
إنجاز لبناني جديد.. فيلم "وعد" من الجنوب إلى أبرز مهرجانات بريطانيا
رغم المآسي العميقة التي يعاني منها جيل اليوم، والتحديات المتتالية التي تثقل كاهله ، يثبت شباب لبنان قدرتهم الفائقة على التألق والمضي قدمًا نحو العالمية. فبعد الإنجاز الرائع الذي حققه لاعب التنس هادي حبيب في بطولة "أستراليا المفتوحة"، يأتي الشاب المبدع حسين قانصو ليبهر الجميع بتألقه في مجال الفن، حيث يعرض فيلمه "وعد" في أحد أبرز المهرجانات السينمائية في بريطانيا.
"وعد": قصة أمل من قلب الحرب
قانصو، ابن العشرين عامًا، طالب في السنة الثانية في الجامعة اللبنانية، متخصص في "السينما والتلفزيون". بدأ رحلته في عالم الإخراج والتصوير من خلال مشروع يعكس مزيجًا من المعاناة والأمل، ليكون تعبيرًا عن شغفه وواقعه.
وفي حديثه لـ "لبنان 24" عن فيلمه "وعد"، قال قانصو: "كانت فكرة الفيلم قد نضجت في وقت كنا فيه جميعًا نعيش حالة النزوح، حيث كانت صور الحرب تهيمن على حياتنا. ومع بداية العودة إلى المناطق التي اضطررنا لمغادرتها إثر الحرب، عقب سريان وقف إطلاق النار، بدأت ألتقط صورًا تروي مشاهد العودة والأمل."
صرخة من الجنوب إلى العالم
وأضاف قانصو: "ثم خطرت لي فكرة تصوير فيلم وثائقي عن هذا الموضوع، خصوصًا وأنني طالب في تخصص "السينما والتلفزيون". كنت قد تأثرت بشكل كبير برؤية الناس الذين فقدوا بيوتهم المدمرة، ورغم ذلك عادوا إليها، وواصلوا حياتهم. ما شجعني أكثر كان إصرار وعزيمة عائلتي، فقد تعرض منزلنا للقصف، ومع ذلك كانت قوتهم لا تُضاهى. حتى بعد الدمار، كانوا يواصلون تنظيف الغرفة الوحيدة التي بقيت صامدة، ليتمكنوا من العيش فيها. هذه المشاهد كانت البداية لفكرة توثيق العلاقة العميقة بين الناس وأرضهم، وخاصة علاقتي الشخصية ببلدتي "الشهابية" الجنوبية.
وأوضح قانصو قائلاً: "قررت أن أنقل من خلال فيلمي معاناة ووجع أهل الجنوب إلى العالم، لأنني شعرت أن هذه القصص تستحق أن تُروى، وأن الألم الذي عاشه هؤلاء الناس يحتاج إلى أن يُسمع. بالنسبة لي، كان الفيلم شكلًا من أشكال المقاومة؛ فكما قاوم أهل الجنوب على مرّ السنين، كان لي نصيبي في المقاومة عبر الفن والتصوير من خلال هذا الفيلم الوثائقي، وجملته الرئيسية كانت: "وعد لضيعة أنجبت الأمل من بين ركام الحجارة."
"وعد" في أحد أبرز مهرجانات بريطانيا
وأضاف: "قررت أشارك الفيلم عبر الإنترنت، ولم أكن أتوقع أن يُقبل في أحد أبرز مهرجانات بريطانيا، خاصة أنه كان الفيلم العربي الوحيد الذي تم قبوله. بالطبع، الفيلم يحمل مواصفات فنية عالية، لكن من الصعب جدًا أن تقبل دولة مثل بريطانيا أفلامًا من هذا النوع."
وأشار قانصو إلى أن أصعب اللحظات التي واجهها أثناء تصوير الفيلم كانت عندما قرروا تصوير مشاهد مع عوائل الشهداء. وقال: "كانت كمية الوجع كبيرة جدًا، ورغم أننا كنا نذهب إليهم لتقديم العزاء والمواساة، إلا أنهم كانوا هم من يواسوننا بصبرهم وألمهم، وهو ما كان له تأثير عميق على نفسي."
وتابع قائلاً: "واجهت أيضًا تحديًا ماديًا كبيرًا في إخراج الفيلم، حيث كان الدعم محصورًا بعائلتي فقط، وهو ما شكل عبئًا إضافيًا عليّ. ولكن إصراري على إنجاز هذا العمل كان الدافع الأكبر للاستمرار."
