتها إداريًا وأكاديميًا، وتعزيز المكانة العالمية للجامعة واعتماد نهج حوكميّ يرتكز على الشفافية والفعالية. كما أنشأت الجامعة لجنة لإدارة الأزمات وأعادت تنظيم المكاتب والوحدات الإدارية لتعزيز الأداء، بينما خضعت إدارة الموارد البشرية لمراجعة جذرية. وتم تطوير البرامج الأكاديمية، وإطلاق برنامج تأسيسي متعدد التخصصات، مع التركيز على مواءمة التعليم مع سوق العمل... وعلى صعيد الاعتماد، جامعة الروح القدس – الكسليك تسعى للحصول على الاعتماد الأكاديمي والاعتراف المؤسسي. حصلت الجامعة على أهليّة التقدم للاعتماد من هيئة نيو إنجلاند لاعتماد التعليم العالي (NECHE) في 2021، ثم نالت صفة الترشيح في 2023. وبفضل استدامتها المؤسسية وحوكمتها المالية القوية، تم تقليص فترة الترشيح من خمس سنوات إلى سنتين ونصف. تلقت الجامعة زيارة الاعتماد الاستباقية في الفصل الدراسي الثاني 2024-2025، ومن المتوقع أن تخضع للتقييم الذاتي وزيارة الاعتماد الأولى في الفصل الأول 2025-2026.
في الوقت نفسه، جُدّد اعتماد خدمات دعم الطلاب (Matrix)، واعتماد ABET لبرامج الهندسة والمعلوماتية، واعتماد TEPDAD للبرنامج الطبي، بالإضافة إلى الاعتماد الأوروبي المؤسسي والبرامجي من وكالة evalag
كما جُدّد مؤخرًا معادلة شهادة الماجستير في الهندسة المعمارية بدبلوم فرنسي، مستمر منذ 2015-2016، ويستمر الاعتماد الدولي لبرامج الهندسة المعمارية حتى 2025 من الهيئة الوطنية للاعتماد (NAAB)
في موازاة ذلك، شهد البحث العلمي نهضة ملحوظة، تجلّت في إنشاء وحدات بحثية ومختبرات جديدة وزيادة الإنتاج المنشور وتسجيل براءات اختراع.
ولفت إلى أنه أطلق أيضًا مكتب نقل التكنولوجيا الذي عزّز الابتكار وربط البحوث بالسوق، فيما توسّعت الشراكة مع القطاع الخاص عبر مبادرات نوعيّة شملت تأسيس مختبرات مشتركة، وبرامج تدريبية، ومشاريع ابتكار. وجرى أيضًا إنشاء مركز لتطوير المهارات في المناطق الريفية، ما عمّق البعد المجتمعي للجامعة. ورغم هجرة الكفاءات، حرصت الإدارة على استبقاء الطاقات الأكاديمية من خلال خطة تعويضات تمتد حتى 2027، وتخصيص مسارات مهنية للأساتذة. كذلك، أعيد تفعيل قسم الموارد البشرية وتحديث السياسات والنظم لدعم بيئة أكثر عدلاً وشمولي.
ورأى أن الطلّاب كانوا في صلب هذه التحوّلات: من هيكلة مكاتب الدعم، إلى تطوير خدمات القبول والإرشاد المهني والنفسي، مرورًا برقمنة الامتحانات، وتحديث البنى الرقمية والتعليمية عبر مشاريع ذكية رائدة. وفي قلب هذا المسار، أُطلقت مبادرة لتجديد الهوية المؤسسية، عزّزت الحضور الرقمي ورفعت نسبة التفاعل. وتأسس مركز الكتابة لدعم المهارات الأكاديمية، بينما وضعت خطة مالية لضمان استدامة الموارد، وتسوية الالتزامات السابقة، وضمان الرواتب بالدولار النقدي.
قيادة غير تقليدية في زمن استثنائي
