logo
الكرك .. تراجع مخزون السدود ينذر بصيف صعب على القطاع الزراعي

الكرك .. تراجع مخزون السدود ينذر بصيف صعب على القطاع الزراعي

سرايا - تراجعت كميات المياه الواردة إلى السدود المنتشرة بمختلف مناطق محافظات الجنوب، خصوصا محافظة الكرك بشكل كبير، باستثناء سد الموجب الذي وصلت فيه السعة التخزينية من قدرته الاستيعابية إلى حوالي 75 بالمائة، رغم امتلائه الموسم الماضي تماما.
وبسبب ضعف الموسم المطري، تراجعت كميات المياه الواردة إلى السدود الكبرى والسدود الصحراوية والحفائر الترابية التي تشكل جزءا مهما من الاحتياجات المائية للزراعة وسقاية المواشي، حيث تتواجد أعداد كبيرة من الماشية، ويعتمد مربوها على الحفائر والسدود الصحراوية في توفير مياه الشرب لها، حيث تضم محافظة الكرك وحدها زهاء 450 ألف رأس ماشية، خصوصا من الأغنام والماعز.
ووفقا لإحصائيات وزارة المياه والري، فإن مناطق الجنوب تضم 6 سدود كبرى تبلغ سعتها التخزينية القصوى 54 مليون متر مكعب من المياه، لم يصل إليها خلال الموسم إلا حوالي 24 مليون متر مكعب، منها 19 مليون متر مكعب في سد الموجب وحده.
أما سد التنور فقد بلغت سعته التخزينية 16 مليون متر، ولم يصل إليه سوى 4 ملايين متر مكعب فقط، وسد اللجون 170 ألف متر مكعب من سعة إجمالية مليون متر، وسد وادي الكرك 545 ألف متر، من سعة تخزينية 2 مليون متر، وسد وادي بن حماد 480 ألف متر، من سعة إجمالية 4 ملايين متر مكعب.
وهذه السدود تشكل المزود الرئيس لمياه الري للمزروعات في مناطق الأغوار الجنوبية ووادي الكرك ووادي الموجب والعينا والحسا وعفرا وبربيطة، ناهيك عن تزويدها الشركات والمصانع الكبرى بالأغوار الجنوبية بحاجتها من المياه للصناعة، كما هو الحال مع سدود الموجب وسد الكرك والتنور.
وتضم مناطق الجنوب نحو 45 سدا صحراويا منتشرة في جميع مناطق المحافظات الجنوبية، من بينها 18 سدا في محافظة الكرك، وتبلغ سعتها التخزينية حوالي 14 مليون متر مكعب من المياه، في حين أنها تضم الآن 10 ملايين متر مكعب فقط، وهي موزعة عليها جميعا.
كما تضم محافظات الجنوب نحو 200 من الحفائر والسدود الترابية، من بينها 41 حفيرة في محافظة الكرك وتحديدا في المناطق الشرقية التي تشهد تساقطا غزيرا للأمطار وسيلانا للسيول والأودية، وتبلغ سعتها التخزينية الإجمالية حوالي 17 مليون متر مكعب، إلا أن مخزونها الحالي من المياه يبلغ 9 ملايين متر مكعب فقط.
وتنتشر هذه المجموعة من السدود والحفائر، على طول خطوط القرى في المحافظة من الجهة الشرقية، بمواجهة قرى الغوير والسلطاني والأبيض ومحي وادر والقصر والقطرانة والربة والجديدة واللجون، لتشكل مصدرا لري الزراعات الصيفية من الخضراوات في تلك المناطق.
ويؤدي هذا التراجع والضعف الكبير في مخزونات المياه التجميعية في السدود والحفائر وغيرها، إلى وجود مصاعب كبيرة خلال العام الحالي في تزويد مياه الشرب والزراعة وسقاية المواشي، والاضطرار إلى استخدام المياه الجوفية المتناقصة بشكل كبير، ما يضطر الأجهزة الرسمية في وزارة المياه إلى حفر مزيد من الآبار أو زيادة القدرة التشغيلية للضخ في آبار رئيسة، كما هو الحال مع مشروع زيادة وتطوير آبار اللجون شرقي محافظة الكرك، الذي افتتحه أمين عام سلطة المياه المهندس سفيان البطاينة، وسفير مملكة إسبانيا في الأردن ميغيل دي لوكاس.
