logo
ما تيسر من سيرة «ثومة»

ما تيسر من سيرة «ثومة»

مصرس٠٥-٠٢-٢٠٢٥

لا تتوقف تظاهرات تجديد الحب لسيدة الغناء العربى أم كلثوم والإيمان برسالتها الغنائية الملهمة والعابرة للأجيال رغم مرور 50 عاما على رحيل أول من جسّد المعنى الحرفى لمقولة «المغنى حياة الروح» التى أطلقتها.
فى يناير 2023 وحسب استفتاء هو الأكبر من نوعه فى تاريخ الغناء أعلنته مجلة «رولينج ستون» المتخصصة فى عالم الموسيقى لأعظم 200 مطرب فى التاريخ عبر 100عام من العشرينيات وحتى العام الماضى جاءت كوكب الشرق فى المركز ال61، وهى المطربة العربية الوحيدة فى القائمة النهائية على مستوى العالم. القائمة ضمت أيضًا مطربين من عصور مختلفة من الماضى والحاضر منهم ريهانا، وليدىجاجا، وبيونسية، وويتنى هيوستن، فريدىميركوري، ألفيس بريسلي، فرانك سيناترا، إلتون جون، بوب مارلي، أديل. «رولينج ستون» Rolling Stone أو «الحجارة المتحركة» مجلة أمريكية متخصصة فى الموسيقى، وطرح أول أعدادها بتاريخ 9 نوفمبر من عام 1967، دائما تسلط الضوء على أهم المطربين المؤثرين فى المستمعين للموسيقى من مختلف أنواعها خلال السنوات، من حول العالم، وفى عام 2008 نشرت المجلة، لأول مرة قائمتها لأفضل 100 مطرب، واستخدمت عملية تصويت دقيقة تضمنت وجود موسيقيين مشهورين، لتكون النتائج مبنية على ثوابت، ولذلك وبعد 14 عاما قررت المجلة من جديد إضافة 100 مغن ومغنية جديد إلى القائمة.ووفقا لتقرير المجلة، أن «كوكب الشرق» أم كلثوم ليس لها نظير فى الغرب وتعتبر «روح العالم العربي»، وصاحبة تأثير امتد لما هو أبعد من الغناء ونقلت نطاقًا عاطفيًا مذهلًا فى الأغانى المعقدة التى يمكن أن تستمر بسهولة، عبر الموضوعات المتنوعة بصوت رنان فعال ينقل نطاقًا عاطفيًا خاطفًا للأنفاس فى أغانيها المعقدة التى تستمر بسهولة لمدة ساعة بينما جمعت حشودا من الجماهير وكأنها واعظ حماسى ونارى وأن وفاتها فى 3 فبراير عام 1975 جلب الملايين إلى شوارع القاهرة حزنًا، بينما كان تأثيرها بين المطربين العرب لا يُحصى. ديانة غنائيةأم كلثوم مطربة صاحبة ديانة غنائية عمرها 100 عام تخطت حدود مصر إلى الوطن العربى ومازال مريدوها يزدادون عاما بعد عام، فمصر كما يقول التاريخ مهبط الديانات السماوية فهى أيضًا مهبط أصحاب الديانات الغنائية العابرة للأجيال والأزمان من «ثومة لحليم» وهما آخر المواهب الربانية أصحاب الرسالات الغنائية والمواهب الإلهية.عشرات الكتب والرسائل العلمية والدراسات والأبحاث الموسيقية العربية والأجنبية تحدثت عن قرب ومن بعد عن عظمة أم كلثوم وروعة كتالوجها الغنائى الذى ليس له مثيل، بعضها خرج فى صورة مذكرات عن حياتها الشخصية والعوامل التى شكلت هذا التفرد والعبقرية، وكتب نشرت عن عظمة أعمالها وجماليات صوتها، منها «معجزة الغناء العربى أم كلثوم» للدكتورة رتيبة الحفنى، الذى يتضمن كواليس من نشأة كوكب الشرق، والظروف المتعلقة بالأغانى التى قدمتها وتعاونها مع الملحنين ومؤلفى الأغاني، والأفلام السينمائية التى قدمتها، كما يتناول الكتاب الشهور الأخيرة فى حياة أم كلثوم، وفى مقدمة الكتاب تقول المؤلفة: «قالوا عن أم كلثوم إنها أسطورة، وصفوها فى الغرب بأنها أشهر من جان دارك وأنها تفوقت على إديت بياف وماريا كالاس، هذه العملاقة التى بدأت منذ فترة مبكرة وعاشت وسط الفلاحين، لأنها فلاحة من ريف مصر السخي، ذاقت الفقر والحرمان والجوع والشقاء، واستطاعت فى النهاية أن تصل إلى أعلى مراتب التقدير من شعبها ومن شعوب العالم».