وختم كلمته مؤكدًا أن ما تَسلّمه عام 2019 لم يكن منصبًا إداريًّا فحسب، بل أمانة مقدسة ومتجذرة في الروحانية المارونية العريقة، وفي تقليدٍ يجمع بين التأمّل والعمل، وبين الإيمان والخدمة.
وفي مرحلةٍ حافلة بالتحديات الوطنية والعالمية، لا سيما جائحة كورونا والانهيار الاقتصادي في لبنان، اختار الأب هاشم أن يقود الجامعة برؤية غير تقليدية، واضعًا نصب عينيه تجديد الهوية من دون التفريط بالجذور. فقاد مشروعًا إصلاحيًّا شاملًا أعاد تعريف التعليم، ووسّع من مفهوم الجامعة كمؤسسة راعية للفكر، وملاذ للكرامة الإنسانية.
الابتكار في زمن الأزمات
من أبرز ملامح هذه المرحلة، إعادة التفكير في أساليب التعليم خلال الجائحة، وإطلاق مبادرات رائدة مثل "التعليم للجميع"، المستوحاة من المبدأ الكنسي بأن كل إنسان يحمل كرامة إلهية وله الحق في التعلم. كما تحوّل الحرم الجامعي إلى مساحة للّجوء والدعم، عبر حملات التلقيح والمساعدات المالية والاجتماعية للطلاب وعائلاتهم.
إيمان بالإنسان والرسالة
وأكّد الاب هاشم أن روح الجماعة، لا التراتبية، هي ما يُعطي للجامعة معناها الحقيقي. طلابها ليسوا مجرد متلقين بل إخوة في الإنسانية، والأساتذة ليسوا فقط معلّمين بل رعاة للعقول، والموظفون شركاء في رسالة خدمة الإنسان. من هذا الإيمان بالانتماء الجماعي، انبثقت ديناميّة الصمود والابتكار والتحوّل.
وقد وجّه الشكر إلى كل من رافقه في هذه المسيرة، من مجلس الأمناء والرهبانية اللبنانية المارونية، إلى أفراد الهيئة التعليمية والإدارية، مرورًا بالشركاء الجدد، والطلاب الذين وصفهم بـ"المعجزة الحقيقية" في وجه الأزمات.
جامعة أكثر حضورًا وتأثيرًا
في ختام كلمته، شدّد الأب هاشم على أن جامعة الروح القدس – الكسليك باتت اليوم أكثر مرونة في الحوكمة، وأكثر انفتاحًا على البحث والشراكات، وأكثر التزامًا برسالتها كمؤسسة كاثوليكية مارونية في خدمة لبنان والكنيسة والإنسان.
وأكد ثقته بأن الجامعة ستواصل السير قدمًا، من خلال تعميق عهدها الاجتماعي، وتعزيز الشراكات بين القطاعين العام والخاص، ودعم الإصلاح الوطني، وتجديد هويتها الكنسية عبر الرحمة والعدالة والمعرفة.
بركة ودعاء لمرحلة أجمل
وفي لحظة وداع حملت الكثير من العمق الروحي، ختم الأب هاشم كلمته ببركة من القلب للجامعة، داعيًا أن تبقى منارةً في زمن الظلمة، وملاذًا للطلاب، وحصنًا للضعفاء. وقال: "ليظل قادتها جريئين، وطلابها كرماء، ورسالتها خالدة"، آملاً أن تكون المرحلة القادمة أجمل مما كُتب معًا.
ثم أقيم كوكتيل في الباحة الخارجية للجامعة ، في أجواء احتفالية، حيث تبادل الحضور التهاني وتعززت روح الانتماء والتلاحم بين أفراد الأسرة الجامعية.
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآن
شاركنا رأيك في التعليقات
تابعونا على وسائل التواصل Twitter Youtube WhatsApp Google News

