logo
حديث طريف غيَّر واجهة السياحة السعودية

حديث طريف غيَّر واجهة السياحة السعودية

الشرق الأوسطمنذ 2 أيام

كان المكان بلدة «طريف» في قلب الدرعية، وكان الزمان عام 2019، حيث كانت النسمات الصحراوية الباردة تشق تلال صحراء الربع الخالي، وتصل إلى «طريف» لتضفي قشعريرة مختلفة إلى تفاصيل المكان التاريخي الفريد.
تحدث الأمير محمد بن سلمان بشجن ملحمي عن الفرص الهائلة المهدرة في قطاع السياحة، كيف لا وهناك قرابة 1400 كيلومتر من الشواطئ العذراء ذات الشعب الخلابة، التي لم تطأها قدم بشر حتى الآن، والآلاف من التلال الصحراوية في قلب السعودية يعجز الوصف عن رسم انحناءات رمالها الذهبية التي سحرت الثقافات الغربية عبر الأزمان ولم تستثمر، وهناك عسير، وجنوب المملكة وطبيعته الآسرة، المفتقر إلى الخدمات والبنى التحتية السياحية، وهناك المناطق التاريخية التي تحكي ربما تاريخ أقدم حضارات عرفت حتى الآن كالعلا التي بكل تأكيد هي أكبر متحف تاريخي مفتوح على وجه الأرض... ولكن الأمير كذلك أكد أن الفرص المهدرة ليست إلا بوابة للبدايات القوية لقصص النجاح الفريدة، وأن الكثير جداً يمكن أن يتحقق من خط البداية بسواعد الرجال وهمم الطاقات الطموحة... واستمر الحديث.
انتهي المساء وانتهت معه المناسبة وبدأت قصة أخرى. غادر الجميع، ولكن لم يعلم الكثيرون أنَّ الأمير محمد في تلك الليلة ربما رسم خطة تعد الأكثر جسارة وجرأة في تاريخ صناعة السياحة في العصر الحديث.
ظلت السعودية أشبه بالصندوق المغلق لعقود طويلة، وكان الحصول على تأشيرة لدخولها بغرض الزيارة - دون مبالغة - رحلة بالغة التعقيد! كانت البنى التحتية السياحية شبه مهترئة وكانت جهود الوزارات المختلفة بعيدة عن التكامل في خدمة الزائر، وكانت الخدمات السياحية شبه منعدمة...! وتستمر القائمة الطويلة من التحديات.
عندما أشرقت شمس اليوم الجديد شمرت الوزارة عن ساعديها وبدأت رحلة البناء المدهشة لنحو السبعة أعوام، مستمدة طاقتها من تمكين القيادة ووضوح الرؤيا. التوجيه كان واضحاً: ضمن العديد من الأهداف، هم مطالبون برفع عدد الزيارات السياحية مائة مليون زيارة، وكذلك مطالبون بخلق مليون فرصة عمل جديدة تقريباً، وأن ترتفع مشاركة القطاع السياحي في الناتج القومي من 3 في المائة؜ إلى 10 في المائة،؜ مشابهاً لدول عالمية بدأت العمل في قطاع السياحة منذ عقود طويلة.
منذ أن بدأ العمل، تمت غربلة هيكلة القطاع السياحي بالكامل فيما يشبه عملية جراحية دقيقة، فتحولت أولاً هيئة السياحة والتراث إلى وزارة السياحة، وتخلت عن قطاع التراث في خطوة منطقية إلى شقيقتها وزارة الثقافة، وتفرغت وزارة السياحة لقيادة القطاع والعمل كمشرع وداعم ومراقب وممكّن لكل أوجه العمل في قطاع السياحة في المملكة، وتم إنشاء هيئة السياحة التي اطّلعت بدور التسويق لكل الوجهات والأنشطة السياحية في المملكة، وكذلك قامت بقياس وتطوير تجربة المستهلك أو السائح من الألف إلى الياء، وعنيت أيضاً بتوفير مزودي الخدمات على اختلاف مشاربهم. وحتى تكتمل سلاسل القيمة المضافة تم إنشاء الصندوق السياحي الذي تولى باحترافية تمويلَ العشرات من المشاريع السياحية التي أعادت رسم صورة البنية التحتية للسياحة السعودية، وضمن إعادة الهيكلة نفسها تم كذلك تأسيس مجلس التنمية السياحي، الذي يضم في جنباته إلى جانب وزير السياحة كبار موظفي الدولة من الوزارات الأخرى، لضمان تكامل الخدمات والجهود من المنبع إلى المصب.
بعد نحو السبعة أعوام أنجز الكثير، فعدد الزيارات المستهدف في 2030 تم الوصول إليه قبل ستة أعوام من ذلك التاريخ، وتطورت البنى التحتية بشكل كميّ ونوعي، وتضاعفت الفعاليات في شتى المدن الرئيسية والصغرى، وتضاعف حجم الزيارات غير الدينية أكثر من خمسة أضعاف. الصندوق السياحي أيضاً لم يغب عن المشهد، وقدم تمويلات تتجاوز الثلاثين ملياراً، ستقفز بعدد الغرف الفندقية من 300 ألف غرفة تقريباً إلى ما يتجاوز 550 ألف غرفة في 2030، وهو ما يتجاوز عدد الغرف في مناطق عالمية مثل دبي وسنغافورة والقاهرة وبومباي وباريس مجتمعة!
رغم ما تحقق، ما زال الطريق طويلاً، فالدول المنافسة بدأت بالتركيز على هذا القطاع منذ عقود طويلة، وما زلنا بحاجة إلى الاستمرار في الاستثمار في البني التحتية، وأيضاً تطوير تجربة المستهلك بسخاء، وكذلك الاستثمار في التدريب والتطوير وصنع نظام متكامل يتمتَّع بالعمق الكافي في سلاسل الخدمات كمّاً ونوعاً وبشكل أفقي ورأسي معاً.
ما تحقَّق في قطاع السياحة السعودية تجربة تنموية مدهشة تدرس في الجامعات المرموقة، وتستحق أن ترفع لها القبعة... والقادم يحمل المدهش أكثر.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