أما كتاب «لغز أم كلثوم» تأليف الناقد رجاء النقاش فيكشف جوانب متنوعة من حياة أم كلثوم، وسبب بزوغ نجم أم كلثوم كما يروى تفاصيل لقاءاته مع كوكب الشرق خلال سفره معها إلى السودان وإلى ليبيا، ويتعرض الكتاب لقصة الحب بين أم كلثوم وأحمد رامى، وعلاقتها بعلى أمين وزكى مبارك وغير ذلك من الموضوعات. وكتاب «صحبة العشاق» خيرى شلبى. مطربة قوميةويرسم فيه بورتريه لكل شخصية، خصص فصلا بعنوان «أم كلثوم شخصيا!» ويقول فيه:«توازنت فى أم كلثوم قوتان: قوة الصوت وقوة الشخصية، وقد لعبت الشخصية أدوارا هامة وخطيرة فى قوة فى خدمة الصوت، ولعب الصوت أدوارا مهمة وخطيرة فى خدمة الشخصية، ولو أن هذا الصوت القدير الكبير كان بدون شخصية فى مستواه أو شخصية دونه بقليل لحول أم كلثوم من مطربة فقط، إلى مجرد أداة لإمتاع القوم فى سهراتهم لقاء ما يغدقونه عليها من أموال سخية. ولكن أم كلثوم استطاعت أن تكون شيئا أكثر من مجرد المطربة، أن تكون شخصية قومية كبيرة تلعب أدوارا فى السياسة وتشارك فى أحداث قومية بل تصبح علما على أمة بأسرها من المحيط إلى الخليج، وهى الصبية القادمة من إحدى قرى مصر الكثيرة اسمها «طماى الزهايرة» مركز السنبلاوين.وإلى جانب الكتب المتخصصة جاءت دراسة لكاتبة فرنسية تروى سيرة أم كلثوم بعنوان «سفيرة الفن والسياسة»، وبحث أمريكى صدر فى كتاب بعنوان «صوت مصر أم كلثوم والأغنية العربية والمجتمع المصرى فى القرن العشرين» للباحثة الأمريكية فرجينيا دانيلسون» وصدر عن الجامعة الأمريكية بالقاهرة عام 1997 وقام بترجمته الباحث والأديب عادل هلال عناني، بالإضافة إلى فصول طويلة عن أم كلثوم فى كتابات كبار الكتاب أبرزهم الكاتب أنيس منصور بعنوان «إنها أم كلثوم الله الله يا ست» فى كتابه «عاشوا فى حياتى» وكتاب زمن الغناء الجميل للكاتب مجدى نجيب. المرجعية الأولىقبل هذه الإصدارات المهمة تصدرت د.نعمات أحمد فؤاد، وكانت أول من قدموا كتابًا عن كوكب الشرق، «أم كلثوم: عصر من الفن» هو الكتاب الثانى للمؤلفة عن كوكب الشرق، أما الثانى فقصة عصر، سيدته هى أم كلثوم، وجاء فى الكتاب الأول ابتداء من مولدها وطفولتها وقصتها مع الكتاب والقرية قبل أن تقف على أعتاب الشهرة، ومجيئها إلى القاهرة أول مرة وما حدث لها من مفارقات، وذكريات روتها بنفسها عام 1952، وهو مصدر لكل من كتب عن أم كلثوم بعده، وكتاب عن أم كلثوم فى عام 1964 روت ذكرياتها مرة أخرى للكاتب العملاق على أمين بمناسبة صدور مجلته (هي) وقد نشرها فى الأعداد الأربعة الأولى تحت عنوان: «مذكرات أم كلثوم» وتعد الكتب الثلاثة من المرجعيات المهمة عن كوكب الشرق واستكمل الكاتب محمود عوض هذه الثلاثية المصرية بكتاب إنسانى عن مطربة القرن تناول جوانب شخصية عنها وأسرارا لا يعرفها أحد عنها.