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

جامعة الروح القدس احتفلت بعيد شفيعها عشية عيد العنصرة
جامعة الروح القدس احتفلت بعيد شفيعها عشية عيد العنصرة

IM Lebanon

timeمنذ 2 ساعات

  • IM Lebanon

جامعة الروح القدس احتفلت بعيد شفيعها عشية عيد العنصرة

تخلل الاحتفال قدّاس ترأسه قدس الأب العام هادي محفوظ الرئيس العام للرهبانية اللبنانية المارونية، عاونه فيه الأب طوني عيد أمين السر العام للرهبانية، ورئيس الجامعة الأب طلال هاشم. كما شارك في القدّاس الآباء المدبّرون العامّون، والمسؤولون العامّون، الرئيس المنتخب للجامعة الأب جوزيف مكرزل ولفيف من الآباء، بحضور عدد من الشخصيّات السياسية والقضائية والروحية والتربوية والاجتماعية والإعلامية، وأعضاء مجلس الجامعة وأسرتها التعليمية والإدارية. وخدمت القدّاس جوقة الجامعة بإدارة الأب ميلاد طربيه. وبعد الإنجيل المقدس، ألقى الأب العام محفوظ عظة استهلّها بالتأكيد على فرحه العميق بلقاء العائلة الجامعية في 'مكان جميل وعابق بالروح'، كما وصفه، مشيرًا إلى أن هذا الفضاء الروحي يرفع الإنسان فوق همومه اليومية، ويفتح له باب الدخول في أسرار الله والتأمل في حضوره. وأكد أن الإنسان معرّض دومًا للانشغال بيومياته ومشاغله، إلا أن الحل لا يكمن في الهروب منها، بل في العودة إليها بروح الله، مستشهدًا بحدث العنصرة كما ورد في سفر أعمال الرسل، حين حلّ الروح القدس على التلاميذ كألسنة من نار، ومنحهم نعمة الانطلاق برسالة الروح في الحياة اليومية إلى العالم أجمع. وشدد على أهمية حضور الروح في العلاقات اليومية، وعلى ضرورة فحص الذات لمعرفة مدى تجلّي ثمار الروح، كالمحبة والوداعة وغيرها، في التعامل مع الآخرين، خاصة في جامعة 'الروح القدس' التي يفترض أن تكون مرآة لهذا الحضور. كما أكد الأب العام محفوظ أن الرهبانية اللبنانية المارونية تواكب جامعة الروح القدس – الكسليك بنبضها ورسالتها، مشددًا على أن الجامعة تبقى وفية لقيم الجودة، ولخدمة الإنسان بكل أبعاده الأكاديمية والروحية والإنسانية. ووجّه شكره العميق لرئيس الجامعة الأب طلال هاشم، مثنيًا على جهوده خلال ست سنوات من الرئاسة، واجه فيها أزمات جسيمة مثل جائحة كورونا، والانهيار الاقتصادي، وتداعيات الحروب، لكنه تمكّن من التصدي لها 'بنشاط وروح رهبانية أصيلة' برفقة فريق عمل مميز، ما عكس قيم الرهبانية وأمانتها لرسالتها. كما عبّر عن فخره الكبير بالجامعة وعائلتها، مؤكدًا أن المسيرة ستستمر بروح الروح القدس، الذي تحمل الجامعة اسمه، 'ليظلّ لغة التفاهم بين الجميع ودافعًا للتفكير في المرحلة المقبلة'. وختامًا، هنّأ الأب العام محفوظ الرئيس المنتخب للجامعة، الأب جوزيف مكرزل، متمنيًا له التوفيق في مهمته التي تبدأ في 7 تموز، كما خصّ بالشكر الأب ميلاد طربيه على عمله المتقن في قيادة الجوقة، موجّهًا تحية لجميع أعضائها، ومثمّنًا انتماء والتزام العائلة الجامعية في دفع رسالة الجامعة قدمًا. وبعد القداس، ألقى رئيس الجامعة الأب طلال هاشم خطابه السنوي. وقد استهله بالتشديد على 'أنّ هذه المناسبة تشكّل لحظة جوهريّة في الإيمان المسيحي وذكرى متأصلة بعمق في هوية جامعتنا ورسالتها، وفرصة للاستماع إلى همسات الروح القدس وتذكرنا