وأكّد قانصو أن ردود الفعل كانت إيجابية للغاية، خصوصًا من أهل بلدته، الذين جعلوه يشعر بالفخر وأكدوا له أنه تمكن من إيصال صوتهم إلى العالم.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة

القناة الثالثة والعشرون
١٥-٠٥-٢٠٢٥
- القناة الثالثة والعشرون
أكبر أرزة بلاستيكية في العالم... امرأة لبنانية تستعد لدخول "غينيس" للمرة السادسة (صور)
من فكرة بسيطة بدأت في أواخر عام 2019، استطاعت اللبنانية كارولين شبطني أن تحوّل شغفها بالحفاظ على البيئة إلى سلسلة من المبادرات المبتكرة، التي حملت اسم لبنان إلى موسوعة "غينيس" العالمية خمس مرات. مشاريعها لم تكن فقط صديقة للبيئة، بل حملت رسائل وطنية وإنسانية، جمعت فيها اللبنانيين من مختلف المناطق حول هدف واحد. وفي حديثٍ لـ"لبنان 24"، قالت شبطني إنّ رحلتها بدأت بشكل عفوي، عندما كانت تحاول خسارة الوزن، فنصحتها أخصائية التغذية بشرب كميات كبيرة من الماء. كانت تحتفظ بالقناني البلاستيكية بدلًا من رميها، ومن هنا انطلقت أول فكرة تحوّلت لاحقًا إلى مشروع ضخم، ثم إلى سلسلة إنجازات عالمية. أول رقم قياسي حقّقته شبطني كان في بلدة شكا عام 2019، حيث أنجزت أكبر شجرة ميلاد في العالم مصنوعة من القناني البلاستيكية، بلغ طولها 28.2 متر. وفي عام 2020، نفّذت أكبر فسيفساء على شكل هلال رمضان، مستخدمةً 500 ألف غطاء بلاستيكي، بمساحة 169.5 مترًا مربعًا، تبعها مشروع ثالث في العام نفسه، حيث صمّمت أكبر علم لبناني من مواد قابلة لإعادة التدوير، وصلت مساحته إلى 302.5 مترًا مربعًا. مع نهاية 2020، دخلت شبطني التاريخ كأول امرأة عربية تحقق ثلاثة أرقام قياسية في عام واحد. في آذار 2022، انتقلت إلى دبي حيث تعاونت مع شركة 'Sony' لإنجاز أكبر فسيفساء مسطّحة (2D) من أغطية القناني البلاستيكية، بمساحة بلغت 262.5 مترًا مربعًا. ثم توجهت إلى أفريقيا في نيسان من العام نفسه، حيث أنجزت أكبر كرة في العالم تتضمن 62 علمًا، جميعها مصنوعة من مواد مُعاد تدويرها. اليوم، تستعد شبطني لتحقيق رقمها السادس من خلال مشروع جديد يتمثّل في تنفيذ أكبر أرزة في العالم مصنوعة بالكامل من القناني البلاستيكية الخضراء. ويبلغ ارتفاع الأرزة 10 أمتار، وستُستخدم في بنائها 452 ألف قنينة، وهو عدد يرمز إلى مساحة لبنان (10,452 كلم²). وتخطّط شبطني لتقديم المشروع كتحيّة رمزية للجيش في عيده في 2 آب. وفي حديثها، أكدت أنّ التفاعل الشعبي مع المشروع بدأ فعليًا، رغم أنّها أطلقته قبل أسبوع واحد فقط. وأشارت إلى أنّ جمع القناني انطلق بشكل ملحوظ، بمساهمة الأفراد من مختلف المناطق. ورأت شبطني أنّ هذا المشروع، إضافة إلى رمزيته البيئية، يسلّط الضوء على قدرة اللبنانيين على التكاتف حين يتوحّدون خلف فكرة مشتركة. وقالت: "بحب قدّم هالمشروع للبنان بعد كل شي صار فيه من حروب وأزمات، لنرجّع شوية أمل". كما أوضحت أنّ العائدات الناتجة عن بيع البلاستيك بعد الانتهاء من المشروع، ستُخصّص لدعم أطفال السرطان. واختتمت حديثها بالتشديد على أن دخول لبنان إلى موسوعة غينيس ليس سهلاً على الإطلاق، مشيرةً إلى أن مكان تنفيذ المشروع لم يُحدّد بعد بانتظار الترتيبات النهائية والدعم من الجهات الراعية، وقالت: "حتى الآن لم نحدّد أين وكيف سيكون المشروع، لأن الأمور لم تتّضح بعد، وأنا بانتظار الـ"sponsors". انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة. انضم الآن شاركنا رأيك في التعليقات تابعونا على وسائل التواصل Twitter Youtube WhatsApp Google News