وفى عام 1969 نشر الكاتب محمود عوض كتاب «أم كلثوم التى لا يعرفها أحد» ورصد عبر 157 صفحة أسرارا من حياتها فى كتاب صغير ولكنه ثمين فى رسالته ومعانيه يتضمن قسمين، الأول من أم كلثوم نفسها عن بدايتها الفنية، أما القسم الثانى عن أم كلثوم، رصد فيه «عوض» فى بدايته ببراعة واقتدار واقع المجتمع المصرى عام 1926 على المستوى الغنائى والاجتماعى الذى أحدثت فيه انقلابا شاملا وأعادت تشكيل الخريطة الغنائية وانبهار 20 مليونا و217 ألف نسمة وهو تعداد القطر المصرى فى هذا التوقيت لهذه المعجزة الغنائية وكيف زاحمت أصواتا لها نفوذ وسطوة مثل منيرة المهدية سيدة الغناء فى هذه الفترة وفتحية أحمد وأنقذت الغناء من الخلاعة والابتذال وكيف تأقلمت الفتاة الريفية فى القاهرة التى شبهتها بالمريخ لاختلاف طبيعة الحياة فيها عن الريف المصرى. كوكب الشرق التى اخترقت كوكب المريخ «القاهرة» -على حد وصفها - فى الكتاب المهم ليست مجرد مطربة يسهر الملايين فى أنحاء العالم العربى لسماعها فى الخميس الأول من كل شهر. لقد كانت دنيا بأسرها.. كانت موهبة، وشخصية ونفوذًا وسلطة عاطفية وتناقضاَ حادًا بين حياتها الخاصة وحياتها العامة، وهذا ما يقدمه ويفسره هذا الكتاب عن أم كلثوم بقلم الكاتب محمود عوض، الذى كان صديقًا شخصيًا لأم كلثوم رغم اختلاف الأجيال. عظمة على عظمةكوكب الشرق والغرب والشمال والجنوب التى تلهب مشاعر جمهورها «أمس واليوم وغدا» بأغنياتها. اعتدنا أن نسمع عبارة «عظمة على عظمة يا ست» التى تضرب بروتوكولات حفلاتها وقدسية وصلاتها ثم تحولت إلى «لازمة» أساسية، دون أن يعرف الكثيرون صاحب الجملة الشهيرة، وهو الحاج سعيد الطحان، أو كما يلقب «مجنون ثومة» أحد أعيان محافظة الغربية، وأحد كبار التجار، حيث يمتلك مزارع خضروات وفواكه، وتنوعت أعماله بين زراعة القطن والأرز، وتعود قصته مع حفلات أم كلثوم إلى عام 1935، وحضر أولى حفلاتها مرتديا جلبابًا مصريًا تقليديًا، ومنذ الوهلة الأولى التى غنت فيها سرق صوتها قلب الشاب الريفى سعيد، لم يترك لها حفلا إلا وحضره حتى خارج مصر، على مدار 30 عاما كاملة، وفى إحدى الحفلات، غنت «سيرة الحب» لأول مرة صرخ الحاج سعيد قائلًا لها: «تانى والنبى يا ست ده أنا جايلك من طنطا»، فأشارت له كوكب الشرق وغنت «ياما عيون شغلونى لكن ولا شغلونى.. إلا عيونك إنت دول بس اللى خدونى.. وفى حبك أمرونى».فلم يتمالك الحاج سعيد نفسه بعدها ليسقط مغشيًا عليه بين الحضور، وتنزل سريعًا كوكب الشرق من على خشبة المسرح لتساعد فى إفاقة الحاج سعيد. وحينما غنت كوكب الشرق فى عام 1964، بمسرح حديقة الأزبكية، كانت تعزف الفرقة المقدمة الموسيقية لأغنية «أنت عمرى» التى كانت حدثًا فريدًا والمعروفة إعلاميا وغنائيا بلقاء السحاب وهى أول عمل فنى يجمع بين أم كلثوم وموسيقار الأجيال محمد عبدالوهاب، وظل عبدالوهاب متوترا وفى ترقب نتيجة تقبل الجمهور للحن، خاصة أنه أصر على إدخال الجيتار الكهربائى لأول مرة، إضافة إلى تخصيصه جملا موسيقية منفردة يقوم بعزفها كل عازف على حدة، من بين العازفين كان عازف الكونترباص عباس فؤاد، الذى لم يسبق له عزف الصولو منفردًا، فكان التحدى أمامه صعبًا، لدرجة أنه أشاد به موسيقار الأجيال معلقا على عزفه قائلًا: «دى حاجة عظمة» لتلتصق كلمة عظمة باسمه لينادى بين زملائه بالفرقة ب«عباس عظمة»، لتلتقط سريعًا آذان الحاج سعيد الجملة ليقف مرددًا وبصوت مرتفع «عظمة على عظمة يا ست»، لتصبح واحدة من أشهر الجمل التى تتردد فى حفلات أم كلثوم.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