بمن دعينا أن نكون'. وتحت شعار 'ولكن متى جاء روحُ الحقّ، فهو يُرشِدُكم إلى الحقِّ كُلِّه'، عرض الأب هاشم حصيلة ستّ سنوات من العمل المشترك تحت عنوان: 'ست سنوات من الرسالة (الأهداف)، التقدّم، والإمكانات'. وأكد أنّ الجامعة واجهت تحديات وطنيّة غير مسبوقة منذ بدء ولايته، منها الانهيار الاقتصاديّ، وجائحة كورونا، وانفجار مرفأ بيروت، لكنها ظلّت وفيّةً لهويّتها ورسالتها الأكاديميّة والاجتماعيّة. استعرض الأب هاشم رؤية رئاسية طموحة تمحورت حول أربع أولويّات: الصمود، الابتكار، الشموليّة، والخدمة. وأشار إلى خطوات تحوّل مؤسّسيّ واستراتيجيّ اعتمدت تعزيز التميّز الأكاديمي، التحوّل الرقمي، الانخراط المجتمعي، ودعم الهيئتين الأكاديميّة والإداريّة، فضلًا عن تجديد العقد الاجتماعيّ مع المجتمع اللبنانيّ. وأكد أنّ هذه الرؤية لم تكن جامدة، بل خريطةُ طريقٍ حيّة تكيّفت مع الأزمات، وانطلقت من قناعةٍ بأنّ الجامعة مدعوّة للقيادة وخدمة المجتمع في زمن التحوّل. وأشار إلى أنه في خضم الأزمات، قادت الجامعة الروح القدس – الكسليك، مسارًا تحويليًا شاملاً، تمثّل في إعادة هيكلتها إداريًا وأكاديميًا، وتعزيز المكانة العالمية للجامعة واعتماد نهج حوكميّ يرتكز على الشفافية والفعالية. كما أنشأت الجامعة لجنة لإدارة الأزمات وأعادت تنظيم المكاتب والوحدات الإدارية لتعزيز الأداء، بينما خضعت إدارة الموارد البشرية لمراجعة جذرية. وتم تطوير البرامج الأكاديمية، وإطلاق برنامج تأسيسي متعدد التخصصات، مع التركيز على مواءمة التعليم مع سوق العمل… وعلى صعيد الاعتماد، جامعة الروح القدس – الكسليك تسعى للحصول على الاعتماد الأكاديمي والاعتراف المؤسسي. حصلت الجامعة على أهليّة التقدم للاعتماد من هيئة نيو إنجلاند لاعتماد التعليم العالي (NECHE) في 2021، ثم نالت صفة الترشيح في 2023. وبفضل استدامتها المؤسسية وحوكمتها المالية القوية، تم تقليص فترة الترشيح من خمس سنوات إلى سنتين ونصف. تلقت الجامعة زيارة الاعتماد الاستباقية في الفصل الدراسي الثاني 2024-2025، ومن المتوقع أن تخضع للتقييم الذاتي وزيارة الاعتماد الأولى في الفصل الأول 2025-2026. في الوقت نفسه، جُدّد اعتماد خدمات دعم الطلاب (Matrix)، واعتماد ABET لبرامج الهندسة والمعلوماتية، واعتماد TEPDAD للبرنامج الطبي، بالإضافة إلى الاعتماد الأوروبي المؤسسي والبرامجي من وكالة evalag كما جُدّد مؤخرًا معادلة شهادة الماجستير في الهندسة المعمارية بدبلوم فرنسي، مستمر منذ 2015-2016، ويستمر الاعتماد الدولي لبرامج الهندسة المعمارية حتى 2025 من الهيئة الوطنية للاعتماد (NAAB) في موازاة ذلك، شهد البحث العلمي نهضة ملحوظة، تجلّت في إنشاء وحدات بحثية ومختبرات جديدة وزيادة الإنتاج المنشور وتسجيل براءات اختراع. ولفت إلى أنه أطلق أيضًا مكتب نقل التكنولوجيا الذي عزّز الابتكار وربط البحوث بالسوق، فيما توسّعت الشراكة مع القطاع الخاص عبر مبادرات نوعيّة شملت تأسيس مختبرات مشتركة، وبرامج تدريبية، ومشاريع ابتكار. وجرى أيضًا إنشاء مركز لتطوير المهارات في المناطق الريفية، ما عمّق البعد المجتمعي للجامعة. ورغم هجرة الكفاءات، حرصت الإدارة على استبقاء الطاقات الأكاديمية من خلال خطة تعويضات تمتد حتى 