logo
الجرح الحادي عشر: العيد في مخيمات النزوح

الجرح الحادي عشر: العيد في مخيمات النزوح

بلا ماءٍ، بلا غذاءٍ، بلا دواءٍ، بلا كهرباءٍ، بلا توقف في نزف الدماءٍ، وبلا توقف للعيون عن البكاء، بلا توقف في أعداد الأسرى والجرحى والشهداء، بلا توقف في نسف البيوت وقصف المآذن والكنائس والمدارس والجامعات والجوامع والشوارع والمشافي والملاهي، بلا طقوس لعيد الفطر، وعيد الأضحى بلا أضاحٍ نذبحها، بل نحن الضحايا المذبوحون.
في عيد الأضحى يرتدي المسلمون أجمل الثياب ويُصلون صلاة العيد ويذبحون الأضاحي ويزورون الأرحام والأماكن الترفيهية ويجتمعون بالجلسات العائلية، ويتبادلون كل عام وأنتم بخير، إلا نحن في غزة، فلا طعم للعيد، فكل الأيام تتشابه علينا، كل أنواع المآسي نعيشها في اليوم الواحد.
يطل علينا عيد الأضحى، ونحن أحياء، لكن لسنا بخير، فكيف نكون بخير، ونحن لم نفرح بشعيرة الحج أو ذبح الأضاحي!، لكننا نعزي أنفسنا بأنه إن لم نمتلك أضاحي نتقرب بها لله، فإننا نقدم أرواحنا قربان لله.
وكيف نكون بخير وكل يوم يرتقي منا العشرات من الشهداء؟ لكننا نعزي أنفسنا، بأن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة.
وكيف نكون بخير وعدونا يقصف بيوتنا ومساجدنا وكنائسنا ومؤسساتنا ومدارسنا ومشافينا أمام العالم الظالم؟ لكننا نعزي أنفسنا بأن الله لا يغفل عما يعمل الظالمون.
وكيف نكون بخير ونحن نرى العالم يتفرج على المذابح، وكأنه يتابع فيلماً ترفيهياً؟ لكننا نعزي أنفسنا بأن الله سينتقم لنا في الوقت المناسب.
كيف نكون بخير ونحن نعيش نزوحاً مستمراً بحثاً عن أمن وهدوء نفتقده في بلادنا؟ لكننا نعزي أنفسنا بأن الله سيبدل خوفنا إلى أمن ورخاء.
كيف نكون بخير ونحن لا نجد طعاماً نأكله؟ فالمعابر مغلقة بأمر من عدونا، والمقابر مفتوحة بأمره، والعالم يُرسل لعدونا ما يقتلنا به، ويرسل لنا ما نكفن به الشهداء، لكننا نعزي أنفسنا بقول الله: "وبشر الصابرين".
كيف نكون بخير وعدونا يقصف مساجدنا التي نصلي فيها صلاة العيد وقتل علماءنا ومبادرينا الذين كانوا يخففون عن الناس وجع فقد الطعام؟ لكننا نعزي أنفسنا بأن ما عند الله خير وأبقى.
هذا باختصار يا سادة حال غزة للعام الثاني على التوالي، فالكارثة التي حرقت الأخضر واليابس لم تتوقف، ولن تمنعنا من أن نقول لكم: " كل عام وأنتم بخير".
المصدر / فلسطين أون لاين

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

حجاج بيت الله يرمون الجمرات في منى صباح عيد الأضحى
حجاج بيت الله يرمون الجمرات في منى صباح عيد الأضحى