جريمة نبش القبور الأدبية: عندما نصحو على فضائح الراحلين.. !
جريمة نبش القبور الأدبية: عندما نصحو على فضائح الراحلين.. !

الأسبوع

timeمنذ 6 ساعات

  • الأسبوع

جريمة نبش القبور الأدبية: عندما نصحو على فضائح الراحلين.. !

محمد سعد عبد اللطيف كاتب وباحث في الجيوسياسية بقلم - محمد سعد عبد اللطيف في زمنٍ اختلط فيه الترفيه بالإعلام، وتحول النقد إلى حفريات في مقابر الرموز، بات من المألوف أن نصحو على "فضيحة جديدة" من حياة راحلٍ عظيم، وكأن الأموات لم ينالوا ما يكفيهم من الإنهاك في حياتهم، حتى يأتي دورنا لنُكمِل عليهم بعد مماتهم. من عبد الحليم حافظ إلى سعاد حسني، من أم كلثوم إلى جمال عبد الناصر، أصبحنا في زمن لا يبحث عن حقيقة، ولا عن تاريخ، بل عن شبهة، وصورة، و"بوست" قابل لإعادة التدوير في ساحة المحكمة الكبرى المسماة: وسائل التواصل الاجتماعي. في هذا المقال الساخر - الجاد في مرآته - أكتب بمرارةٍ وغضب، وشيءٍ من السخرية النبيلة، عن هوايتنا القومية الجديدة: نبش القبور.. هوايتنا القومية الجديدة! من عجائب هذا الزمان أن تتحوّل الكتابة إلى حفّار قبور، وأن يرتدي القارئ عباءة "النيابة العامة" في محكمة التاريخ، لا لشيء سوى محاكمة الموتى بتهمٍ لم تُسجَّل في دفاترهم ولا على شواهدهم. بات النقد عندنا أقرب إلى برنامج فضائحي لا يحتاج إلا إلى "بوست" مفبرك، أو فيديو مجتزأ، وتغريدة منسيّة يُعاد تدويرها تحت عناوين مثيرة: "السر الذي أخفاه عبد الحليم"، أو "صندوق أسرار أم كلثوم"، أو "من كان ناصر يخشاه؟". في بلادنا، لا تكتمل مائدة الإفطار إلا بصحنٍ ممتلئٍ بفضائح قديمة، ومعلّبات من حياة الراحلين. أصبح لدينا طقسٌ جديد أشبه بمراسم عاشوراء، لكن بدلاً من اللطم، نحن "ننبش" ونحلل ونتساءل: هل تزوّج عبد الحليم حافظ من سعاد حسني؟ هل كان جمال عبد الناصر يعرف من كتب البيان الأول؟ هل كانت أم كلثوم ترتدي نظارتها الشمسية لتُخفي دمعة حب أم سخطاً سياسياً؟ جيلٌ بأكمله - بعضه لم يُولد بعد، أو كان لا يزال يرضع من ثدي الإعلام الرسمي - يتقمّص الآن دور المحقق كونان، لكن بمصادره الخاصة: "قرأت بوست"، "شاهدت فيديو على تيك توك"، "قال لي أحدهم في المقهى". تحوّل التاريخ إلى مساحةٍ للثرثرة، والأعراض إلى فقراتٍ للترفيه، والسيرة الذاتية إلى فقرةٍ مسلية قبل النوم. نحن لا نقرأ، نحن نتلصص. لا نبحث عن الحقيقة، بل عن الإثارة، عن الشبهة، عن صورة تُستخدم كدليل إدانة في محكمة فيسبوك الكبرى. ربما تكمن المشكلة في تعريفنا للبطولة والقدوة. حين يغيب المشروع الجماعي، يصبح كل فرد مشروع قاضٍ، أو بالأحرى مشروع مؤرخ حَشري، يحشّ في سيرة العظماء، ويشكك في كل شيء: هل كتب نزار قباني أشعاره وحده؟ هل ماتت أمينة رزق عذراء فعلاً؟ هل كان توفيق الحكيم مؤمناً بالله أم فقط بالريجيم؟ نعيش عصر "ما بعد القبر". مات عبد الناصر؟ لنفتّش في مراسلاته مع هيكل. ماتت سعاد؟ فلنبحث عن صورة لعقد الزواج.. ! غاب عبد الحليم؟ لنُكمل ما بدأته الصحف الصفراء: من دفن أسراره؟ ومن نكأ الجراح؟ الفلسفة هنا أن الحياة لم تعد تُرضينا، فنبحث عن الإثارة في الموتى. السياسة مملة، الاقتصاد موجع، والواقع شحيح.. فلا بأس من إثارة الغبار فوق رفات من رحلوا. لكن مهلاً، أليس هذا إرثاً ثقافياً متجذّراً؟ ألم يبدأ كل شيء منذ جلسات النميمة الريفية تحت ضوء القمر، حين كان الناس يتحدثون عن من هربت مع من، ومن تزوّج سراً، ومن أكل "ورقة الطلاق"؟ الفرق الوحيد الآن أن القمر أصبح شاشة هاتف، والقرية تحوّلت إلى قريةٍ افتراضية. في النهاية، قد نُصاب بشللٍ فكري. فمن يبحث عن فضيحة لا يصنع بطولة، ومن يُفتّش في أوراق الأمس لا يكتب سطور الغد. فلندع عبد الحليم يغني، وسعاد تضحك، وناصر يحلم، ولتَنَم قبورهم في سلام، لأنهم - على الأقل - حاولوا أن يحيوا في زمنٍ كان يستحق الحياة. أما نحن، فنحيا لنحاكم الأموات! ولعل أصدق ما في هذه السخرية أنها كُتبت بمداد الغضب لا الهزل. ففي زمنٍ كهذا، وحدها الكتابة الساخرة تصلح مرآةً لعقلٍ مأزوم.. .أو وطنٍ يعيد تدوير ماضيه في سوق النميمة! محمد سعد عبد اللطيف - كاتب وباحث في الجيوسياسية والصراعات الدولية [email protected]

المرأة تُسيطر علي لجان تحكيم الدورة 25 من مهرجان روتردام للفيلم العربي
المرأة تُسيطر علي لجان تحكيم الدورة 25 من مهرجان روتردام للفيلم العربي