2027، وتخصيص مسارات مهنية للأساتذة. كذلك، أعيد تفعيل قسم الموارد البشرية وتحديث السياسات والنظم لدعم بيئة أكثر عدلاً وشمولي. ورأى أن الطلّاب كانوا في صلب هذه التحوّلات: من هيكلة مكاتب الدعم، إلى تطوير خدمات القبول والإرشاد المهني والنفسي، مرورًا برقمنة الامتحانات، وتحديث البنى الرقمية والتعليمية عبر مشاريع ذكية رائدة. وفي قلب هذا المسار، أُطلقت مبادرة لتجديد الهوية المؤسسية، عزّزت الحضور الرقمي ورفعت نسبة التفاعل. وتأسس مركز الكتابة لدعم المهارات الأكاديمية، بينما وضعت خطة مالية لضمان استدامة الموارد، وتسوية الالتزامات السابقة، وضمان الرواتب بالدولار النقدي. وختم كلمته مؤكدًا أن ما تَسلّمه عام 2019 لم يكن منصبًا إداريًّا فحسب، بل أمانة مقدسة ومتجذرة في الروحانية المارونية العريقة، وفي تقليدٍ يجمع بين التأمّل والعمل، وبين الإيمان والخدمة. وفي مرحلةٍ حافلة بالتحديات الوطنية والعالمية، لا سيما جائحة كورونا والانهيار الاقتصادي في لبنان، اختار الأب هاشم أن يقود الجامعة برؤية غير تقليدية، واضعًا نصب عينيه تجديد الهوية من دون التفريط بالجذور. فقاد مشروعًا إصلاحيًّا شاملًا أعاد تعريف التعليم، ووسّع من مفهوم الجامعة كمؤسسة راعية للفكر، وملاذ للكرامة الإنسانية. من أبرز ملامح هذه المرحلة، إعادة التفكير في أساليب التعليم خلال الجائحة، وإطلاق مبادرات رائدة مثل 'التعليم للجميع'، المستوحاة من المبدأ الكنسي بأن كل إنسان يحمل كرامة إلهية وله الحق في التعلم. كما تحوّل الحرم الجامعي إلى مساحة للّجوء والدعم، عبر حملات التلقيح والمساعدات المالية والاجتماعية للطلاب وعائلاتهم. وأكّد الاب هاشم أن روح الجماعة، لا التراتبية، هي ما يُعطي للجامعة معناها الحقيقي. طلابها ليسوا مجرد متلقين بل إخوة في الإنسانية، والأساتذة ليسوا فقط معلّمين بل رعاة للعقول، والموظفون شركاء في رسالة خدمة الإنسان. من هذا الإيمان بالانتماء الجماعي، انبثقت ديناميّة الصمود والابتكار والتحوّل. وقد وجّه الشكر إلى كل من رافقه في هذه المسيرة، من مجلس الأمناء والرهبانية اللبنانية المارونية، إلى أفراد الهيئة التعليمية والإدارية، مرورًا بالشركاء الجدد، والطلاب الذين وصفهم بـ'المعجزة الحقيقية' في وجه الأزمات. في ختام كلمته، شدّد الأب هاشم على أن جامعة الروح القدس – الكسليك باتت اليوم أكثر مرونة في الحوكمة، وأكثر انفتاحًا على البحث والشراكات، وأكثر التزامًا برسالتها كمؤسسة كاثوليكية مارونية في خدمة لبنان والكنيسة والإنسان. وأكد ثقته بأن الجامعة ستواصل السير قدمًا، من خلال تعميق عهدها الاجتماعي، وتعزيز الشراكات بين القطاعين العام والخاص، ودعم الإصلاح الوطني، وتجديد هويتها الكنسية عبر الرحمة والعدالة والمعرفة. وفي لحظة وداع حملت الكثير من العمق الروحي، ختم الأب هاشم كلمته ببركة من القلب للجامعة، داعيًا أن تبقى منارةً في زمن الظلمة، وملاذًا للطلاب، وحصنًا للضعفاء. وقال: 'ليظل قادتها جريئين، وطلابها كرماء، ورسالتها خالدة'، آملاً أن تكون المرحلة القادمة أجمل مما كُتب معًا. ثم أقيم كوكتيل في الباحة الخارجية للجامعة ، في أجواء احتفالية، حيث تبادل الحضور التهاني وتعززت روح الانتماء والتلاحم بين أفراد الأسرة الجامعية.

