
مصطفى بيومي.. عمود الإبداع والنقد
من يكتب لا يموت.. حقيقة ساطعة سطرها الأديب الكبير مصطفى بيومى الذى نسج كتابات فريدة فى تاريخنا الثقافى بفضل اعتناقه ثلاثية عملية صارت مفاتيح شخصيته النبيلة وتضم "الجدية" و"الدقة" و"النظام".. وهى الثلاثية التى كان لها الفضل فى سطوع إنتاجه الغزير على الرغم من حالة الإحباط العامة والتى كان لها أثر مدمر على توقف عدد كبير من المشروعات الفكرية لمحاربين آخرين، لكن مصطفى بيومى بما يملكه من أبعاد فلسفية ومباديء صارت نادرة قاوم حالة التردى بالاستمرار وقاوم الإحباط بالعمل الجاد، وقاوم روح الغش الأدبى بمزيد من الإبداع الفارق وقاوم التجاهل بالتواجد المنحوت على مسلة التاريخ المصرى.. كنت أتالم دائمًا وأنا أراقب إعلان جوائز الدولة فأجد أسماء تتباهى بالفوز بها فى حين أن ما قدمته لا يساوى نقطة فى بحر مما سطره مصطفى بيومى ببراعة وصبر واتقان وتفانٍ عجيب.. فهل هذا هو الوعد المكتوب على كل من يعمل بإخلاص بدون شلة ثقافية تحمى ظهره ولا نفاق يحجز له مكان فى الصفوف الاولى ولا معارف يطرحون اسمه؟. إنه واقع غريب نعانى منه لكن مصطفى بيومى لا يشكو ولا يبكى ولا يتراجع وظل مؤمنًا بالقارئ.. القارئ فقط هو من يستحق أن تخلص له وتقدم أفضل ما عندك فهو صاحب الفضل الوحيد.. لذلك لابد أن يعمل لأجله لينير له الطريق بقوة الكلمة التى تتشابك مع عقله ومجتمعه فتتحدى أقسى عدو للبشر أجمعين "الموت".
تفرد أديبنا الكبير فى كتاباته وخاض طرقًا مجهولة منها كتاباته التحليلية لأعمال كبار الأدباء الإبداعية وهى التى تدخل تحت مجال علم الانثربولوجيا الثقافية فنتيجةً للتطور الكبير فى العلوم الإنسانية فى بدايات القرن العشرين، اتسعت مجالات الدراسة فى الأنثروبولوجيا الثقافية، فأصبحت تشمل ثقافة الإنسان الحديث، والإنسان المعاصر، الذى يعيش حياته بطريقة متمدنة وصناعية، تسودها التعقيدات الاجتماعية والثقافية، والذى لا يكتفى بما هو ضرورى للحياة، بل يسعى إلى تحقيق الكماليات. ومن مجالاتها الدراسات الأفقية والمتزامنة وهذه الدراسات تتميز بالمقارنة، فهى دراسات أنثروبولوجيا تستنتج الفروقات بين الثقافات المتباينة. والدراسات التتبعية وهى دراسات رأسية تهدف إلى تتبع نمو الثقافات والطريقة التى أدت إلى النتاج النهائى لهذه الثقافات. وتجد فى كتابات مصطفى بيومى التى تجاوزت مفهوم النقد الأدبى صدى واسع لهذه الدراسات ومنها على سبيل المثال كتب "عصير الشخصية المصرية.. قراءة فى رباعيات صلاح جاهين" و"الفلاح والسلطة فى أدب يوسف القعيد" وشخصيات "الملك فاروق وجمال عبد الناصر والسادات وسعد زغلول وأم كلثوم فى الأدب" وكتابه "ظاهرة الحجاب.. قراءة فى الرواية المصرية" وكتاب "وطنيون.. وطائفيون شخصيات مسيحية فى الأدب المصري"، وغيرها الكثير فقد امتلك قدرة هائلة على التحليل المعرفى والمقارنة الاجتماعية والنقد السياقى وبرزت أعماله المنحوته رأسيًا وأفقيًا وأنت تقف أمام هذه المؤلفات الضخمة التى تعجز عن إنتاجها مؤسسات كاملة وتندهش بالفعل من قدرة شخص على تقديم كل هذا الكم والكيف فمؤلفاته عن نجيب محفوظ وحدها لم تنتجها أقسام كليات الآداب فتصرخ وأنت تقرأ "ياللعظمة".