المركزية
٠٢-٠٥-٢٠٢٥
- المركزية
للمرة السادسة... لبنانية تستعد لدخول "غينيس" بأكبر أرزة بلاستيكية في العالم
من فكرة بسيطة بدأت في أواخر عام 2019، استطاعت اللبنانية كارولين شبطني أن تحوّل شغفها بالحفاظ على البيئة إلى سلسلة من المبادرات المبتكرة، التي حملت اسم لبنان إلى موسوعة "غينيس" العالمية خمس مرات. مشاريعها لم تكن فقط صديقة للبيئة، بل حملت رسائل وطنية وإنسانية، جمعت فيها اللبنانيين من مختلف المناطق حول هدف واحد. وفي حديثٍ لـ"لبنان 24"، قالت شبطني إنّ رحلتها بدأت بشكل عفوي، عندما كانت تحاول خسارة الوزن، فنصحتها أخصائية التغذية بشرب كميات كبيرة من الماء. كانت تحتفظ بالقناني البلاستيكية بدلًا من رميها، ومن هنا انطلقت أول فكرة تحوّلت لاحقًا إلى مشروع ضخم، ثم إلى سلسلة إنجازات عالمية. أول رقم قياسي حقّقته شبطني كان في بلدة شكا عام 2019، حيث أنجزت أكبر شجرة ميلاد في العالم مصنوعة من القناني البلاستيكية، بلغ طولها 28.2 متر. وفي عام 2020، نفّذت أكبر فسيفساء على شكل هلال رمضان، مستخدمةً 500 ألف غطاء بلاستيكي، بمساحة 169.5 مترًا مربعًا، تبعها مشروع ثالث في العام نفسه، حيث صمّمت أكبر علم لبناني من مواد قابلة لإعادة التدوير، وصلت مساحته إلى 302.5 مترًا مربعًا. مع نهاية 2020، دخلت شبطني التاريخ كأول امرأة عربية تحقق ثلاثة أرقام قياسية في عام واحد. في آذار 2022، انتقلت إلى دبي حيث تعاونت مع شركة 'Sony' لإنجاز أكبر فسيفساء مسطّحة (2D) من أغطية القناني البلاستيكية، بمساحة بلغت 262.5 مترًا مربعًا. ثم توجهت إلى أفريقيا في نيسان من العام نفسه، حيث أنجزت أكبر كرة في العالم تتضمن 62 علمًا، جميعها مصنوعة من مواد مُعاد تدويرها. اليوم، تستعد شبطني لتحقيق رقمها السادس من خلال مشروع جديد يتمثّل في تنفيذ أكبر أرزة في العالم مصنوعة بالكامل من القناني البلاستيكية الخضراء. ويبلغ ارتفاع الأرزة 10 أمتار، وستُستخدم في بنائها 452 ألف قنينة، وهو عدد يرمز إلى مساحة لبنان (10,452 كلم²). وتخطّط شبطني لتقديم المشروع كتحيّة رمزية للجيش في عيده في 2 آب. وفي حديثها، أكدت أنّ التفاعل الشعبي مع المشروع بدأ فعليًا، رغم أنّها أطلقته قبل أسبوع واحد فقط. وأشارت إلى أنّ جمع القناني انطلق بشكل ملحوظ، بمساهمة الأفراد من مختلف المناطق. ورأت شبطني أنّ هذا المشروع، إضافة إلى رمزيته البيئية، يسلّط الضوء على قدرة اللبنانيين على التكاتف حين يتوحّدون خلف فكرة مشتركة. وقالت: "بحب قدّم هالمشروع للبنان بعد كل شي صار فيه من حروب وأزمات، لنرجّع شوية أمل". كما أوضحت أنّ العائدات الناتجة عن بيع البلاستيك بعد الانتهاء من المشروع، ستُخصّص لدعم أطفال السرطان. واختتمت حديثها بالتشديد على أن دخول لبنان إلى موسوعة غينيس ليس سهلاً على الإطلاق، مشيرةً إلى أن مكان تنفيذ المشروع لم يُحدّد بعد بانتظار الترتيبات النهائية والدعم من الجهات الراعية، وقالت: "حتى الآن لم نحدّد أين وكيف سيكون المشروع، لأن الأمور لم تتّضح بعد، وأنا بانتظار الـ"sponsors". المصدر: لبنان 24