ويتضمن المشروع إعادة تأهيل آبار اللجون بهدف زيادة كفاءتها وتحسين التزويد المائي وتقليل الفاقد المائي في محافظة الكرك.
وقال المهندس البطاينة إن المشروع يأتي ضمن الجهود الوطنية للحد من فاقد المياه في جميع أنحاء المملكة، تنفيذا للخطة الإستراتيجية لقطاع المياه 2023 - 2040، وبتمويل من الوكالة الإسبانية للتعاون الدولي، مضيفا أن المشروع تضمن إعادة تأهيل 7 آبار في منطقة اللجون، واستبدال المضخات والكوابل واللوحات الكهربائية للآبار بهدف رفع كفاءتها وإنتاجيتها، حيث تمت إعادة تأهيل جزء من محطة اللجون ومرافقها، واستبدال عدد من المضخات واللوحة الرئيسة ومحابس وجهاز العكورة القديم، وتأهيل الحواجز المائية الداخلية وصيانة غرفة الكلور، إضافة إلى توريد وتمديد مواسير دكتايل بحوالي (5.5) كم وبأقطار مختلفة للربط بين الآبار لتحسين التزويد المائي الواصل للمحطة.
وغالبا ما يشكل نقص المخزونات بالمياه في السدود، ونضوبها المبكر لاحقا بما فيها من مياه قليلة، مشكلة حقيقية في عمليات تزويد مياه الشرب لمناطق الكرك، خصوصا من سد الموجب الذي يزود مناطق شمالي المحافظة بحاجتها من المياه، ناهيك عن ري المناطق الزراعية المرتبط تزويدها بمياه السدود، ما رفع من أصوات المزارعين بالشكوى جراء نقص المياه، بخاصة مع بدء موسم الزراعات الصيفية في منطقة الأغوار الجنوبية، إذ تراجع تزويدها بمياه الري إلى مستويات قياسية.
وخلال السنوات الأخيرة، وبسبب تراجع مخزونات السدود، شهدت المناطق الزراعية في الأغوار الجنوبية ووادي الموجب وأسفل سد التنور، عجزا كبيرا في تزويد مياه الري للمزروعات، وهي حالة سوف تتكرر الموسم المقبل بشكل مؤكد.
ووفق رئيس لجنة المياه والزراعة في مجلس محافظة الكرك سابقا فتحي الهويمل، فإن شكاوى المزارعين بشأن نقص مياه الري في اللواء، الناجمة عن تراجع كميات مياه الري، سوف تتكرر في الموسم الحالي، لضعف الهطل المطري في الشتاء الماضي، لافتا إلى تراجع منسوب سد التنور المائي، والذي يعد مصدرا رئيسا وشبه وحيد للري في الأغوار الجنوبية.
وبيّن أنه مع بدء موسم الزراعات الصيفية، كانت السعة تقدر بنحو 4 ملايين م3 من أصل 16 مليون م3، وبالتالي فإن هذا الانخفاض الهائل في السعة الطبيعية للسد ألحق ضررا كبيرا بزراعات اللواء الصيفية، وأفقدها مصدرا حيويا لاستمرارها، إذ لم يتوافر مصدر مساند لتفادي خسائر كبرى ستلحق بها، وتوفيره من آبار الأغوار الجنوبية.
ولفت الهويمل إلى أن مساحة الأراضي الزراعية في اللواء تقدر بـ55 ألف دونم، وهي مساحة كبيرة تحتاج لضبط الري فيها، وتوزيع المياه على الأراضي بعدالة.
وكانت وزارة الزراعة قد وقعت الأسبوع الماضي اتفاقية لإنشاء حفيرة مائية في منطقة باير بمحافظة معان، بسعة تخزينية تصل إلى 120 ألف متر مكعب، وبتكلفة تقديرية تبلغ 115 ألف دينار، ضمن موازنة وزارة الزراعة، وذلك لأغراض الحصاد المائي وتوفير المياه لمربي الثروة الحيوانية في المناطق الصحراوية.
وأكد وزير الزراعة المهندس خالد الحنيفات أن هذه المشاريع تأتي ضمن خطة الوزارة الرامية إلى توسيع مشاريع الحصاد المائي، حيث تهدف الوزارة إلى إنشاء 50 حفيرة وسدا ترابيا لدعم المزارعين ومربي المواشي، لا سيما في المناطق التي تعاني من شح الموارد المائية.
وأضاف الحنيفات، أن الوزارة تنفذ مشاريعها برأسمال يصل إلى 100 بالمائة، إلى جانب الإنفاق اللامركزي من خلال مجالس المحافظات، والذي تجاوز 95 بالمائة في معظم المحافظات.