جاهزية تامة للقطاعات الخاصة والحكومية لموسم الحج
جاهزية تامة للقطاعات الخاصة والحكومية لموسم الحج

الرياض

timeمنذ 4 ساعات

  • الرياض

جاهزية تامة للقطاعات الخاصة والحكومية لموسم الحج

تكاملت جهود مختلف الجهات السعودية الحكومية والأهلية المعنية بمنظومة موسم حج هذا العام 2025 لخلق بيئة صحية وتنظيمية تليق بعظمة الشعيرة وأهمية الحدث ولضمان توفير أعلى معايير السلامة والراحة للحجاج منذ لحظة دخولهم إلى المملكة لتأدية فريضة الحج، حتى مغادرتهم إلى بلدانهم، وسط وفرة في معدلات السلع الغذائية والاستهلاكية وتكامل لجميع الخدمات والمتطلبات الصحية اللازمة في مكة المكرمة والمدينة المنورة والمشاعر المقدسة وعموم المناطق والطرق التي يرتادها ضيوف بيت الله الحرام، إضافة إلى توافر المخزون الكافي من السلع التموينية الضرورية لتلبية أي زيادة محتملة في الطلب. ومن بين الأمثلة على ذلك وليس الحصر، استكملت شركة مطارات جدة في وقت مبكر جاهزية الصالات الثلاث المخصصة لاستقبال الحجاج، وهي: الصالة رقم (1)، والصالة الشمالية، ومجمع صالات الحج والعمرة. وشملت الاستعدادات توفير 558 منصة لإنهاء إجراءات الجوازات، وأكثر من 407 منصات لقبول الأمتعة، و100 جسر متحرك، إضافة إلى 81 جهازًا للتفتيش الجمركي، و67 سيرًا لتسلم الأمتعة، و259 موقفًا مخصصًا للحافلات، وذلك لضمان تجربة ميسّرة وسلسة لضيوف الرحمن. كما واصل قطار الحرمين السريع تنفيذ خطته التشغيلية لموسم حج عام 1446هـ، والتي أعلنت عنها الخطوط الحديدية السعودية "سار"، وتشمل توفير قرابة مليوني مقعد لنقل ضيوف الرحمن، عبر تنفيذ 4,768 رحلة خلال الفترة من 1 ذي القعدة وحتى 20 ذي الحجة، مسجلاً بذلك زيادة مقعدية بنسبة 25 % مقارنة بموسم حج العام الماضي. ووزعت الهيئة العامة للنقل فرقها الرقابية على أكثر من 20 موقعاً في مكة المكرّمة والمدينة المنوّرة؛ لتباشر أعمالها منذ وقتٍ مبكرٍ، ضمن استعداداتها المكثّفة لخدمة ضيوف الرحمن خلال موسم الحج 1446هـ، حيث تحضر الفرق الرقابية للهيئة على مدار اليوم لخدمة الحجاج في مداخل مكة المكرّمة والمدينة المنوّرة ومواقعها الداخلية، ويعملون يومياً لضمان توفير تجربة سَلِسة لضيوف الرحمن، إلى جانب التأكّد من امتثال جميع المرخصين للأنظمة المعتمدة. كما أظهرت الهيئة الملكية لمدينة مكة المكرمة والمشاعر المقدسة جاهزيتها لموسم حج 1446هـ، عبر مجموعة من المشروعات والمبادرات النوعية التي تركزت في المنطقة المركزية والمشاعر المقدسة، ضمن جهود تطويرية شملت البنية التحتية ومنظومة النقل والخدمات الميدانية والصحية، وبما يعكس التنسيق المؤسسي والتكامل بين الجهات المعنية في خدمة ضيوف الرحمن ومنها على سبيل المثال في المنطقة المركزية حُسنت بيئة المشاة عبر توسعة الأرصفة وتظليل المسارات، وخُصصت ساحات للصلاة تُسهم في تعزيز الانسيابية وتوزيع الحشود وفي جانب النقل باشر المركز العام للنقل -التابع للهيئة الملكية والمشرف على أعمال النقل خلال موسم الحج- تنفيذ خطته التشغيلية الخاصة بالحج، التي تشمل تشغيل منظومة "حافلات مكة" وفق نمط يوائم متطلبات الموسم، خلال الفترة من 15 ذي القعدة حتى 30 ذي الحجة عبر (400) حافلة موزعة على (12) مسارًا تغطي (431) محطة توقف و(4) محطات مركزية. كما أكمل المركز الوطني للأرصاد، تركيب (5) محطات أرصاد أتوماتيكية في المشاعر المقدسة، وتطوير خطة طوارئ الحج وسجل المخاطر بنسبة (100 %)، كما تم تنفيذ تمارين افتراضية وربط الكاميرات بغرف الطوارئ لضمان سرعة الاستجابة، إضافة إلى توفير (20) جهازًا يدويًا متنقلًا لإجراء الدراسات البحثية الميدانية وتشمل منظومة الرصد تشغيل (53) محطة رصد سطحي أوتوماتيكي، و(13) محطة متنقلة، إلى جانب استخدام قمر صناعي، ومحطتين بحريتين، و(33) جهازًا لقياس كميات الأمطار لتعزيز دقة التنبؤات وضمان سلامة ضيوف الرحمن. وأكملت أمانة العاصمة المقدسة الأمانة استعداداتها لموسم حج هذا العام، لتغدوا في جاهزيتها الكاملة للتعامل مع أي طارئ، وذلك حرصًا على راحة وسلامة ضيوف الرحمن في المشاعر المقدسة وتضمنت خطة الأمانة تقسيم المشاعر إلى 28 منطقة خدمات، تُدار كل منها بفرق ميدانية متكاملة تضم كوادر بشرية وآليات مجهزة، بهدف رفع مستوى الاستجابة السريعة وتقديم خدمات بلدية متواصلة، تشمل النظافة والصحة العامة والمراقبة الميدانية وأطلقت أمانة العاصمة المقدسة مبادرة مجتمعية تهدف إلى تجميل المشهد الحضري في مكة المكرمة والمشاعر المقدسة، بمشاركة 300 متطوع ومتطوعة، وواصلت أعمال الإصحاح البيئي وأعمال مكافحة الحشرات وآفات الصحة العامة بمواقع متفرقة استعدادًا للموسم، شملت (21108) مواقع خلال شهر أبريل الماضي، ونفذت أمانة العاصمة المقدسة برنامجا متكاملا لصيانة وتأهيل عدد من الطرق والشوارع الرئيسة بمكة المكرمة والمشاعر المقدسة، وشمل البرنامج أعمال الكشط والسفلتة وصيانة الطرقات والأرصفة وأعمال الدهانات المرورية، وبمساحة إجمالية تجاوزت خمسين ألف متر مربع. كما أنهت أمانة منطقة المدينة المنورة استعداداتها لموسم الحج لعام 1446هـ بخطة توعوية وميدانية متكاملة، تهدف إلى تقديم أفضل الخدمات لضيوف الرحمن، وتعزيز الوعي المجتمعي بأهمية الالتزام بالإرشادات والمعايير الصحية، ضمن جهود شاملة تُعنى بالصحة العامة، وسلامة الحجاج، وخدمة الزائرين ويعمل على الخطة 6432 كادرًا بشريًا و825 آلية على مدار الساعة لرفع مستوى الوعي، وتعزيز ثقة ضيوف الرحمن بجودة الأطعمة والخدمات، وإبراز جهود الأمانة شريكًا رئيسًا في التنظيم والصحة العامة، فضلًا عن نشر التعليمات الخاصة بتنظيم حركة المشاة، وإظهار الإرث الديني والتاريخي لمنطقة المدينة المنورة. كما أكمل المركز الوطني للأرصاد، تركيب (5) محطات أرصاد أتوماتيكية في المشاعر المقدسة، وتطوير خطة طوارئ الحج وسجل المخاطر بنسبة (100 %)، كما تم تنفيذ تمارين افتراضية وربط الكاميرات بغرف الطوارئ لضمان سرعة الاستجابة، إضافة إلى توفير (20) جهازًا يدويًا متنقلًا لإجراء الدراسات البحثية الميدانية، كما أن منظومة الرصد تشمل تشغيل (53) محطة رصد سطحي أوتوماتيكي، و(13) محطة متنقلة، إلى جانب استخدام قمر صناعي، ومحطتين بحريتين، و(33) جهازًا لقياس كميات الأمطار لتعزيز دقة التنبؤات وضمان سلامة ضيوف الرحمن. وتقدم الشركة الوطنية للخدمات الزراعية لموسم الحج، العديد من الخدمات المحجرية في (5) منافذ رئيسة هي: ميناء الملك عبدالله برابغ، مطار الأمير محمد بن عبد العزيز بالمدينة المنورة، مطار الملك عبدالعزيز بجدة، ميناء جدة الإسلامي، والمحجر الحيواني بالخمرة، وأشرافها على المسالخ، اكتمال خطط الطوارئ، وتطبيق أعلى معايير الجودة. وتضمنت جهود الهيئة السعودية للمياه لخدمة المياه والصرف الصحي في المشاعر المقدسة لموسم حج 1446هـ، تنفيذ 10 مشروعات، بهدف تأهيل ورفع كفاءة وسعة الخزانات التشغيلية، وتعزيز شبكات إمداد المياه في المشاعر المقدسة، وإضافة نحو 3500 دورة مياه جديدة في مشعر منى كما تضمنت استعدادات الهيئة لموسم الحج 1446هـ، تنفيذ 3 تجارب تشغيلية استهدفت شبكات المياه، والصرف الصحي، وأنظمة إطفاء الحريق، والتبريد.