والأن وبعد رحيل مصطفى بيومى عنا بالجسد فقط.. هل تشعر المؤسسات الثقافية والهيئات التى قصرت فى حقه فلا تكتفى بالرثاء والعزاء وتعمل على تكريمه بعمل حقيقى؟ فالفرص مازالت سانحة ومن ذلك اختيار اسمه ليكون شخصية معرض القاهرة الدولى للكتاب فى دورته القادمة وإقامة المحاور والندوات للتعريف به وبانتاجه الضخم وإصدار مؤلفاته فى سلسلة الأعمال الكاملة أو فى طبعات شعبية عن الهيئة العامة للكتاب أو عن هئية قصور الثقافة وإطلاق اسمه على أحد شوارع المنيا أو بنى مزار.. الرجل يستحق الكثير لأنه بالفعل قدم الكثير.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


البوابة
منذ 3 ساعات
- البوابة
مصطفى شحاتة ينضم إلى طاقم عمل فيلم "بنات فاتن" بطولة يسرا
انضم مصطفى شحاتة رسميًا إلى طاقم عمل فيلم "بنات فاتن" للنجمة يسرا، والذي يجري حاليًا تصويره ومن المقرر عرضه قريبًا في دور السينما. وبجانب النجمة يسرا، يشارك شحاتة بطولة الفيلم مع هدى المفتي وباسم سمرة. وهو من إخراج محمد نادر، الذي شارك أيضًا في كتابة السيناريو مع أمينة مصطفى. فيلم 'أسد' وبينما يصور دوره في فيلم "بنات فاتن"، يشارك مصطفى شحاتة أيضًا في فيلم "أسد"، وهو ملحمة تاريخية كبرى من إخراج الثلاثي الموهوب شيرين، وخالد، ومحمد دياب، المعروفين بأعمال مثل "طلق صناعي"، و"أميرة" (الذي فاز بثلاث جوائز في مهرجان فينيسيا)، والمسلسل الملحمي "طايع". 'ستموت في العشرين' ويُذكر أن شحاتة، بدأ مشواره الفني في فيلم "ستموت في العشرين" للمخرج أمجد أبو العلاء، والذي اكتسح جوائز المهرجانات الدولية، من بينها جائزة أفضل عمل أول في مهرجان فينيسيا السينمائي الدولي، وأفضل سيناريو في أيام قرطاج السينمائية، كما مثل السودان رسميًا في جائزة أوسكار أفضل فيلم دولي 2021. مواهب برلين كما شارك مصطفى في برنامج مواهب برلين عام 2020، وكان عضوًا في لجنة التحكيم بمهرجان أجيال السينمائي الدولي في الدوحة 2020 ومهرجان العين السينمائي بأبو ظبي 2021. وفي 2024، انضم مصطفى شحاتة إلى طاقم عمل فيلم "سلمى وقمر"، ويشارك مصطفى في بطولته مع مجموعة من النجوم العرب، من بينهم صبا مبارك، قصي خضر وبراء عالم، وإخراج عهد كامل. وقد فاز الفيلم بجائزة النخلة الذهبية لأفضل فيلم روائي طويل، في الدورة الحادية عشرة من مهرجان أفلام السعودية 2025.


العين الإخبارية
منذ 2 أيام
- العين الإخبارية
أمير كرارة في مفاجأة لـ«العين الاخبارية»: عملي القادم بدون أكشن
أعرب الفنان أمير كرارة عن سعادته بحضور العرض الخاص لفيلم "المشروع X"، الذي أُقيم مساء السبت 18 مايو/ أيار بدار الأوبرا المصرية، مؤكدًا أنه جاء دعمًا لأصدقائه المشاركين في العمل، قائلًا: "كلهم إخوتي.. كريم عبد العزيز، وعصام السقا، وياسمين صبري، وبيتر ميمي.. جئت من أجل الجميع. أنا متأكد أنها ستكون تجربة كبيرة في صناعة السينما إن شاء الله". "ظروف غامضة".. تجربة جديدة في الدراما القصيرة وعن مشاريعه الفنية المقبلة، أوضح كرارة أنه يصوّر حاليًا مسلسلًا جديدًا بعنوان "ظروف غامضة"، يتكوّن من عشر حلقات فقط، ومن المنتظر عرضه قريبًا على إحدى المنصات الرقمية. وأضاف: "الموضوع مختلف تمامًا، لا يحتوي على أكشن إطلاقًا، فهي تجربة جديدة بالنسبة لي.. ولم