النهار المصرية

timeمنذ 10 ساعات

  • النهار المصرية

المرأة تُسيطر علي لجان تحكيم الدورة 25 من مهرجان روتردام للفيلم العربي

تماشيًا مع تركيز مهرجان روتردام للفيلم العربي هذا العام على تكريم أم كلثوم ورائدات السينما العربية واحتفاله بيوبيله الفضي ومع إعلان مدينة روتردام عام 2025 "سنة المرأة"، قررت إدارة المهرجان في دورته الـ 25 التي تقام في الفترة من 28 مايو الجاري إلي 1 يونيو 2025 أن تتكوّن غالبية لجان التحكيم من النساء البارزات في مجالات التمثيل والإخراج والإنتاج، في دلالة رمزية على الدور الريادي للمرأة في صناعة السينما وعلى التزام المهرجان بإبراز صوتها ومكانتها. سيطرة نسائية وتضم لجان التحكيم في مهرجان روتردام شخصيات بارزة من العالم العربي وأوروبا، حيث تضم مسابقة الأفلام الروائية الطويلة النجمة السورية أمل عرفة، والمخرج والمنتج المغربي خليل بنكيران، والنجمة السعودية فاطمة البنوي، كما يشارك في لجنة تحكيم مسابقة الأفلام القصيرة الفنانة المصرية سلوى محمد علي والمخرج والمنتج السوري أحمد الحاج، والمخرجة والمنتجة السعودية رزان الصغير. ويشارك في لجنة تحكيم مسابقة الأفلام الوثائقية المخرجة الهولندية إليزبيث فرانيا، والمنتج السينمائي العراقى د. حكمت البيضاني، والممثلة والمخرجة المغربية زكية الطاهري، والمهرجان يحتفي بأم كلثوم ورائدات الفن السابع في دورته الجديدة، حيث يكرم المرأة العربية في السينما، مسلطًا الضوء على رموز فنية تركت بصمات خالدة في تاريخ الفن العربي. أم كلثوم صوت لا يُنسى وقال مدير المهرجان "روش عبد الفتاح": هذا العام نحتفي بكوكب الشرق أم كلثوم، فهي من أبرز الأصوات التي لا تنسى في تاريخ الموسيقى العربية، وما قدمته من أغنيات سيظل خالدا فمن منا لم يستمتع بأغنيات مثل "الأطلال"، "إنت عمري"، و"ألف ليلة وليلة"، وغيرها من الأغاني التي لا تزال تُردد حتى اليوم. عاشقات السينما وأضاف "روش": تتميّز دورة هذا العام بالتركيز على إبراز التنوع والثراء الفني الذي تقدّمه السينما العربية، عبر منصة تعبّر عن الأحلام والرؤى الاجتماعية والإنسانية للمخرجين العرب سواء من داخل العالم العربي أو من المهجر، حيث سيُعرض خلال المهرجان الفيلم الوثائقي "عاشقات السينما" للمخرجة ماريان خوري. واستكمل "روش عبد الفتاح" حديثه قائلاً: الفيلم الوثائقي "عاشقات السينما" يوثق حياة 6 نساء رائدات في السينما المصرية منذ بداياتها في العشرينيات، ومن بينهن المنتجة والممثلة البنانية الأصل آسيا داغر التي ساهمت في إنتاج العديد من الأفلام المصرية، وبهيجة حافظ أول امرأة مصرية تؤلف الموسيقى التصويرية للأفلام، وكانت أيضًا مخرجة وممثلة، وكذلك المنتجة والفنانة ماري كويني التي ساهمت في تطوير صناعة السينما المصرية، وعزيزة أمير أول منتجة ومخرجة وممثلة مصرية، وقدمت أول فيلم مصري صامت بعنوان "ليلى"، والفنانة والمخرجة فاطمة رشدي الملقبة بـ"سارة برنار الشرق"، والتي أسست فرقة مسرحية خاصة بها والفنانة والمنتجة أمينة محمد التي ساهمت في إثراء السينما المصرية بأعمالها المميزة. ويُسلط الفيلم الوثائقي "عاشقات السينما" الضوء على التحديات التي واجهتها هؤلاء الرائدات في مجتمع محافظ، وكيف تمكنّ من ترك بصمة لا تُنسى في تاريخ السينما المصرية. ضيوف الشرف وسيشهد المهرجان حضورًا مميزًا لعدد من النجمات والسينمائيات العربيات ومنهنّ النجمة المصرية ليلى علوي ضيفة شرف المهرجان، وسيُعرض فيلمها "سمع هوس"، والفنانة هنا شيحة والفنانة سلوي محمد علي والفنانة السورية أمل عرفة والفنانة التونسية درة زروق وسيُعرض فيلمها "وين صرنا"، والفنانة السعودية فاطمة البنوي والفنانة التونسية عفاف بن حمود والفنانة المغربية زكية الطاهري. ويعد هذا التكريم والاحتفاء بالمرأة العربية في السينما خطوة مهمة لتسليط الضوء على إسهاماتها وتاريخها الغني في هذا المجال. وأعلن مهرجان روتردام للفيلم العربي مؤخراً عن قائمة الأفلام المشاركة في دورته الخامسة والعشرين، وتُعد هذه الدورة استثنائية بكل المقاييس، إذ تأتي احتفالًا بمرور ٢٥ عامًا على انطلاقة المهرجان، وتحمل في طيّاتها العديد من المفاجآت والمبادرات الخاصة. وسيقدم المهرجان هذا العام ٣٧ فيلمًا ضمن برامجه المتنوعة في صالات العرض، وإلى جانب العروض السينمائيّة يقدّم المهرجان أيضًا ٣٢ فيلمًا قصيرًا عبر الإنترنت من خلال منصة وذلك لتوسيع دائرة الوصول إلى جمهور أوسع داخل هولندا وسيتم الإعلان عن مفاجآت دورة هذا العام تباعاً خلال الأيام المقبلة.