"جدة والرياض والدمام وأبها" أكثر الوجهات السعودية بحثًا على شبكة الإنترنت للسفر إليها
"جدة والرياض والدمام وأبها" أكثر الوجهات السعودية بحثًا على شبكة الإنترنت للسفر إليها

صحيفة سبق

timeمنذ 7 ساعات

  • صحيفة سبق

"جدة والرياض والدمام وأبها" أكثر الوجهات السعودية بحثًا على شبكة الإنترنت للسفر إليها

أظهرت بيانات حديثة صادرة عن منصة 'سكاي سكانر' العالمية، الرائدة في مجال حجوزات السفر، تزايدًا ملحوظًا في اهتمام المسافرين من المملكة العربية السعودية بالسفر الداخلي والوجهات الإقليمية القريبة، وذلك مع اقتراب عيد الأضحى المبارك. وكشفت التحليلات، التي تغطي الفترة من يناير إلى إبريل 2025، أن مدن (جدة، الرياض، الدمام وأبها) جاءت ضمن أكثر الوجهات التي تم البحث عنها للسفر خلال الفترة من 5 إلى 9 يونيو، تزامنًا مع إجازة العيد. كما تصدَّرت الدوحة قائمة الوجهات الدولية الأكثر بحثًا خارج السعودية؛ ما يعكس ميلاً متزايدًا نحو السفر الإقليمي السريع والمريح. وبحسب البيانات، فقد بلغ البحث ذروته خلال الأسبوع الذي بدأ في 21 إبريل، خاصة من مدينتَي جدة والرياض، في تأكيد واضح لتنامي رغبة المواطنين والمقيمين في استغلال عطلة العيد برحلات قصيرة ومجزية. وتُظهر الاتجاهات الحديثة أن هذا التوجه يأتي امتدادًا لزخم متصاعد في سوق السفر السعودي؛ إذ سجلت 'سكاي سكانر' ارتفاعًا في عمليات البحث، تجاوز 14% في فبراير مقارنة بالعام السابق، وزيادة بنسبة 20% في مارس، في مؤشر واضح على التعافي المستمر والاهتمام المتجدد بالسفر. وقال أيوب المأمون، خبير السفر لدى 'سكاي سكانر': 'توفر عطلة عيد الأضحى فرصة مثالية لرحلات قصيرة، تسبق موسم الإجازة الصيفية المطول؛ وهو ما يشجع المسافرين في السعودية على استكشاف وجهات قريبة، يسهل الوصول إليها. ويركز المسافرون هذا العام على الراحة، وسهولة السفر، وخوض تجارب مميزة، سواء عبر رحلة ثقافية داخل السعودية، أو زيارة سريعة لدولة شقيقة ضمن منطقة الخليج". يُذكر أن توقيت عيد الأضحى هذا العام، الذي يسبق مباشرة موسم الإجازات الصيفية، يلعب دورًا محوريًّا في تشكيل توجهات السفر، ولاسيما مع استمرار الفصل الدراسي؛ وهو ما يدفع الكثيرين لاختيار وجهات قريبة، لا تؤثر على الالتزامات التعليمية، مع ضمان قضاء تجربة سفر مميزة خلال فترة قصيرة.

السعودية في 2030.. كيف السبيل إلى 150 مليون سائح سنويا؟
السعودية في 2030.. كيف السبيل إلى 150 مليون سائح سنويا؟