تُعرض بعد، لكنني سعيد بها". وأبدى كرارة ارتياحه للتحوّل إلى الدراما القصيرة، مفسرًا ذلك بتغيّر ذوق الجمهور: "الناس بدأت تتابع أكثر الأعمال القصيرة.. لم يعد لديهم صبر، مسلسلات الـ٣٠ حلقة أصبحت مناسبة أكثر لرمضان. ولو وجدت فكرة جيدة لرمضان المقبل سأكون حاضرًا، وإن لم أجد فلن أشارك". عن فيلم "الشاطر": كوميديا خالصة في يوليو كشف كرارة عن اقتراب موعد عرض فيلمه الجديد "الشاطر"، مشيرًا إلى أنه من المقرر طرحه في دور العرض خلال شهر يوليو/ تموز المقبل، وقال: "فيلم الشاطر جيد جدًا، كوميدي من إخراج أحمد الجندي، وأعتقد أنه أفضل من يقدم الكوميديا في مصر، ويشاركني فيه مصطفى غريب، وهنا الزاهد". وعن اختيار مصطفى غريب، أوضح: "لا، لست أنا من يختار، هناك شركة إنتاج، نجتمع جميعًا ونختار. لكن مصطفى غريب موهبة متميزة.. من أكثر الأشخاص الذين يضحكوني في حياتي". رأي صريح في المشاركة الرمضانية فيما يتعلق بالمشاركة في دراما رمضان، قال كرارة إنه لا يفضّل الظهور في الموسم لمجرد التواجد، موضحًا: "أنا إن لم أجد موضوعًا جيدًا فلن أعود في رمضان.. لقد ارتحت سنة لهذا السبب، لأن المشاهد أصبح أكثر وعيًا ويريد مشاهدة عمل جيد، وأنا كذلك أشعر بالملل". "إكس" في عناوين الأعمال الفنية؟ وفي لفتة خفيفة، طُلب من كرارة تسمية ثلاثة أعمال فنية تحمل كلمة "إكس" في عناوينها، فأجاب سريعًا: "المواطن X، إكس لارج، ومستر إكس". نجوم شباب لفتوا انتباهه وعن الفنانين الصاعدين الذين نالوا إعجابه خلال الفترة الأخيرة، قال كرارة: "طه الدسوقي، وعصام عمر، وأحمد مالك.. السنة الماضية، أحمد مالك قدم نقلة كبيرة جدًا". وأضاف بشأن الفنانات الشابات: "هدى المفتي.. هناك كثيرون ولا أريد أن أنسى أحدًا". وتحدّث عن تطور أداء الفنان عصام السقا قائلًا: "عصام السقا فاجأني هذا العام بأدائه والتطور الذي وصل إليه، لأنه من أوائل الأشخاص الذين عملوا معي، وأنا أتواصل معه دائمًا وأقول له: لقد تطورت كثيرًا". aXA6IDM4LjIyNS40LjE4NyA= جزيرة ام اند امز SE


صحيفة الخليج
منذ 6 أيام
- صحيفة الخليج
«وثائقيات ماسبيرو» تنطلق بـ«آينشتاين في بورسعيد»
أعلن أحمد المسلماني رئيس الهيئة الوطنية للإعلام بمصر، بدء إنتاج سلسلة من الأفلام الوثائقية تحت عنوان «وثائقيات ماسبيرو»، على أن تبدأ بفيلم بوثائقي بعنوان «آينشتاين في بورسعيد»، يرصد زيارة عالم الفيزياء الأمريكي من أصل ألماني ألبرت آينشتاين للمدينة الباسلة، في أثناء رحلته الآسيوية الشهيرة، والتي بدأها بالمرور عبر مدينة بورسعيد، كما يرصد من مصادر متعددة، اللقاء العائلي الذي جمع بين أسرتي العالم المصري مصطفي مشرفة وألبرت آينشتاين. يتناول الفيلم الذي يستضيف مؤرخين مصريين وأجانب وشخصيات من عائلة مشرفة، جوانب من مضمون اللقاء الشهير وكذلك ردود الفعل حول زيارة آينشتاين الآسيوية والجدل الذي أثير بشأن مذكراته عن الشرق، ولاسيما الصين واليابان. الفيلم يتبعه عدد من الأعمال الوثائقية عن علماء وفنانين وأدباء ومثقفين مصريين وعرب وأجانب خلال المرحلة المقبلة، حيث تأتي سلسلة «وثائقيات ماسبيرو»، ضمن رؤية عودة ماسبيرو والتي انتقلت إلى مرحلة تطوير الإذاعة والشاشة ودمج عدد من القنوات المتخصصة وعودتها في شكل وصورة جديدة.