هاشتاغز

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

جلسة تعريفية بجائزة الحسين للعمل التطوعي في الأغوار الشمالية
جلسة تعريفية بجائزة الحسين للعمل التطوعي في الأغوار الشمالية

أخبارنا

timeمنذ 10 دقائق

  • أخبارنا

جلسة تعريفية بجائزة الحسين للعمل التطوعي في الأغوار الشمالية

أخبارنا : نظمت مديرية شباب محافظة إربد بالتعاون مع مديرية التربية والتعليم للواء الأغوار الشمالية الخميس، جلسة تعريفية بجائزة الحسين بن عبدالله الثاني للعمل التطوعي في دورتها الثالثة. وهدفت الجلسة التي أقيمت بقاعة ثانوية وقاص المختلطة، بحضور ممثلين عن المدارس الحكومية والخاصة، للتعريف بفلسفة الجائزة ورؤيتها ورسالتها ومبادئها والفئات التي يحق لها التقدم، إضافة إلى مجالات التطوع وشروطها. وأكدت مديرة الشؤون التعليمية في تربية الأغوار الشمالية الدكتورة لبنى الشاويش، أهمية جائزة الحسين بن عبدالله الثاني للعمل التطوعي في تعزيز ثقافة التطوع وترسيخ قيم العمل التطوعي وتفعيل المسؤولية المجتمعية لدى المؤسسات، إضافة إلى تكريم جهود الأفراد والمؤسسات المساهمة في العمل التطوعي لتحقيق أهداف التنمية المستدامة. وعرضت رئيس قسم النشاطات الدكتورة آمنة ظهيرات، لتاريخ الجائزة وأهدافها، مؤكدة دور وزارة التربية والتعليم في دعم وتفعيل التشاركية لإنجاح المبادرات التطوعية. بدورهما، تحدث مندوب وزارة الشباب فارس ملكاوي وضابط ارتباط الجائزة في تربية الأغوار الشمالية الدكتور سليم الراشد، عن أهمية الجائزة في مجال العمل التطوعي ودورها في صقل شخصية الشباب وإشراكهم في مجالات العمل التطوعي والتي تعود بالنفع على المجتمع. وعرضا رؤية الجائزة والمبادئ العامة لها ومجالات العمل التطوعي فيها والتي تتوزع إلى الاجتماعية والصحية والتعليمية والتدريبية والرياضية والفنية والثقافية والبيئية والسياحية والريادة والابتكار. --(بترا)

بلدية الكرك تنهي تعبيد شارع إشارات أبو حمور
بلدية الكرك تنهي تعبيد شارع إشارات أبو حمور

خبرني

timeمنذ 18 دقائق

  • خبرني

بلدية الكرك تنهي تعبيد شارع إشارات أبو حمور

خبرني - أنهت بلدية الكرك الكبرى أعمال تعبيد شارع إشارات أبو حمور (المستشفى العسكري) باستخدام الخلطة الإسفلتية الساخنة، مع استكمال الأعمال في الشارع ضمن استراتيجية البلدية الشاملة لتطوير وتحسين البنية التحتية في المدينة. ويُذكر أن البلدية ستباشر خلال الأيام المقبلة تنفيذ عطاء عام يشمل كافة المناطق التابعة لها، لتحسين جودة الطرق والخدمات المقدمة للمواطنين.