استعداداً للعام الهجري الجديد... نائب أمير منطقة مكة يُسلّم كسوة الكعبة لسدنة بيت الله الحرام
استعداداً للعام الهجري الجديد... نائب أمير منطقة مكة يُسلّم كسوة الكعبة لسدنة بيت الله الحرام

النهار

timeمنذ 4 ساعات

  • النهار

استعداداً للعام الهجري الجديد... نائب أمير منطقة مكة يُسلّم كسوة الكعبة لسدنة بيت الله الحرام

نيابة عن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، ‏سلّم الأمير سعود بن مشعل بن عبد العزيز، نائب أمير منطقة مكة ‏المكرمة، نائب رئيس اللجنة الدائمة للحج والعمرة، كسوة الكعبة المشرفة ‏لسدنة بيت الله الحرام.‏ ووقّع محاضر التسليم وزير الحج والعمرة رئيس مجلس إدارة الهيئة ‏العامة للعناية بشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي توفيق الربيعة، ‏وكبير سدنة بيت الله الحرام عبد الملك بن طه الشيبي، بحسب ما أفادت ‏وكالة الأنباء السعودية (واس).‏ تأتي مراسم التسليم إيذانا باستبدال كسوة الكعبة المشرفة في غرة محرم ‏من عام 1447هجرية، بعد أن أتمت الهيئة صناعة الكسوة الجديدة لهذا ‏العام، في مجمع الملك عبد العزيز لكسوة الكعبة المشرفة، باستخدام ‏الحرير الطبيعي المصبوغ باللون الأسود.‏ ويبلغ ارتفاع الثوب 14 متراً، وفي الثلث الأعلى منه يوجد حزام عرضه ‏‏95 سنتيمترا وطوله 47 متراً، مكون من 16 قطعة محاطة بشكل مربع ‏من الزخارف الإسلامية.‏ تأتي مراسم التسليم ضمن الاستعدادات والمراحل المتبعة لاستبدال كسوة ‏الكعبة المشرفة المقررة مطلع العام الهجري المقبل.‏

عودة يسأل: لم هذا الفراغ الذي يسيطر على حياة البشر؟
عودة يسأل: لم هذا الفراغ الذي يسيطر على حياة البشر؟