الاقتصادية

timeمنذ 17 ساعات

  • الاقتصادية

السعودية في 2030.. كيف السبيل إلى 150 مليون سائح سنويا؟

عندما أطلقت السعودية رؤيتها لعام 2030 قبل نحو تسع سنوات، وضعت قطاع السياحة ضمن الركائز الرئيسية لتنويع اقتصاد البلاد، نظرا لما تملكه من مقومات سياحيّة تؤهّلها لاستقطاب الملايين من السياح كلّ عام. كانت السعودية تستهدف جذب 100 مليون سائح محلي وأجنبي سنويا بحلول 2030؛ لكن مع تحقيق هذا المستهدف قبل 7 سنوات من موعد استحقاقه في الرؤية، ارتفع الطموح وجرى تعديل الهدف ليصبح 150 مليونا. من أجل تحقيق هذا المستهدف، تبنت السعودية كثيرا من المبادرات، وأطلقت مشروعات مثل الوجهات السياحية في نيوم ومشروعات البحر الأحمر والقدية والدرعية والعلا، فضلا عن استضافة الفعاليات الدولية والبطولات الرياضية والأحداث الترفيهية. كذلك سهّلت السعودية وفود السياح إلى المملكة، عبر إصلاح البيئة التشريعية؛ فأطلقت الإستراتيجية الوطنية للسياحة، وأطلقت التأشيرة الإلكترونية، واعتمدت نظام السياحة الجديد. ومع تبقّي نحو 5 سنوات على تمام أجل رؤية 2030، وفي عالم يشهد تنافسا شرسا على جذب السائح الأجنبي، يتعيّن الوقوف على المكانة التي بلغتها السعودية كوجهة سياحية حتى الآن، لمعرفة كيف ستتمكن من تحقيق هذه المستهدفات الجديدة في الموعد المحدد من واقع الأرقام والبيانات المتاحة. ملامح المشهد السياحي العالمي قدرت منظمة السياحة العالمية عدد السياح الدوليين في العالم العام الماضي عند نحو 1.4 مليار سائح، بزيادة 11% على أساس سنوي، ما يعني أن 140 مليون سائح أضيفوا في ذلك العام. ظلّت منطقة الشرق الأوسط الأفضل أداء، مقارنة بمستويات ما قبل جائحة كورونا في 2019، حيث قفز معدل زيادة عدد السياح الدوليين الوافدين إلى المنطقة 32% خلال تلك الفترة حتى 2024. وبينما زاد عدد السياح المتجهين إلى أوروبا العام الماضي 1% مقارنة بمستويات ما قبل الجائحة، فقد ارتفع 7% في إفريقيا. أما منطقة الأمريكتين، فقد تعافت بنسبة 97% مقارنة بمستويات ما قبل كوفيد، وتعافت منطقة آسيا المحيط الهادئ بنسبة 87%، أي أنهما حتى نهاية العام الماضي لم يبلغا بعد المستويات التي كانت السياحة عليها في 2019. تصدرت فرنسا قائمة الوجهات السياحية الأكثر استقطابا للسياح الدوليين في العالم العام الماضي، حيث يقدر عدد السياح الذين استقبلتهم بنحو 102 مليون سائح، تلتها إسبانيا بنحو 93 مليون سائح، ثم الولايات المتحدة بنحو 72 مليونا. أين أصبحت السعودية على خريطة العالم السياحية؟ حلت السعودية في المرتبة الـ11 ضمن الدول الأكثر استقطابا للسياح الأجانب في العالم، حيث بلغ عدد السياح الوافدين العام الماضي نحو 30 مليون وفقا لتقارير تستند إلى بيانات منظمة السياحة العالمية. في عام 2016، عندما انطلقت الرؤية السعودية، بلغ عدد السياح القادمين إلى البلاد نحو 18 مليون سائح أجنبي، بحسب إحصائيات البنك الدولي وقتها، أي أن عدد السياح الوافدين منفردا تضاعف تقريبا خلال نحو 8 سنوات. ورغم جائحة كورونا، التي أثرت على قطاع السفر والسياحة، فإن البيانات الرسمية تشير إلى أن عدد السياح الدوليين القادمين إلى السعودية سجل ارتفاعا بلغ 69% بحلول العام الماضي مقارنة بعام 2019. وارتفعت الإيرادات السياحية 148% على أساس المقارنة نفسه. تصدرت السعودية دول مجموعة العشرين في نمو عدد السياح الدوليين العام الماضي، وفقا لمنظمة الأمم المتحدة للسياحة. كما حلّت في المرتبة الثانية عالميا بين الوجهات السياحية الأسرع نموا. كيف يمكن استقطاب 150 مليون سائح سنويا؟ في يناير الماضي، قال وزير السياحة السعودي أحمد الخطيب إن السعودية على مسار استقبال 70 مليون سائح دولي سنويا بحلول 2030، لتصبح ضمن أبرز 7 وجهات سياحية عالمية. يظهر رصد "الاقتصادية" أن متوسط النمو السنوي لعدد السياح الوافدين خلال الفترة من 2016 إلى 2024 بلغ 8.3%؛ لذلك، فهو مرشح للوصول إلى نحو 42.5 مليون سائح على الأقل بحلول 2030. في المقابل، بلغ عدد السياح المحليين العام الماضي 86.2 مليون سائح، مقارنة مع 45 مليونا في عام انطلاق الرؤية، أي أن معدل النمو في هذه الفترة البالغة نحو 8 سنوات وصل إلى نحو 91.5%، بمتوسط نمو سنوي يبلغ نحو 11%، وفقا لحسابات "الاقتصادية". مع أخذ متوسط النمو السنوي في الحسبان، يكون حجم السياحة المحلية مرشحا لتجاوز عتبة الـ 100 مليون سائح في 2030. 2030 عام مهم للسياحة السعودية ووفقا لما رصدته "الاقتصادية"، فإن رقم الـ 150 مليون المستهدف في متناول اليد بالنسبة للسعودية، إذا استمرت معدلات النمو على وتيرتها أو زادت عليها؛ وسيكون عام 2030 على وجه التحديد عاما مهما لقطاع السياحة السعودي. في ذلك العام، ستستضيف المملكة معرض إكسبو 2030، وهو من أبز الفعاليات العالمية، نظرا لأنه يجمع السواد الأعظم من دول العالم وتمتد فعالياته لـ 6 أشهر كاملة. هذا الحدث الدولي وحدة يستهدف استقطاب 40 مليون زيارة للموقع على مدى فترة إقامته. ستسبق إكسبو 2030 بنحو عام استضافةُ دورة الألعاب الآسيوية الشتوية العاشرة (نيوم 2029). وبحلول 2034، ستكون السعودية قد تهيّأت لاستضافة الحدث الأكثر شعبية في العالم، وهو بطولة كأس العالم لكرة القدم. هذه الفعاليات الضخمة ستكون عوامل قوة في جذب السياح الدوليين إلى السعودية في فترات استضافتها، فضلا عن أن أثرها الممتد سيستمر بعد اختتامها، وهو ما يجعلها فرصة سياحية ذهبية للبلد المضيف.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store