معا الاخبارية

timeمنذ 14 ساعات

  • معا الاخبارية

حجاج بيت الله يرمون الجمرات في منى صباح عيد الأضحى

مكة المكرمة- معا- بدأ نحو 1.7 مليون حاج، اليوم الجمعة، العاشر من ذي الحجة 1446هـ، في مشعر منى، غرب المملكة العربية السعودية، رمي جمرة العقبة، أحد أهم مناسك الحج، تزامنا مع حلول أول أيام عيد الأضحى المبارك. مهللين ومكبرين، توافد حجاج بيت الله الحرام مع بزوغ فجر الجمعة إلى منى، بعد أن منّ الله عليهم الخميس بالوقوف على صعيد عرفات، وأداء الركن الأعظم من فريضة الحج. وبعدها، باتوا ليلتهم في مزدلفة، اقتداء بسنة رسول الإسلام محمد عليه الصلاة والسلام. وقالت وكالة الأنباء السعودية (واس): "بعد وصول الحجاج إلى مشعر منى، شرعوا في رمي جمرة العقبة، اتباعًا لسنة المصطفى عليه الصلاة والسلام". ورمي الجمرات، وفق مناسك الحج، هو "تذكير بعداوة الشيطان، الذي اعترض نبي الله إبراهيم عليه السلام في هذه الأماكن، فيعرفون بذلك عداوته ويحذرون منه". ويشرع للحجاج بعد رمي جمرة العقبة في هذا اليوم نحر هديهم، ثم حلق رؤوسهم، والطواف بالبيت العتيق، والسعي بين الصفا والمروة. وفي مشعر منى، يستمر الحجاج في إكمال مناسكهم فيبقون أيام التشريق، يذكرون الله كثيرًا ويشكرونه أن منّ عليهم بالحج، ويكملون رمي الجمرات الثلاث، بدءًا بالصغرى، ثم الوسطى، فالكبرى، كل منها بسبع حصيات. والخميس، أعلنت السلطات السعودية نجاح خطط تصعيد الحجاج إلى صعيد عرفات بمعاونة الذكاء الاصطناعي. وكشفت أن عدد الحجاج هذا العام سجل مليونا و673 ألفا و230 من داخل المملكة وخارجها. ويستمر موسم الحج 6 أيام، وانطلق الأربعاء بيوم التروية في منى، وشهد الخميس الوقوف بعرفة والمبيت بمزدلفة.

يوم عرفة ، تاج أيام الدهر وموعد مع الدعاء والمغفرة ، بقلم : د. تهاني رفعت بشارات
يوم عرفة ، تاج أيام الدهر وموعد مع الدعاء والمغفرة ، بقلم : د. تهاني رفعت بشارات