المركزية

timeمنذ 5 ساعات

  • المركزية

عودة يسأل: لم هذا الفراغ الذي يسيطر على حياة البشر؟

ترأس متروبوليت بيروت وتوابعها للروم الارثوذكس المطران الياس عودة، خدمة القداس في كاتدرائية القديس جاورجيوس، بحضور حشد من المؤمنين. بعد الإنجيل ألقى عظة قال فيها: "يقول النبي إرمياء: «تركوني أنا ينبوع المياه الحي، واحتفروا لأنفسهم آبارا، آبارا مشققة لا تمسك الماء» (13: 2). لعل إحدى أبرز سمات عصرنا أن الإنسان يطلب التعزية والسلوى في كل شيء ولا يجدهما. يصرف المال هنا وثمة على أسباب اللهو، ولا يوفر سبيلا من أجل اقتناء مبتغاه، لكنه يبقى في فراغ وجودي يهيمن على كيانه ويأسره في الوحدة والإحباط، مع أن الحياة تطورت وكثرت فيها أساليب الترويح عن النفس وشتى المشغوليات التي تملأ وقت الناس، ولا تترك لهم لحظة فارغة، لكنها لا تملأ حياتهم طمأنينة ولا سلاما، ولا تشبع توقهم إلى الأفضل. إنسان اليوم يعيش في فراغ يبرز له عبثية معظم ما يصنعه في حياته، لأن كل ما ظنه تحقيقا لطموحاته كجني المال والوصول إلى أعلى المراكز واقتناء الممتلكات وغيرها من الزائلات لا يعطي الطمأنينة، ولا يدخل السلام إلى القلب، ولا يقرب من الله". أضاف: "الأمر الآخر الذي لا يخفى عن أنظار أحد، أن الشر في الأرض هو في حركة تزايد متصاعد. حدة العنف الفردي والجماعي الذي نشهده في أيامنا لم يكن لها مثيل في تاريخ البشرية المنصرم. كذلك طبيعة العلاقات الإجتماعية بين الناس منفسدة بالطابع الأناني الذي يسيطر عليها. منطق المصلحة السائد والدبلوماسية غير الصادقة بين البشر يزيد عبثية حياتنا ويؤكد أن تطور العلوم، وانفتاح الثقافات، وشيوع وسائل التواصل السريع والبعيد المدى، كلها أخفقت في قيادة الإنسانية إلى سلامة العيش واحترام الآخر وعافية المجتمع. فما الذي ينقص عالمنا؟ ولم هذا الفراغ الذي يسيطر على حياة البشر؟ أين الثغرة الوجودية التي لم يعد يلحظها والتي تؤدي به إلى هذا الفشل؟ اليوم، فيما نعيد العيد الخمسيني، أي العنصرة، تعلمنا الكنيسة والإنجيل أن الإنسان لا يجد غاية لحياته إلا في اقتناء نعمة الروح القدس. الروح «المعزي»، الذي وعد به الرب يسوع تلاميذه قبل ذهابه إلى الآلام الخلاصية، وحده قادر أن يعطي معنى حقيقيا لحياة الإنسان. لقد قال ربنا: «وأنا أطلب من الآب فيعطيكم معزيا آخر ليمكث معكم إلى الأبد، روح الحق الذي لا يستطيع العالم أن يقبله لأنه لا يراه ولا يعرفه، أما أنتم فتعرفونه لأنه ماكث معكم ويكون فيكم. لا أترككم يتامى، إني آت إليكم» (يو 14: 16-18). يوافي هذا الروح ليرفع الإنسان من وهدة غربته على الأرض، ويجعله ابنا لله. هو روح التبني الذي يحقق بنوتنا لله الآب، التي أسسها المسيح ابن الله الوحيد حين صار إنسانا مثلنا. يجعلنا الروح أبناء لله، وبهذا يكمن معنى وجودنا وعزاؤنا الأعمق. ننال هذه النعمة في سر الميرون المقدس، لكنها