ريهانا تتألق من جديد رغم الحمل خلال فاعليات مهرجان كان
ريهانا تتألق من جديد رغم الحمل خلال فاعليات مهرجان كان

الوفد

timeمنذ 12 ساعات

  • الوفد

ريهانا تتألق من جديد رغم الحمل خلال فاعليات مهرجان كان

لفتت النجمة العالمية ريهانا الأنظار خلال تجولها في شارع كرويزيت الشهير بمدينة كان الفرنسية، حيث ظهرت بإطلالة أنيقة احتضنت من خلالها بطنها المنتفخ بكل حب ودفء، مؤكدة مجددًا حضورها القوي وجاذبيتها الفريدة حتى خلال فترات الحمل. وبحسب صحيفة 'ديلي ميل' البريطانية، جاءت زيارة ريهانا للمتجر ضمن حضورها لمهرجان كان السينمائي، حيث استغلت الفرصة لزيارة متجر المجوهرات الفاخرة ميسكا يوم الأربعاء. تفاصيل الإطلالة: أناقة تتجاوز التوقعات ريهانا، البالغة من العمر 37 عامًا، ارتدت فستانًا أسود قصيرًا ومضلعًا، أضافت إليه لمسة مميزة من خلال تنورة ماكسي مزينة بالشراشيب، جمعت بين الجرأة والرقي. وحرصت على استكمال طلتها العصرية بحذاء بكعب شفاف ونظارات شمسية مربعة، بينما تميزت تسريحة شعرها بنصف رفعة أضفت طابعًا كلاسيكيًا على مظهرها العصري. زينت النجمة باربادوسية الأصل ريهانا إطلالتها بأقراط براقة، واختارت مكياجًا بسيطًا أبرز جمالها الطبيعي، بينما كانت تضع يديها بلطف على بطنها، في مشهد يفيض بالأمومة والرقي. حياة عائلية زاخمة... واستعداد لاستقبال المولود الجديد ريهانا تنتظر طفلها الثالث من شريكها مغني الراب A$AP Rocky، الذي تشارك معه طفليها RZA البالغ من العمر عامين، وRiot البالغ 21 شهرًا. وكانت النجمة ريهانا كشفت عن حملها الأخير خلال مشاركتها في حفل Met Gala مطلع هذا الشهر، حيث ظهرت ببطن بارز للمرة الأولى وسط تصفيق الجمهور وعدسات الإعلام. وظهرت ريهانا مع صديقها آساب روكي مؤخرًا وهما يتجولان في أرجاء مدينة كان، ما يعكس انسجامهما واستمتاعهما باللحظات العائلية رغم جدول أعمالهما المزدحم. ألبوم طال انتظاره... وحماس فني رغم الحمل ورغم انشغالها بالحمل، أكدت ريهانا في لقاء مع Entertainment Tonight أن ألبومها المنتظر، الذي أطلق عليه الجمهور اسم "R9"، لن يتأخر كثيرًا. وأوضحت ريهانا مازحة أن الأمر قد يتطلب "بضعة مقاطع فيديو إضافية"، لكنها مصرة على مواصلة العمل الفني. وأضافت ريهانا أن الألبوم لن يكون تقليديًا أو إذاعيًا بالمعنى المتعارف عليه، بل يعكس تطورها الفني، مؤكدة: "لن يكون شيئًا يتوقعه أحد... لكنه يعبر عن مكاني الفني الحالي. أشعر أنني نجحت أخيرًا يا فتاة!".

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store