صيدا أون لاين
١٤-٠٤-٢٠٢٥
- صيدا أون لاين
أكبر أرزة بلاستيكية في العالم... امرأة لبنانية تستعد لدخول "غينيس" للمرة السادسة (صور)
من فكرة بسيطة بدأت في أواخر عام 2019، استطاعت اللبنانية كارولين شبطني أن تحوّل شغفها بالحفاظ على البيئة إلى سلسلة من المبادرات المبتكرة، التي حملت اسم لبنان إلى موسوعة "غينيس" العالمية خمس مرات. مشاريعها لم تكن فقط صديقة للبيئة، بل حملت رسائل وطنية وإنسانية، جمعت فيها اللبنانيين من مختلف المناطق حول هدف واحد. وفي حديثٍ لـ"لبنان 24"، قالت شبطني إنّ رحلتها بدأت بشكل عفوي، عندما كانت تحاول خسارة الوزن، فنصحتها أخصائية التغذية بشرب كميات كبيرة من الماء. كانت تحتفظ بالقناني البلاستيكية بدلًا من رميها، ومن هنا انطلقت أول فكرة تحوّلت لاحقًا إلى مشروع ضخم، ثم إلى سلسلة إنجازات عالمية. أول رقم قياسي حقّقته شبطني كان في بلدة شكا عام 2019، حيث أنجزت أكبر شجرة ميلاد في العالم مصنوعة من القناني البلاستيكية، بلغ طولها 28.2 متر. وفي عام 2020، نفّذت أكبر فسيفساء على شكل هلال رمضان، مستخدمةً 500 ألف غطاء بلاستيكي، بمساحة 169.5 مترًا مربعًا، تبعها مشروع ثالث في العام نفسه، حيث صمّمت أكبر علم لبناني من مواد قابلة لإعادة التدوير، وصلت مساحته إلى 302.5 مترًا مربعًا. مع نهاية 2020، دخلت شبطني التاريخ كأول امرأة عربية تحقق ثلاثة أرقام قياسية في عام واحد. في آذار 2022، انتقلت إلى دبي حيث تعاونت مع شركة 'Sony' لإنجاز أكبر فسيفساء مسطّحة (2D) من أغطية القناني البلاستيكية، بمساحة بلغت 262.5 مترًا مربعًا. ثم توجهت إلى أفريقيا في نيسان من العام نفسه، حيث أنجزت أكبر كرة في العالم تتضمن 62 علمًا، جميعها مصنوعة من مواد مُعاد تدويرها. اليوم، تستعد شبطني لتحقيق رقمها السادس من خلال مشروع جديد يتمثّل في تنفيذ أكبر أرزة في العالم مصنوعة بالكامل من القناني البلاستيكية الخضراء. ويبلغ ارتفاع الأرزة 10 أمتار، وستُستخدم في بنائها 452 ألف قنينة، وهو عدد يرمز إلى مساحة لبنان (10,452 كلم²). وتخطّط شبطني لتقديم المشروع كتحيّة رمزية للجيش في عيده في 2 آب. وفي حديثها، أكدت أنّ التفاعل الشعبي مع المشروع بدأ فعليًا، رغم أنّها أطلقته قبل أسبوع واحد فقط. وأشارت إلى أنّ جمع القناني انطلق بشكل ملحوظ، بمساهمة الأفراد من مختلف المناطق. ورأت شبطني أنّ هذا المشروع، إضافة إلى رمزيته البيئية، يسلّط الضوء على قدرة اللبنانيين على التكاتف حين يتوحّدون خلف فكرة مشتركة. وقالت: "بحب قدّم هالمشروع للبنان بعد كل شي صار فيه من حروب وأزمات، لنرجّع شوية أمل". كما أوضحت أنّ العائدات الناتجة عن بيع البلاستيك بعد الانتهاء من المشروع، ستُخصّص لدعم أطفال السرطان. واختتمت حديثها بالتشديد على أن دخول لبنان إلى موسوعة غينيس ليس سهلاً على الإطلاق، مشيرةً إلى أن مكان تنفيذ المشروع لم يُحدّد بعد بانتظار الترتيبات النهائية والدعم من الجهات الراعية، وقالت: "حتى الآن لم نحدّد أين وكيف سيكون المشروع، لأن الأمور لم تتّضح بعد، وأنا بانتظار الـ"sponsors".