لا تفعل فينا إن لم نسع إلى استثمارها في «أثمار تليق بالتوبة» (لو 3: 8). دورنا يكمن في الإستجابة الحرة لدعوة الله. هو واقف على باب قلبنا، يقرع بمحبة وينتظر دعوتنا إلى الدخول، ومتى استوطن القلب يشع القلب فرحا ومحبة وسلاما وعطاء. نقرأ في سفر الرؤيا «هأنذا واقف على الباب وأقرع. إن سمع أحد صوتي وفتح الباب أدخل إليه وأتعشى معه وهو معي» (3: 20)." وتابع: "بالروح القدس، يحيا الإنسان إلهيا. يتلقف حياة الآب وحياة ابنه وكلمته، فيصير الشاهد في الخليقة على حقيقة الله. يصير إناء مختارا للروح القدس، يسكب عليها طيب النعمة ويغنيها من «كنز الصالحات» الكامن فيه. يتعزى الإنسان فيعزي الخليقة من حوله. يمتلئ نورا فيصير السراج المنير الذي يرفع «على المنارة ليضيء لجميع الجالسين في البيت» (مت 5: 15). قداسة الإنسان تملأ بالروح المعزي «المالئ الكل» كل فراغ ونقص في واقع الخليقة ناتج عن الخطيئة. لكن كل ذلك يتطلب سعيا دؤوبا وتعبيرا صادقا من عمق نفس الإنسان عن شوقه إلى الله وتوقه إلى عزائه. هذا ما يعلمنا إياه قديسو الكنيسة وآباؤها، من خلال زهدهم ونسكهم وبذلهم لذواتهم. إن منهاج اقتبال الروح المعزي واقتنائه في القلب أساسه الثقة الكلية بالله، هذه الثقة التي تؤول بالإنسان إلى عطاء كبير وتضحية كاملة. حين نحب الآخرين، ونضحي من أجلهم، توافينا نعمة المعزي ويغمر قلوبنا سلام الله. لعل الناس في زماننا فقدوا المعنى العميق للتعزية والفرح لأنهم خسروا ذهنية التضحية وتفضيل الآخر على النفس، اللذين بهما تكون المحبة وتستدعى نعمة المعزي". وقال: "يصدف اليوم التذكار العشرون لإعادة تكريس هذه الكاتدرائية المقدسة التي نفضت عنها غبار الإثم والحقد وصورة الموت، وقامت من بين الركام متمثلة بسيدها القائم من بين الأموات. ففي عيد تأسيس الكنيسة، أي العنصرة، نستذكر هذا الحدث المبارك لنتعزى بأن الكنيسة، مهما اشتدت عليها الصعاب وطالتها سهام الأشرار، لا تقوى عليها يد الشرير طالما يحركها روح الرب، وطالما بقي فيها أناس مؤمنون، ساعون إلى القداسة بنعمة الله وروحه القدوس. لذا نحن مدعوون إلى أن نعود إلى الله بتوبة صادقة، وأن نلتصق بتعليم إنجيله ورسله وقديسيه عل نفوسنا تشبع من تعزية الرب وتكتفي بالمسيح الإله، دون سواه، وبنعمة روحه القدوس، إذا ما تخلت عن غرورها وخطاياها، وبلغت المحبة والفرح والنور، وأثمرت بثمار الروح التي هي «محبة، فرح، سلام، طول أناة، لطف، صلاح، إيمان، وداعة، تعفف» كما يقول بولس الرسول (غلا5: 22)." وختم: "أخيرا، لا بد لنا اليوم، في عيد تأسيسها، من أن نهنئ محطة تيلي لوميار ونورسات وكل المحطات التابعة لهذه الشبكة المباركة. ألا قدس الرب حياة جميع العاملين فيها، الساهرين على إيصال كلمة الله وتعزية الروح القدس إلى كل إنسان في عقر داره".

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store