شبكة أنباء شفا

timeمنذ يوم واحد

  • شبكة أنباء شفا

يوم عرفة ، تاج أيام الدهر وموعد مع الدعاء والمغفرة ، بقلم : د. تهاني رفعت بشارات

يوم عرفة ، تاج أيام الدهر وموعد مع الدعاء والمغفرة ، بقلم : د. تهاني رفعت بشارات يوم عرفة، هو التاسع من شهر ذي الحجّة، درّة العقد في أيام العشر، وذروة النفحات الربانية التي تُشرِّف الزمان والمكان. هو يوم الوقوف الأعظم، حيث ترتفع الأكف، وتخشع القلوب، وتُهراق العبرات على جبل الرحمة، متوسلة إلى الله تعالى بطهر النفوس وصفاء القلوب، هو الموعد السنوي الذي تجتمع فيه البشرية على صعيد واحد، تذرف الدموع، وتُناجي الرحمن. هو اليوم الذي يسبق يوم النحر، ويُعد ثاني أعظم أيام العام بعده، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: 'إنَّ أعظمَ الأيَّامِ عندَ اللَّهِ تبارَكَ وتعالَى يومُ النَّحرِ، ثمَّ يومُ القَرِّ'، فجعل لعرفة مكانة سامقة في مراتب الفضل والكرامة. وقد أقسم الله جلّ وعلا بهذا اليوم في سورة الفجر: ﴿وَالْفَجْرِ * وَلَيَالٍ عَشْرٍ﴾، فشرف الزمان والمكان لا يكون إلا لعظيم، وجاءت 'ليالٍ عشر' نكرة لتعظيم شأنها، فدلّ ذلك على رفعة قدرها وعظيم أثرها في حياة المؤمن. ويوم عرفة، في قلب هذه الليالي المباركات، هو يوم تجديد العهد مع الله، ويوم تتصافى فيه الأرواح، وتصفو فيه السرائر، وترتفع فيه الأعمال، وتُفتح فيه أبواب السماء للراجين والداعين والمستغفرين. وقد ورد في الحديث الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم: 'أفضلُ أيامِ الدنيا أيامُ العشْرِ'، وأيّ فضلٍ أعظم من أن يكون العمل الصالح فيها أحبّ إلى الله تعالى من الجهاد في سبيله، إلا أن يخرج الرجل بنفسه وماله فلا يرجع من ذلك بشيء. إنها دعوة مفتوحة لكل مؤمن ليغتنم هذا اليوم، ويملأ صحيفته بالطاعات، من صيام، وذكر، ودعاء، واستغفار، وتوبة، وخشوع قلب، ودمعة صدق. ومن أعظم ما يُستحب في يوم عرفة، الصيام لغير الحاج؛ فهو يكفر ذنوب سنتين، كما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم: 'صيام يوم عرفة أحتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله والسنة التي بعده'. وهل من فضل أعظم من هذا الفضل؟! يوم واحد يمحو زلات عام مضى، ويضيء عاماً قادماً بنور الطاعة والرجاء. ويوم عرفة هو يوم التوبة والاستغفار، يوم الاعتراف بالتقصير والانكسار بين يدي الجبار، يوم يُنادى فيه: 'أفيضوا مغفوراً لكم'. وفيه يُستحب الإكثار من قول: 'لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كل شيء قدير'، فهو دعاء الأنبياء في يوم عرفة، كما قال الرسول الكريم: 'خيرُ الدعاءِ دعاءُ يومِ عرفة، وخيرُ ما قلتُ أنا والنبيونَ من قبلي: لا إلهَ إلا اللهُ وحدَه لا شريكَ له، له الملكُ وله الحمدُ، وهو على كلِّ شيءٍ قديرٌ'. وفي يوم عرفة، تستشعر النفس قصر الأمل، وسرعة الأجل، فيرقّ القلب، ويخضع اللسان، وتتسارع الخطى إلى أبواب الطاعة. هو يوم يُشعر العبد فيه بضعفه أمام جبروت الله، ويقرّ فيه بفقره بين يدي من لا يخذل من رجاه، ولا يرد من ناداه. يوم تعلو فيه الهمم لتبلغ عنان السماء بدعوات صادقة، وقلب منكسر، ونفسٍ مؤمنة بوعد الله: ﴿ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ﴾. ما أروع أن يبدأ المسلم يومه فيه بالاستغفار، وأن ينظر إلى السماء بعين التائب، ويقول من قلبه: اللهم انقلني من ذلّ المعصية إلى عزّ الطاعة، واكفني بحلالك عن حرامك، واغنني بفضلك عمّن سواك، ونوّر قلبي وقبري، واغفر لي من الشر كله، واجمع لي الخير كله، اللهم إني أسألك الهدى والتقى والعفاف والغنى، اللهم يسرني لليسرى وجنبني العسرى، وارزقني طاعتك ما أبقيتني، أستودعك مني ومن أحبابي والمسلمين أدياننا وأماناتنا وخواتيم أعمالنا، وأقوالنا وأبداننا وجميع ما أنعمت به علينا. يوم عرفة ليس يوماً عادياً، بل هو نفحة من نفحات الجنة تهبّ على الأرض، فمن شمّها عرف السكينة، ومن تنفّسها تنزّه عن هموم الدنيا، ومن اغتنمها صار من أهل الرضا والنجاة. هو موعد مع الرحمة، مع المغفرة، مع التغيير الحقيقي من الداخل، مع عزيمة أن نكون عباداً صالحين لا يلتفتون إلى الوراء، ولا يتعثرون بالذنوب، بل يمضون إلى الله خاشعين، شاكرين، تائبين. اللهم في هذا اليوم الفضيل، يوم عرفه، يوم تُجاب فيه الدعوات، وتُقال فيه العثرات، وتُعتق فيه الرقاب من النار، اللهم افرجها على أمة محمد، وانصر المستضعفين، وأكرم من دعاك، يا أرحم الراحمين، ويا أكرم الأكرمين، إنك قريب مجيب الدعاء.

مستوطنون يقتحمون باحات الأقصى بحماية قوات الاحتلال
مستوطنون يقتحمون باحات الأقصى بحماية قوات الاحتلال

فلسطين أون لاين

timeمنذ 2 أيام

  • فلسطين أون لاين

مستوطنون يقتحمون باحات الأقصى بحماية قوات الاحتلال

اقتحم عشرات المستوطنين صباح اليوم الخميس، المسجد الأقصى المبارك وباحاته، بحماية مشددة من شرطة الاحتلال الإسرائيلي. وقالت مصادر مقدسية، إنّ عشرات المستوطنين اقتحموا المسجد الأقصى من جهة باب المغاربة، وأدوا طقوسا تلمودية داخل البلدة القديمة وعند بوابات الأقصى وداخله. ولفتت مصادر صحفية، إلى أن قوات الاحتلال تواصل انتشارها المكثف في البلدة القديمة من مدينة القدس المحتلة حيث حولتها لثكنة عسكرية، وانتشر المئات من عناصر الاحتلال على مسافات متقاربة، خصوصا عند بوابات الأقصى. وشددت قوات الاحتلال من إجراءاتها العسكرية على أبواب البلدة القديمة والمسجد الأقصى، وفرضت قيودا على دخول المصلين الفلسطينيين. المصدر / فلسطين أون لاين

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store