عجلون: مطالب برفع وعي المتنزهين للمحافظة على الأماكن الطبيعية
عجلون: مطالب برفع وعي المتنزهين للمحافظة على الأماكن الطبيعية

الدستور

timeمنذ 22 دقائق

  • الدستور

عجلون: مطالب برفع وعي المتنزهين للمحافظة على الأماكن الطبيعية

الدستور– تعاني العديد من المواقع السياحية والطبيعية في محافظة عجلون، من الآثار السلبية نتيجة الرمي العشوائي للنفايات وتركها من قبل المتنزهين في ظل الحركة السياحية النشطة التي تشهدها المحافظة. وطالب عدد من المهتمين بالشأن البيئي والسياحي، الجهات المعنية بالعمل على تكثيف الجهود من خلال تنفيذ حملات النظافة وزيادة الوعي بأهمية الممارسات الإيجابية تجاه الغابات وعدم ترك النيران مشتعله تلافيا للحرائق. وأكد رئيس لجنة السياحة والآثار في مجلس المحافظة محمد حمد البعول، أهمية الجهود المجتمعية بتنظيم البرامج والفعاليات الهادفة التي تعزز الوعي البيئي تجاه المواقع السياحية والأثرية، وأهمية المحافظة عليها، كتوزيع نشرات بيئية على زوار المحافظة والمتنزهين لحثهم على الحفاظ على نظافة المواقع. وأشار عضو الشبكة التنسيقية لمبادرة 'البيئة تجمعنا' فخري عنيزات، إلى أهمية الحد من ظاهرة ترك النفايات في مواقع التنزه التي تشوه المظهر الحضاري للمحافظة وجمالية المواقع السياحية، مبينا أنه لا توجد حلول جذرية للمشكلة إلا بوعي وثقافة الزائر الذي لا بد أن يتحمل المسؤولية في الحفاظ على نظافة المكان الذي يزوره. وبين عضو جمعية الكوكب الأخضر لحماية البيئة راشد فريحات، إن الاهتمام بنظافة الأماكن العامة لا يمكن أن يتم إلا برفع وعي المواطنين، مشيرا إلى أهمية تفعيل الشراكة بين جميع الجهات الرسمية والمؤسسات المدنية ذات العلاقة كوزارات التربية والتعليم والسياحة والآثار والأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية والمؤسسات الدينية، بهدف إعطاء صورة مشرقة عن الأماكن السياحية والطبيعية الجميلة للمتنزهين والزوار عن المنطقة وأهميتها السياحية. من جهته أكد مدير آثار عجلون، اكرم العتوم، على ضرورة تشارك وتعاون الجميع في الجهود التي تبذل للحد من هذه الظاهرة التي باتت مقلقة وتتسبب بتشوه مواقع التنزه في المناطق الأثرية والسياحية وتلوث الغابات بالمخلفات، مبينا أن المديرية تنفذ بالتعاون مع الجهات المعنية حملات نظافة تطوعية بيئية لإظهار جماليات المناطق الطبيعية والسياحية في المنطقة. وقال رئيس مجلس الخدمات المشتركة وليد درادكه، إن كوادر المجلس، تنفذ وبشكل مستمر حملات نظافة مكثفه شملت الشوارع الرئيسة والفرعية وأماكن التنزه، مؤكدا أن المجلس مستمر بهذه الحملات لحين تحقيق الأهداف المرجوة منها في الوصول إلى أحياء وشوارع نظيفة . بترا

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store